المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسة ميراث الانبياء- دروس فى تَعَلُّم مبادئ الاسلام



محمدعبداللطيف
2020-09-21, 12:11 PM
العلم بالإسلام ومبادئه فرض على كل مسلم ومسلمة
تعليم العلم وظيفة الأنبياء ، يحملها العلماء من بعدهم كي تبقى حجة الله قائمة على خلقه ، ولتبقى دعوة التوحيد غضة طرية يتلقاها الناس كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها الصحابه الكرام .
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، وَرَّثُوا الْعِلْمَ ؛ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) رواه أبو داود (3641) وغيره ، وصححه الألباني .
قال ابن القيم رحمه الله : " هذا من أعظم المناقب لأهل العلم ؛ فإن الانبياء خير خلق الله ، فورثتهم خير الخلق بعدهم . ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته ، إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده ، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به ، إلا العلماء ، كانوا أحق الناس بميراثهم ، وفي هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليهم ، فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث ، وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم ، فكذلك هو في ميراث النبوة ، والله يختص برحمته من يشاء " انتهى .
مفتاح دار السعادة (1/66) .
ومن اعظم ما ورثته الانبياء العلم بأصل دين الاسلام فهو زبدة رسالة الانبياء وأول هذا العلم الموروث عن الانبياء العلم بالشهادتين
معنى الشهادتان
الشهادتان هما: شهادةُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وشهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ. وهما أصلُ دينِ الإسلامِ ورُكْنُه الأولُ الذي به يَدْخُلُ العبدُ في دينِ الإسلامِ، فمَن لم يَشْهدِ الشهادتين فليسَ بمُسْلمٍ.
عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال: ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)). متفق عليه.
فكان أوَّلُ ما يَجِبُ على العبدِ تعلُّمُه من دينِ الإسلامِ هو أصلَه الأَوَّلَ، فيَعْرِفُ معنى الشهادتين وأحكامَهما.
ولما بَعَثَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم معاذَ بنَ جَبَلٍ إلى اليمنِ داعياً ومعلِّماً قال له: ((إنَّك تأتي قوماً من أهلِ الكتابِ فَادْعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إلهَ إِلا الله وَأني رسولُ اللهِ؛ فإِنْ هُمْ أطاعوا لِذلكَ فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افْتَرضَ عليهم خمسَ صَلَوَاتٍ في كلِّ يومٍ وَليلةٍ)) .. الحديث، رواه مسلم من حديث ابن عباس.
ورواه البخاري أيضاً ولفظه: ((فليكن أوَّلَ ما تدْعوهم إلى أن يوحِّدوا اللهَ))
وبيان ذلك أيضاً في حديثِ جِبْريلَ الطويلِ الذي سأل فيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن مَرَاتِبِ الدِّينِ: الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في آخِرِ الحديثِ: (( هذا جِبْريلُ أتاكم يُعلِّمُكم دِينَكُم )).
فأوَّلُ ما يَجِبُ تَعلُّمُه من أُمورِ الدينِ ما تَضَمَّنَه حديثُ جبريلَ، وأوَّلُ مرتبة من مراتب الدين مرتبة الإسلام، وأول ركن من أركان الإسلام: الشهادتانِ.
[معالم الدين]

محمدعبداللطيف
2020-09-21, 12:37 PM
معنَى شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ

(لا إلهَ إلا اللهُ) أي لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
والإلهُ: هو المألوهُ، أي المَعْبودُ.
فكلُّ ما يُعْبَدُ من دونِ اللهِ فعبادتُه باطلةٌ، وَمَن عبدَ غيرَ اللهِ فهو مُشرِكٌ كافِرٌ، كما قال اللهُ تعالى:﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٧].
فلا يَجوزُ أن يُعبَدَ مع اللهِ أحَدٌ، لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا وَلِيٌّ من الأولياءِ الصالحين، ولا شَجَرٌ ولا حَجَرٌ، ولا غيرُ ذلك؛ لأن العبادةَ حقٌّ للهِ وحدَه، خَلَقَنا لأجلِها كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾ [الذاريات: ٥٦].
وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١].
وقال: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم (163)﴾ [البقرة: ١٦٣].
وقال: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [غافر: ٦٥].
وهذا هو معنَى التَّوْحيدِ، وهو إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، فلا نَعْبُدُ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له.
وبهذا التوحيدِ الذي هو معنَى (لا إلهَ إلا اللهُ) بَعَثَ اللهُ الرُّسلَ كلَّهم؛ قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾ [الأنبياء: ٢٥].
وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦].
وقد قَصَّ اللهُ علينا في كتابِه الكريمِ أنباءَ الرُّسلِ معَ أقوامِهم ، وبَيَّن لنا أنَّ أوَّلَ دعوةَ الرُّسُلِ كانت إلى توحيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبَيَّن لَنا عُقبَى المؤمنين الذين استجابوا لدعوةِ المُرْسَلين؛ وعاقبةَ الذين كَذَّبوا الرُّسلَ وأشركوا باللهِ ما لم يُنزِّلْ به سُلطانًا.
ــ قال اللهُ تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)﴾ [الأعراف: ٥٩].
ــ وقال: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ(65)﴾ [الأعراف: ٦٥].
ــ وقال: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٧٣].
ــ وقال: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٨٥].
ــ وقال: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)﴾ [الزخرف: ٢٦-٢٧].
ــ وقال: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: ١٣٣].
ــ وقال يوسف عليه السلام: ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)﴾ [يوسف: 39].
وكذلك كانت دعوةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى العالمين، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)﴾ [الأنبياء: ١٠٧-١٠٨].
وقد بدأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم دعوةَ قومِه بمَكَّةَ إلى التوحيدِ، فدعاهم إلى أن يقولوا: (لا إلهَ إلا اللهُ) ويَجْتنبُوا عِبادةَ الأصنامِ، فاستكبَرَ أكثرُهم وأَبَوْا أن يُجِيبوه إلى كلمةِ التوحيدِ؛ فكانوا كما قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36)﴾ [الصافات: ٣٥–٣6]. فردَّ اللهُ عليهم بقولِه: ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)﴾ [الصافات: ٣7].
فكلمةُ التوحيدِ هي كلمةُ الحقِّ التي دعا إليها المرسلون قبلَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي دَعوةُ رسولنِا صلى الله عليه وسلم.
وقد فَهِم كُفَّارُ قُرَيشٍ أن الدعوةَ إلى التوحيدِ تَعْنِي تَرْكَ عبادةِ ما يَعْبُدون من دونِ اللهِ تعالى؛ فلا يَتَحَقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشِّركِ، وهذا هو معنَى (لا إلهَ إلا اللهُ).
وعن عُمَر بنِ الخَطَّاب رضِي الله عنه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال: ((أُمِرْتُ أن أُقاتِلَ الناسَ حتى يقولوا: (لا إلهَ إلا اللهُ) فمَن قال: (لا إلهَ إلا اللهُ) عَصَم مِنِّي مالَه ونَفْسَه إلا بحَقِّه، وحسابُه على اللهِ))متفق عليه.
ولمَّا بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برسائلِه إلى المُلوكِ دَعَاهم إلى توحيدِ اللهِ عز وجل؛ فعن ابنِ عَبَّاسٍ رضِي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أرسَلَ إلى هِرَقْلَ مَلِكِ الرُّومِ: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ إلى هِرَقْلَ عَظيمِ الرُّومِ، سَلامٌ على مَن اتَّبَعَ الهُدَى أمَّا بعدُ:
فإنِّي أدعوكَ بدِعايةِ الإسلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أجْرَك مَرَّتين، فإن تَوَلَّيْتَ فإنَّ عليكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ ، و﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٦٤])). متفق عليه.
وبَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنحوِ هذه الرسالةِ إلى كِسْرَى مَلِك الفُرْسِ، وإلى المُقَوْقِسَ مَلِك القِبْط، وإلى مَلِكِ الحَبَشَة، وإلى جَيْفَرٍ وعِيَاذٍ ابنَي الجُلَنْدَى بعُمَان، وإلى هَوْذَةَ بن علي باليَمامة، وإلى المُنْذِر بن سَاوَى بهَجَر، وإلى ابنِ أبي شَمِر الغَسَّاني، وهؤلاء هم المُلوكُ في زمانِه صلى الله عليه وسلم.
وفي صحيحِ مُسلمٍ من حديثِ أنسِ بن مالِكٍ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كتَبَ إلى كلِّ جَبَّار (أي مَلِكٍ) يَدْعُوهم إلى اللهِ تعالى.
وعن ابن عبَّاسٍ رضِي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بعَثَ مُعاذًا إلى اليَمَن قال له: ((إنَّك تَقْدَمُ على قَوْمٍ من أهلِ الكتابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ما تدعوهم إلى أن يُوحِّدوا اللهَ)).
فتوحيدُ اللهِ تعالى هو مِفْتاحُ الدخولِ في الإسلامِ، وبدونِه لا يكون المَرْءُ مُسلمًا، وإذا ارْتَكَبَ العبدُ ما يَنْقُضُ هذا التوحيدَ فهو كافرٌ مشركٌ خارجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ.
وعن مُعاذِ بن جَبَل رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا مُعاذُ، أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبَادِ؟))
قال مُعاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال: ((حقُّ اللهِ على العبادِ أن يَعْبدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا))
ثم قال له: ((يا مُعاذُ، أتدري ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلكَ؟))
قال معاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال: ((حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلك أن لا يُعَذِّبَهم)). متفق عليه.
فإذا شَهِدَ العبدُ أن لا إله إلا اللهُ؛ فقد شَهِدَ ببُطلانِ ما يُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل، وشَهِدَ على نفسِه أن لا يَعْبُدَ إلا اللهَ عز وجل مُخْلِصًا له الدينَ.
وهذا هو الإسلامُ الذي أمَرَ اللهُ به، قال اللهُ تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)﴾ [غافر: ٦٦].
وقال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥].
وقال تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر: ١٤].
وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)﴾ [يونس: ١٠٤-١٠٦].

الخُلاصة:
• معنَى (لا إله إلا الله ) أي: لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
• لا يَتحقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشركِ.
• الغايةُ التي خُلِقنا من أجلِها: عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.
• مَن عَبَد غيرَ اللهِ فهو مُشرِكٌ كافرٌ.
• كلُّ رسولٍ دعا قومَه إلى التوحيدِ واجتنابِ الشِّرْكِ.
• أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ، فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ، وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلى التوحيدِ، وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ.
• التوحيدُ هو حقُّ اللهِ على العِباد.
• مَن لم يُوحِّد اللهَ فليسَ بمسلمٍ، وإنْ زَعَم أنه مُسْلِمٌ.
[معالم الدين- عبد العزيز الداخل]

محمدعبداللطيف
2020-09-22, 11:53 AM
ولا بدَّ من تحقيق شروطٍ الشهادتين حتى يكون الناطق بهما مسلماً حقّاً ،
وأركان الإسلام : الاعتقاد والنطق والعمل .
عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ) . رواه البخاري ( 3252 ) ومسلم ( 28 ) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - :
قوله ( من شهد أن لا إله إلا الله ) أي :
من تكلم بها عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً ،
فلابدَّ في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها
كما قال الله تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ الله ) .
وقوله ( إِلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون )
أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه : من البراءة من الشرك وإخلاص القول والعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح :
فغير نافع بالإجماع .
قال القرطبي في " المفهم على صحيح مسلم " : " باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين ، بل لابدَّ من استيقان القلب " هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كافٍ في الإيمان ، وأحاديث هذا الباب تدل على فساده ، بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها ؛ ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق ، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح ، وهو باطل قطعاً ا.هـ
وفي هذا الحديث ما يدل على هذا وهو قوله : ( من شهد ) فإن الشهادة لا تصح إلا إذا كانت عن علم ويقين وإخلاص وصدق .
" فتح المجيد " ( ص 36 )
وشروط " شهادة أن لا إله إلا الله " سبعة شروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ؛ وهي على سبيل الإجمال ‏:‏
الأول‏ :‏ العلم المنافي للجهل‏ ، الثاني ‏:‏ اليقين المنافي للشك‏ ، الثالث‏ :‏ القبول المنافي للرد ‏،‏ الرابع ‏:‏ الانقيادُ المنافي للترك‏ ، الخامس‏ :‏ الإخلاص المنافي للشرك‏ ،‏ السادس‏ :‏ الصدق المنافي للكذب ‏، السابع ‏:‏ المحبة المنافية لضدها ، وهو البغضاء‏ .‏المصدر الاسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2020-09-22, 12:19 PM
قال الشيخ صالح الفوزان فى شرح رسالة معنى لا اله الا الله
المشركين أَبَوْا أن ينطقوا بها؛ لأنهم يعلمون أنهم إذا قالوها تركوا عبادة الأصنام، واقتصروا على عبادة الله وحده وهم لا يريدون ذلك، يريدون البقاء على أصنامهم، يريدون أن يعبدوا الله ويعبدوا معه الأصنام وهذا باطل، لأن عبادة الأصنام تُبطل عبادة الله وتُبطل كلمة " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، فهم لمَّا رأوا هذا أَبَوْا أنَّ ينطقوا بها، لما قال لهم رَسُولِ اللهِ - صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ - قولوا: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" تفلحوا، قالوا: ( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) فهموا معناها: أنها تنفي وتُبطل عبادة ما سوى اللهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - فهم لا يريدون هذا، أَبَوْا أن ينطقوا بها، لأنهم يأنفون من التناقض أن يقولوها وهم يعبدوا غير الله، فتمسكوا بما هم عليه، (وَانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) هكذا يقولون: (امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ) لا تتركوها لأنكم إذا قلتم " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" تركتم آلهتكم، فهم لا يريدون هذا، لا يريدون قولٌ بلا عمل .

بعض الجهال يقولونها ويدعون غير الله، قولٌ بلا عمل ما تنفع! إذا قالها الإنسان فلابد أن يعرف معناها أولًا،
معناها: "لا معبود بحق إلاَّ الله" هذا معناها،
مقتضاها: أن يترك الشرك، ويبتعد عنه ويُعبد الله وحده لا شريك له، هذا مقتضاها .
أمَّا أن ينطق بها ويكررها بدون أن يعمل بمقتضاها فإنها لا تنفعه،
لأنه نقضها بالشرك فليس المراد التلفظ بها فقط!
المتن: وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها .

الشرح: "مع الجهل بمعناها" لابد من أن تعرف معناها، معناها:
"لا معبود بحقٍ إلاَّ الله" هذا معناها، هذا شئ؛
الشئ الثاني: لابد أن تعمل بمقتضاها، بأن تترك عبادة غير الله .

المتن: فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون،

الشرح: هم يصلون ويصومون ويتصدقون، وقد يجاهدون مع الرَسُول - صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ - في الظاهر؛ وأمَّا في قرارة قلوبهم فهم لا يؤمنون، لكنهم يعملون هذه الأشياء "تقية" ليعيشوا مع المسلمين، لذلك صاروا في الدرك الأسفل من النار - والعياذ بالله- لابد إذا قالها الإنسان أن يلتزم بما تدلُّ عليه، وهو التوحيد وترك الشرك .

المتن: ولكن المراد قولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها وبغض ما خالفها ومعاداته

الشرح: المراد من " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" معرفتها بالقلب ما هو باللسان، اعتقاد ما تدلَّ عليه بالقلب، ما هو مجرد النطق باللسان مع إنكار معناها بالقلب

« مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا»، وفي رواية « صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ » ما هو يقولها باللسان فقط! لكن يعتقد معناها، ويؤمن به، هذه هى حقيقتها، قالها: معتقدًا لمعناها، ما يتلفظ بها فقط ولا يعتقد معناها، أو يجهل معناها ولا يدري ما هو؟ هذه مصيبة! معتقدًا لمعناها؛ أيضًا لا يكفي هذا، بل يكون عاملًا لمقتضاها، وهو ترك عبادة ما غير الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -

وفي لفظٍ: « مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ »

هذا القيد؛ ما اقتصر رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على قول: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " قال: وكفر بما يُعبد من دون الله، يعني اعتقد بُطلان عبادة غير الله، وترك عبادة غير الله، هذا هو الذي حقق " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

واعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات .

هذه الكلمة لها ركنان:

الركن الأول؛ النفي: نفي " لَا إِلَهَ" .

الركن الثاني؛ الإثبات: "إِلَّا اللَّهُ"

لابد أن تعرف؛ انه لا يُعبد بحق إلاَّ اللهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وأن ما عُبد من غيره فهو باطل، لابد من أن تعتقد

هذا، تترك عبادة غير الله، يعني أمران:
لابد من معرفة معناها،
ولابد من العمل بمقتضاها، وليست مجرد قول باللسان فقط!

محمدعبداللطيف
2020-09-22, 01:24 PM
الإسلام لا يقوم ولا يتحقق إلا بإفراد الله بالعبادة والكفر بالألهة والأرباب المعبودة من دون الله ؛
هذا الأصل هو المدخل لهذا الدين
فلابد من معرفة هذا الاصل وتعلمه بأدلته وبراهينه
ليتمكن العبد من الإتيان به اعتقادا وقولا وعملا؛
فيكون مسلما حقا محققا لأصل ملة الانبياء والمرسلين
لا كما يدعى من يجادلون عن جاهل التوحيد - يحكمون بالإسلام لمن لا يعرف الإسلام ولا يعتقده ولا يقر به ولا يعمل به.
فالله عز وجل جعل كلمة التوحيد لا إله إلا الله دالةً عن هذا الأصل العظيم، الذى بعث به جميع رسله وأنبيائه، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)
فمدلول هذه الكلمة هو التوحيد
وليس مدلول كلمة لا اله الا الله القول باللسان مع الجهل بمعناها او مناقضتها بالعمل
بل لا بد من الاعتقاد والقول والعمل،
وقد جاء ذلك واضحا في قوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(الن حل: من الآية36)
فهذه الكلمة العظيمة بين الله جل وعلا انها تتكون من ركنين:
الركن الأول: النفي (لا إله)، والذي يطابق (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
الركن الثاني: الإثبات (إلا الله)، والذي يطابق (اعْبُدُوا اللَّهَ)
فكل معبود سوى الله باطل، وكل عبادة صرفت لغير الله شرك وضلال .
فمن عبد الله وحده فقد وحّد الله في ألوهيته،
ومن عبد غير الله فقد اتخذه إلهاً مع الله
و (الألوهية) هي العبادة، وهي حق الله الخالص على عباده أجمعين،
، ولا تصح العبادة إلا بالتوحيد، فمن جعل العبادة شركة بين الله وخلقه فقد اشرك فى عبادة ربه
يقول الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته ؛ فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ؛ كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة؛ فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة، كما قال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) (التوبة:17).انتهى
عمارة المسجد الحرام عبادة، ولكن لما دخل عليها الشرك حبطت وفسدت
الصلاة عبادة، فمن كان موحدا لله عز وجل لا يشرك به شيئا قُبِلَتْ صلاته،
ومن أشرك بالله لم تقبل صلاته، لان الشرك مبطل لجميع الاعمال
بخلاف الشرك الاصغر فإنه مبطل للعمل المقارن فتنبه لهذا الفارق جيدا
قال تعال: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65)
و توحيد الألوهية هو توحيد العبادة، ومعناه إخلاص العبادة لله وحده والبراءة من كل معبود سواه.
فلا إله إلا الله تثبت الألوهية لله وحده وتنفيها عن كل ما سواه كائنا من كان نبيا أو ولياً شجرا أو حجرا -قبراً أو صنما

فلا يتحقق توحيد الله إلا بنفي ما نفته كلمة التوحيد واثبات ما أثبتته،
فالنفي وحده ليس توحيداً، وكذلك الإثبات وحده لايكون توحيداً، والتوحيد هو النفي والإثبات جميعاً.

ولا يتحقق توحيد الله بمجرد الإيمان بأنه لا خالق ولا رازق ولا مالك ولا مدبر ولا محيي ولا مميت ولا نافع ولا ضار إلا الله، فإن هذا وحده لا يكفي في الدخول للإسلام،فالكفار الذين بعث فيهم النبى صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بذلك ولم يكن ذلك عاصما للدم والمال،

وكذلك لابد من ترك الشرك فى العبادة واخلاصها لله وحده حتى تتم عصمة الدم والمال
تأمل في الرد الذي رده كفار قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لهم: (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)، فأجابوا بقولهم: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)،
فهم كانوا يعبدون الله ويعبدون معه آلهة أخرى،
فعرفوا أن هذه الكلمة التي دعاهم إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني أن الآلهة التي يعبدونها مع الله كلها باطلة لا تستحق أن تعبد، وأنهم كانوا على ضلال في عبادتهم إياها مع الله، وأن الذي يستحق العبادة هو الله وحده،
فعلموا ان قول لا اله الا الله يقتضى ترك الشرك ، فامتنع أكثرهم من قول هذه الكلمة واستكبروا عن توحيد الله، قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) (الصافات35 :36)
مع أنهم كانوا:
- لا يشكُّون أن الله وحده هو الذي يخلق ويرزق ويحي ويميت وهو الذي يملكهم ويملك آلهتهم
- وما كانوا يعبدون هذه الآلهة إلا لظنهم أنها تقربهم وتشفع لهم عند الله .
- وأنهم لازالوا على دين إبراهيم لم يغيروا .
- وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بدين جديد، كما حكى الله عنهم: (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ، مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ) .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ:
فلو تكلموا بها لَلَزِمهم أن يتركوا عبادة ما كانوا يعبدونه من الأصنام والأوثان، فتركوا التلفظ بما يلزمهم به من ترك دينهم، فلم ينفوا الإلهية عما كانوا يعبدونه من دون الله، فلذلك تركوا التلفظ بها.
وأما مشركو آخر هذه الأمة، فجهلوا معناها فتلفظوا بها، مع عدم نفيهم لما نفته من الشرك بعبادة الأوثان والأصنام، الذي عمت به البلوى في هذه الأعصار والأمصار؛ ولا ينكر وقوعه إلا من أعمى الله قلبه، وأطفى نور بصيرته بالكلية.انتهى
فإذا عرفت أن كفار قريش عرفوا معنى كلمة التوحيد معرفةً جيدة،
فاحذر أن تكون أجهل من كفار قريش،
واحرص على تعلم هذه الكلمة الفارقة بين المسلمين والمشركين .
واعلم أن معنى لا إلـه إلا اللـه هو: نفي الإلهية عن كل شيء إلا الله تبارك وتعالى، وإثباتها كلها لله وحده، لا شريك له، و الإلهية هي العبادة، فهي خالصة لله وحده، وعبادة غير الله كلها باطلة .
فكما أن قولك: لا خالق إلا الله، معناه لا يخلق الخلق إلا الله، لا يشاركه في ذلك أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا غيره. وقولك: لا رازق إلا الله، يعني أن الرزق كله من عند الله وحده .
فإن قولك: لا إله إلا الله، يعني لا أحد يستحق العبادة إلا الله، فهي توحيد لله وإخلاص الإلهية له وحده، أي العبادة لله وحده، لا يشاركه فيها أحد من خلقه.
واعلم أن لا إله إلا الله ليست مجرد كلمة تقولها بلسانك
وإنما هي شهادة وإقرار منك بألا تعبد إلا الله وأن تكفر بكل معبود سواه،
وهي عهد وثيق مع الله بأن تكون مسلما له وحده بقلبك ولسانك وجوارحك،
وهي دين تدين به لله عز وجل توالي وتعادي عليه، توالي من معك على هذا الدين وتحكم له بالإسلام وتتبرأ ممن دان بغيره وتكفِّره وتبغضه،
وهي منهج تسير عليه في حياتك كلها،
وعَلَمٌ يمميزك عن الكفار والمشركين
وحد فاصل بينك وبينهم.

وكثير من الناس يعلم أن معنى لا إله إلا الله أنه لا معبود بحق إلا الله،
ولكنه لا يكفر بالمعبودات المؤلهة مع الله لظنه أنها تعني نفي عبادة الأصنام فقط كالتي كانت تعبدها قريش في الجاهلية،
أما عبادة القبور فلا يراها مضادة لتوحيد الله لأنه يظن أنها قربة لله لما يعتقد لأصحابها من المكانة عند الله، فيعتقد أنه يتقرب إلى الله بمحبتهم ودعائهم والذبح لهم والتبرك بهم، ويعتقد أنهم واسطة بين الله وخلقه، ونسي هذا الجاهل المسكين أن فعله واعتقاده هذا هو نفس فعل قوم نوح وكفار قريش بأصنامهم بل اساس الشرك وبدايته هو الغلو فى الصالحين كَوَدَّ وسواع ويغوث ويعوق ونسرا واللات،
قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
وقال عز وجل: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (يونس:18)

فلم يعرف هذا الجاهل المسكين معنى لا إله إلا الله ولِجَهْلِه أشرك بالله واتخذ من دونه آلهة،
فكل معبود هو إله لعابده،
وجَهْلُ هذا وأمثاله بمعنى لا إله إلا الله لا يعفيه من الحكم عليه بالشرك في هذه الدنيا، ولا يكون مسلما بمجرد قولها وهو يفعل الشرك ويعتقده ويدين بما يدين به المشركون،
فالإسلام ليس معناه أن تقول لا إله إلا الله دون أن تعرف معناها وتعتقده وتعمل به،
ويزعم الكثير أن هذا الجاهل مسلم
والسؤال لهم ؟ هل الاسلام مجرد التلفظ بحروف لا إله إلا الله من غير معرفة معناها ولا اعتقاد ولا إقرار ولا عمل؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم وجهل بحقيقة الشهادتين

أما القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم فلا يعتبر بإيمان أحد حتى يكفر بالطاغوت ويعبد الله وحده،
قال الله جل وعلا: )َفمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)
وأما السنة فكذلك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله)) رواه مسلم.
فمن قال لا إله إلا الله ولم يكفر بالطاغوت وما يعبد من دون الله لا يكون من المسلمين، هكذا يقول الله ورسوله. وهكذا اجمع العلماء

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
وأجمع العلماء سلفا وخلفا، من الصحابة والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم بحسب الطاقة، والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله.
ويقول في فتح المجيد: قوله: " من شهد أن لا إله إلا الله " أي من تكلم بها عارفا لمعناها، عاملا بمقتضاها، باطنا وظاهرا، فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها; كما قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}، وقوله: {إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه: من البراءة من الشرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح فغير نافع بالإجماع. انتهى

وقال الشيخ الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب تعليقا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله))،
قال:
وهذا من أعظم ما يبين معنى: لا إله إلا الله، فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للمال والدم، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده، حتى يضيف إلى ذلك: الكفر بما يعبد من دون الله؛ فإن شك أو تردد، لم يحرم ماله ودمه، فيالها من مسألة ما أجلها! وياله من بيان ما أوضحه! وحجة ما أقطعها للمنازع!. انتهى
قال الحفيد الشيخ سليمان بن عبد الله فى التيسير: وقد أجمع العلماء على معنى ذلك فلا بدّ في العصمة من الإتيان بالتوحيد، والتزام أحكامه، وترك الشرك. انتهى

وقال الحفيد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بعد أن ذكر هذا الكلام: وهذا الذي ذكره شيخنا هو معنى لا إله إلا الله مطابقة، وهو معنى قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}، وهذا لا يشك فيه مسلم - بحمد الله -، ومن شك فيه فلم يكفر بالطاغوت؛ وكفى بهذا حجة على المعترض، وبيانا لجهله بالتوحيد، الذي هو أصل دين الإسلام وأساسه.انتهى

فمن فعل ذلك ممن ينتسب إلى الإسلام، أنه لم يوقعهم في ذلك إلا الجهل، فلو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد، وأنه من الشرك الذي حرمه الله، لم يقدموا عليه، فكفرهم جميع العلماء، ولم يعذروهم بالجهل،
قال أيضا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين: ظاهر الآيات، والأحاديث، وكلام جمهور العلماء تدل على كفر من أشرك بالله فعبد معه غيره، ولم تفرق الأدلة بين المعين وغيره، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}،
وقال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ }، وهذا عام في كل واحد من المشركين.
وجميع العلماء في كتب الفقه، يذكرون حكم المرتد، وأول ما يذكرون من أنواع الكفر والردة: الشرك، فقالوا: إن من أشرك بالله كفر، ولم يستثنوا الجاهل، ومن زعم لله صاحبة أو ولدا كفر، ولم يستثنوا الجاهل، ومن قذف عائشة كفر، ومن استهزأ بالله أو رسله أو كتبه، كفر إجماعا، لقوله تعالى: {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ؛ ويذكرون أنواعا كثيرة مجمعا على كفر صاحبها، ولم يفرقوا بين المعين وغيره..........
وأعظم أنواع الكفر: الشرك بعبادة غير الله، وهو كفر بإجماع المسلمين، ولا مانع من تكفير من اتصف بذلك، كما أن من زنى قيل: فلان زان، ومن رابى: قيل: فلان مراب.انتهى

ويقول الشيخ أبو بطين : ونحن نعلم أن من فعل ذلك الشرك ممن ينتسب إلى الإسلام أنه لم يوقعهم في ذلك إلا الجهل فلو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد وأنه من الشرك الذي حرمه الله لم يقدموا عليه فكفرهم جميع العلماء ولم يعذرهم بالجهل " ا.هـ الدرر السنية جـ -10
قال الشيخ أبابطين رحمه الله في الدرر السنية ج10 ص 405
(( كل من فعل اليوم ذلك عند المشاهد فهو مشرك كافر بدلالة الكتاب والسنة والإجماع ونحن نعلم أن من فعل ذلك ممن ينتسب إلى الإسلام أنه لم يوقعه في ذلك إلا الجهل ولو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد وأنه من الشرك الذي حرمه الله لم يقدموا عليه فكفّرهم جميع العلماء ولم يعذروهم بالجهل كما يقول بعض الضالين إن هؤلاء معذورون لأنهم جهال))
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين (( وما تقدم من حكاية الامام محمد بن عبد الوهاب ، إجماع المسلمين على أن من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار أنه كافر مشرك ، يتناول الجاهل وغيره لأنه من المعلوم أنه إذا كان إنسان يُقرّ برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالقرآن ويسمع ما ذكر الله سبحانه في كتابه من تعظيم أمر الشرك بأنه لا يغفره وأن صاحبه مخلد في النار ، ثم يُقدِم عليه وهو يعرف أنه شرك ، هذا ما لا يفعله عاقل ، وإنما يقع فيه من جهل أنه شرك)) [مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ج4 القسم الثاني ص 477 ]

ويقول الشيخ أبو بطين أيضاً:" والشرك عبادة غير الله ، فمن جعل شيئاُ من العبادة لغير الله فهو مشرك
وإن كان يقوم الليل ويصوم النهار فعمله حابط .
قال تعالى : {ولئن أشركت لحبطن عملك}
والشرك عبادة غير الله ، ونصوص القرآن في ذلك كثيرة فمن قال من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره ولو عبد غير الله فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر ... إلى أن قال : وعلى هذا القول فهو مكذب لله ورسوله وللإجماع القطعي الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء " إ . هـ . الرسائل والمسائل الجزء الأول
قال عبد الرحمن أبو بطين مفتي الديار النجدية (( ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفياً وإثباتاً عاب ذلك، وقال لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم، فيقال له بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفر، ولا عذر للمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد لأنه أصل الأصول، فمن لم يعرف المعروف وينكر المنكر فهو هالك، لاسيما أعظم المعروف وهو التوحيد وأكبر المنكرات وهو الشرك )) عقيدة الموحدين رسالة (الانتصار لحزب الله الموحدين)
قال الشيخ أبا بطين في مجموعة الرسائل و المسائل ج1 ص655 (( إنّ فعل مشركي الزمان عند القبور من دعاء أهل القبور وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات و الذبح والنذر لهم ، وقولنا إنّ هذا شرك أكبر وإنّ من فعله فهو كافر ، والذين يفعلون هذه العبادات عند القبور كفّار بلا شكّ ، وقول الجهال إنّكم تكفرون المسلمين فهذا ما عرف الاسلام ولا التوحيد ، والظاهر عدم صحّة إسلام هذا القائل فإنّ من لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم ))
و قال عبد الله بن عبدالرحمن أبا بطين في الرسائل و المسائل النجدية ج 1 ص 659 ((وأما من يقول: إن من تكلم بالشهادتين؛ ما يجوز تكفيره. فقائل هذا القول لا بد أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله في مثل من أنكر البعث، أو شك فيه؛ مع إتيانه بالشهادتين، أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله تعالى في كتابه. أو قال: الزنا حلال، أو اللواط، أو الربا، ونحو ذلك، أو أنكر مشروعية الأذان أو الإقامة أو أنكر الوتر أو السواك، ونحو ذلك؛ فلا أظنه يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم إلا أن يكابر، أو يعاند؛ فإن كابر أو عاند؛ فقال: لا يضر شيء من ذلك، ولا يكفر به من أتى بالشهادتين؛ فلا شك في كفره، ولا في كفر من شك في كفره ))
ويقول الشيخ أبي بطين "وقد قال تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) [النساء: 48]، وقال تعالى: (...إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [المائدة: 72]، فلم يستثن سبحانه وتعالى من ذلك الجاهل، ولم يخص المعاند فمن أخرج الجاهل والمتأول والمقلد فقد شاقّ ًالله ورسوله وخرج عن سبيل المؤمنين" .

ويقول أبو بطين رحمه الله أيضاً:
"والجواب عن ذلك كله أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وأعظم ما أُرسلوا به ودعوا إليه عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو عبادة غيره فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهله، فمن هو الذي لا يعذر؟ ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد، أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل" .
الله عز وجل ما بعث رسولا إلا كانت بداية دعوته
الأمر بعبادة الله وحده والكفربما يعبد من دونه،
ولا يتم الانتقال من الكفر إلى الإسلام إلا بتحقيق هذا الأصل،
ومعلوم أن عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه لا يتحقق بالقول فقط بل لابد من القول والعمل.
ولا تنفع عبادة الله إلا بشرط اجتناب عبادة ما سواه.
أول ما يقرع به الرسول أسماع قومه،
اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)
هذا هو معنى لا إله إلا الله،
وهو يتضمن الإثبات: (اعْبُدُوا اللَّهَ)، والنفي: (مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) أي مالكم من معبود يستحق العبادة سواه.
وقول النبى صلى الله عليه وسلم (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)
هو مثل قول نوح وهود وصالح وغيرهم (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).
وقد كان المشركون يعرفون جيدا ما يدعوهم إليه رسل الله،
ويُعْرَف هذا من خلال ردودهم التي حكاها الله عنهم.
فأما قوم نوح فقالوا: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) (نوح:23) وأما قوم هود فقالوا: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا )(لأعراف: من الآية70)
وأما قوم صالح فقالوا: (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)(هود: من الآية62)
وأما قوم شعيب فقالوا: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)(هود: من الآية87)
وأما قوم نبينا عليه السلام فقالوا: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (صّ:5)

- وفي دعوة يوسف عليه السلام لصاحبيه في السجن بيان لحقيقة الإسلام، قال لهما: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف الآية من 37 - 40)
فدعاهم إلى: أن يعبدوا الله
ولا يشركوا به شيئا
وأن يتبرؤوا من الأرباب المعبودة من دونه.
هذا هو الإسلام ذالك الدين القيمكما قال تعالى -أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ )
وقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً )هذا بيان لمعنى لا إله إلا الله بأن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئا.
- ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو أهل الكتاب للإسلام
بعث لهم رسالة فيها قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) فهذه الآية تبين المعنى الصحيح لكلمة التوحيد.
والكلمة السواء هي لا إله إلا الله، ولا يؤمن بها إلا من حقق هذه الثلاث:
أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ
وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً
وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ، فلا نتخذ أربابا من دون الله بل لابد أن نكْفر بالأرباب المعبودة من دونه.
كانت دعوته صلى الله عليه وسلم رسالة عامة للعالمين ولم تكن مخالفة لدعوة الرسل من قبله بل كان على نهج من قبله من الأنبياء متبعاً ملة إبراهيم عليه السلام،
فكان يدعو قومه ليوحدوا الله ولا يشركوا به شيئا
ويتركوا ما يعبد آباؤهم من دون الله .
ويعبر عن هذا كله قول: "لا إله إلا الله"
. وقد عرف المشركون الاولون مالم يعرفه المشركون المتأخرون أنهم مطالبون بهذا الترك، قال الله عنهم: (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)
فلا خير فى رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله
الدليل على ما قلنا:
ما جاء في الصحيح من حديث سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (( لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ أَيْ عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ....)) .الحديث
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله،
فيه معرفتهما لمعنى " لا إله إلا الله" لأنهما عَرَفَا أن أبا طالب لو قالها لبَرِئ من ملة عبد المطلب، فإن ملة عبد المطلب هي الشرك بالله في الإلهية، وأما الربوبية فقد أقروا بها.انتهى
ففي هذا الحديث، دلالة واضحة أنه لا يقول لا إله إلا الله إلا من برئ من كل دين أساسه الشرك بالله،
وقد علم كفار قريش أن الذي أراده رسول الله منهم بقول " لا إله إلا الله"
ليس مجرد اللفظ
بل هو القول والاعتقاد والعمل،
وأنها البراءة التامة مما كانوا عليه من دين الآباء والأجداد،
والذي هو عبادة ما يعبد من دون الله.

وفي سؤال هرقل لأبى سفيان عما يدعو إليه هذا النبي أجاب أبو سفيان بما فهمه من دعوته والحديث ثابت في الصحيح: قال هرقل: (( .... قَالَ: مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ: يَقُولُ: اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ)).
يقول ابن حجر رحمه الله: قوله:
(( وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ)).
هِيَ كَلِمَة جَامِعَة لِتَرْكِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة .
هذا هو الإسلام الذي كان يدعوهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفى حديث عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ في صحيح مسلم: وفيه: (( .... فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ قَالَ: أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ
قُلْتُ: لَهُ فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا قَالَ: حُرٌّ وَعَبْدٌ)) .
في هذا الحديث
أن يوحد الله
لا يشرك به شيئا
وكسر الأوثان
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: فليتأمل المؤمن الناصح لنفسه ما في هذا الحديث من العبر ....
إلى أن قال: وفيه من العبر أيضا أنه لما قال: " أرسلني الله". قال: بأي شيء أرسلك؟ قال بكذا وكذا. فتبين أن زبده الرسالة الإلهية، والدعوة النبوية، هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وكسر الأوثان، ومعلوم أن كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة، وتجريد السيف، فتأمل زبده الرسالة.
وفيه أيضا أنه فهم المراد من التوحيد، وفهم أنه أمر كبير غريب، ولأجل هذا قال: (( ....فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا قَالَ: حُرٌّ وَعَبْدٌ)). فأجابه أن جميع العلماء والعباد والملوك والعامة مخالفون له ولم يتبعه على ذلك إلا من ذكر،
فهذا أوضح دليل على أن الحق قد يكون مع أقل القليل وأن الباطل قد يملأ الأرض. انتهى .

حديث ضمام بن ثعلبة وفيه:
(...قال أنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا؟
قال اللهم نعم.
قال أنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نعبده ولا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأوثان والأنداد التي كان آباؤنا يعبدون؟
فقال صلى الله عليه وسلم اللهم نعم ....)
في الحديث:
آلله أمرك أن نعبده
ولا نشرك به شيئا
وأن نخلع هذه الأوثان والأنداد التي كان آباؤنا يعبدون
كل هذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن دعوته إلى مجرد التلفظ بكلمة التوحيد دون معرفة معناها والعمل بمقتضاها،
ولكنها كانت دعوة إلى :
أن يعبد الله وحده
ولا يُشرك به شيئا
وأن يُكفر بالآلهة والأرباب والطواغيت المعبودة من دون الله
وهذا الأمر قد عَلِمه المشركون قديما وعَلِمه اليهود والنصارى والفرس والروم وهو معلوم بالضرورة من دين الإسلام. ولكن جهله مشركى هذا الزمان وكما قال المجدد لدين الانبياء الامام محمد ابن عبد الوهاب لا خير فى رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله
وقد ذكرنا أن هذه دعوة جميع المرسلين، وأنهم على هذا اجتمعوا، وعلى هذا خالفوا المشركين، وعلى هذا كانت العداوة بين الرسل وأتباعهم وهم فريق الموحدين، وبين الملأ من الذين كفروا وأتباعهم وهم فريق المشركين.
فمن أراد أن يكون من المسلمين فليدخل في دينهم من الباب الذي دخلوا منه، وليشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ولا بد أن تكون شهادته شهادة صادقة، ولن تكون كذلك إلا بمعرفة معناها والعمل بها قولا وعملا،
فلا يعبد إلا الله ولا يعبده إلا بما شرع
ولا يشرك به شيئا
ويكفر ويجتنب بكل ما يعبد من دونه.
كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم عَنْ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ».
قال شيخ الاسلام والمسلمين ابن تيمية رحمه الله – : وَإِنَّمَا يَصِيرُ الرَّجُلُ
مُسْلِمًا حَنِيفًا مُوَحِّدًا
إذَا شَهِدَ : أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ .
فَعَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ بِحَيْثُ لَا يُشْرِكُ مَعَهُ أَحَدًا فِي تَأَلُّهِهِ وَمَحَبَّتِهِ لَهُ وَعُبُودِيَّتِه ِ وَإِنَابَتِهِ إلَيْهِ وَإِسْلَامِهِ لَهُ وَدُعَائِهِ لَهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَمُوَالَاتِهِ فِيهِ ؛ وَمُعَادَاتِهِ فِيهِ ؛ وَمَحَبَّتِهِ مَا يُحِبُّ ؛ وَبُغْضِهِ مَا يُبْغِضُ،
وَيَفْنَى بِحَقِّ التَّوْحِيدِ عَنْ بَاطِلِ الشِّرْكِ ؛
وَهَذَا فَنَاءٌ يُقَارِنُهُ الْبَقَاءُ
فَيَفْنَى عَنْ تَأَلُّهِ مَا سِوَى اللَّهِ بِتَأَلُّهِ اللَّهِ تَحْقِيقًا لِقَوْلِهِ :
لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ
فَيَنْفِي وَيَفْنَى مِنْ قَلْبِهِ تَأَلُّهَ مَا سِوَاهُ ؛
وَيُثْبِتُ وَيُبْقِي فِي قَلْبِهِ تَأَلُّهَ اللَّهِ وَحْدَهُ ؛
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ - :
{ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ }.انتهى مجموع القتاوى

ابوسفيان
2020-09-22, 06:17 PM
الخُلاصة:
• معنَى (لا إله إلا الله ) أي: لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
• لا يَتحقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشركِ.
• الغايةُ التي خُلِقنا من أجلِها: عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.
• مَن عَبَد غيرَ اللهِ فهو مُشرِكٌ كافرٌ.
• كلُّ رسولٍ دعا قومَه إلى التوحيدِ واجتنابِ الشِّرْكِ.
• أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ، فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ، وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلى التوحيدِ، وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ.
• التوحيدُ هو حقُّ اللهِ على العِباد.
• مَن لم يُوحِّد اللهَ فليسَ بمسلمٍ، وإنْ زَعَم أنه مُسْلِمٌ.
نعم هذه هى الخلاصة -هذا هو ميراث الانبياء - فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ- وتحتاج كل فقرة من هذه الخلاصة الى شرح وافى وقد لا تتسع له مجلَّدات ولكن كما قيل ما لا يدرك كله لا يترك كله
وما دمت تقرر ميراث الانبياء فهل تسمح لى اخى الموحد الحنيف محمد عبد اللطيف أن اناقشك فى هذه المبادئ العظيمة- وذكرى لك بالموحد الحنيف ليس تزكية- لان العلماء قرروا ان الاوصاف الدالة على تحقيق الاسلام ليست من باب التزكية كما هو الشأن فى باب الايمان- ثانيا هذا اللقب معروف عن صفحتك على الفيس بوك وبها بيان لأصل دعوة الرسل وميراثهم- وتعليقى على ذلك لأن البعض وقف على وصفك لى بكلمة أستاذى وظن ان ذلك تزكية- وهذه الكلمة ليس فيها تزكية لأننى مدرس لغة عربية سابقا وهى كانت مهنتى والمهنة لا تعد من باب التزكية- فنحن والحمد لله لا نريد من اى احد جزاءا ولا شكورإنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا
والله من وراء القصد


حَنِيفًا مُوَحِّدًا
هل هذه الكلمة تدل مطابقة على لا اله الا الله

ابوسفيان
2020-09-22, 06:54 PM
ما معنى لا معبود بحق الا الله

محمدعبداللطيف
2020-09-22, 06:58 PM
حَنِيفًا مُوَحِّدًا

هل هذه الكلمة تدل مطابقة على لا اله الا الله نعم تدل بالمطابقة على معنى لا اله الا الله
حَنِيفًا فيها نفى الشرك لأن معنى الحنيف هو المائل عن الشرك قصدا-[تخلية]
مُوَحِّدًا فيها اثبات انواع التوحيد الثلاثة وفيها اثبات توحيد العبادة[تحلية]
حَنِيفًا مُوَحِّدًا تدل بالمطابقة على معنى لا اله الا الله

محمدعبداللطيف
2020-09-22, 06:59 PM
ما معنى لا معبود بحق الا الله
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
لا إله إلا الله معناها لا معبود حق أو بحق إلا الله، معنى ذلك أن كل المعبودات إنما عبدت بغير الحق، قال جل وعلا: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . ولكونه جل وعلا هو الحق كانت عبادته وحده دون ما سواه هي الحق، قال: لا إله لا إله بحق، لا معبود بحق، لكن ثم معبودات بغير الحق، ثم معبودات بالباطل، ثم معبودات بالبغي، بالظلم والعدوان، لكن المعبود بحق ينفي عن جميع الآلهة إلا الله جل وعلا، فإنه هو وحده المعبود بحق. انتهى.

ابوسفيان
2020-09-22, 07:06 PM
• لا يَتحقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشركِ.

ما معنى ذلك

محمدعبداللطيف
2020-09-22, 07:23 PM
• لا يَتحقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشركِ. - ما معنى ذلكقال محمد الأمين الشنقيطي (( قوله تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه بعث في كل أمة رسولاً بعبادة الله وحده ، واجتناب عبادة ما سواه . وهذا هو معنى « لا إله الا الله » ، لأنها مركبة من نفي وإثبات ، فنفيها هو خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادات ، وإثباتها هو إفراده جل وعلا بجميع أنواع العبادات بإخلاص ، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم صلوات الله وسلامه ... . ولا تنفع عبادة الله إلا بشرط اجتناب عبادة ما سواه . كما بينه تعالى بقوله : { فَمَنْ يَكْفُرْ بالطاغوت وَيْؤْمِن بالله فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى } [ البقرة : 256 ] ، وقوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } [ يوسف : 106 ] ، إلى غير ذلك من الآيات )) أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن

ابوسفيان
2020-09-22, 07:44 PM
• الغايةُ التي خُلِقنا من أجلِها: عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.

هل من مزيد بيان

محمدعبداللطيف
2020-09-22, 07:57 PM
• الغايةُ التي خُلِقنا من أجلِها: عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.


هل من مزيد بياننعم
قال ابن عثيمين رحمه الله
إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}، وقال تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته

قال الشيخ صالح آل الشيخ
الله جل جلاله خلق الخلق لغاية، لم يخلقهم لغير غاية، لم يخلقهم سدا ولا عبثا سبحانه وتعالى عما يصفون، بل إنما خلق الخلق لغاية، قال جل وعلا ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾[الملك:2]، وقال جل وعلا﴿أفحسبتم أنمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾[المؤمنون:115] ، يعني لغير غاية ولغير حكمة ﴿وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾[المؤمنون:115]، وأنه لن يكون بعث بعد خلقكم، وأنه لن يكون إرجاع لكم إلى من خلقكم، هذا فيه قدح، هذا الظن فيه قدح في حكمة الله جل وعلا، لذلك قال جل وعلا بعدها ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ تعالى عما يصفه به المبطلون، تعالى عما يظنه عليه الجاهلون القادحون في حكمته

فإذن الخلق مخلوقون لغاية، ما هذه الغاية؟

هي ما بينها في قوله جل وعلا ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ(57)إِ نَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات:56-58] ، الله جل وعلا ما خلق الجن والإنس إلا لغاية واحدة وهي الابتلاء؛ ﴿ليبلوكم أيكمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾( )

الاختبار اختبار في أي شيء ؟

في عبادته هل يعبد وحده لا شريك له أم يتخذ المخلوق هذا آلهةً أخرى مع الله جل وعلا؟ وهذه مسألة ولا شك عظيمة.

الإنسان خُلق لهذه الغاية، لكن يحتاج إلى من يُبَصِّره بهذه الغاية، ويعلّمه القصد من خلقه، ويعلمه كيف يصل إلى عبادة ربه على الوجه الذي يرضى به اللهُ جل وعلا عنه، فبعث الله جل وعلا رسلا مبشرين ومنذرين يدلون الخلق إلى وعلى خالقهم، يعرفونهم بمن يستحق العبادة وحده، ويعرفونهم بالطريق التي أذن من خلقهم أن يعبدوه بها؛ قال جل وعلا لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾[سبإ:28]، وقال جل وعلا ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا﴾[المزمل:15]، وكل أمة قد خلا فيها نذير، كما قال جل وعلا ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾[فاطر:24]، نذير ينذرهم ويبشرهم؛ يبَشِّر من أطاع وينذر من النار، ويخوف من النار ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل:36]، فثبت بهذه النصوص أن الله جل وعلا لم يترك الخلق وشأنهم بعد أن خلقهم، بل بعث لهم رسلا يعلمونهم ويهدونهم ويبصّرونهم الطريق التي يرضى الله جل وعلا بها أن يعبدوه بها دون ما سواها من الطرق الموصلة، وتلكم الطريق طريق واحدة، ليست بطرق متعددة كما قال جل وعلا﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] فهو صراط واحد، وهناك صُرط أخرى، هي صُرط أهل الضلال والجهل والغِواية، والهوى أما الطريق الموصلة إلى الله جل وعلا فهو طريق المرسلين الذي جاءوا به من عند الله جل وعلا؛ وهو دين الإسلام العام، كما قال جل وعلا ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾[آل عمران:19] ، الاستسلام لله جل وعلا بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله

الرسل بينوا للناس هذه الغاية، ودلُّوهم على عبادة الله جل وعلا وحده دون ما سواه، فقامت العداوةُ بين الرسل وبين أقوامهم في هذا الأصل؛ حيث إن الخلق يريدون أن يعبدوا الله جل وعلا بالطريقة التي يحبون لا بالطريقة التي يحبها الله جل وعلا، ولهذا قال بعض أئمة السلف «ليس الشأن أن تُحِب ولكن الشأن أن تُحَب»؛ ليس الشأن أن تحب الله، فإن محبة الله جل وعلا يدعيها المشركون، يدعيها الضالون، كل قوم بُعث فيهم الرسل يدعون أنهم يريدون وجه الله، يريدون ما عند الله يحبونه, ربما يتصدقون ويُصَلُّون ويدعون ويَصِلُون ويتقربون، وما فِعل أهل الجاهلية؛ جاهلية العرب مِنَّا ببعيد، لكن ليس الشأن أن يُحب المحبُّ ربَّه، ولكن الشأن أن يُحب العبدَ ربُّه؛ الشأن أن يحب الله جل وعلا العبد متى يكون ذلك؟ لابد أن يبحث العبد عن سبيل محبة الله جل وعلا له، هذا السبيلُ بيَّنه الله جل وعلا في قوله ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾ زعمًا ﴿ فَاتَّبِعُونِي طاعةً ﴿يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ﴾[آل عمران:31]

فإذن سبيل محبة الله للعبد هي طاعة الرسل، واتباع الرسل وخاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ببعثته وبرسالته نُسخت جميع الرِّسالات ونسخت جميع الكتب من قبله عليه الصلاة والسلام، فبقي للناس طريق واحد يصلون به إلى ربهم جل وعلا؛ ألا وهو طريق محمد عليه الصلاة والسلام، إذ هو الواسطة العملية للاتباع؛ لاتباعه للوصول إلى الله جل وعلا، فمن اتبع واهتدى بغير هدي النبي عليه الصلاة والسلام، هذا النبي الخاتم، فهو من الضالين الذين تنكبوا سبيل الحق.

هذا الأصل الأول، وهذه المسألة الأولى عظيمة جدا؛ لأنها إذا استقرت في قلب العبد قادته إلى كل خير، يعلم أنه ما خلق إلا لغاية. ما هذه الغاية؟ هي عبادة الله وحده دون ما سواه. كيف أعرف طرق هذه العبادة؟ باتباع النبي عليه الصلاة والسلام. فتلخص الدين في هذه المسألة العظيمة، وما أحسن قول شمس الدين بن القيم في نونيته بعد أبيات قال:
فلواحد كن واحدا في واحد () أعني سبيل الحق والإيمان (لواحد) لله جل وعلا وحده دون ما سواه (كن واحدا) في قصدك وإرادتك وتوجهك وطلبك (في واحد) في طريق واحد، قال بعدها (أعني سبيل الحق والإيمان) الذي هو سبيل النبي عليه الصلاة والسلام.
وقال فى كفاية المستزيد

قوله (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا) هذا فيه حصر، ومعلوم أن (مَا) النافية مع (إِلاَّ) تفيد الحصر والقصر, معنى الكلام: خَلقتُ الجن والإنس لغاية واحدة هي العبادة دون ما سواها، ففيه قصر علّة الخلق على العبادة.
وقوله (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، (إِلَّا) هذه تسمّى أداة استثناء مُفرَّغ, مفرّغ من أعم الأحوال -كما يقول النحّاة-، يعني وما خلقت الجن والإنس لشيء أو لغاية من الغايات أبدا إلاّ لغاية واحدة، وهي أن يعبدونِ.
وقوله (لِيَعْبُدُونِ) اللام هذه تسمّى لام التعليل؛ ولام التعليل هذه قد يكون المعنى تعليل غاية، أو تعليل علّة؛ تعليل غاية يكون ما بعدها مطلوبا؛ لكن قد يكون و قد لا يكون، يعني هذه الغاية، ويسميها بعض العلماء لام الحكمة، وفرق بين العلة والحكمة، يعني ما الحكمة من خلق الجن والإنس؟ أن يعبدوا الله وحده دون ما سواه، هذا التعليل بقوله (لِيَعْبُدُونِ) قلنا تعليل غاية؛ مثلا قلتُ لكَ: لِما أحضرتَ الكتاب؟ قلتَ: أحضرتُه لأقرأ, فيكون علة الإحضار، أو الحكمة من الإحضار القراءة، قد تقرأ، وقد لا تقرأ، بخلاف اللام التي يكون معناها العلة التي يترتب عليها معلولُها، والتي يقول العلماء في نحوها: الحكم دائر مع علته وجودا وعدما. تلك علة القياس، التي لا يتخلّف فيها المعلول عن العلة.
فهنا اللام هذه لام علة الغاية؛ لأن من الخلق من وُجد وخلقه الله جل وعلا، لكن عبَدَ غيره، ولام الحكمة شرعية؛ ما بعدها يكون مطلوبا شرعا، قال جلّ وعلا هنا (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) نفهم من هذا أنّ هذه الآية دالة على التوحيد، من جهة أنّ الغاية من الخلق هو التوحيد

ابوسفيان
2020-09-23, 06:59 PM
• كلُّ رسولٍ دعا قومَه إلى التوحيدِ واجتنابِ الشِّرْكِ.
• أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ، فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ، وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلى التوحيدِ، وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ.

نعم

ابوسفيان
2020-09-23, 07:23 PM
• التوحيدُ هو حقُّ اللهِ على العِبادنعم

محمدعبداللطيف
2020-09-23, 07:36 PM
• كلُّ رسولٍ دعا قومَه إلى التوحيدِ واجتنابِ الشِّرْكِ.
• أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ، فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ، وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلى التوحيدِ، وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ.


التَّوحيدَ أوّلُ دَعوةِ الرُّسلِ، وَأوّلُ مَنازلِ الطَّريقِ، وَأوّلُ مَقامٍ يقومُ فيهِ السَّالكُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ... قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)
فجميع الرسل كان أول وأهم ما دعوا إليه هو التوحيد، توحيد الله بالعبادة وتقواه وطاعته وطاعة رسله. وكما ذكر الله عنهم ذلك على سبيل التعميم، فقد ذكر ذلك عن بعضهم على التفصيل:
فنوح، عليه السلام، قال لقومه:
يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف: 59].
وكذلك هود، عليه السلام، قال لقومه: يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف: 65].
وصالح، عليه السلام، قال لقومه: يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف: 73].
وإبراهيم، عليه السلام، قال لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ [العنكبوت: 16].
فالدعوة إلى التوحيد، والتحذير من الشرك، وصحة العقيدة وسلامتها هما الأصل الأول في دعوة المرسلين، من لدن نوح إلى محمد، عليهم السلام، وهذا هو الغاية الأولى التي بها تصلح كل شئون الدنيا والدين، فإذا صحت العقيدة أذعن الناس لله وحده وأطاعوا رسله واستقاموا على شرعه على هدى وبصيرة، ومن ثم يصلح كل شيء من أمورهم الدينية والدنيوية.
وهذا لا يعني أن الرسل لم يهتموا بإصلاح المفاسد الأخرى، ولا أنهم لم يدعوا إلى الفضائل الأخرى، بل جاءوا بشرائع ومناهج تسير عليها الأمم وتصلح شئون حياتها الدنيا، وأمروا بالمعروف والإصلاح والعدل، ونهوا عن المنكر والفساد والظلم، وأمروا بكل خير وفضيلة، ونهوا عن كل شر ورذيلة تفصيلاً وإجمالاً.
لكن أعظم الفضائل توحيد الله – تعالى – وتقواه، وأعظم المفاسد الشرك بالله، وهو الظلم العظيم. فكان ذلك أعظم أول ما أرسل الله به الرسل.
وهكذا كل دعوة لا تقوم على هذا الأساس – في أي زمان وأي مكان – فإنها دعوة قاصرة وناقصة، ويخشى أن يكون نصيبها إما الفشل، وإما الانحراف عن الصراط المستقيم، أو هما معاً، لأن هذا أصل عظيم من أصول الدين متى غفلت عنه الأمم وقعت في كارثة الشرك والابتداع


أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ نعم اصل دعوة الرسل التوحيد فتوحيد الله هو الأساس، وهو الأصل، وبقية أمور الدين تابعة لذلك
التوحيد هو أصل الدين وأساس الملة، وهو أعظم واجب وأهم واجب
فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ،كل رسول أول ما يقرع به أسماع قومه
{ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}


وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلى التوحيدِأرسل كتب إلى ملوك الأرض قاطبة يدعوهم إلى توحيد الله وإخلاص الدين له
وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ. عن ابن عباس –رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم- لما بعث معاذاً إلى اليمن قال: "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله"
وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" متفقٌ عَلَيهِ.

محمدعبداللطيف
2020-09-23, 07:42 PM
• التوحيدُ هو حقُّ اللهِ على العِباد
حق الله على أهل السماوات وأهل الأرض أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً،
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت ردف النبي- صلى الله عليه وسلم- على حمار فقال: «يَا مُعَاذُ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى العِبَادِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ؟» قال: قلت: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال: «فَإنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ عَزّ وَجَلّ أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» قال: قلتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا أبشرُ النَّاسَ؟ قال: «لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوْا» . متفق عليه

ابوسفيان
2020-09-23, 07:44 PM
• مَن لم يُوحِّد اللهَ فليسَ بمسلمٍ، وإنْ زَعَم أنه مُسْلِمٌ.

نعم

محمدعبداللطيف
2020-09-23, 08:21 PM
• مَن لم يُوحِّد اللهَ فليسَ بمسلمٍ، وإنْ زَعَم أنه مُسْلِمٌ. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
((ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلابد أن يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركاً، وليس في بني آدم قسم ثالث. بل إما موحد، أو مشرك، أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل: النصارى ومن أشبههم من الضلال، المنتسبين إلى الإسلام)) ..
مجموع الفتاوى [ج ١٤ ص ٢٨٢]

وقال أيضاً:
(( فكل من لم يعبد الله مخلصاً له الدين، فلا بد أن يكون مشركاً عابداً لغير الله ..
وقال شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ : (فإن الله سماهم قبل الرسالة ظالمين وطاغين ومفسدين وهذه أسماء ذم الأفعال والذم إنما يكون في الأفعال السيئة القبيحة فدل ذلك على أن الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم لا يستحقون العذاب إلا بعد إتيان الرسول إليهم لقوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) . " الفتاوى 20/38،37" .

وقال أيضاً : (اسم الشرك يثبت قبل الرسالة لأنه يشرك بربه ويعدل به ) الفتاوى " 20/38


قال ابن القيم (رحمه الله)

((إذا لم يقم الإيمان بالقلب حصل ضده وهو الكفر وهذا كالعلم والجهل إذا فقد العلم حصل الجهل وكذلك كل نقيضين زال أحدهما خلفه الآخر)) زاد المعاد في هدي خير العباد ص 185
وقال بن القيم رحمه الله -
فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما، خلفه الآخر )) كتاب الصلاة وحكم تاركها ص53

• قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله : (( فإن من فعل الشرك فقد ترك التوحيد، فإنهما ضدان لا يجتمعان، فمتى وجد الشرك انتفى التوحيد)) ..
[الدرر(٢/٢٠٤) و مجموعة التوحيد: ١/ ٤٨]
وقال ايضا...
فلا يكون موحدا، إلا بنفي الشرك، والبراءة منه، وتكفير من فعله)) الدرر السنية
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
فالشرك بالله عز وجل، هو ضد التوحيد الذي بعث الله به الرسل عليهم الصلاة والسلام، فالمشرك مشرك؛ لأنه أشرك مع الله غيره، فيما يتعلق بالعبادة لله وحده، أو فيما يتعلق بملكه وتدبيره العباد، أو بعدم تصديقه فيما أخبر أو فيما شرع، فصار بذلك مشركاً بالله
وإنْ زَعَم أنه مُسْلِمٌ. حتى وإن زعم المجادلين عن اهل الشرك انه مسلم

قال الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن أبا بطين ((وأما من يقول: إن من تكلم بالشهادتين؛ ما يجوز تكفيره. فقائل هذا القول لا بد أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله في مثل من أنكر البعث، أو شك فيه؛ مع إتيانه بالشهادتين، أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله تعالى في كتابه. أو قال: الزنا حلال، أو اللواط، أو الربا، ونحو ذلك، أو أنكر مشروعية الأذان أو الإقامة أو أنكر الوتر أو السواك، ونحو ذلك؛ فلا أظنه يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم إلا أن يكابر، أو يعاند؛ فإن كابر أو عاند؛ فقال: لا يضر شيء من ذلك، ولا يكفر به من أتى بالشهادتين؛ فلا شك في كفره، ولا في كفر من شك في كفره )) الرسائل و المسائل النجدية ج 1 ص 659
قال الشيخ الامام محمد ابن عبد الوهاب : ((...انظروا في كتاب الله من أوله إلى آخره والمرجع في ذلك بما قاله المفسرون والأئمة ، فإن جادل مُنافق، بكون الآية نزلت في الكفار، فقولوا له: هل قال أحد من أهل العلم، أولهم وآخرهم: إن هذه الآيات لا تعم من عمل بها من المسلمين؟ من قال هذا قبلك؟! وأيضًا فقولوا له هذا رد على إجماع الأمة فإن استدلالهم بالآيات النازلة في الكفار على من عمل بها ممن انتسب إلى الإسلام أكثر من أن تُذكر ، وهذا أيضا كلام رسول الله فيمن فعل مثل هذه الأفاعيل ، مثل الخوارج العباد الزهاد الذين يحقر الإنسان فعل الصحابة عندهم ، وهم بالإجماع لم يفعلوا ما فعلوه إلا باجتهاد وتقرب إلى الله ، وهذه سيرة أصحاب رسول الله فيمن خالف الدين ممن له عبادة واجتهاد مثل تحريق علي من اعتقد فيه الألوهية بالنار وأجمع الصحابة على قتلهم ، وهؤلاء الفقهاء من أولهم إلى آخرهم عقدوا باب حكم المرتد للمسلم إذا فعل كذا وكذا ، وفي متن الإقناع أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم أنه كافر بإجماع الأمة)) الدرر(10/58)
قال الشيخ أبا بطين رحمه الله تعالى : (( وأما قول من يقول أن الآيات التي نزلت بحكم المشركين الأولين فلا تتناول من فعل فعلهم ، فهذا كفر عظيم ، مع أن هذا قول ما يقوله إلا ثور مرتكس في الجهل فهل يقول أن الحدود المذكورة في القرآن والسنة لأناس كانوا وانقرضوا ؟ فلا يحد الزاني اليوم ، ولا تقطع يد السارق ، ونحو ذلك ، مع أن هذا قول يستحي من ذكره ، أفيقول هذا أن المخاطبين بالصلاة والزكاة وسائر شرائع الإسلام انقرضوا وبطل حكم القرآن )) الدرر 10/418
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله (( إنّ من منع تنزيل القرآن وما دل عليه من الأحكام على الأشخاص والحوادث التي تدخل في العموم اللفظي فهو من أضل الخلق وأجهلهم بما عليه أهل الإسلام وعلماؤهم قرنًا بعد قرن وجيلاً بعد جيل ، ومن أعظم الناس تعطيلاً للقرآن وهجرًا له وعدلاً عن الاستدلال به في موارد النزاع ، فنصوص القرآن وأحكامه عامة وخاصة بخصوص السبب ، وما المانع من تكفير من فعل ما فعلت اليهود من الصدّ عن سبيل الله والكفر به مع معرفته ))مصباح الظلام ص 140
قال الشيخ سليمان بن سحمان (( فمن فعل كما فعل المشركون من الشّرك بالله، بصرف خالص حقّه لغير الله من الأنبياء والأولياء والصّالحين ، ودعاهم مع الله، واستغاث بهم كما يستغيث بالله ، وطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله ، فما المانع من تنزيل الآيات على من فعل كما فعل المشركون ، وتكفيره ، وقد ذكر أهل العلم أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السّبب، ولكن إذا عميت قلوبهم عن معرفة الحقّ، وتنزيل ما أنزله الله في حقّ المشركين على من صنع صنيعهم و احتذا حذوهم فلا حيلة فيه ))كشف غياهب الظلام عن أوهاب جلاء الأوهام ص 195

قال الشيخ محمد بن ابراهيم
((فيتضح من هذا جلياً أنه لا فرق بين مُشرك مُنتسب ومشرك غير منتسب .ولا يكابر في هذا إلا جاهل دعي يصُد عن سبيل الله تعالى )) فتاويه 12/1991
جاء في الدرر 288 / 1 ومن تلبيس إبليس، ومكيدته لكل جاهل خسيس أن يظن أن ما ذم الله به اليهود والنصارى والمشركين، لا يتناول من شابههم من هذه الأمة، ويقول إذا استدل عليه بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية هذه الآيات نزلت في المشركين، نزلت في اليهود، نزلت في النصارى ; ولسنا منهم. وهذا من أعظم مكائده، وتلبيسه، فإنه فتن بهذه الشبهة كثيرا من الأغبياء والجاهلين، وقد قال بعض السلف - لمن قال له ذلك -: مضى القوم وما يعني به غيركم. وقال بعض العلماء: إن مما يحول بين المرء وفهم القرآن أن يظن أن ما ذم الله به اليهود والنصارى والمشركين، لا يتناول غيرهم، وإنما هو في قوم كانوا فبانوا. وقد قال الإمام الحافظ سفيان بن عيينة - وهو من أتباع التابعين -:من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عُبّادنا، ففيه شبه من النصارى. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما، من حديث أبي سعيد الخدري، أنه قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟ " وهذا لفظ البخاري. والأحاديث والآثار في هذا المعنى كثيرة. وقد قال ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالا وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ ْ} الآية قال: "ما أشبه الليلة بالبارحة! كالذين من قبلكم هؤلاء بنو إسرائيل، شبهنا بهم، لا أعلم إلا أنه صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده، لتتبعنهم، حتى لو دخل الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه ". فكيف يظُـن من له أدنـى تمسك بالعلم، بعد هذه الأدلة الواضحة، والبراهين القاطعة، أن هذه الأمة لا تشابه اليهود والنصارى، ولا تفعل فعلهم، ولا يتناولهم ما توعد الله به اليهود والنصارى إذا فعلوا مثل فعلهم؟

قال محمد بن أحمد الحفظي أحد علماء نجد رحمهم الله
((إذا قيل: هذه الآيات أنزلت في المشركين عباد الأصنام المحاربين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكون في غيرهم ولا تشتمل على سواهم.
فالجواب:
إن الجامع بين المشركين من الأولين و الآخرين موجود هو الشرك،
فالحكم في ذلك واحد،
لا فرق فيه لعدم الفارق و وجود الجامع،
وفى الحديث: "حكمي على الواحد كحكمي على الجماعة" وفى أصول الفقه: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ويلزم من هذا الاعتراض أن يقال : كل حكم نزل على سبب مخصص في قضية سالفة فهو لا يتعداها الى غيرها. وهذا باطل وتعطيل لجريان الاحكام الشرعية على جميع البرية. فان آيات الحدود والجنايات والمواريث والديات نزلت في قضايا قد مضت ومضى أهلها الذين نزلت فيهم وحكمها عام الى يوم القيامة، لأن العام لا يقصر على السبب وخطابات الشرع تتعلق بالمكلف المعدوم تعلقاً معنوياً، وقد قال ابن عباس رضى الله عنهما في مثل ذلك فيما نزل على بنى اسرائيل وأنه علينا مثلهم، فقال : "ما أشبه الليلة من البارحة"))الدرجة السابعة من درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين
قال الشيخ محمد بن ابراهيم جواباً على هذا السؤال
(( س: يقول بعضهم إن كان مراده كذا فهو كافر؟ قال: مراد هؤلاء أنه لا يكفر إلا المعاند فقط وهذا من أعظم الغلط فإن أقسام المرتدين معروفة؛منهم من ردته عناد وبعضهم لا وفي القرآن يقول الله عز وجل (ويحسبون أنهم مهتدون) (الأعراف 30) وحسبانهم أنهم على شيء لا ينفعهم وهذه شبهة كالشبهة الأخرى وهي عدم تكفير المنتسب إلى الإسلام وتلك الشبهة عدم تكفير المعين وصريح الكتاب والسنة يرد هذا وهذا)) فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم

قال الشيخ عبد اللطيف (( ومن الأسباب المانعة عن فهم كتاب الله أنهم ظنوا أن ما حكى الله عن المشركين وما حكم عليهم ووصفهم به خاص بقوم مضوا وأناس سلفوا وانقرضوا لم يعقبوا وارثًا وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين هذه الآيات نزلت في عباد الأصنام وهذه نزلت في النصارى ، فيظن الغر أن ذلك مختص بهم ، وأن الحكم لا يتعداهم ، وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة ))الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 12 ص 205 و

قال الامام بن القيم رحمه الله تعالى
((فنفى سبحانه المراتب الأربع نفيا مترتبا ، متنقلا من الأعلى إلى ما دونه ، فنفى الملك ، والشركة ، والمظاهرة ، والشفاعة ، التي يظنها المشرك ، وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك ، وهي الشفاعة بإذنه فكفى بهذه الآية نورا ، وبرهانا ونجاة ، وتجريدا للتوحيد ، وقطعا لأصول الشرك وموداه لمن عقلها ، والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها ،
ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته ،
وتضمنه له ،
ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا ،
وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن
ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا ،
فقد ورثهم من هو مثلهم ،
أو شر منهم ،
أو دونهم ،
وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك ،
ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة ، إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ))مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ج1 ص 351

ابوسفيان
2020-09-23, 08:25 PM
قال الامام بن القيم رحمه الله تعالى

ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته ،
وتضمنه له ،
ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا ،
وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن
ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا ،
فقد ورثهم من هو مثلهم ،
أو شر منهم ،
أو دونهم ،
وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك ،
ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة ، إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ))مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ج1 ص 351

هل ورثهم من هو مثلهم

محمدعبداللطيف
2020-09-23, 08:38 PM
ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته ،
وتضمنه له ،
ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا ،
وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن
ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا ،
فقد ورثهم من هو مثلهم ،
أو شر منهم ،
أو دونهم ،
وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك ،
ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة ، إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ))مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ج1 ص 351




هل ورثهم من هو مثلهمثكلتك أمك يا -ابو سفيان- بل ورثهم من هو شر منهم
قال الشيخ عبدالله الغنيمان
المشركون اليوم أعظم شركا ممن بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبهذا يتبين سفاهة عقول مشركي هذا الزمان، وعظم شركهم، وأنه لم يصل إليه شرك السابقين. فمشركو وقتنا هذا يخلصون الدعاء وتزداد إنابتهم، ويتضاعف ذلهم وخضوعهم لمن يعبدونه من دون الله تعالى ممن يدعون لهم بالولاية، عندما يقعون في الشدائد، والكربات، ويشركونهم مع الله تعالى حتى في الربوبية، ويجعلون لهم التصرف، والهداية وجلب النفع، ودفع الضر بخلاف مشركي العرب زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان أحد منهم يدعي ذلك لآلهته وإنما كانوا يقولون: إنها تشفع لهم عند الله، وتقربهم إليه تعالى، كما قال تعالى عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3] ومع ذلك لم يكن شركهم مستمرا في كل وقت كهؤلاء المشركين الذين يزعمون أنهم مسلمون ، بل في وقت الشدائد يخلصون العبادة لله تعالى كما سبق بعض الأدلة على ذلك.
ومن سفاهة هؤلاء أنهم جعلوا الشرك الذي هو أعظم الذنوب أفضل أعمالهم، ورموا من أنكر عليهم ذلك بالجفاء، وتنقص الأنبياء والأولياء، وبأنهم خوارج يكفرون المسلمين. وذلك لأنهم جهلوا معنى العبادة، ومعنى الإله، فظنوا أن معنى الإله الرب الخالق المحيي المميت، القادر على كل شيء، وظنوا أن الدعاء والاستعانة ليست عبادة، وسموا ذلك توسلا وتعلقا، لأن القرآن صرح أن عبادة غير الله كفر، واستبعدوا أن تكون هذه الأعمال التي أدركوا عليها آباءهم وقومهم شركا من إعمال المشركين، فسموا العبادة بغير اسمها لجهلهم دين الإسلام ولغته.
وجهلوا الشرك، فظنوا أنه السجود للصنم، والصلاة له، واعتقاد أنه تدبير الأمور مع الله والتصرف في الكون، واعتقدوا أن المشركين السابقين يعتقدون في آلهتهم هذا المعنى، فحملوا آيات القرآن في الشرك على هذا المعنى.قال صاحب فرقان القرآن في (ص 111) في تعريفه العبادة: "الإتيان بأقصى غاية الخضوع قلبا باعتقاد ربوبية المخضوع له أو قالبا مع ذلك الاعتقاد، فإن انتقى ذلك الاعتقاد لم يكن ما أتى به من الخضوع الظاهري من العبادة شرعا في كثير ولا قليل، مهما كان المأتى به ولو سجودا".
وقال في (ص 87): "توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية متلازمان عرفا وشرعا، فالقول بأحدهما قول بالآخر، والإشراك في أحدهما إشراك في الآخر، فمن اعتقد أنه لا رب ولا خالق إلا الله لم ير مستحقا للعبادة إلا هو ومن اعتقد أنه لا يستحق العبادة غيره فذلك بناء منه على أنه لا رب إلا هو، ومن أشرك مع الله غيره في العبادة كان لا محالة قائلا بربوبية هذا الغير هذا مالا يعرف الناس سواه".ونقل محمود حسن عن هذا الرجل أنه قال في مؤلف له آخر: "إن من ود الرب تعالى إنـزال الغوث والرحمة على من يذكر أحباءه ويناديهم ويستغيث بهم ولو كانوا غائبين أو متوفين". (ص 65)، كشف الشبهات.وقال محمود حسن ربيع في كتابه كشف الشبهات أيضا: "إن استعانتك بالأولياء الذين تعتقد أن لهم حياة وتصرفا بأقدار الله، ليس شركًا، وإن الشرك لو اعتقدت فيهم ربوبية" (ص 57). وقال في (ص 58): "فمن اتخذ من الأنبياء والأولياء وسيلة إلى الله لجلب نفع أو دفع ضر من الله فهو سائل الله"... "ومن قال يا رسول الله أريد أن ترد على عيني، أو ترفع عنا الجدب، أو يزول عنا المرض، وهو من المؤمنين كان ذلك دليلا على أنه يطلب من الله".فهذه التعريفات للعبادة والشرك أخذت من الواقع الذي عاش فيه هؤلاء وأحزابهم لا من الشرع الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فأراد هؤلاء أن يكون الواقع الذي هم عليه متفقا مع دين الإسلام، فجمعوا بين المتضادات، وقلبوا الحقائق. فجعلوا الشرك توحيدا، والتوحيد ضلالا، وسلوكا لطريق الخوارج الذين يكفرون المسلمين، واستبعدوا أن تكون هذه الأوضاع المنتشرة في سائر أنحاء البلاد الإسلامية هي التي كان يفعلها المشركون السابقون مع معبوداتهم، لذلك حاولوا تبرير أفعالهم وجعلها على نهج الإسلام بأحاديث ملفقة أو موضوعة مكذوبة أو حكايات لا قيمة لها في الشرع الإسلامي، وأقل ما يقال في تلك الأحاديث أنها ضعيفة لا يجوز أن يعتمد عليها في فرع من فروع الشرع، فكيف في أصل الأصول - العبادة - التي خلق الجن والإنس من أجلها، وأرسلت الرسل وأنـزلت الكتب لإقامتها وإخلاصها لله.إن دعاة الوثنية لا يفتؤون يؤلفون الكتب، ويزوقون الكلام بتحسين الشرك والثناء على أهله، وتقبيح التوحيد، وعيب أهله ودعاته، ورميهم بالعظائم اتباعا لأهوائهم، وأغراضهم الدنيوية، فهم يجهدون في تحريف أدلة الكتاب والسنة حتى تتفق مع ما يقولونه أو يفعلونه، أو يفعله معظمهم من الرعاع أتباع كل ناعق، ولهذا قال هؤلاء:"العبادة هي الإتيان بأقصى غاية الخضوع قلبا وقالبا باعتقاد ربوبية المخضوع له فإن انتفى ذلك الاعتقاد - يعني اعتقاد الربوبية - لم يكن المأتى به من العبادة في كثير ولا قليل ولو كان سجودا".فهل يصدق العاقل أن المشركين - في عهد النبوة - الذين نزل فيهم القرآن - وهم أكمل عقولا من هؤلاء - يعتقدون أن الأحجار هي ربهم الذي يحيهم ويميتهم، وينزل عليهم المطر وينبت الزرع والكلاء، وما يقتاتونه هم وأنعامهم. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21-22]. أي تعلمون أن الله تعالى هو الفاعل لما ذكر في الآية من خلقهم وخلق من قبلهم، وخلق الأرض وجعلها فراشا لهم يفترشونها وينتفعون بها بما شاءوا وخلق السماء وبناها وأنـزل من السماء ماء فأنبت به الثمرات والأرزاق لكم ولأنعامكم فكيف تعبدون معه غيره مع علمكم أنه لا مشارك له في الخلق والرزق والإحياء والإماتة، وتصريف أمور الكون."وحال مشركي العرب مع أوثانهم معلومة، وأنهم إنما كانوا يعتقدون حصول البركة منها بتعظيمها ودعائها، والاستغاثة بها، والاعتماد عليها في حصول ما يرجونه منها ويؤملونه ببركتها وشفاعتها، فالتبرك بالصالحين وبقبورهم هو عين فعل المشركين بالات والعزى، ومناة وسائر أوثانهم".

وهو العبادة التي أوجبت لهم الخلود في النار، وحرمت عليهم الجنة، وأخبر الله تعالى أنه لا يغفر ذلك إلا بالتوبة منه وفعل التوحيد الذي هو ضده.[للشيخ عبدالله الغنيمان]


يقول الشيخ صالح ال الشيخ
اعلم أن شرك الأولين أخف من شرك أهل زماننا بأمرين):



الأول: التفريق ما بين حال المشركين في هذا الزمان وفي زمان العرب الأول، بأن أولئك لا يشركون إلا في السراء، وأما إذا جاءت الشدة والكرب يعلمون أنه لا منجي إلا الله، ويخافون أن يفوت الوقت عليهم باتخاذ الواسطة، فيقولون: هذا متى يصل إليه؟ ومتى يرفع؟ وهل سيرفع الآن؟ أم لا يرفع الآن حاجاتهم؟ فيجعلون التشفع في وقت السعة والإخلاص في وقت الضيق؛ كما أخبر الله -جل وعلا- عنهم بقوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} قال -جل وعلا- في الآيات التي ساقها الشيخ: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً}.
وهذه المسألة مبينة على التفصيل في شرحنا (للقواعد الأربع) فهذه هي القاعدة الرابعة الأخيرة في (القواعد الأربع).
أهل هذا الزمان من المشركين عندهم أن الإشراك يكون في السراء والضراء على السواء،
بل ربما عَظُم الرغب في وقت الضر، فكانوا مثلاً: يعتقدون حتى في الكتب، مثل ما ذُكر في بعض التراجم أن أهل بلد -سموها- كانوا لا يرحلون في البحر إلا وقد وضعوا نسخة من (كتاب الشفا)للقاضي عياض المغربي المعروف في السفينة، فهو ليس اعتقاداً أيضاً في شخص، ولكن هو في كتابه؛ لما اشتمل عليه الكتاب من حقوق النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه تراجع في شرح (القواعد الأربع).

قال في آخرها: (ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً راسخاً ؟ والله المستعان) صحيح، فإن كثيرين ممن عارضوا الدعوة استغربوا من الشيخ أن يقول: شرك هؤلاء أعظم من شرك الأولين، قالوا: ما اكتفيت أن جعلتنا مساوين لأهل الجاهلية في الشرك حتى تجعل شرك أهل الإسلام أعظم من شرك أهل الجاهلية؟.
فقال: (أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً راسخاً؟).


وفي قول الشيخ: (أين من يفهم قلبه) فيه إشارة للمذهب الحق، وهو أن الفهم والإدراك وأشباه ذلك مردها إلى القلب، وليس إلى الذهن أو المخ أو العقل أو أشباه ذلك، يعني الذي هو الدماغ، ولكن العقل إدراكه من جهة القلب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))والقلب ليس محط الإدراك لأنه مضغة، ولكن لأنه المكان الذي فيه أصل انتشار الروح في البدن، تعلق الروح بالبدن، ومعلوم أن الإدراكات تبع للروح، فالروح هي المدركة، ووسيلة الإدراك الآلات التي في البدن، فكما أن اليد وسيلة تناول الشيء والمحرك الروح، فكذلك المحرك الروحُ للسان بالكلام الطيب، أو بالكلام الخبيث، المحرك الروح في التصرفات، والبدن أعضاؤه - هذه- وسائل لتنفيذ ما قام في النفس.


لهذا: المدرك في الحقيقة ليس هو البدن، إنما المدرك الروح، والبدن وسيلة، البدن آلات، العينان آلة، واللسان آلة، والشم آلة، والمخ والدماغ آلة، والقلب آلة، إلى آخره، آلة لتحصيل المعارف للروح، وهذه مسألة طويلة معروفة.


قال الشيخ -رحمه الله- هنا: (ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً راسخاً؟).


لا شك أن من فهم هذه المسألة فهماً راسخاً علم أن هذا الذي قاله الشيخ حق، وأن شرك هذا الزمان أعظم من شرك الأولين، لكن أين من يفهم؟
والمطلوب من كل طالب علم بعد معرفته لدلائل التوحيد، والحجج، أن يمرن نفسه على جواب الشبه بعد إحكام الأصل، الإخوة الذين لم يحكموا (كتاب التوحيد) ولم يحكموا (ثلاثة الأصول) ودخلوا في (كشف الشبهات) مباشرة، أو ما ضبطوا تلك الكتب، فلا يحسنوا أن يجيبوا عن الشبه إلا بعد أن يحكموا الأصول؛ لأن هذه فرع عن تلك، من أحكم تلك يدرب نفسه على جواب هذه الشبه على طريقة الشيخ رحمه الله، يتأنى ويكون حليماً، يعرف موقع الاحتجاج، يعرف كيف يجر المخالف إلى الحجة الصحيحة، يعرف كيف يخلي القلب - قلب المخالف - من الحجة، ثم يبتدئ يعطيه الحق، إلى آخر ذلك، فتحتاج إلى دربة.


والملاحظ أن كثيرين يغضبون، وهم محمود غضبهم لله جل وعلا، لكن يكون جوابهم للشبهات ليس على أصوله، فيوقعون المجادِل في شبهةٍ جديدة، بل قد يقتنع أن ما عليه حق؛ لأن هذا ما استطاع أن يجيب بجواب جيد.
فالواجب على طالب العلم أن يكون متأنياً في جواب الشبهات، حاذقاً يعرف كيف يسوق المجادَل أو يسوق الخصم إلى ميدان الحجة دون أن يَلزَمه شيء، فيقيده حتى نجمعه في الآخر يكون كالمقدمة أو الخاتمة لهذا الكتاب.
ذكرنا أربع أو خمس فيما مضى، وهذه الآن واحدة جديدة، لعل أحدكم تنهض همته فيجمع هذه الأصول العامة في كيفية المناقشة، يعني: كيف يجمع الموحد نفسيته ليواجه الخصوم.

----------------


قال: (والأمر الثاني: أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله إما أنبياء وإما أولياء وإما ملائكة، ويدعون أشجاراً أو أحجاراً مطيعة لله ليست عاصية، وأهل زماننا يدعون مع الله أناساً من أفسق الناس، والذين يدعون هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنى والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك، والذي يعتقد في الصالح أو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به).


هذه المسألة لأهل التوحيد وليست للجواب على أهل الشبهات، بل هذه ليفهمها أهل التوحيد فهماً راسخاً، وهي: أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله، أو يدعون أشياء مطيعة لله -جل وعلا-إما يدعون أنبياء مثل ما كان يدعى موسى، ويدعى عيسى، وتدعى أنبياء بني إسرائيل، ويدعى إبراهيم عليه السلام؛ أو أولياء من الصالحين كـاللات وكغيره، وإما الملائكة، ويدعون أشجاراً أو أحجاراً مطيعة لله ليست بعاصية، يدعون أشياء مسبحة لله مطيعة، لم تخرج عن توحيده وطاعته.
وأما أهل الزمان هذا فيدعون مع الله أناساً من أفسق الناس.
فمثلاً: قوله: (من أفسق الناس) قد يكون من جهة أنه عُرف عنه في حياته الفسق والفجور بدعوى أنه سقطت عنه التكاليف، أو بكونه كان مجنوناً وكان يفعل الأشياء بجنونه، يفعل أشياء من الفسق والمنكرات والكبائر لجنونه، أو لكونه محاداً معانداً فاسقاً فاجراً، أو كافراً في نفس الأمر، وهذا نوع.


والنوع الثاني: قد يدعون أشياء في محلات يكون الدعاء منصباً على نصراني، أو يكون الدعاء منصباً على حيوان أو يكون الدعاء منصباً على يهودي، أو نحو ذلك.
وهذه المسائل تختلف باختلاف التحقيق فيها، يعني أن يقال: هذا الذي يدعى ليس بصالح؛ بل هو نقل عنه أنه قال لأتباعه كذا وكذا، أو ذكر عن نفسه أنه سقطت عنه التكاليف، كان يعاشر المردان أو النساء فيفعل كذا وكذا من الفواحش، كان يشرب الخمر، كان لا يصلي، كان يسرق، كان يحتال، إلى آخر ذلك، وهؤلاء لا شك أنهم ليسوا بأولياء، وليسوا بصالحين، بل هم فسقة فجار، وقد يكونون كفاراً.
صنف من هؤلاء يُدعى الآن ويُسأل، وهذا عند التحقيق إذا جمعت الكلام وجدت هذا الكلام صحيحاً.


المعارضون أو الخرافيون ينقسمون تجاه هذا الكلام إلى ثلاثة أقسام:


القسم الأول:من يقول: هذا الذي تقولون عنه ليس بصحيح أصلاً، الذي ينقل عن عبد الوهاب الشعراني أنه قال كذا وكذا وكذا، يقولون: هذا مدسوس على كتبه، ليس من كتبه أصلاً.


والصنف الثاني من المتأولين، من يقول: هذا الكلام لأهله فيه تأويل، فإن اصطلاحات الصوفية تختلف عن اصطلاحات غيرهم، فقد يقولون العبارات التي فيها كفر؛ وليسوا يعنون ظاهرها، إنما يعنون معاني باطنة أخرى يفهمها القوم، مثل ما اعتذر عن ابن عربي بأنه كذا وكذا أراد مقاصد طيبة، لكن فهم كلامه على ظاهره، وهو لم يرد الظاهر، ومثل ما ينقل عن العفيف التلمساني وابن سبعين وأشباه هؤلاء.


والطائفة الثالثة من تقول: هؤلاء سقطت عنهم التكاليف أصلاً، والتكليف يراد منه أن يصفو الباطن ويفنى عن شهود السِّوى، يفنى عن شهود غير الله جل وعلا، فإذا وصل إلى هذه المرتبة فلم ير إلا الله جل وعلا، ولم يتجه إلا إلى الله جل وعلا، فإن التكاليف: الصلاة وتحريم الفواحش إنما هي لإصلاح نفسه، ونفسه قد بلغت المرتبة العليا فليس لإصلاحها مجال، وهذا قول الغلاة منهم، فيقول: (لا بأس لو فعل هذه الأفعال، هو أصلاً وصل وسقطت عنه التكاليف).
وهؤلاء الطوائف الثلاثة موجود - حتى في المؤلفات - من يتجه إلى فئة من هذه الفئات الثلاث، وهناك من المدفونين من الموتى من يُتَّجه إليه على أن المدفون فلان الولي ويكون المدفون غيره، مثل ما ذكر شيخ الإسلام عن قبر الحسين بن علي -رضي الله- عنه في القاهرة، فقد حقق -والعلماء كذلك حققوا والمؤرخون- أنه لم يصل القاهرة، وإنما سيق من العراق إلى دمشق إلى يزيد بن معاوية رحمه الله تعالى، ودفن هناك، والآن تجد قبراً للحسين في العراق ومشهد عظيم، وفي الشام وفي القاهرة.
قال: (إن المدفون في القاهرة رجل يهودي في المكان هذا).
وقالت طائفة: المدفون حيوان أصلاً في هذا المكان.
فإذاً:هم اعتقدوا في يهود، اعتقدوا في حيوانات، وهذا الصنف لم يكن يحوم حوله ذهن أو قلب أهل الجاهلية أصلاً، فلهذا صار هؤلاء أعظم وأقبح.
وهناك عمود كان في دمشق يُذهب إليه بالحيوانات، أو بأنواع من الحيوانات، مثل البقر، أو الجاموس، أو الأغنام، أو الإبل، أو أشباه ذلك، التي لم تلد، يعني: طالت ولادتها أو صار فيها مرض أو أشباه ذلك، فيطوِّفونها على هذا العمود فتلقي ما في بطنها فوراً، فيظنون أن هذا من بركة ما تحت العمود، ويقولون: هذا العمود كان يتعبد عنده رجل صالح.


وشيخ الإسلام -رحمه الله- بَيَّن قال:(هذا العمود دفن تحته رجل نصراني وساق الأدلة على ذلك، والحيوانات تسمع تعذيب النصراني في قبره، فلذلك إذا سمعت العذاب لم تتحمل، فاستطلق بطنها؛ لأنه قد جاء في الحديث:((أنه إذا تولى عنه أهله طرق بمطرقة يسمعها من يليه إلا الثقلان)).فالجن والإنس لا يسمعون العذاب؛ لأنهم مكلفون، ولو سمعوا لهلكوا ولرعبوا ولما استقامت لهم الحياة، أما الحيوانات فربما وصلها من ذلك شيء، وربما سمعت).
فكان تعلقهم ليس بولي وليس بنبي، وإنما بمكان تحته رجل نصراني، وأشباه ذلك.
وهذه الأشياء لم يكن عليها شرك الأولين، فالأولون لم يسألوا رجلاً، يعني: ما اتخذوا لـعمرو بن لحي المشرك، الذي أول من سيب السوائب وساق الآلهة، ما اتخذوا له قبراً يعبدونه ولا سألوه، إلى آخر أصناف عظمائهم المشركين، لكن أهل الأزمنة المتأخرة اعتقدوا في أنواع من الناس من فسقة هذه الأمة، أو ممن ارتد، أو من النصارى، أو من اليهود؛ لهذا قال الشيخ -رحمه الله تعالى- هنا: (والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور) وفي النسخة التي عندي: (هم الذين يحلون لهم الفجور) ماذا عندك؟(يحكون عنهم الفجور) هذا الذي أعرفه، لكن هذه (يحلون لهم).
(يحكون عنهم الفجور من الزنى والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك، والذي يعتقد في الصالح أو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر، أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به) لا شك، يراه يزني ويعتقد أنه ولي من أولياء الله، يراه لا يصلي ويعتقد أنه من أولياء الله، هذا لاشك أنه ضلال فوق الضلال، ويسأله ويدعوه ويرى أنه يستشفع به، لا شك أن هذا أعظم وأبشع مما يذكر عن أهل الجاهلية.

[شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين (https://majles.alukah.net/t177761/)

https://majles.alukah.net/t177761/

محمدعبداللطيف
2020-09-25, 10:55 AM
معنَى العِبادةِ

العِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ.
وكلُّ عَمَلٍ يُتقرَّبُ به إلى المَعْبودِ فهو عِبادةٌ.
ولذلك فإنَّ العبادةَ الشَّرْعِيَّةَ هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويَرْضاهُ من الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
والعبادةُ تكونُ بالقلبِ واللسانِ والجوارحِ، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بإخلاصِ العبادةِ له وَحْدَه لا شَريكَ له؛ قال اللهُ تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)﴾ [غافر: ٦٥].
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ [الزمر: ١١].
وأمَرَ اللهُ باتِّباعِ رسولِه صلى الله عليه وسلم وأداءِ العبادةِ على الهَدْيِ الذي بَيَّنَهُ لنا، قال اللهُ تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾[النحل: ٤٤]، وقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧]
واللهُ تعالى لا يَقْبَلُ عبادةً من أحدٍ إلا بتَحْقيقِ هَذَينِ الشَّرْطينِ: الإخلاصِ والمُتابعةِ.
والعبدُ لا يكونُ مسلمًا حتى يُخْلِصَ الدِّينَ للهِ تعالى، ويَتَّبِعَ الرسولَ صلى اللهُ عليه وسلم.
فمَن أدَّى العبادةَ خالصةً للهِ تعالى، وصَوابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فهي عبادةٌ صحيحةٌ، وعَمَلٌ صالِحٌ.

وقد بَيَّن اللهُ تعالى لنا في كتابِه الكريمِ أنه خَلَقَنا لغَايةٍ عظيمةٍ، وهي عبادتُه وحدَه لا شَرِيكَ له، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦].
وقال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥].
* فمَن اجْتَنَبَ الشِّرْكَ وأخْلَصَ العِبادةَ للهِ تعالى واتَّبَعَ الرَّسولَ فهو مُسلمٌ مَوعودٌ بدُخولِ الجَنَّةِ والنَّجاةِ من النارِ.
* ومَن أدَّى العباداتِ الواجبةَ؛ فامتثَلَ ما أوْجَبَه اللهُ، واجتَنَبَ ما حَرَّمَه اللهُ؛ فهو من عِبادِ اللهِ المُتَّقينَ المُؤمِنينَ الذين كتَبَ اللهُ لهم الأمنَ من العذابِ، ووَعَدَهم الفَضْلَ العظيمَ في الدنيا والآخرةِ.
* ومَن كمَّل العباداتِ الواجبةَ والمُستحبَّةَ واجتنَبَ المُحرَّماتِ والمَكْروهاتِ؛ فعَبَدَ اللهَ كأنَّه يَرَاهُ؛ فهو من عِبَادِ اللهِ المُحْسِنينَ الذين وعَدَهم اللهُ الدَّرَجاتِ العُلَى من الجَنَّةِ.

وبهذا تَعْلَمُ أن ما يَقْدَحُ في عُبودِيَّةِ العبدِ لرَبِّه عز وجل على ثَلاثِ دَرَجاتٍ:
الأُولَى: الشِّرْكُ الأكبرُ، وهو عِبادةُ غيرِ اللهِ عز وجل؛ فمَن صَرَفَ عبادةً من العباداتِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل؛ فهو مُشرِكٌ كافرٌ، لا يَقْبَلُ اللهُ منه صَرْفًا ولا عَدْلاً، كالذين يَدْعُونَ الأصنامَ والأولياءَ والأشجارَ والأَحْجَارَ، ويَذْبَحُونَ لها ويَسْألُونَها قَضاءَ الحَوائجِ ودَفْعَ البَلاءِ.
وهؤلاء كُفَّارٌ مُشرِكونَ خارجونَ عن دينِ الإسلامِ، مَن ماتَ منهم ولم يَتُبْ فهو خَالِدٌ مُخلَّدٌ في نارِ جَهَنَّم والعياذُ باللهِ.

الدرجةُ الثانيةُ: الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، ومنه الرِّياءُ والسُّمْعةُ، فيُزَيِّنُ العبدُ عبادتَه من صلاةٍ وصدقةٍ وغيرِها لأجلِ أنْ يَمْدَحَهُ الناسُ بذلك، فمَن فعَلَ ذلك فهو غيرُ مُخْلِصٍ للهِ تعالى الإخلاصَ الذي يَنْجُو به من العذابِ، فهو وإنْ لم يَعْبُدْ غيرَ اللهِ حقيقةً إلا أنه بطَلَبِه ثَناءَ الناسِ ومَدْحَهم وإعجابَهم قد ابْتَغَى ثَوابَ العِبادةِ من غيرِ اللهِ عز وجل، وهو مُشرِكٌ شِرْكًا أصْغَرَ يُحْبِطُ تلك العبادةَ، وقد قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم فيما يَرْويِه عن رَبِّه جل وعلا أنه قالَ: [أنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ معي فيه غيري تَرَكْتُه وشِرْكَه] رواه مسلمٌ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه.
ومن الشِّرْكِ الأَصْغَرِ أن يَتعَلَّقَ قَلْبُ العَبْدِ بالدنيا حتى تكونَ أكْبَرَ هَمِّه ويُضَيِّعَ بسَبَبِها الواجباتِ ويَرْتَكِبَ المُحرَّماتِ؛ فيَكونَ في قَلْبِه عُبودِيَّةٌ للدنيا، وقد قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: ((تعِسَ عَبدُ الدِّينارِ وعَبْدُ الدِّرْهمِ وعبدُ الخَمِيصةِ إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وإنْ لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانتكَسَ وإذا شِيكَ فلا انْتَقَشَ)). رواه البخاريُّ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي اللهُ عنه.
وهذا دعاءٌ عليه من النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالتَّعاسةِ والانتكاسةِ، فكُلَّما قامَ من سَقْطةٍ وقَعَ في أُخْرَى، وإذا أُصِيبَ ببلاءٍ لم يَهْتَدِ للخُروجِ منه، وسببُ ذلك عُبودِيَّتُه للدُّنيا، وغَفْلتُه عن اللهِ جل وعلا.
وقد بَيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم الضابطَ في ذلكَ فقالَ: ((إنْ أُعْطِيَ منها رَضِيَ وإن لم يُعْطَ سَخِطَ)).
فإذا كانَت همَّةُ العبدِ للدُّنيا إنْ أُعْطِيَ منها رضِيَ، وإن لم يُعْطَ ظَلَّ ساخِطًا على قَضاءِ اللهِ وقَدَرِه مُتَبَرِّمًا منه لم يَكُنْ قَلْبُه سليمًا للهِ جل وعلا، وهذا من شأنِ المُنافِقِينَ، كما قال اللهُ تعالى فيهم: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ [التوبة: ٥٨]، فرِضَاهُم لغَيْرِ اللهِ وسَخَطُهم لغيرِ اللهِ.

ومَن كان هذا حالَهُ فهو غير مخلصٍ العبادَةَ للهِ تَعَالَى، بل في قلبه عُبودِيَّةٌ لغيرِ اللهِ جَلَّ وَعَلا، وهذا أمرٌ تُشاهَدُ آثارُه فيمَن تعلَّقَ قلبُه بمالٍ أو رئاسةٍ أو شَخْصٍ يُحِبُّه حتى يَعْصِيَ اللهَ لأجلِه؛ فيكونَ في قَلبِه رِقٌّ لما أحبَّه وتَعلَّقَ به وعَصَى اللهَ لأجله، ومَن تعلَّق شيئًا دونَ اللهِ عُذِّبَ به.

الدرجةُ الثالثةُ: فِعْلُ المعاصي، وذلك بارتكابِ بعضِ المُحرَّماتِ أو التفريطِ في بعضِ الواجباتِ، وكلما عَصَى العبدُ رَبَّه كان ذلك نَقْصًا في تَحْقيقِه العبوديةَ للهِ تعالى.
وأكملُ العبادِ عُبوديَّةً للهِ تعالى أحسنُهم استقامةً على أمرِ اللهِ عز وجل، قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)﴾ [الأحقاف: ١٣–١٤].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾ [فصلت: ٣٠–٣٣].

ومدارُ عُبودِيَّةِ القَلْبِ على ثلاثةِ أمورٍ عظيمةٍ هي: المَحَبَّةُ، والخَوْفُ، والرَّجاءُ.
ويَجِبُ على العَبْدِ أن يُخْلِصَ هذه العباداتِ العظيمةَ للهِ تعالى:
– فيُحِبَّ اللهَ تعالى أعظمَ مَحَبَّةٍ، ولا يُشْرِكَ معه في هذه المَحبَّةِ العظيمةِ أحدًا من خلقِه، كما قال اللهُ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥].
– ويَخافَ من سَخَطِ اللهِ وعِقابِه، حتى يَنْزجِرَ عن فعلِ المعاصي من خَشْيةِ اللهِ تعالى.
– ويَرْجوَ رحمةَ اللهِ ومَغْفرتَه وفَضْلَهُ وإحسانَهُ.
ومَن كان كذلكَ فإنه لا يَيْأسُ من رَوْحِ اللهِ، ولا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ، بل يَبْقَى جامِعًا بينَ الرَّجاءِ والخَوفِ كما أمَرَ اللهُ تعالى عبادَه بقولِه: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: ٥٦].
فالدُّعاءُ هنا يَشْمَلُ دُعاءَ المَسْألةِ ودُعاءَ العِبادةِ.

● ومَحبَّةُ العبدِ لربِّه تعالى تَدْفَعُه إلى التقرُّبِ إليه، والشَّوقِ إلى لقائِه، والأُنسِ بذِكْرِه، وتَحْمِلُه على مَحَبَّةِ ما يُحِبُّه اللهُ، وبُغْضِ ما يُبْغِضُه اللهُ، فيُحَقِّقُ عُبوديَّةَ الولاءِ والبَرَاءِ بسببِ صِدْقِ مَحبَّتِه للهِ تعالى.
● وخَوفُه من اللهِ يَزْجُرُه عن ارتكابِ المُحرَّماتِ وتركِ الواجباتِ؛ فيكونُ من عبادِ اللهِ المُتَّقينَ، الذين حَمَلَتْهم خَشْيةُ اللهِ تعالى على اجتنابِ أسبابِ سَخَطِه وعِقابِه.
● ورَجاؤُه للهِ يَحْفِزُه على فِعْلِ الطاعاتِ لما يَرْجُو من عَظيمِ ثَوابِها وبَرَكةِ رِضْوانِ اللهِ عز وجل على أهلِ طَاعَتِه.[معالم الدين]

محمدعبداللطيف
2020-09-25, 11:12 AM
من أهم المهمات
أن يعرف العبد معنى الشرك وخطره وأقسامه حتى يتم توحيده ، ويسلم إسلامه ، ويصح إيمانه
الشرك في اللغة هو :
اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحداً شريكاً لآخر .
يقال : أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين ، وأما في الشرع فهو :
اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات .

والند هو : النظير والمثيل . ولذا نهى الله تعالى عن اتخاذ الأنداد وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن فقال تعالى : ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )
أقسام الشرك :

وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك والتنديد تارة يكون مخرجاً من الملة ، وتارة لا يكون مخرجاً من الملة ، ولذا اصطلح العلماء على تقسيمه إلى قسمين :
( شرك أكبر ، وشرك أصغر )

أولاً : الشرك الأكبر :

وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .

وهذا الشرك تارة يكون ظاهراً :
كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .

وتارة يكون خفياً :
كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر .

كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات :

كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى.
أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل .
أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم ، بأن يُحب مخلوقا كما يحب الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله ، وهو الشرك الذي قال الله فيه : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) البقرة / 165 .
أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله ، وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عموما ، حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب ، وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك . وكاعتقاد أن هناك من يرحم الرحمة التي تليق بالله عزَّ وجل ، فيرحم مثله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات .

وتارة يكون في الأقوال :

كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ؛ سواء كان هذا الغير نبيا أو وليا أو مَلَكا أو جِنِّياًّ ، أو غير ذلك من المخلوقات ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
وكمن استهزأ بالدين أو مثل اللهَ بخلقه ، أو أثبت مع الله خالقاً أورازقاً أو مدبراً ، فهذا كله من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .

وتارة يكون في الأفعال :

كمن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . نسأل الله عفوه وعافيته .

ثانياً : الشرك الأصغر :

وهو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر ، أو ورد في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .

وهذا يكون في الغالب من جهتين :
الأولى : من جهة التعلق ببعض الأسباب التي لم يأذن الله جل وعلا بها ، كتعليق الكَفِّ والخرز ونحو ذلك على أنها سبب للحفظ أو أنها تدفع العين والله تعالى لم يجعلها سبباً لذلك لا شرعاً ولا قدراً .

الثانية : من جهة تعظيم بعض الأشياء التعظيم الذي لا يوصلها إلى مقام الربوبية ، كالحلف بغير الله ، وكقول : لولا الله وفلان ، وأشباه ذلك.

والشرك الأصغر تارة يكون ظاهراً كلبس الحلقة والخيط والتمائم ونحو ذلك من الأعمال والأقوال.

وتارة يكون خفياً كيسير الرياء .

كما أنه تارة يكون بالاعتقادات :

كأن يعتقد في شيء أنه سبب لجلب النفع ودفع الضر ولم يجعله الله سبباً لذلك . أو يعتقد في شيء البركة ، والله لم يجعل فيه ذلك .

وتارة يكون بالأقوال :

كمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا ؛ دون أن يعتقد أن النجوم هي التي تستقل بإنزال المطر ، أو حلف بغير الله دون أن يعتقد تعظيم المحلوف به ومساواته لله ، أو قال ما شاء الله وشئت . ونحو ذلك .
وتارة يكون بالأفعال :

كمن يعلِّق التمائم أو يلبس حلقة أو خيطا ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه، لأن كل من أثبت سبباً لشيء والله لم يجعله سببا له شرعا ولا قدراً، فقد أشرك بالله . وكذلك من يتمسح بشيء رجاء بركته ولم يجعل الله فيه البركة ، كتقبيل أبواب المساجد ، والتمسح بأعتابها ، والاستشفاء بتربتها ، ونحو ذلك من الأفعال .


فالواجب على المسلم أن يحذر الشرك صغيره وكبيره ، فإن أعظم معصية عصي الله بها هي الشرك به ، والتعدي على خالص حقه ؛ وهو عبادته وطاعته وحده لا شريك له . ولذا فقد أوجب الخلود في النار للمشركين وأخبر أنه لا يغفر لهم ، وحرَّم الجنة عليهم كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً )

وقال جل شأنه ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )

فوجب على كل ذي عقل ودين أن يخشى على نفسه من الشرك وأن يلوذ بربه طالباً منه أن ينجيه من الشرك ؛ كما قال الخليل عليه السلام : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ )

الفرق الفرق بين الشرك الاكبر والاصغر من حيث الحكم :

أن الشرك الأكبر مخرج من الإسلام ، فيُحكم على فاعله بالخروج من الإسلام والارتداد عنه فيكون كافراً مرتداً .

وأما الشرك الأصغر فلا يخرج من الإسلام ، بل قد يقع من المسلم ويبقى على إسلامه ، غير أن فاعله على خطر عظيم ، لأن الشرك الأصغر كبيرة من كبائر الذنوب حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً ) فجعل رضي الله عنه الحلف بغير الله ( وهو شرك أصغر ) أقبح من الحلف بالله كاذباً ومعلوم أن الحلف بالله كاذباً من الكبائر .

محمدعبداللطيف
2020-09-25, 11:15 AM
الشِّرْكُ هو:
عبادةُ غيرِ اللهِ تعالى، فمَن دعا معَ اللهِ أحَدًا – دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عبادةٍ– فهو مُشركٌ كافرٌ؛ قد جَعَلَ للهِ شَرِيكًا ونِدًّا في عبادتِه؛ واللهُ تعالى لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معَه أحَدٌ في عبادتِه، لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا غيرُهما؛ فالعبادةُ حَقٌّ للهِ وحدَه، قال اللهُ تعالى:﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [يوسف: ٤٠].
وقال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [فاطر: ٤٠].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٧].
فمَن دعا من دُونِ اللهِ نِدًّا فهو مُشرِكٌ.
والشِّرْكُ هو أعْظَمُ ذَنبٍ عُصِيَ اللهُ به، وهو أعْظَمُ ما نَهَى اللهُ عنه، وهو أكبرُ الكبائرِ، وأعظمُ الظُّلمِ، وهو نَقْضٌ لعهدِ اللهِ وميثاقِه، وخيانةٌ لأعظمِ الأماناتِ وأكبرِ الحُقوقِ، وهو حقُّ اللهِ عز وجل فيما خَلَقَ الخَلْقَ لأجلِه، وهو عبادتُه وَحْدَه لا شريكَ له.
فلا جَرَمَ أن كان عِقابُه أعظمَ العِقابِ في الدنيا والآخرةِ:
فأما في الدنيا فمَقْتُ اللهِ وسَخَطُه كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾[غافر: ١٠].
معَ ما يُصِيبُهم في الدنيا من عُقوباتِ ما كَسَبتْ أيدِيهم بسَبَبِ إعراضِهم عن هُدَى اللهِ من الضلالِ والشقاءِ، والخوفِ والحَزَنِ، الحَيْرَةِ والشكِّ، والاضطرابِ والمعيشةِ الضَّنْكِ، وإنْ مُتِّعوا في الدنيا مَتاعًا قليلاً إلى أجلٍ فهو عليهم عذابٌ ووَبَالٌ، قال اللهُ تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل عمران: ١٩٦–١٩٧].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [لقمان: ٢٣–٢٤].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)﴾ [البقرة: ١٢٦].
وأما في الآخرةِ فإنهم من حِينِ قَبْضِ أرواحِهم وهم في عَذابٍ شَديدٍ مُتتابِعٍ بسببِ لَعْنةِ اللهِ لهم؛ إذ تُنْزَعُ أرواحُهم نَزْعًا شديدًا يُعذَّبون به، ويُعذَّبون بالفَزَعِ من هَوْلِ المُطّلََعِ، ورُؤْيَةِ ملائكةِ العذابِ، ويُعذَّبُونَ في قُبورِهم عذابًا شديدًا، ويُعذَّبونَ إذا بُعِثوا بأهوالِ يومِ القيامةِ وبالفَزَعِ الأكبرِ، ويُعذَّبون بطُولِ المَوقِفِ ودُنُوِّ الشمسِ منهم في يومٍ كانَ مِقْدارُه خمسين ألفَ سنةٍ، ويُعذَّبُون في العَرَصاتِ ثم يَكُونُ مَصِيرُهم إلى نارِ جَهَنَّم خَالِدِينَ فيها أبَدًا، لا يُخَفَّفُ عنهم من عَذَابِها، وما هم منها بمُخْرَجِين.
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)﴾ [البقرة: ١٦١–١٦٢].
وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)﴾ [فاطر: ٣٦–٣٧].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)﴾ [الأحزاب: ٦٤–٦٨].
ومِمَّا يدُلُّ على عَظيمِ خَطَرِ الشِّرْكِ ووُجوبِ الحَذَرِ منه، أنَّ مَن أشْرَكَ باللهِ من بعدِ إسلامِه حَبِطَ عَمَلُه وكانَ من الكافرين الخاسرين، كأنه لم يَعْمَلْ من قبلُ شيئًا، فاللهُ لا يَقْبَلُ من مُشركٍ عملاً.
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: ٨٥].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)﴾ [الزمر: ٦٥–٦٦].
وقال تعالى بعدَ ما ذكَرَ الأنبياءَ في سُورةِ الأنعامِ وأثْنَى عليهم: ﴿وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاه ُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)﴾ [الأنعام: ٨٧–٨٨].
فالأنبياءُ – على صَلاحِهم وشَرَفِهم وقُرْبِهم من اللهِ تعالى وعظيمِ مَحَبَّتِه لهم – لا يُغْفَرُ لهم الشركُ باللهِ جل وعلا لو وقَعَ منهم، وقد عَلِمْنا أنَّ اللهَ تعالى قد عَصَمَهم من الشركِ، فغيرُ الأنبياءِ أَوْلَى بهذا الحُكْم، وقد أبْقَى اللهُ لنا هذا الخِطابَ يُتْلَى علينا لِنَتَدَبَّرَهُ ونَتأمَّلَهُ، ونَفْهَم منه عَظِيمَ جُرْمِ الشِّركِ.

والشِّرْكُ على قِسْمَينِ:
أحَدُهما: الشِّرْكُ الأَكْبَرُ: ويَكونُ في الرُّبوبِيَّةِ والأُلوهيَّةِ:
أما الشِّرْكُ الأكْبَرُ في الرُّبوبيَّةِ فهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه من الخَلْقِ والرَّزقِ والمُلْكِ والتَّدْبيرِ.
وأمَّا الشِّرْكُ الأَكْبَرُ في الألوهيَّةِ فهو: دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عِبادَةٍ
ويكونُ الشركُ الأكبرُ بالقلبِ والقولِ والعملِ.

فمِثالُ الشركِ الأكبرِ القَلْبِيِّ: اعتقادُ أنَّ للأوثانِ تَصَرُّفًا في الكَوْنِ، وأنها تَعْلَمُ الغَيْبَ، وتَنْفَعُ وتَضُرُّ، ومَحَبَّةُ الأوثانِ والتَّوكُّلُ عليها والاستعانةُ بها كلُّ ذلك من العباداتِ القَلْبيَّةِ التي لا يَجوزُ صَرْفُها لغيرِ اللهِ عز وجل، فمَن صَرَفَها لغيرِ اللهِ تعالى فهو مُشركٌ كَافِرٌ

ومثالُ الشِّرْكِ بالقَوْلِ: دُعاءُ الأوثانِ من دُونِ اللهِ، والأقوالُ الكُفْريَّةُ التي يَكونُ فيها تَعْظيمٌ للأوثانِ ومَدْحٌ لها، وافتراءُ الكَذِبِ على اللهِ.

ومِثالُ الشركِ بعَمَلِ الجَوَارحِ: الذَّبْحُ لغَيْرِ اللهِ، والنَّذْرُ له، والسُّجودُ له.
والشِّرْكُ الأكبرُ مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ، ومَن ماتَ ولم يَتُبْ منه لم يَغْفِرِ اللهُ له، بل هو مُوجِبٌ لسَخَطِ اللهِ ومَقْتِه والخُلودِ في نارِ جَهنَّم، والعياذُ باللهِ.

والقِسْمُ الآخَرُ: الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، وهو ما كانَ وَسِيلةً للشِّرْكِ الأَكْبَرِ وسُمِّيَ في النُّصوصِ شِرْكًا من غيرِ أن يَتَضَمَّنَ صَرْفًا للعِبَادَةِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل.
ويَكُونُ بالقَلْبِ والقَوْلِ والعَمَلِ:

فمِثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَلْبِيِّ: اعتقادُ السَّبَبِيَّةِ فيما لم يَجْعَلْهُ اللهُ سَبَبًا شَرْعًا ولا قَدَرًا، كاعتقادِ نَفْعِ التمائمِ المُعَلَّقَةِ في دَفْعِ البلاءِ، والطِّيَرةِ.

ومثالُ الشِّرْكِ الأصغرِ العَمَلِيِّ: الرِّياءُ بتَحْسِينِ أداءِ الصلاةِ لطَلَبِ مَدْحِ الناسِ وإعجابِهم على عِبادتِه للهِ جل وعلا.
فهو صلى للهِ، لكنه أرادَ أن يَمْدَحَهُ الناسُ على حُسْنِ صلاتِه، وربما زَادَ في تحسينِها ليَزْدَادَ الناسُ في مَدْحِه.
وهو شِرْكٌ أصْغَرُ؛ لأنه لم يُخْلِصِ القَصْدَ للهِ جل وعلا، وليسَ بشِرْكٍ أكْبَرَ؛ لأنه لم يَعْبُدْ غَيْرَ اللهِ.
ومثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَوْلِيِّ: قولُ ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ، والحَلِفُ بغَيرِ اللهِ، وقولُ: (مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا وكذا).
والشِّرْكُ الأَصْغَرُ لا يُخْرِجُ من المِلَّةِ ولا يُوجِبُ الخُلودَ في النارِ، ولكنَّه ذَنْبٌ عظيمٌ يَجِبُ على مَن وَقَعَ فيه أن يَتُوبَ منه، فإنْ لم يَتُبْ فقد عَرَّض نَفْسَه لسَخَطِ اللهِ وأليمِ عِقابِه.

فصل: والشِّرْكُ منه جَلِيٌّ وخَفِيٌّ
فالشِّرْكُ الجَلِيُّ هو الشركُ البيِّنُ الظاهِرُ كدُعاءِ غَيْرِ اللهِ تعالى، والذَّبح للأوثانِ، وسَائِرِ أفعالِ الشِّرْكِ وأقوالِه الظَّاهرةِ.
والشِّرْكُ الخَفِيُّ منه أكبر وأصغر ؛ فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفيّة ؛ كتعلّق القلب بغير الله تعلقاً أكبر بالالتجاء إلى غير الله والتوكل عليه واعتقاد النفع والضر فيه.
والشرك الخفي الأصغرُ مثاله ما يكون في القلب من نوع تعلّق بالدنيا حتى يؤثرها على بعض الأعمال الواجبة أو يرتكب لأجلها بعض المحرمات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم )) فسمَّى التعلق بالمال عبادة له.
ومن الشرك الخفي ما يكون فيه تَقْديمُ طَاعةِ غيرِ اللهِ على طاعةِ اللهِ من غيرِ قَصْدِ عِبادةِ غيرِ اللهِ أو تَعَلُّقِ القَلْبِ بغَيْرِه؛ وهذا أدقّ أنواع الشرك الخفي، ولا يكاد يسلم منه أحد.
عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ رضِي الله عنه قال: انْطَلَقْتُ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أبا بكرٍ، لَلشِّرْكُ فيكم أخْفَى من دَبِيبِ النَّمْلِ)).
فقال أبو بَكْرٍ: وهل الشِّركُ إلا مَن جعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيدِه، للشِّرْكُ أخْفَى من دَبيبِ النَّمْلِ، ألا أَدُلُّكَ على شيءٍ إذا قُلْتَه ذهَبَ عنكَ قَلِيلُه وكَثِيرُه))
قال: ((قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ أن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ)). رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ.

فالشِّرْكُ الخَفِيُّ لا يكادُ يَسْلَمُ منه أحَدٌ إلا مَن عَصَمَهُ اللهُ؛ لأن منه تَقْدِيمَ هَوَى النفسِ على طاعةِ اللهِ، وطاعة بَعْضِ المَخْلوقينَ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ، ويكونُ ذلك في الكبائرِ والصغائرِ.
وهذا الدعاءُ النَّبويُّ سَبَبٌ عظيمٌ في البراءةِ منه، وذَهَابِ أثرِه، ومَغْفِرَةِ اللهِ لصاحبِه.

وتحقيقُ التوحيدِ يكونُ بإسلامِ القلبِ والوَجْهِ للهِ تعالى فتكونُ طاعتُه للهِ، ومَحبَّتُه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعَطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، وبذلك يكونُ المَرْءُ مُؤمِنًا مُسْتكمِلَ الإيمانِ

ابوسفيان
2020-09-25, 11:25 AM
الشِّرْكُ هو: عبادةُ غيرِ اللهِ تعالى، فمَن دعا معَ اللهِ أحَدًا – دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عبادةٍ– فهو مُشركٌ كافرٌ؛ قد جَعَلَ للهِ شَرِيكًا ونِدًّا في عبادتِه؛ واللهُ تعالى لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معَه أحَدٌ في عبادتِه، لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا غيرُهما؛ فالعبادةُ حَقٌّ للهِ وحدَه، قال اللهُ تعالى:﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [يوسف: ٤٠].

هل يمكن ان تبسط الكلام على توحيد العبادة والشرك فى العبادة

محمدعبداللطيف
2020-09-25, 11:49 AM
هل يمكن ان تبسط الكلام على توحيد العبادة والشرك فى العبادةنعم أحسنت السؤال
توحيد العبادة يكون بإفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ونفي العبادة عن كل ما سوى الله،
وضِدُّ ذلك الشرك فى العبادة ويكون بصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله
فلا يجوز صرف شيء من العبادة لغير الله، ومن صرف منها شيئا لغيره؛ فقد جعل ذلك الغير شريكا له في الألوهية،
وصَرْفُ شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها،
فلا إله إلا الله، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له.
ودين الإسلام هو الاستسلام لله وحده، والخضوع له وحده، وأن لا يُعبد بجميع أنواع العبادة سواه.
وإخلاص الدين هو:
صرف جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده لا شريك له ؛
وذلك بأن لا يُدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يذبح إلا لله، ولا يخشى ولا يرجى سواه، ولا يُرهب ولا يُرغب إلا فيما لديه، ولا يتوكل في جميع الأمور إلا عليه،
وأن العبادة كلها لله تعالى،
لا يصلح منها شيء لملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا غيرهما؛
وهذا هو توحيد العبادة او ما يسميه العلماء توحيد الالوهية الذي أسس الإسلام عليه، وتميز به المسلم عن المشرك، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
ولا إله إلا الله، ليست باللسان فقط، بل لابد لمن يريد أن يكون من أهلها أن يعرف معناها ويعتقده ويشهد به ويعمل وينقاد له.
وأكثر من يقول لا إله إلا الله اليوم يجهل معناها ولا يفرق بين التوحيد والشرك، فلا يعلم أن دعاء غير الله أو التوكل أو الاستعاذة أو الذبح والنذر لغير الله شرك بالله يهدم قول لا إله إلا الله ويبطله.
وكذلك لا يعلمون أن اتباع شريعة غير الله أو الحكم بها أو الرضا والمتابعة بتحكيمها شرك وكفر بالله العظيم لا ينفع معه قول لا إله إلا الله وإن قالها في اليوم ألف مرة.
فيجب على مريد النجاة من الشرك الاكبر تعلم التوحيد وما يضاده ويهدمه من الشرك؛
فإن هذا من أول الواجبات عليك،
ولن تعرف الإسلام إلا إذا عرفت التوحيد الذي تدل عليه كلمة لا إله إلا الله، وعرفت ما تنفيه وما تثبته.

التوحيد هو عبادة الله وحده،
والشرك هو عبادة غير الله.
مثلا: الصلاة عبادة، فالصلاة لله وحده توحيد، والصلاة لغير الله شرك.
فالموحد هو الذي يصلي لله وحده،
ومن صلى لله ولغير الله صار مشركا.
وكذلك سائر أنواع العبادة.
فإذا كان من صلى لغير الله، أو ركع لغير الله، أو سجد لغير الله، فقد أشرك في عبادة الله غيره،
فكذلك من ذبح القربان لغير الله، أو دعا غير الله فقد أشرك في عبادة الله غيره.
فإذا عرفت هذا عرفت أصل الدين الذي يفرق بين المسلم والمشرك وبين الإسلام والشرك
وهو معنى لا إله إلا الله.
ولابد أن تعلم أنه:
• لا فرق بين عبادة وأخرى في وجوب إخلاصها لله وحده.
• وأن التوحيد لا يصح إلا إذا كانت العبادة كلها لله.
• وأن الشرك يحصل بصرف عبادة واحدة لغير الله حتى وإن لم يشرك في باقي العبادات.
• وأنه لا فرق بين صرف العبادة لملَك أو نبي أو ولي أو جن أو شيطان أو حجر أو شجر أو شيخ أو حاكم ؛ كل ذلك شرك بالله، يستوي من عبد الملائكة والأنبياء والصالحين ومن عبد الأصنام والجن والشمس والقمر؛
الإيمان بلا إله إلا الله يتحقق بثلاثة أمور:
ألا تعبد إلا الله، ولا تشرك به شيئا، وتخلع وتكفر بما يعبد من دونه. اعتقادا وقولا وعملا.

وتحقيق ذلك في واقع الحياة :
بألا تعبد بجميع أنواع العبادة إلا الله، ولا تعبد غيره بأي نوع من أنواع العبادة
فإن عبدت الله وحده ولم تعبد غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله
وإن عبدت الله وعبدت غيره صرت مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
والآن لنستبدل لفظ (عَبَدَ) في الكلام السابق بأنواع العبادة التي ذكرناها
فمثلا الصلاة عبادة.
فالتوحيد ألا تصلي إلا لله ولا تصلي لغيره.
فإن صليت لله وحده ولم تصل لغيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن صليت لله وصليت لغير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
والدعاء عبادة
فالتوحيد ألا تدعو إلا الله ولا تدعو غيره.
فإن دعوت الله وحده ولم تدعُ غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن دعوت الله ودعوت غير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
هل فهمت الآن؟
والتوكل عبادة وهو اعتماد القلب على الله في جلب الخير ودفع الشر
فالتوحيد ألا تتوكل إلا على الله ولا تتوكل على غيره.
فإن توكلت على الله وحده ولم تتوكل على غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن توكلت على الله وتوكلت على غير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
وقس على ذلك المحبة والخوف والرجاء والخشوع والخشية والذبح والطواف والاعتكاف والنذر والتوبة والإنابة وغير ذلك.
ومن العبادة أيضا: تحكيم شريعة الله.
فالتوحيد .تحكيم شريعة الله والشرك تحكيم شريعة غيره
فإن حكَّمْنَا شريعة الله فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله وإن حكَّمْنَا شريعة غيره فهذا هو الشرك بالله
فالتوحيد ألا نحتكم ولا نتحاكم في كل صغيرة وكبيرة إلا لحكم الله ورسوله ولا نحتكم ولا نتحاكم إلى غير الله ورسوله.
فإن احتكمنا وتحاكمنا إلى شريعة الله وحده ولم نحتكم أو نتحاكم إلى ما شرع غيره فهذا هو التوحيد اما تحكيم غير شريعة الله فهذا هو الشرك بالله---قال سليمان بن عبدالله :: ﴿يَزْعُمُونَ﴾ نفي لما زعموه من الإيمان، ولهذا لم يقل: «ألم تر إلى الذين آمنوا»، فإنهم لو كانوا من أهل الإيمان حقيقة لم يريدوا أن يتحاكموا إلى غير الله تعالى ورسوله ، ولم يقل فيهم «يزعمون»، فإن هذا إنما يقال غالبًا لمن ادّعى دعوى هو فيها كاذب، أو منزل منزلة الكاذب، لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها:
قال ابن كثير: والآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت ههنا
«لقد» حسم النبي صلى الله عليه وسلم كل وسائل، ومواد الشرك، ليبقى التوحيد خالصًا.
كذلك طاعة الله فيما أحله وفيما حرمه واتباعه فيما شرعه عبادة
فالتوحيد ألا نطيع ولا نتبع إلا ما شرعه الله وحده في التحليل والتحريم والحدود والعقوبات والمعاملات والحقوق والواجبات وغيرها ولا نطيع ولا نتبع ما شرع غيره في ذلك كله.
فإن أطعنا الله وحده واتبعنا ما شرعه في ذلك كله ، ولم نطع غيره فيما يخالفه ولم نتبع ما شرعه غيره في ذلك كله فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله.
وإن أطعنا الله واتبعنا ما شرعه في جانب ، وأطعنا غيره فى التحليل والتحريم واتبعنا شريعة غيره في جانب آخر خرجنا عن الإسلام وصِرْنا مشركين كافرين بلا إله إلا الله وإن قلناها بألسنتنا.
وهكذا سائر أنواع العبادة وكل ما شرعه الله من الدين، كل ذلك يجب أن يكون خالصا لله وحده.
فمن فهم هذا فقد عرف كيف يُفرد الله بالعبادة. وعرف الفرق بين توحيد العبادة والشرك فى العبادة
وهذا معنى : ألا تعبد إلا الله ، ولا تشرك به شيئا

ابوسفيان
2020-09-25, 12:36 PM
والشِّرْكُ هو أعْظَمُ ذَنبٍ عُصِيَ اللهُ به، وهو أعْظَمُ ما نَهَى اللهُ عنه، وهو أكبرُ الكبائرِ، وأعظمُ الظُّلمِ، وهو نَقْضٌ لعهدِ اللهِ وميثاقِه، وخيانةٌ لأعظمِ الأماناتِ وأكبرِ الحُقوقِ، وهو حقُّ اللهِ عز وجل فيما خَلَقَ الخَلْقَ لأجلِه، وهو عبادتُه وَحْدَه لا شريكَ له.
فلا جَرَمَ أن كان عِقابُه أعظمَ العِقابِ في الدنيا والآخرةِ:
..............
ومِمَّا يدُلُّ على عَظيمِ خَطَرِ الشِّرْكِ ووُجوبِ الحَذَرِ منه، أنَّ مَن أشْرَكَ باللهِ من بعدِ إسلامِه حَبِطَ عَمَلُه وكانَ من الكافرين الخاسرين، كأنه لم يَعْمَلْ من قبلُ شيئًا، فاللهُ لا يَقْبَلُ من مُشركٍ عملاً.

فالأنبياءُ – على صَلاحِهم وشَرَفِهم وقُرْبِهم من اللهِ تعالى وعظيمِ مَحَبَّتِه لهم – لا يُغْفَرُ لهم الشركُ باللهِ جل وعلا لو وقَعَ منهم، وقد عَلِمْنا أنَّ اللهَ تعالى قد عَصَمَهم من الشركِ، فغيرُ الأنبياءِ أَوْلَى بهذا الحُكْم، وقد أبْقَى اللهُ لنا هذا الخِطابَ يُتْلَى علينا لِنَتَدَبَّرَهُ ونَتأمَّلَهُ، ونَفْهَم منه عَظِيمَ جُرْمِ الشِّركِ. نعم بارك الله فيك

الشرك بالله هو أول نواقض الاسلام وأعظمها وأخطرها:
فمن أشرك بالله فقد نقض اسلامه وحبطت اعماله
فالتوحيد يضاده الشرك؛
فلا توحيد إلا بتحقيق النفي والإثبات وهو معنى لا إله إلا الله؛
[ لا إله ]: نفي لكل ما يعبد من دون الله، و [ إلا الله ]: إثبات العبادة لله وحده -
قال جل وعلا-: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }
فأعظم نواقض الإسلام: الشرك في عبادة الله
قال الامام محمد ابن عبد الوهاب
اعلم أن نوا قض الإسلام عشرة نوا قض:
الأول: الشرك في عبادة الله
قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
وقال تعالى . إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار
قال الشيخ عبد العزيز الراجحى على كلام الامام محمد ابن عبد الوهاب
وقد ذكر لنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب) -رحمه الله- دليلين: دليل لحُكم المشرك في الدنيا، ودليل لحُكم المشرك في الآخرة :
الدليـل الأول: في حكم المشرك في الدنيا:
حكمه قال الله -تعالى-: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
إذًا الشرك غير مغفور، والمراد به هنا الشرك الأكبر؛ لأن الله -تعالى- خصّ وعلق، فخص الشرك بأنه لا يغفر، وعلق ما دونه بالمشيئة.
والدليل الثاني: حكمه في الآخرة:
حكمه في الآخرة الجنة على صاحبه حرامٌ، وهو مخلّد في النار
قال الله -تعالى-: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ .

أم علي طويلبة علم
2020-09-27, 12:14 AM
بارك الله في هذا المنتدى وفي كل من ساهم في نشر التوحيد وتعليمه للناس، وكما قيل:
"التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله تعالى لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان".

محمدعبداللطيف
2020-09-27, 11:01 AM
"التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله تعالى لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان".بارك الله فيك وفى علمك
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- في كتابه "القول السديد شرح كتاب التوحيد" باب (فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)،

- ومن فضائله:- أن التوحيد إذا كمل في القلب حبَّب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
ومنها: - أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما.

- ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أذى مثقال حبة خردل، وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.

- ومنها: أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة.

- ومنها: أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه.

- ومن أعظم فضائله: أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.

- ومن فضائله: أنه يسهِّل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصبيات، فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي، لما يخشى من سخطه وعقابه.

- ومنها: أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام. فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان، وتلقيه المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.

- ومن أعظم فضائله: أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي.
ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله، لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه، ولا ينيب إلا إليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.

- ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء: أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فإنه يُصَيِّرُ القليل من عمله كثيرا، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب، ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والأرض وعمارها من جميع خلق الله، كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة
، وفي حديث البطاقة التي فيها (لا إله إلا الله) التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب، كل سجل يبلغ مد البصر. وذلك لكمال إخلاص قائلها، وكم ممن يقولها لا تبلغ هذا المبلغ، لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد.

- ومن فضائل التوحيد: أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.

- ومنها: أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره، وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم».
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله).
_[مجموع الفتاوى] (28/32)


بارك الله في هذا المنتدى وفي كل من ساهم في نشر التوحيد وتعليمه للناس، نعم
قال ابن عثيمين رحمه الله
«المهمُّ بنا أيها الإخوة أن نحرص على بثِّ روح التوحيد: توحيدِ الألوهية في نفوس الناس حتى يكون هدف الإنسان وجه الله والدار الآخرة في جميع شؤونه في عباداته وأخلاقه ومعاملاته وجميع شؤونه، لأنَّ هذا هو المهمُّ: أن يكون الإنسان قصدُه ورجاؤه وإنابته ورجوعه إلى الله عزَّ وجلَّ وبهذا التوحيد أعني توحيد الألوهية والعبادة ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة».



[«مجموع رسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين» ابن عثيمين (٧/ ٣٥١)]

ابوسفيان
2020-09-27, 11:25 AM
وبهذا التوحيد أعني توحيد الألوهية والعبادة ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة».

نعم
قال شيخ الإسلام‏ ابن تيمية رحمه الله


أن هؤلاء المعرضين عما جاءت به الرسل لما رأوا بأس الله وحدوا الله، وتركوا الشرك فلم ينفعهم ذلك‏.‏
وكذلك أخبر عن فرعون ـ وهو كافر بالتوحيد وبالرسالة ـ أنه لمَّا أدركه الغرق قال‏:‏‏{‏آمَنْ تُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ المسلمين - قال الله - ‏أَلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ من المفسدين
وقال تعالى ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ‏.‏ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المبطلون -
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‏.‏ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ‏}
وهذا في القرآن في مواضع أخر، يبين فيها أن الرسل كلهم أمروا بالتوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهوا عن عبادة شىء من المخلوقات سواه، أو اتخاذه إلهًا،
ويخبر أن أهل السعادة هم أهل التوحيد،
وأن المشركين هم أهل الشقاوة،
وذكر هذا عن عامة الرسل، ويبين أن الذين لم يؤمنوا بالرسل مشركون‏.‏
فعلم أن التوحيد والإيمان بالرسل متلازمان، وكذلك الإيمان باليوم الآخر هو والإيمان بالرسل متلازمان فالثلاثة متلازمة؛ ولهذا يجمع بينها في مثل قوله‏:‏{‏وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 150‏]ولهذا أخبر أن الذين لا يؤمنون بالآخرة مشركون، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ‏} ‏[‏الزمر‏:‏ 45‏]‏‏.‏

أم علي طويلبة علم
2020-09-28, 05:05 PM
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله).
_[مجموع الفتاوى] (28/32)


رحم الله شيخ الإسلام
أصبح أكثر الناس لا تقرأ، نريد ايصال التوحيد لعامة الناس،
ما رأيكم أحد الاخوة يفتح موضوع يشترك فيه أعضاء المنتدى والمشرفون يكون موجه لعامة الناس فيه معلومات وفوائد متنوعة عن التوحيد في منتدى العقيدة شروطه:

الاختصار
ووضوح العبارة
ويكون عن التوحيد وبيان الشرك

لأنه موجه لعامة الناس ونشره في مواقع التواصل وبين الأهل والأولاد والأصدقاء والمعارف.
اختكم معلمة عقيدة لاحظت أن من أسباب الإعراض عن التعلم لدى العامة هو الإطالة وبعض المصطلحات العلمية والصيغة التي لاتعرفها عامة المسلمين أو تفهم بشكل غير المراد وكثير منهم ينحرج عن السؤال.

محمدعبداللطيف
2020-09-30, 12:57 PM
نريد ايصال التوحيد لعامة الناس،
ما رأيكم أحد الاخوة يفتح موضوع يشترك فيه أعضاء المنتدى والمشرفون يكون موجه لعامة الناس فيه معلومات وفوائد متنوعة عن التوحيد في منتدى العقيدة شروطه:

الاختصار
ووضوح العبارة
ويكون عن التوحيد وبيان الشرك

لأنه موجه لعامة الناس ونشره في مواقع التواصل وبين الأهل والأولاد والأصدقاء والمعارف.
اختكم معلمة عقيدة لاحظت أن من أسباب الإعراض عن التعلم لدى العامة هو الإطالة وبعض المصطلحات العلمية والصيغة التي لاتعرفها عامة المسلمين أو تفهم بشكل غير المراد وكثير منهم ينحرج عن السؤال.


نريد ايصال التوحيد لعامة الناسنعم بارك الله فيك
ما رأيكم أحد الاخوة يفتح موضوع يشترك فيه أعضاء المنتدى والمشرفون يكون موجه لعامة الناس فيه معلومات وفوائد متنوعة عن التوحيد في منتدى العقيدة شروطه:

الاختصار
ووضوح العبارة
ويكون عن التوحيد وبيان الشرك

لأنه موجه لعامة الناس ونشره في مواقع التواصل وبين الأهل والأولاد والأصدقاء والمعارف.رأى سديد

لاحظت أن من أسباب الإعراض عن التعلم لدى العامة هو الإطالة وبعض المصطلحات العلمية والصيغة التي لاتعرفها عامة المسلمين أو تفهم بشكل غير المراد نعم المصطلحات العلمية والتأصيل العلمى هذا لطلبة العلم
أما الخطاب الموجه لعامة الناس فى مواقع التواصل وبين الأهل والأولاد والأصدقاء والمعارف
فهذا يخاطب بطريقة دعوية مختلفة فالمصطلحات العلمية لطلبة العلم
و من أعظم الفقه في الدعوة ، معرفة حال المدعوين ،وتقديم الأهم فالمهم للمدعوين؛
بأسهل العبارات التي تنفعهم ، دون تطويل وتعقيد أوتنفير أوتصعيب الامر عليهم .
ولكن لابد ان يعلموا عِظَم هذه الامانة
ومن أعظم الأمثلة علي الفقه فى دعوة العامة ، طريقة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب في مؤلفاته ،
فإنه استخدم أسهل العبارات .
قال ابن باز رحمه الله
إنَّ دعوةَ الإمامِ الشيخِ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ رحمه الله هي الدعوةُ الإسلامية التي دعا إليها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم, وصحابتُه الكرامُ, وسلفُ هذهِ الأمةِ الصالح, ولهذا نجحَتْ وحققَتْ آثاراً عظيمة رغمَ كثرةِ أعدائها ومعارضيها أثناءِ قيامِها, وذلك مصداقاً لقولِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: [لا تَزَالُ طَائفَةٌ مِنْ أُمَتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ].
ثم قالَ رحمَه الله: "وهذه الدعوةُ مرتبطةٌ بمذهبِ السلفِ الصالحِ ولم تخرجْ عنه, وأثمرَتْ ثمراتٍ عظيمة لم تحصلْ على يدِ مصلحٍ قبلَه بعدَ القرونِ المفضلة, وذلك لما ترتبَ عليها من قيامِ مجتمعٍ يحكمُه الإسلام, ووجودِ دولةٍ تؤمنُ بهذه الدعوةِ وتطبقُ أحكامَها تطبيقاً صافياً نقياً في جميعِ أحوالِ الناس, في العقائدِ والأحكامِ والعاداتِ والحدودِ والاقتصادِ وغيرِ ذلك, ممّا جعلَ بعضَ المؤرخين لهذه الدعوةِ يقول:

[إنَّ التاريخَ الإسلامي بعدَ عهدِ الرسالةِ والراشدين لم يشهدْ التزاماً تاماً بأحكامِ الإسلام, كما شهدَتْه الجزيرةُ العربيةُ في ظلِّ الدولةِ التي أيّدَتْ هذه الدعوةَ ودافعَتْ عنها].
ولا تزالُ هذه هذه الدعوة تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها,
دعوةُ الإمام محمد بن عبد الوهاب هي دعوةُ الرسل والأنبياء والصحابة والأئمة المصلحين)
يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) هذه دعوةُ الرسلِ والأنبياءِ ومن سلكَ سبيلهم, إنها دعوةٌ واضحةٌ لا غموضَ فيها ولا لَبْس, دعوةٌ لإصلاحِ الخلقِ وتعظيمِ الخالقِ جلَّ وعلا, ولذا كان أولُها وآخرُها وأساسها: الدعوةُ إلى أعظمِ الواجباتِ وهو التوحيد, والتحذيرُ من أعظمِ الذنوبِ وهو الشركُ باللهِ جلَّ وعلا: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
وقد امتثلَ الرسلُ والأنبياءَ أمرَ ربِّهم, فدَعَوا أقوامَهم إلى التوحيدِ قبلَ كلِ شيء,
وقد تميزَتْ دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب بمزايا اهمها
تعظيمُ أمرِ التوحيدِ في نفوسِ العامة.
لأنَّ الشركَ أعظمُ الذنوب, قالَ اللهُ جلَّ وعلا: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان: من الآية13), وهذا خلافاً لما عليه بعض الناس, فتراهم يُهَوِّنوا من أمرِ الدعوة إلى التوحيد, ويُشغلوا العامةَ بقضايا اخرى غير المقام الاول
مما تميزَتْ به الدعوةُ المباركة
أنَّ هذا الدينُ مبنيٌ على الاتباع,, فالخيرُ كلُّه في التمسكِ بما كانَ عليه رسولُ اللهِ صلى اللهُ عيه وسلم وصحابتُه الأبرار,
وممّا تميزَتْ به على غيرِها: أنَّها تُربي الناسَ على مسائلِ التوحيدِ مسألةً مسألة, وتحذِّرُهم من الشركياتِ بأفرادِها.
فهذا هو طريقُ السلفِ في تربيةِ الناسِ على التوحيد, خلافاً لِمَا يسلُكُه البعض يتكلمُ عن التوحيد بعمومياتٍ لا تحصلُ منها الفائدة, ويتقصدون الإجمالَ دونَ التفصيل, فيأمرون بالتوحيدِ لكنهم لا يُبَيِّنون أنواعَه, ويُحذِّرون من الشركِ لكنهم لا ينصّون على أفرادِه,

الاختصار
ووضوح العبارة
ويكون عن التوحيد وبيان الشرك
نعم بارك الله فيك

يكون موجه لعامة الناس نعم لأنهم أكثر أهل الارض وكثير منهم فى أَمَسّ الحاجة الى الدعوة
قال الامام ابن باز
كيفية الدعوة وأسلوبها فقد بينها الله عز وجل في كتابه الكريم، وفيما جاء في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ومن أوضح ذلك قوله جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] فأوضح سبحانه الكيفية التي ينبغي أن يتصف بها الداعية ويسلكها يبدأ أولا بالحكمة، والمراد بها الأدلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق، والداحضة للباطل، ولهذا قال بعض المفسرين: المعنى بالقرآن، لأنه الحكمة العظيمة، لأن فيه البيان والإيضاح للحق بأكمل وجه، وقال بعضهم معناه بالأدلة من الكتاب والسنة، وبكل حال، فالحكمة كلمة عظيمة، معناها الدعوة إلى الله بالعلم والبصيرة، والأدلة الواضحة المقنعة الكاشفة للحق، والمبينة له، وهي كلمة مشتركة تطلق على معان كثيرة، تطلق على النبوة وعلى العلم والفقه في الدين وعلى العقل، وعلى الورع وعلى أشياء أخرى، وهي في الأصل كما قال الشوكاني رحمه الله: الأمر الذي يمنع عن السفه، هذه هي الحكمة، والمعنى: أن كل كلمة وكل مقالة تردعك عن السفه، وتزجرك عن الباطل فهي حكمة، وهكذا كل مقال واضح صريح، صحيح في نفسه، فهو حكمة، فالآيات القرآنية أولى بأن تسمى حكمة، وهكذا السنة الصحيحة أولى بأن تسمى حكمة بعد كتاب الله، وقد سماها الله حكمة في كتابه العظيم، كما في قوله جل وعلا: وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [البقرة:129] يعني السنة، وكما في قوله سبحانه: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [البقرة:269] الآية، فالأدلة الواضحة تسمى حكمة، والكلام الواضح المصيب للحق، يسمى حكمة كما تقدم، ومن ذلك الحكمة التي تكون في فم الفرس: وهي بفتح الحاء والكاف سميت بذلك، لأنها تمنع الفرس من المضي في السير، إذا جذبها صاحبها بهذه الحكمة.
فالحكمة كلمة تمنع من سمعها من المضي في الباطل، وتدعوه إلى الأخذ بالحق والتأثر به، والوقوف عند الحد الذي حده الله عز وجل، فعلى الداعية إلى الله عز وجل أن يدعو بالحكمة، ويبدأ بها ويعنى بها، فإذا كان المدعو عنده بعض الجفا والاعتراض، دعوته بالموعظة الحسنة بالآيات والأحاديث التي فيها الوعظ والترغيب، فإن كان عنده شبهة جادلته بالتي هي أحسن، ولا تغلظ عليه، بل تصبر عليه ولا تعجل ولا تعنف، بل تجتهد في كشف الشبهة، وإيضاح الأدلة بالأسلوب الحسن، وهكذا ينبغي لك أيها الداعية، أن تتحمل وتصبر ولا تشدد، لأن هذا أقرب إلى الانتفاع بالحق وقبوله وتأثر المدعو، وصبره على المجادلة والمناقشة، وقد أمر الله جل وعلا موسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون أن يقولا له قولا لينا وهو أطغى الطغاة، قال الله جل وعلا في أمره لموسى وهارون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44] وقال الله سبحانه في نبيه محمد عليه الصلاة السلام: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] الآية، فعلم بذلك أن الأسلوب الحكيم والطريق المستقيم في الدعوة أن يكون الداعي حكيما في الدعوة، بصيرا بأسلوبها، لا يعجل ولا يعنف، بل يدعو بالحكمة، وهي المقال الواضح المصيب للحق من الآيات والأحاديث، وبالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن هذا هو الأسلوب الذي ينبغي لك في الدعوة إلى الله عز وجل، أما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع،
الهدف إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإرشادهم إلى الحق حتى يأخذوا به، وينجو من النار، وينجو من غضب الله، وإخراج الكافر من ظلمة الكفر إلى النور والهدى، وإخراج الجاهل من ظلمة الجهل إلى نور العلم، والعاصي من ظلمة المعصية إلى نور الطاعة، هذا هو المقصود من الدعوة كما قال جل وعلا: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [البقرة:257] فالرسل بعثوا ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ودعاة الحق كذلك يقومون بالدعوة وينشطون لها، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولإنقاذهم من النار ومن طاعة الشيطان، ولإنقاذهم من طاعة الهوى إلى طاعة الله ورسوله.
فمن أهم الأخلاق ومن أعظمها في حق الداعية، أن يعمل بما يدعو إليه، وأن ينتهي عما ينهى عنه، وأن يكون ذا خلق فاضل، وسيرة حميدة، وصبر ومصابرة، وإخلاص في دعوته، واجتهاد فيما يوصل الخير إلى الناس، وفيما يبعدهم من الباطل

أم علي طويلبة علم
2020-09-30, 07:53 PM
بارك الله فيكم، "قال الله تعالى:{ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون}.
‏قال الله عز وجل:{وأعرض عن الجاهلين}.
‏صاحب الهدف لا يقف مع كل ما يقطع طريقه؛ ولا يلتفت ويمضي قدما .
قال تعالى: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و أؤلئك هم المفلحون}.".
ارجو أن أجد العزيمة عند أعضاء المجلس لهذا الموضوع المتنوع خاصة أن مجلس الألوكة يظهر كثيرا في محركات البحث عند البحث عن مواضيع مختلفة، ومواقع التواصل أغلبها يعتمد على النسخ واللصق، لعل ما يكتب في الموضوع باب لنشر التوحيد وتقريبه لعامة الناس،
نجد تساهل مواقع التواصل في نشر الأبراج وسؤال الكهان ونشر مواقعهم .
نريد بيان الإيمان بالقضاء والقدر حيث نجد في مواقع التواصل: التساهل في تغيير خلق الله والدعوة للشذوذ بما يسمى بالمثلية.
نريد بيان أثر المنافقين وخطرهم وأن المؤمن يحرص على التوحيد...إلخ

نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضا، نريد أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في حرصهم على نشر التوحيد ونبذ الشرك.
لا تريد التعلم فقط بل العمل أيضا نريد ثمرة التعلم.

أم علي طويلبة علم
2020-10-02, 12:45 AM
والشِّرْكُ على قِسْمَينِ:
أحَدُهما: الشِّرْكُ الأَكْبَرُ: ويَكونُ في الرُّبوبِيَّةِ والأُلوهيَّةِ:
أما الشِّرْكُ الأكْبَرُ في الرُّبوبيَّةِ فهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه من الخَلْقِ والرَّزقِ والمُلْكِ والتَّدْبيرِ.
وأمَّا الشِّرْكُ الأَكْبَرُ في الألوهيَّةِ فهو: دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عِبادَةٍ
ويكونُ الشركُ الأكبرُ بالقلبِ والقولِ والعملِ.

فمِثالُ الشركِ الأكبرِ القَلْبِيِّ: اعتقادُ أنَّ للأوثانِ تَصَرُّفًا في الكَوْنِ، وأنها تَعْلَمُ الغَيْبَ، وتَنْفَعُ وتَضُرُّ، ومَحَبَّةُ الأوثانِ والتَّوكُّلُ عليها والاستعانةُ بها كلُّ ذلك من العباداتِ القَلْبيَّةِ التي لا يَجوزُ صَرْفُها لغيرِ اللهِ عز وجل، فمَن صَرَفَها لغيرِ اللهِ تعالى فهو مُشركٌ كَافِرٌ

ومثالُ الشِّرْكِ بالقَوْلِ: دُعاءُ الأوثانِ من دُونِ اللهِ، والأقوالُ الكُفْريَّةُ التي يَكونُ فيها تَعْظيمٌ للأوثانِ ومَدْحٌ لها، وافتراءُ الكَذِبِ على اللهِ.

ومِثالُ الشركِ بعَمَلِ الجَوَارحِ: الذَّبْحُ لغَيْرِ اللهِ، والنَّذْرُ له، والسُّجودُ له.
والشِّرْكُ الأكبرُ مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ، ومَن ماتَ ولم يَتُبْ منه لم يَغْفِرِ اللهُ له، بل هو مُوجِبٌ لسَخَطِ اللهِ ومَقْتِه والخُلودِ في نارِ جَهنَّم، والعياذُ باللهِ.

والقِسْمُ الآخَرُ: الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، وهو ما كانَ وَسِيلةً للشِّرْكِ الأَكْبَرِ وسُمِّيَ في النُّصوصِ شِرْكًا من غيرِ أن يَتَضَمَّنَ صَرْفًا للعِبَادَةِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل.
ويَكُونُ بالقَلْبِ والقَوْلِ والعَمَلِ:

فمِثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَلْبِيِّ: اعتقادُ السَّبَبِيَّةِ فيما لم يَجْعَلْهُ اللهُ سَبَبًا شَرْعًا ولا قَدَرًا، كاعتقادِ نَفْعِ التمائمِ المُعَلَّقَةِ في دَفْعِ البلاءِ، والطِّيَرةِ.

ومثالُ الشِّرْكِ الأصغرِ العَمَلِيِّ: الرِّياءُ بتَحْسِينِ أداءِ الصلاةِ لطَلَبِ مَدْحِ الناسِ وإعجابِهم على عِبادتِه للهِ جل وعلا.
فهو صلى للهِ، لكنه أرادَ أن يَمْدَحَهُ الناسُ على حُسْنِ صلاتِه، وربما زَادَ في تحسينِها ليَزْدَادَ الناسُ في مَدْحِه.
وهو شِرْكٌ أصْغَرُ؛ لأنه لم يُخْلِصِ القَصْدَ للهِ جل وعلا، وليسَ بشِرْكٍ أكْبَرَ؛ لأنه لم يَعْبُدْ غَيْرَ اللهِ.
ومثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَوْلِيِّ: قولُ ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ، والحَلِفُ بغَيرِ اللهِ، وقولُ: (مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا وكذا).
والشِّرْكُ الأَصْغَرُ لا يُخْرِجُ من المِلَّةِ ولا يُوجِبُ الخُلودَ في النارِ، ولكنَّه ذَنْبٌ عظيمٌ يَجِبُ على مَن وَقَعَ فيه أن يَتُوبَ منه، فإنْ لم يَتُبْ فقد عَرَّض نَفْسَه لسَخَطِ اللهِ وأليمِ عِقابِه.

فصل: والشِّرْكُ منه جَلِيٌّ وخَفِيٌّ
فالشِّرْكُ الجَلِيُّ هو الشركُ البيِّنُ الظاهِرُ كدُعاءِ غَيْرِ اللهِ تعالى، والذَّبح للأوثانِ، وسَائِرِ أفعالِ الشِّرْكِ وأقوالِه الظَّاهرةِ.
والشِّرْكُ الخَفِيُّ منه أكبر وأصغر ؛ فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفيّة ؛ كتعلّق القلب بغير الله تعلقاً أكبر بالالتجاء إلى غير الله والتوكل عليه واعتقاد النفع والضر فيه.
والشرك الخفي الأصغرُ مثاله ما يكون في القلب من نوع تعلّق بالدنيا حتى يؤثرها على بعض الأعمال الواجبة أو يرتكب لأجلها بعض المحرمات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم )) فسمَّى التعلق بالمال عبادة له.
ومن الشرك الخفي ما يكون فيه تَقْديمُ طَاعةِ غيرِ اللهِ على طاعةِ اللهِ من غيرِ قَصْدِ عِبادةِ غيرِ اللهِ أو تَعَلُّقِ القَلْبِ بغَيْرِه؛ وهذا أدقّ أنواع الشرك الخفي، ولا يكاد يسلم منه أحد.
عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ رضِي الله عنه قال: انْطَلَقْتُ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أبا بكرٍ، لَلشِّرْكُ فيكم أخْفَى من دَبِيبِ النَّمْلِ)).
فقال أبو بَكْرٍ: وهل الشِّركُ إلا مَن جعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيدِه، للشِّرْكُ أخْفَى من دَبيبِ النَّمْلِ، ألا أَدُلُّكَ على شيءٍ إذا قُلْتَه ذهَبَ عنكَ قَلِيلُه وكَثِيرُه))
قال: ((قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ أن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ)). رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ.

فالشِّرْكُ الخَفِيُّ لا يكادُ يَسْلَمُ منه أحَدٌ إلا مَن عَصَمَهُ اللهُ؛ لأن منه تَقْدِيمَ هَوَى النفسِ على طاعةِ اللهِ، وطاعة بَعْضِ المَخْلوقينَ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ، ويكونُ ذلك في الكبائرِ والصغائرِ.
وهذا الدعاءُ النَّبويُّ سَبَبٌ عظيمٌ في البراءةِ منه، وذَهَابِ أثرِه، ومَغْفِرَةِ اللهِ لصاحبِه.

وتحقيقُ التوحيدِ يكونُ بإسلامِ القلبِ والوَجْهِ للهِ تعالى فتكونُ طاعتُه للهِ، ومَحبَّتُه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعَطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، وبذلك يكونُ المَرْءُ مُؤمِنًا مُسْتكمِلَ الإيمانِ

إنا لله وإنا إليه راجعون حتى الشرك الأكبر أصبح يخفى على بعض المسلمين فلا يرى الأقوال والأعمال الشركية تخرجه من الإسلام مادام لم ينوي تغيير دينه!!!

محمدعبداللطيف
2020-10-02, 11:59 AM
نريد أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في حرصهم على نشر التوحيد ونبذ الشرك.
لا تريد التعلم فقط بل العمل أيضا نريد ثمرة التعلم.نعم بارك الله فيك


بل العمل أيضا نعم العمل هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد بامتثاله بالتصديق إن كان الخطاب خبريًّا، أو بامتثال الأمر والنهي إن كان الخطاب طلبيًّا
قال ابن القيم رحمه الله
"العلم: هو نقل صورة المعلوم من الخارج و إثباتها في النفس
و العمل: نقل صورة عملية من النفس و إثباتها في الخارج" انتهى -
إذا فالعمل هو التطبيق الواقعي للعلم.
رُوِيَ عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- انه قال
" هتف العلم بالعمل فإن أجابه و إلا إرتحل"("الجامع" للخطيب )
فلذلك تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع فكان يقول في دعائه ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع )
قال الألباني : صحيح .

نريد ثمرة التعلمنعم - العمل: هو ثمرة العلم، فالعلم مقصودٌ لغيره، فهو بمنزلة الشجرة، والعمل بمنزلة الثمرة، فلا بد مع العلم بدين الإسلام من العمل به

فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود،
قال الله تعالى فيهم: " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات والله لا يهدي القوم الظالمين
فإن الله عز وجل قد ذم اليهود في عدم انتفاعهم بما معهم من العلم ولم يعملوا به
والنصارى عبدوا الله بالجهل فضلوا وأضلوا قال تعالى : وَرَهْبَانِيَّة ً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا
قال ابن كثير: قوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا
هذه الآية ذمٌّ لليهود الذين أُعطُوا التوراة وحملوها للعمل بها، ثم لم يعملوا بها، مَثَلُهم في ذلك كمَثَلِ الحمار يحمل أسفارًا؛ أي: كمَثَلِ الحمار إذا حمَل كتبًا لا يدري ما فيها؛ تفسير ابن كثير -
قال الفضيل بن عياض: لا يزال العالم جاهلًا بما علِم حتى يعمَل به، فإذا عمِل به كان عالِمًا؛ (اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي ).
ولهذا قُرِن الإيمان في القرآن الكريم بالعمل الصالح، فالعلم لا بد أن يُثمر عملًا، والعمل لا بد أن يكون ناتجًا عن علم، والنقص في العمل سببه النقص في العلم وهو الجهل، فلا بد من العمل.
وليس يعد عالمًا من لم يكن بعلمه عاملاً.
وقيل: العلم والد والعمل مولود، فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشًا من العلم، ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرًا في العمل
العلم هو إمام العمل، والعمل تابعه، يُلهمه السعداء، ويُحرمه الأشقياء ". شرح حديث العلم لابن رجب.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه ( مفتاح دار السعادة )
الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم ، وهمج رعاع وقوله : الناس ثلاثة : فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل النجاة ، وهمج رعاع ، هذا تقسيم خاص بالناس ، وهو الواقع ، فإن العبد إما أن يكون قد حصل كماله من العلم والعمل ، أو لا ، فالأول : العالم الرباني ، والثاني : إما أن تكون نفسه متحركة في طلب ذلك الكمال ساعية في إدراكه ، أو لا ، والثاني : هو المتعلم على سبيل النجاة . الثالث : وهو الهمج الرعاع ، فالأول هو الواصل ، والثاني هو الطالب ، والثالث هو المحروم .
القسم الثالث : الهمج الرعاع وهم الجهلة والحمقى المحروم المعرض ، فلا عالم ، ولا متعلم ، بل همج رعاع ، والهمج من الناس حمقاؤهم وجهلتهم ، وأصله من الهمج ، جمع همجة ، وهو ذباب صغير كالبعوض ، يسقط على وجوه الغنم والدواب وأعينها ، فشبه همج الناس به . والهمج أيضا مصدر . قال الراجز :
قد هلكت جارتنا من الهمج وإن تجع تأكل عتودا أو ثلج
والهمج هنا مصدر ، ومعناه : سوء التدبير في أمر المعيشة . وقولهم : همج هامج ، مثل : ليل لايل . والرعاع من الناس : الحمقى الذين لا يعتد بهم . وقوله : أتباع كل ناعق ، أي من صاح بهم ودعاهم تبعوه ، سواء دعاهم إلى هدى أو إلى ضلال ، فإنهم لا علم لهم بالذي يدعون إليه ، أحق هو أم باطل ، فهم مستجيبون لدعوته ، وهؤلاء من أضر الخلق على الأديان ، فإنهم الأكثرون عدداً ، الأقلون عند الله قدراً ، وهم حطب كل فتنة ، بهم توقد ، ويشب ضرامها ، فإنها يهتز لها أولو الدين ، ويتولاها الهمج الرعاع ، وسمي داعيهم ناعقاً تشبيهاً لهم بالأنعام التي ينعق بها الراعي ، فتذهب معه أين ذهب . قال تعالى : ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون . وهذا الذي وصفهم به أمير المؤمنين ، هو من عدم علمهم وظلمة قلوبهم ، فليس لهم نور ولا بصيرة يفرقون بها بين الحق والباطل ، بل الكل عندهم سواء . وقوله رضي الله عنه : يميلون مع كل ريح ، وفي رواية : مع كل صائح ، شبه عقولهم الضعيفة بالغصن الضعيف ، وشبه الأهوية والآراء بالرياح ، والغصن يميل مع الريح حيث مالت ، وعقول هؤلاء تميل مع كل هوى وكل داع ، ولو كانت عقولاً كاملة ، كانت كالشجرة الكبيرة التي لا تتلاعب بها الرياح . وهذا بخلاف المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالخامة من الزرع ، تفيئه الريح مرة وتقيمه أخرى ، والمنافق كشجرة الأرز التي لا تقطع حتى تستحصد ، فإن هذا المثل ضرب للمؤمن ، وما يلقاه من عواصف البلاء والأوجاع والأوجال وغيرها ، فلا يزال بين عافية وبلاء ومحنة ومنحة وصحة وسقم وأمن وخوف وغير ذلك ، فيقع مرة ، ويقوم أخرى ، ويميل تارة ، ويعتدل أخرى ، فيكفر عنه بالبلاء ، ويمحص به ، ويخلص من كدره . والكافر كله خبث ، ولا يصلح إلا للوقود ، فليس في إصابته في الدنيا بأنواع البلاء من الحكمة والرحمة ما في إصابة المؤمن ، فهذه حال المؤمن في الابتلاء . وأما مع الأهواء ودعاة الفتن والضلال والبدع فكما قيل : تزول الجبال الراسيات وقلبه على العهد لا يلوي ولا يتغير وقوله رضي الله عنه : لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق بين السبب الذي جعلهم بتلك المثابة ، وهو أنه لم يحصل لهم من العلم نور يفرقون به بين الحق والباطل . كما قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به . وقال تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها . وقال تعالى : يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور . وقوله : ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا . فإذا عدم القلب هذا النور ، صار بمنزلة الحيران الذي لا يدري أين يذهب ، فهو لحيرته وجهله بطريق مقصوده يؤم كل صوت يسمعه ، ولم يسكن قلوبهم من العلم ما تمتنع به من دعاة الباطل ، فإن الحق متى استقر في القلب قوي به ، وامتنع مما يضره ، ويهلكه . ولهذا سمي الله الحجة العلمية سلطاناً ، وقد تقدم ذلك ، فالعبد يؤتى من ظلمة بصيرته ، ومن ضعف قلبه ، فإذا استقر فيه العلم النافع ، استنارت بصيرته ، وقوي قلبه . وهذان الأصلان هما قطب السعادة ، أعني العلم والقوة ، وقد وصف بهما سبحانه المعلم الأول جبريل ، صلوات الله وسلامه عليه ، فقال : إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى . وقال تعالى في سورة التكوير : إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين فوصفه بالعلم والقوة ، وفيه معنى أحسن من هذا ، وهو الأشبه بمراد علي رضي الله عنه ، وهو أن هؤلاء ليسوا من أهل البصائر ، الذين استضاؤوا بنور العلم ، ولا لجؤوا إلى عالم مستبصر ، فقلدوه ، ولا متبعين لمستبصر ، فإن الرجل إما أن يكون بصيراً ، أو أعمى متمسكاً ببصير يقوده ، أو أعمى يسير بلا قائد

محمدعبداللطيف
2020-10-02, 12:21 PM
قال الله تعالى:
{ ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون}.
‏صاحب الهدف
لا يقف مع كل ما يقطع طريقه
ولا يلتفت ويمضي قدما .نعم
المؤمن جاد في سيره إلى الله، مثابر في طريقه للوصول إلى مرماه، لا يوقفه عن هدفه عارض، ولا يعيقه عن الوصول إلى مبتغاه عائق، لأن ما هو فيه من المهام العظام والمقاصد الجسام يمنعه أن يلتهي عنه بشيء يُرديه، أو أن يلتفت عنه لما لا يعنيه، فقد عزم على السير وجد، وشمر عن ساعد الجد. فلا يكترث بمن يقف في طريق دعوته، و يضع العراقيل أمامه ليصده عن مَهمته، لا يلتفت ولا يعبأ بإساءة السفهاء ولا يمارى أهل الجهل والباطل ولا يلتفت لقولهم ويمضى قدما كما أُمِر ويصدع بما أُمِر ويُعْرِض عن الجاهلين، قال تعالى «وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ».

فليحذر المؤمن عما يعوقه عن اكمال الطريق، و لا يلتفت إلى الشواغل والصوارف التي توقفه عن المضى قدما.
فيرد الباطل ويزهِقه مع عدم الالتفات إلى الناكبين المعرضين عن دين رب العالمين

أم علي طويلبة علم
2020-10-02, 05:39 PM
وقال تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها .
وقال تعالى : يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور .
وقوله : ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا .

فإذا عدم القلب هذا النور ، صار بمنزلة الحيران الذي لا يدري أين يذهب ، فهو لحيرته وجهله بطريق مقصوده يؤم كل صوت يسمعه ، ولم يسكن قلوبهم من العلم ما تمتنع به من دعاة الباطل ،

فإن الحق متى استقر في القلب قوي به ، وامتنع مما يضره ، ويهلكه . ولهذا سمي الله الحجة العلمية سلطاناً ، وقد تقدم ذلك ، فالعبد يؤتى من ظلمة بصيرته ، ومن ضعف قلبه ،
فإذا استقر فيه العلم النافع ، استنارت بصيرته ، وقوي قلبه . وهذان الأصلان هما قطب السعادة ، أعني العلم والقوة ،

أحسن الله إليكم

محمدعبداللطيف
2022-09-10, 03:39 PM
العبادة من حيث هي، أعم من كونها توحيدا
قال الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين،
توحيد العبادة هو:
إفراد الله سبحانه بأنواع العبادة
وهو نفس العبادة المطلوبة شرعا، ليس أحدهما دون الآخر;
ولهذا قال ابن عباس: "كل ما ورد في القرآن من العبادة، فمعناه التوحيد" وهذا هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون.
وأما العبادة من حيث هي، فهي أعم من كونها توحيدا عموما مطلقا،
فكل موحد عابد لله، وليس كل من عبد الله يكون موحدا،
ولهذا يقال عن المشرك:
إنه يعبد الله، مع كونه مشركا،كما قال الخليل (: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [سورة الشعراء آية:75" 77] .
وقال عليه السلام: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [سورة الزخرف آية:فاستثنى الخليل ربه من معبوديهم، فدل على أنهم يعبدون الله.
فإن قيل: ما معنى النفي في قوله سبحانه:
{وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [سورة الكافرون آية: 3] ؟
قيل: إنما نفى عنهم، الاسم الدال على الوصف والثبوت; ولم ينف وجود الفعل الدال على الحدوث والتجدد، وقد نبه ابن القيم، رحمه الله تعالى، على هذا المعنى اللطيف في بدائع الفوائد، فقال لما انجر كلامه على سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [سورة الكافرون آية: 1] :
وأما المسألة الرابعة،
وهو أنه لم يأت النفي في حقهم إلا باسم الفاعل، وفي جهته جاء بالفعل المستقبل تارة، وباسم الفاعل أخرى.
وذلك" والله أعلم" لحكمة بديعة، وهي:
أن المقصود الأعظم، براءته من معبوديهم بكل وجه، وفي كل وقت ; فأتى أولا بصيغة الفعل، الدالة على الحدوث والتجدد، ثم أتى في هذا النفي بعينه بصيغة اسم الفاعل، الدالة على الوصف والثبوت، فأفاد في النفي الأول: أن هذا لا يقع مني، وأفاد في الثاني أن هذا ليس وصفي ولا شأني، فكأنه قال: عبادة غير الله لا تكون فعلا لي ولا وصفا، فأتى بنفيين لمنفيين مقصودين بالنفي.
وأما في حقهم، فإنما أتى بالاسم الدال على الوصف والثبوت، دون الفعل; أي: الوصف الثابت اللازم للعابد لله، منتف عنكم، فليس هذا الوصف ثابتا لكم، وإنما يثبت لمن خص الله وحده بالعبادة، لم يشرك معه فيها أحدا، وأنتم لما عبدتم غيره، فلستم من عابديه، وإن عبدتموه في بعض الأحيان، فإن المشرك يعبد الله، ويعبد معه غيره، كما قال تعالى، عن أهل الكهف: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوه ُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} [سورة الكهف آية: 16] ، أي اعتزلتم معبوديهم، إلا الله، فإنكم لم تعتزلوه، وكذا قول المشركين، عن معبوديهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر آية: 3] ،
فهم كانوا يعبدون الله، ويعبدون معه غيره، لم ينف عنهم الفعل لوقوعه منهم،
ونفى الوصف؛ لأن من عبد غير الله لم يكن ثابتا على عبادة الله، موصوفا بها.
فتأمل هذه النكته البديعة،
كيف تجد في طيها أنه لا يوصف بأنه عابد لله، وإن عبده، ولا المستقيم على عبادته،
إلا من انقطع إليه بكليته، وتبتل إليه تبتيلا، لم يلتفت إلى غيره،
ولم يشرك به أحدا في عبادته؛ وأنه إن عبده وأشرك به غيره، فليس عابدا لله، ولا عبدا له؛ وهذا من أسرار هذه السورة العظيمة الجليلة، التي هي أحد سورتي الإخلاص، التي تعدل ربع القرآن، كما جاء في بعض السنن. وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهما من عنده، فله الحمد والمنة. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.[مجموعة التوحيد]

ابو لمى
2022-09-10, 06:33 PM
موضوع بالغ الأهمية
. .
وبعضهم يطوف حول البيت العتيق وهو ينكر الرؤية يوم القيامة ..
. .

معنَى (لا إله إلا الله ) أي: لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
أليست لا إله الا الله . . أوضح معنى وكافية؟
رأيت البعض يلزم المسلمين بـ "لا معبود بحق إلا الله" وهي من كلمات المتأخرين . . مع أهمية التنبيه أن معناها لايتطابق 100% مع "لا إله الا الله"

ابو لمى
2022-09-10, 08:11 PM
الأول: التفريق ما بين حال المشركين في هذا الزمان وفي زمان العرب الأول، بأن أولئك لا يشركون إلا في السراء، وأما إذا جاءت الشدة والكرب يعلمون أنه لا منجي إلا الله، ويخافون أن يفوت الوقت عليهم باتخاذ الواسطة، فيقولون: هذا متى يصل إليه؟ ومتى يرفع؟ وهل سيرفع الآن؟ أم لا يرفع الآن حاجاتهم؟ فيجعلون التشفع في وقت السعة والإخلاص في وقت الضيق؛ كما أخبر الله -جل وعلا- عنهم بقوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} قال -جل وعلا- في الآيات التي ساقها الشيخ: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً}.
ويبين لك هذا قصة الدخان . . فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . .
. .
(مسند أحمد ابن حنبل - 3985)حدثنا وكيع ، وابن نمير المعنى ، قالا : حدثنا الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، قال : بينا رجل يحدث في المسجد الأعظم ، قال : إذا كان يوم القيامة ، نزل دخان من السماء ، فأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم!!!!!! وأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام ، قال مسروق : فدخلت على عبد الله ، فذكرت ذلك له ، وكان متكئا ، فاستوى جالسا ، فأنشأ يحدث ، فقال : يا أيها الناس ، من سئل منكم عن علم هو عنده ، فليقل به ، فإن لم يكن عنده ، فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم : الله أعلم ، إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } ، إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، واستعصوا عليه ، قال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ، قال : فأخذتهم سنة ، أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد ، حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع ، فقالوا : { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } ، قال : فقيل له : إنا إن كشفنا عنهم عادوا ، فدعا ربه ، فكشف عنهم ، فعادوا ، فانتقم الله منهم يوم بدر ، فذلك قوله تعالى : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } إلى قوله { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } - قال ابن نمير في حديثه - فقال عبد الله : فلو كان يوم القيامة ، ما كشف عنهم.
.
والحديث في صحيح الإمام البخاري . .
.

محمدعبداللطيف
2022-09-10, 10:16 PM
رأيت البعض يلزم المسلمين بـ "لا معبود بحق إلا الله" وهي من كلمات المتأخرين . . مع أهمية التنبيه أن معناها لايتطابق 100% مع "لا إله الا الله"بارك الله فيك كثير من الناس يظن انها مجرد كلمة تقال باللسان ولا يفهم معناها
وكثير من الناس من المنتسبين للعلم قدروا الخبر لا إله موجود إلا الله .

وهذا يحتاج إلى مقدمة قبله، وهو أن المتكلمين والأشاعرة والمعتزلة ومن ورثوا علوم اليونان قالوا :
إن كلمة إله هي بمعنى فاعل؛ لأن فعال تأتي بمعنى مفعول أو فاعل .

فقالوا : هي بمعنى أله، والإله هو القادر ففسروا الإله بأنه القادر على الاختراع، ولهذا تجد في عقائد الأشاعرة ما هو مسطور في شرح العقيدة السنوسية التي تسمى عندهم بـ "أم البراهين" قال ما نصه فيها: " الإله هو المستغني عما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه، قال: فمعنى لا إله إلا الله: لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا إليه كل ما عداه إلا الله، ففسروا الإله الألوهية بالربوبية، وفسروا الإله بالقادر على الاختراع أو بالمستغني عما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه.

وبالتالي يقدرون الخبر موجود، لا إله موجود، يعني: لا قادر على الاختراع والخلق موجود إلا الله، لا مستغنيا عما سواه، ولا مفتقرا إليه كل ما عداه موجود إلا الله؛ لأن الخلق جميعا محتاجون إلى غيرهم، وهذا الذي قالوه هو الذي فتح باب الشرك في المسلمين؛ لأنهم ظنوا أن التوحيد هو إفراد الله بالربوبية؛ فإذا اعتقد أن القادر على الاختراع هو الله وحده صار موحدا، إذا اعتقد أن المستغني عما سواه، والمفتقر إليه كل من عداه هو الله وحده صار عندهم موحدا.

وهذا من أبطل الباطل أين حال مشركي قريش الذين قال الله -جل وعلا- فيهم: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وفي آية أخرى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ونحو ذلك من الآيات وهي كثيرة كقوله: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الآيات من سورة يونس.

وهذا معلوم أن مشركي قريش لم يكونوا ينازعون في الربوبية، فإذن صارت هذه الكلمة دالة على غير ما أراد أولئك، وهو ما ذكرناه آنفا من أن معنى لا إله يعني: لا معبود، فيكون الخبر إما أن يكون تقديره موجود، فيكون المعنى: لا معبود موجود إلا الله، وهذا باطل؛ لأننا نرى أن المعبودات كثيرة قد قال جل وعلا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ مخبرا عن قول الكفار أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا فالمعبودات كثيرة والمعبودات موجودة .

فإذن تقدير الخبر بموجود غلط، ومن المعلوم أن المتقرر في علم العربية أن خبر لا النافية للجنس يكثر حذفُه في لغة العرب، وفي نصوص الكتاب والسنة؛ ذلك أن خبر لا النافية للجنس يحذف إذا كان المقام يدل عليه، وإذا كان السامع يعلم ما المقصود من ذلك .
وقد قال ابن مالك في آخر باب لا النافية للجنس حينما ساق هذه المسألة :

وشاع في ذا الباب. .......
يعني باب لا النافية للجنس :

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر ... إذا المــراد مـع سـقوطه ظهـر

إذا ظهر المراد مع حذف الخبر فإنك تحذف الخبر؛ لأن الكلام الأنسب أن يكون مختصرا كما قال -عليه الصلاة والسلام-: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول .

أين الخبر؟ كلها محذوفات؛ لأنها معلومة لدى السامع؛ إذن فالخبر هنا معلوم، وهو أنه ليس الخبر موجودا، يعني يقدر بموجود؛ لأن الآلهة التي عبدت مع الله موجودة، فيقدر الخبر بقولك بحق، أو حق لا إله بحق يعني لا معبود بحق أو لا معبود حق إلا الله.

إن قدرت الظرف فلا بأس، أو قدرت كلمة مفردة حق لا بأس، لا معبود حق إلا الله، هذا معنى كلمة التوحيد فيكون إذن كل من عُبِدَ غير الله -جل وعلا- عُبِدَ نعم، ولكن هل عبد بالحق أم عبد بالباطل، والظلم والطغيان والتعدي عبد بالباطل، والظلم والطغيان والتعدي،
وهذا يفهمه العربي من سماع كلمة لا إله إلا الله .
ولهذا بئس قوم كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-:
بئس قومٍ أبو جهل أعلم منهم بلا إله إلا الله، يفهم هذه الكلمة وأبى أن يقولها، ولو كانت كما يزعم كثير من أهل هذا العصر وما قبله لقالوها بسهولة، ولم يدروا ما تحتها من المعاني لكن يعلم أن معناها لا معبود حق إلا الله، وأن عبادة غيره إنما هي بالظلم، ولن يقر بالظلم على نفسه وبالبغي، ولم يقر بأنه باغٍ متعد، وبالتعدي والعدوان، وهذا هو حقيقة معنى لا إله إلا الله، وفيها الجمع بين النفي والإثبات ، كما سيأتي في بيان آية الزخرف: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ .صالح ال الشيخ*وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية :
أن قوله (لا إله غيره) مشتمل على كلمة (إله) وكلمة (الإله) هذه اختلف الناس في تفسيره.
- فالتفسير الأول لها:
أن الإله هو الرب، وهو القادر على الاختراع، أو هو المستغني عما سواه، المفتقر إلى كل ما عداه.
وهذا قول أهل الكلام، في أن الإله هو الرب؛ يعني هو الذي يقدر على الخلق والاختراع والإبداع، وهو الذي يستغني عما سواه وكل شيء يفتقر إله.
كما ذكرنا إليكم مرارا عبارة صاحب السنوسية وعبارة أهل الكلام في ذلك.
وهذا التفسير بكون الإله هو القادر على الاختراع وهو الرب لأهل الكلام، من أجله صار الافتراق العظيم في فهم معنى كلمة التوحيد وتوحيد العبادة وفي فهم الصفات وفي تحديد أول واجب على العباد.
- التفسير الثاني لها:
نأتي للجملة هذه [.....] (1) وأن الإله، إله ( فعال ) بمعنى مفعول يعني مألوه.
سمي إله لأنه مألوه.
والمألوه مفعول من المصدر وهو الإلهة.
والإلهة مصدر أله يأله إلهة وألوهة إذا عبد مع الحب والذل والرضا.
فإذا صارت كلمة الإله هي المعبود، والإلهة والألوهية هي العبودية إذا كانت مع المحبة والرضا.
فصار معنى الإله إذا هو الذي يعبد مع المحبة والرضا والذل.
وهذا التفسير هو الذي تقتضيه اللغة؛ وذلك لأن كلمة (إله) هذه لها اشتقاقها الراجع إلى المصدر إلهة، الذي جاء في قراءة ابن عباس في سورة الأعراف {ويذرك وإلهتك}[الأعراف:127] يعني ويذرك وعبادتك، وأما مجيؤها في اللغة فهو كقول الشاعر كما ذكرنا لكم مرارا:
لله در الغانيات المده ****** سبحن واسترجعن من تأله
يعني من عبادتي.
فالإله هو المعبود، ولا يصح أن يفسر الإله بمعنى الرب مطلقا.
لأن الخصومة وقعت بين الأنبياء وأقوامهم، بين المرسلين وأقوامهم في العبودية لا في الربوبية.
فالمشركون أثبتوا آلهة وعبدوهم، كما قال - عز وجل - {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا(81)كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا}[مريم:81-82]، وكقوله {أجعل الآلهة إلها واحدا}[ص:5] يعني أجعل المعبودات معبودا واحدا.
وهذا يدلك على أن هذا النفي في قوله (ولا إله غيره) راجع إلى نفي العبادة.
وهذا القول الثاني هو قول أهل السنة وقول أهل اللغة وقول أهل العلم من غير أهل البدع جميعا، وهو المنعقد عليه الإجماع قبل خروج أهل البدع في تفسير معنى الإله.
وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) يعني لا معبود بحق إلا الله جل جلاله".
وأما تفسير لا إله إلا الله : لا معبود إلا الله فهذا غير صحيح لأنه يتضمن خطأ عقدياً ونحوياً
عقدياً :
لأنه يوهم أنكل معبود عبد في الوجود هو الله وهذه عقيدة الحلولية.
وأيضاً يوهم أنه ليس هناك معبودعبد في الوجود إلا الله ، وهذا باطل فهناك معبودات عبدت في الوجود كالشمسوالقمر والجن والبشر والقبر والوثن...فهذا خلاف الواقع.
نحوياً :
فإن لا النافية للجنس كثيراً ما يحذف خبرهاكما قرره ابن مالك في الألفية ، وقدره العلماء (حق) فيكون معنى لا اله إلاالله
أي لا معبود(حق)إلا اللهوالدليل قوله تعالى(ذلك بأن الله هو الحق وان مايعبدون من دونه هوالباطل)
*********************
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية:
"كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) ما معناها؟
معناها: لا معبود حق إلا الله - عز وجل -.
وكما هو معلوم الخبر في قوله (لا)، خبر (لا) النافية للجنس محذوف (لا إله)، ثم قال (إلا الله).
وحذف الخبر؛ خبر (لا) النافية للجنس شائع كثير في لغة العرب كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول)(1) فالخبر كله محذوف.
وخبر (لا) النافية للجنس يحذف كثيرا وبشيوع إذا كان معلوما لدى السامع، كما قال ابن مالك في الألفية في البيت المشهور: وشاع في ذا الباب -يعني باب لا النافية للجنس:
وشاع في ذا الباب إسقاط ****** الخبر إذا المراد مع سقوطه ظهر
فإذا ظهر المراد مع السقوط جاز الإسقاط.
وسبب الإسقاط؛ إسقاط كلمة (حق)، (لا إله حق إلا الله) أن المشركين لم ينازعوا في وجود إله مع الله - عز وجل -، وإنما نازعوا في أحقية الله - عز وجل - بالعبادة دون غيره، وأن غيره لا يستحق العبادة.
فالنزاع لما كان في الثاني دون الأول؛ يعني لما كان في الاستحقاق دون الوجود، جاء هذا النفي بحذف الخبر لأن المراد مع سقوطه ظاهر وهو نفي الأحقية.
في (لا إله) صار الخبر راجعا أو صار الخبر تقديره حق كما قال تعالى {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}[الحج:92]، وفي الآية الأخرى قال - عز وجل - {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل}[لقمان:30]، فلما قال سبحانه {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} قرن بين أحقية الله للعبادة وبطلان عبادة ما سواه، دل على أن المراد في كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) هو نفي استحقاق العبادة لأحد غير الله - عز وجل -.
فإذا صار تقدير الخبر بكلمة (حق) صوابا من جهتين:
- الجهة الأولى:
أن النزاع بين المشركين وبين الرسل كان في استحقاق العبادة لهذه الآلهة، ولم يكن في وجود الآلهة.
- الجهة الثانية:
أن الآية بل الآيات دلت على بطلان عبادة غير الله وعلى أحقية الله - عز وجل - بالعبادة دون ما سواه.
إذا تقرر ذلك فكما ذكرت لك الخبر مقدر بكلمة (حق)؛ (لا إله حق).
و(لا) نافية للجنس، فنفت جنس استحقاق الآلهة للعبادة.
نفت جنس المعبودات الحقة، فلا يوجد على الأرض ولا في السماء معبود عبده المشركون حق، ولكن المعبود الحق هو الله - عز وجل - وحده وهو الذي عبده أهل التوحيد.
وتقدير الخبر بـ(حق) كما ذكرنا لك هو المتعين خلافا لما عليه أهل الكلام المذموم، حيث قدروا الخبر بـ(موجود) أو بشبه الجملة بقولهم (في الوجود) (لا إله في الوجود) أو (لا إله موجود).
وهذا منهم ليس من جهة الغلط النحوي، ولكن من جهة عدم فهمهم لمعنى (الإله) لأنهم فهموا من معنى (الإله) الرب، فنفوا وجود رب مع الله - عز وجل -، وجعلوا آية الأنبياء دليلا على ذلك وهي قوله - عز وجل - {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}[الأنبياء:22]، وكقوله في آية الإسراء {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}[الإسراء:42]، ففسروا آية الأنبياء وآية الإسراء بالأرباب؛ بالرب، ولكن هي في الآلهة كما هو ظاهر لفظها.
إذا تقرر ذلك فنقول: إن عبادة غير الله - عز وجل - إنما هي بالبغي والظلم والعدوان والتعدي لا بالأحقية**********

محمدعبداللطيف
2022-09-10, 10:21 PM
رأيت البعض يلزم المسلمين بـ "لا معبود بحق إلا الله" وهي من كلمات المتأخرين . . مع أهمية التنبيه أن معناها لايتطابق 100% مع "لا إله الا الله"وقال الشيخ صالح آل الشيخ: لا إله إلا الله معناها لا معبود حق أو بحق إلا الله، معنى ذلك أن كل المعبودات إنما عبدت بغير الحق، قال جل وعلا: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . ولكونه جل وعلا هو الحق كانت عبادته وحده دون ما سواه هي الحق، قال: لا إله لا إله بحق، لا معبود بحق، لكن ثم معبودات بغير الحق، ثم معبودات بالباطل، ثم معبودات بالبغي، بالظلم والعدوان، لكن المعبود بحق ينفي عن جميع الآلهة إلا الله جل وعلا، فإنه هو وحده المعبود بحق.
******
ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ﴾

محمدعبداللطيف
2022-09-10, 10:29 PM
فقالوا : { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } ، قال : فقيل له : إنا إن كشفنا عنهم عادوا ، فدعا ربه ، فكشف عنهم ، فعادوا ،
. (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) يؤمنون فى الشدة ويشركون فى الرخاء
وأما الثانى استدلالك اخى ابو لمى- فإيمانهم بعد وقوع العذاب ولو كشف عنهم لعادوا-قال جل وعلا-
إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون "
سنرفع عنكم العذاب قليلا, وسترون أنكم تعودون إلى ما كنتم فيه من الكفر والضلال والتكذيب.

محمدعبداللطيف
2022-09-10, 10:35 PM
"لا معبود بحق إلا الله" لايتطابق 100% مع "لا إله الا الله" قال الشيخ سليمان ابن عبد الله فى التيسير
معنى (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) هو البَرَاءةُ مِمَّا يُعْبَدُ مِن دونِ اللهِ، وإفرادُ اللهِ بالعبادةِ، وذلك هو التَّوحيدُ لا مُجَرَّدُ الإقرارِ بوجودِ اللهِ ومُلْكِهِ وقُدْرَتِهِ وخَلْقِهِ لكُلِّ شيءٍ، فإنَّ هذا يُقِرُّ بِهِ الكُفَّارُ، وذلك هو معنَى قولِهِ: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي} فاسْتَثْنَى مِن المَعْبودِينَ رَبَّهُ، وذَكَرَ سبحانَهُ أنَّ هذه البَرَاءةَ وهذه المُوَالاةَ هي شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ
*****


" لايتطابق 100% مع "لا إله الا الله"بل تتطابق فى المعنى 100%

الركن الأول: وهو النفي (لا إله) ،= يساوى مطابقة -نفى جميع المعبودات بغير حق=إننى براء مما تعبدون=ىساوى (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
الركن الثاني: وهو الإثبات (إلا الله) ، والذي يطابق (اعْبُدُوا اللَّهَ)=ويساوى أيضا الا الذى فطرنى
لا اله الا الله -نفي وإثبات،
(لا إله) نفي
و(إلا الله) إثبات،
(لا إله) تنفي جميع المعبودات بغير حق ،
و(إلا الله) تثبت العبادة بالحق لله وحده

ابو لمى
2022-09-11, 02:04 AM
إذا كانت تتطابق 100% لماذا تستخدم عبارات "قوت القلوب" بدلا من كلام الله عز وجل . .
هل كلامهم أوضح وأفصح من كلام عز وجل؟
ممكن أخي تخبرني متى دخلت لكتب العقائد؟؟
من طرفي الذي أجزم به انها لا تعرف عند السلف . . حتى نهاية القرن الثالث الهجري . . قبل تسلط و انتشار الاخرين
. .
ضع في الاعتبار إنني "سلفي معتق--سلفي وكالة" . . دون قطرات من الآخرين . .
.
وبالمجمل رأس الموضوع مهم ولكن محتاج الى تقوية . . للحديث عن أصل الإيمان وفروعه مع أدلته والحذر من سوء فهم هذه الأدلة . .
مثلاً إذا قلنا: ونؤمن بالشفاعة نضيف عليه "ولا تكن يهوديا ولا نصرانيا" أو مرجئاً حيث قالوا "لن تمسنا النار الا اياما معدودة\معدودات"
وهكذا . .
.

محمدعبداللطيف
2022-09-11, 01:15 PM
"سلفي معتق-

. التحرر يكون من عتق عبودية التقليد الاعمى فاستعباد العقل أعظم من استعباد البدن؛ فإذا كان العقل او القلب مستعبداً فهذا هو الذل والأسر المحض


"سلفي معتق-

.هذا تناقض فالسلفى مقيد بفهم السلف فقولك معتق طبعا تريد بها منهج السلف وهذا تناقض - العتق يكون من التقليد الاعمى
أما الاتباع فهو عين التحرر من ذل العبودية لغير الله

. . دون قطرات من الآخرين . .

.
لابد أخى ابو لمى من هذه القطرات فى فهم الدين
وهل ضلت الفرق المنتسبة للاسلام الا عندما فهمت الدين بفهومها بعيدا عن منهج السلف
هل ضلت الخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية وغيرها من الفرق الا من جهة فهومها
التزام فهم السلف لما جاءت به النصوص هو السبيل لتحقيق العلم الصحيح بها وفهمها وفق مراد الشارع منها ، بعيدًا عن مسالك المخالفين المنحرفين في بيانها .
فلا يجوز لأحد أن يأخذ آية من كتاب الله ـ أو جملة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ثم بعد ذلك يفهمها بفهمه بعيدا عن فهم السلف الصالح
قال ابن القيم رحمه الله: إن أهل السنة والحديث المشتغلين بعلم الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم بطانته من أصحابه هم أعلم الناس بهذا الموروث فتكون أحوالهم في الديانة علما وفهما وعملا واعتقادا لها ثِقَلُها واعتبارها في فهم مراد الله ورسوله-انتهى
فالواجب فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الضالح ، ولا نخالف منهجهم في الاعتقاد والعبادات والسلوك والأخلاق.



. .
. . للحديث عن أصل الإيمان وفروعه مع أدلته

.أصل الإيمان : هو الحد الأدنى من الإيمان ولا يوجد الإيمان بدونه وبه ينجو صاحبه من الكفران، ويدخل في زمرة الإيمان، وبه خلاصه من الخلود في النار إن مات عليه.
وهذه المرتبة أصل الإيمان : يقابلها الكفر الاكبر فلا يقبل النقصان
فإن المخل بها لا تثبت له قدم الإسلام
فكل من لم يأت بأصل الإيمان فهو كافر،
ولما كان أصل الإيمان يقابل الكفر والكفر يضاده فإن كل ذنب مكفر من قول أو فعل أو اعتقاد يهدم أصل الإيمان ويشمل أصل الإيمان على أقوال ... والاحتراز عن كل ما تخل به من المكفرات أو ما يسمى بنواقض الإيمان.
ومن أتى بأصل الإيمان فإنه يثبت له في الدنيا جميع الأحكام الشرعية المترتبة على الإيمان
وإن مات عليه فإنه ناج من الخلود في النار،
ودخل الجنة لا محالة، عاجلا آم آجلا
وإن ارتكب المعاصي وقصر وفرط فهو في مشيئة الله إن شاء عفى عنه؛ فدخل الجنة ابتداء لشرف ما قام بقلبه من توحيد وإخلاص وأدركته شفاعة الشافعين،
وإن شاء عذبه ثم دخل الجنة بعد ذلك،
فلا شك أن مآله إلى الجنة
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي رحمه الله:
(الكفر ضد أصل الإيمان، لأن للإيمان أصلاً وفروعاً فلا يثبت الكفر حتى يزول أصل الإيمان الذي هو ضد الكفر)


. .
والحذر من سوء فهم هذه الأدلة . .

.نعم الحذر كل الحذر من الخلط بين النصوص فى مراتب الدين من جهة اصل الايمان وفروعه فإن في ذلك مزلّة الأقدام ومضلة افهام بين الخوارج والمرجئة



"سلفي معتق-

.كان الأَوْلَى بك أخى الفاضل أبى لمى أن تكون سلفى عتيق وليس سلفى معتق- لأن السلفية العتيقة فى الفهم والمنهج والتقعيد والاصول هى عين التحرر من ربقة التقليد -أما السلفى المعتق فهو عين الرق وعبودية الاهواء
قال شيخ الاسلام ابن تيمية مسارقة الطبع إلى الانحلال من رِبقة الاتباع، وفوات سلوك الصراط المستقيم؛ وذلك أن النفس فيها نوعٌ من الكبر؛ فتحب أن تخرج من العبودية والاتباع حسب الإمكان، كما قال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله : "ما ترك أحد شيئًا من السُّنة إلا لِكِبْر في نفسه".
وهذه حالِ مَنْ تركَ متابعةَ الهُدى ومنهج السلف العتيق إلى مُطاوعةِ الهَوَى -أو من تسمية الامور بغير إسمها فيسمى الخمر مشروبات روحية ويسمى اتباع الاهواء سلفى معتق- فالعبرة بالمعانى لا بالالفاظ

ابو لمى
2022-09-11, 07:19 PM
قصدي "العتيق" الأصيل . .
وأعني تحديدا السلف "الخُلَّص" وزمانا منذ البعثة وحتى سنة 270 هـ تقريباً . . وبالاسماء أعني بعد رسول الله وصحابته مثل عروة بن الزبير وخارجة بن زيد بن ثابت . .
. .

ابو لمى
2022-09-11, 08:02 PM
كتاب الزجاج . . هل هو أقدم كتاب تعرض للأسماء الحسنى؟
تـ 311 هـ . .
الاسم: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج
كتبه في الشاملة:
معاني القرآن وإعرابه
تفسير أسماء الله الحسنى المؤلف
رابطه:
https://al-maktaba.org/author/1410

ابو لمى
2022-09-11, 08:06 PM
أعلاه مراجعة من الجذور:
قال هناك:
40 - المقيت قَالَ أهل اللُّغَة إِن المقيت المقتدر على الشَّيْء وَقَالَ الله عز ذكره {وَكَانَ الله على كل شَيْء مقيتا} يُرِيد وَالله أعلم مقتدرا. وَقَالَ الشَّاعِر:
(أَلِي الْفضل أم عَليّ إِذا حوسبت ... إِنِّي على الْحساب مقيت)
.
أحال هنا على أهل اللغة وعلى قول شاعر ..