المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث: الناس معادن، وذي الوجهين.



عبد العزيز العازمي
2020-11-16, 09:27 PM
روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسولﷺ:
"وَالنَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ*الْ ِضَّةِ وَالذَّهَبِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ،
وَتَجِدُونَ مِنْ شرار النَّاسِ يومَ القيامة ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ ".


- رواه البخاري (المناقب)* بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى . (3495)
- رواه مسلم (البر والصلة والآداب) باب: الأرواح جنود مجندة. (2637).

رواية أخرى للشيخين: " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ : " أَتْقَاهُمْ ". قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ : " فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ". قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ : " فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي ؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا ".

شرح (النووي):
-المعادن : الأصول ، وإذا كانت الأصول شريفة كانت الفروع كذلك غالبا ، والفضيلة في الإسلام بالتقوى ، لكن إذا انضم إليها شرف النسب ازدادت فضلا .
- وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أشدهم له كراهية حتى يقع فيه ) قال القاضي : يحتمل أن المراد به الإسلام كما كان من عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو ، وغيره من مسلمة الفتح ، وغيرهم ممن كان يكره الإسلام كراهية شديدة ، لما دخل فيه أخلص وأحبه ، وجاهد فيه حق جهاده



شرح (ابن حجر):
-شرار الناس ذا الوجهين: إنما كان ذو الوجهين شر الناس؛ لأن حاله حال المنافق؛ إذ هو متملق بالباطل وبالكذب، مدخل للفساد بين الناس. وقال النووي: هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها، فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها، وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين، وهي مداهنة محرمة.

قال: فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود. وقال غيره: الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى، ويذم كل طائفة عند الأخرى، والمحمود أن يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى، ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى، وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2020-11-17, 09:17 AM
روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسولﷺ:
"وَالنَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ،
وَتَجِدُونَ مِنْ شرار النَّاسِ يومَ القيامة ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ ".


- رواه البخاري (المناقب)* بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى . (3495)
- رواه مسلم (البر والصلة والآداب) باب: الأرواح جنود مجندة. (2637).

رواية أخرى للشيخين: " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ : " أَتْقَاهُمْ ". قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ : " فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ". قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ : " فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي ؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا ".

شرح (النووي):
-المعادن : الأصول ، وإذا كانت الأصول شريفة كانت الفروع كذلك غالبا ، والفضيلة في الإسلام بالتقوى ، لكن إذا انضم إليها شرف النسب ازدادت فضلا .
- وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أشدهم له كراهية حتى يقع فيه ) قال القاضي : يحتمل أن المراد به الإسلام كما كان من عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو ، وغيره من مسلمة الفتح ، وغيرهم ممن كان يكره الإسلام كراهية شديدة ، لما دخل فيه أخلص وأحبه ، وجاهد فيه حق جهاده



شرح (ابن حجر):
-شرار الناس ذا الوجهين: إنما كان ذو الوجهين شر الناس؛ لأن حاله حال المنافق؛ إذ هو متملق بالباطل وبالكذب، مدخل للفساد بين الناس. وقال النووي: هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها، فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها، وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين، وهي مداهنة محرمة.

قال: فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود. وقال غيره: الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى، ويذم كل طائفة عند الأخرى، والمحمود أن يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى، ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى، وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح.
جزاك الله خيرا.