المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح عبارة شيخ الإسلام: "القرمطة في السمعيات والسفسطة في العقليات".



علي الفضلي
2008-07-27, 08:53 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في المجموع :
((وَلَكِنَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسِ يُلْجِئُ أَصْحَابَهُ إلَى " الْقَرْمَطَةِ " فِي السَّمْعِيَّاتِ وَ " السَّفْسَطَةِ " فِي الْعَقْلِيَّاتِ )) .
قال العلامة السعدي :
[ قول الشيخ : القرمطة في السمعيات ، والسفسطة في العقليات ، يجمعهما أنهما المكابرة في إنكار ما لا ينكر ، وما يخالف الضرورة والبداهة .
والأدلة نوعان : سمعية وعقلية ، فالدليل السمعي إذا كان صحيحا صريح الدلالة ، فمن حرّف دلالته الصريحة عن مدلولها فقد قرمط ، نسبة للقرامطة الباطنية الذين يفسرون النصوص المعلومة بالضرورة لكل أحد بتحريفات ، يعلم العالم والجاهل أنها تحريف ، كتحريفهم للصلاة أنها معرفة أسرارهم ، والصيام كتمان أسرارهم ، والحج زيارة شيوخهم ، وما أشبه ذلك مما يعلم أنه مكابرة ، وإنكار للمعلوم من النصوص ، فعلم أن أعظم تحريف للنصوص مذهب القرامطة ، وكثير من أهل العلم يشاركونهم في نصوص الصفات ونحوها .
أما السفسطة فهي إنكار المحسوسات أو الشك فيها ، قيل إنه مذهب طائفة من الناس في كل شيء.
وقال الشيخ في كلام له : إنه ليس مذهب طائفة معينة ، لأنه لا يمكن استقرار طائفة معينة على إنكار المحسوسات ، وإنما يعرض لكثير من الناس في إنكار بعض المحسوسات ، أظن ذكر هذا الكلام في المنهاج.
مثال ذلك : أن يقول : هذه السماء أو الأرض أو ما أشبهها من المشاهدات الواضحة يقول : ليست السماء وليست الأرض ، أو لا أدري هل السماء أو الأرض ، ومن وصل به عقله إلى هذه الخيالات فقد أشبه المجانين ، ومع ذلك فكثير من أهل الكلام إذا تكلموا في المعقولات أنكروا الأشياء الواضحة ، فلهذا من سلك هذا المسلك في المعقولات ، قيل : سفسط ، أي أنكر المحسوس.
فالقرمطة والسفسطة نسبة للقرامطة والسوفسطائية ، يعني أن أغلط غلط في تأويل السمعيات يصل بصاحبه إلى القرمطة ، وأغلظ غلط في نفي العقليات يبلغ بصاحبه إلى مذهب السوفسطائية .
والله أعلم]اهـ.
من(الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة).ص291-294

أبو أحمد المهاجر
2009-07-31, 10:10 AM
بارك الله فيكم .
ليت الإخوة يتحفوننا بشرح عبارات مماثلة كالتي نقلها أخونا الفضلي.

أبو إسحاق السبيعي
2009-08-01, 11:08 PM
قال الشارح في شرح هذه العبارة:((يسفسطو في العقليات) السفسطة الخداع والتمويه والثرثرة التي لا ثمرة لها ، إذا جاءوا في العقليات سفسطوا ، أكثروا الكلام وموهوا على الناس وخدعوا الناس بكثرة الكلام ، لذلك سمي علم الكلام علم الكلام لكثرة الكلام مع قلة النتيجة .
(ويقرمطون في السمعيات) القرمطة في الأصل تقارب الخطى أو تقارب الخط القرامطة نسبة إلى حمدان القرمطي ، والقرامطة مجوس أظهروا الإسلام كيدا ومكرا للمسلمين ، في المائة الثانية ، هؤلاء تأويلاتهم يؤولون الشريعة كما يؤول علماء الكلام الصفات ، الزكاة مؤولة عندهم ، الصلاة مؤولة والصيام ، جميع العبادات مؤولة عند القرامطة الباطنية ، الشيخ يقول (ويقرمطون في السمعيات) أي علماء الكلام يشبه تأويلهم للسمعيات كتأويل القرامطة للشريعة كلها هذا تشبيه

أبو إسحاق السبيعي
2009-08-01, 11:09 PM
من شرح التدمرية

أبو أسماء الحنبلي النصري
2011-04-27, 10:34 AM
ما شاء الله تعالى.
تتبعت مشاركات الفضلي ، فوجدتها نافعة ، لكنه لم يعد يشارك من زمن كما هو واضح ، فلماذا؟
وهل من الإخوة من يعرفه؟

أبو البراء محمد علاوة
2018-09-17, 01:53 PM
بارك الله فيكم