المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ فِي أَيْدِيكُمْ كُتُبٌ فَأَحَبُّهَا إِلَى اللَّهِ..



احمد ابو انس
2020-12-08, 08:24 PM
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زَبْرٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، بَلَغَهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ فِي أَيْدِي النَّاسِ كُتُبٌ فَاسْتَنْكَرَهَ ا وَكَرِهَهَا , وَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ فِي أَيْدِيكُمْ كُتُبٌ فَأَحَبُّهَا إِلَى اللَّهِ أَعْدَلُهَا وَأَقْوَمُهَا , فَلَا يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ عِنْدَهُ كِتَابٌ إِلَّا أَتَانِي بِهِ , فَأَرَى فِيهِ رَأْيِي» قَالَ: فَظَنُّوا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْظُرَ فِيهَا وَيُقَوِّمَهَا عَلَى أَمْرٍ لَا يَكُونُ فِيهِ اخْتِلَافٌ , فَأَتَوْهُ بِكُتُبِهِمْ فَأَحْرَقَهَا بِالنَّارِ , ثُمَّ قَالَ: «أُمْنِيَةٌ كَأُمْنِيَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ؟»
ماصحة هذا الأثر؟

أبو إسماعيل محمد حلمي
2020-12-09, 08:53 AM
رجاله ثقات غير أن فيه انقطاعا بين القاسم بن محمد وعمر بن الخطاب ، فالقاسم ولد عام 35 ه ، بينما توفي عمر بن الخطاب عام 23 ه ، فالانقطاع بينهما ظاهر.

احمد ابو انس
2020-12-09, 03:08 PM
جزاكم الله خيرا.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2020-12-10, 01:19 PM
قلتُ: له أصل فهو له شواهد عدة.
وهذا الخبر لم ينفرد به الخطيب البغدادي في تقييد العلم (1/52)، بل توبع فيما أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص:363)، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قال: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَقُولُ: قَامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَسَأَلَ النَّاسَ عَمَّا كَتَبُوا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُوهُ بِهِ، فَأَمَرَ به فخرق أو حرق.
فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّهُ كَرِهَ كِتَابَةَ الحديث". اهـ.
وله شاهد فيما أخرجه معمر في الجامع [20484]، فقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ، فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَهَا، فَطَفِقَ يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهَا شَهْرًا، ثُمَّ أَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ اللَّهُ لَهُ، فَقَالَ:
«إِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ السُّنَنَ، وَإِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا كُتُبًا، فأَكَبُّوا عَلَيْهَا وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُلْبِسُ كِتَابَ اللَّهِ بِشَيْءٍ أَبَدًا». اهـ.
وله شاهد ءاخر خرج أيضا في جامعه [20906]، فقال: عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ صَبِيغًا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ "، فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ صَبِيغٌ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَعَاقَبَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " وَحَرَّقَ كُتُبَهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَلا تُجَالِسُوهُ ". اهـ.
ومن طريق ءاخر أخرجه عبد الرزاق في مصنفه [10166]، فقال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ:
كَانَ يَقُولُ: " بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يَطْلُبُ كُتُبَ دَانْيَالَ، وذَاكَ الضِّرْبَ، فَجَاءَ فِيهِ كِتَابٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنْ يُرْفَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا أَدْرِي فِيمَا رُفِعْتُ؟
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ: عَلاهُ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، حَتَّى بَلَغَ الْغَافِلِينَ}، قَالَ: فَعَرَفْتُ مَا يُرِيدُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي، فَوَاللَّهِ مَا أَدَعُ عِنْدِي شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْكُتُبِ إِلا حَرَقْتُهُ، قَالَ: ثُمَّ تَرَكَهُ ". اهـ.
وأخرج أيضا في مصنفه [6036]، فقال: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ الْجُرَيْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ:
" لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ أَحَدًا لا يَتَعَلَّمُ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى، إِلا وَهُوَ يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ،
حَتَّى إِذَا كَانَ هَاهُنَا بِأَخَرَةٍ ظَنَنْتُ أَنَّ نَاسًا يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ، وَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ النَّاسَ وَمَا عِنْدَهُمْ، فَأَرِيدُوا اللَّهَ بِأَعْمَالِكُمْ وَقِرَاءَتِكُمْ ، فَإِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ، وَيُنْبِئُنَا مِنْ أَخْبَارِكُمْ،
وَأَمَّا الْيَوْمَ فَإِنَّمَا أَعْرِفُكُمْ بأقوالكم، مَنْ أَعْلَنَ لَنَا خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا، وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَعْلَنَ لَنَا شَرًّا، ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا، وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ، سَرَائِرُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ ". اهـ.
والله أعلم.

أبو البراء محمد علاوة
2020-12-10, 02:05 PM
للفائدة:
فقد اختلف الصحابة رضي الله عنهم في جواز كتابة الحديث، فكرهها عمر وابن مسعود ‏وزيد بن ثابت وأبو موسى وأبو سعيد الخدري في جماعة آخرين من الصحابة، كما ‏كرهها بعض التابعين. وأباحها علي وابنه الحسن وأنس وعبد الله بن عمرو رضي الله ‏عنهم، والحجة للفريق الأول ما روى أبو سيعد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله ‏عليه وسلم قال: "لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن، ومن كتب عني شيئاً سوى القرآن ‏فليمحه" رواه مسلم.‏
والحجة للفريق الثاني قصة أبي شاهٍ اليمني في التماسه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏أن يكتب له شيئاً سمعه في خطبته عام فتح مكة" وقوله صلى الله عليه وسلم " اكتبوا لأبي ‏شاة" متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وفي الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه أنه ‏قال في حديث له (وما في هذه الصحيفة) ثم ذكر أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏مكتوبة فيها.
وفي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (لم يكن أحد أكثر حديثاً ‏عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب" وفي رواية: ‏استأذن رسول الله في الكتابة فأذن له. وفي السنن: أن عبد الله بن عمرو قال يا رسول ‏الله: أكتب عنك في الرضا والغضب؟ فقال اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا ‏حق" وأشار بيده إلى فيه… ولعله صلى الله عليه وسلم أذن في الكتابة عنه لمن خشي عليه ‏النسيان، ونهى عن الكتابة عنه لمن وثق بحفظه مخافة الاتكال على الكتابة، أو نهى عن ‏كتابته حين خاف عليهم اختلاط ذلك بصحف القرآن وأذن في كتابته حين أُمِنَ من ‏ذلك، ثم زال الاختلاف، وأجمع المسلمون على تسويغ ذلك وإباحته، ولولا تدوينه لدرس ‏في الأعصر الأخيرة.‏
أما تدوين الحديث بصورة عامة فقد همَّ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه به، ‏واستشار الصحابة رضي الله عنهم فأشاروا عليه بذلك، ثم استخار الله شهراً، ثم قال: إني ‏ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله عز وجل، وإني ‏والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً، رواه البيهقي. وفي هذا ما يؤكد أن علة نهي النبي ‏صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث هي ما ذكرنا قبل، من خشية أن يختلط على ‏البعض القرآن بالسنة، لذا كان نهيه عن تدوين السنة عاماً، وإذنه كان خاصاً لظروف ‏وملابسات معينه.‏
وأما تدوين السنة تدويناً عاماً، فتكاد تجمع الروايات أن أول من فعله هو الخليفة الراشد ‏‏(عمر بن عبد العزيز) إذ أرسل إلى أبي بكر بن حزم عامله وقاضيه على المدينة قائلاً: (انظر ‏ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم ‏وذهاب العلماء) وأمره أن يكتب ما عند عمرة بنت عبد الرحمن، والقاسم بن محمد. ‏ورغب إلى محمد بن مسلم الزهري أن يكتب بقية حديث أهل المدينة.‏
بل أرسل إلى ولاة الأمصار كلها وكبار علمائها يطلب منهم مثل هذا، فقد أخرج أبو ‏نعيم في تاريخ أصبهان أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أهل الآفاق (انظروا إلى حديث ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعوه)‏
ثم بعد ذلك شاع التدوين، وظهرت الكتب. فلله الحمد والمنة أن حفظ كتابه، وهيأ ‏رجالاً حفظوا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.‏
<span style="color: rgb(66, 65, 66); font-family: &quot;Lotus Linotype&quot;; font-size: 21px; text-align: justify;">
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/8516/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A %D8%AB-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D9%88%D9%8A %D9%86%D9%87

عبد الرحمن هاشم بيومي
2020-12-10, 08:42 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك.

أبو البراء محمد علاوة
2020-12-10, 09:04 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك.
وجزاكم آمين

احمد ابو انس
2020-12-25, 04:50 PM
جزاكم الله خيراً.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2020-12-25, 07:32 PM
جزاكم الله خيراً.

وجزاكم الله خيرا