احمد ابو انس
2020-11-07, 10:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فسائل عن فضل حضانة اللقيط ومقارنتها بكفالة اليتيم؟
والجواب:
الَّذي يبدو -والعلم عند الله- أنَّ كفالة اللَّقيط أعظم أجرًا من كفالة اليتيم، وذلك لأنَّ اليتيم يشفق عليه عموم النَّاس، وأمَّا اللَّقيط فقد ينفر منه عموم النَّاس إلَّا من شاء الله، اليتيم له أمٌّ تُؤويه، وأمَّا اللَّقيط فهو مُقتطَعٌ دون الفاجر والفاجرة، فلا أمٌّ ولا أبٌ، اليتيم له قرابةٌ يُعصِّبونه، ويُؤونه، ويحمونه، بل وربَّما يتسابقون إلى كفالته، ينتسب إليهم، ويتشرَّف بهم، وأمَّا اللَّقيط فذلك المُنقطع، ورقةٌ سقطت من شجرةٍ، لا يُدرى أصل هذه الورقة من أيِّ شجرةٍ سقطت، فلا مأوى، ولا عصبة، ولا قرابة يأوي إليهم، ويشتدُّ بهم، ويشفقون عليه، وينتسب إليهم، لا شيء من ذلك كلِّه، فاضطراره واللهِ أعظم بكثيرٍ من اضطرار اليتيم إلى إحسان المُحسنين، وبناءاً على كون النَّفس تنفر من كفالة اللَّقيط بخلاف كفالة اليتيم، والشَّيء إذا كانت النَّفس منه أنفر كان وازع الشَّرع ودافعه بتحصيل الأجر أعظم، من أجل أن يرغِّب في ذلك الَّذي تنفر النَّفس منه، ألا ترى أنَّه جاء في فضل تربية البنات وتنشئتهنَّ ما لم يرد ولا قريبًا منه في تربية الأبناء وتنشئتهم؟ وذلك لأنَّ النَّفس لا تميل إلى تربية البنات وإنتاجهنَّ كما تميل النَّفس لإنتاج الأبناء وتربيتهم؛ إذ ليس الذَّكر كالأنثى، الذَّكر مرغوبٌ لدى أكثر النَّاس أكثر من رغبتهم في الأنثى؛ لأنَّ الأصل أنَّ الابن أنفع لأهله من البنت، إذ البنت مأواها لزوجها وأولادها، أمَّا الابن فعصبةٌ يحتمي به والداه، وينفق عليهما، ويهتمُّ بشؤونهما، ويبرز في قضاء حوائجهما ما لا يكون نظير ذلك من البنت، والله تعالى يقول في تفضيل الابن: (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا)، يعني جعل لكم الصفوة البنين، واتخذ لنفسه الإناث -بناءاً على زعمكم بكون الملائكة إناثاً؟!!!- وقال تبارك وتعالى: (وليس الذكر كالأنثى) ، وجعل الله تعالى النُّبوَّة والرِّسالة في الذُّكور، ولم يجعل في النِّساء منها شيئًا، وعامَّة أهل العلم من الذُّكور، وقلَّ من كان منهم من الإناث.
فكذلك قل في اللَّقيط، كفالة اللَّقيط، والإحسان إليه، وحيازته، وحضانته هي أعظم أجرًا من كفالة اليتيم -فيما يظهر من هذه المقاصد الَّتي سبق ذكرها-، والله الموفق.
كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤٢/٣/٦ هج.
والجواب:
الَّذي يبدو -والعلم عند الله- أنَّ كفالة اللَّقيط أعظم أجرًا من كفالة اليتيم، وذلك لأنَّ اليتيم يشفق عليه عموم النَّاس، وأمَّا اللَّقيط فقد ينفر منه عموم النَّاس إلَّا من شاء الله، اليتيم له أمٌّ تُؤويه، وأمَّا اللَّقيط فهو مُقتطَعٌ دون الفاجر والفاجرة، فلا أمٌّ ولا أبٌ، اليتيم له قرابةٌ يُعصِّبونه، ويُؤونه، ويحمونه، بل وربَّما يتسابقون إلى كفالته، ينتسب إليهم، ويتشرَّف بهم، وأمَّا اللَّقيط فذلك المُنقطع، ورقةٌ سقطت من شجرةٍ، لا يُدرى أصل هذه الورقة من أيِّ شجرةٍ سقطت، فلا مأوى، ولا عصبة، ولا قرابة يأوي إليهم، ويشتدُّ بهم، ويشفقون عليه، وينتسب إليهم، لا شيء من ذلك كلِّه، فاضطراره واللهِ أعظم بكثيرٍ من اضطرار اليتيم إلى إحسان المُحسنين، وبناءاً على كون النَّفس تنفر من كفالة اللَّقيط بخلاف كفالة اليتيم، والشَّيء إذا كانت النَّفس منه أنفر كان وازع الشَّرع ودافعه بتحصيل الأجر أعظم، من أجل أن يرغِّب في ذلك الَّذي تنفر النَّفس منه، ألا ترى أنَّه جاء في فضل تربية البنات وتنشئتهنَّ ما لم يرد ولا قريبًا منه في تربية الأبناء وتنشئتهم؟ وذلك لأنَّ النَّفس لا تميل إلى تربية البنات وإنتاجهنَّ كما تميل النَّفس لإنتاج الأبناء وتربيتهم؛ إذ ليس الذَّكر كالأنثى، الذَّكر مرغوبٌ لدى أكثر النَّاس أكثر من رغبتهم في الأنثى؛ لأنَّ الأصل أنَّ الابن أنفع لأهله من البنت، إذ البنت مأواها لزوجها وأولادها، أمَّا الابن فعصبةٌ يحتمي به والداه، وينفق عليهما، ويهتمُّ بشؤونهما، ويبرز في قضاء حوائجهما ما لا يكون نظير ذلك من البنت، والله تعالى يقول في تفضيل الابن: (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا)، يعني جعل لكم الصفوة البنين، واتخذ لنفسه الإناث -بناءاً على زعمكم بكون الملائكة إناثاً؟!!!- وقال تبارك وتعالى: (وليس الذكر كالأنثى) ، وجعل الله تعالى النُّبوَّة والرِّسالة في الذُّكور، ولم يجعل في النِّساء منها شيئًا، وعامَّة أهل العلم من الذُّكور، وقلَّ من كان منهم من الإناث.
فكذلك قل في اللَّقيط، كفالة اللَّقيط، والإحسان إليه، وحيازته، وحضانته هي أعظم أجرًا من كفالة اليتيم -فيما يظهر من هذه المقاصد الَّتي سبق ذكرها-، والله الموفق.
كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤٢/٣/٦ هج.