المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من عود إلى حلب



ابو وليد البحيرى
2020-08-30, 12:47 PM
هل من عود إلى حلب
محمد محمود الحسناوي

الـشـوقُ أقتلُ ما يَفري إذا احتجبا *** والـعُـمْـرُ ضاعَ إذا لم يستعد حَلَبا
خمسٌ وعشرونَ: لم تَكحلْ مدامعُنا *** و لا تـنـاهى الذي في حُبِّها التَهَبا
خمسٌ وعشرونَ من صدٍّ ومن صَلَفٍ *** ومـن سـكاكينَ ما أبقتْ لنا عَصَبا
كـلُّ الـطيورِ إلى أعشاشِها انقلبَتْ *** إلا مُـعنّىً، كسيرَ القلبِ، ما انقلبا
إلـيـكً عـنّي، فلا أرضٌ ولا بَلَدٌ *** و لا سـمـاءٌ إذا لـم تُـعطِني حَلَبا
قـالـوا: تَعَزَّ. وأبناءُ البُغاثِ بها *** يَـسـتَنْسِرونَ ، وما كانوا لها نَسَبا
قـالـوا. تَـعَـزَّ. بلادُ اللهِ واسعةٌ *** لا بـاركَ اللهُ فـيـمنْ حَبَّبَ الغُرَبا
أهـلٌ وودٌ كـمـاءِ الوردِ مُنسَكِبٌ *** وأَطـيَـبُ الودِّ ما أَهدى وما انسكبا
يـا لـيـلةٌ من ليالي الشامِ أَذكرُها *** ذِكـرَ الـمَـيامينِ..مج داً تالِداً وأبا
وحـدي مـعَ الليلِ والأنسامِ تَنفحُني *** عِطراً شذيّاً وشعراً يَكشفُ الحُجُبا
(أبو فراسٍ) و(سيفُ الدولةِ) استمعا *** شجوي المُندّى وحولي أَيقظوا الحِقبا
كـلٌّ سـقـانـي بِكأسٍ من شمائلهِ *** ومـن شـمـائِلهم ما أَسرجَ الشُّهُبا
ألـقَـوا إلى (المتنبّيْ) سمعَهم فشَدا *** مـا هزَّهم طرباً واعتادَني وَصَبا
أولـئـكَ الـقـومُ قومي يا مُزيَّفةًً *** وجـوهُـكـم، وقفاكم يَلعَنُ العَرَبا
أولـئـكَ القومُ، ساموا الرومَ داهِيةً *** وأنـتُمُ تُرخِصونَ العرضَ والنَّسَبا
مَـصـارِعُ الـقومِ قد كانت لهم دَأََبا *** وأصـبـحَ الـفلسُ والأدنى لكم دَأَبا
يـا عـصـبةً في ديارِ الشامِ راتِعَةً *** مـا أَقـبحَ الغدرَ والتَّزييفَ إن غَلَبا
يـا رُقعةً من خيوطِ المكرِ قد نُسِجتْ *** نـسـجَ العناكِبِ في أقداسِنا العَطَبا
مَـنـذا يُـطـيـحُ بها حبّاً وتكرِمةً *** لِـلأكـثـرينَ ندىً والأكرمِين َأبا
الـشـامُ عـربـاءُ لم تَسلَمْ لِطاغيةٍ *** إلا لِـتَـنـثُـرَهُ مـثلَ التُّرابِ هَبا
فـهل إلى الشامِ من عَودٍ، إلى حَلَبٍ *** إلـى زمـانٍ تَـقَضَّى صَبوَةً وصِبا
إلـى مـلائـكةِ الرحمانِ قد هَبَطتْ *** تَـطوفُ بالسامرِينَ الصِّيدِ.. والأُدَبا
الـهـديُ والمَجدُ ما التفَّا وما التَمَعا *** تـاجا على مفرِقٍ أعلى ولا انتصَبا
قـرآنُ (أحـمدَ) غنََى في مساجدِها *** فـأرسـلَ الكونُ أسماعاً لهُ، طَرَبا
وفـي مـسـامِـعِـها أزجِتْ بلابلةٌ *** فـي ذِكرِ (أحمدَ) ما أَصبى وما سَلَبا
الـشامُ، باركَها الرحمانُ، ما فتئَتْ *** أرضَ الرِّباطِ، لِيومِ القدسِ، مُرتَقَبا
ما كانَ سيفُ(صلاح الدينِ) من خَشَبٍ *** ولا خـيـولُ (بَـنِي مَروانِنا) قََصَبا
سَـيُـهزَمُ الجمعُ لا شكٌّ ولا رِيَبٌ *** سَـيُهزَمُ الجمعُ طالَ العهدُ أم كَرَبا