تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير: وقال فرعون ذروني أقتل موسى



أبو البراء محمد علاوة
2020-11-11, 12:20 AM
وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد.
السؤال: فرعون هذا كان ملكا، وكان يدعي الألوهية. كيف لواحد في مثل هذا المنصب أن يطلب من قومه، ويستأذن منهم أن يسمحوا له بقتل سيدنا موسى -عليه السلام- وقد يكون قادرا على قتله، بل وقتل غيره بالفعل بالعشرات والمئات؟
وجزاكم الله -عز وجل- خيرا.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلأهل العلم عن ذلك أجوبة متعددة.

فقال السمعاني في تفسيره: إن قال قائل: ومن الذي كان يمنع فرعون من قتل موسى حتى يقول: {ذروني أقتل موسى}؟ والجواب من وجهين: أحدهما أن معناه: ذروني أقتل موسى، أي: أشيروا علي بقتل موسى، كأنه طلب المشورة منهم أيقتله أو لا يقتله؟
والثاني: كان في جملة قومه من يحذره من قتل موسى خوفا من هلاك فرعون، فقال على هذا: ذروني، لا تمنعوني واتركوني أقتله. اهـ.

وقال ابن عطية في تفسيره: الظاهر من أمر فرعون أنه لما بهرت آيات موسى عليه السلام، انهد ركنه، واضطربت معتقدات أصحابه، ولم يفقد منهم من يجاذبه الخلاف في أمره، وذلك بين من غير ما موضع من قصتهما، في هذه الآية، على ذلك دليلان:
أحدهما قوله: {ذَرُونِي} فليست هذه من ألفاظ الجبابرة المتمكنين من إنفاذ أوامرهم.
والدليل الثاني: مقالة المؤمن وما صدع به، وأن مكاشفته لفرعون أكثر من مسايرته، وحكمه بنبوة موسى أظهر من توريته في أمره. اهـ.

وقال البيضاوي في تفسيره: كانوا يكفونه عن قتله، ويقولون إنه ليس الذي تخافه بل هو ساحر، ولو قتلته ظن أنك عجزت عن معارضته بالحجة. وتعلله بذلك مع كونه سفاكاً في أهون شيء، دليل على أنه تيقن أنه نبي فخاف من قتله، أو ظن أنه لو حاوله لم يتيسر له، ويؤيده قوله: {وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} فإنه تجلد وعدم مبالاة بدعائه. اهـ.

وقال الماوردي في تفسيره: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه أشيروا عليّ بقتل موسى؛ لأنهم قد كانوا أشاروا عليه بأن لا يقتله؛ لأنه لو قتله منعوه، قاله ابن زياد.
الثاني: ذروني أتولى قتله؛ لأنهم قالوا: إن موسى ساحر إن قتلته هلكت، لأنه لو أمر بقتله خالفوه.

الثالث: أنه كان في قومه مؤمنون يمنعونه من قتله، فسألهم تمكينه من قتله. اهـ.

والله أعلم.

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/431416/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%84-%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B0%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89

السعيد شويل
2020-11-13, 03:58 PM
حين ألقى سيدنا موسى عصاه فإذا هى ثعبان مبين .. وأدخل يده فى جيبه وأخرجها فإذا هى بيضاء تسر الناظرين ..
نظر فرعون إلى ملئه وإلى جنده وحاشيته وقال لملئه وحاشيته لاتؤمنوا بما جاءكم به موسى ولا تسمعوا أو تنصتوا له ولا تصدقوا ما تروه منه إنه ساحر مبين
....
دون فكر أو وعى خضع القوم وأذعنوا لما أخبرهم به فرعون وأقروا بأن موسى ساحر عظيم ..
فاستهان بهم واستخف بعقولهم وقال لهم إن موسى يريد بدعوته أن يبدل دينكم أو يفشى الفساد بينكم أو يخرجكم من مصر أرضكم ..
وطلب منهم أن يذروه ويتركوه لكى يقتله ..
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }
...
أقروا بما أخبرهم به فأطاعوه وأذعنوا له بل وأرادوا قتله نيابة عنه .. فجاءهم رجل من آل فرعون ..
{ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ }
...
فرعون صار عاجزاً ضعيفاً أمام ملئه وجنده لعِلْمه بإفكه وكذبه .. وأصبح صاغراً ذليلاً لعلمه بأنه ضالٌ ومضل لقومه ..
وبعد أن كان يدّعى أنه ربهم وإلههم خضع وانصاع لهم .. بعد أن كان آمراً لهم صار مأموراً منهم .. وقال لهم : ماذا تأمرون . ؟
{ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ .. فَمَاذَا تَأمُرُونَ }
*********