المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يتم الكفر بما يعبد من دون الله



محمدعبداللطيف
2020-07-14, 12:24 PM
كيف يتم الكفر بما يعبد من دون الله

والجواب على ذلك جاء واضحاً جلياً في كتاب الله فكان فيه غُنية عما سواه
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وقال عز وجل: وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ
فهذه الآيات تدل بكل وضوح على وجوب الكفر بالطاغوت
وقال تعالى: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)." الممتحنة: من الآية4".
ففي هذه الآية بيان واضح لما ينبغي أن يكون عليه كل مسلم تجاه كل ما يعبد من دون الله - تجاه العابد والمعبود

فالركن الأول من شهادة التوحيد وهو الكفر بالطاغوت أو بما يعبد من دون الله، يتحقق بما يأتي:
اعتقاد بطلان عبادة غير الله، وكل معبود سوى الله
ترك عبادة غير الله وبغضها وإنكارها
البراءة ممن عبد غير الله

الأمر الأول : اعتقاد بطلان عبادة غير الله، وكل معبود سوى الله

أن تعتقد أن كل معبود غير الله عز وجل باطل لا يستحق شيئا من العبادة بل هو عبد مخلوق لله الواحد القهار، وتعتقد أن كل عبادة صُرفت لغير الله باطلة وضلال وشرك بالله عز وجل، وتعتقد أن كل منهج ودين يخالف دين الإسلام، وكل تشريع لم يأذن به الله فهو كفر بالله عز وجل وضلال وجاهلية
والدليل قوله تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ)." لقمان: من الآية:30
وقوله تعالى: ( فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ)." يونس: من الآية:32
وقال عز وجل: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)." آل عمران:85
وقال تعالى: ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ)." المائدة: من الآية:50". فكل حكم سوى أحكام الله فهو حكم الجاهلية
وقال: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)." الجاثـية:18". فما كان من عند الله فهو شريعة الله ودينه الذي ارتضاه، وما سواه فأهواء قوم لا يعلمون
ومثال المعبودات والمناهج الباطلة في واقعنا المعاصر
الأضرحة والقبور والمشاهد التي يعتقد في أهلها الولاية والشفاعة والنفع والضر وتدعى مع الله ويذبح لها ويتبرك بها ويستشفى ويستسقى بها ويصرف لها ما هو من حق الله الخالص
الحكام المبدلين لشريعة الله المشرعين لما لم يأذن به.
القوانين الوضعية التي يحتكم إليها من دون شريعة الله والتي جُعلت ندا لأحكام الله
الأديان المخالفة للإسلام كالعلمانية والديموقراطية واليهودية والنصرانية والماركسية والبوذية وغير ذلك
فلا بد من اعتقاد أن كل ما عبد من دون الله باطل وعبادته كفر بالله، وأن ما خالف دين الإسلام باطل واتباعه أو الرضا به كفر بالله

الأمر الثاني: ترك واجتناب عبادة غير الله وبغضها وإنكارها

فلا يكفي اعتقاد بطلان عبادة غير الله بل لابد من اجتنابها والابتعاد عنها بالكلية وبغضها وإنكارها بالقلب بغضا شديدا
قال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)." الأنعام: من الآية19". ففيها البراءة من الشرك
وقال تعالى: ( وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)." النحل: من الآية:36". فيها الأمر باجتناب ما يعبد من دون الله
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) الزمر:17
وفيها أن اجتناب الطاغوت يعني اجتناب عبادته
وقال سبحانه: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)." المدثر:5". الرجز: الأصنام، وهجرها تركها والبراءة منها.
وعن جَابِرُ بن عبد اللَّهِ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ((من لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دخل النَّارَ)) رواه مسلم . وفيه تحذير شديد من الوقوع في عبادة شيء من دون الله وهو معنى (يشرك به
وقال عز وجل: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)." آل عمران: من الآية:64".
وفيها اشتراط ترك الشرك ليكون الرجل مسلما
وذكر الله عز وجل من حال المشركين أنهم يكْبُر ويَعْظُم عليهم ترك الشرك بالله؛ لأنهم يحبونه أشد الحب وتنشرح له صدورهم وقد اعتادوه وألفوه عن آبائهم وأجدادهم
قال تعالى: ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ)." الشورى: من الآية:13
وقال تعالى: ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )." الزمر:45
فلا يكره التوحيد ويبغضه ويستبشر بالشرك ويفرح به إلا مشرك كافر.
فلابد من بغض الشرك بجميع أنواعه بغضاً شديداً أشد من بغض ما سواه من المحرمات
وكذلك لابد من تركه واجتنابه بالكلية،
وقد جاءت جميع الرسالات السماوية بالدعوة إلى ترك عبادة غير الله واجتناب ما يعبد من دونه، ولهذا كان التوحيد هو لب الخلاف بين الرسل وقومهم الذين ردوا هذه الدعوة ولم يؤمنوا بها وأصروا على الاستمرار على عبادة غير الله
كما قال تعالى عن قوم نوح: ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً)." نوح:23". فود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا أسماء رجال صالحين ماتوا على التوحيد ولكن لغلو قومهم فيهم عبدوهم مع الله، فدعاهم نوح عليه السلام للكفر بهذه الألهة واجتناب عبادتها فأبوا واستكبروا وأصروا على عبادتها من دون الله إلا قليل ممن آمن مع نوح
وقال قوم هود: ( أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)." لأعراف: من الآية:70". وقالوا: ( وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ)." هود: من الآية:53". فتأمل هاتين الآيتين تجد أن الرسل كانوا يدعون قومهم لترك عبادة غير الله والتوجه بالعبادة لله وحده وهو حقيقة قول لا إله إلا الله
وقال كفار قريش: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً)." صّ: من الآية:5". فهم دائما ينكرون التوحيد (توحيد الألوهية) الذي لا يتحقق إلا بترك عبادة غير الله والكفر بألوهية ما سواه
فلا يكفي اعتقاد بطلان عبادة غير الله، بل لابد من بغضها، وإنكارها وتركها واجتنابها بالكلية. وبغير ذلك لا يصح إسلام أحد أبداً
فمن فعل شيئاً من هذا الشرك الأكبر وتوجه بعبادة لغير الله فقد حبط عمله وصار من المشركين، قال تعالى: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)." الزمر:65
وقال تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ } يونس106 ، أي المشركين

محمدعبداللطيف
2020-07-14, 12:26 PM
الأمر الثالث : البراءة ممن أشرك بالله فعبد معه غيره

مادام الكفر بما يعبد من دون الله هو الركن الأول في كلمة التوحيد، وعرفنا أنه يعني اعتقاد بطلان كل معبود غير الله وأن عبادة غير الله كفر وشرك بالله، ويعني اجتناب هذا الشرك والابتعاد عنه وبغضه وإنكاره؛

فالذي يشرك بالله ويتخذ من دونه معبودا لم يأتِ بهذا الركن بل أتى بنقيضه تماما
فكيف يكون مؤمنا بلا إله إلا الله؟!
بل الحقيقة أن كافر بها ولو كان ممن يقولها بلسانه ويدعي أنه مؤمن بها،
فالإيمان بلا إله إلا الله لا يكون بغير معرفة واعتقاد وقول وعمل
فمن عبد غير الله واتخذ من دونه إلها وجبت البراءة منه ومما يعبده ويدين به،
ولا يتحقق الكفر بما يعبد من دون الله بدون الكفر والبراءة من عابديه
وتتحقق هذه البراءة بتكفير من أشرك بالله، ولم يأتِ بالتوحيد ودان بغير دين الإسلام، وبغضهم ومعاداتهم
فلا يصح الإيمان بلا إله إلا الله بغير الكفر بألوهية ما عبد من دون الله،
ومن المعلوم أن كل معبود من دون الله له من يعبده ويُصرف له ما لا ينبغي أن يصرف إلا لله وبهذه العبادة صار إلها مع الله،
وإذا كان الشرط الأول للإيمان بلا إله إلا الله هو الكفر بهذه المعبودات،
فإن الكفر بها لا يتحقق إلا بالبراءة التامة منها ومما يصرف لها من العبادة وممن يعبدها مع الله،
يعني لابد من البراءة من المعبود ومن عبادته ومن عابديه،
ولا تتحقق واحدة منها دون الأخرى
فلا يستقيم ولا يصح البراءة من المعبود دون البراءة من عبادته
ولا يستقيم أيضا ولا يصح البراءة من المعبود وعبادته دون البراءة ممن جعله معبودا وصرف له العبادة من دون الله
وليست البراءة من المعبود بأولى من البراءة من العابد،
وهل يصير العبد المخلوق إلها معبودا إلا بوجود من أشركه مع الله وعبده معه؟

بل إن الله عز وجل قدم البراءة من العابد على البراءة من المعبود في أكثر من آية من آيات كتابه البينات،

قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4
وقال تعالى: (وأعتزلكم وما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي)(مريم: من الآية48
وقال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ )(مريم: من الآية49
وقال عز وجل: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوه ُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ)(الكهف : من الآية16
وكما قلنا لايصير العبد المخلوق إلها يعبد مع الله إلا بوجود من يؤلهه ويعبده مع الله،
وكمثال لذلك الآلهة التي كانت موجودة في قوم نوح فما هي إلا تماثيل نحتها أناس ربما لم يصلوا إلى الشرك في ذلك الوقت يوم أن نحتوها وبعد موت هؤلاء اتخذها من بعدهم آلهة تعبد كما يعبد الله الواحد القهار، ولولا أولئك المشركون لما صارت آلهة معبودة مع الله ولبقت مجرد تماثيل ترمز لرجال صالحين كانوا فبادوا

فلو أن رجلا في عهد نوح سمع بما يدعو إليه نوحا عليه السلام فأراد أن يتبعه فترك عبادة غير الله واعتقد أن ما كان يعبده باطل لا يستحق العبادة وأن الله وحده هو المستحق للعبادة،
فهل تراه يعتبر نفسه أنه كان على حق في عبادة غير الله؟!
هذا لا يستقيم أبدا
بل الصواب سيعتبر نفسه أنه كان على باطل وضلال في شركه بالله وأن الحق هو توحيد الله وإفراده بالعبادة، وبالتالي سيعتبر من لم يوحد الله واستمر على عبادة غيره أنهم على ضلال وباطل، وسوف يتبرأ منهم كما تبرأ من آلهتهم ودينهم.
وهذا ما نقصده بالبراءة من المشركين
ومثال آخر
هذه القبور التي تعبد اليوم من دون الله فلولا ما يفعله المشركون عندها وما يعتقدونه فيها لما زاد عن كونها قبورا لأناس كانوا أحياء يأكلون ويشربون ويحتاجون لما يحتاج إليه البشر الضعفاء فماتوا وقُبروا في هذه القبور وهي كغيرها من سائر القبور الأخرى،
ولكن المشركين عظموها وغلوا في محبة أصحابها حتى عبدوهم مع الله فصارت آلهة تعبد مع الله الواحد الأحد وطواغيت تقدس من دون الله
فهل تستقيم البراءة منها دون البراءة ممن اتخذها وصيرها آلهة من دون الله؟
هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين ونساويهم بمن يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا ويكفرون بما يعبد من دونه؟
هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها؟
كلا والذي رفع السماء بغير عمد، لايستوي دين من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه مع دين من جهل التوحيد وجعل مع الله آلهة أخرى
قال تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:19
وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)." الأنعام:

كيف يكون المشرك الذي جعل العبادة شِرْكَةً بين الله وبين خلقه مسلما على دين إبراهيم عليه السلام والأنبياء جميعا؟؟
لقد أعلن جميع رسل الله براءتهم من كل من عبد غير الله وكفروا بهم وأبغضوهم وعادوهم،
قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4).
والله عز وجل أمرنا بإتباع ملة إبراهيم، وجعله للناس إماماً، واتخذه خليلاً، وملة إبراهيم هي الحنيفية وهي البراءة من الشرك والمشركين
كما قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُون َ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)." الزخرف:27:26
وقال عز وجل:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)." الأنعام:74". فحكم على أبيه وقومه بالضلال البين؛ لعبادتهم الأصنام من دون الله
وكذلك قوله:(أَفَرَأَيْ تُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ)." الشعراء: من الآية:75: 77:76
وبرَّأ خليليه إبراهيم ومحمدا عليهما السلام، من كل من خالف دين الإسلام ولم يأتِ بالتوحيد، من اليهود والنصارى والوثنيين.
قال تعالى: ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)." آل عمران:67
وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)." الأنعام: من الآية:159
وقال عز وجل: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)." يوسف:108
فكل من أشرك بالله وعبد معه غيره فالله ورسله بريئون منه وكذلك سائر المؤمنين
والله عز وجل لا يقبل غير الإسلام دينا، ولا يصح إسلام بلا توحيد، فكل من لم يعبد الله وحده مخلصا له الدين فليس من المسلمين،
فوجب البراءة منه ومما يدين به، والحكم عليه بأنه من المشركين
قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ)." آل عمران: من الآية:19". وقال سبحانه: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّين َ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا)." آل عمران: من الآية:20
وقال تعالى: ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا)." البقرة: من الآية:137". فأصل الدين واحد لا يتغير، وكل مسلم لابد أن يأتي بهذا الأصل الذي اتفقت عليه جميع الرسالات وإلا لم يكن من المهتدين
قال تعالى: ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)." الأنعام: من الآية:88".
فلا يصح مع الشرك عمل ولا عبادة ولا دين
وقال سبحانه: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)." الأنعام:82". فلابد في صحة الدين من إيمان صحيح لا يخالطه شرك
وقال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً)." النساء: من الآية:125". وهذا هو الإسلام دين الله،
لأنه ليس لله إلا دين واحد،
وهو أحسن الأديان،
فدل على أن من استسلم لله وحده واتبع ما جاءت به رسله وكان على الحنيفية ملة إبراهيم متبرئاً من الشرك وأهله فهو المسلم؛
وما سواه فمشرك كافر
الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان أبدا ،
فترك الشرك الأكبر كله شرط في صحة الإسلام،
ولا يجادل في هذا من عرف الله وما جاءت به رسله
وقد أمر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ من الكافرين، وأن يصارحهم بهذه البراءة،
فقال تعالى: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)." الكافرون:6:1
وهذه السورة يسميها العلماء سورة التوحيد، فهي براءة من الشرك والمشركين
وفيها مصارحتهم ومخاطبتهم بأنهم كافرون بالله: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)
البراءة من عبادتهم وهي الشرك بالله ومن معبوداتهم:
( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون).( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُم
وصفهم بأنهم لا يعبدون الله، ولو زعموا أنهم يعبدونه وأنهم على دينه:
(وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
فعبادة المشرك باطلة كلها غير مقبولة حتى ما كان منها لله، لأن شركه بربه وخالقه قد أحبط عمله كله، وأخرجه من دين الله الذي لا يقبل سواه
وإذا تأملت قوله تعالى: ( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)." لقمان: من الآية:32". علمت أن المشرك يعبد الله ويعبد غيره، فلا يكون عابداً لله ولا مسلما له، لأن العبادة والإسلام لا يصح إلا بترك الشرك والبراءة منه، فتأمل هذا جيداً
وختم الله عز وجل هذه السورة بقوله تعالى:
( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
فدين من وحد الله فَعَبَدَه وحده ولم يشرك به شيئا هو الإسلام، ولا يمكن أن يجتمع مع من أشرك بالله على دين واحد أبداً، ولا يمكن أن يستويان أبداً،
بل كل واحد منهما متبرئ مما عليه الآخر، ولا يشاركه فيه،
فلا يمكن أن يكون الموحد عابد لغير الله،
ولا يمكن أن يكون المشرك عابداً لله وحده.
فكيف يصح مع هذا كله القول بأن البراءة من المشركين ليس من أصل الدين ويمكن أن يتحقق الإسلام من غير هذه البراءة؟
وكيف يقبل العقلاء القول بأن الحكم بالإسلام لمن عبد غير الله وجعل معه آلهة أخرى لا يعارض الإسلام الذي بعث الله به رسله وأنبياءه؟!!
، لا يصح هذا ولا يُقبل ، وليس هذا من دين الله في شيء.
هذه هي حقيقة الكفر بما يعبد من دون الله،
وهي الصفة الشرعية للكفر بالطاغوت الركن الأول في التوحيد، وشطر كلمة الإخلاص لا إله إلا الله.

وقد جعل الله عز وجل الكفر بالطاغوت شرطا لصحة وقبول الإيمان بلا إله إلا الله،
فقال تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)." البقرة: من الآية:256
وقال عليه السلام فيما يرويه مسلم عن أبي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عن أبيه
أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول
(من قال لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ من دُونِ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ مَالَهُ وَدَمَهُ وَحِسَابُهُ على اللَّهِ

محمدعبداللطيف
2020-07-14, 12:34 PM
والخلاصة فيما سبق أن:
صفة الكفر بالطاغوت تتحقق
بخمسة أشياء قد استخلصها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وهي:-
اعتقاد بطلان عبادة غير الله:
فالمستحق للعبادة وحده هو الله سبحانه وتعالى
تركها:أى يترك عبادة الطاغوت ويتحقق الترك بالاجتناب وعدم الطاعة والمتابعة ,كما تقدم بيانه .
بغضها :أى يبغض جنس كل طواغيت الأرض الذين تجاوزا الحد فى الظلم والطغيان والكفر والشرك
تكفير أهلها :الذين ثبت كفرهم بيقين لاشك فيه فوجب تكفيرهم والكفر بهم وتحذير الناس منهم
معاداتهم في الله: والمعاداة ضد الموالاة والنصرة والحب والتأييد فيعاديهم فى الله لالهوى ولاحظوظ نفس والدليل قوله تعالى:- {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بُرَءاءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده}
إذاً فمن لم يحقق هذه الصفة لم يكن مؤمنا بالله كافراً بالطاغوت بل العكس
لأن الإيمان بالطاغوت والإيمان بالله ضدان لايجتمعان في قلب إنسان أبداً
إذ لايمكن أن يوصف الشخص بأنه مشرك وموحد في نفس الوقت
بل لابد له من أحد الوصفين لامحالة إذ لا ثالث لهما
لقوله تعالى:- {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن}وقوله {إنا هديناه السبيل إما شاكرا ًوإما كفوراً} .
فهذا الطاغوت الذي أُمرنا أن نكفر به ونجتنبه وهذه عبادته التي نهينا عنها وأمرنا بتركها وتكفير أهلها ومعاداتهم.قَالَ تَعَالَى {وَلَقَد بعثنَا فِي كل أمة رَسُولا أَن اعبدوا الله وَاجْتَنبُوا الطاغوت فَمنهمْ من هدى الله وَمِنْهُم من حقت عَلَيْهِ الضَّلَالَة فسيروا فِي الأَرْض فانظروا كَيفَ كَانَ عَاقِبَة المكذبين}النحل
وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: 60] .فَكَأَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَقَرُّوا بِالتَّحْكِيمِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَكُونَ التَّحْكِيمُ عَلَى وَفْقِ أَغْرَاضِهِمْ; زَيْغًا عَنِ الْحَقِّ، وَظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ الْجَمِيعَ حَكَمٌ، وَأَنَّ مَا يَحْكُمُ بِهِ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ أَوْ غَيْرُهُ مِثْلَ مَا يَحْكُمُ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَهِلُوا أَنَّ حُكْمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي لَا يُرَدُّ، وَأَنَّ حُكْمَ غَيْرِهِ مَعَهُ مَرْدُودٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ جَارِيًا عَلَى حُكْمِ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى: {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60] ; لِأَنَّ ظَاهِرَ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيمَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ; لِقَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} [النساء: 60] كَذَا إِلَى آخِرِهِ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا: إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، أَوْ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}
و صفة الكفر بالطاغوت
أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم -والذين اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلى اللَّهِ لهُمُ الْبُشْرَى} (الزمر: من الآية 17
ويدخل في الكفر بالطاغوت بُغْضُهُ وكراهتُه، وعدمُ الرضى بعبادته بوجه من الوجوه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام، وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله،
فبذلك يصير الكافر مسلمًا، والعدو وليًا، والمباح دمه وماله معصومَ الدم والمال،
ثم إن كان ذلك من قلبه، فقد دخل في الإيمان،
وإن قاله بلسانه دون قلبه، فهو في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان،............
قال شيخ الإسلام: فأما الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين، وهو كافر باطنًا وظاهرًا عند سلف الأمة وأئمتها، وجماهير علمائها.
وفيه البداءة في الدعوة والتعليم بالأهم فالأهم،
أن اجتناب الطواغيت فرض وحق على العباد، كما أن عبادة الله فرض وحق على العباد،
ولا يتم التوحيد إلا باجتناب الطواغيت،
كما قال تعالى عن إمام الحنفاء: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ, إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} . [الزخرف: 26،27] . وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} . [الممتحنة:4] .
هذا بل الكفر بالطواغيت مقدم على الإيمان بالله عقلاً ونقلاً،
أما النقل؛ فقد قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا}[البقرة:
وأما العقل؛ فمعلوم بالضرورة أن الصبغ لا يؤثر في المتدنس والمتوسخ من كل نوع حتى ينظف، أما ترى الصفارين والصباغين أكثر جهدهم في زوال الأعراض المانعة من الصبغ؟ وهي الأدناس والأوساخ،
فكذلك الدين والإيمان ينبغي أن يزال عن القلوب الأوساخ التي وقعت عليها، من عبادة الطواغيت، وحبها أولاً،
ثم يصبغ بصبغة الله تعالى وهو التوحيد والإخلاص،
قال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} . [البقرة: 138]
من آمن بالله ورسوله وما أنزل إليه حقًّا وصدقاً لم يتحاكم إلى الطاغوت ومن تحاكم إليهم من الكهنة والسحرة وأشباههم مطمئناً بهم مصدقاً قولهم فليس بمؤمن ويدل على ذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} . [النساء: 60] . وذلك لزعمه أن حكم الطاغوت أصلح ولا يعلم المطبع على قلبه أن غير الحق هو الإفساد ويدل على ذلك قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} . [البقرة: 11] . وقوله: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} . [الأعراف: 56] . وذلك لأنه رغب عن حكم الإسلام الذي ارتضاه الله في آخر الزمان وبغى حكم الجاهلية قوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} . [المائدة: 50
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
(ومعنى الكفر بالطاغوت أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جني أو انسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه ولو كان أباك وأخاك. فأما من قال؛ أنا لا أعبد إلا الله، وأنا لا أتعرض السادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت)
وقال أيضاً رحمه الله: (فأما صفة الكفر بالطاغوت: فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتُكفر أهلها وتُعاديهم،
وأما معنى الإيمان بالله فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون ما سواه، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتُحب أهل الإخلاص وتواليهم وتبغض أهل الشرك وتُعاديهم،
وهذه: ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها،
وهذه: هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله: {قد كانت لكُم أُسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معهُ إذ قالوا لقومِهم إِنا بُرءاؤُا منكُم ومِّما تَعبُدون مِن دون الله كفرنَا بِكُم وبدا بيننا وبينَكُم العداوة والبغضاء أبَداً حتى تؤمنوا بالله وحده} (الممتحنة: 4) (1).
وقال أيضا ً رحمه الله تعالى :
"وأنت يا مَن مَنّ الله عليه بالإسلام , وعرف أن ما من إله إلا الله , لا تظن أنك إذا قلت : هذا هو الحق , وأنا تارك ما سواه , لكن لا أتعرض للمشركين , ولا أقول فيهم شيئا ً , لا تظن : أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام , بل : لابد من بغضهم , وبغض من يحبهم , ومسبتهم , ومعاداتهم كما قال أبوك إبراهيم والذين معه:إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبد ا ً حتى تؤمنوا بالله وحده وقال تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى الآية وقال تعالى : ولقد بعثنا في كل أمة ٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولو يقول رجل : أنا اتبع النبي وهو على الحق , لكن : لا أتعرض اللات والعزى , ولا أتعرض أبا جهل , وأمثاله , ما علي منهم , لم يصح إسلامه ". [ الدرر السنية : 2 /
وقال الشيخ سليمان بن سحمان:
(والمراد من اجتنابه أي الطاغوت هو بغضه وعداوته بالقلب وسبه وتقبيحه باللسان وإزالته باليد عند القدرة ومُفارقته، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق) .
[من صفحة عبدالله الغليفى]

علي بن زيد
2020-07-14, 07:52 PM
جزاك الله خيرا.
مما فهمته من موضوعك اخي
البراء من الطاغوت وأهله تتعلق بالعبادة والعابد والمعبود.
فالبراءة من عبادة الطاغوت(العبادة) تكون:باعتقاد بطلانها و بغضها و تركها .
والبراءة من الطاغوت(المعبود) تكون:باعتقاد تكفيره و بغضه و عداوته
و البراءة من أولياء الطاغوت(العابد) تكون: باعتقاد تكفيرهم و بغضهم و عداوتهم.
والبراءة من الطاغوت وأهله جزء من اصل دين لا يصح إسلام المرء إلا به.
سؤال: من لم يحقق البراءة من الطاغوت وأهله كمن لم يتحقق إحدى البراءات الثلاث هل كفره من جهة انتقاض اصل دينه أم أنه من جهة رد النصوص الشرعية ام من كليهما ؟ ارجو الإجابة مع شيء من التوضيح علما أنني قرأت بعض الورقات في ذلك واشكال علي بعض الأمور.

محمدعبداللطيف
2020-07-15, 01:27 PM
جزاك الله خيرا.
مما فهمته من موضوعك اخي
البراء من الطاغوت وأهله تتعلق بالعبادة والعابد والمعبود.
فالبراءة من عبادة الطاغوت(العبادة) تكون:باعتقاد بطلانها و بغضها و تركها .
والبراءة من الطاغوت(المعبود) تكون:باعتقاد تكفيره و بغضه و عداوته
و البراءة من أولياء الطاغوت(العابد) تكون: باعتقاد تكفيرهم و بغضهم و عداوتهم.
والبراءة من الطاغوت وأهله جزء من اصل دين لا يصح إسلام المرء إلا به.
جزاك الله خيرا اخى الفاضل علي بن زيد نعم بارك الله فيك فهمك صحيح
سؤال: من لم يحقق البراءة من الطاغوت وأهله كمن لم يتحقق إحدى البراءات الثلاث هل كفره من جهة انتقاض اصل دينه أم أنه من جهة رد النصوص الشرعية ام من كليهما ؟ ارجو الإجابة مع شيء من التوضيح علما أنني قرأت بعض الورقات في ذلك واشكال علي بعض الأمور. جواب هذا السؤال عائد على ما يدخل فى أصل ومعنى الكفر بالطاغوت فما هى الامور التى تدخل فى الكفر بالطاغوت حتى يقال من أخَلَّ بها إنْتَقض اصل دينه وكذلك ما هى الامور التى ينتفى بها كمال الكفر بالطاغوت او ما تسمى بالكمال الواجب- والامر الثالث ما هى الامور المتعلقة بشروط صحة الكفر بالطاغوت فهذه الامور منها ما ينتقض اصل الدين بأنتفائه ومنها ما هو من لوازم الايمان ومتعلق برد النصوص ومنها ما هو من كمال الايمان الواجب صاحبه عاص مرتكب كبيرة من الكبائر

هل كفره من جهة انتقاض اصل دينه السؤال ما هو المتعلق بأصل الدين فى هذه المسألة
الجواب
الامور التى تعلقت بماهية الكفر بالطاغوت
ترك ما هم عليه قال جل وعلا وَأَعْتَزِلُكُم ْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي
قال ابن كثير وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي ) أي : أجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله ، ( وأدعو ربي ) أي : وأعبد ربي وحده لا شريك له
البراءة من كفرهم والبراءة مما هم عليه من الشرك (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) [الشعراء: 216]
ويكون ذلك باجتناب الكفر الموجود وعدم مشاركتهم فيه- [كأن يفعل مثلهم او يرضى بفعلهم ودينهم أو ينصره ويؤيده ويوافقهم على دينهم] ، .وأن يعتقد كونه كفرا وشركا ويبغضه وينكره بالقلب والانكار بالقلب والبغض ضده الرضى بكفرهم وشركهم كما فى الحديث مَنْ رَضِيَ عَمَلَ قَوْمٍ كَانَ شَرِيكًا فِي عَمَلِهِمْ)(( أورده ابن حجر فى المطالب العالية
فبغض ما هم عليه واعتزاله وتركه والبراءة من كفرهم والكفر بما يعبدون من دون الله هذه الامور ينتقض اصل الدين بإنتفائها
لأنها جزء من اصل الدين وداخِلَة فى ماهية الكفربالطاعوت وداخله فى اصل التوحيد وداخله فى النفى الذى تضمنته لا اله الا الله فان لا اله الا الله دلت بالمطابقة على قوله تعالى فمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ- وقوله- وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ فلا اله الا الله نفى واثبات كفر بالطاغوت وايمان بالله فالمعنى واحد
فحقيقة التوحيد الذي فرضه الله على العباد، هـو معنى لا إله إلا الله : إخلاص وتوحيد وإفـراد الله عزوجل في العبادة ، والولاء لدينه ، وكفر وبراءة من كل معبود سواه
اما الامور التى هى من لوازم الايمان
فأضرب مثالين يوضحه ائمة الدعوة النجدية
سُئل الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن رحمه الله؛ عمن كان في سلطان المشركين، وعرف التوحيد وعمل به، ولكن ما عاداهم، ولا فارق أوطانهم؟
الجواب:
هذا السؤال صدر عن عدم التعقل لصورة الأمر والمعنى المقصود من التوحيد والعمل به.

لأنه لا يتصور أنه يعرف التوحيد ويعمل به، ولا يعادي المشركين، ومن لم يعادهم لا يقال له؛ "عرف التوحيد وعمل به".

والسؤال متناقض، وحسن السؤال مفتاح العلم.

وأظن مقصودك؛ من لم يظهر العداوة، ولم يفارق.

ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة.

فالأول: يُعذر به مع العجز والخوف، لقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}.

والثاني: لا بد منه، لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي، لا ينفك عنه المؤمن.

فمن عصى الله بترك إظهار العداوة؛ فهو عاص لله، فإذا كان أصل العداوة في قلبه، فله حكم أمثاله من العصاة، فإذا انضاف إلى ذلك ترك الهجرة، فله نصيب من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ... الآية}، لكنه لا يكفر، لأن الآية فيها الوعيد لا التكفير.

وأما الثاني، الذي لا يوجد في قلبه شيء من العداوة؛ فيصدق عليه قول السائل: "لم يعاد المشركين"، فهذا هو الأمر العظيم، والذنب الجسيم، وأي خير يبقى مع عدم عداوة المشركين؟!

والخوف على النخل والمساكن؛ ليس بعذر يوجب ترك الهجرة، قال تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}.

وأما ما كان في دار الإسلام، ولا تعلّم أصل الدين ولا قواعده، ولأجل الجهل بها صار يعزر ويوقر، أعداء الدين؟

فالجواب أن يقال: إن أحوال الناس تتفاوت تفاوتاً عظيماً، وتفاوتهم بحسب درجاتهم في الإيمان - إذا كان أصل الإيمان موجوداً - والتفريق والترك؛ إنما هو فيما دون ذلك من الواجبات والمستحبات.

وأما اذا عدم الأصل الذي يدخل به في الإسلام، وأعرض عن هذا بالكلية؛ فهذا كفر إعراض، فيه قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ... الآية}، وقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً... الآية}.

ولكن عليك أن تعلم؛ أن المدار على معرفة حقيقة الأصل وحقيقة القاعدة، وإن اختلف التعبير واللفظ، فإن كثيراً يعرف القصد والقاعدة، ويعبر بغير التعبير المشهور.

وتعزيرهم وتوقيرهم كذلك، تحته أنواع أيضاً، أعظمها؛ رفع شأنهم، ونصرتهم على أهل الإسلام ومبانيه، وتصويب ما هم عليه، فهذا وجنسه من المكفرات، ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية، كلياقة الدواة ونحوه.[الدرر السنية]


وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله:(والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم؛ فيكون متبعاً لهواه، داخلاً من الشرك في شعب تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه، فلا يحب ولا يبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسواه؛ وكل هذا يؤخذ من شهادة أن لا إله إلا الله.)إهـ الدررالسنية(8/396)
والمقصود بيان أن من أكبر أسباب حصول الفتنة والفساد في الأرض هو ترك موالاة المؤمنين واتخاذ الكفار أولياء ، فعندها يختل نظام الإسلام ويقع الشر والبلاء .. وهكــذا فإنه لما هدمت قواعد الدين ، وطمست آثار التوحيد ، واندثرت معالم ملة إبراهيم عليه السلام في هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الدين وعادت فيه الجاهلية ، وانقلبت فيه الحقائق الشرعية عند الأكثرين حتى عـاد المعروف عندهم منكراً والمنكر معروفاً ، فاختلط أهـل الإيمان بأهـل الكفر، والتبست الملة الإسلامية بالملل الشركية ، واختل ميزان الحب والبغض والولاء والبراء عند كثير من المنتسبين إلى الإسلام ، فصاروا يوالون الكفرة المشركين ويحبونهم ويقربونهم ، ويتبرأون من المؤمنين الموحدين ويبغضونهم ويبعدونهم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:( فإن تحقيق الشهادة بالتوحيد يقتضي ألا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ، ولا يوالي إلا لله ، ولا يعادي إلا لله، وأن يحب ما يحبه الله ، ويبغض ما أبغضه ، ويأمر بما أمر الله به وينهى عما نهى الله عنه ، وإنك لا ترجو إلا الله ، ولا تخاف إلا الله ، ولا تسأل إلا الله ، هذا ملة إبراهيم ، وهذا الإسلام الذي بعث الله به جميع المرسلين)إهـ مجموع الفتاوى(8/164
وسئل الشيخ سليمان ابن عبد الله عن المولاة والمعاداة
هل هي من معنى "لا إله إلا الله" أو من لوازمها؟
الجواب:
أن يقال؛ الله أعلم.
لكن بحسب المسلم أن يعلم؛ أن الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم، وأوجب عليه محبة المؤمنين وموالاتهم، وأخبر أن ذلك من شروط الإيمان، ونفى الإيمان عمن يواد من حاد الله ورسوله - ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم، أو إخوانهم أو عشيرتهم -
وأما كون ذلك من معنى "لا إله إلا الله" أو لوازمها؟ فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك.
إنما كلفنا؛ بمعرفة أن الله فرض ذلك وأوجبه، وأوجب العمل به، فهذا هو الفرض والحتم الذي لا شك فيه.
ومن عرف أن ذلك من معناها، أو من لازمها؛ فهو حسن وزيادة خير، ومن لم يعرفه؛ فلم يكلف بمعرفته، لا سيما إذا كان الجدال والمنازعة فيه مما يفضي إلى شر واختلاف ووقوع فرقة بين المؤمنين الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله، وعادوا المشركين، ووالوا المسلمين.[الدرر السنية]
أما مسألة تكفير المشركين- فبناءه على ما سبق من فهمك اخى على ابن زيد فهو الاصل والاساس فى فهم المسألة فما يتعلق بماهية الكفر بالطاغوت واصل المعنى فهو ناقض لأصل الدين وما يتعلق باللوازم فكفره من جهة رد النصوص وعدم الايمان بها تماما كمسألة العداوة منها ما هو متعلق بالاصل ومنها ما هو متعلق بالوازم ولذلك نقلت فتوى الشيخ سليمان ابن عبد الله للإيماء الى ذلك
فمسألة تكفير المشركين قد تخبط فيها الكثير وكل هذا بسب الخلط بين الاصل واللوازم والكمال الواجب
تماما كما ضلت المرجئة والخوارج فى باب الايمان فحصل الخلط بين اصل الايمان ولوازمه وكماله الواجب-
فمن الناس من أدخل فى اصل الكفر بالطاغوت ما هو من الكمال الواجب ومن الناس من اخرج من الاصل امورا وجعلها من الكمال
وعلماء الدعوة كما تقدم بينوا ما يهدم الاصل وينقضة وما يهدم الكمال وفرقوا بين هذا وهذا
فكفرت الخوارج بانتفاء الكمال الواجب او بارتكاب الكبائر وقالت المرجئة بأن مرتكب الكبيرة كامل الايمان كل هذا ناتج عن الخلل فى معنى الايمان وأصله
فلابد من اجراء قواعد اهل السنة فى الايمان والكفر بالطاغوت
فالكلام على مسألة الكفر بالطاغوت كالكلام فى مسألة الايمان تماما
فبالتفصيل يزول الاشكال
فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ --- إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ --- أذهان والآراء كل زمان

علي بن زيد
2020-07-15, 04:50 PM
جزاك الله خيرا.
قلت اخي فيما سبق:
(يعني لابد من البراءة من المعبود ومن عبادته ومن عابديه،
ولا تتحقق واحدة منها دون الأخرى
فلا يستقيم ولا يصح البراءة من المعبود دون البراءة من عبادته
ولا يستقيم أيضا ولا يصح البراءة من المعبود وعبادته دون البراءة ممن جعله معبودا وصرف له العبادة من دون الله
وليست البراءة من المعبود بأولى من البراءة من العابد،)
وهنا ظاهر كلامك في اخر مشاركة وحسب فهمي أن البراءة من الشرك( العبادة) والبراءة من الطاغوت (المعبود) جزء من اصل الدين وداخل في معنى صفة الكفر بالطاغوت. وأما البراءة من أولياء الطاغوت ( العابد) فمن لوازم اصل الدين.
هل يعني اذا تخلف هذا اللازم ولم يحققه العبد يكون مع ذلك اصل دينه سليما.
ارجو مزيد توضيح للمسألة.

محمدعبداللطيف
2020-07-15, 06:06 PM
جزاك الله خيرا.
وأما البراءة من أولياء الطاغوت ( العابد) فمن لوازم اصل الدين.
هل يعني اذا تخلف هذا اللازم ولم يحققه العبد يكون مع ذلك اصل دينه سليما.
ارجو مزيد توضيح للمسألة. بارك الله فيك
البراءة منها ما هو من اصل الدين ومنها ما هو من اللوازم
ويجب ان تعلم ان البراءة بينها وبين اصل الكفر بالطاغوت عموم وخصوص من جهات وبينهما ايضا اشتراك وانفراد وبينهما تلازم - بل بينها وبين المحبة والبغض والترك وغيرها من صفة الكفر بالطاغوت تلازم- اذا علم ذلك -فما البراءة المقصودة التى اذا تخلفت تخلف معها اصل الدين واصل التوحيد والجواب - بيَّنَاها فيما سبق فى سياق الادلة كما فى قوله تعالى اننى براء مما تعبدون هذه البراءة تتضمن البراءة مما هم عليه - والكفر به - هذه هى البراءة المتعلقة بالاصل وتوضيح ذلك ببيان الفرق بين الامور المتعلقة بالفطرة من اصل التوحيد - وهى التفريق بين الشرك قبل الرسالة وبعدها
فزيد ابن عمرو ابن نفيل كان يعتقد ان ما عليه قومه مخالف للحنيفية وكان يعتقد انه ليس على ملة ابراهيم غيره وكان يتبرأ مما هم عليه من الشرك والكفر - ولكن وجوب العداء وما يترتب عليه من إستحلال الدم والجهاد بالقتال وغيره من الامور المتوقفة على بلوغ الحجة الرسالية فهذه لا تكفى الفطرة لمعرفتها لأنَّ وجوبها بالرسالة والتكفير بها متوقف على رد النصوص - فالمتعلق بأصل الكفر بالطاغوت هو البراءة بما هم عليه من الكفر- فالبراءة مما هم عليه من الكفر اخص من عموم البراءة- لان البراءة منها ما هو تَوَلِّى - يتضمن الرضا والمحبة والنصرة والتأييد لكفرهم - ومنها ما دون ذلك من احكام الولاء والبراء

علي بن زيد
2020-07-15, 09:21 PM
جزاك الله خيرا.
انقل لك اخي شيء مما قراته في هذا المسألة ولا تبخل علينا بالتعليق على هذا الكلام.
(البراءة من الطاغوت( المعبود) وأولياءه تكون باعتقاد تكفيرهم وبغضهم وعدواتهم
اولا: المقصود بأعتقاد تكفير الطاغوت وأولياءه اثبات مسمى اسم المشرك والطاغوت يعني التكفير المتعلق باسماء ذم الافعال ويسمى عند اهل العلم الكفر غير المعذب عليه أو كفر الجهل مع عدم قيام الحجة كما هو مقرر في مسائل الأسماء والأحكام. ولا يقصد بذلك اثبات اسم الكفر الذي ينبني عليه حكم التكفير الذي مرده الى رد النصوص الشرعية ويسمى هذا عند اهل العلم حكم الكفر او الكفر المعذب عليه.
واعتقاد تكفير الطاغوت وأولياءه بمعناه السابق من قول القلب ويدرك بالفطرة والعقل. وأما اظهار التكفير فهذه مسألة أخرى.
ثانيا: بغضهم وهو من عمل القلب كما أن المحبة من أعمال القلوب.وهو مدرك بالفطرة والعقل.
ثالثاً: عدواتهم المراد به غاية المقت وهو من عمل القلب أيضا و مدرك بالفطرة والعقل. أما إظهار العداوة فهي من الواجبات التي تسقط عند العجز ونحوه وليس من صفة الكفر بالطاغوت...)

محمدعبداللطيف
2020-07-15, 10:41 PM
جزاك الله خيرا.
انقل لك اخي شيء مما قراته في هذا المسألة ولا تبخل علينا بالتعليق على هذا الكلام.
(البراءة من الطاغوت( المعبود) وأولياءه تكون باعتقاد تكفيرهم وبغضهم وعدواتهم
اولا: المقصود بأعتقاد تكفير الطاغوت وأولياءه اثبات مسمى اسم المشرك والطاغوت يعني التكفير المتعلق باسماء ذم الافعال ويسمى عند اهل العلم الكفر غير المعذب عليه أو كفر الجهل مع عدم قيام الحجة كما هو مقرر في مسائل الأسماء والأحكام. ولا يقصد بذلك اثبات اسم الكفر الذي ينبني عليه حكم التكفير الذي مرده الى رد النصوص الشرعية ويسمى هذا عند اهل العلم حكم الكفر او الكفر المعذب عليه.
واعتقاد تكفير الطاغوت وأولياءه بمعناه السابق من قول القلب ويدرك بالفطرة والعقل. وأما اظهار التكفير فهذه مسألة أخرى.
ثانيا: بغضهم وهو من عمل القلب كما أن المحبة من أعمال القلوب.وهو مدرك بالفطرة والعقل.
ثالثاً: عدواتهم المراد به غاية المقت وهو من عمل القلب أيضا و مدرك بالفطرة والعقل. أما إظهار العداوة فهي من الواجبات التي تسقط عند العجز ونحوه وليس من صفة الكفر بالطاغوت...)بارك الله فيك
بعض انواع الطواغيت لا يقال عنهم قامت عليهم الحجة ام لا
فهل يمكن ان يقال على من قال انى اله من دونه- او الشيطان الداعى الى عبادة غير الله انه لم تقم عليه الحجة
اذا مسألة كفر الجهل مع عدم قيام الحجة هذه فى المشرك الجاهل وليست فى جميع انواع الطواغيت
نعم يمكن تصورها فى بعض من يحكمون بالقوانين او من يحكمون بالعادات والاعراف- اما من ادعى الالوهية فكيف يقال لم تقم عليه الحجة الرسالية -نعم الطغيان ثابت قبل قيام الحجة -كما قال جل وعلا - اذهب الى فرعون انه طغى
اما بعد قيام الجحة فلا يزيدهم هذا الطغيان وادعاء الالوهية الا عنادا واستكبارا وجحودا واعراضا

أما عباد الطاغوت فيمكن ان نقول
مسمى اسم المشرك[..؟ حذفت هنا الكلمة ليستقيم الكلام] يعني التكفير المتعلق باسماء ذم الافعال ويسمى عند اهل العلم الكفر غير المعذب عليه أو كفر الجهل مع عدم قيام الحجة كما هو مقرر في مسائل الأسماء والأحكام. ولا يقصد بذلك اثبات اسم الكفر الذي ينبني عليه حكم التكفير الذي مرده الى رد النصوص الشرعية ويسمى هذا عند اهل العلم حكم الكفر او الكفر المعذب عليه.نعم
عدواتهم المراد به غاية المقت وهو من عمل القلب أيضا و مدرك بالفطرة والعقل. أما إظهار العداوة فهي من الواجبات التي تسقط عند العجز ونحوه وليس من صفة الكفر بالطاغوت...) نعم وجوب العداء وما يترتب عليه من إستحلال الدم والقتال وغيره من الامور المتوقفة على بلوغ الحجة الرسالية فهذه لا تكفى الفطرة لمعرفتها لأنَّ وجوبها بالرسالة والتكفير بها متوقف على رد النصوص
قال الشيخ عبد الرحمن ابن حسن فى شرح رسالة اصل دين الاسلام للامام محمد ابن عبد الوهاب
قوله رحمه الله تعالى : « والمعاداة فيه » ؛ كما قال تعالى : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد } [التوبة: 5] . والآيات في هذا كثيرة جدا ، كقوله : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }- فالمتعلق بأصل الكفر بالطاغوت هو البراءة بما هم عليه من الكفر- فالبراءة مما هم عليه من الكفر اخص من عموم البراءة
وليس من صفة الكفر بالطاغوت...)بل هى من صفة الكفر بالطاغوت لأن صفة الكفر بالطاغوت كما تقدم يدخل فيها ما هو متعلق بالاصل ومنها ما هو متعلق باللازم ومنها ما هو متعلق بالكمال الواجب
فكما اخى الكريم علي بن زيد ان الصلاة لها صفة مكونه من اركان وواجبات والصلاة لها نواقض وشروط
فكذلك الكفر بالطاغوت له ماهية واركان وواجبات و له نواقض وشروط-https://majles.alukah (https://majles.alukah.net/t162392/)-
قال جل وعلا
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ-
فهذه الاية من سورة الممتحنة جاءت مفسرة ومبينة لكيفية الكفر بما يعبد من دون الله وصفة الكفر بالطاغوت
فمنها ما هو متعلق بأصل الكفر بالطاغوت ومنها ما هو متعلق بالكمال الواجب فصفة الكفر بالطاغوت تجمع الاصل والكمال الواجب- كإبداء العداوة كما قلت انت اخى الكريم على ابن زيد -أما إظهار العداوة فهي من الواجبات التي تسقط عند العجز ونحوه- ولكنها من صفة الكفر بالطاغوت كما بينا فى صفة الصلاة أليست الواجبات من صفة الصلاة
قال الشيخ عبد الرحمن ابن حسن فى المخالفين لأصل دين الاسلام
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله : ( والمُخالف لهذا الأصل ـمن هذه الأمّة أقسام : إما طاغوت ينازع الله في ربوبيته وإلهيته ؛ ويدعوا الناس إلى عبادة الأوثان ، أو مشرك يدعوا غير الله ويتقرب إليه بأنواع العبادة أو بعضها ، أو شاك في التوحيد : أهو حق أم يجوز أن يجعل لله شريكاً في عبادته ؟ أو جاهل يعتقد أن الشرك دين يُقرب إلى الله ، وهذا هو الغالب على أكثر العوام لجهلهم وتقليدهم من قبلهم ؛ لمّا اشتدت غُربة الدين ، ونُسي العلم بدين المُرسلين ) .--------------------وقال ايضا رحمه الله-والمخالفون فى ذلك أنواع-

فأشدهم مخالفة: من خالف في الجميع؛ ومن الناس من عبد الله وحده، ولم ينكر الشرك، ولم يعاد أهله: ومنهم: من عاداهم، ولم يكفرهم. ومنهم: من لم يحب التوحيد، ولم يبغضه. ومنهم: من كفرهم، وزعم أنه مسبة للصالحين. ومنهم: من لم يبغض الشرك، ولم يحبه. ومنهم: من لم يعرف الشرك، ولم ينكره. ومنهم: من لم يعرف التوحيد، ولم ينكره.
ومنهم: – وهو أشد الأنواع خطراً – من عمل بالتوحيد، لكن لم يعرف قدره، ولم يبغض من تركه، ولم يكفرهم. ومنهم: من ترك الشرك، وكرهه، ولم يعرف قدره، ولم يعاد أهله، ولم يكفرهم؛ وهؤلاء: قد خالفوا ما جاءت به الأنبياء، من دين الله سبحانه وتعالى، والله أعلم.[مجموعة التوحيد]https://majles.alukah.net/t168389 (https://majles.alukah.net/t168389/)/---
وانظر الى قول الشيخ عبد الرحمن ابن حسن للمخالف فى الجميع
ثم قال رحمه الله تعالى :« والمخالف في ذلك أنواع ؛ فأشدهم مخالفة من خالف في الجميع » فقبل الشرك واعتقده دينا ، وأنكر التوحيد ، واعتقده باطلا ، كما هو حال الأكثر , وسببه : الجهل بما دل عليه الكتاب والسنة من معرفة التوحيد ، وما ينافيه من الشرك والتنديد ، واتباع الأهواء ، وماعليه الآباء ، كحال من قبلهم من أمثالهم من أعداء الرسل ، فرموا أهل التوحيد بالكذب والزور، والبهتان والفجور . وحجتهم { بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } [الشعراء: 74] .

وهذا النوع من الناس والذي بعده ، قد ناقضوا ما دلت عليه كلمة الإخلاص ، وما وضعت له ، وما تضمنته من الدين الذي لا يقبل الله دينا سواه ، وهو دين الاسلام الذي بعث الله به جميع أنبيائه ورسله ، واتفقت دعوتهم عليه كما لا يخفى فيما قص الله عنهم في كتابه

ثم عند درجة من درجات المخالفين
قال رحمه الله تعالى : « ومنهم من عاداهم ولم يكفرهم » فهذا النوع أيضا لم يأت بما دلت عليه لا إله إلا الله من نفي الشرك ، وما تقتضيه من تكفير من فعله بعد البيان إجماعا ، وهو مضمون سورة الإخلاص ، و{ قل يا أيها الكافرون } وقوله في آية الممتحنة { كفرنا بكم } [ الآية : 4] ومن لم يكفر من كفره القرآن ، فقد خالف ماجاءت به الرسل من التوحيد وما يوجبه -https://majles.alukah.net/t155796 (https://majles.alukah.net/t155796/)/--

علي بن زيد
2020-07-16, 05:57 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.

محمدعبداللطيف
2020-07-20, 12:55 PM
وقال تعالى: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)." الممتحنة: من الآية4".
ففي هذه الآية بيان واضح لما ينبغي أن يكون عليه كل مسلم تجاه كل ما يعبد من دون الله - تجاه العابد والمعبود.............. ..
لقد أعلن جميع رسل الله براءتهم من كل من عبد غير الله وكفروا بهم وأبغضوهم وعادوهم،
قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4).
والله عز وجل أمرنا بإتباع ملة إبراهيم، وجعله للناس إماماً، واتخذه خليلاً، وملة إبراهيم هي الحنيفية وهي البراءة من الشرك والمشركين
كما قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُون َنعم

قال جل وعلا{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [سورة الممتحنة آية: 4].
ففي هذه الآية أعظم دلالة: على أعلى مقامات إظهار الدين، لأن الله بين هذا الحكم العميم، وأكد هذا المشهد العظيم،

الذي هو مشهد الأسوة بالأنبياء والرسل، معبرا بصيغة الماضي، وبقد التحقيقية الدالة على لزومه، ولزومه على البرية، ووصفه بالحسن، وضد الحسن القبيح; وأزال دعوى الخصومة بقوله: {وَالَّذِينَ مَعَهُ}، ترغيبا في معية أوليائه.
ثم صرح: بأنها هي القول باللسان، مع العداوة، والبغضاء; خلافا لمن قال: أبغضهم بقلبي، وأتبرأ من العابد والمعبود جميعا; وقدّم البراءة من العابد، تنويهاً بشناعة فعله، ثم أعادها بلفظ آخر أعم من البراءة، وهو قوله: {كَفَرْنَا بِكُمْ} أي: جحدناكم، وأنكرنا ما أنتم عليه; وكشف الشبهة بقوله: {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ} . ومعنى: {وَبَدَا}، ظهر؛ وقرن بين العداوة والبغضاء إشارة إلى المباعدة والمفارقة، بالباطن والظاهر معا، وأكد العداوة، وأيدها بقوله: {أَبَداً} معبرا بالظرف الزماني المستقبل المستمر، إلى غاية وهي الإيمان، وأتى بحتى الغائية، الدالة على مغايرة ما قبلها لما بعدها، المعنى: إن لم تؤمنوا فالعداوة باقية. [الدرر السنية - من رسالة الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن - عن حكم بلدان المشركين والسفر إليها ]

عمير المغربي
2021-06-26, 01:38 AM
السلام عليكم.
جاء في كلامك اخي محمد
(( هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين ونساويهم بمن يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا ويكفرون بما يعبد من دونه؟
هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها؟
كلا والذي رفع السماء بغير عمد، لايستوي دين من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه مع دين من جهل التوحيد وجعل مع الله آلهة أخرى.........

فكيف يصح مع هذا كله القول بأن البراءة من المشركين ليس من أصل الدين ويمكن أن يتحقق الإسلام من غير هذه البراءة؟
وكيف يقبل العقلاء القول بأن الحكم بالإسلام لمن عبد غير الله وجعل معه آلهة أخرى لا يعارض الإسلام الذي بعث الله به رسله وأنبياءه؟!!
، لا يصح هذا ولا يُقبل ، وليس هذا من دين الله في شيء.
هذه هي حقيقة الكفر بما يعبد من دون الله،
وهي الصفة الشرعية للكفر بالطاغوت الركن الأول في التوحيد، وشطر كلمة الإخلاص لا إله إلا الله.

وقد جعل الله عز وجل الكفر بالطاغوت شرطا لصحة وقبول الإيمان بلا إله إلا الله،
فقال تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)." البقرة: من الآية256 ..........))
قبل الشروع في الاستفسار عن بعض كلامك لا بد من مقدمة لذلك.
حد اصل الدين قبل الرسالة:
حده الاقرار بالله وعبادته وحده لا شريك له واجتناب الشرك. ثلاثة امور. وهو القدر المنجي من النار لمن اتى به من اهل الفترة ولم تبلغه الحجة الرسالة فيسمى حنبفا موحدا قبل الرسالة، فان مات عليه قبل بلوغ الحجة يكون من الناجين. ونقيضه الشرك فليس هناك قبل الرسالة الا الشرك او التوحيد وهذا القدر يدرك بضروة الفطرة والعقل.
حد اصل الدين بعد الرسالة: وهو اول دعوة الرسل اول ما يجب على المكلف اول ما يدخل به المرء الاسلام وحده معنى الشهادين بشقيها كلمة الاخلاص مطابقة وتضمنا والايمان بالنبوة. من اتى به يسمى موحدا مسلما. ومن لم يأتي به بعد السماع يسمى مشركا كافرا وهذا يدرك بالوحي. ويعنينا في هذا المقام حد اصل الدين المرداف لكلمة الاخلاص.
قلت اخي:
(( هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين ونساويهم بمن يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا ويكفرون بما يعبد من دونه؟
هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها؟...))
اخي ظاهر كلامك انك جعلت الفطرة والعقول حجة في بطلان بالشرك وبغضه وهذا حق و جعلت الفطرة والعقل حجة في البراءة ممن اشرك بالله باعتقادة تكفيره وضلاله. وهنا الاشكال في كلامك فالبراءة ممن اشرك بالله بتكفيره مرادها الى الوحي وليست جزء وركن في اصل الدين وكلمة الاخلاص حتى نقول ان البراءة ممن اشرك بالله تدرك بالفطرة والعقل.
فارجو توضيح ذلك.

فالبراءة ممن اشرك باعتقاد تكفيره وبغضه وعدواته باطنا من مقتضى اصل الدين و كلمة الاخلاص ومن اصول الدين وقواعده العظام وما جاء نبي ولا رسول الا بالبراءة ممن اتخذ مع الله الانداد وان ذلك يدرك ذلك بالوحي.
فمن حكم بالاسلام من اشرك بالله فتوقف وتردد فيه بدعوى ان هذا المشرك جاهل او متاول فهذا كافر لانه:
١- لم يحقق مقتضى كلمة الاخلاص يعني لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله الذي ركنه الاول تكفيرهم .
٢- رد الحكم الشرعي القطعي الماخوذ من النصوص التي يبن حقيقة كلمة الاخلاص وكيفية دخول المرء الاسلام فلا عذر لاحد في عدم تحقيق البراءة المطلوب ممن اشرك بالله سواء كان حديث عهد بالاسلام او ناشى في بادية بعيدة او تاوله حسب أهوائه.
٣- انكار المعلوم من الدين بالضرورة.
٤- ورد الاجماع القطعي.

اما من قال ان البراءة ممن اشرك باعتقاد تكفيره وبغضه وعداوته باطنا جزء وركن من اصل الدين فلا بد ان يقول حد اصل الدين المدرك بالفطرة والعقل هو: الاقرار بالله وعبادته وحده واجتناب عبادة ما سواه والبراءة ممن اشرك بالله. اي اربعة امور ومن خالف في جميعها او في احدها فقد انتقض عنده اصل دينه وصار مشرك بالله. وهذا الكلام باطل. ووجه بطلانه:
اولا: الادلة الشرعية لا تدل على ما ذاهبوا الىه.
ثانبا: من لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله لا يكون مشركا ولا مستكبرا لان حقيقة الشرك والمشرك بينها الشارع وهي عبادة غير الله ولا يكون مستكبرا لان حقيقة هي الامتناع عن عبادة الله والمستكبر مشرك. وكذلك لا يكون كافر لان اسم الكفر لا يدرك بالفطرة والعقل.
وهناك اوجه بطلان اخرى يكفي ذكر هذا .

فالبراءة ممن اشرك بالله من مقتضى كلمة الاخلاص وليس جزء من الكلمة.

محمدعبداللطيف
2021-06-26, 03:17 AM
اما من قال ان البراءة ممن اشرك باعتقاد تكفيره وبغضه وعداوته باطنا جزء وركن من اصل الدين فلا بد ان يقول حد اصل الدين المدرك بالفطرة والعقل هو: الاقرار بالله وعبادته وحده واجتناب عبادة ما سواه والبراءة ممن اشرك بالله. اي اربعة امور ومن خالف في جميعها او في احدها فقد انتقض عنده اصل دينه وصار مشرك بالله. وهذا الكلام باطل. ووجه بطلانه:
اولا: الادلة الشرعية لا تدل على ما ذاهبوا الىه.
ثانبا: من لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله لا يكون مشركا ولا مستكبرا لان حقيقة الشرك والمشرك بينها الشارع وهي عبادة غير الله ولا يكون مستكبرا لان حقيقة هي الامتناع عن عبادة الله والمستكبر مشرك. وكذلك لا يكون كافر لان اسم الكفر لا يدرك بالفطرة والعقل.
وهناك اوجه بطلان اخرى يكفي ذكر هذا .

فالبراءة ممن اشرك بالله من مقتضى كلمة الاخلاص وليس جزء من الكلمة.

اما من قال ان البراءة ممن اشرك باعتقاد تكفيرهالصواب باعتقاد كفره- يعنى الكفر بما هو عليه هذه هى التى متعلقه بالاصل وهو فى معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم-وكفر بما يعبد من دون الله وقد وضحت ذلك فى سياق الكلام بعد ذلك وقلت
الامور التى تعلقت بماهية الكفر بالطاغوت
ترك ما هم عليه قال جل وعلا وَأَعْتَزِلُكُم ْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي
قال ابن كثير وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي ) أي : أجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله ، ( وأدعو ربي ) أي : وأعبد ربي وحده لا شريك له
البراءة من كفرهم والبراءة مما هم عليه من الشرك (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) [الشعراء: 216]
ويكون ذلك باجتناب الكفر الموجود وعدم مشاركتهم فيه- [كأن يفعل مثلهم او يرضى بفعلهم ودينهم أو ينصره ويؤيده ويوافقهم على دينهم] ، .وأن يعتقد كونه كفرا وشركا ويبغضه وينكره بالقلب والانكار بالقلب والبغض ضده الرضى بكفرهم وشركهم كما فى الحديث مَنْ رَضِيَ عَمَلَ قَوْمٍ كَانَ شَرِيكًا فِي عَمَلِهِمْ)(( أورده ابن حجر فى المطالب العالية
فبغض ما هم عليه واعتزاله وتركه والبراءة من كفرهم والكفر بما يعبدون من دون الله هذه الامور ينتقض اصل الدين بإنتفائها
لأنها جزء من اصل الدين وداخِلَة فى ماهية الكفربالطاعوت وداخله فى اصل التوحيد وداخله فى النفى الذى تضمنته لا اله الا الله فان لا اله الا الله دلت بالمطابقة على قوله تعالى فمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ- وقوله- وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ فلا اله الا الله نفى واثبات كفر بالطاغوت وايمان بالله فالمعنى واحد
فحقيقة التوحيد الذي فرضه الله على العباد، هـو معنى لا إله إلا الله : إخلاص وتوحيد وإفـراد الله عزوجل في العبادة ، والولاء لدينه ، وكفر وبراءة من كل معبود سواه
تكفيرههذا خطا فى اللفظ وتوجيهه أنها بمعنى الكفر بما هم عليه من الشرك بالله-فالكفر بما هم عليه متعلق بالفطرة -أما تكفيرهم كحكم شرعى فهذا متوقف على الحجة الرسالية
فزيد ابن عمرو ابن نفيل كان يعتقد ان ما عليه قومه مخالف للحنيفية وكان يعتقد انه ليس على ملة ابراهيم غيره وكان يتبرأ مما هم عليه من الشرك والكفر -[هذا معنى الكفر بهم يعنى الكفر بما هم عليه] -
ولكن وجوب العداء وما يترتب عليه من إستحلال الدم والجهاد بالقتال وغيره من الامور المتوقفة على بلوغ الحجة الرسالية فهذه لا تكفى الفطرة لمعرفتها لأنَّ وجوبها بالرسالة - والتكفير بها متوقف على رد النصوص - فالمتعلق بأصل الكفر بالطاغوت هو البراءة بما هم عليه من الكفر- فالبراءة مما هم عليه من الكفر اخص من عموم البراءة- لان البراءة منها ما هو تَوَلِّى - يتضمن الرضا والمحبة والنصرة والتأييد لكفرهم - ومنها ما دون ذلك من احكام الولاء والبراء
: من لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله لا يكون مشركا ولا مستكبرا تحقيق البراءهة فيه تفصيل بينا ان البراءة منها ما يتعلق بأصل الدين اننى براء مما تشركون هذه متعلقه بالاصل ومنها ما هو شرط فى صحة الايمان ومنها ما هو من الكمال الواجب
لا يكون مشركا فماذا تقول فى قوله تعالى إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُون-أليست هذه من اصل الدين- اليست هذه براءه مما هم عليه - الا يعد مشركا بعدم البراءه مما هم عليه من الشرك

لان اسم الكفر لا يدرك بالفطرة والعقل.
وهناك اوجه بطلان اخرى يكفي ذكر هذا .لو قرأت الموضوع بتأمل وتدقيق أكثر لتبين لك الاوجه التى تعتقد بطلانها ويبدو ان لم تدقق فيما سبق وتمسكت بألفاظ مشتبهه بينت معناها فى السياق
ألم تقرأ هذا الكلام

فبغض ما هم عليه واعتزاله وتركه والبراءة من كفرهم والكفر بما يعبدون من دون الله هذه الامور ينتقض اصل الدين بإنتفائها

فزيد ابن عمرو ابن نفيل كان يعتقد ان ما عليه قومه مخالف للحنيفية وكان يعتقد انه ليس على ملة ابراهيم غيره وكان يتبرأ مما هم عليه من الشرك والكفر -[هذا معنى الكفر بهم يعنى الكفر بما هم عليه] -
ولكن وجوب العداء وما يترتب عليه من إستحلال الدم والجهاد بالقتال وغيره من الامور المتوقفة على بلوغ الحجة الرسالية فهذه لا تكفى الفطرة لمعرفتها لأنَّ وجوبها بالرسالة - والتكفير بها متوقف على رد النصوص - فالمتعلق بأصل الكفر بالطاغوت هو البراءة بما هم عليه من الكفر- فالبراءة مما هم عليه من الكفر اخص من عموم البراءة- لان البراءة منها ما هو تَوَلِّى - يتضمن الرضا والمحبة والنصرة والتأييد لكفرهم - ومنها ما دون ذلك من احكام الولاء والبراء كان العدل والواجب عليك ألا تتصيد خطأ فى لفظ ثم تتأتى بما أقرره وأكرره من معنى الكفرب هم لترد علىَّ بما أستدل به- الواجب عليك أن ترد المشتبه والخطأ فى اللفظ الى المحكم مما أقرره الذى يزيل الاشتباه -كيف تتدعى البطلان والموضوع من أوله الى آخره يفصل بين الكفر بهم وتكفيرهم ثم تأتى انت بسبب خطأ فى اللفظ لتهدم الموضوع كله - والموضوع هو كيف يتم الكفر بما يعبد من دون الله -أما أحكام التكفير فهذا شأن آخر- نعم هذا متعلق بالحجة الرسالية كما قال شيخ الاسلام ونوهنا عليه ايضا فى الموضوع
اوجه بطلان اخرى يكفي ذكر هذا يمكن بفضل الله علَىَّ ان اكشف أوجه البطلان الاخرى

عمير المغربي
2021-06-26, 08:51 AM
بارك الله فيك.
اخي نحن متفقون ان معنى كلمة الاخلاص مطابقة وتضمنن هو:
الاقرار بالله وعبادته وحده لا شريك له والبراءة من شرك.
معنى البراءة من الشرك التى هي جزء من كلمة الاخلاص: اعتقاد بطلانه و وبغضه وتركه. فنبذ الشرك باطنا وظاهرا فيجتمع قول القلب وعمل قلب وقول اللسان وعمل الجوارح.

اذكر الان ما اشكل علي من كلامك وسالت توضيحه.
قلت انا معنى البراءة ممن اشرك بالله اي البراءة من العابد الذي هو مقتضى كلمة الاخلاص: اعتقاد تكفيره وبغضه وعداوته باطنا. يعني ان تعتقد انه مشرك كافر وليس بمسلم موحد وتبغضه وتكره وتمقته.
قلت انت ما معناه البراءة ممن اشرك بالله البراءة من العابد من كلمة الاخلاص: اعتقد كفر من عبدها ولا تعده من موحدين وبغضه وعدواته باطنا.
حيث جاء في كلامك:(( هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين...))
فاعتقاد كفر وضلال من عبدها وانه ليس من زمرة الموحدين معناه ان تعتقد انه مشرك ليس بموحد. وانه مدرك بالفطرة السليمة والعقول المستقيمة. ومعنى هذا الكلام انه جزء من كلمة الاخلاص، هذا ما طلبت توضيحه.

ولا يقال البراءة ممن اشرك بالله من معناه الكفر بما هو عليه من الشرك لان هذا من معنى البراءة من الشرك. ولا يقال ان معنى الكفر بهم يعني الكفر بما هم عليه. لان الكفر بما هم عليه هو معنى البراءة من الشرك والكفر بهم من معنى البراءة من المشرك. فرق بين حقيقة البراءة من الشرك وحقيقة البراءة ممن اشرك، مع ان بينهما تلازم ضروري.

وقفة: قرات كلامك اخي محمد فاشكل على فهم موضع منه فسالت توضيحه. وقلت ظاهر كلامك.

اما كلامي هذا :
((اما من قال ان البراءة ممن اشرك باعتقاد تكفيره وبغضه وعداوته باطنا جزء وركن من اصل الدين فلا بد ان يقول حد اصل الدين المدرك بالفطرة والعقل هو: الاقرار بالله وعبادته وحده واجتناب عبادة ما سواه والبراءة ممن اشرك بالله. اي اربعة امور ومن خالف في جميعها او في احدها فقد انتقض عنده اصل دينه وصار مشرك بالله. وهذا الكلام باطل. ووجه بطلانه:
اولا: الادلة الشرعية لا تدل على ما ذاهبوا الىه.
ثانبا: من لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله لا يكون مشركا ولا مستكبرا لان حقيقة الشرك والمشرك بينها الشارع وهي عبادة غير الله ولا يكون مستكبرا لان حقيقة هي الامتناع عن عبادة الله والمستكبر مشرك. وكذلك لا يكون كافر لان اسم الكفر لا يدرك بالفطرة والعقل.
وهناك اوجه بطلان اخرى يكفي ذكر هذا .
فالبراءة ممن اشرك بالله من مقتضى كلمة الاخلاص وليس جزء من الكلمة.)) ففيه رد على من قال البراءة من اشرك بالله باعتقاد تكفيره جزء من كلمة الاخلاص.
فذكره من باب التوسع في المسألة و لا اقصدك به قطعا والا كيف اطلب التوضيح وفي نفس الوقت انسب لك القول.
وفقني الله واياك لما يحب.

محمدعبداللطيف
2021-06-26, 11:14 AM
اذكر الان ما اشكل علي من كلامك وسالت توضيحه.
ما أشكل عليك واضح فى المثال الذى ذكرته بأن زيد ابن عمرو ابن نفيل كان يعتقد ان ما عليه قومه مخالف للحنيفية وكان يعتقد انه ليس على ملة ابراهيم غيره وكان يتبرأ مما هم عليه من الشرك والكفر -[هذا معنى الكفر بهم يعنى الكفر بما هم عليه]كان يقول لا أعلم أحد على ملة ابراهيم غيرى وهذا يعلم بالعقل والفطرة السليمة
وكذلك عمرو ابن عبسة السلمى

قال الشيخ الإمام، وعلم الهداة الأعلام (محمد بن عبد الوهاب) رحمه الله تعالى.
روى مسلم في صحيحه عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال : كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة , وأنهم ليسوا على شيء , وهم يعبدون الأوثان قال : فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً جرأ عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له , ومـا أنت ؟ . قال : ( أنا نبي ) ! . قلت : ومـا نبي ؟ قال : ( أرسلني الله ) ! . فقلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : ( أرسلني بصلة الأرحام , وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ) ! . فقلت له : ومن معك على هذا ؟ . قال : ( حر وعبد ) ! . قال : ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن معه ، فقلت : إني متبعك . قال : ( إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا , ألا ترى حالي وحـال الناس , ولكن ارجع إلى أهلك , فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني ) . قال : فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي ، فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة , حتى قدم نفر من أهل يثرب من أهل المدينة , فقلت : ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا الناس إليه سراع ! وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك , فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت : يا رسول الله أتعرفني ؟ قال : ( نعم ! أنت الذي لقيتني بمكة ) . قال : قلت بلى ، فقلت : يا نبي الله علمني مما علمك الله وأجهله فليتأمل المؤمن الناصح لنفسه ما في هذا الحديث من العبرفإن الله سبحانه وتعالى يقص علينا أخبار الأنبياء وأتباعهم ليكون للمؤمن من المستأخرين عبرة فيقيس حاله بحالهم ، وقص قصص الكفار والمنافقين لتجتنب من تلبسبها أيضا .فمما فيه من الاعتبار أن هذا الأعرابي الجاهلي لما ذكر له أن رجلاً بمكة يتكلم في الدينبما يخالف الناس لم يصبر حتى ركب راحلته فقدم عليه وعلم ما عنده لما في قلبه من محبة الدين والخير , وهذا فسر به قوله تعالى : {وَلَوْعَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا} أي حرصاً على تعلم الدين : {لَأَسْمَعَهُمْ} أي لأفهمهم , فهذا يدل على أن عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدلا منه سبحانه لمايعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين .فتبين أن من أعظم الأسباب الموجبة لكون الإنسان من شرالدواب هو عدم الحرص على تعلم الدين , فإذا كان هذا الجاهلي يطلب هذا المطلب , فماعذر من ادعى اتباع الأنبياء وبلغه عنهم ما بلغه وعنده من يعرض عليه التعليم ولايرفع بذلك رأساً ، فان حضر أو استمع فكما قال تعالى : {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍمِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}.

وفيه من العبر أيضا أنه لما قال : ( أرسلني الله ) . قال: بأي شيء أرسلك ؟ قال : بكذا وكذا . فتبين أن زبدة الرسالة الإلهية ، والدعوةالنبوية ، هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وكسر الأوثان , ومعلوم أن كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة وتجريد السيف ، فتأمل زبدة الرسالة . وفيه أيضاً أنه فهم المراد من التوحيد ، وفهم أنه أمركبير غريب ، ولأجل هذا قال : من معك على هذا ؟ قال : ( حر وعبد ) فأجابه أن جميع العلماء والعباد والملوك والعامة مخالفون له ولم يتبعه على ذلك إلا من ذكر ، فهذاأوضح دليل على أن الحق قد يكون مع أقل القليل وأن الباطل قد يملأ الأرض . ولله درالفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .وفي الصحيحين أن بعث النار من كل ألف تسعة وتسعون وتسعمائة وفي الجنة واحد من كل ألف ، ولما بكوا من هذا لما سمعوه قال صلى الله عليه وسلم : (( إنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين )) قال الترمذي حسن صحيح . فإذا تأمل الإنسان ما في هذا الحديث من صفة بدء الإسلام ، ومن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم إذ ذاك ، ثم ضم إليه الحديث الآخر الذي في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريباكما بدأ )) تبين له الأمر إن هداه الله وانزاحت عنه الحجة الفرعونية : {فَمَا بَالُالْقُرُونِ الْأُولَى} والحجـة القرشية : {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِالْآَ خِرَةِ}

وقال أيضا رحمه الله تعالى:
ذكر ما في قصة عمرو بن عبسة من الفوائد:
الأولى: كون الشرك يعرف قبحه بالفطرة، لقوله: كنت أظن الناس ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان. الثانية: الحرص على طلب العلم، لأنه سبب للخير، وفسر به قوله: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ} لقوله: فسمعت أن رجلا بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي، فوجدته مختفيا، فتلطفت حتى دخلت عليه.
الثالثة: قوله فقلت له: ما أنت؟ قال: "نبي. قلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله عز وجل" . فهذه المسألة هي أصل العلوم كلها، وهي فهم القلب فهما جيدا أن الله أرسل إليك رسولا، فإذا عرفتها هان عليك ما بعدها. الرابعة: قوله: بأي شيء أرسلك؟ قال: "بكذا وكذا" وهذه توضح ما قبلها بالفعل.
الخامسة: قوله: "بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يعبد الله لا يشرك به شيء" . الأول: حق الخلق، والثاني حق الخالق، وذكر هذه مع هذه، تفسير سياسة المدعو والرفق به، والتلطف في إدخال الخير إلى قلبه
والثاني فيها تعريف الأمر قبل الدخول فيه، لأن الداخل لا يستقيم له الدخول إلا بمعرفته ولو صعب. السادسة: حسن فهم عمرو، لقوله: من معك على هذا؟ السابعة: قوله حر وعبد، والله أعلم.
https://majles.alukah.net/t155312/

محمدعبداللطيف
2021-06-26, 11:40 AM
اذكر الان ما اشكل علي من كلامك وسالت توضيحه.
حيث جاء في كلامك:(( هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين...))
فاعتقاد كفر وضلال من عبدها وانه ليس من زمرة الموحدين معناه ان تعتقد انه مشرك ليس بموحد. وانه مدرك بالفطرة السليمة والعقول المستقيمة. ومعنى هذا الكلام انه جزء من كلمة الاخلاص، هذا ما طلبت توضيحه.

ولا يقال البراءة ممن اشرك بالله من معناه الكفر بما هو عليه من الشرك لان هذا من معنى البراءة من الشرك. ولا يقال ان معنى الكفر بهم يعني الكفر بما هم عليه. لان الكفر بما هم عليه هو معنى البراءة من الشرك والكفر بهم من معنى البراءة من المشرك. فرق بين حقيقة البراءة من الشرك وحقيقة البراءة ممن اشرك، مع ان بينهما تلازم ضروري.

هذا الكلام صحيح لا غبار عليه وهو فى معنى قوله تعالى واعتزلكم وما تدعون من دون الله
وقوله تعالى اننى براء مما تعبدون
وقوله تعالى كفرنا بكم-جزء منها متعلق بأصل الدين وهو الكفر بما هم عليه من الشرك كل هذا متعلق بأصل التوحيد
قال الشيخ أبا بطين
فى كلامه على القدر المجزء فى تحقيق أصل التوحيد
كل هذا يرجع إلى شيء واحد وهو إن كان الرّجل يقرّ بأنّ هذه الأمور الشّركية الّتي تفعل عند القبور وغيرها من دعاء الأموات والغائبين وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات والتّقرب إليهم بالنّذور والذّبائح
إنّ هذا شرك وضلال،
ومن أنكره هو المحق ومن زينه ودعا إليه فهو شرّ من الفاعل فهذا يحكم بإسلامه؛
لأنّ هذا معنى الكفر بالطّاغوت والكفر بما يعبد من دون الله،
فإذا اعترف بأنّ هذه الأمور وغيرها من أنواع العبادة محض حق الله
فهذا حقيقة الإيمان بالله والكفر بما يعبد من دون الله. قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله
فإذا كان يعتقد ذلك اعتقادًا جازمًا لا شكّ فيه أن هذه الأمور الشّركيّة الّتي تفعل عند هذه المشاهد باطل وضلال فهو مسلم

وانه ليس من زمرة الموحدين معناه ان تعتقد انه مشرك ليس بموحد. وانه مدرك بالفطرة السليمة والعقول المستقيمة.وهذا ما أدركه زيد ابن عمر بفطرته الصحيحة- فى قوله لا أعلم أحد على ملة ابراهيم غيرى وكذلك عمرو ابن عبسة السلمى قال كنت وانا فى الجاهلية أظن ان الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شئ وهم يعبدون الاوثان-وهذ الجزء متعلق بأصل معنى التوحيد والكفر بالطاغوت هل تظن ان زيد ابن عمروا ابن نفيل مع توحيده لا يتبرأ من كفرهم وضلالهم ويعتقد ان ما هم عليه كفر وضلال-هل تعتقد ان زيد كان يعتقد انهم على حق وانهم على ملته- وقد وضحت فى المشاركات الاولى الفرق بين الكفر بما هم عليه واعتقاد ضلالهم - وبين التكفير الذى هو حكم شرعى ومتوقف على بلوغ الرسالة - وأراك لا تقف الا على ما تصيدته من كلمة التكفير وهى خطأ فى اللفظ وقد بينت بل الموضوع كله يفصل بين الكفر بهم والتكفير
اما ما استدللت به فى المشاركة الاخيرة من كلامى فهو صحيح لا غبار عليه وهو داخل فى معنى أصل التوحيد وهو قولى

والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين...))
فاعتقاد كفر وضلال من عبدها وانه ليس من زمرة الموحدين معناه ان تعتقد انه مشرك ليس بموحد. وانه مدرك بالفطرة السليمة والعقول المستقيمة.هذا الكلام صحيح لا غبار عليه- والخطأ عندك فى فهم هذا الكلام

عمير المغربي
2021-06-26, 01:10 PM
بارك الله فيك.
خلاصة ما فهمت:
ان حد البراءة ممن اشرك بالله التي هي جزء وركن في اصل الدين وكلمة الاخلاص تكون: باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدواته باطنا وان هذا مدرك بضرورة الفطر والعقول.

وان حد الاصل الدين المدرك بضرورة الفطر والعقول وسبق الميثاق هو: الاقرار بالله وعبادته وحده لا شريك له واجتناب الشرك والبراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدواته باطنا.
فمن لم يحقق كل احدى هذا الامور او لم يحققها كلها فهذا يكون مشرك لا موحد.
فهل فهمي في محله؟
وبعد الرسالة يدخل في حد اصل الدين الايمان بالنبوة معنى الشهادة الثانية.

محمدعبداللطيف
2021-06-26, 04:03 PM
بارك الله فيك.
خلاصة ما فهمت:
ان حد البراءة ممن اشرك بالله التي هي جزء وركن في اصل الدين وكلمة الاخلاص تكون: باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدواته باطنا وان هذا مدرك بضرورة الفطر والعقول.

وان حد الاصل الدين المدرك بضرورة الفطر والعقول وسبق الميثاق هو: الاقرار بالله وعبادته وحده لا شريك له واجتناب الشرك والبراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدواته باطنا.
فمن لم يحقق كل احدى هذا الامور او لم يحققها كلها فهذا يكون مشرك لا موحد.
فهل فهمي في محله؟
وبعد الرسالة يدخل في حد اصل الدين الايمان بالنبوة معنى الشهادة الثانية.نعم هذا الفهم صحيح
وبغضه وعدواته باطناهذه معناها كما تقدم فى كلام الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن رحمه الله؛

ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة..... فإذا كان أصل العداوة في قلبه الى آخره - انتهى . والمعنى بغض الشرك وما عليه اهل الشرك من عبادة غير الله
*******
الحد الاول وهو ما يدرك بالعقل والفطرة-هذا حجة مستقلة فى بطلان الشرك -
اما ما يتعلق بالحجة الرسالية-فهذا حجة فى وجوب العداء واستحلال الدم والمال وكذلك وجوب العذاب فى الاخرة
فزيد ابن عمر كان يعلم الاول ولم يكن يعلم وجوب العداء لأن هذا متوقف على الحجة الرسالية
قال شيخ الاسلام في فطرهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم، كان معهم ما يبين بطلان الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم، فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية العقلية السابقة لهذه العادة الأبوية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه"، فكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها، وهنا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة لبطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول، فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا. وهنا لا يناقض قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، فإن الرسول يدعوا إلى التوحيد، ولكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم، فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن إقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك، وأن هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله، فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا غافلا، ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني، لكونه عارف بأن الله ربه لا شريك له، فلم يكن معذورا في التعطيل والإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب، ثم إن الله سبحانه - لكمال رحمته وإحسانه - لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال رسول إليهم، وإن كانوا فاعلين لما يستحق به الذم والعقاب، كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث إليهم رسول، فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب، والرب تعالى - مع هذا - لم يكن معذبا لهم حتى يبعث إليهم رسولا ))-[ درء تعارض العقل والنقل
قال ابن القيم فالعقل يوجب[ الايمان بالله والتوحيد] بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده والسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه له

قال بن القيم -فإذا كان هذا مقتضى العادة والطبيعة، ولم يكن في فطرهم وعقولهم ما يناقض ذلك، قالوا: نحن معذورون وآباؤنا الذين أشركوا، ونحن كنا ذرية لهم بعدهم، ولم يكن عندنا ما يبين خطأهم. فإذا كان في فطرهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم، كان معهم ما يبين بطلان هذا الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم. فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية الفعلية السابقة لهذه العادة الطارئة، وكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها؛ وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول، فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا، وهذا لا يناقض قوله –تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً). فإن الرسول يدعو إلى التوحيد ولكن الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع بياض في الأصل، والسياق يقتضي وضع "وإلا" لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن بأن الله ربهم، ومعرفتهم أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله في تصديق رسله فلا يمكن أحداً أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا غافلاً ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني لأنه عارف بأن الله ربه لا شريك له فلم يكن معذوراً في التعطيل والإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب ثم إن الله –سبحانه- لكمال رحمته وإحسانه- لا يعذب أحداً إلا بعد إرسال الرسول إليه وإن كان فاعلاً لما يستحق به الذم والعقاب فلله على عبده حجتان قد أعدهما عليه لا يعذبه إلا بعد قيامهما: إحداهما: ما فطره وخلقه عليه من الإقرار بأنه ربه ومليكه وفاطره وحقه عليه لازم. والثاني: إرسال رسله إليه بتفصيل ذلك وتقريره وتكميله فيقوم عليه شاهد الفطرة والشرعة ويقر على نفسه بأنه كان كافراً كما قال –تعالى-: (وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) [الأنعام: 130]، فلم ينفذ عليه الحكم إلا بعد إقرار وشاهدين وهذا غاية العدل ))[ أحكام أهل الذمة ج 2 ص 1011 ]

قال الشيخ صالح ال الشيخ - فإذن من قام به الشرك فهو مشرك؛ لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛ نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.
أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة
***********************
الخلاصة
1-أن الفطرة حجة في بطلان الشرك وتثبت بها أسماء الذم والقبح كمشرك وطاغى ومفترى..
2-أما التكليف الشرعى فمبنى على الحجة الرسالية المستوجبة للعذاب
يقول الشيخ صالح ايضا-
ما دام أنه مشرك بالله جل وعلا، فعل الشرك، فإنه يطلق عليه أنه مشرك كافر، لكن الشرك الذي يُطلق عليه لا تستباح به أمواله ولا يستباح به دمه، بل ذلك موقوف على البيان، موقوف على الدعوة، لابد من البيان والدعوة قبل الاستباحة، لكن الحكم عليه، يُحكم عليه بأنه مشرك وتُرتَّب عليه أحكام الكفار في الدنيا، ولكن لا يشهد عليه بأحكام الكفار في الآخرة؛ يعني بأنه من أهل النار حتى نعلم أنه رد الحجة الرسالية بعد بيانها له
****

إقامة الحجة شرط في وجوب العداء
وليست شرطا فى وجود أصل العداوة وهى بغض الشرك فهذه داخلة فى ماهية واصل التوحيد
قال تعالى- اننى براء مما تعبدون-هذا هو شِق النفى الذى تضمنته كلمة التوحيد
البراءة مما يفعله أهل الشرك من عبادة غير الله

عمير المغربي
2021-06-26, 10:54 PM
بارك الله فيك اخي وجزاك الله خيرا.


ان حد البراءة ممن اشرك بالله التي هي جزء وركن في اصل الدين وكلمة الاخلاص تكون: باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدواته باطنا وان هذا مدرك بضرورة الفطر والعقول.

وان حد الاصل الدين المدرك بضرورة الفطر والعقول وسبق الميثاق هو: الاقرار بالله وعبادته وحده لا شريك له واجتناب الشرك والبراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدواته باطنا.
فمن لم يحقق كل احدى هذا الامور او لم يحققها كلها فهذا يكون مشرك لا موحد.
وبعد الرسالة يدخل في حد اصل الدين الايمان بالنبوة معنى الشهادة الثانية.

اذكر لك ردود المخالف على من قال ان البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك لا موحد وبغضه وعدواته باطنا جزء وركن في اصل الدين، ارجو منك ذكر التوجيه لذلك.
يقول المخالف:
اصل البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك لا موحد وبغضه وعدواته باطنا . وان هذا من مقتصى كلمة الاخلاص. وليس ركنا في اصل الدين.

١- ان النصوص دلت ان معنى الكلمة الاخلاص مطابقة هي اصل الدين وان دعوة كانت ابتداء الى : الاقرار بالله وعبادته وحده وترك عبادة ما سواه. ويترتب على تحقق اصل الدين بهذا المعنى انقسام الناس الى موحد ومشرك. فالبراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك ولا موحد من مقتضى الكلمة الاخلاص وليس جزء وركنا فيها، لانها تاتي بعد تحقيق معنى كلمة الاخلاص مطابقة.

٢- من قال ان حد اصل الدين المدرك بضرورة الفطر والعقول هو: الاقرار بالله وعبادته وحده وترك عبادة ما سواه والبراءة ممن اشرك بالله. وان حد اصل الدين بهذا المعنى هو الحنيفية التى كان عليها الحنفاء في زمن الفترة والمخالف في ذلك مشرك.
الجواب: من خالف في ترك عبادة ما سواه مثلا فهذا مشرك و يصدق عليه مسمى الشرك وهو اتخذ الانداد مع اللله ويدراك قبل الرسالة
ومن خالف في البراءة ممن اشرك بالله فهذا لا يكون مشركا قبل الرسالة لان مسمى الشرك هو اتخذ الانداد مع الله وليس البراءة ممن اشرك بالله من مسمى الشرك. ولا يكون كافرا لان مسمى الكفر يكون بعد الرسالة.
المقصود: من لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله قبل الرسالة فخالف الحنيفية هل يسمى مشرك عندكم ام ماذا؟

٣- الرد على الاستدلال بقصة زيد ابن عمرو ابن نفيل حيث كان يعتقد ان ما عليه قومه مخالف للحنيفية وكان يعتقد انه ليس على ملة ابراهيم غيره وكان يقول:( ما منكم اليوم أحد على ملة ابراهيم غيرى) دل الاثر بظاهره انه ادرك البراءة ممن اشرك بالله المطلوب قبل الرسالة وان هذا يعلم بضرورة الفطر والعقول.
الجواب: ان زيد ابن عمرو ابن نفيل كان على ملة ابراهيم لما قال ذلك كلام، ولم يكن مقتصرا على الفطرة مجردة عن علم الوحي. وبلغه ذلك بعد ان سال عن دين ابراهيم عليه السلام. كما جاء في هذا الاثر وغيره من الاثار.

٤- الرد على الاستدلال بقصة عمرو ابن عبسة السلمى رضي الله عنه روى مسلم في صحيحه عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال :( كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة , وأنهم ليسوا على شيء , وهم يعبدون الأوثان...)
الجواب: الحديث ليس فيه ما يدل على ان جميع الناس متسوون في ادراك البراءة ممن اشرك بالله بفطرهم وعقولهم. بل غاية ما فيه ان يدل على امكانية ادراك ذلك بالعقل لا انه من المدركات الضرورية والمعتبر في اصل الدين ان يدراك بضرور العقل.

محمدعبداللطيف
2021-06-27, 01:31 AM
وليس البراءة ممن اشرك بالله من مسمى الشرك.لم أقل ان البراءة ممن أشرك بالله من مسمى الشرك- ولكن قلت البراءة مما هم عليه من الشرك وعبادة غير الله هذه هى التى تدخل فى مسمى البراءة من الشرك
فارق كبير بين البراءة من المشركين والبراءة مما هم عليه من الشرك- المعنى - البراءة مما يعبدون من دون الله -نعم البراءة من المشركين من مقتضيات التوحيد- بل ومن مقتضيات الفطرة السليمة كما وضحنا فى فوائد الامام محمد ابن عبد الوهاب على حديث عمرو ابن عبسة السلمى
مثال
لو أن رجلا في عهد نوح سمع بما يدعو إليه نوحا عليه السلام فأراد أن يتبعه فترك عبادة غير الله واعتقد أن ما كان يعبده باطل لا يستحق العبادة وأن الله وحده هو المستحق للعبادة،
فهل تراه يعتبر نفسه أنه كان على حق في عبادة غير الله؟!
هل هذا يستقيم
بل الصواب سيعتبر نفسه أنه كان على باطل وضلال في شركه بالله كما قال عمرو ابن عبسة كنت وانا فى الجاهلية اظن ان الناس على ضلالة هذا هو المعلوم بالفطرة
وأن الحق هو توحيد الله وإفراده بالعبادة،
وبالتالي سيعتبر من لم يوحد الله واستمر على عبادة غيره أنهم على ضلال وباطل،
وسيعتبر انهم ليسوا على التوحيد الذى هو عليه
وسيعتبر من أشرك ليس موحدا كما قال زيد ابن عمرو لا اعلم احد على ملة ابراهيم غيرى فهو يفرق بين الشرك والتوحيد ويفرق بين الموحد والمشرك
ويبغض ما يفعله اهل الشرك من عبادة غير الله وهذه ما سماها الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن بوجود العداوة
وهى بغض ما عليه اهل الشرك من عبادة غير الله
وهذا ما نقصده بالبراءة مما عليه اهل الشرك-يعنى البراءة مما يفعلوه من الشرك
هل تظن انه يستوى عند الموحد - دين من عبد الله وحده وكفر بما يعبد من دونه
مع دين من فعل الشرك وعبد غير الله-
لابد انه يعلم ان الشرك ضد التوحيد-
لذلك زيد ابن عمرو كان يميز بين دين المشركين من اليهود والنصارى وعرف ان ما هم عليه شرك وضلال ولم يتبعهم وسألهم عن الحنيفية دين ابراهيم
لذلك قلنا كما تقدم

هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين ونساويهم بمن يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا ويكفرون بما يعبد من دونه؟
هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها؟
كلا والله، لايستوي دين من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه
مع دين من جهل التوحيد وجعل مع الله آلهة أخرى
هل يصح ان تعتقد حسن التوحيد بدون ان تعتقد قبح الشرك
هل يصح ان تعتقد ان اهل التوحيد على الحق-بدون ان تعتقد ان اهل الشرك على ضلال
هل يصح ان تحب التوحيد بدون ان تبغض الشرك
هل يصح ان تبغض الشرك ولا تبغض ما يفعله اهل الشرك
قال صاحب يس
: (وَمَا لِي لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(22)أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِي(23)
إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
وأسألك اخى عمير المغربي هل يمكن ان تعبد الله وحده بدون أن تعتقد ان من يعبد غير الله فى ضلال مبين

اصل البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك لا موحد وبغضه وعدواته باطنا . وان هذا من مقتصى كلمة الاخلاص. وليس ركنا في اصل الدين.الصواب ان يقال اصل البراءة هى البغض مما عليه اهل الشرك من عبادة غير الله


اصل البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك لا موحد وبغضه وعدواته باطنا . وان هذا من مقتصى كلمة الاخلاص. وليس ركنا في اصل الدين.كيف لا يكون ركنا فى أصل الدين-بغض الشرك وما عليه اهل الشرك من عبادة غيرالله - ووجود اصل العداوة فى القلب ركن فى أصل الدين
انه مشرك لا موحد وبغضه وعدواته باطنا . وان هذا من مقتصى كلمة الاخلاصنعم هذا من مقتضيات لا اله الا الله المعلومة بالفطرة فليست كل المقتضيات يشترط فيها الحجة الرسالية-فالحرص على الدين والهدى والبحث عنه وإثاره ومحبته-كل هذا من مقتضيات الفطرة السليمة بل هذا ما فعله زيد ابن عمرو كما تقدم
و مقتضيات الفطرة قد وضحته سابقا فى كلام الامام محمد ابن عبد الوهاب على حديث عمرو ابن عبسة-
كون الشرك يعرف قبحه بالفطرة

، لقوله:

كنت أظن


الناس ليسوا على شيء


، وهم يعبدون الأوثان
الناس ليسوا على شئ هنا من مقتضيات الفطرة



أصل الدين

أصل الدين يشمل اصل التوحيد والمقتضيات-
أما أصل التوحيد فيشمل النفى والاثبات-يشمل عبادة الله والكفر بما يعبد من دون الله
فكلمة اصل الدين يدخل فيها اصل التوحيد والمقتضيات واللوازم بل حتى الواجبات
ولمزيد من الفائدة يمكن الرجوع لشرح رسالة أصل دين الاسلام
فكلمة اصل الدين أعم من أصل التوحيد

مشرك لا موحدقد وضحنا فى مواضيع كثيرة أن أسماء ذم الافعال كأسم مشرك ثابت قبل الرسالة ومما يعلم بالعقل والفطرة فعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية
المشرك : هو من وقع في الشرك ، واتصف به -المشرك هو إسم فاعل الشرك لأنه يشرك بربه
من فعل الشرك فهو مشرك ، فالشرك قبيح بكل حال ، قبل الرسالة وبعدها .
قال شيخ الإسلام رحمه الله:(اسم المشرك ثبت قبل الرسالة لأنه يشرك بربه ويعدل به
****************
هل تظن أن زيد ابن عمرو ابن نفيل كان لا يعلم ان فاعل الشرك مشرك؟
هل يوجد أحد يقول ان فاعل الشرك ليس بمشرك؟
نعم المجادلين عن أهل الشرك يقولون فعله شرك وليس هو بمشرك!

عمير المغربي
2021-06-27, 07:23 AM
بارك الله فيك على هذا الشرح.
اخى اعتذر عن كثرة اسئلتي, اختم بسؤالين:
هناك من (ما يسمى العاذر) يقول ان من اتخذ الانداد مع الله مسلم موحد لانه جاهل او متأول، ولانه ينتسب للاسلام.
هل العاذر بهذا الوصف يكون كافرا ضال لانه انتقاض عنده اصل الدين ومعنى كلمة الاخلاص بعدم تحقيق البراءة ممن اشرك بالله ام انه يكن كافرا بما دون ذلك؟
هناك من يقول ان العاذر الذي لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله خالف الحنيفية وان الحنفاء ادركوا ذلك و تبراءوا من العاذر ومن المشرك بعبادة غير الله. بقولهم : ( الناس ليسوا على شيء وانهم في ضلالة) . فالضلال هنا يشمل العاذر والمشرك بعبادة غير الله فهل هذا يستقيم على اصول اهل السنة والجماعة.

محمدعبداللطيف
2021-06-27, 12:08 PM
بارك الله فيك على هذا الشرح.
اخى اعتذر عن كثرة اسئلتي, اختم بسؤالين:
هناك من (ما يسمى العاذر) يقول ان من اتخذ الانداد مع الله مسلم موحد لانه جاهل او متأول، ولانه ينتسب للاسلام.
هل العاذر بهذا الوصف يكون كافرا ضال لانه انتقاض عنده اصل الدين ومعنى كلمة الاخلاص بعدم تحقيق البراءة ممن اشرك بالله ام انه يكن كافرا بما دون ذلك؟
هناك من يقول ان العاذر الذي لم يحقق البراءة ممن اشرك بالله خالف الحنيفية وان الحنفاء ادركوا ذلك و تبراءوا من العاذر ومن المشرك بعبادة غير الله. بقولهم : ( الناس ليسوا على شيء وانهم في ضلالة) . فالضلال هنا يشمل العاذر والمشرك بعبادة غير الله فهل هذا يستقيم على اصول اهل السنة والجماعة.اذا كان يحسن الشرك ويهون منه فلا كرامة
الدرجة الاولى - انتقاض أصل الدين أساسه انتقاض أصل التوحيد بفعل الشرك-
ثم بعد ذلك المخالفين منهم من يخالف فى الجميع-ومنهم من يخالف فى درجة من درجاته فان خالف فى درجة متعلقة بماهية الاصل ومعناه فهذا خلل لا يتحقق معه الاسلام
وان خالف فى درجة متعلقة باللوازم مثل تكفير من فعل الشرك نظرا لتجاذب الادلة وشبه منعته من التكفير فهذا متعلق بالحجة الرسالية
فنحن نفرق بين من يحسن الشرك ويهون منه ومن فاعله
وبين من عرضت له شبهه مع دعوته الى التوحيد وبغضه للشرك وأهله
ودرجات المخالفين فى التوحيد كنت قد أفردت له موضوع قديم يمكن ان نتناقش فى كل درجة من درجات المخالفة
وما هى الدرجات الداخلة فى ماهية التوحيد ومعناه التى ينتفى بنتفائها الاسلام[يعنى لم يحقق فيها أصل التوحيد] وما هى الدرجات التى لا يكفر المخالف فيها [وان كان لم يحقق لوازم التوحيد ومقتضياته] نتيجة شبهه عارضة فهذا متعلق بتكذيب النصوص والحجة الرسالية فنفرق بين من كان كفره بخلل فى اصل التوحيد ومن كان كفره من جهة اللوازم
كمسألة المولاة والعاداة هل هى من معنى لا اله الا الله او من اللوازم التى يكفر المخالف فيها لتكذيبه للنصوص
وقد بينا فيما سبق الفرق بين البراءة المتعلقة بالاصل الداخلة فى معنى التوحيد وماهيته والبراءة المتعلقة بالمشركين التى يشترط فيها قيام الحجة الرسالية-
اما مسألة عدم التكفير- فهو راجع الى فهم درجات المخالفين أولا
ثم بعد ذلك لكل درجة من درجات المخالفين حكمها الخاص وهل يعذر فى هذه الدرجة نتيجة الشبهه والتأويل ام لا يعذر
فليس كا تأويل وشبهه يكون عذرا- وقد بينا فى مواضيع اخرى متى يكون الجهل والتأويل والخطأ عذرا ومتى لا يكون عذرا -

(ما يسمى العاذر) يقول ان من اتخذ الانداد مع الله مسلم موحد لانه جاهل او متأول، ولانه ينتسب للاسلام. هذه المسألة فيها تفصيل والاجمال وعدم التفصيل قد خبط الاذهان فى هذه المسألة
فالعذر قد يكون لشبهه عرضت له نظرا لتجاذب الادلة مع استقامة العاذر على اقوال اهل السنة ومنهجهم فى التوحيد ففى هذه الحالة نقول كما قال الامام ابن باز
لا يجوز لطائفة الموحدين ان يكفروا اخوانهم الموحدين الذين توقفوا لأجل شبهتهم نظرا لتجاذب الادلة
اما من يعذر اهل الشرك مجادلة عنهم وتحسينا لما هم عليه كداوود ابن جرجيس وانصاره فهذا وامثاله لا كرامة ولا عذر بالجهل والتأويل مع تحسين الشرك
وقد يكون عدم التكفير داخل تحت اساليب الرضا بالكفر- فيكون من باب الرضا بالكفرومثاله الذين يسوون بين الاديانولا يعتقدون وجوب الاسلام وبطلان ما خالفه من الاديان فهذا ايضا من باب الرضا بالكفر
وقد يكون عدم التكفير من باب تكذب النصوص- كما فى فتوى ائمة الدعوة كأن يقول غيرهم كفار ولا اقول هم كفار فرد عليه علماء الدعوة ان هذا من باب تكذيب النصوص والوقوع فى ناقض من نواقض الاسلام وهو عدم تكفير الكافر
***********************
المسألة الاخيرة فى هذا الباب -
الموقف من علماء الدعوة وخلافهم فى هذه المسألة
أقول الذى أعتقده وأدين لله به خلافا لمسلك الغلو فى قاعدة من لم يكفر
ان مسلك الشيخ الامام محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله بل ومسلك سلفه الشيخ الامام عبد الرحمن ابن ناصر السعدى من أهل السنة والجماعة وأئمة الدعوة الى التوحيد -
خلافهم مع علماء الدعوة فى هذه المسألة من الخلاف القائم بين أهل السنة مع بعضهم البعض فى المسائل الذى يقال فيه اصاب وأخطأ ولا يقال فيه آمن وكفر -
والمخالف فى هذه المسألة مخطئ مأجور على اجتهادة له أجر - والمصيب له أجرين إصابة الحق والاجتهاد
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائناً ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية. هذا الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجماهير أئمة الإسلام.
اما الكلام بغير علم وضوابط وشروط اهل السنة فى قاعدة من لم يكفر الكافر- كمسألة التسلسل فى القاعدة- فالغلاة يكفرون الكافر- ومن لم يكفر ومن لم يكفر من لم يكفر وهكذا كالسلسة فهذا من الغلو فالقاعدة لها قواعد ضوابط وشروط وموانع عند اهل السنة-فمن أخل بضابط فلا شك أنه سيتخبط فى تطبيق القاعدة
الاول ممن تطبق عليه القاعدة المشرك لا خلاف فى كفره -اما المسائل الخلافية ككفر تارك الصلاة لا يقال فيها بكفر من لم يكفر فهى من مسائل الخلاف
فالمشرك لا خلاف فى كفره لفعله للشرك الذى هو احد انواع الكفر
أما من لم يكفر فينظر الى ما سبق بيانه وتفصيله
فعـلـيك بالتفصيل والتبيين فالـإجمال والإطلاق دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبـطا الـأذهان والآراء كل زمـان"

محمدعبداللطيف
2021-06-27, 04:01 PM
اما الكلام بغير علم وضوابط وشروط اهل السنة فى قاعدة من لم يكفر الكافرالجميع فى ضوابط القاعدة يدعى انها ضوابط اهل السنة سواء من اهل الارجاء أو اهل الغلو- ولكن غالبهم يأتيه الخلل فى تطبيق القاعدة وضوابطها من منهجه ومذهبه فى مفهوم الايمان والكفر وسواء فى ذلك المرجئة او أهل الغلو يأتيهم الخلل فى تطبيق القاعدة من مذهبهم اولا فى الايمان وثانيا من استدلالهم بالمتشابه من النصوص وكلام اهل العلم-فأهل الاجاء يستدلون بكلام الام محمد ابن عبد الوهاب فى قوله -اذا كنا لا نكفر من عبد الصنم لأجل جهله-يقولون ان عباد الاصنان ليسوا بكفار ويطلقون هذه الاقوال ولا يعرفون مقصد الشيخ بنفى التكفير ولا يعرفون الفرق بين التكفير المنفى فى كلامه والتكفير المثبت فلا يوفقون للصواب وقد قال الشيخ اسحاق ابن عبد الرحمن فعبارات الشيخ أخرجت عباد القبور من مسمى المسلمين
وفى المقابل - جماعات الغلو يجعلون التكفير من أصل الدين بل داخلة فى النفى والاثبات ويطلقون القاعدة على كل من لم يكفر -وكفر من لم يكفر من لم يكفر-
وهكذا لأن السلسلة اصبحت عندهم هى اصل الدين بل أصل التوحيد
بل كثير ممن يجعلون التكفير من اصل كلمة التوحيد يجعلون التكفير هو الغاية وما سواء من النفى والاثبات الذى تتضمنه لا اله الا الله تابع لما أصَّلوه وقعدوه
فمن حقق التكفير عندهم اهم ممن حقق التوحيد اهم ممن حقق النفى والاثبات
بل غالبهم يوالى ويعادى على مجرد تحقيق التكفير والمذهب الذى اصلوه حتى ولو كان يجهل النفى والاثبات وفتش ترى مصداق ما اقول فأنت تسأل ذا خبرة بأحوال القوم ومناهجهم
وفى المقابل اهل الارجاء والمجادلين عن اهل الشرك -
يسعون جاهدين الى التماس الاعذار ويلبسون على الناس- ويبترون كلام علماء الدعوة ويستدلون بالمتشابه من كلامهم-
وكما سبق يستدلون على نفى الامام محمد ابن عبد الوهاب الكفر عن عباد الاصنام على عدم تكفير اهل الشرك من المنتسبين للاسلام ولقد قال لى أحدهم عن اهل الشرك المنتسبين للاسلام -
أن هذا هو المسلم الصعب تكفيره بأى حال من الاحوال فنحن أحطناه بهالة من الاعذار لا يمكن اختراقها المشرك المنتسب الى الاسلام لا يجوز تكفيره بحال عندهم وقال حتى ولو قامت عليه الحجة فلا يكفر ايضا هذه هى اقوال المخالفين سواء من اهل التفريط او الافراط

أما من أراد النجاة فى هذه المسألة فليهتم بكتب علماء الدعوة النجدية جيدا وليقبل على فهم المواضع المشكلة فى كلامهم برد المتشابه الى المحكم-والرجوع الى علماء الدعوة المعاصرين فى فهم كلام علماء الدعوة المتقدمين فهم بينوا كل ما اشكل من مسائل فى شروحهم لكتب ائمة الدعوة وخاصة شروح كشف الشبهات للشيخ الامام محمد ابن ابراهيم والشيخ الامام ابن باز والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح ال الشيخ وغيرها من شروح ومسائل ائمة الدعوة فى التكفير
قال الشيخ اسحاق ابن عبد الرحمن
وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ
رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه -
ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر
ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية ، فإن هذا الجواب من بعض أجوبة العراقي التي يرد عليها الشيخ عبد اللطيف وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدلهم فقال نكفر النوع ولا نعين الشخص )إلا بعد التعريف ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد - قدس الله روحه - على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبهه، فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك ((من الحور بعد الكور )) ، وما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -أنه ذات يوم يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل و لا يتعجب ولا يبحث حتى جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها فقال الرجل ما هذه كيف ذلك فقال الشيخ قاتلك الله ذهب حديثنا منذ اليوم لم تفهم ولم تسأل عنه فلما جاءت هذه السقطة عرفتها أنت مثل الذباب لا يقع إلا على القذر أو كما قال ونحن نقول الحمد لله وله الثناء نسأله المعونة والسداد ولا نقول إلا كما قال مشايخنا الشيخ محمد في إفادة المستفيد وحفيده في رده على العراقي وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم ومما هو معلوم بالإضطرار من دين الإسلام أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأمة المعتبر وهو ما كان عليه الصحابة وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك فمن تقرر عنده الأصل تقريراً لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته إذ لا معصوم إلا النبي ومسألتنا هذه وهي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة هي أصل الأصول وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله فإنه يستتاب فإن تاب وإلاّ قتل لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين كمسائل نازع بها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة أو في مسألة خفية كالصرف والعطف
وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين ولا يدخلون في مسمى الإسلام وهل يبقى مع الشرك عمل
والله تعالى يقول : { لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
} {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق
}
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به }
{ ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله }
إلى غير ذلك من الآيات

عمير المغربي
2021-06-27, 05:34 PM
فنحن نفرق بين من يحسن الشرك ويهون منه ومن فاعله
وبين من عرضت له شبهه مع دعوته الى التوحيد وبغضه للشرك وأهله.....

فالعذر قد يكون لشبهه عرضت له نظرا لتجاذه الادلة مع استقامة العاذر على اقوال اهل السنة ومنهجهم فى التوحيد ففى هذه الحالة نقول كما قال الامام ابن باز
لا يجوز لطائفة الموحدين ان يكفروا اخوانهم الموحدين الذين توقفوا لأجل شبهتهم نظرا لتجاذب الادلة...
]

اخي قلنا في ما سابق وتفقنا عليه ان حد الاصل الدين المدرك بضرورة الفطر والعقول وسبق الميثاق ومعنى كلمة الاخلاص مطابقة وتضمنا هو: الاقرار بالله/ وعبادته وحده لا شريك له/ والبراءة من الشرك باعتقاد بطلانه وبغضه وتركه / والبراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدواته باطنا.
اربعة امور، فمن لم يحقق احدى هذا الامور او لم يحققها جميعها فهذا يكون مشركا كافرا. ولا عذر لمكلف في اصل الدين بالجهل أوالتأويل أوالشبهة، الا الاكراه والخطأ.
اذكر بعض المخالفين ممن انتقاض اصل دينهم بالمخالفة في شيء منه.
اذكر بعض المخالفين في الامر الاول وهو الاقرار بالله: كمن انكر وجود الله او انكر خلقه، وإماتته وإحياءه وملكه.
اذكر بعض المخالفين في الامر الثاني وهو استحقاقه للعبادة وحده لا شريك له : كمن امتناع عن الاستسلام لله بالعبادة او من قبح عبادة الله وحده وابغضها.
اذكر بعض المخالفين في الامر الثالث وهو البراءة من الشرك باعتقاد بطلانه وبغصه وتركه: كمن صحح الشرك وحسنه او احب الشرك وزينه او صرف شيء من العبادة لاوثان...
اذكر بعض المخالفين في الامر الرابع وهو البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك لا موحد وبغضه وعداوته باطنا: كمن لم يحقق اصل العداوة لمن اشرك بالله او من اعتقاد ان من اشرك بالله موحد ليس بمشرك.
اخي محمد كل هؤلاء خالفوا في اصل التوحيد. وحقيقة كلمة الاخلاص.
مثال: من اقر باصل التوحيد بمعناه السابق الا انه يأصل ويقول: ان عبادة الاوثان من القبور ونحوه صحيحة وان فعلها قربة الى الله الى غير ذلك، فلا شك ان من هذا حاله مشرك كافر قد انتقض اصل دينه، لعدم تحقيقه البراءة من الشرك باعتقاد بطلانه وبغصه وتركه.
مثال اخر: من اقر باصل التوحيد بمعناه السابق الا انه يأصل ويقول: من صرف العبادة للاوثان من القبور ونحوه فهذا مسلم ليس بمشرك، فلا شك من هذا حاله مشرك كافر قد انتقض اصل دينه، لعدم تحقيقه البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك لا موحد وبغضه وعدواته باطنا. وهذا المثال الاخير هو حقيقة ما (يسمي العاذر) الذي يقول ان من اتخذ الانداد مع الله بعبادة الاوثان مسلم موحد وليس بمشرك لانه جاهل او متأول، ولانه ينتسب للاسلام. فهل من كان هذا حاله حقق البراءة من اشرك بالله المتعلقة باصل التوحيد؟ وهل من هذا حاله يعذر بالشبهة نظرا لتجاذب الادلة؟
حقيقة اخي اعذرني انا لم افهم كيف ان البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدوته باطنا من مسمى اصل التوحيد وان من لم يحقق هذه البراءة ممن اشرك بالله بان ياصل ويقول من صرف العبادة للاوثان موحد ليس بمشرك انه قد يعذر بالشبهة لتجاذب الادلة!

محمدعبداللطيف
2021-06-27, 06:52 PM
المثال الاخير هو حقيقة ما (يسمي العاذر) الذي يقول ان من اتخذ الانداد مع الله بعبادة الاوثان مسلم موحد وليس بمشرك لانه جاهل او متأول، ولانه ينتسب للاسلام. فهل من كان هذا حاله حقق البراءة من اشرك بالله المتعلقة باصل التوحيد؟ وهل من هذا حاله يعذر بالشبهة نظرا لتجاذب الادلة؟
حقيقة اخي اعذرني انا لم افهم كيف ان البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد انه مشرك ليس بموحد وبغضه وعدوته باطنا من مسمى اصل التوحيد وان من لم يحقق هذه البراءة ممن اشرك بالله بان ياصل ويقول من صرف العبادة للاوثان موحد ليس بمشرك انه قد يعذر بالشبهة لتجاذب الادلة!هذا الصنف لابد من بيان حاله

الامر الاول فى وصف حاله- ان هذا الصنف يدين بالتوحيد يعبد الله وحده ويكفر بعبادة غير الله
الامر الثانى انه يعتقد ويدين بأن ما عليه اهل الشرك باطل وضلال وشرك وأن ما يفعله اهل الشرك مناقض للتوحيد
المشكلة عنده أنه مع اعتقاده هذا ينفى التكفير حتى تقام عليه الحجة- ولكنه يعتقد ويؤمن بأن الشرك كفر وباطل وضلال ولكن يعذر المشرك بالجهل وظن ان الجهل مانع من الاسم والحكم فكما ينفى عنه كفر التعذيب الا بعد قيام الحجة فانه يثبت له الاسلام حتى تقام عيه الحجة التى يكفر مخالفها
فاذا حصلت للموحد شبهه نظرا لتجاذب الادلة فإننا نعذر الموحد بالشبهة والتأويل
لذلك الامام ابن باز قيد الشبهه بالموحدين أما شبهات المشركين فى التوحيد كما فى كشف الشبهات للامام محمد ابن عبد الوهاب فاننا نكشفها مع أننا نسميهم مشركين وتأمل كشف الشبهات تجد الامام محمد ابن عبد الوهاب يخاطبهم باسم المشرك
اما شبهة الموحد فكما قال الامام ابن باز

الطيبوني
2021-06-27, 09:47 PM
يقول ان من اتخذ الانداد مع الله بعبادة الاوثان مسلم موحد ؟


احسن منه من يقول ان اليهودي او النصراني الذي يعبد الله وحده و يابى ان يتبع الرسول بحجة انه بعث للعرب خاصة مسلم موحد ؟

و المشرك بصريح القران و واضح البرهان هو من يتخذ من دون الله اندادا و يعبد معه و دونه اوثانا .

يوشك ان تنزل علينا حجارة من السماء .

محمدعبداللطيف
2021-06-27, 10:32 PM
يقول ان من اتخذ الانداد مع الله بعبادة الاوثان مسلم موحد ؟ هل يقول ان عبادة غير الله اسلام وتوحيد ام يقول ان من نستصحب له اصل الاسلام لا يخرج منه حتى تقام عليه الحجة - يوجد فرق بين من يسمى الشرك إسلام وبين من يستصحب اصل الاسلام حتى تقام الحجة لابد من العدل مع الخصوم
احسن منه هو ليس بأحسن حال من سابقه بل فى نفس المنزله من السوء الاول كافر بشهادة لا اله الا الله والثانى كافر بشهادة ان محمدا رسول الله
و يابى ان يتبع الرسول بحجة انه بعث للعرب خاصة مسلم موحد ؟ هذا يتعلق بشهادة ان محمد رسول الله والاول يتعلق بشهادة لا اله الا الله والكفر بإحدى الشهادتين ينقض أصل الدين والتوحيد- وانت تعلم جيدا اخى الطيبونى انه لا فرق عندى بين اليهود والنصارى وأهل الشرك المنتسبين للاسلام -اليهود والنصارى مخالفين لملة الاسلام واهل الشرك مخالفين لملة الاسلام والانتساب للاسلام مع الشرك لا ينفع
اليهودى الذى يابى ان يتبع الرسول بحجة انه بعث للعرب خاصة مشرك كافر -ومن اتخذ الانداد مع الله بعبادة الاوثان هو تمام مثل اليهودى الذى كفر بشهادة أن محمد رسول الله وأبى أن يتبع الرسول
أنا لا أريد أن أخلط الاوراق-الحمد لله أنا متمرس جيدا فى هذه المسألة وأعرف كيف أخرج من الالزامات
الكثير من جماعات الغلو كفروا العلماء والائمة من هذا الباب -يقولون بما أن كذا يكون العالم الفلانى كذا لانه يحكم بكذا
وكأنه لم يقرأ كيف عذر هذا العالم هذا المشرك وما بنى عليه الحكم باسلامه هل بنى حكم الاسلام على فعله للشرك-ام على استصحاب اصل الاسلام حتى تقام عليه الحجة-
أنتم أخى الكريم جعلتمونى فى موقف لا أحسد عليه- موقف أقف فيه مدافعا عن اصحاب العذر بالجهل وفى موضوع آخر جعلنى أخى الطيبونى اقف موقف المدافع عن عدم تكفير الاشاعرة وذِكْر كلام شيخ الاسلام ان لهم مساعى مشكورة
أريد ألا يدفعنى أحد الى الدفاع عن اصحاب المقالات المخالفة لمنهج أهل السنة اذا أرتم أن يكون النقاش مثمر وبنَّاء
الحمد لله انا بالخبرة الطويلة استطيع الخروج من المآزق بسرعة ولا احب المراوغة مع انها سهلة جدا للخروج من أى مأزق- ولكن اريد نقاش موضوعى مثمر نستطيع من خلاله فهم المسألة جيدا-وفهم مقالات الفرق المخالفة وما الذى ألجأهم الى ما وقعوا فيه

عمير المغربي
2021-06-28, 12:53 AM
وفقني الله واياك اخي محمد لما يحبه ويرضاه.
انا ساقف عند هذا حد في هذا الحوار، الا ان كنت اخي محمد تريد النقاش في مسألة ما.

قبل ذلك لا بد من الإشارة الى ان بعض ما ذكرت في هذا الحوار لا اقول به وانما ذكرته من باب التحاور لفهم مقصد الاخ محمد.
الذي اعتقده كما اشرت الى ذلك في اول تعليق على هذا الموضوع:
_ حد الاصل الدين هو معنى كلمة الاخلاص مطابقة وتضمنا هو: الاقرار بالله/ وعبادته وحده لا شريك له/ والبراءة من الشرك باعتقاد بطلانه وبغضه وتركه.
ثلاثة امور، فمن لم يحقق احدى هذا الامور او لم يحققها جميعها فهذا يكون مشركا كافرا. ولا عذر لمكلف في اصل الدين بالجهل أوالتأويل أوالشبهة.
وبعد الرسالة يدخل في حده الايمان بالرسول وبما جاء به على وجه الإجمال وهو معنى الشهادة الثانية مطابقة.
_ ان اصل البراءة ممن اشرك بالله يكون باعتقاد انه مشرك وبغضه وعدواته باطنا، وانه من مقتضى كلمة الإخلاص ولا يتم معنى الكلمة الا بذلك، وليست ركن في اصل دين الإسلام.
_ مسألة العاذر لمن اشرك بالله توصيفه:
يقول ان فعل العابد للقبور شرك اكبر مخرج من الملة ويحكي في ذلك إجماعا. اما المتلبس بهذا الشرك الفاعل له فهو عنده على قسمين:
* المعاند: من علم ان هذا شرك اكبر فعله قاصدا الكفر به فهذا مشرك بعد معرفة قصده.( قلت: اشترطه لقصد الكفر والعناد للحوق اسم مشرك غلق للباب بكلية.)
* غير المعاند: كالجاهل والمتأول... ويقول ان الجهل مانع وعارض اهلي معتبر في اصول الدين وقواعده، يمنع من لحوق الاسم فلا يسمي مشركا ولا كافرا حتى تقوم عليه الحجة و تزول الشبهة ويصر على الشرك ويعاند، وقبل ذلك يسمى مسلم وتلحقه احكام المسلمين
هذا هو تأصيل العاذر وهذه مقالته . واشير انه لا فرق بين القسمين فمن اشرك بالله عن جهل او تاويل او جتهد او عناد فهو مشرك لم يحقق اصل دين الاسلام. دل على ذلك الكتاب والسنة والاجماع.
فالعاذر قد حقق معنى كلمة الإخلاص مطابقة ولم يتلبس بشرك ظاهر وفارق الكافر الاصلي بالنطق بكلمة الإخلاص فلا يسمى مشركا عابد لغير الله كما يحكيه غلاة المعتزلة. ولما انه حكم باسلام من اشرك بالله و انه موحد ليس بمشرك. يكون بهذا كافرا مرتدا، ووقع في نقض اصول من الدين المجمع عليه، من عدم تحقيق اصل البراءة ممن اشرك بالله الذي ركنه اعتقاد انهم مشركون لا موحدون. ورد معلوم من الدين بالضرورة، وتكذيب النصوص القطعية المتواترة الحاكمة بتكفير من اشرك بالله، ومخالفة الاجماع القطعي في نفي الاسلام عمن اشرك بالله وتسميته مشرك .

محمدعبداللطيف
2021-06-28, 01:43 AM
فالعاذر قد حقق معنى كلمة الإخلاص مطابقة ولم يتلبس بشرك ظاهر وفارق الكافر الاصلي بالنطق بكلمة الإخلاص فلا يسمى مشركا عابد لغير الله كما يحكيه غلاة المعتزلة. ولما انه حكم باسلام من اشرك بالله و انه موحد ليس بمشرك. يكون بهذا كافرا مرتدا، ووقع في نقض اصول من الدين المجمع عليه، من عدم تحقيق اصل البراءة ممن اشرك بالله الذي ركنه اعتقاد انهم مشركون لا موحدون. ورد معلوم من الدين بالضرورة، وتكذيب النصوص القطعية المتواترة الحاكمة بتكفير من اشرك بالله، ومخالفة الاجماع القطعي في نفي الاسلام عمن اشرك بالله وتسميته مشرك .انا قد بينت اعتقادى فى المسألة وفصلت احكام المخالفين وهذا طبعا لا يتفق مع كلامك
والسؤال ما حكم من لم يكفر العاذر الذى يكون كافر مرتد مخالف للاجماع القطعي ناقض لاصول الدين المجمع عليها مكذب للنصوص في نفي الاسلام عمن اشرك بالله وتسميته مشرك -أنا سألت فقط لِأُعْلِمك أنك ملزم بالتسلسل الذى كنت أخشاه عليك
لا يهمنى كثيرا حكمك على الثالث وهو من لم يكفر العاذر المكذب للنصوص المخالف للاجماع القطعى
لأنى أعلم الجواب
ما أحزننى أننى بعد كل هذا أكتشف أنك ممن يقول بالتسلسل
أسأل الله لك الهداية لأنى أكفر مقالة من يقول بالتسلسل- لأن من لوازم هذه المقالة الكفرية تكفير الامة من صدر الاسلام الى أن تقوم الساعة والسلام على من اتبع الهدى
سبحان الله انا دائما أبحث عن معرِّف الاسم فان لم أجد له مواضيع أتحسس أسلحتى
بل منَّ الله علىَّ بنعمه أننى أستطيع الربط بين معرفات الاسماء المختلفة ببصمة الكلام المكتوب حتى لو تعمد بعض الاخوة ان يخفيها ومهما فعل وحاول ان يتلاشها فانه يترك وراءه ثغرة ولو بسيطة يكشف بها نفسه وطبعا مع علمى بذلك لا أبيح بذلك ولا أكشف السر المكتوم- وهذا ليس من باب التكهنات ولكن من باب الفراسة
وأنظر اخى الكريم فراستى نقلت الكلام على الشيخ الامام ابن عثيمين قبل ان تبيح بحكمك
بل نقلت أنه مأجورعلى اجتهاده لأُغيظ بها أصحاب المقالات الكفريه فقلت

ان مسلك الشيخ الامام محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله بل ومسلك سلفه الشيخ الامام عبد الرحمن ابن ناصر السعدى من أهل السنة والجماعة وأئمة الدعوة الى التوحيد -
خلافهم مع علماء الدعوة فى هذه المسألة من الخلاف القائم بين أهل السنة مع بعضهم البعض فى المسائل الذى يقال فيه اصاب وأخطأ ولا يقال فيه آمن وكفر -
والمخالف فى هذه المسألة مخطئ مأجور على اجتهادة له أجر - والمصيب له أجرين إصابة الحق والاجتهاد
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائناً ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية. هذا الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجماهير أئمة الإسلام. الحمد لله لم اقل هذا الكلام إعتباطا - ولم أُفَصِّل فى المخالفين إعتباطا-
الخطأ كل الخطأ ان تجعل جميع المخالفين فى سلَّة واحدة-تنتهى من الحكم على الاول ثمَّ الثانى العاذر ثمَّ الثالث من لم يكفر العاذر وهكذا حتى تكفر الجميع وتبقى وحدك المسلم وبقية اهل الارض كفار
وسألت احدهم يوما لا يمكن ان تعود الجاهلية المطلقة لوجود طائفة على الحق فما حكم هذه الطائفة اذا لم تكن تعلمها
قلت له هل تعلم احد غيرك على الاسلام قال لا- قلت ما هو حكم مجهول الحال عندك قال كافر قلت اذا انت وحدك على الاسلام وبقية اهل الارض على الكفر قال نعم انظر كيف يصل الغلو بأصحابه
وهذا الحوار طبعا كان من عشرين عاما أو يقل عن ذلك
***
قد يظن البعض فى لحظة من اللحظات أنى أتفق معهم فى كثير من المسائل ومنها مسألتنا هذه وكذلك مسألة الحكم على الناس والديار وفجأه يظهر البَوْن الشاسع بينى وبينهم وأن بينى وبينهم بُعْدَ المشرقين
نعم هذا هو الفارق الجوهرى بينى وبين جماعات الغلو-حينما أتيت بكلام الامام ابن باز الفاصل فى المسئلة قامت قيامتهم وأثار حفيظتهم
هذا هو الفارق بينى وبينهم أنه اذا اشتد الوطيس أعتصم بكلام الراسخين فى العلم وهنا بقولون حكَّمْت الرجال- ولكنه كما قال جل وعلا
يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ

محمدعبداللطيف
2021-06-28, 02:38 AM
قال جل ثناؤه: (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:75 :76: 77) وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * ....) (الزخرف:26)
وقال تعالى:(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ* وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين).
فلا يكفي أن يعتقد المرء أن عبادة غير الله ضلال وشرك وأن كل معبود غير الله باطل، بل لابد أن يجتنب هذه المعبودات ويبرأ منها ويهجرها ويترك عبادتها، فلا يدعوها مع الله ولا يستغيث بها ولا يحبها ولا يخافها ولا يتقرب لها بالذبح والنذر وسائر العبادات، ولا يتبع تشريعات وأحكام الطواغيت المشرعين من دون الله، ولا ينصرها ولا يحميها، ولا يحكم بشيء منها ولا يتحاكم إليها في صغير ولا كبير.
فإن اعتقد بطلان هذه الآلهة والأرباب والأنداد والأوثان المعبودة من دون الله، وهجرها واجتنبها وتبرأ منها واعتزلها ولم يصرف لها شيئا من العبادة، فقد تبرأ منها ومن عبادتها وبقى عليه شيء آخر لابد له منه ولا محيص له عنه وهو البراءة ممن عبدها واتخذها شركاء مع الله عز وجل.
وهو الأمر الثالث المطلوب تحقيقه ليصح الكفر بما يعبد من دون الله.
ثالثا: أن تتبرأ ممن اتخذها أربابا وآلهة من دون الله وصرف لها من العبادة ما لا يستحقه إلا خالق السموات والأرض ، والبراءة منهم هي تكفيرهم وبغضهم ومعاداتهم.
قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )(الممتحنة: من الآية4)
وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأنعام:74) وقال عز وجل: (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)( الأنعام:78: 79).
وقال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون:6) وقال جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)(الأنعام: من الآية159).
والبراءة ممن جعل مع الله غيره، واتخذ من دونه أربابا وأندادا وشركاء، وكان عَبْداً للطاغوت من دون الله خالقِه ورازقِه ومالكِ أمره، هذه البراءة الدليل عليها هو الإسلام نفسه ولا تحتاج لذكر آية من كتاب الله أو حادثة من السيرة أو حديثا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم؛
لأن كل من عرف الإسلام لابد أن يميز بين من يدين به ومن لا يدين به،
حتى الكفار الذين عرفوا الإسلام ولم يدخلوا فيه يفرِّقون بين من يدين به ومن لا يدين به
وكانوا يقولون لمن أسلم صبأ فلان - يعنون أنه خرج عن دين قومه؛ ولا يعتقد أحدٌ أن الإسلام هو دين الله الحق إلا واعتقد أن ما سواه باطل وضلال، وإلا لَزِم أن يكون هناك دين آخر غير الإسلام يكون صحيحا ومقبولا عند الله، وهذا ينفيه ويعتقد بطلانه كل من يصدق بأن الإسلام هو دين الله الذي لايقبل سواه.
ومن اعتقد أن الإسلام هو الدين الحق لا يشك في أن أهله الذين يدينون به على حق، وفي المقابل لا يشك في أن كل من دان بدين غير الإسلام على ضلال وباطل.
ومن أقرَّ بأن عبادة الله وحده هو الحق لابد أن يقر بأن عبادة غيره باطل وضلال، وأن من عبد الله وحده هو المحق وأن من عبد غيره هو المبطل، ولا يحتاج هذا إلى برهنة واستدلال.
فمن عرف أن الإسلام لا يتحقق إلا بتوحيد الله والكفر بما سواه قولا وعملا، وأراد أن يدخل في هذا الدين ؛ فإنه من الوهلة الأولى سيعرف أن من يعبد غير الله ليس بمسلم بل هو في دين آخر باطل وضلال، وسيعتقد هذا دون أي شك.
فالذي يعرف الفارق الصحيح بين دين الله الحق وغيره من الأديان الباطلة المردودة سيعرف الفرق بين المسلمين أهل الدين الحق وبين الكفار أهل الأديان الباطلة.
ومن لم يعرف الفارق الصحيح الذي يميز بين الإسلام وغيره من الأديان الباطلة المردودة، فهذا هو الذي لايستطيع أن يميز بين المسلمين وغيرهم من الكفار، وهو نفسه لن يستطيع أن يكون مسلما وهو لايعرف الإسلام من الكفر.
ومن هنا نعرف أن البراءة ممن يدين بغير دين التوحيد يعرفها كل من عرف الإسلام الحق وأراد أن يكون من أهل هذا الدين، كما عرفها الناس قديما يوم دعتهم رسل الله لترك ما هم عليه والدخول في الإسلام.
ولكي تتضح المسألة أكثر نقول:
عندما يسمع أحد الكفار دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف للوهلة الأولى أن هذا الرسول جاء يدعو لدين جديد غير هذا الدين المألوف عن الآباء والأجداد، ثم إذا التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه يعرف حقيقة هذا الدين الجديد وما هو الفارق بينه وبين ما يدين به هو وقومه من الكفار، ثم إذا اقتنع وصدَّق بما دعاه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف ويقتنع ويصدق بأن ما يدين به هو وقومه باطل وضلال وأن الدين الذي دُعي إليه هو الهدى والحق ، ثم إذا أراد أن يدخل في هذا الدين الجديد يعرف ويعتقد أنه انتقل من باطل إلى حق، وأن من تركهم في دينه الأول على باطل وضلال وجاهلية وكفر، ومن انتقل معهم في الدين الجديد على الهدى والحق والإسلام.
وبالتالي فإنه يبرأ من قومه وما يعبدون من دون الله، ويوالي الله ورسوله والمسلمين.
وهذا يحصل مع كل من ينتقل من الضلال إلى الحق ومن الجاهلية إلى الإسلام.
-
فهل يُعقل أن يعرف أحدٌ الإسلامَ الحق الذي يريده الله ويدعو إليه رسلُه ولا يعرف أنه على النقيض مما يدين به المشركون؟!
وهل يُعقل أن يترك أحد من الكفار ما كان يعبد من الآلهة والأنداد وينتقل للإسلام ليوحد الله ولا يشرك به شيئا وهو يتخيل أن ينتقل من حق إلى حق؟!!!
وهل يتصور إنسان عاقل أنه يمكن لرجل أن يترك دينه الذي اعتاده وألفه بعد أن عرف أنه دين باطل وينتقل إلى الإسلام ويخالف قومه، ثم مع هذا يعتقد أن قومه الذين خرج عن دينهم على حق وأن المسلمين الذين دخل معهم في دينهم على حق أيضا؟!
كل هذا لا يستحيل تصوره أبداً
والحق الذي لا مرية فيه أن كل من خرج عن الكفر ودخل في الإسلام الحق لابد أنه يدرك جيدا:
- أن ما خرج عنه هو الكفر والضلال وأن ما دخل فيه هو الهدى والحق.
- وأن من خالفهم في الدين على ضلال وفي جاهلية وهم كفار مشركون، وأن من انتقل إليهم ودان بدينهم على الحق والنور والهدى وهم مسلمون موحدون.
كل هذا يعرفه من عرف الإسلام على اختلاف أفهامهم وعقولهم ولا يحتاج إلى أن يُبيَّن له ويُنبَّه عليه.
فمن عبد غير الله واتخذ من دونه إلها وجبت البراءة منه ومما يعبده ويدين به، ولا يتحقق الكفر بما يعبد من دون الله دون الكفر والبراءة من عابديه. ومن المعلوم أن كل معبود من دون الله له من يعبده ويَصرف له ما لا ينبغي أن يُصرف إلا لله، وبفعل هذا المشرك صار إلها مع الله، فلابد من البراءة من المعبود ومن عبادته ومن عابديه، ولا تتحقق واحدة منها دون الأخرى.

فلا يستقيم ولا يصح البراءة من المعبود دون البراءة من عبادته.

ولا يستقيم أيضا ولا يصح البراءة من المعبود وعبادته دون البراءة ممن جعله معبودا وصرف له العبادة من دون الله.
وليست البراءة من المعبود بأولى من البراءة من العابد، وهل يصير العبد المخلوق إلها معبودا إلا بوجود من أشركه مع الله وعبده معه؟!
وكمثال لذلك الآلهة التي كانت موجودة في قوم نوح فما هي إلا تماثيل نحتها أناس ربما لم يصلوا إلى الشرك في ذلك الوقت يوم أن نحتوها، وبعد موت هؤلاء اتخذها من بعدهم آلهة تعبد كما يعبد الله الواحد القهار، ولولا أولئك المشركون لما صارت آلهة معبودة مع الله ولبقت مجرد تماثيل ترمز لرجال صالحين كانوا فبادوا.

فلو أن رجلا في عهد نوح سمع بما يدعو إليه نوحا عليه السلام فأراد أن يتبعه فترك عبادة غير الله واعتقد أن ما كان يعبده باطل لا يستحق العبادة وأن الله وحده هو المستحق للعبادة، فهل تراه يعتبر نفسه أنه كان على حق في عبادة غير الله؟! هذا لا يستقيم أبدا.

بل الصواب سيعتبر نفسه أنه كان على باطل وضلال في شركه بالله وأن الحق هو توحيد الله وإفراده بالعبادة، وبالتالي سيعتبر من لم يوحد الله واستمر على عبادة غيره أنهم على ضلال وباطل، وسوف يتبرأ منهم كما تبرأ من آلهتهم ودينهم. وهذا ما نقصده بالبراءة من المشركين.
ومثال آخر هذه القبور التي تعبد اليوم من دون الله فلولا ما يفعله المشركون عندها وما يعتقدونه فيها لما زاد عن كونها قبورا لأناس كانوا أحياء يأكلون ويشربون ويحتاجون لما يحتاج إليه البشر الضعفاء فماتوا وقُبروا في هذه القبور وهي كغيرها من سائر القبور الأخرى، ولكن المشركين عظموها وغلوا في محبة أصحابها حتى عبدوهم مع الله فصارت آلهة تعبد مع الله الواحد الأحد وطواغيت تقدس من دون الله.

فهل تستقيم البراءة منها دون البراءة ممن اتخذها وصيرها آلهة من دون الله؟
هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله، ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين ونساويهم بمن يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا ويكفرون بما يعبد من دونه؟!

هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها؟!

كلا - والذي ارتضى الإسلام لنا دينا - لايستوي دين من وحَّد الله وكفر بما يُعبد من دونه مع دين من جهل التوحيد وجعل مع الله آلهة أخرى.
قال تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:19)

وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)." الأنعام: من الآية:159".

كيف يكون المشرك الذي جعل العبادة شِرْكَةً بين الله وبين خلقه مسلما على دين إبراهيم عليه السلام والأنبياء جميعا؟؟!!
كيف يستوي من وحَّد الله وعظَّمه ونزَّهه بمن سبَّه وانتقصه وشبهه بمخلوق من مخلوقاته وعبد من عبيده؟!!

لقد أعلن جميع رسل الله براءتهم من كل من عبد غير الله وكفروا بهم وأبغضوهم وعادوهم، قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4).
والله عز وجل أمرنا بإتباع ملة إبراهيم، وجعله للناس إماماً، واتخذه خليلاً، وملة إبراهيم هي الحنيفية وهي البراءة من المشركين ومما يعبدون من دون الله.

كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُون َ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)." الزخرف:27:26".

وقد ختم الله عز وجل سورة التوحيد بقوله تعالى: ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ). فدين من وحد الله فَعَبَدَه وحده ولم يشرك به شيئا هو الإسلام، ولا يمكن أن يجتمع مع من أشرك بالله على دين واحد أبداً، ولا يمكن أن يستويان أبداً، بل كل واحد منهما متبرئ مما عليه الآخر، ولا يشاركه فيه، فلا يمكن أن يكون الموحد عابد لغير الله، ولا يمكن أن يكون المشرك عابداً لله وحده.

وديننا الذي نعتقد أنه لايتحقق إلا بتوحيد الله والكفر بعبادة القبور وسائر ما يعبده المشركون من دون الله،

فإسلامنا يختلف عن الإسلام الذي يدَّعيه من يعبد غير الله هم على طرفي نقيض لا يجمعنا دين واحد.

. فكل من عرف الإسلام ودان به يعرف ويُقرُّ بأن الكافر على غير دينه لا يحتاج إلى أن يُنبه لمثل هذا. ولا يتصور أن يكون هناك مسلم يعتقد أن الإسلام هو دين الله الذي لايقبل سواه ثم يعتبر المخالفين له في الدين مسلمين مثله.

الذي يعتقد أن اجتناب الشرك والبراءة منه من أصل الدين لابد أن يؤمن بكفر من خالفه فيه، ولا يمكن أن يعتقد بإسلام من لم يجتنب الشرك ويتبرأ منه.

والايمان بأن عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه هى أصل الدين، دل هذا ولزم الجميع لزوما ضروريا لا ينفك عنه البراءة من العابد والمعبود من دون الله، فمن آمن بالاثبات وهو اثبات ان الله وحده هو المستحق للعبادة لزمه البراءة من العابد والمعبود وإلا كان إيمانه باطلا.
فالمسلمون جميعا متفقون في أصل الدين، وهو الذي يجمعهم على دين واحد ويفرق بينهم وبين سائر الكفار،

ولا يتصور أن يكون هناك مسلم ليس عنده أصل الدين الذي يميِّز به بين المسلم والكافر، والجهل بهذا يعني الجهل بالإسلام، والجهل بالإسلام يعني عدم الإسلام، فكيف يكون الرجل مسلما من غير إسلام؟!

فكل من عرف الإسلام عرف أصله الذي لايتحقق إلا به، وعرف أيضا بكل بساطة أن من خالف في هذا الأصل فليس على الإسلام، وعرف أيضا أن من جهل هذا الأصل لا يمكن أن يأتي به.

وبهذا يثبت لمن أراد الحق وتجرد له وأراد الاخرة وسعى لها سعيها أنه لا إسلام لمن لم يكفر بما يعبد من دون الله ..
https://majles.alukah.net/t171062/
(https://majles.alukah.net/t171062/)
(https://majles.alukah.net/t171062/)تسهيل الفهم لكيفية الكفر بما يعبد من دون الله (https://majles.alukah.net/t171062/)

عمير المغربي
2021-06-28, 08:54 AM
انا قد بينت اعتقادى فى المسألة وفصلت احكام المخالفين وهذا طبعا لا يتفق مع كلامك
والسؤال ما حكم من لم يكفر العاذر الذى يكون كافر مرتد مخالف للاجماع القطعي ناقض لاصول الدين المجمع عليها مكذب للنصوص في نفي الاسلام عمن اشرك بالله وتسميته مشرك -أنا سألت فقط لِأُعْلِمك أنك ملزم بالتسلسل الذى كنت أخشاه عليك
لا يهمنى كثيرا حكمك على الثالث وهو من لم يكفر العاذر المكذب للنصوص المخالف للاجماع القطعى
لأنى أعلم الجواب
ما أحزننى أننى بعد كل هذا أكتشف أنك ممن يقول بالتسلسل
أسأل الله لك الهداية لأنى أكفر مقالة من يقول بالتسلسل- لأن من لوازم هذه المقالة الكفرية تكفير الامة من صدر الاسلام الى أن تقوم الساعة والسلام على من اتبع الهدى
[/COLOR]
سبحان الله لا ادري كيف فهمت هذا من كلامي غفر الله لي ولك.
سبق الاشارة وبيان ان المشرك المتلبس بعبادة غير الله مشرك كافر بعبادة غير مشرك كافر باجماع اهل العلم. والذي توقف فيه فحكم باسلامه او شك مكذب للنصوص القطعية الحاكمة بتكفير المشركين ومنكر لمسالة ظاهرة من اصول الدين وراد للاجماع القطعي فهو متلبس بناقض من نواقض الاسلام ووقع الكفر عليه. والشرع فرق بين حقيقة المشرك والكافر مع تفصيل في ذلك.
فعندنا مشرك وعاذر متوقف فيه او شك. فالمشرك مناط كفره الشرك بالله وصرف العبادة للانداد. والعاذر لم يتلبس بالشرك، ومناط كفره التكذيب بخبر الله الذي سماهم مشركين وحاكم بتكفيرهم. فمتوقف في المشركين كمتوقف في اهل الكتاب.
اما عاذر العاذر ان اقر بوقوع المتوقف بناقض مجمع عليه، ولم يعطله بوضع قيود وشروط له، وانما أخطأ في التنزيل فهذا لم يقع في ناقض اصلا، فهو ليس بمشرك لانه لم يتلبس بعبادة غير الله، وليس بعاذر للمشرك حيث انه يكفر المشركين مصدق بحكم الله، ليس بمكذب لنص من الوحي، اذ المكذب للنص هو عاذر المشرك. فالخلاف معنا في تنزيل الكفر على بعض الاعيان، حيث انه يشترط اقامت الحجة و تحقيق مناط التكذيب في العين قبل الحكم بكفرها، ولهذا لم يشترطه السلف، وذلك ان مناك التكذيب يتضمن مخالفة الوحي بعد العلم بدعوته، وهذا يتضمن العناد والإصرار على المخالفة، وتحقيق المناط في هذا يكون بعد العلم بالحجة الرسالية، فهو يوافق في المناط ويختلف معنا في التنزيل. ولا يزال اهل العلم يختلفون في مثل ذلك من المسائل. فالمسلم المخطئ في التنزيل غير مؤاخذ في غير اصل الدين
اما ان كان عاذر العاذر يقول ان عاذر من اشرك لم يقع بمناط مكفر او يعطل الناقص فلا يكفر احد، فهذا يكفر لرده الاجماع. وهذه مسألة اخرى.
تكفير عاذر العاذر والتسلسل عند علاة المعتزلة:
يقلون ان عاذر المشرك مشرك لم يحقق اصل الدين قبل الرسالة وبعدها وانه مشرك اصلي ثم يكفرون عاذر العاذر الى ما لا نهاية وكل ذلك من اصل الدين واهل الارض كفار الا من كان على عقيدتهم واعتقاد هذا من اصل الدين عندهم.
وهذا كفر وابراء الى الله منه. والسلف مع تكفيرهم لعاذر المشركين والجهمية المشركين واهل الكتاب، لم يكفيروا عاذر العاذر والتسلسل في ذلك كما يقوله غلاة المعتزلة بل انكروا على خصومهم من غلاة المعتزلة وتسلسلهم في تكفير الشاك في الشاك الى ما لا نهاية.

محمدعبداللطيف
2021-06-28, 12:10 PM
سبحان الله لا ادري كيف فهمت هذا من كلامي غفر الله لي ولك.
سبق الاشارة وبيان ان المشرك المتلبس بعبادة غير الله مشرك كافر بعبادة غير مشرك كافر باجماع اهل العلم. والذي توقف فيه فحكم باسلامه او شك مكذب للنصوص القطعية الحاكمة بتكفير المشركين ومنكر لمسالة ظاهرة من اصول الدين وراد للاجماع القطعي فهو متلبس بناقض من نواقض الاسلام ووقع الكفر عليه. والشرع فرق بين حقيقة المشرك والكافر مع تفصيل في ذلك.
فعندنا مشرك وعاذر متوقف فيه او شك. فالمشرك مناط كفره الشرك بالله وصرف العبادة للانداد. والعاذر لم يتلبس بالشرك، ومناط كفره التكذيب بخبر الله الذي سماهم مشركين وحاكم بتكفيرهم. فمتوقف في المشركين كمتوقف في اهل الكتاب.
اما عاذر العاذر ان اقر بوقوع المتوقف بناقض مجمع عليه، ولم يعطله بوضع قيود وشروط له، وانما أخطأ في التنزيل فهذا لم يقع في ناقض اصلا، فهو ليس بمشرك لانه لم يتلبس بعبادة غير الله، وليس بعاذر للمشرك حيث انه يكفر المشركين مصدق بحكم الله، ليس بمكذب لنص من الوحي، اذ المكذب للنص هو عاذر المشرك. فالخلاف معنا في تنزيل الكفر على بعض الاعيان، حيث انه يشترط اقامت الحجة و تحقيق مناط التكذيب في العين قبل الحكم بكفرها، ولهذا لم يشترطه السلف، وذلك ان مناك التكذيب يتضمن مخالفة الوحي بعد العلم بدعوته، وهذا يتضمن العناد والإصرار على المخالفة، وتحقيق المناط في هذا يكون بعد العلم بالحجة الرسالية، فهو يوافق في المناط ويختلف معنا في التنزيل. ولا يزال اهل العلم يختلفون في مثل ذلك من المسائل. فالمسلم المخطئ في التنزيل غير مؤاخذ في غير اصل الدين
اما ان كان عاذر العاذر يقول ان عاذر من اشرك لم يقع بمناط مكفر او يعطل الناقص فلا يكفر احد، فهذا يكفر لرده الاجماع. وهذه مسألة اخرى.
تكفير عاذر العاذر والتسلسل عند علاة المعتزلة:
يقلون ان عاذر المشرك مشرك لم يحقق اصل الدين قبل الرسالة وبعدها وانه مشرك اصلي ثم يكفرون عاذر العاذر الى ما لا نهاية وكل ذلك من اصل الدين واهل الارض كفار الا من كان على عقيدتهم واعتقاد هذا من اصل الدين عندهم.
وهذا كفر وابراء الى الله منه. والسلف مع تكفيرهم لعاذر المشركين والجهمية المشركين واهل الكتاب، لم يكفيروا عاذر العاذر والتسلسل في ذلك كما يقوله غلاة المعتزلة بل انكروا على خصومهم من غلاة المعتزلة وتسلسلهم في تكفير الشاك في الشاك الى ما لا نهاية.
سبحان الله لا ادري كيف فهمت هذا من كلامي سأجيبك كيف فهمت هذا
قاعدة من لم يكفر الكافر لها ضوابط كما تقدم ومن ضوابطها ان يكون الكفر صريح مجمع عليه- فلا يدخل مثلا كفر تارك الصلاة تحت هذه القاعدة- وكذلك كفر التأويل كما عليه اصحاب المقالات الكفرية فهذا يقال مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة لأنه متأول وكفر التأويل من الكفر المختلف فيه-كاختلاف اهل السنة فى كفر كثير من الفرق -فهنا لا تجرى أحكام قاعدة من لم يكفر الكافر
اما أنت اخى عمير المغربى لم تجعل كفر العاذر من هذا الباب بل قلْتَ ان العاذر كافرا مرتدا،وقع في نقض اصول من الدين المجمع عليه، رد معلوم من الدين بالضرورة، وتكذيب النصوص القطعية المتواترة
فهذا عندك كفر صريح وليس كفر تأويل مختلف فيه
وهذا يندج تحت قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر
اما اذا كان كفر العاذر من باب التأويل كأصحاب الفرق المخالفة فهذا لا يندرج تحت القاعدة لأن القاعدة تخص الكفر المجمع عليه
و لذلك سألتك ما حكم من لم يكفر العاذر الذى حكمه عندك كافر مرتد مكذب للنصوص الشرعية ناقض لأصل من أصول الدين المجمع عليها-رد معلوم من الدين بالضرورة
اذا الخلاف بيننا أنت أوضحته بما لا يدع مجال للشك
فأنت بين ضلالتين لا مفر من أحدهما
الاولى-تكفير من لم يكفر العاذر لأن القاعدة هنا تستوجب ذلك على توصيفك للعاذر -هنا يجرى حكم القاعدة -شئت ام أبَيْتَ
الثانى التوقف فى تكفير من لم يكفر العاذر- وعلى فهمك فان التوقف فى الكفر المجمع عليه المعلوم من الدين بالضروره الناقض لاصل من اصول الدين كفر صريح-فيلزمك تكفير نفسك بنفس القاعدة التى تلزم بها غيرك

اما عاذر العاذر ان اقر بوقوع المتوقف بناقض مجمع عليه، ولم يعطله بوضع قيود وشروط له، وانما أخطأ في التنزيل انا أعلم حال العاذر جيدا- وليس المسألة متعلقه بجهل الحال او تحقيق المناط أو تنقيحه الحمد لله أنا على علم بحال القوم
العاذر لا ينكر قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر ولكن الخطأ فى تفاصيل القاعدة وجزئياتها- فهو تماما كالمسائل التى أخطأ فى فهما المتأولين -كمسألة استحلال الصحابى للخمر وتأول قوله تعالى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح- هو يعلم بالتحريم ويقر به ولكن أخطأ فى تأويل الاية- وكذلك حديث الرجل الذى ذرى نفسه كل هذا من هذا الباب
أتظن ان الشيخ ابن عثيمين ينكر ان من لم يكفر الكافر فهو كافر
إننا اذا فرقنا بالفرقان وكلام أئمة الهدى بأنه لا يجوز للموحدين ان يكفروا اخوانهم الموحدين لاجل شبهتهم نظرا لتجاذب الادلة- فاننا ندخل فى مسألة أخرى وهى مسألة إكفار المتأولين ومقالات الفرق او الخطأ فى المسائل النظرية والعملية الشائكة نتيجة الاجتهاد-نحن نتكلم عن قضية اختلفت فيها انظار الباحثين لوعورتها وتجاذب الادلة فيها وان كان الحق فيها واحد ولكن الخطأ نتيجة الاجتهاد أيضا مغفور وهذه كتب اهل العلم من أولها الى آخرها لا تجد أحد من أئمة الاسلام كفر إمام غيره إختلف معه فى كفر طائفة من الطوائف او فرقة من الفرق كالمرجئة او المعتزلة او الخوارج
مسألة إكفار المتأولين غير ما وصفته أنت
وأنا استدل عليك بدليل مهم وهو دليل التقابل-هل تكفير المسلم يختلف عن أسلمت الكافر بالنسبة للتعلق بأصل الدين واذا كان تكفير المسلم متعلق بأصل الدين فهل كفر الخوارج من باب المجمع عليه ام المختلف فيه ؟؟؟
أنت اغلقت الباب بقولك ان العاذر كافر كفر مجمع عليه لا شك فيه
لذلك كان من اللازم القطعى حسب توصيفك ان تكفر من لم يكفر العاذر- وكفى بذلك ضلاله لتكفير اهل الاسلام
من لدن الصحابة كختلاف عمر رضى الله عنه مع أبى بكر رضى الله عنه فى كفر مانع الزكاة فمانعى الزكاة من الكفر المجمع عليه قال شيخ الاسلام وكانت سيرة الخلفاء فيهم سيرة واحدة وهى قتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وغنيمة أموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار ومع ذلك لم يكفر أبا بكر رضى الله عنه عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ورجع عمر الى قول ابو بكر-
بل نَزَلَ فى بعض آيات القران المجيد اختلاف الصحابة فى كفر بعض الطوائف ولمن نرى احدا منهم كفر بعضهم لبعض- الا ما حصل من حدثاء الاسنان فى زمن الصحابة أصلوا أصولا جعلوها من المجمع عليه كفروا بها أهل التوحيد والايمان-
لذلك لمَّا قلت لك أن المتأول والمخطئ فى هذه المسألة قد يكون مغفور له مأجور أجر واحد على إجتهاده كالشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدى - وبعد ذلك كلام الامام ابن باز فى عدم تكفير الموحدين لاجل شبهتهم
أثار ذلك حفيظتك وشتت شمل أفكارك وجمع أقلامك وقامت قيامتك وسللت سيفك لتطيح بالجميع الا على من شاكلتك
وطبعا الجميع كما قدمت يحاول أن يحكم أدلته فى تطبيق القاعدة- المرجئة-والخوارج- ويبقى الحق هو الحق- ولو ادعى الجميع وصلا بليلى فليلى لا تقر لهم بذاك وانما تقر باقامة الحجة والبرهان والدليل المحكم وليس المتشابه هذا هو الفصل فى النزاعات وليس الادعاءات
لم أكن أود أن تكون خصما مناوئا - لى لأنى كما تقدم يلهمنى الله الربط ببعض معرفات الاسماء من خلال بصمة الكلام وطريقة الحوار ولكن قدر الله وما شاء فعل وإنا لله وإنا اليه راجعون- وعند الله تجتمع الخصوم

عمير المغربي
2021-06-28, 05:20 PM
بار ك الله فيك، غفر الله لي ولك.
ما سابق من كلامي كان حول من حكم بالاسلام من تلبس بالشرك بعبادة باتخاذ الانداد من دون الله.
اما مسألة من توقف او شك في الكافر بختصر:
مناط وعلة كفر المتوقف الكافر هو التكذيب او الشك او الاعراض او رد معلوم من الدين بضرورة. معنى ذلك يعود الى رد النصوص الشرعية بجحدها اوتكذيبها...
الموفقين في الكافر على مراتب بحسب قوة ثبوت كفرهم في الشرع وظهور أدلته، وبحسب قوة ثبوت الكفر على الاعيان الواقعين في الكفر اي ظهور حالهم.
فمنهم من توقف فيما علم كفره بالضرورة من دين المسلمين، كمن توقف في فرعون او مدعي الإلهية او توقف في اليهود والنصارى او توقف عباد الاوثان ولو انتسبوا للاسلام.
ومنهم من توقف فيمن ينتسب لاسلام ووقع في كفر مجمع على كفر صاحبه فيما دون الشرك ، وهنا المتوقف قد يكفر وقد لا يكفر وهولاء على حوال بحسب ظهور الحكم وظهور الحال.
ومنهم توقف فيمن انتسب للاسلام ووقع في كفر مختلف فيه هل مخرج من الملة ام لا ك المتوقف في تارك الصلاة واو التوقف فمن امتناع شريعة من شراىع الدين الظاهرة. وهنا لا يكفر ولا يبدع المتوقف، الا اذا كانت اصوله فاسدة كمرجئ فيبدع.
واما من توقف في تكفير المشركين لانه يصحح شركهم ويحسنه فهذا مشرك ومناط كفره انتقاض اصل الدين.
مسالة من كفر مسلما بغير حق بختصر:
مناط وعلة كفر من كفر مسلما بغير حق يرجع الى التكذيب او رد معلوم من الدين بالضرورة او حجد النصوص..
المكفر لمسلم بغير حق على مراتب ذكر بعضها على سبيل الاشارة.
فمنهم من كفر مسلما علم اسلامه بضرورة من دين المسلمين، كمن كفر الرسل او ملكا او الصحابة او عموم الامة او عامة عوام المسلمين. ومكفر في هذا يكفر بالاجماع.
ومنهم من كفر ائمة المسلمين من اهل العلم ممن اتفقت كلمة الامة على دينانتهم كعمر بن بعبد العزيز مالك والشافعي وغيرهم، فالاظهر من كفر امثال هؤلاء من غير تاؤيل انه كافر لانه يراجع الى الطعن في الدين وابطاله.
ومنهم من كفر مسلما بلا تاؤيل من غير استناد الى ما يكفر ظاهرا فيه الاظهر انه يكفر.
ومنهم من كفر مسلم بتأويل كالخوارج فيه تفصيل يكفر وقد لا يكفر.
اما من كفر مسلما لانه يقبح ما عليه من الاسلام والمعتقد الصحيح فهو كافر فان كان ما كفره به من حد اصل الدين فهذا مشرك وان كان ما دون ذلك من الشرايع الظاهرة فهذا كافر من باب التكذيب والرد.
ما ذكر من اللوازم لا يلزم كالتسلسل في التكفير وغير ذلك فهل يقول فيما كفر عاذر المشرك الاصلي او الدروز او النصيرية... يلزمه التسلسل وان يكفر الى ما لا نهاية، طبعا لن يقال ذلك. فعاذر المشرك المنتسب بتوصيف السابق والعاذر المشرك الاصلي والدروز غيرهم كافر لانه ردالمعلوم من الدين بالضرورة وكذب النصوص الظاهرة المتواترة الحاكمة بكفر المشركين .
كذلك السلف كفروا المتوقف في غلاة الجهمية. قالوا ان الجهمية انتقض عندهم اصل الدين بنفي علو الله على خلقه وانهم يعبدون صنما وان شركهم اشد من شرك عباد الاوثان وكفروا المتوقف فيهم. ولا يلزم من ذلك التسلسل.
تنبيه: من كان اصله صيحح من تكفير عباد الاوثان ولو انتسبوا للاسلام وغيرها طواىف الشرك الا انه التبس عليه بعض اعيان المشركين لجهالة حال ونحوه فهذا لا يكفر مباشرة هذا ما كان عليه السلف في بعض المتوقف في غلاة الجهمية. بخلاف العاذر المتوقف في عباد الاوثان بتوصيف السابق الذي يجعل مقالته اصلا من اصول الشريعة وعاما في جميع المشركين فهذا كافر مرتد.
اختم بهذا وفقني الله واياك لما يحبه ويرضاه.

محمدعبداللطيف
2021-06-28, 07:44 PM
من كان اصله صحيح من تكفير عباد الاوثان ولو انتسبوا للاسلام وغيرها من طواىف الشرك الا انه التبس عليه بعض اعيان المشركين لجهالة حال ونحوه فهذا لا يكفر مباشرة هذا ما كان عليه السلف في بعض المتوقف في غلاة الجهمية. بخلاف العاذر المتوقف في عباد الاوثان بتوصيف السابق الذي يجعل مقالته اصلا من اصول الشريعة وعاما في جميع المشركين فهذا كافر مرتد.
اختم بهذا وفقني الله واياك لما يحبه ويرضاه.
لجهالة حالانا لا اتكلم عن مجهول حال ولكن اتكلم عن طائفة معلومة الحال حصلت عندها شبهه فى أمر مجمع على كفر صاحبه ونظرا لتجاذب الادلة التى تنفى عنهم كفر التعذيب كما فى كلام شيخ الاسلام والامام محمد ابن عبد الوهاب وغيرهم من الائمة وكذلك المؤلفات الكثيرة التى قد تصل الى مجلدات فيها كثير من الادلة وان كانت غير محكمة او مبتورة ولا تفرق بين المسائل الظاهرة والخفية وتخلط بين أدلتها وكذلك تخلط بين التفاصيل والامور الجزئية وبين انكار الاصول الثابتة-كل هذا -جعل قضية العذر بالجهل من المسائل الشائكة وهذا معلوم لكل ذى عينين ولكل من كان عنده مسكة من عقل - نحن لا نتكلم عن أناس يعيشون فى كوكب آخر نحن نتكلم عن أناس بين أظهرنا نعلم كيف دخلت عليهم الشبهه
الا انه التبس عليه بعض اعيان المشركين لجهالة الحال ونحوه فهذا لا يكفر مباشرة هذا ما كان عليه السلف في بعض المتوقف في غلاة الجهميةنحن لا نتكلم عن جهالة حال الكل يعلم ما عليه القبوريين ولكنهم حملوا الادلة فى العذر بالجهل فى المسائل الخفية على المسائل الظاهر وحملوا ادلة نفى التكفير على نفى الاسم حتى تقام الحجة- هم توقفوا فيمن كفره معلوم بالضرورة ولكن إشتباه الادلة أوقعهم فيما وقعوا فىه - من عذر الجاهل وبعضهم حتى لا يفرق بين جهل الاعراض وغيره ولا يفرق بين نفى الكفر المعذب عليه والكفر الظاهر المثبت بل ينفى هذا وهذا- وهذا لصولة هذه البدعة وقلة من ينافح بالحق فى المسألة وعدم استفاضة العلم بهذه المسألة -فأصحاب هذه القضية الموسومة بالعذر بالجهل شبهاتهم تملأ المنتديات والمكتبات الاسلامية فيجب على أهل الحق ان يبذلوا جهدهم فى بيان التوحيد ومقتضياته حتى -يقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
بخلاف العاذر المتوقف في عباد الاوثان بتوصيف السابق المتوقف فى كفر من اجمع العلماء على كفره بشبهه معتبرة لا يدخل فى تكذيب النصوص أو رد الاجماع الا بعد قيام الحجة-كما بيَّنا سابقا - الخمر حرام بالاجماع ولكن اذا حصل التأويل بشبهه فيجب ازالة الشبهه فاذا زالت الشبهه- وطبعا يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية والجزئية-هنا يكفر برده للنصوص
فهذا لا يكفر مباشرة هذا ما كان عليه السلف في بعض المتوقف في غلاة الجهمية. بخلاف العاذر المتوقف في عباد الاوثان بتوصيف السابق الذي يجعل مقالته اصلا من اصول الشريعة وعاما في جميع المشركين فهذا كافر مرتد.لا فرق بين غلاة الجهمية وعباد القبور وقررنا ذلك فى كثير من المواضيع
يجعل مقالته اصلا من اصول الشريعة وعاما في جميع المشركيننحن بينا درجات المخالفين فى هذه المسألة
يجعل مقالته اصلا من اصول الشريعة العذر بالجهل أصل من أصول الشريعة -مع التفريق طبعا بين جهل الاعراض وجهل العاجز عن السؤال- او الجهل مع عدم التمكن من العلم- فنفى العذر باطلاق ليس من مذهب اهل السنة ولكن اهل العلم بينوا-انواع الجهل والمسائل التى يعذر فيها والمسائل التى لا يعذر-وفرقوا بين المسائل الظاهرة والخفية وفرقوا ايضا فى هذا الباب بين الاسماء والاحكام-
فأهل العلم عندهم لفظ الكفر له عدة اعتبارات وبحسب ما يتعلق به من الأحكام
وأن الاسم الواحد يُنفي ويُثبت بحسب الأحكام المتعلقة به، فلا يجب إذا ثبت أو نفي في حكم أن يكون كذلك في بقية الأحكام وهذا مشهور في كلام العرب-.فالكفر قبل قيام الحجة له حد وأحكام تختلف عنه بعد قيام الحجة فتارة ينفون الكفر إلا بعد الحجة بحسب ما يتعلق به من أحكام وهذا لا ينفي الكفر الآخر الثابت لأصحابه قبل قيام الحجة وبلوغ الرسالة.
قال شيخ الإسلام في هذا المعنى: وجماع الأمر أن الاسم الواحد ينفي ويثبت بحسب الأحكام المتعلقة به، فلا يجب إذا ثبت أو نفي في حكم أن يكون كذلك في سائر الأحكام، وهذا في كلام العرب وسائر الأمم، لأن المعنى مفهوم، مثل ذلك: المنافقون قد يجعلون من المؤمنين في موضع وفي موضع آخر يقال: ما هم منهم.قال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً ....).فهنالك جعل هؤلاء المنافقين الخائفين من العدو .. الناكلين عن الجهاد، الناهين لغيرهم، الذامين للمؤمنين: منهم. وقال في آية أخرى: (وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ...). وهؤلاء: ذنبهم أخف، فإنهم لم يؤذوا المؤمنين لا بنهي ولا سلق بألسنة حداد ولكن حلفوا بالله أنهم من المؤمنين في الباطن بقلوبهم، وإلا فقد علم المؤمنون أنهم منهم في الظاهر فكذبهم الله وقال (وما هم منكم) وهناك قال: (قد يعلم الله المعوقين منكم). فالخطاب: لمن كان في الظاهر مسلماً مؤمناً وليس مؤمناً بأن منكم من هو بهذه الصفة، وليس مؤمناً بل أحبط الله عمله فهو منكم في الظاهر لا الباطن.ولهذا لما استؤذن النبي في قتل بعض المنافقين قال: (لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه) فإنهم من أصحابه في الظاهر عند من لا يعرف حقائق الأمور، وأصحابه الذين هم أصحابه ليس فيهم نفاق ...وكذلك: الأنساب مثل كون الإنسان أباً لآخر أو أخاه يثبت في بعض الأحكام دون بعض فإنه قد ثبت في الصحيحين أنه لما اختصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة بن الأسود في ابن وليدة زمعة، وكان عتبة بن أبي وقاص قد فجر بها في الجاهلية، وولدت منه ولداً فقال عتبه لأخيه سعد: إذا قدمت مكة فانظر ابن وليدة زمعة فإنه ابني. فاختصم فيه وهو وعبد بن زمعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال سعد: يا رسول الله ابن أخي عتبة، عهد إلى أخي عتبة فيه إذا قدمت مكة انظر إلى ابن وليدة زمعة فإنه ابني، ألا ترى يا رسول الله شبهه بعتبة؟فقال عبد: يا رسول الله أخي وابن ووليدة أبي ولد على فراش أبي.فرأى النبي شبهاً بيناً بعتبة فقال: "هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفرش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة". لما رأى من شبهه البين بعتبة ..فتبين أن الاسم الواحد ينفي في حكم، ويثب في حكم. فهو أخ في الميراث وليس بأخ في المحرمية ..ولفظ النكاح وغيره في الأمر يتناول الكامل وهو العقد والوطء كما في قوله: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء). وقوله (حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ). وفي النهي يعم الناقص والكامل، فينهي عن العقد مفرداً وإن لم يكن وطء كقوله: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء). ا. هـ.

يجعل مقالته الحمد لله نحن نرد على مقالتهم ونفندها ونبين عوارها وأعظم من كشف أوهامهم وشبهاتهم هم علماء الدعوة النجدية المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين
«والحمد لله الذي جعل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم،
يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى،
يُحيون بكتاب الله الموتى،
ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى،
فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيَوْه،
وكم من ضالٍّ تائهٍ هَدَوْه،
فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم!
ينفون عن كتاب الله تحريفَ الغالين
وانتحالَ المبطلين
وتأويلَ الجاهلين، الذين عقدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا عِقالَ الفتنة،
فهُم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متَّفقون على مخالفة الكتاب
، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علمٍ،
يتكلَّمون بالمتشابه من الكلام،
ويخدعون جُهَّالَ الناس بما يشبِّهون عليهم،
فنعوذ بالله من فتن المضلِّين..».

اختم بهذا وفقني الله واياك لما يحبه ويرضاه. قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا -
يقول عزّ وجلّ لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم:
قل يا محمد للناس: كلكم يعمل على شاكلته: على ناحيته وطريقته
( فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ ) هو منكم ( أَهْدَى سَبِيلا )
يقول: ربكم أعلم بمن هو منكم أهدى طريقا إلى الحقّ من غيره.
اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ،
إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

محمدعبداللطيف
2022-09-10, 03:50 PM
https://majles.alukah.net/t155978/

(https://majles.alukah.net/t155978/)

الكفر بالطاغوت واجبا على كل مسلم بل هو الركن الأول من أركان التوحيد فلا يصح الإسلام إلا بالكفر بالطاغوت لذلك قدمه الله على الإيمان بالله في كتابه لأن بعض الناس يؤمنون بالله لكن لا يكفرون بالطاغوت على الصفة التي ذكرها أهل العلم فيأتيهم الخلل من هذا الجانب


قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله :(بدأ الله عز وجل بالكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله ؛ لأن من كمال الشيءإزالة الموانع قبل وجود الثوابت ولهذا يقال التخلية قبل التحلية.) شرح الأصول الثلاثة
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: (بل لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء أي الطواغيت المعبودون من دون الله وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فمن يكفُر بالطاغُوت ويُؤمِن بالله فقَد استمسك بالعُروة الوثقى} (البقرة: 256) الدرر السنية 10/53