مشاهدة النسخة كاملة : قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان
ابو وليد البحيرى
2020-04-23, 06:09 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/01/78.jpg
السلف في رمضان(1)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
الموضوع منقول من موقع
إسلام ويب
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
خصَّ الله ـ عز وجل ـ شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل، فهو شهر نزول القرآن، والجود والإحسان، وهو شهر التوبة والمغفرة والعتق من النيران، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا كان أَوَّل لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رمضان، صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النار فَلَمْ يُفْتَحْ منها باب، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ منها باب، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عُتقاءُ من النَّار وذلك كل ليلة ) رواه الترمذي .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
قال ابن القيم: " وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور " .
ولذلك كان سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ ينتظرونه بشوق وحنين، ويجعلوه شهر سباق في الطاعات والخيرات والحسنات، وكانت لهم أحوال خاصة مع هذا الشهر الطيب المبارك .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
مع القرآن الكريم :
شهر رمضان له خصوصية مع القرآن الكريم، كما قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }(البقرة من الآية: 185)، ولهذا حرص السلف - رحمهم الله - على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، فكان عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ يختم القرآن كل يوم مرة، وكان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتيْن، وفي غير رمضان في كل ست ليالٍ، وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتيْن، وقال مسبِّح بن سعيد: " كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة "، وكذلك كان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرؤها في غير الصلاة، وكان قتادة يختم في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهريُّ إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، ويُقبِل على تلاوة القرآن من المصحف .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
قال ابن رجب الحنبلي: " إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاثٍ على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضَّلة كشهر رمضان، والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحبُّ الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتنامًا لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة " .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
مع القيام :
قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين الرابحين، وهناك الكثير من الأخبار عن اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل عامة وفي شهر رمضان خاصة، قال الحسن البصري:" لم أجد شيئًا من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل "، وعن السائب بن يزيد قال: " أمر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أبَيَّ بن كعب وتميمًا الداري - رضي الله عنهما - أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة في رمضان، فكان القارئ يقرأ بِالْمِئِينَ، حتى كنا نعتمد على العصيِّ من طول القيام، وما كنا ننصرف إلاَّ في فروع الفجر "، وعن عبد الله بن أبي بكر قال: " سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام، فنستعجل الخدم بالطعام، مخافة الفجر " ، وقال الفضيل بن عياض:" إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك " .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
مع الصدقات :
عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ) رواه البخاري، ولذلك كان الشافعي يقول: " أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم "، وكان ابن عمر ـ رضي لله عنه ـ يصوم ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل ..
وكان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمسين رجلا كل ليلة، فإذا كانت ليلة العيد كساهم، وأعطى كل رجل منهم مائة درهم .. وقال أبو السوار العدوي: " كان رجال من بني عَدِي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قطُّ وحْده، إن وجد من يأكل معه أكَل، وإلاَّ أخرَج طعامه إلى المسجد، فأكله مع الناس، وأكل الناس معه " .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
لقد عرف السلف الصالح قيمة شهر رمضان المبارك، فشَّمروا فيه عن ساعد الجِد، واجتهدوا في العمل الصالح، وسارعوا إلى الخيرات، طمعاً في مرضاة الله ـ عز وجل ـ، وقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم ..
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/80.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-04-25, 02:29 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/01/78.jpg
مع السلف في العفو(2)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
روى ميمون بن مهران أن جارية له جاءت بمرقة، فعثرت فصبّت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: "يا مولاي! استعمل قول الله تعالى:{والكاظمين الغيظ}، فقال: "قد فعلت"، فقالت: "اعمل بما بعده": {والعافين عن الناس}، قال: "قد عفوت"، فقالت:"اعمل بما بعده" {والله يحب المحسنين} (آل عمران:134)، فقال ميمون: "أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
وذُكِر عن بعض المتقدمين أنه كان له فرس، وكان معجباً به، فجاء ذات يوم فوجده على ثلاث قوائم، فقال لغلامه: "من صنع به هذا؟" فقال:"أنا"، قال: "لم؟" قال: "أردت أن أغمّك". قال: "لا جرم، لأغمن من أمرك به -يعني الشيطان- اذهب فأنت حر والفرس لك".
وكان أحد السلف يوم يخرج من بيته يقول ما معناه: "اللهم قد أحللت عرضي من كل عبد". أي: أني أعفو وأسامح كل من استباح عرضي من شتم، أو سب، أو استهزاء وغيره.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
وذكر علماء التراجم أن ابن عون كانت له ناقة يغزو عليها ويحج، وكان بها معجباً، فأمر غلاماً له يستقي عليها، فجاء بها، وقد ضربهاعلى وجهها، فسالت عينها على خدها، فقال بعضهم: "إن كان من ابن عون شيء فاليوم"، فلم يلبث أن نزل، فلما نظر إلى الناقة قال: "سبحان الله!! أفلا غير الوجه بارك الله فيك؟ اخرج عني، واشهدوا أنه حر".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
وعن علي بن زيد، قال: "أغلظ رجل من قريش القول، وذلك عند أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز، فأطرق عمر رأسه طويلاً، ثم قال: أردتَ أن يستفزني الشيطان بعزّ السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً؟ انصرف رحمك الله".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
وكان ل عمر بن عبدالعزيز ولد من فاطمة، فخرج يلعب مع الغلمان، فشجّه غلام، فاحتملوه هو وابن عمر فأدخلوهما على فاطمة، فسمع عمر الجلبة، وهو في بيت آخر فخرج، وجاءت امرأة، فقالت: "إن الغلام ابني، وهو يتيم يا أمير المؤمنين". فقال لها: "أله عطاء في بيت مال المسلمين؟"، قالت: "لا"، فقال: "اكتبوا له عطاء"، وعفا عنه.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
وعن الأحنف بن قيس قال: "ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم؛ لأنه قتل ابن أخ له بعض بنيه، فأتي بالقاتل مكتوفاً يقاد إليه، فقال: ذعرتم الفتى! ثم أقبل على الفتى، فقال: يا بني! بئس ما صنعت، نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمتّ عدوك، وأسأت بقومك، خلوا سبيله، واحملوا إلى أمّ المقتول ديته، فإنها غريبة. ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته، ولا تغير وجهه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
قال الإمام ابن سماعة: "سمعت الإمام أحمد بن حنبل يقول: كل من ذكرني ففي حلّ إلا مبتدعاً، وقد جعلت أبا إسحاق -يعني المعتصم- في حلّ، فقد رأيت الله، يقول: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم} (النور:22)، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بالعفو في قصة مسطح، وما ينفعك أن يعذب الله أخاك المسلم في سببك؟".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/80.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-04-26, 01:02 AM
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.net_02_16_1097_a8478eb89 e4f1.gif&key=61314be2cceb3db0833abf686b 4e584b2cc6b14e1c8a58f9aedf6491 560657bc
مع السلف في الكرم(3)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
كان عبد الله بن عمر رضى الله عنهما شديد السخاء، يقال: إنه ما مات حتى أعتق ألف رقبه، وربما تصدق فى المجلس الواحد بثلاثين ألف، وكانت تمضى عليه الأيام الكثيرة لايذوق فيها لحماً إلا وعلى يديه يتيم.
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
قال علي بن الحسن بن شقيق: "كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع اليه إخوانه من أهل مرو، فيقولون: نصحبك فيقول هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويقفل عليها، ثم يكتري لهم، ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم يطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي، وأكمل مروءة حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول لكل واحد: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول: كذا وكذا، ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قضوا حجهم، قال لكل واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا، فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فيجصص بيوتهم وأبوابهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام عمل لهم وليمة كساهم، فإذا أكلوا وسرّوا دعا بالصندوق ففتحه، ودفع إلى كل رجل منهم صرّته التي عليها اسمه.
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
عن يحيى الوحاظي قال: "ما رأيت رجلاً كان أكبر نفساً من إسماعيل بن عياش، كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لايرضى لنا إلا بالخروف والخبيص".
وكان عبد الله بن جعفر من أسخى الناس، يعطى الجزيل الكثير ويستقله، وقد تصدق مرة بألفى ألف، وأعطى مرة رجلاً ستين ألفاً، ومرة أعطى رجلاً أربعة آلاف دينار، وقيل: إن رجلاً جلب مرة سكراً إلى المدينة، فكسد عليه، فلم يشتره أحد، فأمر ابن جعفر قيّمه أن يشتريه، وأن يهديه للناس.
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
عن محمد بن إسحاق قال: "كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل". وعن عمرو بن ثابت قال: "لما مات علي بنالحسين وجدوا بظهره أثراً مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل".
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://www.abolayan.com/upload//uploads/images/zaffat00966569944524-ae28687079.gif&key=8dfc00b488969bbf4d3db4e62f a056e7bc109bc1bd84691f6077bdec 490e2913
ابو وليد البحيرى
2020-04-26, 11:20 PM
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.net_02_16_1097_a8478eb89 e4f1.gif&key=61314be2cceb3db0833abf686b 4e584b2cc6b14e1c8a58f9aedf6491 560657bc
مع السلف في محاسبة النفس (4)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن أنس بن مالك قال: سمعت عمر بن الخطاب يوماً -وقد خرجت معه حتى دخل حائطاً- فسمعته يقول وبيني وبينه جدار، وهو في جوف الحائط: "أمير المؤمنين!! بخ بخ، والله لتتقينّ الله، أو ليعذبنّك".
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
وقال الحسن البصري : "المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عزوجل، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".
وفي قوله الله تعالى: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} (القيامة:2) قال الحسن البصري: "لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والفاجر يمضى قدماً، لا يعاتب نفسه".
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
عن عطاء قال: "دخلتُ على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز، فقلت لها: يا بنت عبد الملك، أخبريني عن أمير المؤمنين، قالت: "أفعل، ولو كان حيًّا ما فعلت! إن عمر رحمه الله كان قد فرَّغ نفسه وبدنه للناس، كان يقعد لهم يومه، فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله، إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه، فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله، ثم قام فصلى ركعتين، ثم أقعى واضعاً رأسه على يده، تتسايل دموعه على خده، يشهق الشهقة، فأقول: قد خرجت نفسه، وانصدعت كبده، فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح، ثم أصبح صائماً، قالت: فدنوت منه. فقلت: "يا أمير المؤمنين، رأيت شيئاً منك البارحة ما رأيته قبل ذلك، فما كان منك؟ قال: "أجل، فدعيني وشأني، وعليك بشأنك"، قالت: فقلت له: "إني أرجو أن أتعظ"، قال: "إذن أخبرك، أني نظرت إليّ فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع، والفقير المحتاج، والأسير المفقود، وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض، فعلمت أن الله سائلني عنهم، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيناي، ووجل له قلبي، فأنا كلما ازددت لها ذكراً ازددت لهذا وجلاً، وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي".
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
وعن أبي سليمان رحمه الله قال: "أفضل الأعمال خلاف هوى النفس".
وقال مالك بن دينار: "رحم الله امرأ قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ذمّها ثم خطمها -والخطام هو ما تُقاد به الإبل- ثم ألزمها كتاب الله، فكان له قائدًا". وكان رحمه الله يجاهد نفسه أشد المجاهدة، ثم يقول لنفسه: "إني والله ما أريد بك إلا الخير".
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
وكان توبة بن الصمة محاسباً لنفسه، فحاسبها يوماً فرأى أن عمره قد بلغ ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ، وقال: "يا ويلت! ألقى الله بواحد وعشرين ألف ذنب! فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب؟"، ثم خرّ مغشياً عليه، فحرّكوه فإذا هو ميت، فسمعوا قائلاً يقول: "يا لها من ركضة إلى الفردوس الأعلى".
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://vanille63.v.a.pic.centerblog.n et/691f3234.gif&key=eb63a5ea65815fc6ecf74fa0d5 2f6e6be9830c0f8d1e1e0c0305e852 94b194cb
وقال إبراهيم التيمي: "مثلت نفسي في الجنة، آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، ثم مثلت نفسي في النار، آكل من زقّومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس! أي شيء تريدين؟ فقالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً، قلت: فأنت في الأمنية فاعملي".
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://www.abolayan.com/upload//uploads/images/zaffat00966569944524-ae28687079.gif&key=8dfc00b488969bbf4d3db4e62f a056e7bc109bc1bd84691f6077bdec 490e2913
ابو وليد البحيرى
2020-04-27, 11:19 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/154.jpg
مع السلف في حفظ اللسان(5)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال أحد السلف: "صحبنا الربيع بن خثيم عشرين سنة، فما تكلم إلا بكلمة تعليه عند الله". وعن رجل من بني تميم قال: "جالست الربيع عشر سنين، فما سمعته يسأل عن شيء من أمور الدنيا، إلا مرتين: قال مرة: والدتك حيّة؟ وقال في الثانية: كم لك مسجدا؟". وقال آخر: "صحبت الربيع عشرين عاماً، ما سمعت منه كلمة تُعاب".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن محمد بن سوقة قال: "أحدثكم بحديث لعله أن ينفعكم؛ فإنه قد نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح: يا بني أخي، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضوله ما عدا كتاب الله عز وجل أن تقرأه، وتأمر بمعروف أو تنهى عن منكر، أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها. أتنكرون أن عليكم حافظين كراماً كاتبين؟ عن اليمين وعن الشمال قعيد؟ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟ أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته يوم القيامة، ليس فيها من أمر دينه ولا دنياه شيء؟".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال سلمة بن علقمة: "جالستُ يونس بن عبيد، فما استطعت أن آخذ عليه كلمة تعاب عليه".
قال إبراهيم الحربي: "ما أخرجتْ بغداد أتمّ عقلاً من بشر الحافي، ولا أحفظ للسانه منه، ما عُرِف له غيبة لمسلم".
قال الإمام ابن دقيق العيد: "ما تكلمت كلمة، ولا فعلت فعلاً، إلا وأعددت له جواباً بين يدي الله عزوجل".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال ابن السماك: "سبعُك -أي: أسدك- بين لحيْيْك، تأكل به كل من مرعليك، قد آذيت أهل الدور في الدور، حتى تعاطيت أهل القبور، فما ترثي لهم وقد جرى البلى عليهم، وأنت هاهنا تنبشهم، إنما نرى أن نبشهم أخذ الخرق عنهم، إنك إن ذكرت مساويهم فقد نبشتهم، إنه ينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاث خلال: أما واحدة: فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك، فما ظنك بربك إذا ذكرت أخاك بأمر هو فيك؟ ولعلك تذكره بأمر قد ابتُليت بأعظم منه، فذلك أشد استحكاماً لمقته إياك، ولعلك تذكرهبأمر قد عافاك الله منه، أفهذا جزاؤه إذ عافاك. أما سمعت: ارحم أخاك واحمد الذي عافاك؟".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن أبي بكر بن عياش قال: "أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى بها بلية".
قال مورق العجلي: "تعلمت الصمت في عشر سنين، وما قلت شيئا قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/156.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-04-28, 10:56 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/154.jpg
هدي السلف في حفظ وصاياهم(6)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "عليك بتقوى الله؛ فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في أهل السماء، وذكرك في أهل الأرض، وعليك بالصمت إلا في حق؛ فإنك تغلب الشيطان".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: "أوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالقرآن؛ فإنه نور بالليل المظلم؛ وهدى بالنهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض لك بلاء، فقدّم مالك دون دينك، فإن تجاوزالبلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك، فإن المسلوب من سُلب دينه، واعلم أنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال الإمام موفق الدين البغدادي: "ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدرالأول، فاقرأ السيرة النبوية، وتتبع أفعال نبيك، واقتف آثاره وتشبّه به ما أمكنك. من لم يحتمل ألم التعلم لم يذق لذة العلم، ومن لم يكدح لم يفلح. إذا خلوت من التعلم والتفكر فحرّك لسانك بالذكر، خاصة عند النوم، وإذا حدث لك فرح بالدنيا فاذكر الموت وسرعة الزوال وكثرة المنغّصات. وإذا حزبك أمر فاسترجع، وإذا اعترتك غفلة فاستغفر، واعلم أن للدين عبقا تدل على صاحبها، ونوراً وضيئاً يشرف عليه ويدل عليه. يا محيي القلوب الميتة بالإيمان خذ بأيدينا من مهواة الهلكة، وطهّرنا من درن الدنيا بالإخلاص لك".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال وهيب بن الورد: "لا يكون همّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همّه في إحكامه وتحسينه؛ فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه". وقال أيضا: "اتق الله أن تسبّ إبليسفي العلانية، وأنت صديقه في السر".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن معروف الكرخي قال: "من كابر الله صرعه، ومن نازعه قمعه، ومن ماكره خدعه، ومن توكل عليه منعه، ومن تواضع له رفعه. كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله، وإذا أراد الله بعبد شرا أغلق عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل".
عن الإمام وهب بن منبّه قال: "قرأت في بعض الكتب: يابن آدم، لا خيرلك في أن تعلم ما تجهله، وأنت لم تعمل بما علمت؛ فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطباً، فحزم حزمة، فذهب يحملها فعجز عنها، فضم إليها أخرى".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن الإمام الحسن البصري قال: "المؤمن أحسن الناس عملاً، وأشد الناس وجلاً، فلو أنفق جبلاً من مال، ما أمن العذاب، لا يزداد صلاحاً وبرّا إلا ازداد خوفاً من ربه، والمنافق يقول: سواد الناس كثير، وسيغفرُ لي، ولا بأس عليّ. فيسيء العمل ويتمنّى على الله الأماني".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أبو حفص الحداد: "من لم يتّهم نفسه على دوام الأوقات، ولم يخالفها فى جميع الأحوال، ولم يجرّها إلى مكروهها فى سائر أيامه كان مغروراً،ومن نظر إليها باستحسان فقد أهلكها، وكيف يصح لعاقل الرضا عن نفسه؟ والكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم: يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليهم السلام يقول: {وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء} (يوسف:53)".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/156.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-04-29, 10:39 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/154.jpg
قصص من حلم السلف(7)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
كان معاوية بن أبي سفيان يقول: "إني لآنف أن يكون في الأرض جهل لا يسعه حلمي، وذنب لا يسعه عفوي، وحاجة لا يسعها جودي".
وعن زياد بن أبيه قال: "ما غلبني معاوية في شيء إلا مرة واحدة، استعملت فلاناً، فكسر متاعي، فخشي أن أعاقبه، ففرّ مني إلى معاوية، فكتبت إليه: إن في هذا أدب سوء لمن استعملته، فكتب إليّ: إنه لا ينبغي أن نسوس الناس سياسة واحدة، أن نلين جميعاً فيمرح الناس في المعصية، ولا نشتد جميعاً فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون أنت للشدة والفظاظة، وأكون أنا للين والألفة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وذُكر أن رجلاً من التابعين مدحه رجل في وجهه، فقال له: يا عبد الله! لم تمدحني، أجرّبتني عند الغضب، فوجدتني حليماً؟ قال: لا، قال: أجرّبتني في السفر، فوجدتني حسن الخلق؟ قال: لا، قال: أجرّبتني عند الأمانة، فوجدتني أميناً؟ قال: لا. فقال: ويحك! ما لأحد أن يمدح أحداً ما لم يجربه في هذه الأشياء الثلاثة.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
أغلظ رجل للأحنف بن قيس فى الكلام -وكان رحمه الله قد اشتهر بحلمه- فقال الرجل: "والله يا أحنف! لئن قلت لي واحدة لتسمعنّ بدلها عشراً". فقال له: "إنك إن قلت لي عشراً، لا تسمع مني واحدة".
وجاء رجل إلى الأحنف فشتمه فما رد عليه، فأعاد الرجل فسكت عنه، فأعاد فسكت عنه، فقال الرجل: "والهفاه!! ما يمنعه من أن يرد علي إلا هواني عنده".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال رجل مرّة لسالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم: "يا شيخ السوء!"، فقال له سالم: "ما أراك بعدت يا أخي".
كان الفضيل بن عياض إذا قيل له: "إن فلاناً يقع فيك"، يقول: "والله لأغيظن أمره -ويعني بذلك إبليس–"، ثم يقول: "اللهم إن كان صادقاً، فاغفر لي، وإن كان كاذباً، فاغفر له".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وشتم رجل الربيع بن خيثم، فقال له: "يا هذا! قد سمع الله كلامك، وإن دون الجنة عقبة، إن قطعتُها، لم يضرّني ما تقول، وإن لم أقطعها، فأنا شرّ مما تقول".
قال أحد السلف: "لما ولي عمر بن عبد العزيز خرج ذات ليلة، ومعه حرسه الذين يحرسونه، فدخل المسجد فمر في الظلمة برجل نائم فعثر به، فرفع النائم رأسه إليه، فقال: أمجنون أنت؟ فرد عليه عمر: لا. فهمّ به الحراس، فقال لهم عمر: اتركوه؛ إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت: لا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/156.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-04-30, 11:01 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/154.jpg
هدي السلف في قراءة القرآن(8)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قال: "أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا مما فيهن، فكنا نتعلم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لا يجاوز تراقيهم".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن إبراهيم قال: "كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان فيكل ست ليال.
عن ابن شذوب قال: كان عروة بن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظراً، ويقوم به الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وكان وقع فيها الآكله فنُشرت.
قال سلام بن أبي مطيع: "كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وروى إسحاق المسيبي عن نافع قال: "لما غُسِّل أبو جعفر القارئ، نظروا ما بين نحره إلى فؤاده كورقة المصحف، فما شك من حضره أنه نور القرآن.
قال يحيى الحماني: "لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أحمد بن ثعلبة: سمعت سلم بن ميمون الخواص يقول: "قلت لنفسي: يا نفس، اقرئي القرآن كأنك سمعتيه من الله حين تكلّم به، فجاءت الحلاوة".
عن الأعمش قال: "كان يحيى بن وثّاب من أحسن الناس قراءة، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال أبو بكر بن الحداد: "أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قدرت عليه تسعا وخمسين ختمة، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/156.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-02, 12:13 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
قصص من أدب السلف(9)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال أبو مصعب: "كان الإمام مالك لا يحدّث إلا وهو على طهارة، إجلالاً للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
عن عطاء بن أبي رباح قال: "إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمع هذا الحديث من قبل، وقد سمعته قبل أن يولد".
وذكر علماء التراجم في ترجمة الإمام الأحنف بن قيس أنه كان إذا أتاه رجل وسع له في المجلس، فإن لم يكن هناك سعة أراه كأنه يوسع له.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
وقال الأحنف: "ثلاث فيّ ما أذكرهن إلا لمعتبر: ما أتيت باب سلطان إلاأن أُدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما، وما أذكر أحداً بعد أن يقوم من عندي إلا بخير". وقال أيضاً: "ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفتُ له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
قال ابن الوليد لولده العباس: "سبحانك تفعل ما تشاء!! كان الأوزاعي يتيماً فقيراً في حجر أمه، تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمكَ يا رب فيه أن بلغته حيث رأيته، يا بنيّ عجزت الملوك أن تؤدب نفسها وأولادها، وأدب الأوزاعي في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكا قط حتى يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبك؟".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
عن إبراهيم بن حبيب الشهيد قال: "قال لي أبي: "يا بُني، اذهب إلى الفقهاء والعلماء، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم؛ فإن ذاك أحب إلي لك من كثير من الحديث".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
وعن ابن المنادي قال: "كان الإمام أحمد من أحيى الناس وأكرمهم، وأحسنهم عشرة وأدباً، كثير الإطراق، لا يسمع منه الا المذاكرة للحديث، وذكر الصالحين في وقار وسكون ولفظ حسن، وإذا لقيه انسان بشّ به، وأقبل عليه، وكان يتواضع للشيوخ شديداً، وكانوا يعظمونه، وكان يفعل بيحيى بن معين ما لم أره يعمل بغيره من التواضع والتكريم والتبجيل، وكان يحيى يكبره بسبع سنين".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
وعن أبي عبد الله قال: "أفطرنا في رمضان ليلةً شديدة الحر، فكنا نأكل ونشرب، وكان أخي عبد الرحمن بن مندة يأكل ولا يشرب، فخرجت، وقلت للناس: إن من عادة أخي أنه يأكل ليلة ولا يشرب، ويشرب ليلة أخرى ولا يأكل، قال: فما شرب تلك الليلة، ولا في الليلة الآتية، كان يشرب ولا يأكل البتة، فلما كان في الليلة الثالثة قال: يا أخي، لا تلعب بعد هذا، فإني ما اشتهيت أن أكذبك".
وقال أيوب بن المتوكل: "كان إمام النحو الخليل إذا أفاد إنساناً شيئاً لم يره بأنه أفاده، وإن استفاد من أحد شيئاً أراه بأنه استفاد منه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
ويروى أن أبا إسحاق الحربي لما دخل على إسماعيل القاضي بادر إليه محمد بن يوسف إلى نعله، فأخذها فمسحها من الغبار، فدعا له، وقال: "أعزك الله في الدنيا والآخرة"، فلما توفي محمد بن يوسف رؤي في النوم ، فقيل له: "ما فعل الله بك؟"، قال: "أعزني في الدنيا والآخرة بدعوة الرجل الصالح".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-03, 08:38 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
الدعوة إلى الله عند السلف(10)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
دخل على الإمام مالك بن دينار لص أراد أن يسرق ما في بيته، فما وجد ما يأخذه، فناداه مالك: "لم تجد شيئاً من الدنيا، فترغب في شيء من الآخرة؟"، قال: "نعم"، قال: "توضّأ وصلّ ركعتين". ففعل، ثم جلس وخرج إلى المسجد، فسئل الإمام: "من هذا؟" قال: "جاء ليسرق منا فسرقناه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
ذكر علماء السير أن يزيد البسطامي لما كان غلاما تعلم قوله تعالى: {يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا} (المزمل:1-2) قال لأبيه: "يا أبت، من الذي يقول الله تعالى له هذا؟"، قال: "يا بنيّ! ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، فقال له يزيد: "يا أبت! ما لك لا تصنع أنت كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم؟"، قال: "يا بنيّ! إن الله تعالى خصّ نبيه بافتراض قيام الليل دون أمته". فسكت عنه. فلما حفظ قول الله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك} (المزمل:22)، قال: "يا أبت! إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون من الليل، فمن هؤلاء الطائفة؟"، فقال له: "أؤلئك هم الصحابة رضي الله عنهم"، قال: "فلم تترك ما فعله الصحابة؟"، قال: "صدقت يا بنيّ! لا أترك القيام إن شاء الله تعالى". فكان يقوم من الليل ويصلي.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
وقال الإمام الغزالي: "اعلم أن كل قاعد في بيته أينما كان فليس خالياً في هذا الزمان عن منكر من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم، وحملهم على المعروف؛ فأكثر الناس جاهلون بالشرع في شروط الصلاة في البلاد، فكيف في القرى والبوادي؟ وواجب أن يكون في مسجد ومحلٍّ من البلد فقيه يُعلِّم الناس دينهم، وكذا في كل قرية".
يقول الإمام عبد القادر الجيلاني: "أراد الله مني منفعة الخلق؛ فقد أسلمعلى يدي أكثر من خمسمائة، وتاب على يدي أكثر من مائة ألف، وهذا خير كثير".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/12.jpg
قال الحافظ عمر البزار: "كان شيخ الإسلام ابن تيمية في حال صغره إذا أراد المضيّ إلى المكتب يعترضه يهودي -وكان بيت هذا اليهودي في طريق الشيخ- فكان يعترضه بمسائل يسأله عنها، وكان الشيخ يجيبه عنها سريعاً، حتى تعجب اليهودي منه، ثم إنه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما يدينه من دين اليهودية، فلم يلبث أن أسلم الرجل وحسن إسلامه، وكان ذلك ببركة الشيخ على صغر سنه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg (http://www7.0zz0.com/2017/10/17/13/502148649.jpg)
ابو وليد البحيرى
2020-05-04, 01:23 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في الجهاد(11)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
في معركة القادسية: خرج رجل من أهل فارس، ينادي: "من يبارز؟"، فبرز له علباء بن جحش العجلي، فضربه ضربة أصابته في صدره فشقّت رئته، وضربه الآخر ضربة أصابته في بطنه فشقّت أمعاءه، وسقطا معاً إلى الأرض، فأما الفارسي فمات من ساعته، وأما علباء فلم يستطع القيام، وحاول إعادة أمعاءه إلى مكانها فلم يقدر، حتى مرّ به رجل من المسلمين، فقال له: "يا هذا! أعنّي على بطني"، فأدخل له أمعاءه، فزحف نحو صف فارس دون أن يلتفت إلى المسلمين وراءه،فأدركه الموت على بعد ثلاثين ذراعاً من مصرعه، وهو يقول:
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
أرجو بها من ربنا ثوابا قد كنت ممن أحسن الضرابا
ثم فاضت نفسه رحمه الله.عن حاتم الأصم قال: "كنا مع شقيق البلخي ونحن مواجهون للترك في يوم لا أرى فيه إلا رؤوساً تسقط، وسيوفا تقطع، ورماحاً تقصر، فقال لي شقيق ونحن بين الصفين: كيف ترى نفسك يا حاتم!؟ أتراها في مثل الليلة التي زفت إليك امرأتك؟ قلت: لا والله، قال: لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفت فيها امرأتي. ثم نام بين الصفين ودرعه تحت رأسه، حتى سمعتُ غطيطه، قال حاتم: ورأيت رجلاً من أصحابنا في ذلك اليوم يبكي، فقلت: مالك؟ قال: قُتل أخي، قلت: حظ أخيك، صار إلى الله وإلى رضوانه، فقال لي: اسكت!! ما أبكي أسفاً عليه، ولا على قتله، ولكني أبكي أسفاً أن أكون دريت كيف كان صبره لله عند وقوع السيف به، ففي ذاك اليوم أخذني تركي فأضجعنيللذبح، فلم يكن قلبي به مشغولاً، بل كان قلبي بالله مشغولاً، أنظر ماذايأذن الله له فيّ، فبينا هو يطلب السكين من جفنه إذ جاءه سهم غائر فذبحه فألقاه عني".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن إبراهيم بن شماس قال: "كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري -نسبة إلى سرماري: قرية من قرى بخارى-، فكتب إليّ: إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزية في شراء الأسرى فاكتب إليّ، فكتبت إليه لما عزمت على المسير، فقدم سمرقند فخرجنا، فلما علم قائد الكفر استقبلنا في عدة من جيوشه، فأقمنا عنده، فعرض يوماً جيشه، فمرّ رجل فعظّمه وبالغ في تفخيمه، فسألني عنه السرماري، فقلت: هذا رجل مبارز يعد بألف فارس، فقال لي: أنا أبارزه. فسكتُّ، فقال قائد الكفر: ما يقول هذا؟ قلت: يقول كذا وكذا، فاستخفّ به، وقال: لعله سكران لا يشعر. فلما كان الغد ركبوا، فركب السرماري معه عمود في كمّه، فقام بإزاء المبارز فقصده، فهرب السرماري حتى باعده من الجيش، ثم كرّ وضربه بالعمود وقتله، وعلم قائد الكفر بذلك فجهز في طلبه خمسين فارساً فأدركوه، فثبت تحت تلٍ مختفياً، حتى مروا كلهم واحداً بعد واحد، وجعل يضرب بعموده من ورائهم إلى أن قتل تسعة وأربعين، وأمسك واحداً، فقطع أنفه وأذنيه، وأطلقه ليخبر قائد الكفر". ثم بعد عامين توفي أحمد وذهب ابن شماس في فداء أسارى المسلمين، فقال له قائد الكفر: "من ذاك الذي قتل فرساننا؟"، قال: "ذاك أحمد السرماري"، قال: "فلم لم تحمله معك؟"، قلت: "لقد توفي"، فصكّ فيوجهه وقال: "لو أعلمتني أنه هو لكنت أعطيه خمسمائة برذون وعشرة آلاف شاة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن أبي أمية الغفاري قال: "كنا في غزاة لنا فحضر عدوهم، والناس مصطفون لملاقاة العدو، إذا رجل أمامي: رأس فرسي عند عجز فرسه، وهو يخاطب نفسه، ويقول: أي نفس! ألم أشهد مشهد كذا وكذا؟ فقلت لي: أهلك وعيالك، فأطعتك ورجعت؟ ألم أشهد مشهد كذا وكذا، فقلت لي: أهلك وعيالك، فأطعتك ورجعت؟ والله لأعرضنك اليوم على الله، أخذك أو تركك. فقلت: لأرمقنه اليوم. فرمقته فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم، ثم إن العدو حمل على الناس فانكشفوا، فكان في حماتهم، ثم إن الناس حملوا فكان في أوائلهم، ثم حمل العدو وانكشف الناس فكان في حماتهم. قال: فوالله ما زال ذلك دأبه حتى رأيته صريعاً. فعددت به وبدابته ستين أو أكثر من ستين طعنة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-05, 10:13 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في القيام(12)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن مولى لأبي ريحانة -وكان أبو ريحانة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أنه رجع من غزوة كان فيها، فلما انصرف أتى أهله فتعشى من عشائهم، ثم دعا بوضوء فتوضأ منه، ثم قام إلى مسجده فقرأ سورة ثم أخرى، فلم يزل ذلك مكانه كلما فرغ من سورة افتتح أخرى، حتى إذا أذن المؤذن من السحر شد عليه ثيابه، فأتته امرأته فقالت: "يا أبا ريحانة! قد غزوت فتعبت في غزوتك ثم قدمت، ألم يكن لي منك حظ ونصيب؟"، فقال: "بلى، والله ما خطرت لي على بال، ولو ذكرتك لكان لك علي حق"، قالت: "فما الذي شغلك يا أبا ريحانة؟"، قال: "لم يزل يهوى قلبي في ما وصف الله في جنته من لباسها وأزواجها ولذاتها، حتى سمعت المؤذن".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: "مارأيت أحداً أخوف على نفسه، ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة بطيئة مترسّلة، كأنه يخاطب إنساناً، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها، ويسأل الله من نعيمها، وكانت صلاته بالليل طويلة، يُلقى له الحصير في مسجده فيصلي في أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينيه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلاً، ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم هكذا حتى يصبح، وكان دأبه إذا نعس أن ينام، ويقول: أشد العبادة ما كان هكذا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن رجاء بن مسلم العبدي قال: "كنا نكون عند عجردة العمية في الدار. فكانت تحيي الليل صلاة. وربما تقوم من أول الليل إلى السحر، فإذا كان السحر نادت بصوت لها محزون: إليك قطع العابدون دجى الليالي بتبكير الدلج إلى ظلم الأسحار، يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك، فبك إلهي لا بغيرك أسألك أن تجعلني في أول زمرة السابقين إليك، وأن ترفعني إليك في درجة المقربين، وأن تلحقني بعبادك الصالحين، فأنت أكرم الكرماء، وأرحم الرحماء، وأعظم العظماء، يا كريم. ثم تخر ساجدة فلا تزال تبكي وتدعو في سجودها حتى يطلع الفجر، فكان ذلك دأبها ثلاثين سنة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال موسى بن طريف: "كانت الجارية تفرش لعلي بن بكّار، فيلمسه بيده ويقول: والله إنك لطيب، والله إنك لبارد، والله لا علوتك الليلة. وكان يصلي الفجر بوضوء العتمة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال ابن سعد واصفاً سليمان التيمي: "هو من العباد المجتهدين، كثير الحديث، ثقة يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة، وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد، فيصليان في هذا المسجد مرة وفي هذا المسجد مرة حتى يصبحا".
وعن حسين الكرابيسي قال: "بتّ مع الشافعي ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة الا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، وكأنما جُمع له الرجاء والرهبة جميعاً".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقالت أم سعيد: "كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، وربما ترنّم في السحر بالقرآن، فأرى أن جميعالنعيم قد جُمع له في ترنّمه".
وعن سعيد بن عامر قال: "كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة".
وقال ابن شبرمة: "كان زبيد يجزئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءاً عليه، وجزءاً على ابنه، وجزءاً على ابنه الآخر عبد الرحمن، فكان هو يصلي ثم يقول لأحدهما: قم. فإن تكاسل صلّى جزءه، ثم يقول للآخر: قم. فإن تكاسل أيضاً صلى جزءه، فيصلي الليل كله".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-05, 10:17 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
قصص من زهد السلف(13)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال السلمي: "سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أيضاً: "دخلت على محمد بن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور، فقال: "يا أبا عبد الله! تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير، قد نزل بي الموت، وقد منَّ الله علي أنه مالي درهم يحاسبني الله عليه". ثم قال: "أغلق الباب، ولا تأذن لأحد حتى أموت، وتدفنون كتبي، وأعلم أني أخرج من الدنيا، وليس أدع ميراثاً غير كسائى ولبدي وإنائي الذي أتوضا فيه، وكتبي هذه، فلا تكلفوا الناس مؤنة". وكان معه صرة فيها نحو ثلاثين درهماً فقال: "هذا لابني أهداه قريب له، ولا أعلم شيئاً أحلّ من هذا المال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنت ومالك لأبيك)، وقال: (أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه)، فكفّنوني منها فإن أصبتم لي بعشرة ما يستر عورتي، فلا تشتروا بخمسة عشر، وابسطوا على جنازتي لبدي، وغطوا عليها كسائي، وأعطوا إنائي مسكيناً".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
حُكي عن الإمام عمر بن سعد الكوفي أنه أبطأ يوماً في الخروج إلى صلاة الجماعة، ثم خرج فقال: "أعتذر إليكم؛ فإنه لم يكن لي ثوب غير هذا صليت فيه، ثم أعطيته بناتي حتى صلين فيه، ثم أخذته وخرجت إليكم".
وعن مسلمة بن عبد الملك قال: "دخلت على عمر بن عبد العزيز وقميصه وسخ، فقلت لامرأته وهي أخت مسلمة: اغسلوه، قالت: نفعل. ثم عدت، فإذا القميص على حاله، فحادثتها عن ذلك، فقالت: والله ما له قميص غيره".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن ابن باكويه قال: "سمعت الإمام ابن خفيف يقول عن نفسه: والله ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة".
قال الحسن البصري: "والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف، لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمنون بيوم الحساب، ولقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتاً، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عز وجل، فيتصدق ببعضه، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
أصاب يزيد بن المهلب -قائد المسلمين- فى أحد فتوحاته أموالاً كثيرة، فكان من جملتها تاج فيه جواهر نفيسه، فقال: "أتدرون أحداً يزهد فى هذا"، قالوا: "لا نعلمه"، فقال: "والله إنى لأعلم رجلاً لو عرض عليه هذا وأمثاله لزهد فيه، ثم دعا بمحمد بن واسع -وكان فى الجيش مغازياً- فعرض عليه أخذ التاج، فقال: "لاحاجة لى فيه"، فقال: "أقسمت عليك لتأخذنه"، فأخذه وخرج به من عنده، فأمر يزيد رجلاً أن يتبعه، فينظرماذا يصنع بالتاج، فمرّ بسائل، فطلب منه شيئاً، فأعطاه التاج بكامله وانصرف، فبعث يزيد إلى ذلك السائل فأخذ منه التاج، وعوّضه عنه مالاً كثيراً.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-07, 05:28 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في الصيام(14)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن الواقدي: "كان الإمام ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غداً! ما كان فيه مزيد من الاجتهاد، أخبرني أخوه عن حاله، أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ثم سرد الصوم بعد ذلك".
عن محمد بن عبد الأعلى قال: "قال لي معتمر بن سليمان: لولا أنك من أهلي ما حدثتك بهذا، لقد مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال جماعة من شيوخ قزوين: "لم ير أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان رحمه الله مثل نفسه في الفضل والزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تعد".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن عطية بن قيس قال: "دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم، وقد احتفر حفرة في فسطاطه، وجعل فيها الماء كي يتبرد به من الصيام، فقالوا: "ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟"، فقال: "إذا حضر القتال أفطرت، وتهيّأت له وتقويت؛ إن الخيل لا تجري الغايات وهن بُدن، إنما تجرى وهن ضمر، ألا وإن أيامنا باقية جائية لها نعمل".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن ابن أبي عدي قال: "صام داودبن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازا يحمل معه غداءه من عندهم، فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيًّا، فيفطر معهم". يقول الحافظ ابن الجوزي معلقاً: "يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وسئل معروف الكرخي: "كيف تصوم؟"، فغالط السائل، وقال: "صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا وكذا، وصوم داود عليه السلام كذا وكذا"، فألحّ عليه، فقال: "أُصبح دهري صائماً، فمن دعاني أكلت، ولم أقل إني صائم".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
ذكر علماء التراجم في سيرة نفيسة بنت الحسن رضي الله عنه أنها كانت تكثر من الصيام، حتى قيل لها: "ترفّقي بنفسك -لكثرة ما رأوا منها-، فقالت: كيف أرفق بنفسي؟ وأمامي عقبة لا يقطعها إلا الفائزون. وقد توفيت وهي صائمة، ويوم وفاتها ألزموها الفطر، فقالت: واعجباه! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة، أأفطر الآن؟ هذا لا يكون، حتى فاضت روحها رحمها الله تعالى.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-08, 01:05 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
قصص من مزاح السلف(15)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن القاضي ابن قريعة أن رئيساً له كتب: "ما يقول القاضي في يهودي زنى بنصرانية، فولد ابناً جسمه للبشر، ووجهه للبقر؟"، فأجاب: "هذا من أعدل الشهود على الخبثاء اليهود، أُشربو العجل في صدورهم، فليربط برأس اليهودي رأس عجل، ويصلب على عنق النصرانية الرأس والرُجُل اليهودي معاً، ويُسحبا على الارض، وينادى عليهما: ظلمات بعضها فوق بعض".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقيل: عرض اثنان على الشيخ ابن الخشاب شعراً لهما، فسمع للأول ثم قال: "أنت أردأ شعراً من صاحبك"، فتعجب الرجل وقال: "كيف تقول هذا، وأنت لم تسمع قول الآخر؟!"، قال: "لأن هذا لا يكون أردأ منه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قيل: إن أبا الطيب الطبري دفع خُفاً له إلى من يصلحه، فماطله وبقي كلما جاءه أبو الطيب نقع نعله في الماء، وقال: الآن أصلحه. فلما طال ذلك على أبي الطيب ضاق ذرعاً، وقال له: "إنما دفعته إليك لتصلحه، لا لتعلمه السباحة!!".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال أبو الفضل حدثني أبي قال: "توجهت من الموصل إلى أبي إسحاق، فلما حضرت عنده رحّب بي، وقال: من أين أنت؟ فقلت: من الموصل، قال: مرحباً، أنت من بلدي، قلت: يا سيدنا، أنت من فيروزآباد، ولست من الموصل!! فقال له: أما جمعتنا سفينة نوح؟!".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال الإمام أبو عبد الله الحاكم: "حضرت أبا العباس الأصم يوماً في مسجده، فخرج ليؤذن لصلاة العصر، فوقف موضع المئذنة، ثم قال بصوت عال -وهو غافل-: أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي. ثم انتبه لنفسه، فضحك وضحك الناس، ثم أذن".
كان ابن الجصاص مع الوزير الخاقاني في مركب وبيده كرة كافور،فبصق في وجه الوزير وألقى الكافورة في دجلة، ثم أفاق واعتذر، وقال: "إنما أردت أن أبصق في وجهك، وألقيها في الماء فغلطت"، فقال له الوزير: "كذلك الذي حصل يا جاهل".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقيل: جاء إلى الأمير ابن الأغلب رجل فقال: "قد عشقت جارية، وثمنها خمسون ديناراً، وما معي إلا ثلاثون. فوهبه مائة دينار، فسمع بذلك رجل آخر فجاء، وقال: "إني عاشق"، فقال له الأمير: "فما تجد في قلبك؟"، قال: "لهيبا"، فقال الأمير: "اغمسوه في الماء"، فغمسوه مرات، وهو يصيح: "ذهب العشق"، فضحك، وأمر له بثلاثين ديناراً.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال جعفر بن أبي عثمان: "كنا عند يحيى بن معين فجاءه رجل مستعجل، فقال: "يا أبا زكريا! حدثني بشيء أذكرك به". فقال له يحيى: "اذكرني أنك سألتني، أن أحدثك فلم أفعل!!".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-09, 07:53 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
قصص من فراسة السلف(16)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال عبد الله بن سلمة المرادي: "نظر عمر بن الخطاب إلى الأشتر، فصعّد فيه النظر وصوّبه، ثم قال: إن للمسلمين من هذا يوماً عصيباً. فملك الأشتر العرب. وكان جباراً سفاحاً.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
ودخل رجل على عثمان بن عفان رضي الله عنه -وقد رأى امرأة في الطريق، فتأمل محاسنها- فقال له عثمان : "يدخل عليّ أحدكم، وأثرالزنى ظاهر على عينيه؟!"، فقال الرجل: "أوحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، فقال: "لا، ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "أفرس الناس ثلاثة: العزيز في يوسف عليه السلام، حيث قال لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} (يوسف:21)، وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى عليه السلام: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} (القصص:26)، وامرأة فرعون حين قالت: {قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} (القصص:9)، وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما، حيث استخلفه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال الحارث بن مرة: "نظر إياس بن معاوية إلى رجل فقال: هذا غريب،وهو من أهل واسط، وهو معلّم، وهو يطلب عبداً له آبق، فوجدوا الأمر كما قال، فسألوه فقال: رأيته يمشي ويلتفت فعلمت أنه غريب، ورأيته وعلى ثوبه حمرة تربة واسط ، فعلمت أنه من أهلها، ورأيته يمر بالصبيان فيسلم عليهم ولا يسلم على الرجال فعلمت أنه معلّم، ورأيته إذا مرّ بذي هيئة حسنة لم يلتفت إليه، وإذا مرّ بذي ملابس رثّة تأمله، فعلمت أنه يطلب عبدا آبقا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وذكروا عن المنصور أن رجلاً جاءه، فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالاً، فدفعه إلى امرأته، ثم طلبه منها، فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقباً ولا علامة على ذلك، فقال المنصور: "منذ كم تزوجتها؟"، قال: "منذ سنة"، قال: "بكراً، أو ثيبا؟"، قال: "ثيباً"، قال: "فلها ولد من غيرك؟"، قال: "لا"، فدعا له المنصور بقارورة طيب كان حاد الرائحة وغريبالنوع، فدفعها إليه وقال له: "تطيّب من هذا الطيب؛ فإنه يذهب غمّك". فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته: "ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم، فمن شمّ منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به"، وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، فلما شمّته بعثتمنه إلى رجل كانت تحبه، وقد كانت دفعت إليه المال، فتطيّب من العطر،ومرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة، فشمّ الموكّل بالباب رائحته عليه فأتى به المنصور، فسأله: "من أين لك هذا الطيب؟"، فلجلج في كلامه، فدفعه إلى والي الشرطة، فقال: "إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخلّ عنه وإلا اضربه ألف سوط"، فلما جرّدوه للضرب أحضر المال على هيأته، فدعا المنصور صاحب المال، فقال: "أرأيت إن رددت عليك المال، تحكّمني في امرأتك؟"، قال: "نعم"، فقال له المنصور: "هذا مالك، وقد طلقتُ المرأة منك".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أبو علي التنوخي: "بلغني عن المعتضد أنه كان جالساً في بيت يُبنىله، فرأى فيهم غلاماً أسود منكر الخلقة يصعد السلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعف ما يحمله غيره، فأنكر ذلك وطلبه، وسأله عن سبب ذلك، فتلجلج فكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هذا حتى صرفت فكرك إليه؟
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال: قد وقع في خلدي أمر لا أحسبه باطلاً. ثم أمر به فضُرب مئة وتهددهبالقتل، ودعا بالنطع والسيف، فقال الغلام: الأمان الأمان؛ أنا أعمل في الفرن، فدخل من شهور رجل معه دنانير فأخرجها، فوثبت عليه وسددت فاه وكتفته وألقيته في الأتون، والذهب معي يقوى به قلبي. فأخذ منه المعتضد الكيس الذي فيه الدنانير، وإذا على الكيس اسم صاحبه، فنودي في البلد عن صاحب الكيس، فجاءت امرأة فقالت: هو زوجي، وليَ منه طفل. فسلّم الذهب إليها، وقتل ذلك الغلام".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-10, 04:32 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
قصص التوبة عند السلف(17)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن الفضل بن موسى قال: "كان الفضيل بن عياض لصاً يقطع الطريق،
وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها، إذ
سمع تالياً يتلو: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}
(الحديد:16)، فلما سمعها قال: بلى يا رب! قد آن. فرجع فآواه الليل إلى
خربة، فإذا فيها قافلة، فقال بعضهم: نرحل. وقال بعضهم: حتى نصبح؛
فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا. قال: ففكرتُ وقلت: أنا أسعى بالليل
في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني؟ وما أرى الله ساقني
إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت
الحرام".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن زاذان قال: "كنتُ غلاماً حسن الصوت، جيّد الضرب بالطنبور،
فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ، وأنا أغنّيهم، فمر عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه، فدخل فضرب البساط وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما
يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت!! ثم مضى، فقلت
لأصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا عبدالله بن مسعود، فألقى الله في نفسي
التوبة، فسعيت أبكي وأخذتُ بثوبه، فأقبل عليّ، فاعتنقني وبكى، وقال
لي: مرحباً بمن أحبه الله، اجلس. ثم دخل وأخرج لي تمراً".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن إبراهيم بن بشار قال: "قلت لإبراهيم بن أدهم: كيف كان بدء أمرك؟
قال: كان أولى بك أن تسأل عن غير هذا، فقلت له: أخبرني، لعل الله أن
ينفعنا به يوماً، فقال: كان أبي من الملوك الموسرين، وحُبب إلينا
الصيد، فركبت ذات مرة، فثار أرنب أو ثعلب، فحرّكت فرسي نحوه،
فسمعت نداء من ورائي: ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت. فوقفت أنظر
يمنة ويسرة، فلم أر أحداً، فقلت: لعن الله إبليس. ثم حرّكت فرسي،
فأسمع نداء أقوى من الأول: يا إبراهيم! ليس لذا خلقت ولا بذا أمرت،
فوقفت أنظر، فلا أرى أحداً، فقلت: لعن الله إبليس. فأسمع نداء من عند
سرجي بذاك، فقلت: انتصحت انتصحت!! جاءني نذير ربي، والله لا
عصيت الله بعد يومي ما عصمني الله. فرجعت إلى أهلي، فخليت فرسي
ثم جئت إلى رعاة لأبي، فأخذت جبة كساء، وألقيت ثيابي إليهم، ثم
أقبلت إلى العراق، فعملت بها أياماً، فلم يصْفُ لي منها الحلال، فقيل لي:
عليك بالشام، ولم أزل هناك".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وكان بشر بن الحارث في زمن لهوه في داره، وعنده رفقاؤه يشربون
ويطربون، فاجتاز بهم رجل من الصالحين، فدقّ الباب، فخرجت إليه
جارية، فقال لها: "صاحب هذه الدار حر أو عبد؟"، فقالت: "بل حر"،
فقال: "صدقت؛ لو كان عبداً لاستعمل أدب العبودية، وترك اللهو
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
والطرب". فسمع بشر محاورتهما، فسارع إلى الباب حافياً حاسراً، وقد
ولّى الرجل، فقال للجارية: "ويحك، من كلمك على الباب؟"، فأخبرته
بما جرى، فقال: "أي ناحية أخذ هذا الرجل؟"، فقالت: "كذا"، فتبعه
بشر حتى لحقه، فقال له: "أنت يا سيدي! وقفت بالباب وخاطبت
الجارية؟"، قال: "نعم"، قال: أعد علي الكلام"، فأعاده، فمرّغ بشر
خدّه على الأرض، وقال: "بل عبد! عبد!!"، ثم هام على وجهه حافياً
حاسراً، حتى عُرف بالحفَّاء، فقيل له: "لم لا تلبس نعالاً؟"، قال: "لأني
ما صالحني مولاي إلا وأنا حاف، فلا أزول عن هذه الحالة حتى
الممات".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-11, 04:37 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
أحوال السلف عند الاحتضار(18)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن أبي موسى قال: "مرض أبي -الحافظ عبدالغني- مرضاً شديداً منعه
من الكلام والقيام، واشتدّ ستة عشر يوماً، وكنت أسأله كثيراً ما يشتهي
فيقول: أشتهي الجنة، أشتهي رحمة الله. لا يزيد على ذلك. فجئته بماء
حار، فمدّ يده فوضّأته وقت الفجر، فقال: يا عبد الله! قم صل بنا
وخفف. فصليت بالجماعة، وصلّى جالساً ثم جلست عند رأسه، وجعل
يدعوا وأنا أؤمن، فقلت: هنا دواء تشربه. قال: يا بني، ما بقي إلا
الموت، فقلت: ما تشتهي شيئاً؟ قال: أشتهي النظر إلى وجه الله
سبحانه، فقلت: هل أنت عنّي راض؟ قال: بلى والله، فقلت: ما توصي
بشيء؟ قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد علي شيء، قلت:
توصيني؟ قال: أوصيك بتقوى الله والمحافظة على طاعته. فجاء جماعة
يعودونه، فسلموا فرد عليهم، وجعلوا يتحدثون، فقال لهم: ما هذا؟
اذكروا الله، قولوا لا إله إلا الله، فلما قاموا جعل يذكر الله بشفتيه،
ويشير بعينيه، فقمت لأناول رجلاً كتاباً من جانب المسجد، فرجعت وقد
خرجت روحه رحمه الله".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
حكى الفقيه عن شيخه نصر أنه قبل موته بلحظة سمعه وهو يقول: "يا
سيدي! أمهلوني أنا مأمور، وأنتم مأمورون". ثم سمع المؤذن بالعصر
فقال له: "يا سيدي! المؤذن يؤذن"، فقال له: "أجلسني". فأجلسه،
فأحرم بالصلاة ووضع يده على الأخرى وصلى، ثم توفي من ساعته
رحمه الله.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن يزيد بن أبي حبيب قال: "لما احتضر ابن أبي سرح وهو بالرملة
-وكان خرج إليها فارّا من الفتنة- فجعل يقول من الليل: أأصبحتم؟
فيقولون: لا. فلما كان عند الصبح قال: يا هشام! إني لأجد برد الصبح
فانظر، ثم قال: اللهم اجعل خاتمة عملي الصبح، فتوضّأ ثم صلى، فقرأ
في الأولى بأمّ القرآن والعاديات، وفي الأخرى بأمّ القرآن وسورة،
وسلّم عن يمينه وذهب يسلّم عن يساره فقُبض رحمه الله.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أبو شامة: "أخبرني من حضر جنازة الإمام ابن عساكر: أنه صلّى
الظهر، وجعل يسأل عن صلاة العصر، وتوضّأ ثم تشهد وهو جالس،
وقال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم
نبياً، لقّنني الله حجتي، وأقالني عثرتي، ورحم غربتي، ثم قال: وعليكم
السلام. فعلمنا أنه حضرت الملائكة، ثم انقلب ميّتا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال يوسف الشيرازي عن وفاة الإمام عبد الأول الهروي: "لما
احتضر شيخنا سندته إلى صدري، فدخل عليه محمد بن القاسم وأكب
عليه وقال: يا شيخنا! قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر
كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) فرفع طرفه إليه وتلا: {يا ليت قومي
يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} (يس:27)، فدهش
من حضر من الأصحاب، ولم يزل يقرأ حتى ختم السورة، وتوفي وهو
جالس على السجادة".
عن ابن الفضل القطان قال: "حضرت النقاش وهو يجود بنفسه سنة
إحدى وخمسين وثلاثمائة، فنادى بأعلى صوته: {لمثل هذا فليعمل
العاملون} (الصافات:61) ، يردّدها ثلاثاً، ثم خرجت نفسه رحمه الله".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال الحسن بن صالح: "قال لي أخي -وكنت أصلي-: يا أخي! اسقني.
قال: فلما قضيت صلاتي أتيته بماء، فقال: قد شربت الساعة، قلت: من
سقاك وليس في الغرفة غيري وغيرك؟ قال: أتاني الساعة ملك بماء
فسقاني، وقال لي: أنت وأخوك وأمك مع الذين أنعم الله عليهم. ثم
خرجت نفسه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-12, 01:20 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في طلب العلم(19)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن أحمد بن خالد قال: "بلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك
بن أنس رحمه الله، فمرّ على باب مالك فيل، فخرج كل من كان في
مجلسه لرؤية الفيل، سوى يحيى بن يحيى فلم يقم، فأعجب به مالك
وسأله: من أنت؟ وأين بلدك؟ ثم لم يزل بعدُ مُكْرِماً له". وعن يحيى بن
يحيى قال: "أخذت بركاب الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث:
دعه. ثم قال لي: خدَمَك العلم. قال: فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك".
و(يحيى) هذا هو راوي "موطأ" مالك.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال إسحاق الشهيدي: "كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر، ثم يستند
إلى أصل منارة مسجده، فيقف بين يديه علي بن المديني وأحمد بن
حنبل ويحيى بن معين وغيرهم، يسألونه عن الحديث وهم قيام على
أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يقول لواحد منهم: اجلس، ولا
يجلسون هيبة له وإعظاماً".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن أبي إسحاق قال: "لما مات القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم
العسال ، وجلس بنوه للتعزيه، دخل علينا رجلان في لباس سواد، وأخذا
يولولان ويقولان: وإسلاماه!! فسئلا عن حالهما، فقالا: إنا وردنا من
"أغمات" من المغرب، لنا سنة ونصف في الطريق في الرحلة إلى هذا
الإمام لنسمع منه، فوافق ورودنا وفاته".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن أبي طاهر قال: "سمعت أبا بكر بن المقرئ يقول: طفت الشرق
والغرب أربع مرات -يعني في الرحلة للحديث-. وروى رجلان عن ابن
المقرئ قال: مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة في الحديث مسافة
سبعين مرحلة، ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها. وقال أيضاً:
دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجات، وأقمت بمكة
خمسة وعشرين شهراً، كل ذلك في العلم".
عن إسماعيل بن عياش قال: "كتبت لي أم الدرداء في لوحي: اطلبوا
العلم صغاراً، تعملوا به كباراً؛ فإن لكل حاصد ما زرع".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال ابن جماعة الكناني: "ليعلم طالب العلم أن ذلّه لشيخه عزّ، وأن
خضوعه له فخر، وتواضعه له رفعة، وعلى طالب العلم أن ينظر إلى
شيخه بعين الإجلال؛ فإن ذلك أقرب إلى انتفاعه به، وكان بعض السلف
إذا ذهب إلى شيخه تصدّق بشيء، وقال: اللهم استر عيب شيخي عني،
ولا تذهب بركة علمه مني".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: "كان يقال: إذا لقي الرجلُ الرجلَ
فوقه في العلم، فهو يوم غنيمته، وإذا لقي من هو مثله، دارسه وتعلم
منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له، وعلّمه".
قال أبو حاتم الرازي: "بقيت ثمانية أشهر بالبصرة، وكان في نفسي أن
أقيم سنة، فانقطعت نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفدت، وبقيتُ بلا
نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وطلب الحديث، وأظل
كذلك إلى المساء، فانصرف رفيقي، ورجعت إلى بيتي، فجعلت أشرب
الماء من الجوع، ثم أصبحت فغدا عليّ رفيقي، فجعلت أطوف معه في
سماع الحديث على جوع شديد، وانصرفت جائعاً، فلما كان من الغد غدا
ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئاً،
فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النصف الآخر في الكراء، فخرجنا من البصرة، وأخذت منه نصف الدينار".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-13, 04:55 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في التوكل(20)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن أبي حازم سلمة بن دينار قال: "وجدت الدنيا شيئين: فشيء هو
لي، وشيء لغيري، فأما ما كان لي: فلو طلبته قبل أجله لم أقدر عليه،
وأما الذي هو لغيري فلم أصبه فيما مضى، ولا أرجوه فيما بقي، إن
رزقي يُمنع من غيري، كما يُمنع رزقي غيري مني، ففي أي هذين أفني
عمري؟".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقيل له: ما مالُك؟ فقال: "ثقتي بالله، وإياسي مما في أيدي الناس".
وقيل عن محمد بن كعب أنه كانت له أملاك بالمدينة، وحصّل مالا مرّة
فقيل له: "ادّخر لولدك"، قال: "لا، ولكن أدّخره لنفسي عند ربي،
وأدّخر ربي لولدي".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن أبي قدامة الرملي قال: "قرأ رجل هذه الآية: {وتوكل على الحي
الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا}
(الفرقان:58)، فأقبل عليّ سليمان الخوّاص، فقال: يا أبا قدامة! ما
ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد بعد الله في أمره، انظر كيف
قال الله تبارك وتعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} ، فأخبرك أنه
لا يموت، وأن جميع خلقه يموتون، ثم أمرك بعبادته، فقال: {وسبح
بحمده}، ثم أتبعها بقوله: {وكفى به بذنوب عباده خبيرا}، فأخبرك بأنه
خبير بصير. ثم قال سليمان: والله يا أبا قدامة! لو عامل عبدٌ ربه بحسن
التوكل وصدق النية له بطاعته، لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم،
فكيف يكون هذا محتاجاً، وملجؤه إلى الغني الحميد؟!".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قيل لحاتم الأصم: "على ما بنيت أمرك في التوكل؟"، قال: "على
خصال أربعة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي،
وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت
يأتي بغتة فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله، فأنا مستح
منه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن شقيق البلخي قال: "لكل واحد مقام: فمتوكل على نفسه، ومتوكل
على لسانه، و متوكل على سيفه، ومتوكل على سلطانه، ومتوكل على
الله، فأما المتوكل على الله عزوجل فقد وجد الراحة، فإن الله عزوجل
يقول: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} (الفرقان:58)، وأما من كان
مستروحاً إلى غيره، فيوشك أن ينقطع به فيشقى، وإنما التوكل طمأنينة
القلب بموعود الله عزوجل".
عن يحيى بن معاذ الرازي قال: "من طلب الفضل من غير ذي الفضل
غرم وخسر، وإن ذا الفضل هو الله عزوجل: {إن الله لذو فضل على
الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون} (البقرة:243)".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي في تعريف التوكل: "هو صدق اعتماد
القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور
الدنيا والآخرة كلها".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-14, 03:36 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
من كرامات السلف(21)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: "غزونا القسطنطينية، فكُسر بنا مركبنا،
فألقانا الموج على خشبة في البحر -وكنا خمسة أو ستة- فأنبت الله لنا
بعددنا ورقة لكل رجل منا، فكنا نمصّها فتشبعنا وتروينا، فإذا أمسينا أنبت
الله لنا مكانها، حتى مر بنا مركب فحملنا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال ابن مسدي عن الإمام أبي محمد الروابطي: "...له كرامات، أُسر إلى
"طرطوشة" وقيدوه، فقام النصراني ليلة فرآه يصلي وقيده إلى جنبه؛
فتعجّب من ذلك، فلما أصبح رأى قيده في رجله، فرقبه ثاني ليلة فكذلك،
فذهب فأخبر القسيس، فقالوا: أحضره. فجاء به وجرت بينه وبينهم
محاورة، ثم قالوا: لايحل أن نأسرك، فاذهب إلى حال سبيلك".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال الإمام الزبيدي: "خرجت إلى المدينة لوحدي، فآواني الليل إلى جبل،
فصعدته، وناديت: اللهم إني الليلة ضيفُك، ثم أتاني صوت يناديني: مرحباً
بضيف الله، إنك مع طلوع الشمس تمر بقوم على بئر يأكلون خبزاً وتمراً،
فإذا دعوك فأجب. فسرتُ من الغد، فلاحت لي بئر فجئتها، فوجدت عندها
قوماً يأكلون خبزاً وتمراً، فدعوني فأجبتُ".
قال أبو الفضل: "حكي أنه طلع إصبع زائد في يد ولد من أولاد الرؤساء،
فاشتد ألمه له، فدخل عليه ابن الخاضبة فمسح عليها، وقال: أمرها يسير،
فلما كان الليل نام الغلام، وانتبه فوجدها قد سقطت".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن عمر المحمودي قال: " لما مات الوخشي كنتُ غلاماً، فلما وضعوه
في القبر خرجت الحشرات من المقبرة -وكان في طرفها واد- فذهبت إليه
الحشرات، والناس لا يعرضون لها".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن سليمان بن يزيد: أن الإمام علي بن أبي طاهر لما رحل إلى الشام
وكتب الحديث، جعل كتبه في صندوق وأوثقه، وركب البحر فاضطربت
السفينة وماجت، فألقى الصندوق في البحر، ثم سكنت السفينة، فلما خرج
منها أقام على الساحل ثلاثاً يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثالثة وقال:
"اللهم إن كان طلبي ذلك لوجهك وحب رسولك فأغثني برد ذلك". فرفع
رأسه فإذا بالصندوق ملقى عنده، فقدم علينا وأقام برهة، ثم قصدوه لسماع
الحديث فامتنع عن ذلك، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو
يقول له: "يا علي! من عامل الله بما عاملك به على شط البحر، لا تمتنع
من رواية أحاديثي"، فتاب إلى الله، وعاد إلى الرواية.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-15, 10:32 AM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في الإيثار(22)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال علي بن محمد: "طلب الحجاج إبراهيم النخعي، فجاء الرسول
فقال: أريد إبراهيم، فقال إبراهيم التيمي: أنا إبراهيم، ولم يستحل أن
يدله على النخعي، فأمر بحبسه في الديماس، ولم يكن لهم ظل من
الشمس، ولا ملجأ من البرد، وكان كل اثنين في سلسلة، فتغيّر
إبراهيم فعادته أمه فلم تعرفه، حتى كلّمها، فمات في سجنه، فرأى
الحجاج في نومه قائلا يقول: مات في البلد الليلة رجلٌ من أهل الجنة،
فسأل، فقالوا: مات في السجن إبراهيم التيمي، فقال: حلمٌ نزغة من
نزغات الشيطان. وأمر به فألقي على الكناسة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
عن مصعب بن أحمد بن مصعب قال: "قدم أبو محمد المروزي إلى
بغداد يريد مكة، وكنت أحب أن أصحبه، فأتيته واستأذنته في الصحبة
فلم يأذن لي في تلك السنة، ثم قدم سنة ثانية وثالثة، فأتيته فسلمت
عليه وسألته، فقال: اعزم على شرط: يكون أحدنا الأمير لا يخالفه
الآخر. فقلت أنت الأمير. فقال: لا بل أنت، فقلت: أنت أسنّ وأولى،
فقال: فلا تعصني. فقلت: نعم. فخرجتُ معه وكان إذا حضر الطعام
يؤْثرني، فإذا عارضته بشيء قال: ألم أشرط عليك أن لاتخالفني؟
فكان هذا دأبنا حتى ندمت على صحبته؛ لما يلحق نفسه من الضرر.
فأصابنا في بعض الأيام مطرٌ شديد ونحن نسير فقال لي: يا أبا أحمد
اطلب الميل -وهو علامة الطريق- ثم قال لي: اقعد في أصله، فأقعدني
في أصله، وجعل يديه على الميل، وهو قائم قد حنا عليّ وعليه كساء
قد تجلل به يظلني من المطر، حتى تمنيت أني لم أخرج معه لما يلحق
نفسه من الضرر، فلم يزل هذا دأبه حتى دخل مكة رحمه الله".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال حذيفة العدوي: "انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي -ومعي
شيء من الماء- وإذا أنا برجل يقول: آه! آه! فأشار إلي ابن عمي أن
انطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص، فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم.
فسمع آخر يقول: آه! آه! فأشار هشام أن انطلق، فجئته فإذا هو قد
مات، فعدت إلى هشام، فإذا هو قد مات، فعدت إلى ابن عمي، فإذا هو
قد مات".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وحُكي عن أبي الحسن الأنطاكي: أنه اجتمع عنده نيفاً وثلاثين رجلاً
بقرية من قرى الريّ، ومعهم أرغفةٌ محدودةٌ، لا تشبعهم جميعاً،
فكسروا الأرغفة، وأطفؤوا السُّرج، وجلسوا للطعام، فلما رُفع الطعام،
إذا هو بحاله لم يُمسّ؛ إذ تصنّع كل واحد منهم أنه يأكل، ولم يأكل
مؤاثرة لأخيه، فلذا بقي الطعام على حاله.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-16, 06:53 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في علو الهمة(23)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال الإمام أحمد: "ما كتبت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به، حتى مرّ بي الحديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام ديناراً) -أصله في البخاري- فاحتجمتُ وأعطيتُ الحجّام دينارا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال الإمام إبراهيم الحربي عن نفسه: "أفنيت من عمري ثلاثين سنة لا آكل إلا رغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي وإلا بقيت جائعاً إلى الليلة التالية، وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني به امرأتي أو بنتاي وإلا بقيت جائعاً عطشاناً، والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة، وما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئاً".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن محمد بن سلمة أنه كان يجزئ ليله ثلاثة أجزاء: جزء للنوم، وجزء للدرس، وجزء للصلاة، وكان كثير السهر، فقيل له: "لم لا تنام؟"، فقال: "كيف أنام، وقد نامت عيون المسلمين تعويلاً علينا؟ وهم يقولون: إذا وقع لنا أمر رفعناه إليه، فيكشفه لنا. فإذا نمنا ففيه تضييع للدين".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن أبي القاسم بن عقيل: أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه: "هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا؟"، قالوا: "كم قدره؟"، فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة، فقالوا: "هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه!"، فقال: "إنا لله، ماتت الهمم"، فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ولما أن أراد أن يملي التفسير، قال لهم نحواً من ذلك، ثم أملاه على نحو من قدر التاريخ".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
واستيقظ أبو يزيد البسطامي ليلة وهو صبي، فإذا أبوه يصلي، فقال لأبيه: "يا أبت، علمني كيف أتطهّر، وأفعل مثل فعلك، وأصلي معك"، فقال له أبوه: "يا بنيّ! ارقد فإنك صغير بعد"، فقال له: "يا أبت! إذا كان يوم القيامة، حين يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم، أأقول لربي: إني طلبت من أبي، فلم يعلمني؟"، فقال له: "لا والله يا بنيّ"، وعلّمه، فكان يصلي معه.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
يقول الذهبي عن الحافظ عبد الغني المقدسي: "كان لا يضيع شيئاً من زمانه بلا فائدة، فإنه كان يصلي الفجر، ويلقّن القرآن، وربما أقرأالناس شيئاً من الحديث تلقيناً، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثلاثمائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبل الظهر، وينام نومة، ثم يصلي الظهر، ويشتغل إما بالتسميع أو بالنسخ إلى المغرب، فإن كان صائماً أفطر، وإلا صلى من المغرب إلى العشاء، ويصلي العشاء، وينام إلى نصفالليل أو بعده، ثم يقوم كأن إنساناً يوقظه، فيدعو قليلاً، ثم يتوضأويصلي إلى قرب الفجر، وربما توضأ سبع مرات أو ثمانياً في الليل، ويقول: ما تطيب لي الصلاة إلا ما دامت أعضائي رطبة. ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر، وهذا دأبه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وروي عن الإمام ابن خفيف أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه، أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يُحمل على ظهر رجل، فقيل له: "لو خفّفت على نفسك"، فقال: "إذا سمعتم حي على الصلاة، ولم تروني في الصف، فاطلبوني في المقبرة".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-17, 02:42 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في الورع(24)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال مسلمة بن عبد الملك: "دخلتُ على عمر بن عبد العزيز بعد الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر، فلا يدخل عليه أحد، فجاءته جارية بطبق عليه تمر -وكان يعجبه التمر- ، فأخذ قليلاً من التمر فوضعه في كفّه، وقال: يا مسلمة! أترى لو أن رجلاً أكل هذا، ثم شرب عليه من الماء، أكان مجزئه إلى الليل؟ قلت: لا أدري، قال: فرفع أكثر منه ثم قال: أيجزئه هذا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، كان كافيه دون هذا، حتى ما يبالي أن لا يذوق طعاماً غيره، قال: فعلام يدخل النار؟ قال مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال النضر بن شميل: "غلا الخزّ في موضع كان إذا غلا هناك غلا بالبصرة، وكان يونس بن عبيد خزّازاً، فعلم بذلك، فاشترى من رجل متاعاً بثلاثين ألفاً، فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه: هل كنت علمت أن المتاع غلا بأرض كذا وكذا؟ قال: لا، ولو علمت لم أبع. قال: هلم إليّ مالي، وخذ ما لك. فرد عليه الثلاثين الألف".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
ذكر علماء التراجم أن كهمسا سقط منه دينار، ففتّش عنه فلقيه، لكنه لم يأخذه، فسئل عن ذلك فقال: "لعله غيره".
وقال الحسن بن عرفة: قال لي ابن المبارك: "استعرت قلماً بأرض الشام، فذهلت عن أن أرده، فلما قدمت مرو نظرت، فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن محمد عن عبيدة قال: "اختلف الناس في الأشربة، فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلا العسل واللبن والماء".
وقال يحيى بن سعيد: "زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة، فما رأيت أورع منه، لقد أهدى له رجل رطبا، فبلغه أنه من بستان أخذ من خالد بن سلمة المخزومي، فأتى آل خالد فاستحلهم وتصدق بثمنه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وعن ابن النجار قال: "كان الإمام ابن عقدة يؤدب ابن هشام الخزاز، فلما حذق الصبي وتعلم وجّه إليه أبوه بدنانير، فردها الإمام، فظن ابنهشام أنه استقلّها، فضاعفها له، فقال: ما رددتها استقلالاً، ولكن سألني الصبي أن أعلمه النحو، فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن، ولا أستحلّ أن آخذ منه شيئاً، ولو دفع إليّ الدنيا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-18, 06:37 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
السلف وفتنة النساء(25)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
ذكر الإمام ابن القيم في روضة المحبين قصة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي تتعلق بشاب صالح كان عمر ينظر إليه ويعجب به، ويفرح بصلاحه وتقواه، ويتفقده إذا غاب، فرأته امرأة شابة حسناء، فهويته وتعلقت به، وطلبت السبيل إليه، فاحتالت لها عجوز، وقالت لها: "أنا آتيك به"، ثم جاءت لهذا الشاب وقالت له:
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
"إني إمرأة عجوز، وإن لي شاة لا أستطيع حلبها، فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر" -وكانوا أحرص ما يكونون على الأجر- فذهب معها، ولما دخل البيت لم ير شاة، فقالت له العجوز: "الآن آتيك بها"، فظهرت له المرأة الحسناء، فراودته عن نفسه فاستعصم عنها، وابتعد منها ولزم محراباً يذكر الله عز وجل، فتعرضت له مراراً فلم تقدر، ولما آيست منه دعت وصاحت، وقالت: "إن هذا هجم عليّ يبغيني عن نفسي"، فتوافد الناس إليه فضربوه، فتفقده عمر في اليوم التالي، فأُتي به إليه، وهو موثوق، فقال عمر: "اللهم لا تخلف ظني فيه"، فقال للفتى: "أصدقني الخبر"، فقص عليه القصة، فأرسل عمر إلى جيران الفتاة، ودعى بالعجائز من حولها، حتى عرف الغلام تلك العجوز، فرفع عمر درّته وقال: "أصدقيني الخبر"، فصدقته لأول وهلة، فقال عمر: "الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال محمد بن إسحاق: "نزل السَّرِيُّ بن دينار في درب بمصر، وكانت فيه امرأة جميلة فتنت الناس بجمالها، فعلمت به المرأة، فقالت: لأفتنّنه؛ فلما دخلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها، فقال: مَا لَكِ؟! فقالت: هل لك في فراش وطي، وعيش رخي؟ فأقبل عليها وهو يقول:
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وكم ذي معاص نال منهن لذة ومات فخلاّها وذاق الـــدواهيا
تصرمُ لـذّات المعاصي وتنقضي وتبقى تِباعاتُ المعاصي كـما هيا
فيا سوءتا والله راءٍ وسامــع لعبدٍ بعين الله يغشــى المعاصيـا
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-19, 02:59 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مع السلف في حفظ الوقت(26)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قيل ل عمر بن عبد العزيز يوماً: "أخّر هذا العمل إلى الغد"، فقال:
"ويحكم؛ إنه يعجزني عمل يوم واحد، فكيف أصنع إذا اجتمع على عمل
يومين؟". ومن أقواله رضي الله عنه: "إن الليل والنهار يعملان فيك،
فاعمل فيهما".
قال داود الطائي: "إنما الليل والنهار مراحل، ينـزلها الناس مرحلة
مرحلة، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تقدّم في
كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل؛ فإن انقطاع السفر عن قريب، والأمر
أعجل من ذلك، فتزود لسفرك، واقض ما أنت قاض من أمرك".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أحد الصالحين لتلاميذه: "إذا خرجتم من المسجد فتفرّقوا لتقرؤوا
القرآن، وتسبّحوا الله، فإنكم إذا اجتمعتم في الطريق، تكلمتم وضاعت
أوقاتكم".
وعن موسى بن إسماعيل قال: "كان حماد بن سلمة مشغولاً وقته كله، إما
أن يحدِّث، أو يقرأ، أو يسبِّح، أو يصلي، قد قسم النهار على ذلك".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
ذكر علماء التراجم في سيرة الجنيد بن محمد، أنه حين أتته سكرات
الموت، أخذ يقرأ القرآن، فأتى الناس -قرابته وجيرانه- يحدّثونه وهو في
مرض الموت، فسكت وما حدثهم، واستمر في قراءته، فقال له ابنه: "يا
أبتاه! أفي هذه الساعة تقرأ القرآن؟!". فقال: "ومن أحوج الناس مني
بالعمل الصالح؟"، فأخذ يقرأ ويقرأ حتى قُبضت روحه.
كان معروف الكرخي يعتمر، فأتى من يقص شاربه، فحلق رأسه، ثم قال
للقصاص: "خذ من شاربي"، فأخذ معروف يسبِّح الله، فقال له القصاص:
"أنا أقص شفتك، اسكت"، قال: "أنت تعمل، وأنا أعمل". وذكروا عنه أنه
ما رئي إلا متمتماً بذكر الله. ورووا عنه أنه كان إذا نام عند أهله سبّح، فلا
يستطيعون النوم.
وعن ابن عساكر قال: "كان الإمام سليم بن أيوب لا يدع وقتاً يمضي بغير
فائدة، إما ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ، وكان إذا أراد أن يعدّ القلم للكتابة
حرّك شفتيه بالذكر حتى ينتهي من ذلك".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال الإمام ابن عقيل: "إني لا يحل لي أن أضيّع ساعة من عمري، حتى
إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت
فكري في حال راحتي، وأنا على الفراش، فلا أنهض إلا وخطر لي ما
أسطره. وإني لأجد من حرصٍ على العلم، وأنا في الثمانين من عمري
أشد مما كنت أجده، وأنا ابن عشرين سنة، وأنا أقصّر بغاية جهدي أوقات
أكلي، حتى أختار سفّ الكعك، وتحسّيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما
من تفاوت المضغ، وإن أجلّ تحصيل عند العقلاء -بإجماع العلماء- هو
الوقت، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص، فالتكاليف كثيرة، والأوقات
خاطفة".
وقال الإمام ابن القيم: "إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت
تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-20, 01:04 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
مواقف من صبر السلف(27)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن هشام بن عروة بن الزبير، أن أباه خرج إلى الوليد بن عبد
الملك، حتى إذا كان بوادي القرى وجد في رجله شيئاً، فظهرت به
قرحة، ثم ترقّى به الوجع، وقدم على الوليد وهو في محمل، فقال:
"يا أبا عبد الله! اقطعها"، قال: "دونك". فدعا له الطبيب، وقال:
"اشرب شيئاً كي لا تشعر بالوجع"، فلم يفعل، فقطعها من نصف
الساق، فما زاد أن يقول: حس حس. فقال الوليد : "ما رأيت شيخاً
قط أصبر من هذا".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وأصيب عروة بابنه محمد في ذلك السفر، إذ ركضته بغلة في
اصطبل، فلم يسمع منه في ذلك كلمة، فلما كان بوادي القرى قال:
"{لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} (الكهف:62)، اللهم كان لي بنون
سبعة، فأخذتَ واحداً، وأبقيت لي ستة، وكان لي أطراف أربعة،
فأخذتَ طرفاً، وأبقيت ثلاثة، ولئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد
أبقيت".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال عبد الله بن محمد: "خرجت إلى ساحل البحر مرابطاً، فلما انتهيت
إلى الساحل إذا أنا بخيمة فيها رجل، قد ذهب يداه ورجلاه، وثقل
سمعه وبصره، وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه، وهو يقول: اللهم
أوزعني أن أحمدك حمداً أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ،
وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلاً، فقلتُ: والله لآتين هذا
الرجل، ولأسألنه أنّى له هذا الكلام، فأتيتُ الرجل، فسلمت عليه،
فقلت: سمعتك وأنت تقول اللهم أوزعني أن أحمدك حمداً أكافئ به
شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ، وفضلتني على كثير ممن خلقت
تفضيلاً، فأيّ نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها!؟ وأي فضيلة
تفضل بها عليك تشكره عليها!؟ قال:
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
أو ما ترى ما صنع ربي!! والله
لو أرسل السماء علي ناراً فأحرقتني، وأمر الجبال فدمّرتني، وأمر
البحار فغرّقتني، وأمر الأرض فبلعتني، ما ازددت لربى إلا شكراً؛ لما
أنعم علي من لساني هذا، ولكن يا عبد الله إذ أتيتني، فإن لي إليك
حاجة، قد تراني على أي حالة أنا، أنا لست أقدر لنفسي على ضرّ ولا
نفع، ولقد كان معي ابن لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضّئني، وإذا
جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام،
فتحسّسه لي رحمك الله. فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان
أعظم عند الله أجراً ممن يمشي في حاجة مثلك. فمضيت في طلب
الغلام، فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا
بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت، وقلت: بأي شيء
أخبر صاحبنا؟ فبينما أنا مقبل نحوه، إذ خطر على قلبي ذكر أيوب
النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أتيته سلمت عليه، فرد عليّ السلام،
فقال: ألست بصاحبي؟ قلت: بلى، قال: ما فعلتَ في حاجتي؟ فقلت:
أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟ قال: بل أيوب النبي!! قلت: هل
علمت ما صنع به ربه؟ أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟ قال: بلى،
قلت: فكيف وجده؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً، قلت: لم يرض
منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه؟ قال: نعم، قلت: فكيف
وجده ربه؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً، قلت: فلم يرض منه بذلك
حتى صيره عرضاً لمارّ الطريق، هل علمت ذلك؟ قال: نعم، قلت:
فكيف وجده ربه؟ قال: صابراً شاكراً حامداً، أوجز رحمك الله!! قلت
له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل، وقد
افترسه سبع فأكل لحمه؛ فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، فقال
المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقاً يعصيه فيعذبه بالنار.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
ثم استرجع وشهق شهقة فمات. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون،
عظمت مصيبتي في رجل مثل هذا، إن تركته أكلته السباع، وإن قعدت
لم أقدر له على ضر ولا نفع، فسجّيته بشملة كانت عليه، وقعدت عند
رأسه باكياً، فبينما أنا قاعد إذ جاء أربعة رجال، فقالوا: يا عبد الله! ما
حالك؟ وما قصتك؟ فقصصت عليهم قصتي وقصته، فقالوا لي اكشف
لنا عن وجهه؛ فعسى أن نعرفه. فكشفت عن وجهه، فانكب القوم
عليه يقبلون عينيه مرة ويديه أخرى، ويقولون: بأبي عين طالما
غضت عن محارم الله، وبأبي جسم طالما كان ساجداً والناس نيام،
فقلت: من هذا يرحمكم الله؟ فقالوا: هذا أبو قِلابَة الجَرمي صاحب ابن
عباس رضي الله عنهما، لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله
عليه وسلم. فغسّلناه وكفنّاه بأثواب كانت معنا، وصلينا عليه ودفناه،
فانصرف القوم، وانصرفت إلى رباطي، فلما أن جن علي الليل
وضعت رأسي، فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة،
وعليه حلتان من حلل الجنة، وهو يتلو الوحي: {سلام عليكم بما
صبرتم فنعم عقبى الدار} (الرعد:24)، فقلت: ألست بصاحبي؟ قال:
بلى، قلت: أنّى لك هذا؟ قال: إن لله درجات لا تُنال إلا بالصبر عند
البلاء، والشكر عند الرخاء، مع خشية الله عز وجل في السر
والعلانية".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-21, 03:46 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
قصص من تواضع السلف(28)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
قال عروة بن الزبير رضي الله عنه: "رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين! لا ينبغي لك هذا!! فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها".
رأى محمد بن واسع -أحد قواد المسلمين- ابناً له يمشي مشية منكرة، فقال له موبّخًا: "أتدري بكم اشتريت أمك؟ بثلاثمائة درهم، وأبوك -لا كثّر الله في المسلمين من أمثاله- أنا، وأنت تمشي هذه المشية؟".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابناً له اشترى خاتماً بألف درهم، فكتب إليه: "بلغني أنك اشتريت خاتماً وفصّه بألف درهم، فإذا أتاك كتابي هذا، فبع الخاتم، وأشبع به ألف بطن، واتخذ خاتماً بدرهمين، واجعل فصّه حديداً صينيًّا، واكتب عليه: رحم الله امرءاً عرف قدره".
ودخل على عمر بن عبد العزيز واحد من أقربائه، فهاله ما رأى، فقد رأى عمرَ لائذاً بركن الشمس عن داره، متدثراً بإزار، فحسبه مريضاً، فسأله: "ما الخطب يا أمير المؤمنين؟!"، فقال: "لا شيء، إني أنتظر ثيابي حتى تجفّ". فعاد يقول له: "وما ثيابك يا أمير المؤمنين؟!"، قال عمر: "قميص ورداء وإزار"، فقال له: "ألا تتخذ قميصاً آخر ورداء، أو إزاراً؟"، قال: "قد كان لي ذلك، ثم تمزقت"، فقال له: "ألا تتخذ سواها؟"، فأطرق عمر رأسه، ثم أجهش بالبكاء، وجعل يردد قوله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} (القصص:83).
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال موسى بن القاسم: "كانت عندنا زلزلة وريح حمراء هاجت في المدينة، فذهبت إلى محمد بن مقاتل، فقلت: يا أبا عبد الله! أنت إمامنا، فادع الله عز وجل لنا. فبكى، ثم قال: ليتني لم أكن سبب هلاككم، قال موسى: فرأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم يقول لي: إن الله عزوجل رفع عنكم البلاء بدعاء محمد بن مقاتل".
ذكروا عن الخليفة هارون الرشيد أنه استدعى إليه أبا معاوية الضرير ليسمع منه الحديث، فأكل عنده، ثم قام ليغسل يده، فقام الخليفة فصب على أبي معاوية الماء، وهو لا يراه، ثم قال: "يا أبا معاوية! أتدري من يصب عليك الماء؟"، فقال له: "لا"، قال: "يصب عليك أمير المؤمنين"، فدعا له، فقال الخليفة: "إنما أردت تعظيم العلم".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أبو بكر المروزي لأحمد بن حنبل: "ما أكثر الداعين لك. فامتلأت عيونه بالدموع، وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجاً، أسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون، ويغفر لنا ما لا يعلمون".
وعن الإمام المروزي قال: "لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أحمد بن حنبل، كان مائلاً إليهم، مقصراً عن أهل الدنيا، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد صلاة العصر للفتيا، لا يتكلم حتى يُسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر، بل يقعد حيث انتهى به مجلسه".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-22, 04:45 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
هدي السلف في الدعاء(29)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: إنّه لا يحسن أن يصلي، فقال سعد: أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتيْ العشاء، لا أنقص منها، أطيل في الأُولييْن، وأحذف في الأُخرييْن، فقال عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فبعث رجالاً يسألون عنه بالكوفة، فكانوا لا يأتون مسجداً من مساجد الكوفة إلا قالوا خيراً، حتى أتوا مسجداً لبني عبس، فقال رجل يقال له أبوسعدة: أما إذ نشدتمونا بالله: فإنه كان لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسويّة، ولا يسير بالسريّة، فقال سعد: اللهم ان كان كاذباً فاعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك، فإذا سئل: كيف أنت؟ يقول: كبير مفتون أصابتني دعوة سعد".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال ابن المنكدر: "إني في البارحة مواجه هذا المنبر، أدعو في جوف الليل، إذا إنسان عند أسطوانة مقنعٌ رأسه، فأسمعه يقول: أي رب إن القحط قد اشتدّ على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم، قال: فما كان إلا ساعة إذا سحابة قد أقبلت، ثم أرسلها الله -وكان عزيزاً على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير- فقال: هذا بالمدينة ولا أعرفه؟ فلما سلّم الإمام تقنّع وانصرف فاتّبعته، حتى أتى دار أنس، فدخل موضعاً، ففتح الباب ودخل، ورجعتُ فلما صلّيت
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
الصبح أتيته، فقلت: أأدخل؟ قال: ادخل، فإذا هو يُصلح أقداحاً، فقلت: كيف أصبحت -أصلحك الله؟- قال: فاستشهرها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك قلت: إني سمعت إقسامك البارحة على الله، يا أخي! هل لك في نفقة تغنيك عن هذا، وتفرّغك لما تريد من الآخرة؟ قال: لا، ولكن غير ذلك: لا تذكرني لأحد، ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت، ولا تأتني يا ابن المنكدر؛ فإنك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت: إني أحب أنألقاك، قال: القني في المسجد. فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل. وقد قال ابن وهب: "بلغني أنه انتقل من تلك الدار، فلم يُر، ولم يُدر أين ذهب، فقال أهل تلك الدار: "الله بيننا وبين ابن المنكدر؛ أخرج عنا الرجل الصالح".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال عباس الدوري: حدثنا علي بن أبي فزارة جارنا قال: "كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو لي، فأتيت، فدقّقت عليه وهو في دهليزه، فقال: من هذا؟ قلت: رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فوليت منصرفاً، فخرجت عجوز فقالت: قد تركته يدعو لها، فجئت إلى بيتنا ودققت الباب، فخرجت أمي على رجليها تمشي".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال سليم بن عامر: "دخلت على الجراح، فرفع يديه، فرفع الأمراء أيديهم، فمكث طويلاً، ثم قال لي: يا أبا يحيى! هل تدري ما كنا فيه؟ قلت: لا، وجدتكم في رغبة، فرفعت يدي معكم، قال: سألنا الله الشهادة، فوالله ما بقي منهم أحد في تلك الغزاة حتى استُشهد".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال أبو سَبْرَة النخعي: "أقبل رجل من اليمن، فلما كان ببعض الطريق مات حماره، فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين، ثم قال: اللهم إني جئت من الدفينة مجاهداً في سبيلك، وابتغاء مرضاتك، وأنا أشهد أنك تحيي الموتى، وتبعث من في القبور، لا تجعل لأحد علي اليوم مِنّة، أطلب إليك اليوم أن تبعث حماري. فقام الحمار ينفض أذنيه".
عن بلال بن كعب أن الصبيان قالوا لأبي مسلم الخولاني: "ادع الله أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه"، فدعا الله لهم فحبسه فأخذوه.
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
ابو وليد البحيرى
2020-05-23, 10:13 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/11.jpg
من المقبول فنهنيه(30)
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/79.jpg
لقد كان سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه في جميع أوقاتهم وحياتهم ـ وخاصة في شهر رمضان، ومع ذلك يخافون من رده وعدم قبوله، فقد روى الترمذي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه الآية: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }(المؤمنون الآية:60 )، أهُمُ الذين يشربون الخمر ويسرقون؟، قال: لا، يا بنت الصِدِّيق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألا تُقبل منهم، أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/78.jpg
فلنستشعر في شهر رمضان هذا النداء: ( يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر )، كما استشعره سلفنا الصالح، ولنسارع فيه إلى طاعة الله ومرضاته، ولنتأمل في أحوالنا وأحوالهم في رمضان لنسير على طريقهم وهديهم، ونجتهد في التوبة والإنابة، والعمل الصالح والدعاء لنكون من المقبولين، فقد كانوا ـ رضوان الله عليهم ـ يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
قال عبد العزيز بن أبي رواد:" أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الْهَمّ، أيُقبل منهم أم لا "، وقد رأى وهب بن الورد قوماً يضحكون في يوم عيد فقال: " إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين" .
وعن الحسن قال:" إن الله جعل شهر رمضان مِضمارا (سباقاً) لِخَلْقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون " .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
وقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: " يُنادَى في آخر ليلة من رمضان: ليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه "، وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقول: "من هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول: هنيئا لك، أيها المردود: جبر الله مصيبتك " .
وكتب عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة، وقال في كتابه: " قولوا كما قال أبوكم آدم: { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }(الأعراف الآية:23)، وقولوا كما قال نوحٌ عليه السلام: { وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ }(هود الآية:47)، وقولوا كما قال إبراهيم عليه السلام: { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }(الشعراء الآية:82)، وقولوا كما قال موسى عليه السلام: { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي }(القصص الآية:16)، وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: { لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }(الأنبياء الآية:87) .. صيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع، وعملٍ صالح له شافع، كم نخرق من صيامنا بسهام الكلام، ثم نرقعه وقد اتسع الخرق على الراقع، كم نرفو خروقه بمخيط الحسنات، ثم نقطعه بحسام السيئات القاطع ".
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
ومن علامات القبول: الحسنة بعد الحسنة، والتوبة الصادقة المستمرة، والمداومة والمحافظة على الطاعات بعد رمضان، فذلك دليل على رضى الله عن عبده, وقبوله لعبادته وطاعته في رمضان .
فيا مَنْ أطعتَ الله في شهر رمضان، إياك أن تعود إلى المعاصي والأوزار بعده، ويا مَن اعتدتَ حضور المساجد والمحافظة على الصلاة في رمضان إياك أن تهجر المساجد وتضيع صلاتك بعد رمضان، ويا من تعودتَ قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك، داوم على تلاوته واجعل لك ورداً بعده، ويا منِ اعتدتَ قيام الليل استمر في هذه المسيرة الطيبة، فاجعل لك حظاً مستمراً من قيام الليل ولو كان قليلاً ترفع فيه حوائجك إلى ربك، ويا من اعتدتَ الصيام في رمضان امضِ في ذلك في عامك كله، وهناك أيام من السَنَة حثَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صيامها، كصيام ستة أيام من شوال، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومنها صوم الاثنين والخميس، وصوم يوم عرفة، وصوم يوم عاشوراء ..
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
ويا من تعودتَ في شهر رمضان الجود والكرم واصل مسيرتك في البذل والعطاء، فذلك كله من علامات قبول العمل في رمضان .. فإذا انقضى شهر رمضان فإن عمل المؤمن لا ينقضي ولا يتحدد بزمان، فعبادة الله وطاعته يجب أن تكون مستمرة ودائمة حتى الممات، فلا تكون قاصرة على رمضان فحسب، قال الله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }(الذاريات الآية:56)، وقال: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ }(الأنعام الآية: 162)، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئِلَ: ( أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّه؟، قَال: أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ) رواه مسلم .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/04/155.jpg
فاللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلا، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، واجعله شاهداً لنا لا علينا، واجعلنا فيه من عتقائك من النار ومن عبادك المقبولين .
https://majles.alukah.net/imgcache/2020/05/13.jpg
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.