المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجابة الاخ السائل ، والرد علي المشرف الفاضل ، في عذر المشرك الجاهل



ابن أمارة
2020-04-22, 10:56 AM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فمسألتنا هذه من المسائل التي كثر فيها اللغط والاختلاط ، وبدا فيها ولا يخفي علي احد الاختلاف ، وهو وان كان امرا لاننكر وجوده ، ولكن اسائني كيف يكون مرده ، وقد اغنينا بالكتاب والسنة حكما ، وحفظهما الله لنا ولم يكل الي احد حفظهما ، فلما الحيدة عنهما ، والاكتفاء بما دونهما ، اوليس قد ترون ونري ان حل الخلاف فيهما
واسائني اكثر ان البعض التفوا حول قول ابن تيمية وابن عبد الوهاب ، واخذ كل واحد يثبت انه وافق معتقدهما في هذا الباب ، وكأن ما اعتقداه وما قرراه هو الحق اليقين ، فاذا قررا شمالا فشمال وان قررا يمينا فيمين ، ولا يظن احد اني بهذا اقدح فيهما ، او اقلل من شأنهما ، فما حال مثلي في وجودهما الا ان يغسل عن قدميهما ، وذلك لجلالهما ، ورسوخ علمهما ، وعلو منزلتهما ، والنفع الذي صار للمسلمين بهما ، ولكن هذا من باب التأصيل يا اخوة ، فلا يضرني ولا يضركم ولا يضر احد الرجوع الي الاصول البتة ، وهما وغيرهما من العلماء لو احياء بيننا لأيدوا ذلك وبقوة ، وقالوا ان مرد ومرجع الاختلاف بين المسلمين الي الكتاب والسنة ، لا الي قول احد من الائمة ، اللهم الا استئناسا بعد سياق الادلة ، فطريق سار عليه من سبقنا فنسير نحن عليه لنكون لمن بعدنا قدوة ، فذلك اثبت لقلوب الناس فلا تلتفت الا لوحي رب العزة ، وانهي للخلاف فلا تزداد له فجوة ، ولله الحمد وحده والمنة
اما وقد فرغت من مقدمتي فذلك يكفيها ، حيث اني لم ارد الا التذكير فقط بما جاء فيها ، فنشرع بإذن الله في بيان مسألتنا هذه وما فيها ، فاقول مستعينا بالله
دائما ما نسعي الي التأصيل قبل ذكر الخلاف ومسائله ، فبالتأصيل يُعرف مواقع الخلل ومواطنه ، فإذا اتفقنا علي تلك الاصول ، وذلك هو المأمول ، صار الخلاف بعد ذلك في التنزيل ، اي تنزيل المسألة علي تلك الاصول ، فبذلك تكون المسألة قد استيسر حلها ، وقرب زوال خلافها ، او قد يكون الاختلاف في الاصول نفسها ، فنضع هنا ايدينا علي العلة ونسعي في علاجها
فالتأصيل في الحالتين يضيق الشاسع ، ويحجر الواسع ، من سبل الاختلاف المتسع
ومرد هذه المسألة برمتها الي باب الاسماء والاحكام ، فمن سعي في ضبطه ، واحكم عليه قبضته ، وضح له الامر وتجلي ، وضبط من بعده مسائل اخري ، اللهم الا ،... معاند او مكابر ، او مقلد او مجادل ، وان كنت لا اظن ذلك من الاخوة الافاضل ، هذا وان كنت لا استنكر الخلاف في باب الاسماء والاحكام فهو من قديم وحاصل ، وخرج منه خوارج ومرجئة واهل السنة بينهما ومازالت تناضل ، ولكني استغرب - ولي الحق - انه وبين طلبة العلم ، ومن نرجوا فيهم العقل والفهم ، لايزال الخلاف في هذا الباب قائما بل يطاول ، وكأنه عدو صائل ، ندفعه عنا بقوة ولكن لا نقضي عليه فيكر علينا في وقت اخر يهاجم ويصاول
وحتي لا اطيل ، والي بعض من التأصيل ، اقول
باب الاسماء
ان ما يعنينا في باب الاسماء
ان كل فعل يترتب عليه اسم يأخذه فاعله وذا امر مستقر ، ولا يحتاج في تقريره الي كثير بحث وطول نظر ، فهو يتفق عليه كافة البشر ، فالذي يشرب وهذا هو الفعل فإسمه الذي ياخذه شارب كما مر ، وكذلك الذي يصوم صائم والذي يقتل قاتل والذي يقر بذلك فهو مقر ، اي ان الفعل يستلزم الحاق اسم الفاعل لفاعله وينزل عليه ولا مفر ، كما لا يفر بحر من نزول المطر ، او تفر ارض من ظل الشجر ، فيدور اسم الفاعل مع الفعل كما تدور الشمس والقمر ، ولا يستعقل لا عقلا ولا شرعا هنا اعتبار الشروط او الموانع والعذر ، وذلك في انزال اسم الفاعل علي الفاعل اذا باشر الفعل فتدبر
فلا يقال للشارب انه لا يسمي شاربا حتي يعلم ان فعله هذا شرب ، او حتي يقر ان الذي بيده هذا مشروب ، فبمجرد الشرب نحن نسميه شاربا وان لم يترتب علي فعله هذا اي اثر ، ولا يقال للذي ينام لا يسمي نائما حتي يقصد النوم ، او انه يعذر ولا يأخذ اسم النائم لانه مريض او مرهق او يجهل ان فعله هذا نوم ، فالاعذار لا علاقة لا بالاسماء ولا تعتبر ، اما الاحكام التي تترتب علي هذا الفعل هي التي يعتبر فيها العذر ، بل ويعتبر فيها الشروط والموانع كلها وكذا المصلحة والضرر ، وهذا في الاحكام لا في الاسماء والفرق بينهما واضح ومستظهر ، فالذي يسرق سارق والذي يزني زاني والذي يقتل قاتل ، ولكن لانحكم علي السارق بقطع اليد ولا علي الزاني بالرجم او الجلد ولا علي القاتل بالقصاص والقتل ، حتي تتحقق الشروط وتنتفي الموانع ويعتبر هنا العذر والمصلحة والضرر
فائدة : قولنا ان الشروط والموانع لا تعتبر في انزال اسم الفاعل علي الفاعل اذا باشر الفعل ، لا نقصد الضوابط او الشروط التي نتحقق بها من وقوع الفعل ، فهي لنتحقق أصدر الفعل من الفاعل ام لا ، او تم هذا الفل ام لا ، وليست لنزول اسم الفاعل عليه وفرق بينهما ، فهي حتي لا نظنه فعل وهو لم يفعل ، فقد يرفع الاناء علي فمه ولم يشرب ، فلا ينزل عليه اسم شارب لعدم تحقق فعل الشرب ، وذلك دفعا لداهية العموم والظنون ، فلا يعتبر بقول اظن انه شرب او انه كان مجاورا لقوم يشربون ، فإذا تحققنا وتبينا فلا مناص من انه شارب ، بلا شروط تتحق ولا موانع تنتفي ، ولا اعذار في انزال الاسم تاتي تعارض ، ولنا في ذلك الحكم علي الظاهر ، فلم يكلفنا الله الا بالظاهر وهو يتولي السرائر ،
والبيان علي ذلك انك مثلا اذا اتهمت رجلا بالقتل وقلت له انك قاتل ، فاول ما يتبادر اليه اذا اراد ان ينفي التهمة عن نفسه ان ينفي الفعل ، فيقول لا لم اقتل ، لانه يعلم انه اذا نفي الفعل اي القتل فقد رفع عنه الاسم فلا يقال قاتل ، واذا ثبت الفعل فقد نزل الاسم عليه وهو قاتل ، ومن يقول لا لست قاتلا فهو يريد نفي الفعل وهو القتل ، ولا هناك ابدا من يقول اني قتلت ولست قاتلا فيثبت الفعل وينفي اسم الفاعل ، فإما ان تنفي الفعل واما ان تثبت اسم الفاعل ، وعكس ذلك من اثبات الفعل ونفي اسم الفاعل ضرب من الهذيان فافهم هذا
والدليل علي ذلك من التنزيل ، قوله سبحانه ايتها العير انكم لسارقون ، فلما اتهموا بالسرقة سعوا لنفي الفعل لعلمهم ان الفعل اذا انتفي فلا يثبت الاسم واذا ثبت الفعل فقد وقع الاسم ، فقالوا والله ماجئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين ، فنفوا الفعل قبل الاسم فتدبر
وعلي ما سبق من تقرير وبيان ، فالذي يشرك في عبادة الله يقع عليه اسم الشرك وليس حكمه بلا نكران ، فهو مشرك ولكن لا يأخذ حكم الشرك والمشركين الا بعد بلوغ الحجة والبرهان ، واعتبار الشروط والموانع والمصالح الراجحة الحسان ، وسنوضح باذن الله الكلام علي الحجة والبلوغ بعد الكلام علي الاسماء والاحكام ، ولكن قبل الانتقال الاحكام ومزيد البيان ، يبقي لطيفة هامة في باب الاسماء لاتترك ابدا ولا بها يستهان
وهي ان هناك من الاسماء ضدان ، وهناك من الاسماء نقيضان ، فمثلا كالابيض والاسود فهما ضدان ، فهما لا يجتمعان ، فلا يوصف شيئ ان لونه ابيض اسود ، ولكن قد يرتفعان ، فيكون الشئ مثلا لونه اي لون أخر من الالوان
اما النقيضان ، فكاليل والنهار فهما لا يجتمعان ، فلا يكون اليل والنهار في وقت واحد ، ولا يرتفعان فإما ليل وأما نهار فلا بد من وجود منهما واحد
فالضدان لا يجتمعان وقد يرتفعان ، والنقيضان لا يجتمعان ولكن ايضا لا يرتفعان ، والمشترك بين الضدين والنقيضين انهما لا يجتمعان في اسم واحد
كل هذا لنصل الي العلاقة بين الاسلام والشرك ، فإني رأيت فيها خلط كثير ومعترك ، فمن قائل لا يضر المسلم الجاهل الشرك ، وهذه والله كلمة عظيمة في دين الله واتحرج من قولي فرية او افك ، افصار دين الاسلام بلا اصل مصون ، ولا حدود له ولا مضمون ، حتي يختلط علينا مع الشرك او نظن ان امر الشرك في الاسلام يهون ، فالتوحيد يا اخوة في الاسلام هو الركن المركون ، والاصل المصون ، ولا اله الا الله مع الشرك الاكبر لا تجتمع فهو ينقضها فلا تبقي ولا تكون ، والشرك يزيل اسم الاسلام واثباتهما معا في باب الاسماء ضرب من الجنون ، فالمشرك لا يعبد الله بنص قل يا ايها الكافرون ، لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ، افصار المشرك والذي لا يعبد الله مسلما ونحن المخطئون ، ام ان الموحدين والمشركين في دين الله متساوون ، فما لكم كيف تحكمون ، ام لكم كتاب غير كتابنا اليه تحتكمون فانا لله وانا اليه راجعون
والمراد ان الاسلام والشرك اما نقيضان علي قول ، واما ضدان علي قول ، فضدان لانهما لا يجتمعان فلا هناك مسلم مشرك ولا مشرك مسلم كما لا هناك اسود ابيض ولا ساخن بارد ، ولكن قد يرتفعان فيكون هناك يهودي او نصراني او مجوسي
وعلي القول الثاني ان اليهود والنصاري والمجوس مشركون اذن فالاسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ايضا ، فلا هناك ابدا مسلم مشرك ولا مشرك مسلم ، كما لا يجتمع ابدا ليل ونهار ، ولا هناك عاقل مجنون ، او امر مبتدع مسنون ، وعلي كلا القولين ، فاسم الشرك لا يجتمع مع اسم الاسلام ، فاهم هذا يا طالب الحق جيدا فإذا نزل احدهما زال الاخر ، واذا وجد احدهما فلا وجود للاخر فتدبر
ولي علي ذلك مستشهَد بقوله تعالي ما كان ابراهيم يهوديا ولانصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين
فالله سبحانه في هذه الاية نفي ثلاثة اسماء اوصاف وجعلها في كفة وهي اليهودية والنصرانية والشرك وفي الكفة الاخري اثبت حنيفا مسلما
فبعد ثبوت هذه الاسماء ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم فكما لا يصح ان يقال مسلم يهودي او مسلم نصراني فكذلك لا يصح ان نقول مسلم مشرك او مشرك مسلم فكل ذلك في كفة والحنيف المسلم في كفة وان كان الاخير هذا اظهر ، لعدم تقيده ببعثة النبي فتدبر
فمما سبق يتبين ان الذي يعذر من وقع في الشرك اخطأ في امرين في باب الاسماء ، وليسا هينين ورب السماء
الاول عدم انزال اسم مشرك علي فاعل الشرك
الثاني انه انزل عليه اسما مضادا لما يفعله ، فالذي يمشي لا نسميه واقفا ، والذي ينام لا نسميه متيقظا والذي يصمت لا نسميه متكلما والذي يشرك لا نسميه ابدا مسلما فتنبه فلا اسلام بلا توحيد ولا توحيد بلا اسلام
واخيرا هنا اقول ان اخراج مسلم موحد من دين الاسلام بلا حق امر عظيم في غاية النكران ، وذنب به لا يستهان ، حتي وفي باب الاسماء ولو ، فالفاعل ادخل نفسه في دائرة اما او ، وذلك كما في الحديث وقد علق النبي الحكم علي مجرد القول ، فقال أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه
وكما نشنع في اخراج المسلم من الاسلام، كذلك نشنع وبنفس الحدة علي ادخال المشرك في الاسلام ، فكلاهما خطأ خطير في حق لا اله الا الله ، فالاول اخطأ في النفي لا اله ، والثاني اخطأ في الاثبات الا الله ، الاول اخطأ في فمن يكفر بالطاغوت ، فاخرج من الاسلام من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله والثاني اخطأ في ويؤمن بالله فادخل في الاسلام من يؤمن بالطاغوت ويؤمن بالله ، واقول ذلك تذكيرا وحتي لا يظن ظان ، كما هو منتشر وظاهر للعيان ، ان الثاني اوهون بكثير من الاول ، فادخال الشرك في الاسلام هدم للاصل ، وتصدير بان الاسلام ومشرعه سبحانه راض بهذا الفعل ، ويكفي هذا ردا علي من يذيع في الناس هذا الفهم ، كما ان المشرك ينشر في المسلمين شركه ويعم البلاء ، كما انه يضر باصل الولاء والبراء ، ويكفي النظر في حال امة المسلمين اليوم ذكرا للعقلاء
باب الاحكام
واما ما يعنينا هنا في باب الاحكام ، وما اريد ان ايسره علي الافهام ، فإني بفضل الله لي فيه تفصيل عزيز ميسور ، لفاعل الشرك والحكم الذي معه يدور ، وهو جامع وفي جملة محصور ، وفيه شرحة عدة نقاط سأوقفك عليها هي منبع هذا الخلاف المذكور ، فهو حقيق علي ان لا يمر عليه مرور الكرام او بذهن مشغول منثور ، وسبحان الذي صرف الباطل بما يدمغه وجعل الظلمات والنور
ووفقا لهذا التفصيل يصير الحكم حكمين وفقا لحالتين وذلك في الدارين
والحكمان هما المتعلق بالاسم والمتعلق بالفعل
والحالتان هما بلوغ الحجة وعدم بلوغ الحجة
والداران هما الدنيا والاخرة
فاما الحكمان اللذان هما حكم متعلق بتغير الاسم ، وحكم متعلق بإقتراف الفعل ، فنقول
اما المتعلق بتغير الاسم ، فهي الاحكام المترتبة علي زوال اسم وثبوت اسم ، فعصير العنب طالما اسمه عصير فحكمه انه حلال مستطاب ، فإذا انقلب خمرا واخذ اسم الخمر وثبت عليه تغير حكمه الي حرام بعد الانقلاب ، وهذه لا يعتبر فيها الشروط ولا الموانع والاعذار ، لانها متعلقة بالاسماء ، والشروط والموانع في الاسماء ليس له اعتبار ، فالمقيم اذا تغير اسمه الي مسافر تغيرت احكامه ، وننبه ثانية علي ما سبق بيانه ، ان الشروط والضوابط تعتبر في الفعل اي السفر ، لنتحقق هل الفعل يسمي سفرا ، ومتي يكون سفرا ، وهل يعتبر سفرا ، فإذا ثبت الفعل لا شروط في كون صاحبه مسافرا ، وشروط الصلاة مثلا هي لبيان صحة فعل الصلاة ، لا لصحة اطلاق اسم مصلي علي من باشر الصلاة ، فهي تخص الافعال لا اسماء الافعال ، فاليهودي والنصراني صلاته باطلة واسمه مصلي ، وفي الحديث اذهب فصلي فانك لم تصلي ، فنفي النبي صلى الله عليه وسلم عنه الفعل لا الاسم فتدبر ما يقال ، فالشروط والموانع تعتبر في الافعال وبيان صحة الافعال ، وليس في تنزيل اسماء الافعال علي من باشروا الافعال
والذي نعنيه هنا انه بمجرد فعل الشرك زال اسم الاسلام عن المرء ونزل عليه اسم الشرك ، فهو مشرك يأخد احكاما متعلقة باسم الشرك ، وذلك بعد التحقق من مباشرة الشرك ، بلا ظنون ولا عموم تعتبر هنالك ، فاليقين لايزول بالشك ، والفعل لا يثبت عليك بفعل المجاورين لك ، وان كنا نقول بأن اجتناب الفاعلين هو الاولي منك ، ولكنا هنا لسنا بصدد التفصيل في امر الاجتناب ذلك
واما هذه الاحكام السابق ذكرها والمتعلقة بالاسم ، فهي كعدم الصلاة خلفه ، وعدم الاكل من ذبيحته ، وعدم الترحم عليه بعد موته ، وكعدم تزويجه او الزواج منه ، ومحل بسطها في كتب الفقه ، فالكلام هناك مفصلا تجده ، وما يخصنا هنا انها تقع عليه بمجرد تغير الاسم ، اذ انها متعلقة بالاسم
اما النوع الثاني من الاحكام فهي الاحكام المتعلقة بإقتراف الفعل ، فهي النتائج او الحدود او العقوبة ، التي ترتبت علي مباشرة ما هو محذور فعله ، وذلك لوضوح ضرره ومفسدته ، وتعدي به الفاعل سواء علي حقوق الناس ، او علي حقوق رب الناس
وهذا هي التي لاينبغي ابدا انزالها علي الفاعل ، الا بعد اعتبار الشروط والموانع وبلوغ الحجة ، فهي ليست في شئ من المسميات بالمرة ، بل هي احكام تنفذ وحدود وعقوبات معلومة ، فهي كأي احكام متعلقة بفعل ، فالشروط والموانع فيها لاتترك ولا تهمل ، والمصالح والمفاسد هنا ايضا تفعل
وهذه الاحكام تنقسم الي حكم القول وحكم الفعل او احكام قولية واحكام فعلية او النطق بالحكم وتنفيذ الحكم
وحكم القول او النطق بالحكم اوالاحكام القولية وهي ما اصطلح عليه باسم التفسيق والتبديع والتكفير ، او ما في معناها من الاقوال ، كقولهم فارق الايمان او خرج من الاسلام او يخرج من الملة ، او يقتل ردة ، فهي اقوال تطلق باللسان ، وتخرج مخرج الاحكام ، ويقر قائلها ان مقترف الاثم ، ثبت في حقة الحكم ، وبات مستحقا لإقامة الحد ، فهي العقوبة والحد ولكن بالقول ، وهي تسبق العقوبة لمن يملك تنفيذها ، او هي العقوبة نفسها لمن لا يملك انزالها
اما حكم الفعل او تنفيذ الحكم او الاحكام الفعلية ، هي العقوبة بالفعل والعمل ، وليست مجرد القول ، اي هي انزال الحد ، سواء قتل او رجم او جلد ، والذي شرعه رب السموات والارض ، علي مقترف هذا الاثم ، والفرق بينهما ان الاول حكم بالقول والثاني حكم بالفعل
وعليه فالزاني مثلا حكمه القولي التفسيق والفعلي الجلد او الرجم ، وصاحب البدعة حكمه القولي التبديع والفعلي حسب بدعته من تعذير او قتل ، والمشرك المرتد حكمه القولي التكفير والفعلي هو القتل
وعليه فالتفسيق والتبديع والتكفير هي احكام قولية ، والرجم والتعذير والقتل احكام فعلية ، وننبه هنا ان الشروط والموانع وبلوغ الحجة معتبرة في الاثنين ، لان كلاهما احكام ويزيد في القولية اعتبار مبدأ العموم والتعين ، علي قول من قال به من علماء المسلمين ، ولا يعتبر ذلك في الاحكام الفعلية اي تنفيذ الحكم اذ ان الحدود لا تقام الا علي معينين ، فيقال حكما قوليا من فعل كذا يكفر ويقتل ردة ، واذا فعله فاعل لا ينزل عليه ايا من الاحكام القولية ، ومن ثم ولا الفعلية ، حتي ينظر في بلوغ الحجة ، والشروط المتحققة والموانع المنتفية
والذي يهمنا هنا وسبب تفريقي بين الاحكام القولية والفعلية ، ان تعلم ان التفسيق والتبديع والتكفير هي احكام وان كانت احكاما قولية ، فليست من باب الاسماء من شيء في كلام اهل العلم ، وخاصة المتأخرين منهم ، لذياع هذا الاصطلاح بينهم ، وان الفسق والبدعة والكفر هو حكم ، كمثل القتل وقطع اليد والرجم ، وبما ان مسألتنا خاصة في الشرك الاكبر ، وليست في البدعة والكبائر فتنبه لذلك وتذكر، ان اسم الشرك حكمه القولي الكفر او ان المشرك حكمه القولي التكفير ، وهذا هو المصطلح عليه في الاخير ، وهذه اول نقطة في محل النزاع والخلاف ، وسيظهر لك تأثيرها وجليا وذلك لمريد الانصاف
كما انه يفهمك كلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب ، والذي افتري عليهم الناس كثيرا في هذا الباب ، فمن قال ان قولهم متناقض ، ومن قال بنسخ قول لقول آخر ، ومن قال بالرجوع عن فتاويهم ، ومن اصابته الحيرة بعد جمع اقوالهم ، ومن جمع بين اقوالهم بجمع لا يقوم ولا يستقر ، ولا يستعقل ولا يستطرد ولا يعتبر ، فجمع مبني علي الافتراض والاحتمال وغايته ترقيع وجهات النظر ، لا شك ان هذا جمع مهزوم سيولي الدبر ، والعجب ان الطرفين يستدلون باقوالهم ، فيظن الظان ان الامر خلافي بينهم ، او انه غير صريح في كتبهم ، والامر غير كل ذلك علي التمام ، لو انه فرق بين انزال الاسماء وانزال الاحكام ، فكم زلت في هذا الباب راسخة الاقدام ، وسابقة الافهام ، وجمع من طلبة العلم ، واهل العلم ، ولا حول ولا قوة الا بالله
وبيان ذلك ان العالم اذا تكلم عن فاعل الشرك وقال انه لايكفر حتي ....، او قال لا يمكن تكفيره الا ..... ، او قال انا لا نكفر ثم ذكر امورا من امور الشرك
يظن القارئ ان هذا من باب الاسماء ، اي ان الفاعل حتي يُنبه ويُعرف لا يأخذ اسم الكفر ، فهو اذن مازال مسلما علي هذا الظن وهذا الفكر ، والحق ان هذا لا يمس باب الاسماء في شيء ، بل هو من باب الاحكام ، والمعني انه لا يحكم بكفره حكما قوليا ، وبالتالي بقتله حكما عمليا حتي يتحقق ما يشترطه العالم ، وما قال احد البتة ، علي فاعل الشرك انه لا يسمي مشركا حتي .... ، لان ذلك ليس من باب الاسماء ، بل من باب الاحكام ، فالكفر هنا حكم ، وليس اسم
وليس معني انه لا يحكم بكفره انه يسميه مسلما فتنبه ، وما قال احد ذلك قط ، لانه يعلق الحكم وليس الاسم ، فهو عنده مشرك وتعليق حكم التكفير علي المعينين ، للشك في بلوغ الحجة وعدم اليقين ، ليس معناه ان العالم يؤسلم المشركين ، ويجعلهم من جملة المسلمين ، وهم في اوحال الشرك واقعين ، ونسبة ذلك لاجلاء العلماء امر مهين ، وذلك نتيجة عدم استيعاب الكلام ، وانزال الاسماء بدلا من الاحكام ، كيف وهم انفسهم يوضحون كما هو عنهم ثابت ، ان الشرك لا يقف علي بعثة الرسل فقبلهم اسم الشرك ثابت ، وفي فتاويهم او قد يكون في نفس الفتوي ، يقول هو مشرك ثم يقول لا يمكن تكفيره حتي ..... ، فكيف يعقل من كلامه انه مسلم واني ذلك واني ، فالكفر هو الحكم لمن عقل وتدبر وتفهم وتأني
وبذلك يتبين ان لا خلاف بينهما ، فضلا ان يكون تناقض في كلام احدهما ، فاذا انزلت ما بيناه في باب الاسماء والاحكام علي كلامهما ، فلن تجد اي التباس ، فهذا الباب هو الاساس ، فاسم الشرك يثبت ، والحكم هو الذي يتعلق ، علي بلوغ الحجة مرة ، وعلي الشروط والموانع بعدها اخري ، ويدخل فيه العموم والتعين ، والتثبت في بلوغ الحجة واليقين ، وكل ذلك في الاحكام لا في الاسماء ، وذلك هو الفهم السليم والحق المبين
واما الكلام علي الحالتين بلوغ الحجة وعدم بلوغ الحجة وتأثير ذلك علي احكام الدارين فاقول
يختلف الحكم علي المشرك وفقا لهاتين الحالتين ، وفي الحكم عليه ايضا في الدارين ، وننبه انه الذي يختلف هو الحكم وليس الاسم ، فاسم الشرك ثابت عليه في الحالين
فقبل بلوغ الحجة ، اسمه مشرك وحكمه في الدنيا حكم اهل الفترة ، ويمتحن هذا المشرك في الاخرة ، فمصيره بعد امتحان الله له اما الي نار واما الي جنة
اما بعد بلوغ الحجة ، اسمه مشرك وحكمه في الدنيا حكم المشركين المعرضين ، وفي الاخرة ان لم يتب في حياته فهو في جهنم مع الخالدين
هذا وفي حالة عدم تدخل اي من الموحدين في الامر ، فهذا حكم الله عليهم بينهم وبين الله ومع عدم وجود الموحدين فيما مر ، اما اذا تدخل موحد وصار وليا في الامر ، فله ان يدعوهم ، ويمهلهم ويترفق بهم ، ويوضح ويبين لهم ، وذلك قبل قتلهم او قتالهم وحربهم
وهذا من باب الدعوة لمن يقاتلهم ، او من باب الاستتابة لمن يقدر عليهم ، او عند الشك في بلوغ الحجة لهم ، فإنه عند عدم التيقن من بلوغ الحجة فيجب البيان والدعوة ، ومع التيقن الاستتابة ، وليس هذا من باب انهم مسلمون ، او موحدون فهم كما بينا مشركون
ومما سبق لك يتبين ان امر بلوغ الحجة هو امر عظيم ، لظهورالمشركين قصيم ، ولحالهم بالنسبة لنا قسيم ، فيقسم ويفرق حالهم لنا وفي امرهم نستبين ، فنميز بين مدعين ومفترين ، مدعي يدعى ان لو جاءته حجة وهدي لكان اهدي المهتدين ، وبين مفتري انشغل بالحياة الدنيا عن الاخرة ، وانصرف طواعية عن الحجة والهدي ، فكان من المهلكين
ونحن ان نقول ان مفرق الحكم علي المشركين هو بلوغ الحجة ، فلا نقصد ان تهمل وتترك الشروط والموانع البتة ، فالشروط والموانع وبعد بلوغ الحجة تأخذ في الاعتبار ، ولكن هل الجهل والتقليد والتأول بعد بلوغ الحجة يعدون من الموانع والاعذار ، ولبيان ذلك نقول
ان المشرك الجاهل او المقلد او المتأول اولذي لايعلم ولا يخطر بباله انه هذا شرك ، وان كان هذا هو الجاهل ولكن لكثرة استخدام هذا النوع من الكلام ، او الذي يظن ان هذا هو الاسلام وان كان هذا هو المتاؤل ولكن ايضا لكثرة الاستخدام ، او الذي يتبع علماء بلدته وان كان هذا هو المقلد ولكن ايضا لكثرة الاستخدام ، كل أولئك بعد بلوغ الحجة قد زادت علي صفاتهم القديمة ، وهي الجهل والتقليد والتأويل صفة جديدة ، فاثرت في اعتبار الصفات القديمة وان كانت لم تمحها ولكن اثرت في الاعتبار بها والاعتداد ، وهذه الصفة الجديدة هي صفة الاعراض ، فقبل بلوغ الحجة هو مشرك جاهل او مقلد او متأول ، وبعد البلوغ هو مشرك جاهل معرض اومشرك مقلد معرض او مشرك متأول معرض
وهذه في محل النزاع والخلاف هي النقطة الثانية ،فتدبرها فهي سهلة ميسورة وغير معقدة ، فلاشك عند اي عاقل ان هناك صفات جديدة محدثة ، اذا نزلت علي صفات قديمة مثبتة ، ياخذ ويعتبر بالصفة الجديدة فقط في الحكم ، والصفات القديمة موجودة ومعترف بها ولكن لا يعتبر بها في الاصل
ومثال ذلك قولنا عصير حلو الطعم ولكن سام ، فالسمية نزلت علي صفة انه حلو الطعم ، فأوقفت العمل والاخذ بها ، وصار السام هو الصفة المعتبرة في الحكم
وكذلك قولنا كافر محارب مستأمن فالحكم صار لصفة مستأمن ، لا لصفة الكافر المحارب
وكذلك قولنا في الاضحية كبش كثير اللحم اعور
فانت كما تري ان صفة حلو الطعم للعصير والمحارب للكافر وكثير اللحم للكبش ، لم ترتفع عنهم ولم تمح ، فالصفات القديمة ثابتة ، ولكن اخذنا في الحكم بالصفة الجديدة وان كانت مستحدثة
وعليه فبعد بلوغ الحجة ، نحن نقر بالصفات القديمة ، فنقر انه جاهل او مقلد او متأول او كل ما سبق ، ولكن والحجة قد بلغته فلم يعتد بما سبق ، فهو المعرض عنها وعن الاخذ بها وتعلمها والتدبر فيها ، فعدم اثبات صفة الاعراض له خطأ بين ، وعدم الاعتبار بها في الحكم هو الشطط المبين
لان من اعتد بالصفات القديمة التي في فاعل الشرك واعتبرها في الحكم ، واهمل الصفة الجديدة التي هي مناط الحكم ، بل وجعله مسلما وغير مؤاخذ وعذره ، فهو الذي لا يأخذ بصفة السمية في العصير الحلو ويأمر بشربه ، ولا ياخذ بصفة الاستئمان مع الكافر المحارب ويأمر بقتله ، ولا ياخذ بصفة العوران في الكبش ويأمر بالاضحية بة ، والامثلة علي ذلك لا تحصي وعليه ومع وجود الحجة فقد خالف عاذر المشرك بجهله وتقليده وتأويله المنقول شرعا والمعلوم عقلا فتدبر
وننبه اننا نقول في هذا الذي وقع في الشرك مشركا ونسميه مشركا فهو مشرك بمجرد فعل الشرك ، وليس بعد بلوغ الحجة نسميه مشركا فهو مشرك قبل الحجة وبعدها ، ولكننا نتكلم هنا عن حكمه وليس اسمه ، وهل هو مؤاخذ ام معذور فتنبه
وللعاذر الذي عذر المشرك هذا مخرجان ، الاول ان يثبت ان هذا المشرك ليس معرضا بالمرة ، وهيهات ذلك بعد بلوغ الحجة ، فهي متاحة ظاهرة معلومة موجودة ، ويتأكد ذلك اذ يعمل بها غيره ،وايضا اذ لم تبلغه حجة ، فهو مشرك اسما وليس مسلما، اذ صدر منه الشرك وفعله ، والمخرج الثاني ان يثبت انه ليس مشركا اصالة ولم يفعل الشرك ، ونأمل ذلك ونرجوا الا يقع مسلم في امر من امور الشرك ، ولكن والحال هذا وقد تبين وقوعه في الشرك وتبين بلوغ الحجة فليس لك او لي الا ان ننزل علي حكم الله وكتاب الله موجود بين ايدينا وهو ملئ بالحكم علي المعرضين بالكفر ، وان سبب جهلهم هو اعراضهم ولم يعذرهم بالجهل ، الم تقرأ عليكم هذه الاية من قبل ، بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ، فاثبت الله ان جهلهم بسبب اعراضهم ، والله يقول وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ، ويقول والذين كفروا عما أنذروا معرضون ، ويقول فاعرض اكثرهم فهم لا يؤمنون ، ويقول وقد آتيناك من لدنا ذكرا من اعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه ، ويقول ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي ، وغير ذلك كثير كثير
فهذا حكم الله فيهم ، ونحن نحكم فيهم بحكم الله في حياتهم ومماتهم ، ولكن مع تدخلنا في امرهم فلنا دعواهم او استتابتهم ، والمعني انه لو عاش هذا المشرك علي شركه وقد بلغته الحجة ثم مات ولم يتب ، فنحكم له بالكفر في الدنيا والنار في الاخرة ، والايات والادلة علي هذا كثيرة ، اما اذا تتدخلنا في امره وقت حياته ، فلنا دعواه فان ابي الا الشرك قتلناه او قاتلناه ، وهذا من باب الدعوة وليس من باب التوقف في الحكم ، فبعد بلوغ الحجة ثبت الحكم كما انه بعد فعل الشرك ثبت الاسم ، ولكن لا يمنع بعد ثبوت الاسم والحكم الدعوة والاستتابه لامكانية رجوعهم وتوبتهم ولعلهم ، اما اذا شك الذي له الامر في بلوغ الحجة الي بعضهم ، فيجب ان يتوقف في الحكم عليهم وذلك في الحكم وليس الاسم ، فهم مشركون وليسوا مسلمين فيبلغهم ويدعوهم ، او يتأكد من وصول الحجة اليهم ، ثم ينزل علي من ابي منهم بعد ذلك احكامهم ، ولله الحمد المنة
ويبقي هنا في باب بلوغ الحجة ان نعرف ما الذي تقوم به الحجة علي الناس ، والفرق بين بلوغ الحجة وفهم الحجة ، فهذه نقطة ثالثة في اصل الخلاف ، ومعترك واضح يزيد الاختلاف
ولاشك ان المعتبر في بلوغ الحجة هو القرآن لقوله تعالي لانذركم به ومن بلغ ، وقوله حتي يسمع كلام الله ، وقوله هذا بيان للناس ، وقوله هذا بلاغ للناس ولينذروا به ، وقوله قل فلله الحجة البالغة ، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة ، فمن اعرض عنه وعن تلاوته ودراسته وتعلمه ، ووقع في الشرك فلا يلومن الا نفسه فمن الذي منعه ، والله يقول
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ
افبعد هذا البيان من الله بيان ، فتدبروا انتم يا من تعذرون من وقع في الشرك كلام الله اذ كانوا هم لا يتدبرونه
فلكي لا يعتذر احد عندما يقع منه الهلاك والشرك ، ويقولون ما انزل الله علينا كتاب فقد انزل علي من قبلنا ، او يقولون لو انه انزل علينا كتاب لكنا الاهدي ، فانزل الله الكتاب لكي لا يعتذرون بعدم وجود كتاب ، وانظر لقوله فمن اظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها ، وصدف عنها اي اعرض عنها ، ثم قوله سنجزي الذين يصدفون اي يعرضون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ، فاولا ذكر سبحانه المكذب والمعرض ، ثم خص سبحانه المعرض بالعذاب ولم يذكر المكذب ، لانه ولاخلاف في المكذبين ، فأراد سبحانه ان يقطع الخلاف في المعرضين ، ثم نري اليوم من يجادل عن المشركين المعرضين ، ويشيع ان المسألة خلافية بين علماء المسلمين ، فاي خلاف وبين ايدينا وايديكم كتاب رب العالمين ، وانا لله وانا اليه راجعون
وعليه فمن بلغه كلام الله فقد بلغته الحجة ، بل ومن سمع بوجود كتاب لله اسمه القرآن ، او رسول لله اسمه محمد او دين لله اسمه الاسلام ، ولم يسع في معرفة ما قاله الله في كتابه او ما بينه رسوله او ما جاء به دينه ، وعاش ولم يحرك ساكنا ، وعلي ما هو عليه من الضلال والشرك ظل عاكفا ، ثم مات كان من اهل النار ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي ، فعلق الحكم بالنارعلي مجرد السماع فتدبر ، فالله لم يخلق العباد الا ليعبدوه ويوحدوه ولا يشركوا به شيئاً ، ولو خسروا في سبيل ذلك كل ملاذ الحياة الدنيا ، فأني بعد ذلك يعذرون ، والله يقول ياعبادي الذين أمنوا ان ارضي واسعة فأياي فاعبدون
اما فهم الحجة فالفهم بمعني الاستيعاب والفقه والاقتناع فلا شك ان كل ذلك شيء زائد عن السمع ، بل وزائد عن العلم ، فالله يقول ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ، والمعني ان الحكم والعلم كانا عند سليمان وداود عليهما السلام ، وفي هذه الواقعة زاد الله سليمان الفهم ، فالفهم شيء زائد عن العلم وعن السمع ، والله لم يشترط اصالة العلم في اعتبار الحجة ، والذي هو بمعني اعتبار الحجة ، ومعرفة حقيقتها ، والاعتراف بكونها حجة ، فلم يشترط سوي البلوغ والسمع ، فالله يقول حتي يسمع كلام الله ، والنبي قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني : أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ، فالحكم متعلق علي السماع والبلاغ ، فليس علي العلم ، ومن باب اولي فليس علي الفهم
ولا ادري لما يصدر اصحاب الاعذار دائما ان الجاهل كالمجنون ، ويصورونه وكأنه غير مكلف وغير مأمور ، بلي وربي فهو المكلف بالنظر والبحث والعلم ، وتلاوة كتاب الله بتدبر وفهم ، وكتاب الله للذكر والفهم متيسر ، ولا يلومن الا نفسه ان هو قصر ، والامر ليس متوقفا علي غني او فقر ، او فقه زائد او قليل او تقشف او تحضر ، فالله اخرجنا جميعنا من بطون امهاتنا لا نعلم ، وحثنا وامرنا علي التعلم ، وكم تري من قبور ويعكف عليها كثير من الاغنياء ، وينحرون لصاحب القبر ويذبحون وهم في غاية السخاء ، وكم تري من فقير متقشف قائم بتوحيد ربه ولا يقع في شرك ولا شئ من هذا الغباء ، فجميعنا مخلوقون لتوحيد ربنا ومكلفون به ، بل ولم نخلق الا له ، طالما عقولنا في صدورنا ، وارواحنا في اجسادنا ، وجاءنا سن البلوغ فَبَلَغنا ، وأتانا رسول فبَلَّغنا ، وفينا كتاب ربنا ، وامر التوحيد في الاسلام ظاهر معروف ، وفي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم واضح معلوم ، فاني ذلك العذر ، والجهل اذن من كسب اليد ، وكما اقول في بعض ابيات لي
علم اليهود ومن تنصر بعدهم بل عابد النيران ذاك تفتنا
علموا جميعا ان تلك شريعة لمحمد والجهل يصبح عذرنا
وقد كنت اتحاور مع احد منهم ، ممن يحكمون عواطفهم واهوائهم ، وكأن امر الدين والتشريع بأيدينا ، فحاورته في مسألتنا هذه وقتا ، اوضح له ان الجاهل مكلف وعليه البحث والتعلم ثم انصرفنا ، فارسل الي كيف تطلب من عجوز في سن السبعين والثمانين بل والتسعين البحث والتعلم ، وهي لا حول لها ولا قوة ، كيف تُؤاخذ مثل هذه ، فقلت له لا ابدا فمثل هذه تُعذر ولا تُؤاخذ ولكن بشرطين ، اما ان تكون خرجت من بطن امها وهي في سن السبعين والثمانين ، واما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بعث لنا وهي في هذا السن الطعين ، واما وقد بعث النبي في زمن جدها العاشر او العشرين ، وهي خرجت من بطن امها كمثلنا وتدرجت في العمر والسنين ، فمن العشر الي الخمسة عشر الي العشرين والخمس وعشرين ، ثم جاء الثلاثون والاربعون والخمسون والستون ، فهي مقصرة منذ ستين عاما ونحن في الاخير المخطئون ، وهي غير مؤاخذة ولا مكلفة طيلة هذه السنين ، انا لله وانا اليه راجعون
فمثل هؤلاء الذين يحكمون عواطفهم واهوائهم في الدين ، وكأن الذي انزل هذه الاحكام ليس هو ارحم الراحمين ، وما الفرق اذن بين مشركة وبين نصرانية ويهودية قد بلغتا مائة وعشرين ، اذا كان عامل السن هو الحكم في الحالتين ، ونحن وان كنا نترفق بهم ، ونأخذ بأيديهم ونعينهم ، بل ونخدمهم ونبرهم ونتبسم في وجوههم ، افكل ذلك معناه انهم مسلمين ، وان نغير احكام الله فيهم
فتحكيم العواطف في احكام الله امر وخيم ، وكم اتبعه اناس فاخرجهم من الملة والدين ، حين حكموا عواطفهم فاستثقلوا عقوبة الزاني مثلا والرجم ، وتدرج بهم الشيطان وطرائقه معلومة لاهل النظر والعلم ، حتي قالوا في الرجم فعل شنيع وتطرف وتشدد ، وليس هناك ذنب يستحق هذا الحد ، فتعاطفوا مع الزناة في اول الامر ، حتي وصل الحال الان انهم يدافعون عنهم ، ولا يجدون في فعلهم هذا اي تحرج ، واخشي ان يدخل العاذر من نفس بابهم ، ويخرج من نفس المخرج ، فيصل به الحال الي ان يدافع عن الشرك والمشركين ، وطرق الشيطان معلومة للمستبصرين
ولقد ارسلت الي محاوري هذا الذي حكيت لكم قصته قصيدة طويلة ، لما علمت انه ممن يقلد في العذر شيوخه كما يقلدهم في كثير من المعتقدات ، واذكر منها هنا هذه الابيات ، لتناسبها مع مقامنا هذا فقلت له
ضَلِيلُ اللَيلِ إنْ يَصْبِرْ لَيُبْصِرْ بِنُورِ الشَمْسِ يَكْفِيه انْتِظَارُ
وأمَّا مَن يَضِلُّ وَفِي نَهَارٍ يَدُومُ ضَلَالُه أبداً يَحَارُ
فَلَو أشْيَاخُكم لَيلٌ مُضِلٌّ فَأنْتم بَعْدَ لَيلِهم النَهَارُ
وَلَو أشْيَاخُكم دَهَنَتْ دِثَاراً فَأنْتم لِلمُدَاهَنةِ الشِعَارُ
وَلَو أشْيَاخُكم شَرَّاً أمِيتَتْ فَأنْتم شَرُّكم فَسَيُسْتَطَارُ
إذَا أشْيَاخُكم رَكَنَتْ لِشِرْكٍ فَأنْتم بَعْدُ لِلشِرْكِ المَنَارُ
وَمُلتَبِساً بِشِرْكٍ يَعْذُرُونَهْ فَأنْتم بَعْدُ لِلإشْرَاكِ دَارُ
تُآوِيهِ وَتَحْمِيهِ وَحَتْمَاً مَتَى يَحْدُثْ فَذَا لَكُم ادْكَارُ
وَسَوفَ رِمَاحُكم تَنْحَازُ عَنْهم لِصَدْرِ مُوَحِّدٍ وَسَتُسْتَدَارُ
فَأصْلُ أصُولِ مِلَّتِنا بَرَاءٌ وَأصْلُ أصُولِكم ذَاكَ اعْتِذَارُ
وَإنِّي قَد نَصَحْتُ وَذَاكَ نُصْحِي وَقَدْ يَقْسُو المُنَاصِحُ أو يُثَارُ
وَيَبْقَى مِنْكَ للهِ اطْرَاحٌ وَبَينَ يَدَيه يُنْهَمَلُ الوُقَارُ
فَرَاجِ مُهَادِيَ السُبُلَ افْتِقَاراً لَعَلَّ لَكَ الظَلَامَ هُدَىً يُنَارُ
تَضَرَّعْ فِي الدُعَاءِ كَمَا مُلِحٍّ يُبَاكِي اللهَ و الحَالُ اضْطِرَارُ
يُذَمُّ الفَرُّ فِي حَالٍ وحَالٍ أمَا للهِ يُمْتَدَحُ الفِرَارُ
اما الحين فننتقل الي الحديث عن الدليل ، فنتحض ونقيم ، وذلك بكلام يسير ، وفي ملخص حتي لا نطيل ، فنتحض ادلة الخصوم ، اذ انها صراحة للاستدلال لا ترقي ، وهي في الاصل حجة عليهم ودليل علي صحة قولنا ، ثم نقيم جملة من ادلتنا ، وبلمحة سريعة ايضا كما اسلفنا ، فيكفي اللبيب اشارة او ايماء ، والظمآن يكفيه قليل الماء ، والمجادل المكابر لن تكفيه ادلة من الارض الي السماء
واعلم اخي الكريم ان الخلاف منحصر في امرين ، الاول عدم انزال اسم الشرك علي المرء قبل بلوغ الحجة ، الثاني عدم انزال حكم الشرك علي المرء بعد بلوغ الحجة ، اذ يشترطون فهم الحجة ورفع الجهل ورد التأويل ، فبعد البيان والتفهيم ، اذ هو اصر فياخذ حكم المشركين ، فلا يأخذ الحكم عندهم الا المعاندين ، بحجة الجهل في الحالتين
اما استدلالهم بقوله تعالي وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا
فليس فيه حجة علي مذهبهم قبل بلوغ الحجة ولا بعد بلوغ الحجة
فالله لم يقل وما كنا نسمي مشركين حتي نبعث رسولا ، فبطل استدلالهم به قبل بلوغ الحجة
والله لم يقل وما كنا معذبين المعاندين حتي نبعث رسولا فبطل استدلالهم به بعد بلوغ الحجة
ثم نقول لهم كلمة رسول في هذه الاية بالمعني اللغوي ام المعني الشرعي ، ولا شك انه بالمعني الشرعي ، اي انه الرسول بين الله وخلقه ، فبطل القياس في هذه الاية ، وفي كل الايات الاخري التي يستدلون بها ، ومن يستدل بها فكأنه يزعم اننا مازلنا لم يبعث الله الينا رسولا ، واننا في زمن الفترة ، اذ لا علم هناك ولا حجة ، فلا ادري ما هذا الدليل واين ذلك الاستدلال الحق ، ام انه تحبير علي الورق ، فهذا الثلاثة ردود تجدها دحضا لكل ادلتهم ، فإما انها ليس في انزال الاسماء بل في الاحكام ، ولو كانت في الاحكام وانزال العقوبة فلا تستثني الجاهلين وتخص المعاندين ، واما انهم يستدلون بأن الحجة لاتقوم الا بالرسل والكتب بالارسال والانزال ، وسبحان الله علي هذا الاستدلال ، وقد بعث الله لنا افضل رسله ، ولا رسول يأتي بعده ، وقد بين رسولنا اتم البيان وبلغ رسالته ، واقر الله ذلك كله ، واكمل الدين والبيان وارتضي الله لنا ذلك بقبضه صلى الله عليه وسلم وموته ، ام ان الله قبضه وما اكمل ولا بين رسولنا شريعته ؟ ، بل وانزل الله علينا خير كتبه ، واقام الله فيه حجته ، وقال فيه هذا بلاغ للناس ، وقال هذا بيان للناس ولينذروا به ، وليعلموا انما هو اله واحد وليتذكر اولوا الالباب ، وهم جعلونا بمنزلة من لم يرسل اليهم رسول ولم ينزل عليهم كتاب ، فسبحان الملك الحق الفتاح الوهاب
اما استدلالهم بقوله
وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) . وقوله : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقوله : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) وقوله : ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون )
فاقول هداكم الله ، فالرسول هنا بالمعني الشرعي ، وقد جاءنا الرسول ، فعلام ايها الناس كل هذا الالتباس ، ففي الاية الاولي هي في الاحكام والعقوبه وليس الاسماء ، وقد جاءنا رسول يتلو علينا الايات ، والمشركون هم الظالمون ، فالله يقول ان الشرك لظلم عظيم
والايه الثانية فهي حجة عليهم في انه لا حجة للناس علي الله بعد الرسل ، وانزالها علينا ضرب من التلبيس والهذيان وضرب من الجدل
والاية الثالثة فقد جاءنا رسول وبين لنا اتم البيان ، وهي حجة عليكم في ان الله بعد الرسل يضل من يشاء وليس كلهم من المغضوب عليهم فهناك مغضوب عليهم وهناك ضالون ، ولو علمتم الفرق بينهما لعلمتم كيف استدللنا بها عليكم
والاية الرابعة ففحواها اننا الي الان لم يبن الله لنا كيف نتقي ، وان امر التوحيد والشرك الي الان امر علينا خفي ، افلا يتدبر من يستدل بهذا ، ولو شيئا يسيرا ، فالله يقول حتي يبين لهم ولم يقل حتي يتبين لهم ، افلا هناك فرق بين المعنيين

اما استدلالهم بقوله تعالي وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون . أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين . أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة
فنقول انا لله وانا اليه راجعون ، وهذا هو زمان قلب الحقائق والموازين ، فيعمد الناس علي ما يحجهم فيجعلونه حجة لهم ، واني هذا ، وكيف اصبح هكذا
فالاية واضحة وضوح الشمس في نهارها ، تكاد ان تسقط علي رؤوس المستدلين بها ، ليتنبهوا او يتعقلوا ، فالاية دامغة لمن يقول بالعذر في وجود كتاب ربنا ، ودامغة ان الكتاب بينة ، واستكمال الاية كما أسلفنا ، دامغ علي انهم معرضون ، والمعرضون مؤاخذون ، فانا لله وانا اليه راجعون
واما استدلالهم بالاحاديث ، فهي اما غير واضحة علي قولهم او انها حجة لنا علي انكار مذهبهم
واما استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني : أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار
فهذه من النوع الثاني الذي هو حجة لنا ان لا يشترط البيان ولا التبين ولا التحقق والتفهم فالحكم معلق علي السماع مجرد السماع ، ويؤيده قوله تعالي حتي يسمع كلام الله فالحكم علي السماع ولم يقل ربنا حتي يتبين او يفهم كلام الله او انه حتي قال حتي يعلم كلام الله فتنبه
واما استدلالهم بحديث الذي أمر بتحريق نفسه بعد موته ، وهي للحق اقوي استدلالاتهم ولكن لو كانت في المسألة التي نتكلم فيها ؟
فالمسألة في عذر المشرك والحديث في الكفر وليس الشرك ، فكل شرك كفر وليس كل كفر شرك ، والكلام هنا في الاسماء علي فاعل الشرك جاهلا ، لا علي جاهل الصفة موحدا ، فقد جاء في بعض الالفاظ انه من اهل التوحيد ، والكلام هنا في الاحكام علي ما بعد بلوغ الحجة ، لا علي زمن الفترة ، وان لم يصح هذا ولا هذا ، فغاية الامر انه لم يرد في الحديث انه مشرك فالرجل معه مطلق الايمان لا الايمان المطلق وهذا القدر ينجي من عذاب الله ، والمشرك نقض مطلق الايمان فأني له النجاة ، فتدبر
واما الحين فنلخص بحثنا ، ونقيم فيه ادلتنا ، فنقول
التلخيص
اولا ان لا شروط ولا موانع في انزال اسم الفاعل علي الفاعل اذا باشر الفعل
وادلة ذاك من القرآن والسنة لكثرتها لا تحصي ، ولكن يكفي ما اذكره لك منها
فمن القرآن قوله تعالي
عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ، وقوله تعالي سئل سائل ، وقوله فان احصن ..... فعليهن نصف ما علي المحصنات وقوله قال قائل منهم كم لبثتم وقوله سآوي الي جبل يعصمني ....قال لا عاصم ، وقوله وشهد شاهد من اهلها ، وقوله ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين ، وقوله يوم يدعو الداعي ، وقوله اشتروا الضلالة ....وما كانوا مهتدين ، وقوله وان يستعتبوا فما هم من المعتبين ، وقوله فلا تنفعهم شفاعة الشافعين ، وقوله وتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين ، وقوله ادخلي النار مع الداخلين وقوله ليبلغ فاه وما ه. ببالغه ، وقوله اعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون
ومن السنة حديث لايزني الزاني ....ولا يسرق السارق ، وحديث الا طارق يطرق بخير ، وحديث اذا اقتتل المسلمان .....فالقاتل والمقتول في النار
فكل ذلك وغيرها ادلة علي انزال اسم الفاعل علي الفاعل بمجرد الفعل
ثانيا ان الاسلام والشرك الاكبر لا يجتمعان
والادلة علي ذلك
قوله تعالي وا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وقد مر الكلام عليه في الاسماء
وقوله تعالي ان الدين عند الله الاسلام ، كيف يفهم اذا اجتمع الاسلام مع الشرك الاكبر ، مع قوله ان الشرك لظلم عظيم وقوله ان الله برئ من المشركين ، انما المشركين نجس ، ان الله لا يغفر ان يشرك به ، وقوله الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ، فكل ذلك لا يجتمع
وايضا لا نفهم معني كثير من احاديث النبي صلي الله عليه وسلم فضلا علي ان نأخذ منها احكاما
منها حديث انا برئ من كل مسلم يقيم بين اظهر المشركين ، فإذا كانا لا يقيمان في مكان واحد فكيف يجتمعان في شخص واحد ، فهذا الحديث سيكون لغوا ليس له معني ، وكحديث البطاقه ، ومثل ذلك كثير ولا نريد ان نطيل
ثالثا ان الاحكام منها ماهو متعلق بتغير الاسماء
كقوله تعالي فمن كان من مريضا ، واحكام الحائض
رابعا ومن الاحكام ما هو متعلقة بإقتراف الافعال
وهي الحدود ، والتعذير
خامسا ومنها القولية او الحكم بالقول
كقوله تعالي يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ وكقوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ حكمت بحكم الله من فوق سبع سموات وكان حكمه بالقول
سادسا الفعلية او الحكم بالفعل
كتضافر الادلة علي اقامته صلى الله عليه وسلم الحدود
سابعا ان الظنون والعموم لا عمل لها في انزال الاسماء والاحكام عل المعينين
لقوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ وقوله وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا
ثامنا ان الحجة تكون ببلوغ القرآن او السماع
لقوله قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ ، وقوله وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ وقوله فَالْمُلْقِيَات ِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
وقوله هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ
تاسعا ان لا العذر من جهل وتقليد وتأويل بعد بلوغ الحجة لاكتساب المعذور صفة الاعراض وان صار عذره من كسب يده
لقوله تعالي اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
وقوله لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
وقوله بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ
وقوله أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ
وقوله وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ
وقوله وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ وغير ذلك كثير

عاشرا ونستدل عليهم علي عدم العذر بالجهل مع الشرك الاكبر
بقوله تعالي وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ
وأية الميثاق وفيها أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ
وحديث الله انا اعوذ بك من ان نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه ، فلو كان ما لا نعلمه من الشرك لا يضرنا فلما الاستغفار منه
الحادي عشر وعلي عدم العذر بالتقليد والاتباع
لأية الميثاق وفيها ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
وقوله وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا
وقوله وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ
الثاني عشر وعلي عدم العذر بالتأويل والظن
فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ
وقوله الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
الثالث عشر ان الشك في بلوغ الحجة يوقف الاحكام ويوجب البلاغ ، ومع التيقن لايمنع الدعوة بل تستحب ، وان الاستتابة تقدر بقدرها
لقوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا
ولقوله صلى الله عليه وسلم لعلي يوم خيبر انزل بساحتهم ثم ادعهم الي الاسلام
ولقوله ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
الرابع عشر ان احكام المشركين التي في القرآن ليس خاصة بالمشركين الذين كانوا علي عهد النبي بل لكل مشرك الي اخر الزمان
لقوله وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا
قوله تعالي ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ

الخانس عشر ان لا اهواء ولا عواطف نقابل بها تشريع الله بل القبول والانقياد
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
السادس عشر ان لا دليل هناك واحد يصح به الاستدلال علي ما يعتقده العاذرون
كما بينا في ردنا علي ادلتهم
السابع عشر ثم هناك امر اخير ابينه لعاذر المشرك الجاهل ، وهو كهدية مني لاولي الاحلام منهم والنظر ، وذا وحده كان يكفي لهدم مذهبهم رأسا علي عقب لو تدبر
فنقول لهم هذا المشرك عندنا والمسلم عندكم ، لا بد انه ممن قال لا اله الا الله في مذهبنا ومذهبكم ، فنقول انه لا يخلو امره مع لا اله الا الله من حالين
الاول انه قالها ولا يعلم معناها ولا مقتضاها ولا ما تنفي ولا ما تثبت فضلا عن شروطها واركانها ، فنقول لهم هل هذا هو المسلم عندكم ، وتحاجوننا فيه اذا ما وقع في الشرك الاكبر
والثاني انه قالها وهو يعلم معناها ومقتضاها وما تنفي وما تثبت بل وشروطها واركانها ، فنقول لهم هل هذا هو الجاهل عندكم ، وتحاجوننا فيه اذا ما وقع في الشرك الاكبر
فبان اذن ان مذهبكم الذي تدعون اليه كثير الاعوجاج ليس له ضابط ولا يستقيم ، وان مذهب غيركم لهو الصراط المستقيم ، ووضح ذلك لكل طالب للحق وطويلبة للعلم ومن لأمر دينه يستبين ، وظهر ان التكني بالبراء لا يكفي دون التبرؤ من المشركين ، وان العلاوة الحق هي العلاوة في الدين ، واتباع النبي الكريم ، ثبتنا الله علي ذلك الحق المبين ، وهدانا الله واياكم الي الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين

وهذه نهاية بحثي وارجوا ان اكون وضحت شيئا او افدت احدا ، ولم يكن كلامي تكرار لما كتب وسبق ، او انه تحبير للورق ، وفي الاخير الحق حق وان خفي وان حتي اندثر ، والباطل باطل ان ذاع في الارض وانتشر ، وارجوا الا يؤاخذني احد علي حدتي ان كان ثم ، فبيان الحق بتمامه غايتي وقد تم ، وآمل ان يكون نابع ذلك حرصي علي الدين وغيرتي فأبدا لن اذم ، وذا جهد المقل ، وبحثي المستقل ، وكما هو ظاهر للعيان ، لا استدل فيه بقولي وقد قال فلان ، فدين الاسلام منزه عن الاستدلال فيه باقوال الرجال ، اللهم الا استئناسا بعد ذكر الادلة اقوالهم تقال ، فقول الصحابي علي الصحيح ليس حجة مستقلة بالاستدلال ، فما بالك بمن دونهم فلاشك انهم اولي بتلك الحال ، وهم علماؤنا وسادتنا ولهم علينا حق التبجيل والاجلال ، والاعتراف بالافضال ، ولكن في الاستدلال بالكتاب والسنة دون اقوالهم لا مناص ولا فصال ، ولا ادعي في قولي العصمة والاستيعاب ، بل كل اقوال البشر امثالنا مظنة النقص والخطأ و الصواب ، ولكن من رأي رده فليرده بحجة من السنة او الكتاب

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 12:45 PM
ثم هناك امر اخير ابينه لعاذر المشرك الجاهل ، وهو كهدية مني لاولي الاحلام منهم والنظر ، وذا وحده كان يكفي لهدم مذهبهم رأسا علي عقب لو تدبر
فنقول لهم هذا المشرك عندنا والمسلم عندكم ، لا بد انه ممن قال لا اله الا الله في مذهبنا ومذهبكم ، فنقول انه لا يخلو امره مع لا اله الا الله من حالين
الاول انه قالها ولا يعلم معناها ولا مقتضاها ولا ما تنفي ولا ما تثبت فضلا عن شروطها واركانها ، فنقول لهم هل هذا هو المسلم عندكم ، وتحاجوننا فيه اذا ما وقع في الشرك الاكبر
والثاني انه قالها وهو يعلم معناها ومقتضاها وما تنفي وما تثبت بل وشروطها واركانها ، فنقول لهم هل هذا هو الجاهل عندكم ، وتحاجوننا فيه اذا ما وقع في الشرك الاكبر
فبان اذن ان مذهبكم الذي تدعون اليه كثير الاعوجاج ليس له ضابط ولا يستقيم ، وان مذهب غيركم لهو الصراط المستقيم ، ووضح ذلك لكل طالب للحق وطويلبة للعلم ومن لأمر دينه يستبين ، وظهر ان التكني بالبراء لا يكفي دون التبرؤ من المشركين ، وان العلاوة الحق هي العلاوة في الدين ، واتباع النبي الكريم ، ثبتنا الله علي ذلك الحق المبين ، وهدانا الله واياكم الي الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين نعم بارك الله فيك أخى إبن أمارة
لايسعنى الا ان اقول ان هذا غاية البيان والتحرير والتحقيق لهذه المسألة التى ضلّت فيها أفهام الكثير-وهذا التحرير والبيان كَشَفَ الاوهام التى يتعلق بها المجادلين اهل الاعوجاج الذين ليس لهم ضابط يستقيم عوده - نعم هذا التحرير والبرهان يكفي لهدم مذهبهم رأسا علي عقب لوكانوا يعقلون- ولى استدراك بسيط على نقطين يزيد ما حررته اخى الفاضل نورا وبرهانا حتى لا يحصل اشكال

واما هذه الاحكام السابق ذكرها والمتعلقة بالاسم ، فهي كعدم الصلاة خلفه ، وعدم الاكل من ذبيحته ، وعدم الترحم عليه بعد موته ، وكعدم تزويجه او الزواج منه ، ومحل بسطها في كتب الفقه ، فالكلام هناك مفصلا تجده ، وما يخصنا هنا انها تقع عليه بمجرد تغير الاسم ، اذ انها متعلقة بالاسم
اما النوع الثاني من الاحكام فهي الاحكام المتعلقة بإقتراف الفعل ، فهي النتائج او الحدود او العقوبة ، التي ترتبت علي مباشرة ما هو محذور فعله ، وذلك لوضوح ضرره ومفسدته ، وتعدي به الفاعل سواء علي حقوق الناس ، او علي حقوق رب الناس
وهذا هي التي لاينبغي ابدا انزالها علي الفاعل ، الا بعد اعتبار الشروط والموانع وبلوغ الحجة ، فهي ليست في شئ من المسميات بالمرة ، بل هي احكام تنفذ وحدود وعقوبات معلومة ، فهي كأي احكام متعلقة بفعل ، فالشروط والموانع فيها لاتترك ولا تهمل ، والمصالح والمفاسد هنا ايضا تفعل
وهذه الاحكام تنقسم الي حكم القول وحكم الفعل او احكام قولية واحكام فعلية او النطق بالحكم وتنفيذ الحكم فكل ذلك علي معني واحد
وحكم القول او النطق بالحكم اوالاحكام القولية وهي ما اصطلح عليه باسم التفسيق والتبديع والتكفير ، او ما في معناها من الاقوال ، كقولهم فارق الايمان او خرج من الاسلام او يخرج من الملة ، او يقتل ردة ، فهي اقوال تطلق باللسان ، وتخرج مخرج الاحكام ، ويقر قائلها ان مقترف الاثم ، ثبت في حقة الحكم ، وبات مستحقا لإقامة الحد ، فهي العقوبة والحد ولكن بالقول ، وهي تسبق العقوبة لمن يملك تنفيذها ، او هي العقوبة نفسها لمن لا يملك انزالها
اما حكم الفعل او تنفيذ الحكم او الاحكام الفعلية ، هي العقوبة بالفعل والعمل ، وليست مجرد القول ، اي هي انزال الحد ، سواء قتل او رجم او جلد ، والذي شرعه رب السموات والارض ، علي مقترف هذا الاثم ، والفرق بينهما ان الاول حكم بالقول والثاني حكم بالفعل
وعليه فالزاني مثلا حكمه القولي التفسيق والفعلي الجلد او الرجم ، وصاحب البدعة حكمه القولي التبديع والفعلي حسب بدعته من تعذير او قتل ، والمشرك المرتد حكمه القولي التكفير والفعلي هو القتل
وعليه فالتفسيق والتبديع والتكفير هي احكام قولية ، والرجم والتعذير والقتل احكام فعلية ، وننبه هنا ان الشروط والموانع وبلوغ الحجة معتبرة في الاثنين ، لان كلاهما احكام ويزيد في القولية اعتبار مبدأ العموم والتعين ، علي قول من قال به من علماء المسلمين ، ولا يعتبر ذلك في الاحكام الفعلية اي تنفيذ الحكم اذ ان الحدود لا تقام الا علي معينين ، فيقال حكما قوليا من فعل كذا يكفر ويقتل ردة ، واذا فعله فاعل لا ينزل عليه ايا من الاحكام القولية ، ومن ثم ولا الفعلية ، حتي ينظر في بلوغ الحجة ، والشروط المتحققة والموانع المنتفية
والذي يهمنا هنا وسبب تفريقي بين الاحكام القولية والفعلية ، ان تعلم ان التفسيق والتبديع والتكفير هي احكام وان كانت احكاما قولية ، فليست من باب الاسماء من شيء في كلام اهل العلم ، وخاصة المتأخرين منهم ، لذياع هذا الاصطلاح بينهم ، وان الفسق والبدعة والكفر هو حكم ، كمثل القتل وقطع اليد والرجم ، وبما ان مسألتنا خاصة في الشرك الاكبر ، وليست في البدعة والكبائر فتنبه لذلك وتذكر، ان اسم الشرك حكمه القولي الكفر او ان المشرك حكمه القولي التكفير ، وهذا هو المصطلح عليه في الاخير ، وهذه اول نقطة في محل النزاع والخلاف ، وسيظهر لك تأثيرها وجليا وذلك لمريد الانصاف
كما انه يفهمك كلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب ، والذي افتري عليهم الناس كثيرا في هذا الباب ، فمن قال ان قولهم متناقض ، ومن قال بنسخ قول لقول آخر ، ومن قال بالرجوع عن فتاويهم ، ومن اصابته الحيرة بعد جمع اقوالهم ، ومن جمع بين اقوالهم بجمع لا يقوم ولا يستقر ، ولا يستعقل ولا يستطرد ولا يعتبر ، فجمع مبني علي الافتراض والاحتمال وغايته ترقيع وجهات النظر ، لا شك ان هذا جمع مهزوم سيولي الدبر ، والعجب ان الطرفين يستدلون باقوالهم ، فيظن الظان ان الامر خلافي بينهم ، او انه غير صريح في كتبهم ، والامر غير كل ذلك علي التمام ، لو انه فرق بين انزال الاسماء وانزال الاحكام ، فكم زلت في هذا الباب راسخة الاقدام ، وسابقة الافهام
واما هذه الاحكام السابق ذكرها والمتعلقة بالاسم ، فهي كعدم الصلاة خلفه ، وعدم الاكل من ذبيحته ، وعدم الترحم عليه بعد موته ، وكعدم تزويجه او الزواج منه ، ومحل بسطها في كتب الفقه ، فالكلام هناك مفصلا تجده ، وما يخصنا هنا انها تقع عليه بمجرد تغير الاسم ، اذ انها متعلقة بالاسم نعم بارك الله فيك هذا هذا تحرير فائق جدا
قال الشيخ صالح ال الشيخ من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة، فإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله جل وعلا...............فإذ من قام به الشرك فهو مشرك ؛ لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.
أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة.
فهناك شيء متعلق بالمكلف من حيث هو و هناك شيء يتعلق بالإمام.
فإذن صار عندنا أشياء متعلقة بالظاهر، وأخرى بالباطن، الباطن يتبعه بعض أحكام الدنيا كالاقتتال ونحو ذلك بعد إقامة الحجة والباطن يتبعه الأحكام الأخروية لقوله جل وعلا ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً?[الإسراء:15]، لهذا أجمع أهل العلم على أن أهل الفَتْرة كفار مشركون لا يوصفون بإسلام ولا يقال عنهم إنهم ليسوا بكفار وليسوا بمشركين؛ بل هم كفار مشركون لأنه قام بهم الكفر والشرك وحالهم يوم القيامة من جهة التعذيب هذا على التفصيل المعروف عندكم في أهل الفترة والتحقيق فيه أن الله جل وعلا يبعث لهم رسولا في عرصات القيامة فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
وهذه الاحكام تنقسم الي حكم القول وحكم الفعل او احكام قولية واحكام فعلية او النطق بالحكم وتنفيذ الحكم فكل ذلك علي معني واحد نعم على معنى واحد - فَلِم التقسيم اذا ؟؟؟؟؟؟- لا وجه للتقسيم هنا
والذي يهمنا هنا وسبب تفريقي بين الاحكام القولية والفعلية ، ان تعلم ان التفسيق والتبديع والتكفير هي احكام وان كانت احكاما قولية ، فليست من باب الاسماء من شيء في كلام اهل العلم نعم هى احكام متعلقة بالعقوبة - الاولى بالتقسيم ان تفرق بين الظاهر والباطن فى جريان احكام العقوبة وليس بالتفريق بين الاحكام القولية والعملية انهم كما قلت فى معنى واحد -وبيان ذلك يتضح بالآتى
1- قال الشيخ صالح ال الشيخ - أما الكفر الظاهر عمل عملا كفريا ظاهرا يحمل عليه به بالكفر، لكن قد يكون منافقا فلا تترتب عليه الأحكام؛ يعني لا يقتل ولا؛ لكونه منافقا
2- إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط
3-وإذا تقرر هذا فالأحكام هذه دائرة على الظاهر، بمعنى أنّ من قام به الكفر فهو كافر ظاهرا، ولا يقال له كافر ظاهرا وباطنا؛ يعني يكون كفرا يكون مرتدا كالمشركين في أحكام الدنيا والآخرة إلا إذا قامت عليه الحجة.
فهناك أحكام دنيوية وهناك أحكام أخروية، فأحكام الدنيا بحسب الظاهر وأحكام الآخرة بحسب الظاهر والباطن، والعباد ليس عليهم إلا الظاهر، وربنا جل وعلا يتولى السرائر.
فإذا أظهر طائفة كفرا أو معين كفرا فإنه يكفره العالم إذا قامت الشروط وانتفت الموانع يكفره بعينه، ومن قام به الكفر أو قام به الشرك سواء كان معذورا أو غير معذور؛ يعني لم تقم به الحجة فهو كافر ومشرك ظاهرا.
فإذن من قام به الشرك فهو مشرك؛ لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛ نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.
أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة.
فهناك شيء متعلق بالمكلف من حيث هو و هناك شيء يتعلق بالإمام.
فإذن صار عندنا أشياء متعلقة بالظاهر، وأخرى بالباطن، الباطن يتبعه بعض أحكام الدنيا كالاقتتال ونحو ذلك بعد إقامة الحجة والباطن يتبعه الأحكام الأخروية لقوله جل وعلا ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً?[الإسراء:15]، لهذا أجمع أهل العلم على أن أهل الفَتْرة كفار مشركون لا يوصفون بإسلام ولا يقال عنهم إنهم ليسوا بكفار وليسوا بمشركين؛ بل هم كفار مشركون لأنه قام بهم الكفر والشرك وحالهم يوم القيامة من جهة التعذيب هذا على التفصيل المعروف عندكم في أهل الفترة والتحقيق فيه أن الله جل وعلا يبعث لهم رسولا في عرصات القيامة فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
فهو عنده مشرك وتعليق حكم التكفير علي المعينين ، للشك في بلوغ الحجة وعدم اليقين ، ليس معناه ان العالم يؤسلم المشركين ، ويجعلهم من جملة المسلمين ، وهم في اوحال الشرك واقعين ، ونسبة ذلك لاجلاء العلماء امر مهين ، وذلك نتيجة عدم استيعاب الكلام ، وانزال الاسماء بدلا من الاحكام ، كيف وهم انفسهم يوضحون كما هو عنهم ثابت ، ان الشرك لا يقف علي بعثة الرسل فقبلهم اسم الشرك ثابت ، وفي فتاويهم او قد يكون في نفس الفتوي ، يقول هو مشرك ثم يقول لا يمكن تكفيره حتي ..... ، فكيف يعقل من كلامه انه مسلم واني ذلك واني ، فالكفر هو الحكم لمن عقل وتدبر وتفهم وتأني نعم هذا هو غاية التحرير
فقبل بلوغ الحجة ، اسمه مشرك وحكمه في الدنيا حكم اهل الفترة ، ويمتحن هذا المشرك في الاخرة ، فمصيره بعد امتحان الله له اما الي نار واما الي جنة
اما بعد بلوغ الحجة ، اسمه مشرك وحكمه في الدنيا حكم المشركين المعرضين ، وفي الاخرة ان لم يتب في حياته فهو في جهنم مع الخالدين
اما بعد بلوغ الحجة ، اسمه مشرك وحكمه في الدنيا حكم المشركين المعرضين ، وفي الاخرة ان لم يتب في حياته فهو في جهنم مع الخالدين نعم بارك الله فيك
اما فهم الحجة فالفهم بمعني الاستيعاب والفقه والاقتناع فلا شك ان كل ذلك شيء زائد عن السمع ، بل وزائد عن العلم ، فالله يقول ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ، والمعني ان الحكم والعلم كانا عند سليمان وداود عليهما السلام ، وفي هذه الواقعة زاد الله سليمان الفهم ،فالفهم شيء زائد عن العلم وعن السمع ، والله لم يشترط اصالة العلم في اعتبار الحجة ، والذي هو بمعني اعتبار الحجة ، ومعرفة حقيقتها ، والاعتراف بكونها حجة ، فلم يشترط سوي البلوغ والسمع ، فالله يقول حتي يسمع كلام الله ، والنبي قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني : أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ، فالحكم متعلق علي السماع والبلاغ ، فليس علي العلم ، ومن باب اولي فليس علي الفهم
فالفهم شيء زائد عن العلم وعن السمع ، والله لم يشترط اصالة العلم في اعتبار الحجة الله جل وعلا اشترط فهم اللسان قال الشيخ صالح ال الشيخ فهم الحجة نوعان:
النوع الأول فهم لسان.
والنوع الثاني فهم احتجاج.
أما فهم اللسان فهذا ليس الكلام فيه فإنه شرط في بلوغ الحجة لأن الله جل وعلا قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}، والله جل وعلا جعل هذا القرآن عربياً لتقوم الحجة به على من يفقه اللسان العربي.
وإذا كان كذلك فإن فهم اللسان هذا لابد منه؛ يعني إذا أتاك رجل يتكلم بغير العربية فأتيت بالحجة الرسالية باللغة العربية، وذاك لا يفهم منها كلمة، فهذا لا تكون الحجة قد قامت عليه بلسان لا يفهمه، حتى يَبُلَغُه بما يفهمه لسانه.
والنوع الثاني من فهم الحجة هو فهم احتجاج يفهم أن تكون هذه الحجة التي في الكتاب والسنة حجة التوحيد أو في غيره أرجح وأقوى وأظهر وأبين أو هي الحجة الداحضة لحجج الآخرين، وهذا النوع لا يشترط؛ لأنه جل وعلا بين لنا وأخبر أن المشركين لم يفقهوا الحجة فقال جل وعلا: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ} وقال سبحانه: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا}،{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ}، فهم لا يسمعون سمع فائدة، وإن سمعوا سمع أُذُن ولا يستطيعون أن يسمعوا سمع الفائدة وإن كانوا يسمعون سمع الأذن، وقد قال جل وعلا: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ}، وقال سبحانه: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}، {إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} حتى وصفهم بأنهم يستمعون وليس فقط يسمعون بل يستمعون يعني ينصتون ومع ذلك نفى عنهم السمع بقوله: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} وبقوله: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ} إذن هم سمعوا سمع لسان لكن لم يسمعوا الحجة سمع قلب وسمع فهم للحجة يعني أنها راجحة فلم يفهموا الحجة ولكنهم فهموها فهم لسان فهموها لأنها أقيمت عليهم بلسانهم الذي يعلمون معه معاني الكلام ولكن لم يفهموها بمعنى أن الحجة هذه راجحة على غيرها، ولهذا قال تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ}--
-
وهذه نهاية بحثي وارجوا ان اكون وضحت شيئا او افدت احدا ، ، وفي الاخير الحق حق وان خفي وان حتي اندثر ، والباطل باطل ان ذاع في الارض وانتشر هذا بحث فى غاية البيان والتحرير لتوضيح الحق المبين جزاك الله خيرا فقد أفدت وأجدت
وفي الاخير الحق حق وان خفي وان حتي اندثر ، والباطل باطل ان ذاع في الارض وانتشرأسأل الله ان ينصر بك التوحيد وأهله فقد أخبر الصادق الأمين: " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته " وقال: " لا تزال طائفة من أمتي على أمر الله، لا يضرها من خالفها " .

وفيها من الطلاب للعلم عصبة ... إذا قيل من للمشكلات البوادر

السعيد شويل
2020-04-22, 12:58 PM
لا يأخذ حكم الشرك والمشركين الا بعد بلوغ الحجة والبرهان ،

فقبل بلوغ الحجة ، اسمه مشرك وحكمه في الدنيا حكم اهل الفترة ،

اما بعد بلوغ الحجة ، اسمه مشرك وحكمه في الدنيا حكم المشركين المعرِضين ، وفي الاخرة ان لم يتب في حياته فهو في جهنم مع الخالدين
..........
هذا قول حق أخى ابن أمارة ..
إذن لابد من بلوغ الحجة ( وهى بلاغ الرسالة لهم ) .. وهذا البلاغ هو عاتق على طائفة من المسلمين
" خاصة طائفة الفقهاء والعلماء " فهم من أورثهم الله ميراث أهل نبوته للقيام بحجته وبلاغ رسالته ..
{ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
فإن تقاعسوا أثموا ( وتحول فرض الكفاية إلى فرض عين ) ووجب البلاغ على جميع المسلمين ..
...........

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 01:06 PM
..........
هذا قول حق أخى ابن أمارة ..
إذن لابد من بلوغ الحجة ( وهى بلاغ الرسالة لهم ) .. وهذا البلاغ هو عاتق على طائفة من المسلمين
" خاصة طائفة الفقهاء والعلماء " فهم من أورثهم الله ميراث أهل نبوته للقيام بحجته وبلاغ رسالته ..
{ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
فإن تقاعسوا أثموا ( وتحول فرض الكفاية إلى فرض عين ) ووجب البلاغ على جميع المسلمين ..
...........
نعم بارك الله فيك اخى السعيد شويل - لأول مرة تركب معنا سفينة النجاة-يا بنى اركب معنا - لما حانت لحظة الفصل، واستبان الحق مِن الباطل، ركب نبي الله نوح عليه السلام في السفينة، ومَن آمن معه، وتخلف ابنٌ له، فناداه نوحٌ عليه السلام والسفينة تجري بهم في موجٍ كالجبال؛ كما قال تعالى: ﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا المَوْجُ فَكَانَ مِنَ المُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 42 - 43].
كم هي الخسارة التي خسرها هذا الابن، حين أصرَّ على رأيه، واستكبر أَنْ يركبَ في قارب النجاة مع المؤمنين؟

السعيد شويل
2020-04-22, 01:11 PM
والله يا أخى الكريم هذا هو كل ما أردت بيانه وإيصاله فى كل مشاركاتى

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 01:29 PM
والله يا أخى الكريم هذا هو كل ما أردت بيانه وإيصاله فى كل مشاركاتىنعم بارك الله فيك اعلم ذلك - واكنت المح ذلك فى المشاركة المحذوفة - وتعقيبى على المشاركة بذكر الناقض الثالث وهو عدم تكفير المشركين كان لبيان خطورة عدم تكفير الكافر وان تكفير الكافر من دعائم هذا الدين وللأسف الشديد قام احد المشرفين بحذف المشاركة مع انها كانت خلاصة كلام اهل العلم فى التعريف بالناقض ولكن بعض المشرفين يتسلط بالحذف ولا أدرى السبب ألعدم الدراية بالمسألة - ام عدم الروية والتسرع سبحان الله - لابد من التفرقة بين خطرة الغلو فى التكفير وبين خطورة عدم تكفير المشركين فالحق وسط بينهما و قد تنقلب الموازين ويكفر الرجل بتجريد التوحيد والتابعة ويظن ان المتكلم فى هذا الباب من جنس الخوارج المارقين وما علم المسكين ان الكفر بالطاغوت والبراءة من المشركين وتكفيرهم من زبدة رسالة الانبياء والمرسلين فانا لله وانا اليه راجعون- المشكلة اخى السعيد شويل فى نفيك التكفير على العموم ولم تفرق بين الاسم والحكم والاحكام الظاهرة الدنيوية المتعلقة بأسماء الدين وبين الاحكام المتعلقة بالعقوبة والحكم الاخروى المتعلق بالوعيد والتعذيب بالنار - انت كنت تركز على نفى الحكم الاخروى المتعلق بالكفر المعذب عليه ولكن العموم فى كلامك كان يفهم منه سحبه على اسماء الدين المتعلقة بالظاهر فى الدنيا كإسم مشرك ومسلم- الفارقة والمميزة بين دين الموحدين وغيرهم ممن خالف اصل دين الانبياء والمرسلين وأسال الله جل وعلا أن يمن عليك بأن تركب معنا سفينة النجاة فى بقية المسائل

السعيد شويل
2020-04-22, 01:33 PM
سفينة النجاة ليست مع البشر يا أخى ولكن مع كتاب الله والسنة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 01:49 PM
سفينة النجاة ليست مع البشر يا أخى ولكن مع كتاب الله والسنة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع البشر بالدلالة عليها-وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: تدعو إلى دين مستقيم.
يقول جلّ ثناؤه: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم, وهو الإسلام, طريق الله الذي دعا إليه عباده.

ولكن مع كتاب الله والسنة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم(وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا) ولكن جعلنا هذا القرآن, وهو الكتاب نورا, يعني ضياء للناس, يستضيئون بضوئه الذي بين الله فيه, وهو بيانه الذي بين فيه, مما لهم فيه في العمل به الرشاد, ومن النار النجاة (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يقول: نهدي بهذا القرآن, فالهاء فى قوله " به " من ذكر الكتاب.
ويعني بقوله: (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ) : نسدد إلى سبيل الصواب, وذلك الإيمان بالله (مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يقول: نهدي به من نشاء هدايته إلى الطريق المستقيم من عبادنا.[الطبرى]

السعيد شويل
2020-04-22, 02:01 PM
.................
يا أخى الكريم محمد .. لا يهدى إلى الصراط المستقيم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ }
..........
البشر جميعهم عبيد ..
وعليهم أن يفطنوا إلى هذه الحقيقة . وأن لايجعلوا من أنفسهم شركاء مع الله ..
.............

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 02:06 PM
سفينة النجاة ليست مع البشر يا أخى ولكن مع كتاب الله والسنة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ابن تيمية - رحمه الله - :
ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة والجماعة ، وهم الجمهور الأكبر ، والسواد الأعظم ، وأما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء ، ولا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريبا من مبلغ الفرقة الناجية ، فضلا عن أن تكون بقدرها ، بل قد تكون الفرقة منها في غاية القلة ، وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع ، فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة .
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 346 ) .
قال الشيخ صالح الفوزان
(الْفِرْقَةِ) (النَّاجِيَةِ) أي: التي سَلِمَت مِن الهلاكِ والشُّرورِ في الدُّنيا والآخرةِ، وحصَلَت عَلى السَّعادةِ. وهذا الوصفُ مأخوذٌ مِن قولهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ مَنْصُورةً لاَ يَضرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتيَ أَمرُ اللهِ)) رواه البخاريُّ ومسلمٌ.
قال ابن عثيمين رحمه الله
(النَّاجِيةُ)): اسمُ فاعلٍ مِنْ نَجا، إِذَا سَلِمَ، ناجيةٌ فِي الدُّنْيَا من البِدَعِ سالِمةٌ مِنْهُا، وناجيةٌ فِي الآخرةِ مِن النَّارِ.
ووجْهُ ذلِكَ أنَّ النَّبيَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً)). قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: (( مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي)).
هَذَا الحديثُ يُبَيِّنُ لنَا معنَى (النَّاجيةُ)، فَمَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابُهُ، فَهُوَ ناجٍ مِن البِدَعِ. و((كُلُّها فِي النَّارِ إِلاَّ واحدةً)): إذًا هِيَ ناجيةٌ مِن النَّارِ، فالنَّجاةُ هُنَا مِن البِدَعِ فِي الدُّنْيَا، ومِن النَّارِ فِي الآخرةِ.
قال الشيخ صالح ال الشيخ
ووصفُها بأنها (ناجية), يعني: ناجية من النار, وهي ناجية في الدنيا من عقاب الله جلّ وعلا ومن أنواع عقوباته وسخطه, وناجية في الآخرة من النار لقوله عليه الصلاة والسلام: ((كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة))، فكل الفرق مُتوعدة بالهلاك وأما هذه الفرقة فهي الناجية, فإذن الناجية الأكثر أنه من صفات الآخرة, يعني: ناجية في الآخرة, وأما صفتها في الدنيا فهي أنها منصورة كما قال شيخ الإسلام هاهنا ناعتاً هذه الفرقة بنعتين أنها: ناجية ومنصورة.
قال: (أما بعد.., فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة) فأهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة, والفرقة الناجية والطائفة المنصورة بمعنى واحد ولكن وصفها بأنها ناجية باعتبار الآخرة وفي ذلك أيضا نجاة في الدنيا ووصفها بأنها منصورة باعتبار الدنيا وهذا لأجل ما جاء في الأحاديث الكثيرة للنبي صلى الله عليه وسلم, قال: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)) فهي طائفة منصورة هم ظاهرون ومنصورون, ينصرهم الله جل وعلا على من عاداهم إما بالحجة وإما بالسنان,
إما باللسان: نصر بيان ولسان,
وإما نصر سنان إذا كان ثم جهاد قائم,
وإما نصر حجة وبيان وهذا لا يخلو منه أهل السنة والجماعة, وقد قال الإمام أحمد وغيره في تحديد من هي الفرقة الناجية المنصورة قال الإمام أحمد: "إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم"، وذلك لأن أهل الحديث في زمن الإمام أحمد كانوا هم القائمين بنصرة الدين والمنافحة عن الاعتقاد الصحيح والرد على المخالفين من أهل البدع الذين أدخلوا في الإسلام ما ليس منه الذين راموا تحريف الكلم عن مواضعه. وقال البخاري رحمه الله: "هم أهل العلم", وإليه مال الترمذي في جامعه وغيره, فالفرقة الناجية المنصورة هم أهل الحديث كما عليه أقوال أكثر أهل العلم, وهم أهل العلم, وهم الذين اعتقدوا الاعتقاد الحق, فمن اعتقد الاعتقاد الحق فهو ناج بوعد الله جل وعلا له ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم له في الآخرة وهو منصور في الدنيا ومنصور في الآخرة كما قال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } فهم منصورون في الدنيا ومنصورون في الآخرة.
إذن فنعت -هذا النعت الذي عبر به شيخ الإسلام رحمه الله ينبئ عما كان كالإجماع عند أهل السنة والجماعة وعند أهل الحديث وعند أئمة الإسلام أن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة كلها تدل على طائفة واحدة وعلى فرقة واحدة وهم الذين اعتقدوا الاعتقاد الحق وساروا على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وقد عقد لشيخ الإسلام مجلس محاكمة على هذه العقيدة لمَّا ألَّفها وقيل له: إنك تقول في هذا الاعتقاد (فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة)، فهل معنى ذلك أنك تقول إن من لم يعتقد هذا الاعتقاد فليس بناج من النار ؟
فقال رحمه الله مجيباً في المجلس الذي حوكم فيه من قبل القضاة ومشايخ زمنه وولاة الأمر في زمنه, قال: لم أقل هذا ولم يقتضه كلامي، أو قال: لا يقتضيه كلامي، فإنما قلت فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة فمَن اعتقد هذا الاعتقاد كان موعوداً بالنجاة، ومن لم يعتقد هذا الاعتقاد لم يكن موعوداً بالنجاة وكان متوعداً بالعذاب، وقد ينجو بأسباب؛ منها: صدق المقام في الإسلام, وكثرة الحسنات الماحية في الجهاد لنصرة الإسلام.
وذلك عند من عنده نوع مخالفة لهذا الاعتقاد كما هو عند طائفة من أهل العلم، فإنهم قد يكون عندهم -كما قال شيخ الإسلام- من الحسنات الماحية ومن صدق المقام في نصرة الإسلام ما يكفر الله جل وعلا به عنهم المعصية والكبيرة التي عملوها وهي بسوء الاعتقاد الذي اعتقدوه ولم يعتقدوا ما كان عليه أهل السنة والجماعة.

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 02:13 PM
.................
.. لا يهدى إلى الصراط المستقيم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ }
..........


قال الشيخ ابن باز رحمه الله
الأنبياء والرسل والملائكة والعلماء والأخيار لا يملكون شيئًا من هداية الناس، الهداية بيد الله لا يملكها نبي ولا مالك ولا عالم ولا عابد ولا غيرهم، فالهداية بيد الله هو الذي يهدي من يشاء، يعني هداية التوفيق والرضا بالحق وقبوله، هذه بيد الله جل وعلا وهي المرادة بقوله: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص: 56] وهي المرادة بقوله سبحانه: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة: 272] يعني هداية التوفيق، هداية قذف النور في القلب، هداية الرضا بالحق، هذه بيد الله لا يملكها أحد.
أما هداية البلاغ والبيان فقد جعلها الله بيد الرسل، هو يهدي، والرسل يهدون بالبلاغ والبيان، قال تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ .. [فصلت: 17] يعني بلغناهم ودللناهم ولكن استمروا على كفرهم وضلالهم، وقال في حق نبيه ﷺ: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم [الشورى: 52] يعني هداية البلاغ والبيان، بيد الرسول وبيد أتباعه وبيد الرسل جميعًا.
وبيد أتباعهنعم-أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين

ابن أمارة
2020-04-22, 02:30 PM
جزيت خيرا اخي محمد بن عبد اللطيف ونفع الله بك ، وزادك الله حرصا وعلما
اما قولي فكل ذلك بمعني واحد كنت اقصد ان حكم القول والاحكام القولية والنطق بالحكم هؤلاء لمعني واحد ، وان حكم الفعل والاحكام الفعليه وتنفيذ الحكم هؤلاء بمعني واحد
فكنت اقصد ان الثلاث تفريعات بمعني واحد ، ولكن الجمله موهمة لذلك ارتئيت حذفها وبارك الله فيك
اما قولي ان لم يتب في حياته ، فهو في جهنم مع الخالدين ، فهو مسبوق بقولي بعد بلوغ الحجة ، فهنا اخي يصير هو المعرض اذن ، وجزاك الله خيرا اخي الكريم

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 04:32 PM
جزيت خيرا اخي محمد بن عبد اللطيف ونفع الله بك ، وزادك الله حرصا وعلما
اما قولي فكل ذلك بمعني واحد كنت اقصد ان حكم القول والاحكام القولية والنطق بالحكم هؤلاء لمعني واحد ، وان حكم الفعل والاحكام الفعليه وتنفيذ الحكم هؤلاء بمعني واحد
فكنت اقصد ان الثلاث تفريعات بمعني واحد ، ولكن الجمله موهمة لذلك ارتئيت حذفها وبارك الله فيك
اما قولي ان لم يتب في حياته ، فهو في جهنم مع الخالدين ، فهو مسبوق بقولي بعد بلوغ الحجة ، فهنا اخي يصير هو المعرض اذن ، وجزاك الله خيرا اخي الكريم بارك الله فيك اخى ابن امارة على هذا البحث الذى لا يخرج الا من مشكاة أهل التوحيد - هذا البحث الفائق الرائق الموافق للحق الواضح المبين لمقضيات توحيد الانبياء والمرسلين- فان البراءة من المشركين وتكفيرهم من مقتضيات لا اله الا االله بالاجماع
قال الشيخ الامام عبد اللطيف بن عبد الرحمن في مصباح الظلام ص 125 – 126 -((وأما الرسل وأتباع الرسل فكفَّروا من لم يؤمن بالله، أي: بربوبيته، وإلهيَّته، وتوحيده، وإفراده بالعبادة، ومن جعل له ندًّا يدعوه ويعبده، ويستغيث به ويتوكَّل عليه ويعظّمه، كما فعلت الجاهلية من العرب، ومشركوا أهل الكتاب، فتكفير هؤلاء ومن ضاهاهم وشابههم ممن أتى بقول أو فعل يتضمَّن العدل بالله، وعدم الإيمان بتوحيده وربوبيته وإلهيته وصفات كماله، والإيمان برسله وملائكته، وكتبه، والإيمان بالبعث بعد الموت، وكل ما شابه هذا من الذنوب المكفرة كما نصَّ عليه علماء الأمة، وبسطوا القول فيه، حتى كفَّروا من أنكر فرعا مجمعا عليه إجماعا قطعيا، كما مرَّت حكايته عن الحنابلة وأمَّا الخوارج فلم يفصِّلوا ولم يفقهوا مراد الله ورسوله، فكفَّروا بكل ذنب ارتكبه المسلم فمن جعل التكفير بالشرك الأكبر من هذا الباب، فقد طعن على الرسل وعلى الأمة، ولم يميز بين دينهم ومذهب الخوارج، وقد نبذ نصوص التنزيل واتبع غير سبيل المؤمنين )).[مصباح الظلام ص 125 – 126 قال الامام محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج2 ص 121 ((ومعنى الكفر بالطاغوت أن تبرأ من كل ما يُعتقد فيه غير الله من جني أو أنسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك وتشهد عليه بالكُفر والضلال وتبغضه ولو كان أباك أو أخاك فأما من قال أنا لا أعبد إلا الله وأنا لا أتعرض السادة والقباب على القبور وأمثال ذلك فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت)) ---------
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج13 ص 106 عند قول الله تعالى ( بل ملة إبراهيم حنيفا و كان من المشركين)(( أن من الناس من يدعي أنه لا يشرك و أنه مخلص , و لكن لا يتبرأ من المشركين , و ملة إبراهيم الجمع بين الأمرين ))----------------------و قال أيضا في الدرر السنية ج1 ص161 (( وأما صفة الكفر بالطاغوت فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتُكفر أهلها وتعاديهم )) ومن لن يحقق صفة الكفر بالطاغوت ليس مُحقق للإسلام
و قال أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى ثنيان بن سعود ((فالنهي عن الشرك يستلزم الكفر بالطاغوت، ولا إله إلا الله الإيمان بالله، وهذا وإن كان متلازماً فيوضحه لكم الواقع، وهو أن كثيراً من الناس يقول: لا أعبد إلا الله، وأنا أشهد بكذا، وأقر بكذا، ويكثر الكلام، فإذا قيل له: ما تقول في فلان وفلان إذا عَبَدا أو عُبِدا من دون الله، قال: ما عليَّ من الناس، الله أعلم بحالهم، ويظن بباطنه أن ذلك لا يجب عليه )) الرسائل الشخصية 163
قال الشّيخ محمّد بن عبد الوّهاب في نواقض الإسلام : الثالث: من لم يكفّر المشركين ، أو شكّ في كفرهم ، أو صحّح مذهبهم ، كفر، وقال ابن تيمية من دعا عليّ بن أبي طالب ، فقد كفر، ومن شكّ في كفره ، فقد كفر.))
قال الامام محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج 10 ص 250((فمن قال: إن التلفظ بالشهادتين لا يضر معهما شيء، أو قال: من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره، وإن عبد غير الله فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، لأن قائل هذا القول مكذب لله ورسوله، وإجماع المسلمين كما قدمنا، ونصوص الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، مع الإجماع القطعي، الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء، لكن التقليد والهوى يعمي ويصم {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}))

قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج10 ص 250 ((وأما قول من يقول: إن من تكلم بالشهادتين ما يجوز تكفيره، وقائل هذا القول لا بد أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله، في مثل من أنكر البعث، أو شك فيه، مع إتيانه بالشهادتين، أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله في كتابه، أو قال الزنى حلال، أو نحو ذلك، فلا أظن يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم، إلا من يكابر ويعاند . فإن كابر وعاند، وقال: لا يضر شيء من ذلك، ولا يكفر به من أتى بالشهادتين، فلا شك في كفره، ولا كفر من شك في كفره، لأنه بقوله هذا مكذب لله ولرسوله، ولإجماع المسلمين؛ والأدلة على ذلك ظاهرة بالكتاب والسنة والإجماع ))
قال الشيخ سليمان بن عبد الله في الدرر السنية ج 8 ص 160 و 161 ((وأما قول السائل: فإن كان ما يقدر من نفسه، أن يتلفظ بِكفرهم وسبهم - أي في أهل بلد مُرتدين، وهكذا كان نص السؤال - ما حكمه؟ فالجواب: لا يخلو ذلك عن أن يكون شاكاً في كفرهم أو جاهلاً به، أو يُقرّ بأنهم كفرة هم وأشباههم، ولكن لا يقدر على مواجهتهم وتكفيرهم، أو يقول غيرهم كفار، لا أقول إنهم كفار، فإن كان شاكاً في كفرهم أو جاهلاً بكفرهم، بُيّنت له الأدلة من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كُفرهم، فإن شك بعد ذلك أو تردد، فإنه كافر بإجماع العلماء. على أن من شك في كفر الكافر، فهو كافر. وإن كان يُقرّ بكفرهم، ولا يقدر على مواجهتهم بتكفيرهم، فهو مداهن لهم ، ويدخل في قوله تعالى: {ودّوا لو تُدهن فيدهِنون} [القلم/9] وله حكم أمثاله من أهل الذنوب، وإن كان يقول: أقول غيرهم كفار، ولا أقول هم كفار، فهذا حكم منه بإسلامهم، إذ لا واسطة بين الكفر والإسلام، فإن لم يكونوا كفاراً فهم مسلمون؛ وحينئذٍ فمن سمى الكفر إسلاماً أو سمى الكفار مسلمون، فهو كافر فيكون هذا كافرا))--------------


و قال أيضا محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى ثنيان بن سعود ((فالنهي عن الشرك يستلزم الكفر بالطاغوت، ولا إله إلا الله الإيمان بالله، وهذا وإن كان متلازماً فيوضحه لكم الواقع، وهو أن كثيراً من الناس يقول: لا أعبد إلا الله، وأنا أشهد بكذا، وأقر بكذا، ويكثر الكلام، فإذا قيل له: ما تقول في فلان وفلان إذا عَبَدا أو عُبِدا من دون الله، قال: ما عليَّ من الناس، الله أعلم بحالهم، ويظن بباطنه أن ذلك لا يجب عليه )) الرسائل الشخصية 163



قال الامام محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج 10 ص 250 ((فمن قال: إن التلفظ بالشهادتين لا يضر معهما شيء، أو قال: من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره، وإن عبد غير الله فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، لأن قائل هذا القول مكذب لله ورسوله، وإجماع المسلمين كما قدمنا، ونصوص الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، مع الإجماع القطعي، الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء، لكن التقليد والهوى يعمي ويصم {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}))

قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن في الدرر السُنّية ج11ص 522 و 523 ((فلقد ساد شيخنا بهذا التوحيد، وبيانه والدعوة إليه .وهذا يُبين حال هذا الرجل: أنه لم يعرف لا إله إلا الله. ولو عرف معنى لا إله إلا الله؛ لعرف أن من شك، أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره؛ أنه لم يكفر بالطاغوت)) --------- قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ فى قرة عيون الموحدين ص 9 (( فمعنى شهادة أن لا اله الا الله :نفى الشرك والبراءة منه وممن فعله وإخلاص العبادة لله وحده والإيمان بالرسول وطاعته))



قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في الدرر السنية ج 2 ص 206 (( ووسم الله تعالى أهل الشرك بالكفر فيما لا يحصى من الآيات فلا بد من تكفيرهم أيضا هذا هو مقتضى لا إله إلا الله كلمة الإخلاص فلا يتم معناها إلا بتكفير من جعل لله شريكا في عبادته كما في الحديث (من قال لا اله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى) ))



قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن في الدرر السنية ج 11 ص522 - 523 (( وهذا يبين حال هذا الرجل: أنه لم يعرف لا إله إلا الله. ولو عرف معنى لا إله إلا الله؛ لعرف أن من شك، أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره؛ أنه لم يكفر بالطاغوت))



قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه فتح المجيد ص 59 ((وذكر تعالى عن خليله - عليه السلام - أنه قال لأبيه آزر: (واعتزلكم وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاً جَعَلْنَا نَبِيّاً) فهذا هو تحقيق التوحيد. وهو البراءة من الشرك وأهله، واعتزالهم والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم. فالله المستعان------------------نقل الشيخ عبد الرحمن بن حسن الاجمــاع على هذا فقال في الدرر السنية ج 11 ص 545 (( أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة: أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه وممن فعله وبغضهم ومعاداتهم، بحسب الطاقة والقدرة وإخلاص الأعمال كلها لله ))



قال الشيخ أبا بطين في مجموعة الرسائل و المسائل ج1 ص655 (( إنّ فعل مشركي الزمان عند القبور من دعاء أهل القبور وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات و الذبح والنذر لهم ، وقولنا إنّ هذا شرك أكبر وإنّ من فعله فهو كافر ، والذين يفعلون هذه العبادات عند القبور كفّار بلا شكّ ، وقول الجهال إنّكم تكفرون المسلمين فهذا ما عرف الاسلام ولا التوحيد ، والظاهر عدم صحّة إسلام هذا القائل فإنّ من لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم ))


قال الشيخ أبا بطين عليه في . مجموعة الرسائل ج1/ القسم 3/ص 655 (( فيمن قال إنكم تكفرون المسلمين وحقيقته أنه يعبد غير الله إن القائل ما عرف الإسلام ولا التوحيد والظاهر عدم صحة إسلام هذا القائل لأنه لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم)).


و قال الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن أبا بطين في مجموعة الرسائل و المسائل النجدية ج 1 ص 659 ((وأما من يقول: إن من تكلم بالشهادتين؛ ما يجوز تكفيره. فقائل هذا القول لا بد أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله في مثل من أنكر البعث، أو شك فيه؛ مع إتيانه بالشهادتين، أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله تعالى في كتابه. أو قال: الزنا حلال، أو اللواط، أو الربا، ونحو ذلك، أو أنكر مشروعية الأذان أو الإقامة أو أنكر الوتر أو السواك، ونحو ذلك؛ فلا أظنه يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم إلا أن يكابر، أو يعاند؛ فإن كابر أو عاند؛ فقال: لا يضر شيء من ذلك، ولا يكفر به من أتى بالشهادتين؛ فلا شك في كفره، ولا في كفر من شك في كفره )) --------------------قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن ال شيخ في الدرر السنية ج 12 ص 264 ((وأهم شروط الصلاة والإمامة، هو: الإسلام، معرفته والعمل به; ومن كفّر المشركين ومقتهم، وأخلص دينه لله، فلم يعبد سواه، فهو أفضل الأئمة وأحقهم بالإمامة، لأن التكفير بالشرك والتعطيل، هو أهم ما يجب من الكفر بالطاغوت)) قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في مصباح الظلام ص 309 بعد أن ذكر قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس) ((و زعيمهم الذي يناضل عنهم و يجادل دونهم هو أخبثهم على الإطلاق ))

---------------------- قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في الدرر السنية ج8 ص 396 (( والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، ولكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم، فيكن متبعًا لهواه، داخلاً من الشرك في شعب تهدم دينه وما بناه، تاركًا من التوحيد أصولاً وشعبًا، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه فلا يحب ولا يبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسواه، وكل هذا يؤخذ من شهادة: لا إله إلا الله ))
قال الشيخ سليمان بن سحمان في الأسنة الحداد في رد شبهات علوى الحداد ص139 ((ومن نادى غير الله نداء العبادة واستغاث به وسأله ولجأ إليه فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر ، وقد قال بذلك أهل العلم الذين هم القدوة وبهم الاسوة، وماذا عسى أن يكون إذا جهلت ذلك، وقد قال به أهل العلم ووضحوه))



قال الشيخ ابن سحمان في الأسنة الحداد في رد شبهات علوى الحداد ص163 (( فمن لا يكفر من اشرك بالله في عبادته ولم يتبرأ منه فليس بمسلم على الحقيقة ،ولا ينفعه قول لااله الا الله الا ّ باخلاص العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا شريك له ،وتكفير من تركها والبراءة من الشرك واهله وتكفير من فعله ،وهذا هو اصل دين الاسلام وقاعدته التي ينبني عليها))



قال الشيخ سليمان بن سحمان أيضا في كشف الأوهام والإلتباس عن تشبه بعض الأغبياء من الناس ص 72 ((فالجواب أن يقال من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم فهو كافر وهذا هو الحق كما أقررت به وهو قول أهل السنة والجماعة ))------------------------
قال الشيخ سليمان بن سحمان

(( تكفير الكافر من مسائل الأصول التي لا يسع الجهل بها وليس لأحدٍ عُذرٌ في ترك العمل بها ، بل هي من واجبات الدين وأصوله ))[حاشية سبل السلام ]


قال الشيخ سليمان بن سحمان في الدرر السنية ج 10 ص 493 ((أنه زعم المخالف أن من انتسب إلى الإسلام، يكون مسلما بمجرد انتسابه إليه، فعلى زعمه: أن عباد القبور اليوم، ممن يدعون الأنبياء، والأولياء والصالحين، وسائر من كفر بالله، وأشرك به ممن يتلفظ بالشهادتين، أنهم مسلمون بمجرد انتسابهم إلى الإسلام، تحل نساؤهم، وتؤكل ذبائحهم وقد تبين لك ما أمر الله به فيهم ورسوله، من تكفيرهم وعدم إسلامهم )
و قال الشيخ أيضا في قصيدته ---------------------- تبصر نور الحق من كان يُبصِر

تكفرنا والدين فينا مقرر -- وقولك في الأولى بأي شريعة

أليس لديكم كل أقلف مشرك -- يجاهر فيكم بالفوق ويظهر

ويحكم بالقانون بين ظهوركم -- وحكم النبي المصطفى ليس يذكر

وكل جميع المنكرات فسايغ - لديهم وما منكم لذلك منكسر

فإن كان محض الحق والفسق والخنا -- لديكم هو الدين القويم المقرر

فقد صح ما قد قيل فيكم وإنكم -- لأحرى بما قد قيل فيكم وأخطر

فمن لم يكفرهم به فهو كافر ومن شك في تكفيرهم فهو أكفر
المزيد على هذا الرابط

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-22, 06:31 PM
بارك الله فيكم جميعا، لكن من المشرف المقصود في العنوان؟

محمدعبداللطيف
2020-04-22, 08:12 PM
بارك الله فيكم جميعا، لكن من المشرف المقصود في العنوان؟لعلَّه يقصد جواب السؤال على موضوع
من وقع في الشرك هل يسمى مشركا وإن قيل بعذره ؟ (https://majles.alukah.net/t179823/)

لذلك قال فى نهاية بحثه

ووضح ذلك لكل طالب للحق وطويلبة للعلم ومن لأمر دينه يستبين ، وظهر ان التكني بالبراء لا يكفي دون التبرؤ من المشركين ، وان العلاوة الحق هي العلاوة في الدين ، واتباع النبي الكريم ، ثبتنا الله علي ذلك الحق المبين ، وهدانا الله واياكم الي الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين

وهذه نهاية بحثي وارجوا ان اكون وضحت شيئا او افدت احدا ، الظاهر من كلام الاخ ابن امارة بيان الحق فى المسألة لذلك قال لو راجعت نهاية البحث قال
ومن لأمر دينه يستبين- اما اعتقاد الاخ الفاضل ابوا البراء محمد علاة فلا مزايدة عليه حتى لو وجد منى او منك بعض المؤاخذات فنحن لسنا معصومين من الخطأ والزلل فى بعض المسائل فالعصمة لمن عصمه الله العصمة فى الدين للانبياء والمرسلين و أنت تعلم اخى الكريم أننى لا أُحَابى أحدا على حساب الدين - فنحن وانت فى نفس السفينة سفينة النجاة لا مزايدة على ذلك ولا اقصد بالنجاة الكلام على الاخرة فهذا من الغيب - ولكن اقصد ناجيةٌ فِي الدُّنْيَا من البِدَعِ سالِمةٌ مِنْهُا- ولعل الاخ ابن امارة فهم من كلامك انك تقول بعذرالمشرك الشرك الاكبر الجاهل فى الاسماء والاحكام -واترك لك اخى -ابو البراء -حق الرد والتوضيح- هذا ما ظهر لى من سياق كلام الاخ ابن امارة - والله اعلم

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-23, 03:50 AM
لعلَّه يقصد جواب السؤال على موضوع
من وقع في الشرك هل يسمى مشركا وإن قيل بعذره ؟ (https://majles.alukah.net/t179823/)

لذلك قال فى نهاية بحثه
الظاهر من كلام الاخ ابن امارة بيان الحق فى المسألة لذلك قال لو راجعت نهاية البحث قال - اما اعتقاد الاخ الفاضل ابوا البراء محمد علاة فلا مزايدة عليه حتى لو وجد منى او منك بعض المؤاخذات فنحن لسنا معصومين من الخطأ والزلل فى بعض المسائل فالعصمة لمن عصمه الله العصمة فى الدين للانبياء والمرسلين و أنت تعلم اخى الكريم أننى لا أُحَابى أحدا على حساب الدين - فنحن وانت فى نفس السفينة سفينة النجاة لا مزايدة على ذلك ولا اقصد بالنجاة الكلام على الاخرة فهذا من الغيب - ولكن اقصد ناجيةٌ فِي الدُّنْيَا من البِدَعِ سالِمةٌ مِنْهُا- ولعل الاخ ابن امارة فهم من كلامك انك تقول بعذرالمشرك الشرك الاكبر الجاهل فى الاسماء والاحكام -واترك لك اخى -ابو البراء -حق الرد والتوضيح- هذا ما ظهر لى من سياق كلام الاخ ابن امارة - والله اعلم
بارك الله فيك ولعل الأخ ابن أمارة لم ينتبه أن الموضوع المشار إليه والذي تولى الرد عليه ليس لي ولا من قلمي وإنما هو نقل عن موقع الإسلام سؤال وجواب، وفي طوايا نقاشي مع الأخ الفاضل محمد بن عبد اللطيف في الموضوع المشار إليه بينت ما أعتقده في مسألة العذر بالجهل، وأني على تفصيل الشيخ ابن عثيمين في المسألة، فقلت: (
لم نختلف معك في هذا، وأن العذر بإطلاق مجانب للصواب، وأن عدم العذر مطلقًا أيضًا مجانب للصواب، وربما يختلف في بعض الأعيان وبعض الجزئيات، كل هذا وارد في المسألة، وجزاكم الله خيرًا).

والأخ ابن أمارة بين ووضح وأشار أن الحكم عليه لا يكون إلا بعد قيام الحجة وانتفاء الموانع، فلست أدري أين المخالفة عندي، بارك الله فيكم.

ونهاية أمري في المسألة مقتضى هذا الكلام، ولا أنفي الخلاف في المسألة :

قال ابن تيمية : (فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول، نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها، ولا بلفظ الاستعاذة ولا يغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت، ونحو ذلك، بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله.
لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك ، حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه.
ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال: هذا أصل دين الإسلام). [الرد على البكري: (ص411)].
وسئل رحمه الله: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين -رضي الله عنهم أجمعين- في قومٍ يُعظِّمون المشايخ، بكون أنهم يستغيثون بهم في الشدائد، ويتضرَّعون إليهم، ويزورون قبورَهم ويُقبِّلونها ويتبرَّكون بترابها، ويُوقِدون المصابيح طولَ الليل، ويتخذون لها مواسم يقدمون عليها من البعد يسمونها ليلةَ المَحْيَا، فيجعلونها كالعيد عندهم، وينذرون لها النذور، ويُصلُّون عندها".
فأجاب: (الحمد لله رب العالمين. من استغاث بميِّتٍ أو غائب من البشر، بحيثُ يدعوهُ في الشدائدِ والكُرُبات، ويَطلُب منه قضاءَ الحوائج، فيقول: يا سيِّدي الشيخ فلان! أنا في حسبك وجِوارِك؟ أو يقول عند هجوم العدوِّ عليه: يا سيِّدي فلان! يَستوحِيْه ويَستغيثُ به؟ أو يقول ذلك عند مرضِه وفقرِه وغيرِ ذلك من حاجاتِه-: فإن هذا ضالٌّ جاهلٌ مشركٌ عاصٍ لله باتفاقِ المسلمين، فإنهم متفقون على أن الميت لا يُدعَى ولا يُطلَب منه شيء، سواءٌ كان نبيًّا أو شيخًا أو غيرَ ذلك".
إلى أن قال: " وهذا الشركُ إذا قامت على الإنسان الحجةُ فيه ولم يَنتهِ، وَجَبَ قتلُه كقتلِ أمثالِه من المشركين، ولم يُدفَنْ في مقابرِ المسلمين، ولم يُصَلَّ عليه.
وأمَّا إذا كان جاهلاً لم يَبلُغْه العلمُ، ولم يَعرِف حقيقةَ الشرك الذي قاتلَ عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المشركين، فإنه لا يُحكَم بكُفْرِه، ولاسِيَّما وقد كَثُر هذا الشركُ في المنتسبين إلى الإسلام.
ومن اعتقدَ مثلَ هذا قُربةً وطاعةً فإنه ضَالٌّ باتفاقِ المسلمين، وهو بعد قيامِ الحجة كافر.
والواجبُ على المسلمين عمومًا ، وعلى وُلاةِ الأمور خصوصًا : النهيُ عن هذه الأمور، والزَّجْرُ عنها بكلِّ طريق، وعقوبةُ مَن لم ينتهِ عن ذلك، العقوبةَ الشرعيةَ، والله أعلم). [جامع الرسائل" لابن تيمية، جمع عزير شمس: (3/ 145 - 151)].
وقال الشيخ ابن عثيمين: (الجهل الذي يعذر به الإنسان، بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يذكر له: هو رافع للإثم والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله.
ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإنه يعتبر منهم ، وإن كان لا ينتسب إلى المسلمين، فإن حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا.
وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفترة، يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار). [مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: (2/ 128).]

ابن أمارة
2020-04-23, 08:02 AM
اخي ابا البراء بارك الله فيك ،واني احمد اليك سعة صدرك ، وتأنيك في امرك ، وما جاء في اسلوبك ، لكن لي استيضاح اريد ان استوضحه منك ، بارك الله فيك
اولا في باب الاسماء ماذا تسمي فاعل الشرك عن جهل مسلما ام مشركا
ثانيا في باب الاحكام ماذا تقصد بقيام الحجة وانتفاء الموانع التي اوقفت انزال الاحكام عليها
وانت بورك فيك تقول ، اني علي تفصيل بن عثيمين ، فاوضح لنا مشكورا المقصد من الكلام الاتي
ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإنه يعتبر منهم........وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفترة . اه
وأين اعتبار وجود القرآن في هذا الكلام
واخي محمد بن عبد اللطيف امازلت لا تعرف سبب هذا التقسيم في باب الاحكام ، فإني قد ارجئت الجواب بعد كثرة علامات الاستفهام ، لعلمي انك ممن ستدركه وحدك بلا كثير كلام
وجزاكما الله خيراً

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-23, 08:56 AM
اخي ابا البراء بارك الله فيك ،واني احمد اليك سعة صدرك ، وتأنيك في امرك ، وما جاء في اسلوبك ، لكن لي استيضاح اريد ان استوضحه منك ، بارك الله فيك
اولا في باب الاسماء ماذا تسمي فاعل الشرك عن جهل مسلما ام مشركا
ثانيا في باب الاحكام ماذا تقصد بقيام الحجة وانتفاء الموانع التي اوقفت انزال الاحكام عليها
وانت بورك فيك تقول ، اني علي تفصيل بن عثيمين ، فاوضح لنا مشكورا المقصد من الكلام الاتي
ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإنه يعتبر منهم........وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفترة . اه
وأين اعتبار وجود القرآن في هذا الكلام
واخي محمد بن عبد اللطيف امازلت لا تعرف سبب هذا التقسيم في باب الاحكام ، فإني قد ارجئت الجواب بعد كثرة علامات الاستفهام ، لعلمي انك ممن ستدركه وحدك بلا كثير كلام
وجزاكما الله خيراً
وفيكم بارك الله.
الحكم على إنسان بالكفر أو الشرك أمر من الخطورة بمكان عظيم، لأن ذلك يترتب عليه أحكام منها استحلال دمه وماله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تكفير المسلم فقال: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما). [البخاري ومسلم وغيرهما].
والحكم بالكفر من اختصاص القضاء الشرعي؛ لأنه يتطلب التثبت وتوفر الشروط وانتفاء الموانع، فيمكن أن يعمل المسلم عملاً يوصف بالشرك أو الكفر، ولكن لا يحكم على صاحبه بشيء من ذلك إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع، فلا بد من التفريق بين الحكم على الفعل بأنه كفر، وبين الحكم على الفاعل بأنه كافر، للاختلاف في متعلق كل من الأمرين.
فالحكم على الفعل الظاهر بأنه كفر متعلق ببيان الحكم الشرعي مطلقا، وأما الفاعل فلا بد من النظر إلى حاله، لاحتمال طروء عارض من العوارض المانعة من الحكم بكفره من جهل أو إكراه أو غيره ذلك.
وعلى ذلك فلا يسمى شخص بعينه مشركا لمجرد صدور فعل من أفعال الشرك منه.
وعليه: فأولا وثانيا بينهما تلازم ولا يفرق بينهما فلا يسمى فاعل الشرك أو الكفر مشركا أو كافرا إلا بعد الحكم عليه، والحكم عليه يستلزم خلوه من الموانع والعوارض، كالجهل والإكراه، وتحقق الشروط كالرضا والعلم، وهذا يستلزم التثبت والتحقق للحكم عليه.
أما كلام ابن عثيمين فبين الجهل الذي يعذر معه صاحبه، وهذا الجاهل إذا فعل الشرك وكان من المسلمين سمى مسلما لأصل الانتساب الظاهر، وإذا كان كافرا سمي كافرا لأصل الانتساب الظاهر، هذا في الدنيا ...

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-23, 09:12 AM
ثانيا في باب الاحكام ماذا تقصد بقيام الحجة وانتفاء الموانع التي اوقفت انزال الاحكام عليها
أنقل لك تلخيصا جيدا من موقع إسلام ويب:
يثبت وصف الإسلام للمعين ابتداء بمجرد الإقرار، سواء كان ذلك بالنطق بالشهادتين أو بما يقوم مقامهما عند العجز عن النطق بمها لعجمة أو بكم ، ولا بد من التركيز على حقيقة مهمة وهي أن القول بأن وصف الإسلام يثبت للمعين بمجرد نطقه بالشهادتين لا يعني أن إقراره ذلك ليس له مقتضيات يلزم بتحقيقها، حيث إن أهل السنة في هذه المسألة وسط بين منهجين متناقضين:
الأول: منهج يرى أصحابه أن مجرد الإقرار والنطق بالشهادتين أو التظاهر ببعض شعائر الإسلام وخصائصه لا يكفي للحكم لأحد بالإسلام ، بل لابد من التبين عما يرونه حد الإسلام الأدنى.
الثاني: منهج يرى أصحابه أن مجرد النطق بالشهادتين يكفي لثبوت وصف الإسلام وبقاء ذلك الوصف ولو لم يحقق مقتضى ذلك الإقرار بالالتزام بالعمل الظاهر. وأما المنهج الحق منهج أهل السنة فهو التفرقة بين ما يلزم لثبوت وصف الإسلام للمعين ابتداء وبين ما يلزم لبقاء ذلك الوصف واستمرار الحكم به للمعين.
ثالثاً: أنه يجب أن يفرق بين الحكم والمعين، فليس كل من تلبس بشيء من مظاهر الكفر يكون بالضرورة كافراً .
بل لابد من التفريق بين الحكم على الفعل بأنه كفر ، وبين الحكم على الفاعل بأنه كافر ، للاختلاف في متعلق كل من الأمرين.
فالحكم على الفعل الظاهر بأنه كفر متعلق ببيان الحكم الشرعي مطلقاً.
وأما الفاعل فلابد من النظر إلى حاله ، لاحتمال طروء عارض من العوارض المانعة من الحكم بكفره من جهل أو إكراه أو غيره ذلك. ويتلخص هذا في قيام الحجة على المعين بحيث لا يكون معذوراً بجهل أو تأويل أو إكراه. وإقامة الحجة لا تكون إلا من عالم.
قال ابن تيمية رضي الله عنه: (ليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ، ومن يثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك. بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة).
وقال أيضا: (إن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين ، وإن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه).
وقال: (كان أحمد رحمه الله يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته ، لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة…… لكن ما كان يكفر أعيانهم).
رابعاً: أن الكفر كما يكون بالاعتقاد (بالقلب) يكون بالقول والعمل أيضا، قال ابن تيمية رحمه الله: (الكفر عدم الإيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسداً أو كبراً أو اتباعاً لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة).
وقال السبكي: (التكفير حكم شرعي سببه جحد الربوبية أو الوحدانية أو الرسالة أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر وإن لم يكن جحداً).
فالكفر قد يكون تكذيباً بالقلب وهذا الكفر قليل في الكفار كما قال ابن القيم ، لأن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة، وقد يكون الكفر قولاً باللسان وإن كان القلب مصدقاً أو غير معتقد بهذا الكفر القولي.
يقول أبو ثور: (ولو قال : المسيح هو الله وجحد أمر الإسلام وقال لم يعتقد قلبي على شيء من ذلك فإنه كافر بإظهار ذلك وليس بمؤمن ).
قال تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".
ويقول ابن نجيم: إن من تكلم بكلمة الكفر هازلاً أو لاعبا كفر عند الكل ولا اعتبار باعتقاده. وقال ابن تيمية: الكفر يكون بتكذيب الرسول فيما أخبر به أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه مثل كفر فرعون واليهود وغيرهم.
وقال ابن القيم مقرراً أن الكفر بالقول والعمل والاعتقاد كذلك: والكفر ذو أصل وشعب، فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر. ويقول أيضاً: الكفر نوعان: كفر عمل وكفر جحود ، فكفر الجحود : أنه يكفر بماعلم أن الرسول جاء به من عند الله ـ جحوداً وعناداً ـ من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه .
وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه ، وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاد الإيمان، فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان).
هذا واعلم أخي الكريم وفقك الله أن هذه المسألة يطول شرحها ، فهذا ما تيسر ، ولعلنا أتينا بجل المقصود .
والله أعلم.
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/721/%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%81 %D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7 %D9%85-%D9%81%D9%8A%D9%87 (https://www.islamweb.net/ar/fatwa/721/%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%81 %D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7 %D9%85-%D9%81%D9%8A%D9%87)

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-23, 09:23 AM
الأدلة الشرعية على أن الجاهل يعذر في مسائل الشرك والكفرالسؤال
هل يعذر الجاهل في مسائل الكفر والشرك ؟ أعلم أنكم قد ذكرتم في الموقع أنه معذور ، ولكن أريد ذكر الأدلة التي تدل على عذر الجاهل في المسائل العقدية والشرك بشيء من التفصيل .

نص الجواب


موضوعات ذات صلة




الحمد لله
لا يخلو الجاهل الذي يفعل الكفر والشرك من أحد أمرين :
الأول :
أن يكون غير مسلم ، سواء كان على دين آخر ، أو لم يكن له دين.
فمن كان حاله كذلك فهو كافر , سواء كان عالماً أو جاهلاً أو متأولاً , ولا يُعطَى أحكام الإسلام في الدنيا , ويعامل بأحكام الكفار؛ لأنه لم يدخل في دين الإسلام أصلاً ، فكيف نحكم بإسلامه ، وهو لم ينتسب إلى الإسلام ؟!
أما في الآخرة : فإن كان جاهلاً حقاً ، ولم تبلغه دعوة الإسلام أصلا ، أو بلغته بشكل مشوه ومحرَّف ، لا تقوم به الحجة على مثله : ففي مصيره يوم القيامة خلاف مطوَّل .
وأرجح الأقوال فيه : أنه يمتحن يوم القيامة ، فمن أطاع دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وَقَدْ رُوِيَتْ آثَارٌ مُتَعَدِّدَةٌ فِي أَنَّ مِنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الرِّسَالَةُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ إلَيْهِ رَسُولٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (17/308).
وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال : (1244 (https://islamqa.info/ar/answers/1244)) ، (215066 (https://islamqa.info/ar/answers/215066)) .

الثاني:
أن يكون منتسباً إلى الإسلام , وقد ثبت له وصف الإسلام , وأعلن إقراره بالإسلام وتصديقه الكامل بالرسول صلى الله عليه وسلم .
فمثل هذا ، إذا فعل شيئا من المكفرات - جهلاً- : فإنه لا يكفر بذلك ، ولا يرتفع عنه وصف الإسلام حتى تقام عليه الحجة ويبين له .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: " فكل من كان مؤمنا بالله ورسوله ، مصدقا لهما ، ملتزما طاعتهما ، وأنكر بعض ما جاء به الرسول ، جهلا ، أو عدم علم أن الرسول جاء به : فإنه وإن كان ذلك كفراً ، ومن فعله فهو كافر ، إلا أن الجهل بما جاء به الرسول يمنع من تكفير ذلك الشخص المعيَّن ، من غير فرق بين المسائل الأصولية والفرعية ، لأن الكفر جحد ما جاء به الرسول أو جحد بعضه مع العلم بذلك .
وبهذا عَرفت الفرق بين المقلدين من الكفار بالرسول ، وبين المؤمن الجاحد لبعض ما جاء به جهلاً وضلالاً ، لا علماً وعناداً " انتهى من "الفتاوى السعدية" (ص: 443-447).

فالعذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربَّه ، سواء في مسائل الاعتقاد والتوحيد والشرك، أو مسائل الأحكام الفقهية .
ويدل على عذر المسلم بالجهل في مسائل العقيدة جملة من الأدلة الشرعية ، وهي :
الأول : النصوص الشرعية الدالة على إعذار المخطئ ، كقوله تعالى : ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )البقرة/ 286 .
وقد قال الله تعالى : ( قَدْ فَعَلْتُ ) ، كما في "صحيح مسلم" (126).
وقوله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب/ 5 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه (2043) ، وحسنه الألباني .
فهذه النصوص تدل على أن كل من خالف ما كُلف به ، ناسياً أو جاهلاً فإنه معفو عنه ؛ فالمخطئ يشمل الجاهل ؛ لأن المخطئ هو كل من خالف الحق بلا قصد .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي : " وهذا عام في كل ما أخطأ فيه المؤمنون من الأمور العملية والأمور الخبرية " انتهى من "الإرشاد إلى معرفة الاحكام" ص 208.
وقال الشيخ ابن عثيمين : " والجهل ـ بلا شك ـ من الخطأ ، فعلى هذا نقول : إذا فعل الإنسان ما يُوجب الكفر ، من قول أو فعل ، جاهلاً بأنه كفر ، أي : جاهلاً بدليله الشرعي، فإنه لا يكفر" انتهى من "الشرح الممتع" (14/449) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( قَدْ فَعَلْت) ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْخَطَأِ الْقَطْعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ ... فَمَنْ قَالَ : إنَّ الْمُخْطِئَ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ يَأْثَمُ ، فَقَدْ خَالَفَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ الْقَدِيمَ" انتهى من "مجموع الفتاوى" (19/210).
وقال: " هَذَا مَعَ أَنِّي دَائِمًا وَمَنْ جَالَسَنِي يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنِّي: أَنِّي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نَهْيًا عَنْ أَنْ يُنْسَبَ مُعَيَّنٌ إلَى تَكْفِيرٍ وَتَفْسِيقٍ وَمَعْصِيَةٍ ، إلَّا إذَا عُلِمَ أَنَّهُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية ، الَّتِي مَنْ خَالَفَهَا كَانَ كَافِرًا تَارَةً ، وَفَاسِقًا أُخْرَى ، وَعَاصِيًا أُخْرَى ، وَإِنِّي أُقَرِّرُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَطَأَهَا: وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ ".
انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/229) .
وقال ابن العربي : " فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً ، فإنه يعذر بالجهل والخطأ ، حتى تتبين له الحجة ، التي يكفر تاركها ، بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله " انتهى ، وقد نقله عنه القاسمي في "محاسن التأويل" (3/161).
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي : " فنحن وإن قلنا في صورةٍ من صور السؤال ونحوها : إنَّ هذا دعاءٌ لغير الله تعالى وعبادةٌ وشرك ، فليس مقصودُنا أن كلَّ من فعل ذلك يكون مشركًا ، وإنما يكون مشركًا مَنْ فَعَلَ ذلك غيرَ معذور، فأما من فعلها معذورًا ، فلعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، وأفضلهم وأتقاهم" انتهى من " آثار الشيخ عبد الرحمن المعلمي" (3/ 826).

الثاني : النصوص الدالة على أن حجة الله على العباد لا تقوم إلا بعد العلم :
كقوله تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) الإسراء /15.
وقوله: ( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء/165 .
وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) التوبة/115 ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان .
فهذه الآيات تدل على : أن المكلف ليس مطَالباً بالتكاليف الشرعية إلا بعد علمه بها ، وإذا لم يعلم بها ، فإنه يكون معذوراً.
قال الشيخ ابن عثيمين مبينا فوائد هذه الآية (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ...) قال : " الفائدة العظيمة الكبرى وهي العذر بالجهل ، حتى في أصول الدين ؛ لأن الرسل يأتون بالأصول والفروع ، فإذا كان الإنسان جاهلاً لم يأته رسول ، فله حجة على الله ، ولا يمكن أن تثبت الحجة على الله إلا إذا كان معذورا " انتهى من "تفسير سورة النساء" (2/485).
وقال ابن القيم : " الأحكام إنما تثبت في حق العبد بعد بلوغه هو ، وبلوغها إليه ، فكما لا يترتب في حقه قبل بلوغه هو ، كذلك لا يترتب في حقه قبل بلوغها إليه " .
انتهى من "بدائع الفوائد" (4/168) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الرد على الإخنائي" تحقيق العنزي (ص: 206) :
" كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله هو أيضًا مشرك، والذي فعله كفر، لكن قد لا يكون عالمًا بأن هذا شرك محرم.
كما أن كثيرًا من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام، ويتقربون إلى النار أيضًا ولا يعلمون أن ذلك محرم ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك ، فهذا ضال ، وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة ، قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون )" انتهى.
الثالث : النصوص التي فيها إعذار من وقع في الشرك أو الكفر ، ومن ذلك:
1= قصة الرجل الذي أمر بإحراق نفسه وأنكر قدرة الله عليه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ، ثُمَّ اطْحَنُونِي ، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا.
فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ ، فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقَالَ : اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ، فَفَعَلَتْ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ.
فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟
قَالَ: يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ ، فَغَفَرَ لَهُ) متفق عليه .

فالقول الذي صدر من هذا الرجل كفر أكبر مخرج من الملة ، لتضمنه إنكار قدرة الله على جمعه بعد الموت ، و"صفة القدرة" من أظهر الصفات وأبينها ، وهي من لوازم ربوبية الله وألوهيته ، بل هي من أخص أوصاف الرب ، ولكنه لم يكفر ؛ لأنه كان معذوراً بجهله .
قال ابن عبد البر: " اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَاهُ ، فَقَالَ مِنْهُمْ قَائِلُونَ : هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ بَعْضَ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهِيَ الْقُدْرَةُ ، فَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ، قَالُوا : وَمَنْ جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَآمَنَ بِسَائِرِ صِفَاتِهِ وَعَرَفَهَا ، لَمْ يَكُنْ بِجَهْلِهِ بَعْضَ صِفَاتِ اللَّهِ كَافِرًا ، قَالُوا : وَإِنَّمَا الْكَافِرُ مَنْ عاند الحق لا من جهله .
وهذا قول المتقدمين مِنَ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنَ الْمُتَأَخِّرِي نَ " .
انتهى من "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" (18/42) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فَهَذَا رَجُلٌ شَكَّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ وَفِي إعَادَتِهِ إذَا ذُرِّيَ ، بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَا يُعَادُ ، وَهَذَا كُفْرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ، لَكِنْ كَانَ جَاهِلًا لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ ، وَكَانَ مُؤْمِنًا يَخَافُ اللَّهَ أَنْ يُعَاقِبَهُ : فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ" انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/231) .
وقال أيضا : " فَهَذَا الرجل اعْتقد أَن الله لَا يقدر على جمعه إِذا فعل ذَلِك ، أَو شكّ ، وَأَنه لَا يَبْعَثهُ ؛ وكل من هذَيْن الاعتقادين كفر ، يكفر من قَامَت عَلَيْهِ الْحجَّة ، لكنه كَانَ يجهل ذَلِك ، وَلم يبلغهُ الْعلم بِمَا يردهُ عَن جَهله ، وَكَانَ عِنْده إِيمَان بِاللَّه وبأمره وَنَهْيه ووعده ووعيده ، فخاف من عِقَابه ، فغفر الله لَهُ بخشيته .
فَمن أَخطَأ فِي بعض مسَائِل الِاعْتِقَاد من أهل الْإِيمَان بِاللَّه وبرسوله وباليوم الآخر وَالْعَمَل الصَّالح ، لم يكن أَسْوَأ حَالا من الرجل ، فَيغْفر الله خطأه ، أَو يعذبه إِن كَانَ مِنْهُ تَفْرِيط فِي اتِّبَاع الْحق على قدر دينه .
وَأما تَكْفِير شخص عُلم إيمَانه بِمُجَرَّد الْغَلَط فِي ذَلِك: فعظيم" انتهى من "الاستقامة" (1/164).
وقال الإمام الشافعي : " للهِ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ، جَاءَ بِهَا كِتَابُهُ ، وَأَخْبَرَ بِهَا نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ ، لاَ يَسَعُ أَحَداً قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ رَدُّهَا ، لأَنَّ القُرْآنَ نَزَلَ بِهَا ، وَصَحَّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القَوْلَ بِهَا .
فَإِنْ خَالَفَ ذَلِكَ بَعْدَ ثُبُوتِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ : فَهُوَ كَافِرٌ ، فَأَمَّا قَبْلَ ثُبُوْتِ الحُجَّةِ ، فَمَعْذُورٌ بِالجَهْلِ ، لأَنَّ عِلْمَ ذَلِكَ لاَ يُدْرَكُ بِالعَقْلِ ، وَلاَ بِالرَّوِيَّةِ وَالفِكْرِ ، وَلاَ نُكَفِّرُ بِالجَهْلِ بِهَا أَحَداً إِلاَّ بَعْدَ انتهَاءِ الخَبَرِ إِلَيْهِ بِهَا" انتهى نقلا عن "سير أعلام النبلاء" (10/79) .
2= قصة بني إسرائيل مع موسى .
قال تعالى : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) الأعراف/ 138 - 141.
فقد طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنماً يتقربون بعبادته إلى الله كما اتخذ هؤلاء المشركون أصناماً يعبدونها .
قال ابن الجوزي : " وهذا إخبار عن عظيم جهلهم حيث توهموا جواز عبادة غير الله ، بعد ما رأوا الآيات". انتهى من "زاد المسير" (2/150) .
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي : " يظهر من جواب موسى عليه السلام أنه وإن أنكر عليهم جهلهم : لم يجعل طلبهم ارتدادا عن الدين ، ويشهد لذلك أنهم لم يؤاخذوا هنا ، كما أوخذوا به عند اتخاذهم العجل ، فكأنهم هنا - والله أعلم - عذروا بقرب عهدهم " .
انتهى من "مجموع رسائل المعلمي" (1/142).
3= قصة ذات أنواط .
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: " خَرَجَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ حُنَيْنٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ ، فَقُلْنَا : يَا نَبِيَّ اللهِ ، اجْعَلْ لَنَا هَذِهِ ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لِلْكُفَّارِ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يَنُوطُونَ سِلَاحَهُمْ بِسِدْرَةٍ ، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اللهُ أَكْبَرُ ، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً) إِنَّكُمْ تَرْكَبُونَ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ " رواه الترمذي (2180) وصححه ، ورواه الإمام أحمد (21900) واللفظ له ، وصححه الشيخ الألباني.
فقد طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم فعل ما هو شرك أكبر ، وهو أن يشرع لهم التعلق بالشجر كما كان يفعل المشركون ، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم قولهم مثل قول بني إسرائيل لموسى .
قال محمد رشيد رضا : " إن الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما ذُكر ، كانوا حديثي عهد بالشرك ، فظنوا أن ما يجعله لهم النبي من ذلك يكون مشروعا ، لا ينافي الإسلام " .
انتهى من تعليقه على "مجموع الرسائل والمسائل النجدية"(4/39) .

وقد سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي عن القبوريين الذين يعتقدون في الموتى ، ويطلبون منهم ، فقال الشيخ رحمه الله : " هم مرتدون عن الإسلام إذا أقيمت عليهم الحجة ، وإلا فهم معذورون بجهلهم ، كجماعة الأنواط " انتهى من "فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي" ص 371.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحداً من الأموات ، لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم ، لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ، ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها.
كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ، ونحو ذلك ، بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله ورسوله.
لكن لغلبة الجهل ، وقلّة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين ، لم يمكن تكفيرهم بذلك ، حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يخالفه ".
انتهى من كتاب "الرد على البكري" (2/ 731).
وقال الشيخ عبد المحسن العباد : " وأمَّا دعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم ، وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات : فهو شرك أكبر مُخرجٌ من الملَّة .
ويُقال لهذا الفعل: شرك وكفر ، ولا يُقال لكلِّ من فعل ذلك إنَّه مشرك كافر ؛ فإنَّ من فعل ذلك وهو جاهل : معذورٌ لجهله ، حتى تُقام عليه الحجَّة ويفهمها ، ثمَّ يُصرُّ على ذلك ، فإنَّه حينئذ يُحكم بكفره وردَّته .
والفتنة في القبور من الأمور التي يكون فيها لَبسٌ عند كثير من الناس ، مِمَّن نشأ في بيئة تعتبر تعظيم القبور ودعاء أصحابها من محبَّة الصالحين، لاسيما إذا كان بينهم أحد من أشباه العلماء الذين يتقدَّمونهم في تعظيم القبور والاستغاثة بأصحابها، زاعمين أنَّهم وسائط تقرِّب إلى الله ". انتهى من " كتب ورسائل العلامة العباد" (4/372) .

4= عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا ) .
فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ؟
فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: ( يَا صِلَةُ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ) ثَلَاثًا. رواه ابن ماجه (4049) وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 291) ، وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/171) .
فهذا الحديث يدل على أن أولئك القوم ليس عندهم إلا إيمان مجمل بالإقرار بالتوحيد ، ولا يعرفون عن الإسلام شيئا إلا مجرد الإقرار الذي وجدوا عليه آبائهم .
قال ابن تيمية : " وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ قَدْ يَنْشَأُ فِي الْأَمْكِنَةِ وَالْأَزْمِنَةِ الَّذِي يَنْدَرِسُ فِيهَا كَثِيرٌ مِنْ عُلُومِ النُّبُوَّاتِ ، حَتَّى لَا يَبْقَى مَنْ يُبَلِّغُ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ، فَلَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا يَبْعَثُ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ ، وَلَا يَكُونُ هُنَاكَ مَنْ يُبَلِّغُهُ ذَلِكَ ، وَمِثْلُ هَذَا لَا يَكْفُرُ؛ وَلِهَذَا اتَّفَقَ الْأَئِمَّةُ عَلَى أَنَّ مَنْ نَشَأَ بِبَادِيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ ، وَكَانَ حَدِيثَ الْعَهْدِ بِالْإِسْلَامِ ، فَأَنْكَرَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَحْكَامِ الظَّاهِرَةِ الْمُتَوَاتِرَة ِ : فَإِنَّهُ لَا يُحْكَمُ بِكُفْرِهِ حَتَّى يَعْرِفَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ" .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/407) .

والحاصل :
أن : " الجهل الذي يعذر به الإنسان ، بحيث لا يعلم عن الحق ، ولا يذكر له : هو رافع للإثم والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله ، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين ، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، فإنه يعتبر منهم ، وإن كان لا ينتسب إلى المسلمين فإن حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا.
وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفترة ، يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون بما شاء الله ، فمن أطاع منهم دخل الجنة ، ومن عصى منهم دخل النار" انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (2/ 128).
وينظر جواب السؤال : (215338 (https://islamqa.info/ar/answers/215338)) ، (111362 (https://islamqa.info/ar/answers/111362)) .

وللاستزادة يراجع كتاب " إشكالية الإعذار بالجهل في البحث العقدي" للدكتور سلطان العميري.
والله أعلم .
https://islamqa.info/ar/answers/228033/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%84 %D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9 %D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87 %D9%84-%D9%8A%D8%B9%D8%B0%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%89%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%81 %D8%B1

ابن أمارة
2020-04-23, 10:30 AM
ابا البراء ان عقلت وتفهمت ما ققررناه في بحثنا ، فقولك ( فلست ادري اين المخالفة عندي ) كان قولا غير مقبول بالمرة
وان كان هذا الذي بينته في مشاركاتك الاخيرة هو الذي تعتقده ، فسؤالك ( من المشرف المقصود في العنوان ) كان سؤالا غير معقول بالمرة
ولا اظن ذلك كان منك تنصلا او تحايلا بل نفترض انه لعدم دراية بما قررناه في بحثنا وتوهما
واما خلطك بين الخطأ والذي هو عدم التعمد وعدم القصد وبين الجهل الذي هو عدم العلم وعدم المعرفة ، فهذا للحق خلط مقيت ، وانزال آيات وأحاديث الخطأ والنسيان علي الجهل انزال عجيب ، وانت الخبير
واما عدم تفريقك بين خصوص الشرك وعموم الكفر ، وبين امور النبوات والصفات ، وبين وامور الالوهيات ، واخذ كلام اهل العلم في الاولي وانزالها علي الثانية ، مع اسماءها واحكامها ، وعدم اعمال ان كل شرك كفر وليس كل كفر شرك ، فكل ما سبق جعلك لم تضبط المسألة جيدا
وقد بينا ولله الحمد في ثنايا بحثنا ، جملة من الاخطاء التي ذكرتها في مشاركاتك الاخيرة ، بما يغنينا عن اعادتها هنا ، فإن كنت لم تقرأه جيدا ، فأعد قراته ، وان كنت لم تستوعبه جيدا فتدبره ، وهذا إجمال مني ، اما اذا ارتئينا انه لا مناص من التفصيل ، والرد علي كل ما قلته في الاخير ، وادلة استدلت بها وهي دخان يطير ، بنفس من اي متثبت في مسائل التوحيد خبير ، ومع ان ذلك امر ووقت يطول ، ولكن سنذهب اليه والله المستعان ، اذا كان الاجمال ليس مفصل الكلام ، وشكرا
وانقل قولي لاخي محمد بن عبد اللطيف واقول له ، هلا تريثت قليلا ، وتفرست يسيرا

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-23, 05:57 PM
ابا البراء ان عقلت وتفهمت ما ققررناه في بحثنا ، فقولك ( فلست ادري اين المخالفة عندي ) كان قولا غير مقبول بالمرةوان كان هذا الذي بينته في مشاركاتك الاخيرة هو الذي تعتقده ، فسؤالك ( من المشرف المقصود في العنوان ) كان سؤالا غير معقول بالمرةولا اظن ذلك كان منك تنصلا او تحايلا بل نفترض انه لعدم دراية بما قررناه في بحثنا وتوهما واما خلطك بين الخطأ والذي هو عدم التعمد وعدم القصد وبين الجهل الذي هو عدم العلم وعدم المعرفة ، فهذا للحق خلط مقيت ، وانزال آيات وأحاديث الخطأ والنسيان علي الجهل انزال عجيب ، وانت الخبيرواما عدم تفريقك بين خصوص الشرك وعموم الكفر ، وبين امور النبوات والصفات ، وبين وامور الالوهيات ، واخذ كلام اهل العلم في الاولي وانزالها علي الثانية ، مع اسماءها واحكامها ، وعدم اعمال ان كل شرك كفر وليس كل كفر شرك ، فكل ما سبق جعلك لم تضبط المسألة جيداوقد بينا ولله الحمد في ثنايا بحثنا ، جملة من الاخطاء التي ذكرتها في مشاركاتك الاخيرة ، بما يغنينا عن اعادتها هنا ، فإن كنت لم تقرأه جيدا ، فأعد قراته ، وان كنت لم تستوعبه جيدا فتدبره ، وهذا إجمال مني ، اما اذا ارتئينا انه لا مناص من التفصيل ، والرد علي كل ما قلته في الاخير ، وادلة استدلت بها وهي دخان يطير ، بنفس من اي متثبت في مسائل التوحيد خبير ، ومع ان ذلك امر ووقت يطول ، ولكن سنذهب اليه والله المستعان ، اذا كان الاجمال ليس مفصل الكلام ، وشكراوانقل قولي لاخي محمد بن عبد اللطيف واقول له ، هلا تريثت قليلا ، وتفرست يسيرا
أعذر قلة استيعابي لتفاصيل ما كتبت، لكن إن كان لي سؤال وأرجو خلاصة الجواب ودعك من التأصيل والتفصيل:
مسلم وقع في شرك بجهل ما اسمه عندك وحكمه؟
وهل عدم تسميته بالشرك قبل الحكم عليه قادح بحيث يرمى فاعله بعدم التبرأ من المشتركين؟
ما الشروط التي ينبغي تحققها، والموانع التي تنتفي لتنزيل الحكم؟
وما السبيل لذلك، أو كيف نطبق ذلك على المعين، ولمن ذلك الأمر؟
هل تفرق بين كفر العين وكفر المعين؟مسألة العذر بالجهل عندك سائغة أم لا؟
ثانية إرحم قلة فهمي ولا تدلل على جوابك، حتى لا يتشعب المقام على قليلي الفهم أمثالي، بارك الله فيكم.

ابن أمارة
2020-04-23, 09:54 PM
أعذر قلة استيعابي لتفاصيل ما كتبت، لكن إن كان لي سؤال وأرجو خلاصة الجواب ودعك من التأصيل والتفصيل:
مسلم وقع في شرك بجهل ما اسمه عندك وحكمه؟
وهل عدم تسميته بالشرك قبل الحكم عليه قادح بحيث يرمى فاعله بعدم التبرأ من المشتركين؟
ما الشروط التي ينبغي تحققها، والموانع التي تنتفي لتنزيل الحكم؟
وما السبيل لذلك، أو كيف نطبق ذلك على المعين، ولمن ذلك الأمر؟
هل تفرق بين كفر العين وكفر المعين؟مسألة العذر بالجهل عندك سائغة أم لا؟
ثانية إرحم قلة فهمي ولا تدلل على جوابك، حتى لا يتشعب المقام على قليلي الفهم أمثالي، بارك الله فيكم.

نعم وفيك بارك الله
ولكن اولا انا لم ار في قولي ( وان كنت لم تستوعبه جيدا فتدبره ) اي منقصة لك ، وليس هذا من عادتنا ، فالاستيعاب كأنه الالمام والاحاطة بالشئ ، وقد تكون قرأته ببال مشغول او ذهن منثور ، فالتمست تدبره منك ، لانه كان ثم تناقض لما تقوله وتسأل عنه وما قررناه فيه ، هذا ما في الامر
ثانيا قولك ودعك من التأصيل والتفصيل ، اراه لا يتناسب مع مقامك ، وان كان لابد فقل باختصار او اختصار شديد
اما الاجابة علي اسئلتك ، فمرحبا
اما سؤالك مسلم وقع في شرك بجهل ما اسمه عندك وحكمه؟
المسلم اذا وقع في الشرك جهلا يسمي مشركا ، وحكمه اذا كان ممن لم تبلغه الحجة ، حكم اهل الفترة ، واذا كان ذلك بعد بلوغ الحجة ، حكمه الكفر ويستتاب والا قتل ردة
وسؤالك وهل عدم تسميته بالشرك قبل الحكم عليه قادح بحيث يرمى فاعله بعدم التبرأ من المشركين؟
اذا كان اسمه مسلم عندك فكيف ستتبرأ منه ؟
وسؤالك ما الشروط التي ينبغي تحققها، والموانع التي تنتفي لتنزيل الحكم؟
الشروط العقل البلوغ قصد الفعل ( وليس قصد الشرك بالفعل ) والاختيار
والموانع الخطأ والاكراه ، ولا يعد الجهل والتأويل مانعا بعد بلوغ الحجة لاكتساب المعين صفة الاعراض
وسؤالك وما السبيل لذلك، أو كيف نطبق ذلك على المعين، ولمن ذلك الأمر؟
اما لمن ذلك الامر ، فالحكم الفعلي اي انزال العقوبة والحد لولي الامر ومن يقوم مقامه ، اما الحكم القولي اي التفسيق والتبديع والتكفير فلا خصوصية لاحد ولكن بلا عموم ولاظنون
وسؤالك هل تفرق بين كفر العين وكفر المعين؟
نعم افرق بين كفر العين وكفر المعين ، ولكن لا افرق بين شرك العين وشرك المعين ، لان الكفر حكم والشرك اسم
وسؤالك هل مسألة العذر بالجهل عندك سائغة أم لا؟
بالطبع لا ، كيف استسيغ ادخال المشركين في جملة المسلمين ، واجتماع صراط الذين انعم الله عليهم بالضالين
اما قولك إرحم قلة فهمي ولا تدلل على جوابك، حتى لا يتشعب المقام على قليلي الفهم أمثالي، بارك الله فيكم.
فاسلوب لا يروق لي ، ولا يتناسب معك ، وقد فعلت

السعيد شويل
2020-04-23, 11:34 PM
أخى ابن أمارة
فى بحثكم أو موضوع مشاركتم اخترت لكم ما قلت فيه بحق .. وأود هنا أن تبين لى معنى هذا القول :
المسلم اذا وقع في الشرك جهلا يسمي مشركا ، وحكمه اذا كان ممن لم تبلغه الحجة ، حكم اهل الفترة ، واذا كان ذلك بعد بلوغ الحجة ، حكمه الكفر ويستتاب والا قتل ردة
......
كيف يكون المسلم مسلماً ( ولم تبلغه الحجة ) وكيف يقع فى الشرك جهلاً بعد إسلامه ..
********
وأود أن أوضح هنا نقطة هامة وهى .. القول الدارج دائماً " حكم أهل الفترة " ..
أهل الفترة يا أخى الكريم .. هم كل من كانوا قبل نزول رسالة الإسلام .. أما بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فليس هناك أهل فترة وليس هناك من يأخذ حكمها .. لماذا .. ؟ ( لاتستعجل فى التفكير )
.
الإسلام رسالته رسالة عامة موجهة إلى الناس أجمعين وليست رسالة خاصة بشعب دون شعب ولا بعصر دون عصر ..
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }
فمنذ مبعث رسول الله بالرسالة وحتى يوم القيامة : فكل من خلقه الله ويخلقه على هذه الأرض والحياة مأمور باتباع هذا الدين ..
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً . وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
ورث المسلمون الرسالة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أمرهم الله أن يقوموا ببلاغها كما بلغها نبيه ورسوله ..
.
إن بلغوها .. فلا حجة لكافر أو مشرك أو يهودى أو نصرانى ..
.
وإن لم يبلغوها .. فالكافر واليهودى والنصرانى .. سيكون لهم الحجة عليهم لعدم بلاغهم بهذه الرسالة ..
وهؤلاء لايسمون أهل فترة ولا يأخذوا حكمها .. لماذا ؟
لأن لهم بشير ونذير وهو : ( كتاب الله والمسلمين ) .. كتاب الله : إن كانوا يملكون العلم والقدرة والبحث عن هذا الدين .. والمسلمين : إن كانوا يملكون أو لا يملكون ذلك ..
ولكن : من لايملك منهم العلم والبحث والقدرة : ستكون لهم حجة على المسلمين فى يوم القيامة لعدم بلاغهم بهذا الدين ..
........

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 10:03 AM
وفيكم بارك الله.
الحكم على إنسان بالكفر أو الشرك أمر من الخطورة بمكان عظيم، لأن ذلك يترتب عليه أحكام منها استحلال دمه وماله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تكفير المسلم فقال: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما). [البخاري ومسلم وغيرهما].
والحكم بالكفر من اختصاص القضاء الشرعي؛ لأنه يتطلب التثبت وتوفر الشروط وانتفاء الموانع، فيمكن أن يعمل المسلم عملاً يوصف بالشرك أو الكفر، ولكن لا يحكم على صاحبه بشيء من ذلك إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع، فلا بد من التفريق بين الحكم على الفعل بأنه كفر، وبين الحكم على الفاعل بأنه كافر، للاختلاف في متعلق كل من الأمرين.
فالحكم على الفعل الظاهر بأنه كفر متعلق ببيان الحكم الشرعي مطلقا، وأما الفاعل فلا بد من النظر إلى حاله، لاحتمال طروء عارض من العوارض المانعة من الحكم بكفره من جهل أو إكراه أو غيره ذلك.
وعلى ذلك فلا يسمى شخص بعينه مشركا لمجرد صدور فعل من أفعال الشرك منه.
وعليه: فأولا وثانيا بينهما تلازم ولا يفرق بينهما فلا يسمى فاعل الشرك أو الكفر مشركا أو كافرا إلا بعد الحكم عليه، والحكم عليه يستلزم خلوه من الموانع والعوارض، كالجهل والإكراه، وتحقق الشروط كالرضا والعلم، وهذا يستلزم التثبت والتحقق للحكم عليه.
أما كلام ابن عثيمين فبين الجهل الذي يعذر معه صاحبه، وهذا الجاهل إذا فعل الشرك وكان من المسلمين سمى مسلما لأصل الانتساب الظاهر، وإذا كان كافرا سمي كافرا لأصل الانتساب الظاهر، هذا في الدنيا ... بارك الله فيك اخى - ابو البراء -سأناقش بعض المسائل للافادة والاستفادة وهذا هو المرجو وقد كنا فى حياة الشيخ ابن عثيمين نناقشه فى بعض المسائل اثناء شرحه وكان يتقبل ذلك بصدر رحب وربما كان فى بعض الاحيان يقبل تحرير بعض طلبة العلم للمسألة اذا كان الدليل من القوة بمكان هذا هو شأن العلماء الراسخين فى العلم وكذلك الشيخ ابن باز كان يسير على هذا المنوال مع من يسأل وهذا واضح فى كثير من المشايخ المنتسبين للدعوة
وسأقوم ان شاء الله بمناقشة بعض ما تناوله الاخ الفاضل ابو البراء من ادلة مستندا فيها على كلام العلامة ابن عثيمين اليكم بعض الادلة

الحكم على إنسان بالكفر أو الشرك أمر من الخطورة بمكان عظيم، لأن ذلك يترتب عليه أحكام منها استحلال دمه وماله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تكفير المسلم فقال: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما). [البخاري ومسلم وغيرهما]. هو ليس بمسلم فى تلك الحال لانه يشرك بربه ويعدل به - واى اسلام يبقى مع مناقضة اصله وقاعدته الكبرى شهادة لا اله الا الله - الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد- هو عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه - لا اله الا الله نفى واثبات - كفر بالطاغوت وايمان بالله - فلا يمكن بعد ذلك اجتماع النقيضين اصل التوحيد والشرك الاكبر - لا يمكن ان يكون الانسان عابد لله وحده وفى الوقت نفسه - عابد لغير الله
والحكم بالكفر من اختصاص القضاء الشرعي السؤال ما هو الكفر الذى من اختصاص القضاء الشرعى - الجواب - لاشك انه كفر العقاب المتعلق باقامة الحدود اقامة الحدود- اما الكفر الظاهر فهو لجريان احكام الظاهر للتمييز بين اهل التوحيد وعباد القبور

وعلى ذلك فلا يسمى شخص بعينه مشركا لمجرد صدور فعل من أفعال الشرك منه. اذا كان فى عوائد وطرائق الشرك الاصغر لا يسمى مشركا لان معه اصل التوحيد - اما من صدر منه الشرك الاكبر المخرج من ملة الاسلام فيسمى مشركا لانه نقض اصل توحيده- والا استوى الشرك الاكبر مع الاصغر فى عدم النقض - ومعلوم ان الشرك الاكبر ينقض التوحيد والشرك الاصغر ينقص التوحيد ولا ينقضه
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: (فأعلم؛ أن تصور هذه المسألة تصوراً حسناً يكفي في إبطالها من غير دليل خاص، لوجهين: الأول: أن مقتضى قولهم أن الشرك بالله وعبادة الأصنام لا تأثير لها في التكفير، لأن الإنسان إن انتقل عن الملة إلى غيرها وكذب الرسول والقرآن؛ فهو كافر، وإن لم يعبد الأوثان - كاليهود - فإذا كان من انتسب إلى الإسلام لا يكفر إذا أشرك الشرك الأكبر، لأنه مسلم يقول؛ لا إله إلا الله ويصلي ويفعل كذا... وكذا... لم يكن للشرك وعبادة الأوثان تأثير، بل يكون ذلك كالسواد في الخلقة أو العمى أو العرج، فإذا كان صاحبها يدعي الإسلام فهو مسلم، وإن ادعى ملة غيرها فهو كافر، وهذه فضيحة عظيمة كافية في رد هذا) [مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد].
وقول شيخ الاسلام ابن تيمية
:" اسم المشرك يثبت قبل الرسالة ، لأنه يشرك بربه ويعدل به " ؟
مراده أن من فعل الشرك فهو مشرك ، سواء قامت على المشرك الحجة بالبيان أو لم تقم
وان هذا وصف ذاتي له ، لا ينفك عنه فالمشرك اسم فاعل الشرك لا انفكاك، سواء كان قبل قيام الحجة بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، أو كان بعد ذلك ، المشرك : هو من وقع في الشرك الاكبر ، واتصف به ؛ فعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية .

فأولا وثانيا بينهما تلازم ولا يفرق بينهما فلا يسمى فاعل الشرك أو الكفر مشركا أو كافرا إلا بعد الحكم عليه، لا تلازم بين الاسماء والاحكام
مذهب أهل السنة وسط بين هذين : فالشرك والظلم والفحش كلها أمور مقبوحة مذمومة ، قبل قيام الحجة وبعد قيامها ، تدرك ذلك العقول الصحيحة , والفطر السوية ؛ إلا أن الله تعالى لا يعذب الخلق إلا بعد قيام الحجة عليهم ، وذلك بنص كتابه .
وهذا بيّن واضح في كلام شيخ الإسلام ، في مواضع من كتبه :
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله رحمه الله :
" وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ؛ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ.
أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ: ( اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى ) ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ : ظَالِمٌ ، وَطَاغٍ ، وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ ، وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمٍّ للأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ، [ لكن ] لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) .
وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ ) ؛ فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ .
فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ...
وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ ، يُقَالُ : جَاهِلِيَّة ، وَجَاهِل ، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
وَأَمَّا التَّعْذِيبُ : فَلَا .
وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى ) ، وَقَالَ : ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) " .
" انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 37-38) .

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 10:44 AM
لا يخلو الجاهل الذي يفعل الكفر والشرك من أحد أمرين :
الأول :
أن يكون غير مسلم ، سواء كان على دين آخر ، أو لم يكن له دين.
فمن كان حاله كذلك فهو كافر , سواء كان عالماً أو جاهلاً أو متأولاً ,
الثاني:
أن يكون منتسباً إلى الإسلام ,........ إذا فعل شيئا من المكفرات - جهلاً- : فإنه لا يكفر بذلك ، ولا يرتفع عنه وصف الإسلام حتى تقام عليه الحجة ويبين له . الجواب - قال تعالى : (( فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إﻻ مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا ضلالا ))
فى فتاوى هيئة كبار العلماء
س3: هل هناك فرق بين المسلمين الذين عندهم نوع من الشرك وبين المشركين الذين لم يعترفوا بالإسلام؟
الجواب : لا فرق بين من يرتكس في بدع شركية تخرج من ينتسب إلى الإسلام منه وبين من لم يدخل في الإسلام مطلقا في تحريم المناكحة ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، ولكن بينهم تفاوتا في درجة الكفر والعقوبة عليه في الدنيا والآخرة حسب درجة طغيانهم،
قال الشيخ سليمان بن سحمان في كشف غياهب الظلام عن أوهاب جلاء الأوهام ص 195 (( فمن فعل كما فعل المشركون من الشّرك بالله، بصرف خالص حقّه لغير الله من الأنبياء والأولياء والصّالحين ، ودعاهم مع الله، واستغاث بهم كما يستغيث بالله ، وطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله ، فما المانع من تنزيل الآيات على من فعل كما فعل المشركون، وتكفيره ، وقد ذكر أهل العلم أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السّبب، - ولكن ما المانع من تنزيل ما أنزله الله في حقّ المشركين على من صنع صنيعهم و احتذا حذوهم فلا حيلة فيه ))
أصل الاسلام مبنى على عبادة الله وترك عبادة ما سواه وفاعل الشرك لم يأتى بهذا الاصل
ومعنى فعله للشرك انه لم يترك عبادة ما سواه فلم يأت بما دلت عليه كلمة لا اله الا الله من نفى الشرك فهو كاذب فى قوله لان لا اله الا الله فهذه الكلمة -لا تنفع قائلها الا حيث يستكملها من العلم والاخلاص وترك الشرك والكفر بما يعبد من دون الله وغيرها من الشروط التى تصحح اسلامه فلا يكون مسلما الا من ترك الشرك رأسا فكيف تقول انها تبقيه على اسلامه
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: " فكل من كان مؤمنا بالله ورسوله ، مصدقا لهما ، ملتزما طاعتهما ، وأنكر بعض ما جاء به الرسول ، جهلا ، أو عدم علم أن الرسول جاء به : فإنه وإن كان ذلك كفراً ، ومن فعله فهو كافر ، إلا أن الجهل بما جاء به الرسول يمنع من تكفير ذلك الشخص المعيَّن ، من غير فرق بين المسائل الأصولية والفرعية ، لأن الكفر جحد ما جاء به الرسول أو جحد بعضه مع العلم بذلك .
وبهذا عَرفت الفرق بين المقلدين من الكفار بالرسول ، وبين المؤمن الجاحد لبعض ما جاء به جهلاً وضلالاً ، لا علماً وعناداً " انتهى من "الفتاوى السعدية" (ص: 443-447). الجواب - قال الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى فى المناظرة الوهمية التى عقدها للرد على علماء الدعوة النجدية- وقد سبق ان قلت انه بسبب هذه المناظرة عقد علماء الدعوة مجلسا واحضروا الشيخ السعدى وناقشوه فى عذر الجهمية وعباد القبور وهذا مما انتقده علماء الدعوة النجدية على الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى- والشيخ السعدى فى الفتاوى السعدية يصف علماء الدعوة فى المناظرة التى عقدها بقوله : " قال الاخر او المذكورين - وهذا قول علماء الدعوة النجدية الذى انتقده
قال الآخَر -قد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، أن من دعا غير الله تعالى، ملكا أو نبيا أو صالحا أو صنما أو غير ذلك، أنه كافر بالله، مشرك مخلد في نار جهنم، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة لا يمكن إنكاره، فمتى فعله أحد من الناس فهو مشرك كافر لا فرق بين كونه معاندا أو جاهلا أو متأولا أو مقلدا، ولهذا جعل الله في كتابه الكفار كلهم كفارا، لم يفرق بين التابع والمتبوع، ولا بين المعاند والجاهل، بل أخبر أنهم يقولون: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} (الزخرف: 22)
وهذا أمر لا يُشك فيه أن كثيرا منهم يظن أنه على حق كما قال تعالى: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم} [الكهف: 104، 105]. فلم يمنعهم تكفيرهم اعتقادهم أن ما فعلوه إحسان، فهكذا من دعا غير الله، أو استغاث بما لا يقدر عليه إلا الله، فهو مشرك كافر، عاند أو لم يعاند، عرف الدليل أو لم يعرف، وأي فرق بين تكفير جهلة اليهود والنصارى وغيرهم وجهلة من يشرك ولو انتسب الى دين الاسلام؟! بل أي فرق بين تكفير من ينكر البعث ولو جهلا، وبين من يدعو غير الله ويلوذ به ويطلب منه الحوائج التي لا يقدر عليها إلا الله؟! فالكل كفار، والرسول بلغ البلاغ المبين، ومن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، سواء فهمها أو لم يفهمها.

ويدل على عذر المسلم بالجهل في مسائل العقيدة جملة من الأدلة الشرعية ، وهي :
الأول : النصوص الشرعية الدالة على إعذار المخطئ ، كقوله تعالى : ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )البقرة/ 286 .
وقد قال الله تعالى : ( قَدْ فَعَلْتُ ) ، كما في "صحيح مسلم" (126).
وقوله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب/ 5 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه (2043) ، وحسنه الألباني .
فهذه النصوص تدل على أن كل من خالف ما كُلف به ، ناسياً أو جاهلاً فإنه معفو عنه ؛ فالمخطئ يشمل الجاهل ؛ لأن المخطئ هو كل من خالف الحق بلا قصد .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي : " وهذا عام في كل ما أخطأ فيه المؤمنون من الأمور العملية والأمور الخبرية " انتهى من "الإرشاد إلى معرفة الاحكام" ص 208.
وقال الشيخ ابن عثيمين : " والجهل ـ بلا شك ـ من الخطأ ، فعلى هذا نقول : إذا فعل الإنسان ما يُوجب الكفر ، من قول أو فعل ، جاهلاً بأنه كفر ، أي : جاهلاً بدليله الشرعي، فإنه لا يكفر" انتهى من "الشرح الممتع" (14/449) .

قال الشيخ سليمان بن سحمان[ (وأما مسألة عبادة القبور ودعائهم مع الله فهي مسألة وفاقية التحريم وإجماعية المنع والتأثيم فلم تدخل في كلام الشيخ (ابن تيميه) لظهور برهانها ووضوح أدلتها وعدم اعتبار الشبهة فيها وقال قد تقدم أن عامة الكفار والمشركين من عهد نوح إلى وقتنا هذا جهلوا وتأولوا وأهل الحلول والاتحاد كابن عربي وابن الفارض والتلمساني وغيرهم من الصوفية تأولوا وعباد القبور والمشركون الذين هم محل النزاع تأولوا إلى أن قال والنصارى تأولت وقال من المعلوم بالضرورة من الدين أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان

.من كتاب فتاوى الائمة النجدية
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله ((اعلم أن من تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة عرف ضرورة ما يناقضه ويضاده.وإنما يقع الخفاء بلبس إحدى الحقيقتين، أو بجهل كلا الماهيتين. ومع انتفاء ذلك وحصول التصور التام لهما لا يخفى ولا يلتبس أحدهما بالآخر. وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة، وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة. مثال ذلك: أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان. والجهل بالحقيقتين أو إحداهما أوقع كثيراً من الناس في الشرك وعبادة الصالحين، لعدم معرفة الحقائق وتصورها، وأن لساعد الجهل وقصور العلم عوائد مألوفة استحكمت بها البلية وتمكنت الرزية )) منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داوود بن جرجيس ص12

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 11:10 AM
لا يخلو الجاهل الذي يفعل الكفر والشرك ......
أن يكون غير مسلم ، .

الثاني:
أن يكون منتسباً إلى الإسلام , ،

قال الشيخ عبدالله الجربوع فى جواب هذا
يقول الشيخ أبا بطين رحمه الله تعالى في كلام له: إنه لو جاز عذر عباد القبور بالجهل لكان عذر اليهود و النصارى من باب أولى :إن هؤلاء، يعني عباد القبور، ينتسبون إلى الإسلام عكس أولئك فهل هذا الفرق متجه شيخنا؟ الجواب:هذا كلام الشيخ سديد و هو حجة قوية و ذلك أن اليهود ينتسبون إلى دين موسى و يؤمنون بموسى و يؤمنون بالتوراة،و إنما كفروا بسبب الشرك و النواقض التي وقعوا فيها، و كذلك النصارى ينتسبون إلى عيسى و إلى الإنجيلو إنما كفروا عندما قالوا: إن الله ثالث ثلاثة،و كذلك عباد القبور اليوم ينتسبون إلى محمد صلى الله عليه و سلم و إلى القرآن،و ما الذي يجعلهم لا يكفرون إذا فعلوا مثل فعل أولئك ؟؟ الله سبحانه و تعالى ما تغيرت سنته، من وقع في الشرك سواء أكان ينتسب إلى عيسى أو إلى موسى أو إلى محمد صلى الله عليه و سلم، إلى الإسلام فإنه يخرج من الإسلام، هذا كلام سديد،و نقول إنما الكفر يكون بفعل مكفر و لم يقل: إن من انتسب إلى الإسلام و قال لا إله إلا الله إنه لا يكفر إذا وقع في الشرك، ما غير الله من سنته، فكل من انتسب إلى دين سماوي إذا وقع في الشرك خرج من ذلك الدين و انتقض إسلامه، هذه حجته و هذا دليله، هذا دليل سديد كما ترى.---


نعم اليس؟ اليهود والنصارى فى زمن موسى وعيسى كانوا على الاسلام ولما نسبوا الالوهية الى عزير والمسيح خرجوا من الاسلام هل يشك احد ان دين الانبياء جميعا هو الاسلام
قال الشيخ عبد الله الجربوع
إمام أهل السنة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله قال: إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر، والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف، فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء، و إن كان الله غير سنته فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 11:15 AM
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي : " فنحن وإن قلنا في صورةٍ من صور السؤال ونحوها : إنَّ هذا دعاءٌ لغير الله تعالى وعبادةٌ وشرك ، فليس مقصودُنا أن كلَّ من فعل ذلك يكون مشركًا ، وإنما يكون مشركًا مَنْ فَعَلَ ذلك غيرَ معذور
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: (فأعلم؛ أن تصور هذه المسألة تصوراً حسناً يكفي في إبطالها من غير دليل خاص، لوجهين: الأول: أن مقتضى قولهم أن الشرك بالله وعبادة الأصنام لا تأثير لها في التكفير، لأن الإنسان إن انتقل عن الملة إلى غيرها وكذب الرسول والقرآن؛ فهو كافر، وإن لم يعبد الأوثان - كاليهود - فإذا كان من انتسب إلى الإسلام لا يكفر إذا أشرك الشرك الأكبر، لأنه مسلم يقول؛ لا إله إلا الله ويصلي ويفعل كذا... وكذا... لم يكن للشرك وعبادة الأوثان تأثير، بل يكون ذلك كالسواد في الخلقة أو العمى أو العرج، فإذا كان صاحبها يدعي الإسلام فهو مسلم، وإن ادعى ملة غيرها فهو كافر، وهذه فضيحة عظيمة كافية في رد هذا) [مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد]

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 11:26 AM
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الرد على الإخنائي" تحقيق العنزي (ص: 206) :
" كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله هو أيضًا مشرك، والذي فعله كفر، لكن قد لا يكون عالمًا بأن هذا شرك محرم.
....لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة ، قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون )" انتهى.


اعظم انواع الحجج الاستدلال من كلام المخالف
وازيدكم
قال الشيخ ابن عثيمين
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله--------"السؤال : ما مصير المسلم الذي يصوم ويصلي ويزكي ولكنه يعتقد بالأولياء ، والذي يسمونه في بعض الدول الإسلامية اعتقادًا جيدًا ؛ أنهم يضرون وينفعون ، وكما أنه يقوم بدعاء هذا الولي ، فيقول : يافلان لك كذا وكذا إذا شُفِيَ ابني أو ابنتي ، أو : بالله يا فلان . ومثل هذه الأقوال ، فما حكم ذلك وما مصير المسلم فيه ؟
الجواب : تسمية هذا الرجل الذي ينذر للقبور والأولياء ويدعوهم ، تسميته مسلمًا جهلٌ من المسمِّي ، ففي الحقيقة أنّ هذا ليس بمسلم لأنه مشرك . قال الله تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ، فالدعاء لا يجوز إلا لله وحده ، فهو الذي يكشف الضر ، وهو الذي يجلب النفع ، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} ، فهذا وإن صلى وصام وزكى وهو يدعو غير الله ويعبده وينذر له فإنه مشركٌ {قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ." اهـ
وقال:
"ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى أن المدار في الإيمان على القلب لقوله : {مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}[المائدة:41] فالإيمان باللسان ليس إيماناً حتى يكون مبنياً على إيمان القلب وإلا فإنه لا ينفع صاحبه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الإيمان محله القلب لقوله:{وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة:41]، ولكن إذا قال قائل : ألسنا مأمورين بأن نأخذ الناس بظواهرهم : الجواب بلى، نحن مأمورون بهذا، لكن من تبين نفاقه فإننا نعامله بما تقتضيه حاله، كما لو كان معلناً للنفاق فهذا لا نسكت عنه، أما من لم يُعلم بنفاقه فإنه ليس لنا إلا الظاهر، والباطن إلى الله، كما أننا لو رأينا رجلاً كافراً فإننا نعامله معاملة الكافر، ولا نقول إننا لا نكفره بعينه كما اشتبه على بعض الطلبة الآن، يقولون: "إذا رأيت الذي لا يصلي لا تكفره بعينه." كيف لا يكفر بعينه؟!
إذا رأيت الذي يسجد للصنم لا تكفره بعينه لأنه ربما يكون قلبه مطمئن بالإيمان!
فيقال هذا غلط عظيم ، نحن نحكم بالظاهر، فإذا وجدنا شخصاً لا يصلي قلنا: هذا كافر بملئ أفواهنا، وإذا رأينا من يسجد للصنم قلنا: هذا كافر ونعينه ونلزمه بأحكام الإسلام فإن لم يفعل قتلناه، أما في أمر الآخرة فنعم لا نشهد لأحد معين لا جنة ولا بنار إلا من شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- أو جاء ذلك في القرآن."اهـ
[تفسير سورة المائدة:14/وجه:ب]
https://majles.alukah.net/t159267/-

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 11:35 AM
وأما الفاعل فلابد من النظر إلى حاله ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكون الأرض دار كفر ودار إيمان ودار فاسقين ليست صفة لازمة لها بل هي صفة عارضة بحسب سكانها وكل أرض سكانها المؤمنون المتقون هي دار أولياء الله في ذلك الوقت وكل أرض سكانها الكفار فهي دار كفر في ذلك الوقت وكل أرض سكانها الفساق فهي دار فسق في ذلك الوقت فإن سكنها غير من ذكرنا وتبدلت بغيرهم فهي دارهم وكذلك المسجد إذا تبدل بخمارة أو صار دار فسق أو دار ظلم أو كنيسة يشرك فيها بالله كان بحسب سكانه وكذلك دار الخمر والفسوق ونحوها إذا جعلت مسجدا يعبد الله فيها عز و جل كان






بحسب ذلك
وكذلك الرجل الصالح يصير فاسقا أو الفاسق يصير صالحا أو الكافر يصير مؤمنا أو المؤمن يصير كافراونحو ذلك كل بحسب انتقال الأحوال من حال إلى حال
إلى أن قال
فأحوال البلاد كأحوال العباد فيكون الرجل تارة مسلما وتارة كافرا وتارة مؤمنا وتارة منافقا وتارة برا تقيا وتارة فاسقا وتارة فاجرا شقيا وهكذا المساكن بحسب سكانها إلى آخر كلامه[يعنى شيخ الاسلام بن تيمبة]

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 11:40 AM
سئل الشيخ ابن باز –رحمه الله-

===================

“السائل : كثير من المنتسبين للسلفية يا شيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء فإذا وقع العامي على كلام كفر يقول له لا أنت ما تكفره ؟

الشيخ: إقامة الدليل يعني ، كل على حسب حاله .

السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر ؟

الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع ؟!

إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره ، مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، والدليل على كفرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر .

السائل: يمنعون يا شيخ العامي من التكفير!؟

الشيخ: العامي لا يكفِّر إلا بالدليل ، العامي ما عنده علم هذا المشكل ، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة ، هذا ما فيه شبهة ، ولو قال واحد : إن الزنا حلال ، لكفر عند الجميع ، عند العامة و إلى آخره ، هذا ما يحتاج أدلة ، أو قال : إن الشرك جائز، يجوز للناس أن يعبدوا غير الله ، هل أحد يشك في هذا ؟! هذا ما يحتاج أدلة ، لو قال : يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام و يعبدوا النجوم و يعبدوا الجن ،كفر ، التوقف في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي.

السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة !

الشيخ: يعلَّم ، الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .

السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟

الشيخ: يُحكم عليه بالشرك ، ويُعلَّم أما سمعت الله يقول :” أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا “

و قال جل وعلا :” وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ “.

ما وراء هذا تنديداً لهم ،نسأل الله العافية.”اهـ

من أجوبة الشيخ عند شرحه لكتاب كشف الشبهات.

سئل الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله-

========================

السائل : أحسن الله إليك ، الذي يطوف بالقبر ويطلب المدد ، هل نقول هذا كافر أم عمله كفر؟

الشيخ : نقول عملك كفر وهذا يقتضي كفرك أيضاً ، هذا معين عمل كفر، نقول هذا العمل كفر وهو كافر بعمله، ونطلق عليه أنك كافر بعملك مادام أنه صرف العبادة لغير الله، لو مات على هذه الحالة لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يرثه أقاربه المسلمون، وإذا لم يمت بانت منه زوجته، حتى ولو قالها ألف مرة، لأنه من جنس من صلى بلا وضوء، فلا تصح الصلاة بلا وضوء … ، هذا يقول لا إله إلا الله ولكن أفسدها وأبطل معناها باستجارته وطلبه المدد من غير الله ، لأن لا إله إلا الله تقتضي أنه لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله ، فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له ، والعبادة التي هو مستحق لها وحده هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، والله أعلم.

[شرح كشف الشبهات الشريط 2]-------------------

فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء :

=================

“س: هناك من يقول: كل من يتقيد برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة بالصلاة ولو سجد لشيخه لم يكفر ولم يسمه مشركا، حتى قال: إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلم في المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط، وقال: إن المشركين في هذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم إلى الجنة، وقال: إن أمة محمد لم يخلد فيهم أحد في النار.

ج: كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله. لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام؛ إعذارا إليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل

لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه . فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى: كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لا يغفر له ويخلد في النار؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقوله: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء------

سئل الشيخ صالح الفوزان :

======================

“الطالب : أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : هل التكفير حكم لكل أحد من صغار طلاب العلم أم أنه خاص بأهل العلم الكبار و القضاة؟

الشيخ : من يظهر منه الشرك : يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله ، يظهر ظهوراً واضحاً ، يذبح لغير الله ، ينذر لغير الله ، يستغيث بغير الله من الأموات ، يدعو الأموات ، هذا شركه ظاهر ، هذا شركه ظاهر ، فمن سمعه يحكم بكفره و شركه ، أما الأمور الخفية التي تحتاج إلى علم و إلى بصيرة هذه تُوكل إلى أهل العلم ، تُوكل إلى أهل العلم ، نعم .”اهـ من الشريط الرابع من شرح كشف الشبهات

“السائل : أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل هل يجب أن تقام الحجة على من أتى بناقض من نواقض الإسلام قبل أن يُكفر ؟ وإذا مات ولم تُقم عليه الحجة هل يجوز الترحم عليه؟

الشيخ : إذا كان الردة في الأمور الظاهرة كالشرك بالله عز وجل أو سب الله ورسوله هذه أمور ظاهرة ماهو بجاهل فيها يُحكم عليه بالردة ويستتاب فإن تاب وإلا قتل ، أما الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان فهذه لابد من البيان لا يحكم عليه بالردة حتى يبين له لأنه خفيت عليه ، نعم.” اهـ من درس تفسير المفصل بتاريخ 1428هـ

السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله ، الذي يعبد القبر ويصرف لصاحب القبر شيئاً من العبادة ، هل يُكفّر بعينه أم لابد من وجود شروط وانتفاء موانع؟

الشيخ: إذا بلغته الحجة ، بلغته الدعوة ، بلغه القرآن فلا عذر له ، {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:19] ، فمن بلغه القرآن وهو يفهم لغته ، عربي ، فإنه قامت عليه الحجة ، فيُحكم عليه بالكفر بعينه ، نعم ، بموجب فعله ، شركه ، وعبادته لغير الله مع أنه بلغه القرآن الذي ينهى عن الشرك ويأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، فيكون هو مقصر في كونه لم يتدبر القرآن ولم يتعلم القرآن ، نعم .”اهـ وهو من آخر كلام الشيخ في المسألة / الدرس الأول من شرح كتاب :”تجريد التوحيد المفيد للمقريزي” بتاريخ : 30-3-1431هـ ، الدقيقة : 58

“السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول : هل نكفر من سجد لصنم أو ذبح لقبر أو ننتظر حتى نقيم عليه الحجة ؟

الجواب : هو يكفر بهذا لكن أنت تحكم على فعله بالكفر وتكفره في الظاهر ثم بعد ذلك تناصحه فإن تاب وإلا فإنه يعتبر كافرا ظاهرا وباطنا، نعم . اهـ

[ شرح السنة للبربهاري – الشريط 8]“اهـ

الشيخ صالح الفوزان: عدم تكفير من يعبد القبور بعينه شبهة روجها في هذا الوقت المرجئة فلا تروج عليكم أبداً.

السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله، هل كل من يعبد القبور ويكون من أهل القبور يعد كافراً بعينه؟

الشيخ صالح الفوزان: عندك شك في هذا؟!!! الذي يعبد القبور ما يكون كافراً ؟!!! إذاً ما هو الشرك وما هو الكفر؟!! هذه شبهة روجها في هذا الوقت المرجئة ، روجها المرجئة، فلا تروج عليكم أبداً، نعم .

[من درس اليوم: الثلاثاء 28 جمادى الأول 1434 هجري الموافق لـ 9 أبريل 2013

الشيخ الفوزان: العذر بالجهل هذه خلوها غطاء الآن، خلوها غطاء، عذر كل من وقع في الشرك ووقع في الكفر يقولون هذا جاهل! مع أن القرآن يصدح الليل والنهار

السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله يقول: هناك من يقول إنه لابد من إقامة الحجة على عباد القبور

الشيخ: نعم لابد من قيام الحجة ، لكن الحجة قائمة بالقرآن العظيم الذي يتلى ويحفظونه ويرددونه ويسمعونه، وإلا ما فائدة القرآن إذن إذا صار أنه ما تقوم به الحجة؟!!! ما فائدته بين الناس؟!!! تقوم به الحجة (( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ))[الأنعام:19] ومن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، أما إن كان أعجمياً فإنه يترجم له معنى القرآن حتى تقوم عليه الحجة ويفهم، نعم.

السائل: يضيف حفظك الله يقول : ولا يقيم الحجة أي أحد بل لابد أن يقيمها العالم وليس كل عالم بل لابد أن يصدقه الجاهل ويثق به، فهل هذه القيود صحيحة؟

الشيخ: إيش يقول؟!

السائل: يقول إنه هناك من يقول: إنه لابد من قيام الحجة على عباد القبور ولايقيمها..

الشيخ: قامت الحجة، منذ أن نزل القرآن وهي قائمة، نعم.

السائل: ولا يقيم الحجة إلا أي أحد بل لابد أن يقيمها العالم..

الشيخ: يكفي القرآن يا أخي، يكفي القرآن ، هو يقرأ القرآن وهو عربي يفهم معنى اللغة العربية، يفهم معنى الكفر معنى الشرك، يفهم هذا، نعم، فهي قائمة الحجة عليه ببلوغ القرآن ، نعم، بلغته، نعم.

السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله هل مسألة العذر بالجهل تعتبر مسألة نازلة من النوازل لا يتكلم فيها إلا أهل العلم الكبار؟

الشيخ: العذر بالجهل هذه خلوها غطاء الآن، خلوها غطاء، عذر كل من وقع في الشرك ووقع في الكفر يقولون هذا جاهل! مع أن القرآن يصدح الليل والنهار في آذانهم ويسمعونه، إلى متى الجهل؟!!! نعم.

السائل: يقول في بلدتي قبوريون، فهل يلزمني أن أصرح لهم بأنهم كفار أم لي أن أوري عن هذا في سبيل أن أدعوهم؟

الشيخ: نعم ، بين لهم، بين لهم بحكمة ولين لعلهم يقبلون، لا تقول لهم أنتم كفار و أنتم مشركون=ينفرون منك ولكن قل لهم القرآن، الله قال كذا والرسول قال كذا، بين لهم بلطف و حكمة، نعم، لأنه قد يكون الإنسان فاهماً الموضوع وقائمة عليه الحجة لكن يكابر، بعضهم إذا أغضبته يكابر، فلا تأتيه بالعنف، نعم.

[درس الدر النضيد بتاريخ اليوم 11-05-1433هـ]
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( ( فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية وما عدا هذا من الذنوب التي هي دونه في المرتبة . والمفسدة لانكفر بها ) الدرر السنية (1/515 , 522) .---------- قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله ( أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم و لا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله ... )
و قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله ( بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع ( ) ولا يستغفر لهم وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة )------------ قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ ـ رحمه الله ـ : (من فعل الشرك فقد ترك التوحيد فإنهما ضدان لا يجتمعان ونقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان) . " منهاجُ التّأسيس صـ 12 "-------------- قال الشيخ ابا بطين (( كل من فعل اليوم ذلك عند المشاهد فهو مشرك كافر بدلالة الكتاب والسنة والإجماع ونحن نعلم أن من فعل ذلك ممن ينتسب إلى الإسلام أنه لم يوقعه في ذلك إلا الجهل ولو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد وأنه من الشرك الذي حرمه الله لم يقدموا عليه فكفّرهم جميع العلماء ولم يعذروهم بالجهل كما يقول بعض الضالين إن هؤلاء معذورون لأنهم جهال))

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 11:50 AM
يقول الشيخ الفوزان
وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنهم جهّال.
فنقول لهم: [كيف يكونون جهّال وهم يقرؤن القرآن وفيه النهي عن الشرك؟ والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل؟]
ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجة، قال تعالى {{وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}} [الأنعام:19]
فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفمه.
وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربية والبلاغة ومع هذا يعبد القبور.
هل هذا معذور بالجهل؟
وأكثر ما تكون هذه القبور والأضحرة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
فكيف تقولون: هؤلاء جهّال؟ إلى متى الجهل؟
لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجة.
فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن ويقرأ القرآن ويسمعه ويسمع كلام أهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم ويقرأ فيها القرآن صباحاً مساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
كيف يقال: إن هؤلاء ما بلغتهم الحجة..!؟ هؤلاء جهّال..!!
مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربية وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
*فالحاصل أنهم لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 12:04 PM
وانا اتحدى أى من هؤلاء الذين يعذرون هؤلاء القبوريين ان يذهب اليهم ويبين لهم - ولينظر ماذا يفعلون به فلربما قتلوه واتهموه انه يسب الاولياء والصالحين -ولقد حدث معى وبعض الاخوة وذهبنا لنبين الحق لبعضهم بالحكمة والموعظة الحسنة فكادوا يقتلوننا.... ولكن وجدناهم كما ذكر الله عنهم-وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ - أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (https://quran4all.net/ar/tafsir/2/38/5) - وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (https://quran4all.net/ar/tafsir/2/38/6) - مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (https://quran4all.net/ar/tafsir/2/38/7)

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 12:15 PM
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي : " فنحن وإن قلنا في صورةٍ من صور السؤال ونحوها : إنَّ هذا دعاءٌ لغير الله تعالى و عبادةٌ و شرك ، فليس مقصودُنا أن كلَّ من فعل ذلك يكون مشركًا ، وإنما يكون مشركًا مَنْ فَعَلَ ذلك غيرَ معذور،فأما من فعلها معذورًا ، فلعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم سبحان الله - أى خيرية وأى فضل أو تقوى مع الداعين العابدين غير الله- ألم يتركوا شئ من التقوى والفضل والخيرية لأهل التوحيد ؟؟؟ سبحان الله
هل تغيرت سنن الله فيمن إرتكب الشرك؟ واصبح باسلوب الترجى لعل - قد يكون
من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم اذا نظرت الى واقع هؤلاء من الداعين العابدين غير الله فى الموالد والاضرحة التى تعبد من دون الله وما يفعلونه من الشرك وتوابع هذا الشرك من الفواحش والكبائر والمنكرات لعلمت انهم شرار الخلق

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-24, 02:04 PM
سبحان الله - أى خيرية وأى فضل أو تقوى مع الداعين العابدين غير الله- ألم يتركوا شئ من التقوى والفضل والخيرية لأهل التوحيد ؟؟؟ سبحان الله
هل تغيرت سنن الله فيمن إرتكب الشرك؟ واصبح باسلوب الترجى لعل -
كلام المعلمي اليماني رحمه واضح وصريح وهو في من فعل الشرك جهلا، ولا يفضل بحال المشرك على المؤمن، حتى يقال تغيرت سنن الله ونحوه !!!

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-24, 02:18 PM
هل تغيرت سنن الله فيمن إرتكب الشرك؟ واصبح باسلوب الترجى لعل - قد يكون اذا نظرت الى واقع هؤلاء من الداعين العابدين غير الله فى الموالد والاضرحة التى تعبد من دون الله وما يفعلونه من الشرك وتوابع هذا الشرك من الفواحش والكبائر والمنكرات لعلمت انهم شرار الخلق
وهنا مكمن الخطأ، لا نسوي أبدا بين الداعي للشرك العالم به، وبين الجاهل الذي لا يعلم أن هذا شركا في الأساس، لذا ألخص ما أدين الله به في هذه المسألة لأني وجدت تقولا كثيرا:
لا أقول بالعذر مطلقا، ولا بعدمه مطلقا، وإنما في ما يعلم أن مرتكب الشرك وفاعله بالفعل جاهل به، وإذا قيل له هذا شرك بالله، قال أعوذ بالله لا أدري، أو لا أعلم واستغفر الله من فعلي، فهذا معذور بجهله، أما مدعي الجهل بالواضح البين، أو المصر أو الداعي له بعلم؛ فلا عذر له، والله أعلم.
فالعذر بالجهل يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والمسائل، والضابط الإجمالي الذي يلخص ذلك ويقربه ما ذكره السيوطي بقوله: (كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس، لم يقبل، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة يخفى فيها مثل ذلك: كتحريم الزنا، والقتل، والسرقة والخمر، والكلام في الصلاة، والأكل في الصوم والقتل بالشهادة إذا رجعا، وقالا تعمدنا، ولم نعلم أنه يقتل بشهادتنا، ووطء المغصوبة، والمرهونة بدون إذن الراهن، فإن كان بإذنه قبل مطلقا، لأن ذلك يخفى على العوام).
فليس كل جهل يعد صاحبه معذورا، وإلا فلو عذر كل جاهل، لكان الجهل خيرا وأنفع لصاحبه من العلم!
جاء في المنثور للزركشي: (إعذار الجاهل من باب التخفيف، لا من حيث جهله، ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه: (لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم، إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف ويريح قلبه من ضروب التعنيف، فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ والتمكين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
فهناك مسألة مهمة تتعلق بالعذر بالجهل وهي قضية وجوب التعلم، والإثم بالتفريط في طلب العلم الواجب، فمن قصر في التعلم الواجب فقد نص بعض العلماء على أن جهله لا يكون عارضًا مؤثرًا في عدم مؤاخذته، بل يؤاخذ بهذا الجهل لتقصيره في دفعه بالتعلم, قال القرافي في الفروق: (لأن القاعدة الشرعية دلت على أن كل جهل يمكن المكلف دفعه لا يكون حجة للجاهل, فإن الله تعالى بعث رسله إلى خلقه برسائله, وأوجب عليهم كافة أن يعلموها ثم يعملوا بها, فالعلم والعمل بها واجبان, فمن ترك التعلم والعمل وبقي جاهلًا فقد عصى معصيتين لتركه واجبين, وإن علم ولم يعمل فقد عصى معصية واحدة بترك العمل, ومن علم وعمل فقد نجا).
وفصل بعض العلماء فقالوا بإمكان الإعذار بالجهل، مع التأثيم بالتفريط في طلب العلم الواجب، جاء في البحر المحيط للزركشي: (مسألة: إذا فعل المكلف فعلا مختلفا في تحريمه غير مقلد لأحد، فهل نؤثمه، بناء على القول بالتحريم، أو لا بناء على التحليل، مع أنه ليس إضافته لأحد المذهبين أولى من الآخر، ولم يسألنا عن مذهبنا فنجيبه).
قال القرافي: (لم أر فيه نصا، وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ يقول إنه آثم، من جهة أن كل أحد يجب عليه أن لا يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله فيه، وهذا أقدم غير عالم فهو آثم بترك التعلم، وأما تأثيمه بالفعل نفسه، فإن كان مما علم في الشرع قبحه أثمناه، وإلا فلا).
وقال ابن عثيمين: (ولهذا نقول: كل إنسان فعل شيئاً محرماً جاهلاً به فإنه ليس عليه إثم، ولا يترتب عليه عقوبة، لأن الله تعالى أرحم من أن يعذب من لم يتعمد مخالفته ومعصيته، ولكن يبقى النظر إذا فرط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاوناً، ورأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث، فهذا قد يكون آثماً، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق، وقد يكون غير معذور في هذه الحال، وقد يكون معذوراً إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً، فالخلاصة إذاً: أن الإنسان يعذر بالجهل، لكن لا يعذر في تقصيره في طلب الحق).
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ابن محمود
2020-04-24, 05:50 PM
يا ابا البراء
ذكرت في المشاركة الاحالة علي كتاب اشكالية الاعذار بالجهل ومؤلفه نسب لابن تيمية القول بعذر الرافضي الذي يكفر عامة الصحابة ويصفهم بالردة ويرمي ام المؤمنين بالفاحشة ويعتقد بتحريف القران وان الائمة يعلمون الغيب وغير ذلك من طوامهم بل كتب بحثا في ذلك
وهذا يتناقض مع قولك أما مدعي الجهل بالواضح البين... فلا عذر له

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-24, 06:39 PM
يا ابا البراء
ذكرت في المشاركة الاحالة علي كتاب اشكالية الاعذار بالجهل ومؤلفه نسب لابن تيمية القول بعذر الرافضي الذي يكفر عامة الصحابة ويصفهم بالردة ويرمي ام المؤمنين بالفاحشة ويعتقد بتحريف القران وان الائمة يعلمون الغيب وغير ذلك من طوامهم بل كتب بحثا في ذلك
وهذا يتناقض مع قولك أما مدعي الجهل بالواضح البين... فلا عذر له

أنا لم أقرأ الكتاب الذي أشرت إليه كاملا، وبالتالي لم أقف على ما أشرت إليه، فلا علم لي به، والإحالة إلى الكتاب لست مني وإنما أشار إليها من كتب في موقع الإسلام سؤال وجواب، وهذا ليس تنصلا وإنما للعلم، ومجرد الإحالة على كتاب لا يعني بالمرة الرضى بكل ما فيه، والله أعلم.

أبو البراء محمد علاوة
2020-04-24, 06:48 PM
يا ابا البراء
ذكرت في المشاركة الاحالة علي كتاب اشكالية الاعذار بالجهل ومؤلفه نسب لابن تيمية القول بعذر الرافضي الذي يكفر عامة الصحابة ويصفهم بالردة ويرمي ام المؤمنين بالفاحشة ويعتقد بتحريف القران وان الائمة يعلمون الغيب وغير ذلك من طوامهم بل كتب بحثا في ذلك
وهذا يتناقض مع قولك أما مدعي الجهل بالواضح البين... فلا عذر له
حبذا لو تدلني على كلامه أكون لك من الشاكرين ، وهذا ليس تشكيكا في صدق قولك، وإنما لزيادة اليقين عندي، بارك الله فيكم.

ابن أمارة
2020-04-24, 07:38 PM
وإنما في ما يعلم أن مرتكب الشرك وفاعله بالفعل جاهل به، وإذا قيل له هذا شرك بالله، قال أعوذ بالله لا أدري، أو لا أعلم واستغفر الله من فعلي،

ونحن لم نختلف معك انه معذور وسنعذره ، ولكن هذا في انزال العقوبة عليه ، ام انه يخطر ببالك انه اذا قال ذلك وتحققنا سنحده ، ولكن الاختلاف ان اسمه كان مشركا، وليس مسلما بعدما فعل الشرك ، فتدبر ، وانت في باب الاسماء هذا ابدا لن تستطيع ان تكون مطردا في هذا القول ، وشططا شرعا وعقلا وعرفا ان لا يتنزل اسم الفاعل علي من يباشر الفعل او باشره ، فلماذا اذن في فعل الشرك ؟
ثم كيف حال الداعي الي الشرك ، وهو جاهل بما يدعو اليه وانه شرك ؟

ثم كيف نفرق ونحن لنا الحكم بالظاهر بين من يدعي الجهل ، والجاهل حقا ؟
وكيف نفرق بين مفرط في طلب المفروض عليه من العلم ومن لم يفرط ؟
ثم هل العلم بلا اله الا الله وما ينقضها مما هو مفروض عندك العلم به ام لا ؟
وهل المقصر في تعلمها وتعلم التوحيد مؤاخذ ان وقع فيما ينقضها بعد تقصيره ام لا ؟
انتظر الاجابة

ابن محمود
2020-04-24, 07:39 PM
انظر الكتاب المذكور ص 48 و 49
اما البحث الذي اشار اليه فهو منشور في هذا المجلس بعنوان تحرير مذهب ابن تيمية في حكم الرافضة
وقد اعترض عليه بعض الاعضاء فقال
ومع احترامي لكل من خالف في النتيجة التي توصل إليها البحث , إلا أنني قد لاحظت أن قراءة عدد منهم لم تسلم من إشكالين , وهما : 1- عدم التجرد من التأثر بالموقف السابق على القراءة للبحث , 2- عدم إتمام القراءة لكل كلام ابن تيمية , وعدم اعتبار الجمع بين متفرقه .
والذي يدل على صحة ما ذكرت الاعتراضات التي ذكروها على البحث , وهي في مجملها ترجع إلى :
1- أن كلام ابن تيمية الذي يقتضي عدم كفر أعيان الرافضة هو في الرافضة الذين لم يقعوا في المكفرات بمعنى : أنه في الرافضة السابة وليس في كل الرافضة , والرافضة المعاصرون ليسوا من السابة بل عندهم من المكفرات الشنيعة ما الله به عليم ,كالقول بتحريف القرآن والتكفير لأعلام الصحابة وكالاستغاثة بالقبور , إذن فكلام ابن تيمية لا ينطبق على الرافضة المعاصرين , لأن الرافضة في عصره لم يقعوا في هذه المكفرات .
( ثم ذكر ذكر ثلاثة اعتراضات واجاب عن الاول بقوله )
ولو قُرأ كل البحث بهدوء لتبين أن كل هذه الاعتراضات المذكورة لا ترد على البحث , وهذا يتبن بعدة وقفات .
الأولى : أن من يتأمل كلام ابن تيمية يدرك أنه يتكلم عن الرافضة الذين وقـعوا في المكفرات كالاشتغاثة بالقبور وغيرها :
1 - ومما يدل من كلامه على هذا ما ذكرته في الأمر الثاني في البحث وهو قوله :" وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم , والصحيح : أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر , وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا , وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع , لكن تكفير الواحد المعين منهم , والحكم بتخليده في النار , موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والتكفير والتفسيق , ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له "( ) , فهذا نص من ابن تيمية على ما يعتقده هو في الرافضة , وأنه لا يكفرهم بمجرد كونهم رافضة - مع أنه نص على أنهم وقعوا في المكفرات - بل لا بد من توفر شروط وانتفاء موانع , ولهذا قرر هنا أن أقوالهم كفر , وأما أعيانهم فليسوا كفارا , فقد فرق بين أقوالهم وبين حكمهم في أنفسهم .
فقد نص في هذا القول على أن كلامه في الرافضة الذين وقعوا فيما هو كفر , ونص على أنه لا يكفرهم , وابن تيمية نص في مواطن أخرى من كتبه كالصارم وغيره على الكفريات التي وقع فيها الرافضة كتكفير عموم الصحابة إلا قليلا منهم والاشتغاثة بالقبور ....
فكيف يصح لنا مع هذا التصريح أن نقول إن كلامه في الرافضة السابة , أو نقول إن كلامه لا ينطبق على الرافضة المعاصرين , فهل استجد عند المعاصرين منهم كفريات أشنع من القول ((((((بتحريف القرآن أو القول بتكفير عموم الصحابة )))))إلا قليلا أو الاستغاثة بالقبور .

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 08:15 PM
كلام المعلمي اليماني رحمه واضح وصريح وهو في من فعل الشرك جهلا، ولا يفضل بحال المشرك على المؤمن، حتى يقال تغيرت سنن الله ونحوه !!!
نعم بارك الله فيك اخى -ابو البراء كلامه واضح صريح هو فضله فى حال عبادته غير الله مع الجهل- كلامه واضح وضوح الشمس
ولا يفضل بحال المشرك على المؤمن هو يُفَضِّلْه فى حال عذره و واضح جدا يقول
وإنما يكون مشركًا مَنْ فَعَلَ ذلك غيرَ معذور،فأما من فعلها معذورًا ، فلعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم هل هذا يحتاج الى جدال-من هم خيار عباد الله-من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم
ما ذكره لك اخى -ابو البراء نقطة فى بحر لا سحال له من الدفاع والجدال والتماس الاعذار لعباد القبور والاوثان الجهال- إن اردت المزيد من دفاعهم وجدالهم عن عباد القبور والاوثان الجهال- اتيتك بالبحر الذى لا ساحل له من المقالات-

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 08:40 PM
لا أقول بالعذر مطلقا، ولا بعدمه مطلقا، وإنما في ما يعلم أن مرتكب الشرك وفاعله بالفعل جاهل به، وإذا قيل له هذا شرك بالله، قال أعوذ بالله لا أدري، أو لا أعلم واستغفر الله من فعلي، فهذا معذور بجهله، أما مدعي الجهل بالواضح البين، أو المصر أو الداعي له بعلم؛ فلا عذر له، والله أعلم.
للعلم اخى -ابو البراء- انا اعذر المشرك الجاهل الذى لم تقم عليه الحجة الرسالية وليس الخلاف فى هذا وقد بينت معترك الخلاف-الخلاف فى جعل العابد لغير الله فى زمرة اهل التوحيد كيف يجتمع الشرك الاكبر مع الاسلام- هل الشرك الاكبر اذا فعله النصرانى الجاهل كان قبحيا - واذا فعله عباد القبور المنتسبين للاسلام بجهل نقول لعله يكون من خيار الامة وافضلهم واتقاهم

فالعذر بالجهل يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والمسائل، والضابط الإجمالي الذي يلخص ذلك ويقربه ما ذكره السيوطي بقوله: (كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس، لم يقبل، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة يخفى فيها مثل ذلك: كتحريم الزنا، والقتل، والسرقة والخمر، والكلام في الصلاة، والأكل في الصوم والقتل بالشهادة إذا رجعا، وقالا تعمدنا، ولم نعلم أنه يقتل بشهادتنا، ووطء المغصوبة، والمرهونة بدون إذن الراهن، فإن كان بإذنه قبل مطلقا، لأن ذلك يخفى على العوام).
فليس كل جهل يعد صاحبه معذورا، وإلا فلو عذر كل جاهل، لكان الجهل خيرا وأنفع لصاحبه من العلم!
جاء في المنثور للزركشي: (إعذار الجاهل من باب التخفيف، لا من حيث جهله، ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه: (لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم، إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف ويريح قلبه من ضروب التعنيف، فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ والتمكين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
فهناك مسألة مهمة تتعلق بالعذر بالجهل وهي قضية وجوب التعلم، والإثم بالتفريط في طلب العلم الواجب، فمن قصر في التعلم الواجب فقد نص بعض العلماء على أن جهله لا يكون عارضًا مؤثرًا في عدم مؤاخذته، بل يؤاخذ بهذا الجهل لتقصيره في دفعه بالتعلم, قال القرافي في الفروق: (لأن القاعدة الشرعية دلت على أن كل جهل يمكن المكلف دفعه لا يكون حجة للجاهل, فإن الله تعالى بعث رسله إلى خلقه برسائله, وأوجب عليهم كافة أن يعلموها ثم يعملوا بها, فالعلم والعمل بها واجبان, فمن ترك التعلم والعمل وبقي جاهلًا فقد عصى معصيتين لتركه واجبين, وإن علم ولم يعمل فقد عصى معصية واحدة بترك العمل, ومن علم وعمل فقد نجا).
وفصل بعض العلماء فقالوا بإمكان الإعذار بالجهل، مع التأثيم بالتفريط في طلب العلم الواجب، جاء في البحر المحيط للزركشي: (مسألة: إذا فعل المكلف فعلا مختلفا في تحريمه غير مقلد لأحد، فهل نؤثمه، بناء على القول بالتحريم، أو لا بناء على التحليل، مع أنه ليس إضافته لأحد المذهبين أولى من الآخر، ولم يسألنا عن مذهبنا فنجيبه).
قال القرافي: (لم أر فيه نصا، وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ يقول إنه آثم، من جهة أن كل أحد يجب عليه أن لا يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله فيه، وهذا أقدم غير عالم فهو آثم بترك التعلم، وأما تأثيمه بالفعل نفسه، فإن كان مما علم في الشرع قبحه أثمناه، وإلا فلا).
وقال ابن عثيمين: (ولهذا نقول: كل إنسان فعل شيئاً محرماً جاهلاً به فإنه ليس عليه إثم، ولا يترتب عليه عقوبة، لأن الله تعالى أرحم من أن يعذب من لم يتعمد مخالفته ومعصيته، ولكن يبقى النظر إذا فرط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاوناً، ورأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث، فهذا قد يكون آثماً، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق، وقد يكون غير معذور في هذه الحال، وقد يكون معذوراً إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً، فالخلاصة إذاً: أن الإنسان يعذر بالجهل، لكن لا يعذر في تقصيره في طلب الحق).
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. انا لا اختلف معك فى هذا على الاطلاق--موضع الخلاف - هو انه لا يمكن وصف العابد لغير الله بالاسلام وفيما سبق وضحت ذلك
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله رحمه الله :
" وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ؛ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ.
أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ: ( اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى ) ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ : ظَالِمٌ ، وَطَاغٍ ، وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ ، وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمٍّ للأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ، [ لكن ] لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) .
وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ ) ؛ فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ .
فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ...
وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ ، يُقَالُ : جَاهِلِيَّة ، وَجَاهِل ، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
وَأَمَّا التَّعْذِيبُ : فَلَا .
وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى ) ، وَقَالَ : ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) " .
" انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 37-38) .
قال الشيخ صالح الفوزان
وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنهم جهّال.
فنقول لهم: [كيف يكونون جهّال وهم يقرؤن القرآن وفيه النهي عن الشرك؟ والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل؟]
ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجة، قال تعالى {{وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}} [الأنعام:19]
فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفمه.
وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربية والبلاغة ومع هذا يعبد القبور.
هل هذا معذور بالجهل؟
وأكثر ما تكون هذه القبور والأضحرة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
فكيف تقولون: هؤلاء جهّال؟ إلى متى الجهل؟
لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجة.
فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن ويقرأ القرآن ويسمعه ويسمع كلام أهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم ويقرأ فيها القرآن صباحاً مساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
كيف يقال: إن هؤلاء ما بلغتهم الحجة..!؟ هؤلاء جهّال..!!
مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربية وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
*فالحاصل أنهم لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 09:07 PM
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي : " وهذا عام في كل ما أخطأ فيه المؤمنون من الأمور العملية والأمور الخبرية " انتهى من "الإرشاد إلى معرفة الاحكام" ص 208.
وقال الشيخ ابن عثيمين : " والجهل ـ بلا شك ـ من الخطأ ، فعلى هذا نقول : إذا فعل الإنسان ما يُوجب الكفر ، من قول أو فعل ، جاهلاً بأنه كفر ، أي : جاهلاً بدليله الشرعي، فإنه لا يكفر" انتهى من "الشرح الممتع" (14/449) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( قَدْ فَعَلْت) ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْخَطَأِ الْقَطْعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ ... فَمَنْ قَالَ : إنَّ الْمُخْطِئَ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ يَأْثَمُ ، فَقَدْ خَالَفَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ الْقَدِيمَ" انتهى من "مجموع الفتاوى" (19/210).
وقال: " هَذَا مَعَ أَنِّي دَائِمًا وَمَنْ جَالَسَنِي يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنِّي: أَنِّي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نَهْيًا عَنْ أَنْ يُنْسَبَ مُعَيَّنٌ إلَى تَكْفِيرٍ وَتَفْسِيقٍ وَمَعْصِيَةٍ ، إلَّا إذَا عُلِمَ أَنَّهُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية ، الَّتِي مَنْ خَالَفَهَا كَانَ كَافِرًا تَارَةً ، وَفَاسِقًا أُخْرَى ، وَعَاصِيًا أُخْرَى ، وَإِنِّي أُقَرِّرُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَطَأَهَا : وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ ".
انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/229) . اذا انظر هذه الاجماعات وقارن بينها وبين ما ذكر ليتبين لك انها فى المسائل الخفية ودائما اقول اكمل كلام شيخ الاسلام فى المسائل القطعية والظنية لان شيخ الاسلام لا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال كلام شيخ الاسلام فى المسائل الخفية وليس فى المسائل الظاهرة وقد وضحت ذلك مرارا وتكرار- انظر كلام ائمة الدعوة النجدية الذين اخذوا العلم جيلا بعد جيل عن علم الهداة الاعلام شيخ الاسلام والمسلمين مجدد الملة والدين
قال الشيخ الامام عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله :" فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولاً أو مجتهداً مخطئاً أو مقلداً أو جاهلاً - معذوراً - ، مخالف للكتاب والسنة والإجماع إ . هـ [ رسالة الإنتصار لحزب الله الموحدين ]
-قال ابا بطين في الدرر السنية ج12 ص 69 ((فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله ، فمن الذي لا يُعذر ؟! ولازم هذه الدعوى : أنه ليس لله حجة على أحد إلاَّ المعاند ، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله ، بل لا بُد أن يتناقض ، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو شك في البعث ، أو غير ذلك من أصول الدين ، والشاك جاهل . والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد : أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه ، نطقاً ، أو فعلاً ، أو شكاً ، أو اعتقاداً ، وسبب الشك الجهل . ولازم هذا : أنّا لا نُكفر جهلة اليهود والنصارى ، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم ، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار ، لأنّا نقطع أنهم جُهال ، وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو شك في كُفرهم ، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال ))-------
قال عبد الرحمن أبو بطين مفتي الديار النجدية (( ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفياً وإثباتاً عاب ذلك، وقال لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم، فيقال له بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفر، ولا عذر للمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد لأنه أصل الأصول، فمن لم يعرف المعروف وينكر المنكر فهو هالك، لاسيما أعظم المعروف وهو التوحيد وأكبر المنكرات وهو الشرك )) عقيدة الموحدين رسالة (الانتصار لحزب الله الموحدين)
بل نقل إجماع العلماء على هدم جواز التقليد في التوحيد و الرسالة فقال كما في الدرر السنية ج 10 ص 399 ((والله سبحانه إنما افترض على الخلق طاعته، وطاعة رسوله، وأمرهم أن يردوا إلى كتابه وسنة رسوله، ما تنازعوا فيه، وأجمع العلماء على أنه لا يجوز التقليد ، في التوحيد والرسالة ))-----قال أبا بطين في الدرر السنية ج 12 ص 72 و 73 وفي مجموعة الرسائل ج 1 ص 659 (( فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولا أو مُجتهدا أو مخطئا أو مقلدا أو جاهلا ؛ معذور، مُخالف للكتاب والسنة والإجماع بلا شك، مع أنه لا بد أن ينقض أصله، فلو طرد أصله؛ كفر بلا ريب، كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك))---------نقل ابا بطين عن ابن جرير عند تفسير قولة تعالى(فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) قال ابن جرير وهذا يدل على أن الجاهل غير معذور ) الدرر 10/392-------- --
قال الشيخ أبا بطين في مجموعة الرسائل و المسائل ج1 ص655 (( إنّ فعل مشركي الزمان عند القبور من دعاء أهل القبور وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات و الذبح والنذر لهم ، وقولنا إنّ هذا شرك أكبر وإنّ من فعله فهو كافر ، والذين يفعلون هذه العبادات عند القبور كفّار بلا شكّ ، وقول الجهال إنّكم تكفرون المسلمين فهذا ما عرف الاسلام ولا التوحيد ، والظاهر عدم صحّة إسلام هذا القائل فإنّ من لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم ))---------------- قال الشيخ أبا بطين . مجموعة الرسائل ج1/ القسم 3/ص 655 (( فيمن قال إنكم تكفرون المسلمين وحقيقته أنه يعبد غير الله إن القائل ما عرف الإسلام ولا التوحيد والظاهر عدم صحة إسلام هذا القائل لأنه لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم)).
و قال عبد الله بن عبدالرحمن أبا بطين في الرسائل و المسائل النجدية ج 1 ص 659 ((وأما من يقول: إن من تكلم بالشهادتين؛ ما يجوز تكفيره. فقائل هذا القول لا بد أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله في مثل من أنكر البعث، أو شك فيه؛ مع إتيانه بالشهادتين، أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله تعالى في كتابه. أو قال: الزنا حلال، أو اللواط، أو الربا، ونحو ذلك، أو أنكر مشروعية الأذان أو الإقامة أو أنكر الوتر أو السواك، ونحو ذلك؛ فلا أظنه يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم إلا أن يكابر، أو يعاند؛ فإن كابر أو عاند؛ فقال: لا يضر شيء من ذلك، ولا يكفر به من أتى بالشهادتين؛ فلا شك في كفره، ولا في كفر من شك في كفره ))

و قال عبد الرحمن أيضا في الدرر السنية ج 11 ص 479-482 ((وقال العلامة أبن القيم تعالى، أيضاً: في طبقات الناس - من هذه الأمة وغيرها - الطبقة السابعة عشرة: طبقة المقلدين... وقد أخبر الله في القرآن، في غير موضع، بعذاب المُقلدين لأسلافهم من الكفار، وأنهم يتحاجّون في النار، وأن الأتباع يقولون: {ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون} [الأعراف/38]، انتهى ملخصاً... وهذا كلام شيخ الإسلام ، في المنهاج، يطابق ما قد أسلفناه عنه في هذا الجواب: وأشهر الناس بالردّة، خصوم أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وأتباعه، كمسيلمة الكذاب، وأتباعه، وغيرهم. ومن أظهر الناس ردّة: الغالية الذين حرَّقهم علي رضي الله عنه بالنار، لمّا ادعوا فيه الإلهية؛ والسبئية أتباع عبد الله بن سبأ، الذي أظهر سبّ أبي بكر وعُمر. وأول من ظهر عنه دعوة النبوة، من المنتسبين إلى الإسلام: المختار بن أبي عُبيد، وكان من الشيعة فعُلم: أن أعظم الناس ردّةً، هم في الشيعة أكثر منهم في سائر الطوائف؛ ولهذا لا يُعرف أسوأ ردّة من ردّة الغالية، كالنُصيريه، ومن ردّة الإسماعيليه الباطنية ونحوهم انتهى. ومن المعلوم: أن كثيراً من هؤلاء جُهال، يظنون أنهم على الحق، ومع ذلك حكم بن تيمية بسوء ردتهم ))
وأشهر الناس بالردّة،....كمسيل مة الكذاب، وأتباعه، وغيرهم......الغالي ة الذين حرَّقهم علي رضي الله عنه بالنار، لمّا ادعوا فيه الإلهية................ .والسبئية............. كالنُصيريه، ومن ردّة الإسماعيليه الباطنية ونحوهم ...........ومن المعلوم: أن كثيراً من هؤلاء جُهال ، يظنون أنهم على الحق، ومع ذلك حكم بن تيمية بسوء ردتهم فهل جميع هؤال عند اصحاب العذر بالجهل معذورون

محمدعبداللطيف
2020-04-24, 09:15 PM
قال الشافعي رضي الله عنه: (لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم، إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف ويريح قلبه من ضروب التعنيف، فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ والتمكين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
نعم بارك الله فيك هذه هى الخلاصة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخى الفاضل -ابو البراء - هذا الحوار للافادة والاستفادة من الاخوة الافاضل لا شئ فوق ذلك الا مدارسة العلم عن طريق الحوار والنقاش بارك الله فى الجميع

محمدعبداللطيف
2020-04-26, 01:49 PM
ثبوت وصف الشرك مع الجهل


قبل قيام الحجة


السـؤال:
لا يخفى عليكم ما ابْتُلِيَتْ به هذه الأمّةُ بوقوعها في أكبر الذنوب وهو الشرك بالله جلّ وعلا، وفي مدينتنا لا تكاد تجد بيتًا يخلو من التعلّق في الصالحين والاعتقادِ فيهم ببعض خصائصِ الربوبيةِ، والتقرّبِ إليهم بأنواعٍ من العبادة، وذلك عن جهلٍ وكثرةِ دُعاة الضلالة إلى ذلك.
وسؤالنا: هل يُحكم على هؤلاء بعينهم أنهم مشركون ويعامَلون معاملتَهم؟ وهل إذا ماتوا على ذلك يجوز الترحّم عليهم والدعاء لهم؟ أفيدونا، وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فلا ترتفعُ صفةُ الشِّركِ على المتلبِّسِ بالشرك الأكبرِ، وتثبتُ مع الجهل قبل قيام الحُجَّة الرِّسالية وبعدَها؛ لأنّ عبادةَ غيرِ اللهِ لا توجد مع الإسلام البتة، ولا توجد إلاّ من مُشركٍ وإن كان مُصرّحًا بالإسلام، ومعنى ذلك أنّ مَنْ عَبَدَ اللهَ تعالى وعَبَدَ معه إلهًا آخَرَ لم يكن مُسلمًا، ومَن لَمْ يَعْبُدْهُ بل استكبرَ عن عبادته لم يكن مُسلمًا، فالمشركُ ليس من عِداد المسلمين؛ لأنّ دِينَ الإسلام الذي ارتضاه اللهُ وبعثَ به رُسُلَهُ هو الاستسلام لله وحده، والخضوعُ له وحده لعبادته دون ما سواه؛ ذلك لأنّ الناس على صِنفين: إمّا موحّد لا يعبد إلاّ الله وحده لا شريك له، وإمّا مُشركٌ يعبدُ غيرَ اللهِ تعالى، وليس في بني آدمَ قسم ثالث، فكلّ من قدّم شيئًا لغير الله ممَّا لا يكون إلاّ لله من خصائص الإلهية فليس ممَّن عَبَدَ اللهَ مُخلصًا له الدِّين، وإذا لم يكن مُوحِّدًا كان مُشركًا ولا ثالث لهما، وقد ذَكَرَ ابنُ القيِّم -رحمه الله- في معرِض قوله تعالى: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ [البقرة: 130]، أنّ الله تعالى قسم الخلائق قسمين: سفيهًا لا أَسْفَهَ منه، ورشيدًا؛ فالسفيهُ من رَغِبَ عن مِلَّتِهِ إلى الشِّرك، والرشيدُ من تَبَرَّأَ من الشِّرك قولاً وعملاً وحالاً فكان قولُه توحيدًا، وعملُه توحيدًا، وحالُه توحيدًا، ودعوتُه توحيدًا. فالمعرِضُ عن التوحيد مُشرك شاءَ أم أبى، والمعرِض عن السُّنَّة مُبتَدِعٌ ضالٌّ شاء أم أبى(١).
هذا، وينبغي أن يعلم أنّ ثبوت صفة الشرك قبل قيام الحُجَّة عليه له حكم يختلف عنه بعد قيام الحُجَّة، فصاحبُ الشِّرْكِ قَبْلَ قيام الحُجَّة مُشركٌ لكن لا يستحقُّ صاحبُه العقوبةَ في الدَّارَيْنِ: القتل في الدنيا، والخلود في النار في الآخرة، وهذا إنما يكون للمشرِك بعد قيام الحجَّة الرِّسالية؛ لأنّ العقوبةَ والعذابَ متوقّفٌ على بلاغ الرسالة لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: 15]، فالشركُ ثابتٌ في كِلتا الحالتين: قبل البلاغ وبعده، غير أنه من لم تبلغه الحُجَّة الرِّسالية فشركه غير معذّب عليه؛ لأنه «لاَ تَكْلِيفَ إِلاَّ بِشَرْعٍ»، «وَالشَّرْعُ يَلْزَمُ بِالبَلاَغِ مَعَ انْتِفَاءِ المُعَارِضِ»، وأهله قبل بلوغ الحُجَّة ليسوا بموحِّدين.
فالحاصـل: إنّ مَنْ لَمْ تبلغْهُ الدعوةُ والحُجَّة الرِّساليةُ وكان متلبِّسًا بالشرك الأكبر فمعذورٌ لعدم البلاغ لا لمجرّد الجهل، إذ لا يعذر في أصول الإيمان بجهله، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»، فمن لم تبلغه الدعوةُ [ولم يتمكن منها]بحالٍ ولا سمع بها بخبر فينتفي عنهم الكفر باعتبار ما يترتَّب عليه من العقوبة في الدارين -كما تقدّم- غير أنه لا يُحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مُسَمَّى المسلمين؛ لأنّ الشرك يصدق عليهم واسمه يتناولهم ولا يبقى إسلام مع مناقضة قاعدته الكبرى شهادة: «أن لا إله إلاّ الله»؛ فشأنهم كشأن أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميّزوا شيئًا فينتفي عنهم الشرك باعتبار أنه لا يترتَّب عليهم من العقوبة في الدارين غير أنهم مشركون في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم.
أمّا مَنْ بلغته الحُجَّة الرِّسالية -خاصّة ممّن يعيش في البلدان الإسلامية- فإنّ وصف الشِّرك يثبت في حقّه بمجرّد فِعله ويستحقّ الوعيد بالعذاب ولا عُذر له بالجهل بأصول الإيمان، -لِمَا تقدَّم من حديث أبي هريرة السابق- ولا علاقةَ ترابطية بين حُكم الشِّرك ونفي العذاب، فكلُّ مُعذّب في الدارين فهو مُشرك، وليس كلّ مشركٍ معذّبًا إلاّ بعد قيام الحجّة الرسالية.
هذا، .......
والواجب على المسلم بُغْضُ الشِّركِ وأهلِْهِ بلا محبّةٍ فيه ويوافق ربَّه فيما يَسخَطُه ويكرهه ولا يرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات، فيتبرّأ منها على وجه الملازمة والاستمرار[الشيخ فركوس]

ابن أمارة
2020-05-11, 03:04 AM
انتظر الاجابة
!!!؟؟؟

أحمد عامري
2020-05-14, 01:25 AM
الأخوة الكرام ..جزاكم الله خيرا على إثراء الموضوع وعلى هدوء المناقشة والأدب الجم ..بارك الله فيكم جميعا
من المعلوم أن من يعذر في مسائل التوحيد والشرك ثلاثة 1- من نشأ في بادية 2_ حديث العهد بالإسلام 3_ الجهل في المسائل الخفية
وسؤالي ..من عاش في (قرية )من بلاد المسلمين وفي بعض فترات الجهل ..هو يصلي ويصوم ..الخ ويفعل بعض الشركيات ظنا منه أنه من الدين أو هكذا وصل إليه الإسلام
هل يعتبر مثل من وصل إليهم الدين (مشوشا )أم لا ؟ وبالتالي يعذر في الآخرة ؟
ملحوظة : بعض الناس إذا رأى مثل هذه المسائل أول ما يخطر بباله الخوارج ..وهذا خطير لأن( الإيمان والكفر ) أحكام شرعية وليس فكر بشري .!!
يرجى مراجعة منهاج السنة 247/5 ليرى كيف يتعامل الصحابة مع الخوارج بلا غلو أو ظلم لأحد في زمانهم ..

محمدعبداللطيف
2020-05-14, 02:51 AM
ويفعل بعض الشركيات ظنا منه أنه من الدين أو هكذا وصل إليه الإسلام

البحث عن الإسلام ومعرفته واجب لمن سمع به ولو بصورة مشوهة
فمن بلغتهم دعوة الإسلام كمفهوم عام، فهؤلاء يجب عليهم البحث والتحري عن حقيقة الإسلام، فإن أمكنهم ذلك لكنهم لم يرفعوا رأسًا بذلك، فهؤلاء يشملهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ: يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَا يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ. رواه مسلم. أما إن كانوا عاجزين عن البحث ومعرفة الإسلام، فهؤلاء حكمهم حكم من لم تبلغهم دعوة الإسلام.
واما من بلغتهم دعوة الإسلام مشوهة، ولم يتمكنوا من معرفة حقيقة الدعوة، فهم معذورون كمن قبلهم.

أما إن كانوا متمكنين من البحث والتحري عن الحقيقة، فهم مفرطون بتركهم البحث، فلا يعذرون بذلك.
قال ابن القيم في مدارج السالكين: حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول، وإنزال الكتاب، وبلوغ ذلك إليه، وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه، ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة.

وقال أيضًا: وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل.المصدر الاسلام سؤال وجواب بتصرف

عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يُعبد من دون الله، والإيمان بالرسول صلّى الله عليه وسلّم . الجاهل بِهذه المسألة هو الكافر الجاهل، فمن سمّاه كافراً، فهو يقصد أحكام الدنيا الجارية على ظاهر الأمر. ومن قال: إنّه معذورٌ بجهله، أو قال: لا تكفير قبل ورود الشرع، فهو يقصد أحكام الثواب والعقاب التي يشترط لها قيام الحجّة

قال ابن القيم رحمه الله
اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالاً مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار، وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين، لا الصحابة ولا التابعين، ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث في الإسلام، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة)) (26) وهذا المقلد ليس بمسلم، وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف لا يخرج عن الإسلام أو الكفر، وأما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف في تلك الحال، وهو بمنزلة الأطفال والمجانين.
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً) .
ويقول أيضاً: (الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول، هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه، هذا في أحكام الثواب والعقاب، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر، فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم) .
ويقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين: (قد أخبر الله سبحانه بجهل كثير من الكفار، مع تصريحه بكفرهم، ووصف النصارى بالجهل مع أنه لا يشك مسلم في كفرهم، ونقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم جهال مقلدون، فنعتقد كفرهم، وكفر من شك في كفرهم).
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما يلي:
(كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة، إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي، وصاحب قبر، أو شيخ طريق يعتبر كافراً مرتداً عن الإسلام، مشركاً مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله، ولكنه قد يعذر لجهله، فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة، ويمهل ثلاثة أيام إعذاراً إليه ليراجع نفسه عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته...فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة، لا ليسمى كافراً بعد البيان، فإنه يسمى كافراً بما حدث منه من سجود لغير الله مثلاً)



ظنا منه أنه من الدين
قال الامام محمد ابن عبد الوهاب فى قصة الردة
الذي يُبيِّن ذلك من قصة الردة أنَّ المرتدين افترقوا في ردتهم فمنهم مَن كذَّب النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الأوثان وقالوا: لو كان نبياً ما مات، ومنهم مَن ثبت على الشهادتين ولكن أقرَّ بنبوة مسيلمة ظنَّاً أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة لأنَّ مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك فصدَّقهم كثير من الناس، ومع هذا أجمع العلماء أنَّهم مرتدون ولو جهلوا ذلك ومَن شكَّ في ردتهم فهو كافر،

بعض الناس إذا رأى مثل هذه المسائل أول ما يخطر بباله الخوارج الخوارج كفروا اهل التوحيد بالكبائر- اما من يصف اهل التوحيد بالخوارج لانهم يسمون اهل الشرك بالمشركين فهذه البدعة ورثوها عن مقدمهم وامامهم عثمان ابن منصور عدو الدعوة النجدية-
قال الشيخ عبد الرحمن ابن حسن
فإنا قد وجدنا في كتب عثمان بن منصور بخطوطه، أمورا تتضمن الطعن على المسلمين، وتضليل إمامهم شيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، فيما دعا إليه من التوحيد، وإظهار ما يعتقده في أهل هذه الدعوة، من أنهم خوارج، تنـزل الأحاديث التي وردت في الخوارج عليهم.
وساق جملة من الأحاديث التي وردت في الحث على قتال الخوارج، منها حديث: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم" ، وما في معناه من الأحاديث التي صحت عنه صلى الله عليه وسلم فيهم...
والجواب على عثمان ابن منصور : من وجوه:
الأول: أن الخوارج الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرجوا في خلافة علي بن أبي طالب، منصرفه من قتال صفين، فأظهروا تكفير الصحابة بما جرى بينهم من القتال، كفروا عليا رضي الله عنه بذلك، فدعاهم إلى الرجوع إلى الحق.
واستدل عليهم ابن عباس رضي الله عنه بقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [سورة الحجرات آية : 9]، فسماهم مؤمنين مع الاقتتال. وأنكروا التحكيم، وقالوا: لا حكم إلا لله، فناظرهم ابن عباس في ذلك أيضا، واستدل بقوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا} [سورة النساء آية : 35]، إلى غير ذلك مما هو مذكور في كتب الحديث والسير. وأجمع الصحابة رضي الله عنهم والتابعون والأئمة أن هؤلاء هم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث، وأمر بقتالهم، وعرف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنهم هم المعنيون، وظهرت العلامة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها توجد فيهم، وهو المخدج الذي له ثدي كثدي المرأة، فوجد في القتلى، فسر بذلك علي رضي الله عنه.
وأما أهل هذه الدعوة الإسلامية، التي أظهرها الله بنجد،
وانتشرت، واعترف بصحتها كثير من العلماء والعقلاء، وأدحض الله حجة من نازعهم بالشهادة، فهم بحمد الله أبعد الناس عن مشابهة الخوارج وغيرهم من أهل البدع: ودينهم هو الحق، يدعون إلى ما بعث الله به رسله، من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وينهون عن دعوة الأموات والغائبين، وطلب الشفاعة منهم.
وأنكروا ما يعتقده المشركون، من أن الأموات والغائبين، يملكون الضر والنفع، والتصرف والتدبير; فإن جماع الدين: ألا يعبد إلا الله، وألا يعبد إلا بما شرع ; فخالفوا من خرج عن هذا الدين، وجاهدوا من قدروا على جهاده، حتى أظهر الله هذا الدين، وأبطل كيد الكائدين، وشبه المشبهين.
ولم يكفروا أحدا من الصحابة، رضي الله عنهم; بل أحبوهم ووالوهم، وأعرضوا عما شجر بينهم، وعلموا أن لهم حسنات عظيمة، يمحو الله بها السيئات، وتضاعف بها الحسنات. وهذه الطائفة - بحمد الله - على منهج الصحابة، في أصول الدين وفروعه، والحجة عندهم فيما قاله الله ورسوله، وما كان عليه الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام، وفارقوا أهل الشرك وعبادة الأوثان، وأظهروا عداوتهم في الجملة.
وخالفوا أهل كل بدعة في بدعتهم، كالجهمية والمعتزلة والمرجئة، وغيرهم من أهل البدع، كالباطنية، والفلاسفة وغيرهم؛ فما ناظرهم صاحب بدعة إلا وألجؤوه المضائق، وأدحضوا حجته بالكتاب والسنة؛ فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ولكن السبب في تنْزيله لهم منْزلة الخوارج: أنهم ينهون عن دعوة غير الله، وعبادته من الأموات والغائبين، ويقولون: العبادة حق الله، لا يصلح منها شيء لملك مقرب، ولا نبي مرسل، وينكرون ما وقع في كثير من البلاد، من دعوة أرباب القبور، والتذلل لهم والرغبة إليهم، وإنزال الحوائج بهم، والتقرب إليهم بالنحر والذبح لهم، وغير ذلك مما يطول عده.
فمن أنكر هذا الشرك سماه خارجيا، لاعتقاده أن هذا الشرك لا يضر، ولا يناقض الإسلام; والإسلام عنده: بناء المساجد والمدارس، والنداء إلى الصلاة وفعلها، والصدقة، وغير ذلك، فهذا عنده هو الدين الذي لا يضر معه اعتقاد ولا عمل

قال ابن القيم رحمه الله

من لي بشبه خوارج قد كفرُوا ... بالذنب تَأْوِيلا بِلَا إِحْسَان
وَلَهُم نُصُوص قصروا فِي فهمها ... فَأتوا من التَّقْصِير فِي الْعرْفَان
وخصومنا قد كفرونا بِالَّذِي ... هُوَ غَايَة التَّوْحِيد وَالْإِيمَان

أحمد عامري
2020-05-14, 03:36 PM
البحث عن الإسلام ومعرفته واجب لمن سمع به ولو بصورة مشوهة
فمن بلغتهم دعوة الإسلام كمفهوم عام، فهؤلاء يجب عليهم البحث والتحري عن حقيقة الإسلام، فإن أمكنهم ذلك لكنهم لم يرفعوا رأسًا بذلك، فهؤلاء يشملهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ: يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَا يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ. رواه مسلم. أما إن كانوا عاجزين عن البحث ومعرفة الإسلام، فهؤلاء حكمهم حكم من لم تبلغهم دعوة الإسلام.
واما من بلغتهم دعوة الإسلام مشوهة، ولم يتمكنوا من معرفة حقيقة الدعوة، فهم معذورون كمن قبلهم.

أما إن كانوا متمكنين من البحث والتحري عن الحقيقة، فهم مفرطون بتركهم البحث، فلا يعذرون بذلك.
قال ابن القيم في مدارج السالكين: حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول، وإنزال الكتاب، وبلوغ ذلك إليه، وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه، ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة.

وقال أيضًا: وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل.المصدر الاسلام سؤال وجواب بتصرف

عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يُعبد من دون الله، والإيمان بالرسول صلّى الله عليه وسلّم . الجاهل بِهذه المسألة هو الكافر الجاهل، فمن سمّاه كافراً، فهو يقصد أحكام الدنيا الجارية على ظاهر الأمر. ومن قال: إنّه معذورٌ بجهله، أو قال: لا تكفير قبل ورود الشرع، فهو يقصد أحكام الثواب والعقاب التي يشترط لها قيام الحجّة

قال ابن القيم رحمه الله
اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالاً مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار، وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين، لا الصحابة ولا التابعين، ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث في الإسلام، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة)) (26) وهذا المقلد ليس بمسلم، وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف لا يخرج عن الإسلام أو الكفر، وأما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف في تلك الحال، وهو بمنزلة الأطفال والمجانين.
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً) .
ويقول أيضاً: (الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول، هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه، هذا في أحكام الثواب والعقاب، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر، فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم) .
ويقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين: (قد أخبر الله سبحانه بجهل كثير من الكفار، مع تصريحه بكفرهم، ووصف النصارى بالجهل مع أنه لا يشك مسلم في كفرهم، ونقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم جهال مقلدون، فنعتقد كفرهم، وكفر من شك في كفرهم).
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما يلي:
(كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة، إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي، وصاحب قبر، أو شيخ طريق يعتبر كافراً مرتداً عن الإسلام، مشركاً مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله، ولكنه قد يعذر لجهله، فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة، ويمهل ثلاثة أيام إعذاراً إليه ليراجع نفسه عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته...فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة، لا ليسمى كافراً بعد البيان، فإنه يسمى كافراً بما حدث منه من سجود لغير الله مثلاً)



قال الامام محمد ابن عبد الوهاب فى قصة الردة
الذي يُبيِّن ذلك من قصة الردة أنَّ المرتدين افترقوا في ردتهم فمنهم مَن كذَّب النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الأوثان وقالوا: لو كان نبياً ما مات، ومنهم مَن ثبت على الشهادتين ولكن أقرَّ بنبوة مسيلمة ظنَّاً أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة لأنَّ مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك فصدَّقهم كثير من الناس، ومع هذا أجمع العلماء أنَّهم مرتدون ولو جهلوا ذلك ومَن شكَّ في ردتهم فهو كافر،
الخوارج كفروا اهل التوحيد بالكبائر- اما من يصف اهل التوحيد بالخوارج لانهم يسمون اهل الشرك بالمشركين فهذه البدعة ورثوها عن مقدمهم وامامهم عثمان ابن منصور عدو الدعوة النجدية-
قال الشيخ عبد الرحمن ابن حسن
فإنا قد وجدنا في كتب عثمان بن منصور بخطوطه، أمورا تتضمن الطعن على المسلمين، وتضليل إمامهم شيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، فيما دعا إليه من التوحيد، وإظهار ما يعتقده في أهل هذه الدعوة، من أنهم خوارج، تنـزل الأحاديث التي وردت في الخوارج عليهم.
وساق جملة من الأحاديث التي وردت في الحث على قتال الخوارج، منها حديث: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم" ، وما في معناه من الأحاديث التي صحت عنه صلى الله عليه وسلم فيهم...
والجواب على عثمان ابن منصور : من وجوه:
الأول: أن الخوارج الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرجوا في خلافة علي بن أبي طالب، منصرفه من قتال صفين، فأظهروا تكفير الصحابة بما جرى بينهم من القتال، كفروا عليا رضي الله عنه بذلك، فدعاهم إلى الرجوع إلى الحق.
واستدل عليهم ابن عباس رضي الله عنه بقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [سورة الحجرات آية : 9]، فسماهم مؤمنين مع الاقتتال. وأنكروا التحكيم، وقالوا: لا حكم إلا لله، فناظرهم ابن عباس في ذلك أيضا، واستدل بقوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا} [سورة النساء آية : 35]، إلى غير ذلك مما هو مذكور في كتب الحديث والسير. وأجمع الصحابة رضي الله عنهم والتابعون والأئمة أن هؤلاء هم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث، وأمر بقتالهم، وعرف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنهم هم المعنيون، وظهرت العلامة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها توجد فيهم، وهو المخدج الذي له ثدي كثدي المرأة، فوجد في القتلى، فسر بذلك علي رضي الله عنه.
وأما أهل هذه الدعوة الإسلامية، التي أظهرها الله بنجد،
وانتشرت، واعترف بصحتها كثير من العلماء والعقلاء، وأدحض الله حجة من نازعهم بالشهادة، فهم بحمد الله أبعد الناس عن مشابهة الخوارج وغيرهم من أهل البدع: ودينهم هو الحق، يدعون إلى ما بعث الله به رسله، من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وينهون عن دعوة الأموات والغائبين، وطلب الشفاعة منهم.
وأنكروا ما يعتقده المشركون، من أن الأموات والغائبين، يملكون الضر والنفع، والتصرف والتدبير; فإن جماع الدين: ألا يعبد إلا الله، وألا يعبد إلا بما شرع ; فخالفوا من خرج عن هذا الدين، وجاهدوا من قدروا على جهاده، حتى أظهر الله هذا الدين، وأبطل كيد الكائدين، وشبه المشبهين.
ولم يكفروا أحدا من الصحابة، رضي الله عنهم; بل أحبوهم ووالوهم، وأعرضوا عما شجر بينهم، وعلموا أن لهم حسنات عظيمة، يمحو الله بها السيئات، وتضاعف بها الحسنات. وهذه الطائفة - بحمد الله - على منهج الصحابة، في أصول الدين وفروعه، والحجة عندهم فيما قاله الله ورسوله، وما كان عليه الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام، وفارقوا أهل الشرك وعبادة الأوثان، وأظهروا عداوتهم في الجملة.
وخالفوا أهل كل بدعة في بدعتهم، كالجهمية والمعتزلة والمرجئة، وغيرهم من أهل البدع، كالباطنية، والفلاسفة وغيرهم؛ فما ناظرهم صاحب بدعة إلا وألجؤوه المضائق، وأدحضوا حجته بالكتاب والسنة؛ فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ولكن السبب في تنْزيله لهم منْزلة الخوارج: أنهم ينهون عن دعوة غير الله، وعبادته من الأموات والغائبين، ويقولون: العبادة حق الله، لا يصلح منها شيء لملك مقرب، ولا نبي مرسل، وينكرون ما وقع في كثير من البلاد، من دعوة أرباب القبور، والتذلل لهم والرغبة إليهم، وإنزال الحوائج بهم، والتقرب إليهم بالنحر والذبح لهم، وغير ذلك مما يطول عده.
فمن أنكر هذا الشرك سماه خارجيا، لاعتقاده أن هذا الشرك لا يضر، ولا يناقض الإسلام; والإسلام عنده: بناء المساجد والمدارس، والنداء إلى الصلاة وفعلها، والصدقة، وغير ذلك، فهذا عنده هو الدين الذي لا يضر معه اعتقاد ولا عمل

قال ابن القيم رحمه الله

من لي بشبه خوارج قد كفرُوا ... بالذنب تَأْوِيلا بِلَا إِحْسَان
وَلَهُم نُصُوص قصروا فِي فهمها ... فَأتوا من التَّقْصِير فِي الْعرْفَان
وخصومنا قد كفرونا بِالَّذِي ... هُوَ غَايَة التَّوْحِيد وَالْإِيمَان


جزاك الله خيرا يا شيخ محمد ..على هذه الإجابة الكافية الوافية ..رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل به

ابن أمارة
2020-05-15, 08:37 PM
اخي احمد العامري بارك الله فيك ، ورزقك الله وايانا الفهم الصائب ، والعلم النافع ، والقول السديد
ولي استفسار اخي بخصوص مشاركتك التي تقول فيها (من المعلوم أن من يعذر في مسائل التوحيد والشرك ثلاثة )
فماذا تقصد هنا اخي بالعذر ؟ او ما العذر الذي تعنيه هنا ؟

أحمد عامري
2020-05-17, 05:18 AM
اخي احمد العامري بارك الله فيك ، ورزقك الله وايانا الفهم الصائب ، والعلم النافع ، والقول السديد
ولي استفسار اخي بخصوص مشاركتك التي تقول فيها (من المعلوم أن من يعذر في مسائل التوحيد والشرك ثلاثة )
فماذا تقصد هنا اخي بالعذر ؟ او ما العذر الذي تعنيه هنا ؟

أهلا بك أخي ابن أمارة حياك الله ..
أقصد به ( العذر بالجهل ) أي متى يكون اعتبار( الجهل ) عذرا مقبولا في مسائل التوحيد

ابن أمارة
2020-05-18, 05:51 AM
أهلا بك أخي ابن أمارة حياك الله ..
أقصد به ( العذر بالجهل ) أي متى يكون اعتبار( الجهل ) عذرا مقبولا في مسائل التوحيد



وحياك الله اخي وبارك الله فيك
ولكن العذر يكون في انزال العقوبات ، لا في انزال الاسماء ، فتنبه

أحمد عامري
2020-05-18, 08:45 PM
وحياك الله اخي وبارك الله فيك
ولكن العذر يكون في انزال العقوبات ، لا في انزال الاسماء ، فتنبه

بارك الله لك ..على التنبيه
يعني نطلق عليه أنه مشرك فلا يستغفر له ولا يضحى عنه..أما الحكم على الباطن فيأخذ حكم أهل الفترة ..
أليس كذلك ؟

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-19, 02:30 AM
بارك الله لك ..على التنبيه
يعني نطلق عليه أنه مشرك فلا يستغفر له ولا يضحى عنه..أما الحكم على الباطن فيأخذ حكم أهل الفترة ..
أليس كذلك ؟

فضلا وليس أمرا، مراجعة المشاركات ١٨ _ ١٩ _ ٢٠

ابن أمارة
2020-05-19, 05:11 AM
بارك الله لك ..على التنبيه
يعني نطلق عليه أنه مشرك فلا يستغفر له ولا يضحى عنه..أما الحكم على الباطن فيأخذ حكم أهل الفترة ..
أليس كذلك ؟


وفيك بارك الله اخي
ومن الواضح ان تتحدث عن من مات منهم ، واصبت في انه مشرك فلا يستغفر له ولا يضحي عنه ، ولكن الحكم علي الباطن متوقف علي بلوغ الحجة بارك الله فيك
واسأل الله ان يهدي مشرفنا الي ما فيه الحق والصواب والرشاد

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-19, 05:16 AM
واسأل الله ان يهدي مشرفنا الي ما فيه الحق والصواب والرشاد
اللهم آمين

أحمد عامري
2020-05-19, 06:00 AM
وفيك بارك الله اخي
ومن الواضح ان تتحدث عن من مات منهم ، واصبت في انه مشرك فلا يستغفر له ولا يضحي عنه ، ولكن الحكم علي الباطن متوقف علي بلوغ الحجة بارك الله فيك
واسأل الله ان يهدي مشرفنا الي ما فيه الحق والصواب والرشاد
جزاكم الله خير ..أسأل الله ان يهدينا جميعا ..وكلنا هنا لكي نتعلم ويفيد بعضنا بعضا ونستزيد ممن حباه علما وفرا

أحمد عامري
2020-05-19, 06:28 AM
فضلا وليس أمرا، مراجعة المشاركات ١٨ _ ١٩ _ ٢٠
اشكر لك أخي الكريم أبا البراء لطفك والرد على مشاركتي ..ولي تنبيه خفيف بعد إذن الأخوة الكرام
ما سطره الأخوان الفاضلان محمد بن عبداللطيف وابن أمارة في الواقع هي طريقة أئمة الدعوة إلى يومنا هذا ..وقد كنت قبل مدة استشكل مثلك وقد اطلعت على مشاركاتك التي أحلتني عليها..وعرفت مضمونه ..وما نقلته من الفتاوى في هذه المسائل الدقيقة معظمه فيما يظهر لي لم تكن موجهة للعامة بل هي دروس لطلبة العلم ..ولذا تجد الفتوى ما تعطيك التفاصيل الدقيقة لأنها متقررة في نفوس الطلبة وهذا مثال من دروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال :ما يعرف ( العامي )أن الذبح عبادة والنذر عبادة ؟
الجواب : يُعلم الذي لا يعرف يُعلم والجاهل يُعلم .
السؤال : هل يحكم عليه بالشرك ؟ ( أي الجاهل )
الجواب : يحكم عليه بالشرك ويٌعلم أما سمعت الله يقول :
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
قال جل وعلا :
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)

المرجع : شرح كشف الشبهات للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-19, 05:33 PM
اشكر لك أخي الكريم أبا البراء لطفك والرد على مشاركتي ..ولي تنبيه خفيف بعد إذن الأخوة الكرام
ما سطره الأخوان الفاضلان محمد بن عبداللطيف وابن أمارة في الواقع هي طريقة أئمة الدعوة إلى يومنا هذا ..وقد كنت قبل مدة استشكل مثلك وقد اطلعت على مشاركاتك التي أحلتني عليها..وعرفت مضمونه ..وما نقلته من الفتاوى في هذه المسائل الدقيقة معظمه فيما يظهر لي لم تكن موجهة للعامة بل هي دروس لطلبة العلم ..ولذا تجد الفتوى ما تعطيك التفاصيل الدقيقة لأنها متقررة في نفوس الطلبة وهذا مثال من دروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال :ما يعرف ( العامي )أن الذبح عبادة والنذر عبادة ؟
الجواب : يُعلم الذي لا يعرف يُعلم والجاهل يُعلم .
السؤال : هل يحكم عليه بالشرك ؟ ( أي الجاهل )
الجواب : يحكم عليه بالشرك ويٌعلم أما سمعت الله يقول :
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
قال جل وعلا :
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)

المرجع : شرح كشف الشبهات للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله



شكر الله لكم، وجمعنا في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة في جنته.
قال ابن عثيمين: (الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظياً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين، أي أن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضي في حقه وانتفاء المانع، أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات أو وجود بعض الموانع. وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين:
الأول : أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام أو لا يدين بشيء ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه، فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة فأمره إلى الله تعالى، والقول الراجح أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل، والله أعلم بما كانوا عاملين، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله تعالى: وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا {الكهف:49}.
وإنما قلنا: تجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا وهي أحكام الكفر؛ لأنه لا يدين بالإسلام فلا يمكن أن يعطى حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم -رحمه الله تعالى -في كتابه "طريق الهجرتين" عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة.

النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبهه أحد على ذلك فهذا تجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً، أما في الآخرة فأمره إلى الله عز وجل، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم .. اهـ.
ثم فصَّل ذلك ـ رحمه الله ـ إلى أن قال: فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ولا يجوز التساهل في تكفيره لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله تعالى، فهو كمن حرم ما أحل الله؛ لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه.
وأما الثاني فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك، وحري به أن يعود وصف الكفر عليه لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما".
وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه" . وله من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه". يعني رجع عليه.
وقوله في حديث ابن عمر : "إن كان كما قال" يعني في حكم الله تعالى.
وكذلك قوله في حديث أبي ذر: "وليس كذلك" يعني في حكم الله تعالى ... اهـ.
إلى أن ختم الفتوى بقوله: والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة والاعتبار وأقوال أهل العلم اهـ. [من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين].

ابن أمارة
2020-05-22, 03:53 PM
يا ابا البراء
اما قولك ( النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبهه أحد على ذلك )
لماذا لم يكن يخطر بباله كما تقول ، اليس تعلم اصل الاسلام مما يجب علي كل مسلم ، ام انك تعتذر عن من عاش مقصرا معرضا ، وان كان هذا يعذر وفي الشرك الاكبر ، فلما مشقة التعلم اذن اذا كان الجاهل معذور في كل ما يفعل ، واذا علم الجاهل ما تقولون هذا ، فالرشد عنده حينها ان يظل جاهلا ، افعلمتم كيف أثر مذهبكم هذا في الناس ، ولاحول ولاقوة الا بالله ، وقولك ( ولا نبهه احد علي ذلك ) كيف هذا والله في كتابه قد نبه واوضح وبين واتم ذلك كله ، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ، ام انكم لا تعتبرون وجود كتاب الله في الناس ، فوجوده وعدمه سواء عندكم ، ويكفي هذا في رد ما تزعمون ، اين حجية كتاب الله بارك الله فيك ، انتم تتكلمون عن امة محمد صلي الله عليه وسلم وامة القرآن ، ام تتكلمون عن امة في فترة من الرسل ، وليس لها كتاب تهتدي به البتة ، عجيب امركم هذا والله
واما قولك ( فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي )
افصار الشرك الاكبر لا يزول به اسلام المرء بمقتضي الدليل الشرعي ، ما هذا الكلام ، وانا لله وانا اليه راجعون ، افلم يكن عند المسلمين دليل شرعي علي كفر المشرك ، حتي يقال هذا الكلام

اما قولك ( لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله تعالى، فهو كمن حرم ما أحل الله؛ لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه. )
تالله ما ادري من الذي يفتري علي الله الكذب ، ويفتري علي حكمه ، اهو الذي يكفر بما كفر به الله ورسوله ، ويحكم بما حكم به الله ورسوله ، ام من لا يكفر بما كفر به الله ورسوله ، ولا يحكم بما حكم به الله ورسوله ، ويلتمس الاعذار
واما قولك ( وأما الثاني فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك )
وهذا كلام لا ريب فيه ابدا ، ولكن انك كان المعين هذا (مسلم) ، اما ان كان هذا المعين ( مشرك ) ، فلا يقال ابدا في حقه هذا الكلام ، ولا يقال (فلأنه وصف المشرك بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك) فتدبر ، واعلم ان الحجة ليست في كلام احد من اهل العلم ، ولا عصمة لاحد غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ولله الحمد الكثير الكثير علي ذلك

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-23, 04:05 AM
يا ابا البراء
اما قولك ( النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبهه أحد على ذلك )
لماذا لم يكن يخطر بباله كما تقول ، اليس تعلم اصل الاسلام مما يجب علي كل مسلم ، ام انك تعتذر عن من عاش مقصرا معرضا ، وان كان هذا يعذر وفي الشرك الاكبر ، فلما مشقة التعلم اذن اذا كان الجاهل معذور في كل ما يفعل ، واذا علم الجاهل ما تقولون هذا ، فالرشد عنده حينها ان يظل جاهلا ، افعلمتم كيف أثر مذهبكم هذا في الناس ، ولاحول ولاقوة الا بالله ، وقولك ( ولا نبهه احد علي ذلك ) كيف هذا والله في كتابه قد نبه واوضح وبين واتم ذلك كله ، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ، ام انكم لا تعتبرون وجود كتاب الله في الناس ، فوجوده وعدمه سواء عندكم ، ويكفي هذا في رد ما تزعمون ، اين حجية كتاب الله بارك الله فيك ، انتم تتكلمون عن امة محمد صلي الله عليه وسلم وامة القرآن ، ام تتكلمون عن امة في فترة من الرسل ، وليس لها كتاب تهتدي به البتة ، عجيب امركم هذا والله
واما قولك ( فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي )
افصار الشرك الاكبر لا يزول به اسلام المرء بمقتضي الدليل الشرعي ، ما هذا الكلام ، وانا لله وانا اليه راجعون ، افلم يكن عند المسلمين دليل شرعي علي كفر المشرك ، حتي يقال هذا الكلام

اما قولك ( لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله تعالى، فهو كمن حرم ما أحل الله؛ لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه. )
تالله ما ادري من الذي يفتري علي الله الكذب ، ويفتري علي حكمه ، اهو الذي يكفر بما كفر به الله ورسوله ، ويحكم بما حكم به الله ورسوله ، ام من لا يكفر بما كفر به الله ورسوله ، ولا يحكم بما حكم به الله ورسوله ، ويلتمس الاعذار
واما قولك ( وأما الثاني فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك )
وهذا كلام لا ريب فيه ابدا ، ولكن انك كان المعين هذا (مسلم) ، اما ان كان هذا المعين ( مشرك ) ، فلا يقال ابدا في حقه هذا الكلام ، ولا يقال (فلأنه وصف المشرك بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك) فتدبر ، واعلم ان الحجة ليست في كلام احد من اهل العلم ، ولا عصمة لاحد غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ولله الحمد الكثير الكثير علي ذلك

لا أدري لماذا لم تنتبه أنه كلام الشيخ ابن عثيمين؟!

ابن أمارة
2020-05-25, 05:47 AM
لا أدري لماذا تنتبه أنه كلام الشيخ ابن عثيمين؟!

وانا لا ادري لماذا لا تنتبه انك تنقله مؤيدا مقرا له ، ام انك تنقله مستنكرا معترضا عليه !!!؟؟

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-25, 06:07 PM
وانا لا ادري لماذا لا تنتبه انك تنقله مؤيدا مقرا له ، ام انك تنقله مستنكرا معترضا عليه !!!؟؟
أنا منتبه لذلك جيدا، وأفطن ما أنقل، لكن أردتك تذكر أن ردك هذا لكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، حتى يتضح الأمر للقارئ، وينتبه هو كذلك أن قولك أمام قوله، فبدل أن تقول قولك تعني به أنا المسكين، فقل أما قول الشيخ ابن عثيمين فالجواب عليه كذا وكذا.

أحمد عامري
2020-05-26, 12:48 AM
جزء من فتوى في موقع الإسلام سؤال وجواب برقم ( 111362 )

الشيخ ابن عثيمبن رحمه الله
الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له : مشرك شركاً أكبر ، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم ، كمن يعيش في بلاد بعيدة يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بجهله ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ولا أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
السائل :
فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " و " كافر " ؟ .
الشيخ :
نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .

***الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يتفق مع ( أئمة الدعوة ) في مسألة العذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك مع من علم أوفرط أو عاند أو تكبر
أو سمع ..لكن لم يستجب
باستثناء مسألة واحدة وهو الجاهل جهل مطبق عاش بين مسلمين ..لكن لم يعلمه أحد يشبه من نشأ في بادية ..والله اعلم ***

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-26, 01:06 AM
جزء من فتوى في موقع الإسلام سؤال وجواب برقم ( 111362 )

الشيخ ابن عثيمبن رحمه الله
الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له : مشرك شركاً أكبر ، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم ، كمن يعيش في بلاد بعيدة يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بجهله ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ولا أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
السائل :
فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " و " كافر " ؟ .
الشيخ :
نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .

***الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يتفق مع ( أئمة الدعوة ) في مسألة العذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك مع من علم أوفرط أو عاند أو تكبر
أو سمع ..لكن لم يستجب
باستثناء مسألة واحدة وهو الجاهل جهل مطبق عاش بين مسلمين ..لكن لم يعلمه أحد يشبه من نشأ في بادية ..والله اعلم ***


وهل قلنا غير هذا، قلنا ليس كل جهل يعذر به صاحبه، والإخوة لم يختلفوا في هذا، وإنما خلافهم في تسميته قبل قيام الحجة وانتفاء الموانع.

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-26, 02:16 AM
للفائدة:

وهنا مكمن الخطأ، لا نسوي أبدا بين الداعي للشرك العالم به، وبين الجاهل الذي لا يعلم أن هذا شركا في الأساس، لذا ألخص ما أدين الله به في هذه المسألة لأني وجدت تقولا كثيرا:
لا أقول بالعذر مطلقا، ولا بعدمه مطلقا، وإنما في ما يعلم أن مرتكب الشرك وفاعله بالفعل جاهل به، وإذا قيل له هذا شرك بالله، قال أعوذ بالله لا أدري، أو لا أعلم واستغفر الله من فعلي، فهذا معذور بجهله، أما مدعي الجهل بالواضح البين، أو المصر أو الداعي له بعلم؛ فلا عذر له، والله أعلم.
فالعذر بالجهل يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والمسائل، والضابط الإجمالي الذي يلخص ذلك ويقربه ما ذكره السيوطي بقوله: (كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس، لم يقبل، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة يخفى فيها مثل ذلك: كتحريم الزنا، والقتل، والسرقة والخمر، والكلام في الصلاة، والأكل في الصوم والقتل بالشهادة إذا رجعا، وقالا تعمدنا، ولم نعلم أنه يقتل بشهادتنا، ووطء المغصوبة، والمرهونة بدون إذن الراهن، فإن كان بإذنه قبل مطلقا، لأن ذلك يخفى على العوام).
فليس كل جهل يعد صاحبه معذورا، وإلا فلو عذر كل جاهل، لكان الجهل خيرا وأنفع لصاحبه من العلم!
جاء في المنثور للزركشي: (إعذار الجاهل من باب التخفيف، لا من حيث جهله، ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه: (لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم، إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف ويريح قلبه من ضروب التعنيف، فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ والتمكين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
فهناك مسألة مهمة تتعلق بالعذر بالجهل وهي قضية وجوب التعلم، والإثم بالتفريط في طلب العلم الواجب، فمن قصر في التعلم الواجب فقد نص بعض العلماء على أن جهله لا يكون عارضًا مؤثرًا في عدم مؤاخذته، بل يؤاخذ بهذا الجهل لتقصيره في دفعه بالتعلم, قال القرافي في الفروق: (لأن القاعدة الشرعية دلت على أن كل جهل يمكن المكلف دفعه لا يكون حجة للجاهل, فإن الله تعالى بعث رسله إلى خلقه برسائله, وأوجب عليهم كافة أن يعلموها ثم يعملوا بها, فالعلم والعمل بها واجبان, فمن ترك التعلم والعمل وبقي جاهلًا فقد عصى معصيتين لتركه واجبين, وإن علم ولم يعمل فقد عصى معصية واحدة بترك العمل, ومن علم وعمل فقد نجا).
وفصل بعض العلماء فقالوا بإمكان الإعذار بالجهل، مع التأثيم بالتفريط في طلب العلم الواجب، جاء في البحر المحيط للزركشي: (مسألة: إذا فعل المكلف فعلا مختلفا في تحريمه غير مقلد لأحد، فهل نؤثمه، بناء على القول بالتحريم، أو لا بناء على التحليل، مع أنه ليس إضافته لأحد المذهبين أولى من الآخر، ولم يسألنا عن مذهبنا فنجيبه).
قال القرافي: (لم أر فيه نصا، وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ يقول إنه آثم، من جهة أن كل أحد يجب عليه أن لا يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله فيه، وهذا أقدم غير عالم فهو آثم بترك التعلم، وأما تأثيمه بالفعل نفسه، فإن كان مما علم في الشرع قبحه أثمناه، وإلا فلا).
وقال ابن عثيمين: (ولهذا نقول: كل إنسان فعل شيئاً محرماً جاهلاً به فإنه ليس عليه إثم، ولا يترتب عليه عقوبة، لأن الله تعالى أرحم من أن يعذب من لم يتعمد مخالفته ومعصيته، ولكن يبقى النظر إذا فرط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاوناً، ورأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث، فهذا قد يكون آثماً، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق، وقد يكون غير معذور في هذه الحال، وقد يكون معذوراً إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً، فالخلاصة إذاً: أن الإنسان يعذر بالجهل، لكن لا يعذر في تقصيره في طلب الحق).
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ابن أمارة
2020-05-27, 11:48 AM
أنا منتبه لذلك جيدا، وأفطن ما أنقل، لكن أردتك تذكر أن ردك هذا لكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، حتى يتضح الأمر للقارئ، وينتبه هو كذلك أن قولك أمام قوله، فبدل أن تقول قولك تعني به أنا المسكين، فقل أما قول الشيخ ابن عثيمين فالجواب عليه كذا وكذا.

افذلك مرادك فقط ، فنعم اصبت ، ولك ما اردت ونحن نضم صوتنا الي صوتك ونقولها جاهرين ، كي ينتبه القراء الافاضل من اعضاء وزائرين ، اننا نوضح طريق الرشاد للقارئ الكريم ليستبين ، وليتضح له سبيل المحقين ، ونرد علي ما نراه مخالف للحق المبين ، ولسبيل السلف الراشدين ، وكل ذلك كما تري بالادلة والبراهين ، وسواء كان الخطأ من كلام الشيخ بن عثيمين ، او من كلام المقر لقوله - المسكين - ، فكلنا نجلس تحت شجرة الدليل مستظلين ، ولا يعلو احد علي دليل كتاب الله المتين ، ولا سنة النبي الامين ، وكلٌ يؤخذ من قوله ويرد ونحن وانتم علي ذلك من الشاهدين ، والعصمة دفنت مع خاتم النبيين ، هداني الله واياك للحق والرشد والخير والقارئين والسامعين

ابن أمارة
2020-05-27, 11:53 AM
والإخوة لم يختلفوا في هذا، وإنما خلافهم في تسميته قبل قيام الحجة وانتفاء الموانع.
وهل معك دليل علي عدم تسمية فاعل الشرك مشركا الا بعد البيان له ، او بصيغة اخري ، هل معك دليل علي ان الذي يسمي مشركا هو فاعل الشرك بعلم ، وان كان بجهل فلا يسمي مشركا ،
فإن كان معك دليل شرعي يصح وجه دلالته في باب الاسماء هذا فأتنا به يهدينا ويهديك الله ، والا فلما الخلاف اذن ، واي خلاف هذا الذي يقوم علي غير دليل
ولا شك انك تعلم ما اقصد من قولي دليل شرعي ، وقولي يصح وجه دلالته ، ونرجو الاقتصار على ذكر الدليل ووجه دلالته ان كان ثم

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-27, 07:06 PM
وهل معك دليل علي عدم تسمية فاعل الشرك مشركا الا بعد البيان له ، او بصيغة اخري ، هل معك دليل علي ان الذي يسمي مشركا هو فاعل الشرك بعلم ، وان كان بجهل فلا يسمي مشركا ،
فإن كان معك دليل شرعي يصح وجه دلالته في باب الاسماء هذا فأتنا به يهدينا ويهديك الله ، والا فلما الخلاف اذن ، واي خلاف هذا الذي يقوم علي غير دليل
ولا شك انك تعلم ما اقصد من قولي دليل شرعي ، وقولي يصح وجه دلالته ، ونرجو الاقتصار على ذكر الدليل ووجه دلالته ان كان ثم
سئل الشيخ ابن عثيمين: ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم ؟ .
فأجاب :
وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/ 15 ، وقال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/ 165 ، ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم : كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي : أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة : هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم " .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم 12 ) .

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-27, 07:21 PM
لو سمحت لي بسؤال: ما الحكم المترتب على تسمية الجاهل الواقع في الشرك أو الكفر مشركا أو كافرا قبل إقامة الحجة وانتقاء الموانع في الدنيا؟

ابن أمارة
2020-05-27, 11:02 PM
يا ابا البراء يهديني ويهديك الله
اولا اما سؤالك الاخير فقد بيناها في بحثنا تحت عنوان الاحكام المتعلقة بالاسم ، ولا بأس من اعادة ذكرها هنا ، ولكن لهذه الدرجة تظن انه لا فرق في شرعنا بين مسمي مسلم ومسمي مشرك ، سبحان الملك
وهذه الاحكام كعدم الصلاة خلفة ، وعدم الاكل من ذبيحته ، وعدم تزويجه والزواج منه ، وعدم الصلاة عليه بعد موته ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ولا يترحم ويستغفر له بعد موته ، الي غير ذلك ، وهذه الاحكام تنزل علي المرء بمجرد تغير الاسم من مسلم الي مشرك ، ولا يشترط فيها بلوغ حجة ولا شروط ولا موانع اذ انها متعلقة بالاسم
ثانيا انت تستطيع ان تأتي علي ما تعتقد باقوال كثيرة لاهل العلم ، وانا استطيع الاتيان بذلك علي ما اعتقد ، فهل هذا يهديني ويهديك الله حل للخلاف الذي نحن بصدده ، بالطبع لا فهذا ائتلاف للخلاف ، وليس حلا للخلاف ، فتنبه
فان شئت ان تجعل النقاش بين ابن أمارة وابي البراء فافعل ، وهذا يأتي بأدلته وهذا يأتي بأدلته ، والله هو الهادي الي سبيل الرشاد
ثالثا وهذا هو الاهم ، لقد طلبنا منك الدليل الشرعي علي عدم تسمية فاعل الشرك مشركا الا بعد البيان ، او بصيغة اخري علي ان الذي يسمي مشركا هو فاعل الشرك بعلم ، وان كان بجهل فلا يسمي مشركا ، ولم نجد في جوابك علينا سوي آيتين ولم نعلم ما وجه دلالتهما علي هذا ، ونحن نكرر طلبنا فنطلب ادلتك علي ما ذكرت ، وان تبين لنا وجه الدلالة فيها ، ونري انه لا مهرب من الاجابة او الحيدة عنها ، ونرجو منك ذلك

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-28, 12:08 AM
يا ابا البراء يهديني ويهديك الله
اولا اما سؤالك الاخير فقد بيناها في بحثنا تحت عنوان الاحكام المتعلقة بالاسم ، ولا بأس من اعادة ذكرها هنا ، ولكن لهذه الدرجة تظن انه لا فرق في شرعنا بين مسمي مسلم ومسمي مشرك ، سبحان الملك
وهذه الاحكام كعدم الصلاة خلفة ، وعدم الاكل من ذبيحته ، وعدم تزويجه والزواج منه ، وعدم الصلاة عليه بعد موته ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ولا يترحم ويستغفر له بعد موته ، الي غير ذلك ، وهذه الاحكام تنزل علي المرء بمجرد تغير الاسم من مسلم الي مشرك ، ولا يشترط فيها بلوغ حجة ولا شروط ولا موانع اذ انها متعلقة بالاسم


حاصل هذا أنك لا تعذر بالجهل مطلقا، وإلا ما قيمة إقامة الحجة وانتفاء الموانع، مادمت تعتقد هذا في الجاهل ؟

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-28, 12:12 AM
يا ابا البراء يهديني ويهديك الله
اولا اما سؤالك الاخير فقد بيناها في بحثنا تحت عنوان الاحكام المتعلقة بالاسم ، ولا بأس من اعادة ذكرها هنا ، ولكن لهذه الدرجة تظن انه لا فرق في شرعنا بين مسمي مسلم ومسمي مشرك ، سبحان الملك

ومن يجهل الفرق بين المشرك والمسلم، لكن الفرق أننا ننتظر إزالة الجهل إذا ثبت جهله بالفعل.

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-28, 12:16 AM
ثالثا وهذا هو الاهم ، لقد طلبنا منك الدليل الشرعي علي عدم تسمية فاعل الشرك مشركا الا بعد البيان ، او بصيغة اخري علي ان الذي يسمي مشركا هو فاعل الشرك بعلم ، وان كان بجهل فلا يسمي مشركا ، ولم نجد في جوابك علينا سوي آيتين ولم نعلم ما وجه دلالتهما علي هذا ، ونحن نكرر طلبنا فنطلب ادلتك علي ما ذكرت ، وان تبين لنا وجه الدلالة فيها ، ونري انه لا مهرب من الاجابة او الحيدة عنها ، ونرجو منك ذلك[/B]تكرر أكثر من مرة في طوايا كلام ابن تيمية وابن عثيمين والسيوطي والمعلمي اليماني، أن الإنسان إذا لم يعذر بجهل فما الحاجة من إرسال الرسل؟! أليس المرء يولد على الفطرة؟!وليس الإشكال في تسميته مشتركا أو لا، فهذه أهون الأمرين، وإنما الإشكال في الأحكام التي بنيتها على التسمية قبل إنتفاء الموانع وإقامة الحجة.
وهل كل من بلغه الحجة فهمها على مرادها؟

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-28, 12:26 AM
فان شئت ان تجعل النقاش بين ابن أمارة وابي البراء فافعل ، وهذا يأتي بأدلته وهذا يأتي بأدلته ، والله هو الهادي الي سبيل الرشاد
وهل أنت تستقل بفهمك للآيات والأحاديث، ولا تحتاج لفهم العلماء، وأنا متعجب أنك لم تنقل عن أحد من العلماء، أما أنا واهم؟
وأنت قلت في طوايا كلامك أن الخلاف في مسألة العذر بالجهل غير سائغ، فما الحاجة لكل هذا النقاش؟

ابن أمارة
2020-05-28, 02:14 AM
اما قولك (حاصل هذا أنك لا تعذر بالجهل مطلقا، وإلا ما قيمة إقامة الحجة وانتفاء الموانع، مادمت تعتقد هذا في الجاهل ؟ )
عدل كلامك حتي تعرف اين مكمن الخطأ عندك فقل ( مادمت تعتقد هذا في الجاهل المشرك)
ثم اليس هناك حد دنيوي مترتب علي شركه هذا ، فهذا هو المتوقف علي بلوغ الحجة وانتفاء الموانع
اما قولك (ومن يجهل الفرق بين المشرك والمسلم، لكن الفرق أننا ننتظر إزالة الجهل إذا ثبت جهله بالفعل.)
لم يتبين لي المراد من كلامك هذا ، اللهم الا انك تقصد الدعوة ، فإن كان هذا هو مرادك وهو دعوة اهل الشرك ، فمن يختلف معك في هذا ، بل هذا هو مقام الرسل ، ولكن قبل الدعوة اسم الشرك ثابت
اما قولك (وهل أنت تستقل بفهمك للآيات والأحاديث، ولا تحتاج لفهم العلماء، وأنت متعجب أنك لم تنقل عن أحد من العلماء، أما أنا واهم؟)
بل انت واهم ، فمن قال اننا نستقل بفهم الايات والاحاديث، ومن قال اننا لا نحتاج لفهم العلماء ، ولكن هل اقوال العلماء من ادلة الشرع ؟ فكلامنا كان واضح في نهاية بحثنا فارجع اليه لتتأكد ، اما هنا فكلامنا واضح انك تستطيع ان تؤيد مذهبك باقوال العلماء ، وانا كذلك ، فهل الخلاف سينحل حينئذ ، واي من العلماء قوله حجة علي الاخر ،فلنقتصر اذن علي ذكر الادلة الشرعية ووجه دلالتها ، اذا كنت تسعي للحق لا لاطالة النقاش
واما قولك ( وليس الإشكال في تسميته وإنما الإشكال في الأحكام التي بنيتها على التسمية قبل إنتقال الموانع وإقامة الحجة.
وهل كل ما بلغه الحجة فهمها على مرادها؟)
فسنتكلم عن فهم الحجة وبلوغ الحجة ، ونطيل فيها النقاش كيفما تشاء ولكن بعد الخروج من باب الاسماء الذي نحن بصدد الكلام فيه ، وحتي لا يتفرق النقاش ويتشعب ، فدعنا ننهي مسألة مسألة
واما قولك( تكرر أكثر من مرة في طوايا كلام ابن تيمية وابن عثيمين والسيوطي والمعلمي اليماني، أن الإنسان إذا لم يعذر بجهل فما الحاجة من أرسل الرسل أليس المرء يولد على الفطرة؟!)
افهم من كلامك هذا انه ليس عندك دليل من كتاب ولا سنة ولا اجماع ولا حتي قياس ، علي ان المشرك لا يسمي مشركا الا بعد البيان ، او ان الذي يسمي مشركا هو فاعل الشرك بعلم لا بجهل ، فليس عندك دليل علي هذا سوي قولك (إذا لم يعذر بجهل فما الحاجة من أرسل الرسل أليس المرء يولد على الفطرة) ، وعلي اعتباره دليلا ، اذن فقل لنا ما وجه الدلاله في قولك هذا علي ان المشرك لا يسمي مشركا الا بعد البيان ، او ان الذي يسمي مشركا هو فاعل الشرك بعلم لا بجهل ؟ وارجو التركيز في الاجابة عن هذا دون ما سواه

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-28, 02:48 AM
وليس الإشكال في تسميته مشتركا أو لا، فهذه أهون الأمرين، وإنما الإشكال في الأحكام التي بنيتها على التسمية قبل إنتفاء الموانع وإقامة الحجة. وهل كل من بلغه الحجة فهمها على مرادها؟؟؟؟

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-28, 02:50 AM
وأنت قلت في طوايا كلامك أن الخلاف في مسألة العذر بالجهل غير سائغ، فما الحاجة لكل هذا النقاش؟
؟؟؟

ابن أمارة
2020-05-28, 08:01 AM
وأنت قلت في طوايا كلامك أن الخلاف في مسألة العذر بالجهل غير سائغ، فما الحاجة لكل هذا النقاش؟
؟؟؟

وهل هذا سؤال يحتاج الي جواب ، بالطبع لنبطل الباطل ، ونبين الحق ، ونبين سبيل سلفنا ، وننقي الزور عن ديننا ، وليتبين للقارئ من يتكلم بالحجة والدليل ، ومن يتهرب من ذكر اي دليل ، ومن يجعل دليله كتاب الله وسنة رسوله العدنان ، ومن يتخبط ويجعل دليله قول فلان ، ولعل الله ان يهدي بقولنا الشريد ، وما ذلك علي الله ببعيد ، فلعلك علمت ابا البراء الان لماذا النقاش هنا

محمدعبداللطيف
2020-05-28, 03:31 PM
حاصل هذا أنك لا تعذر بالجهل مطلقا، وإلا ما قيمة إقامة الحجة وانتفاء الموانع، مادمت تعتقد هذا في الجاهل ؟
وإلا ما قيمة إقامة الحجة قال الشيخ صالح ال الشيخ على كل حال شوف أنتَ: إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط، فقد يكون هذا الداعي من دعا غير الله أو استغاث بغير الله، هذا نطلق عليه الكفر، الشرك، والشرك أحسن؛لأنّ الكفر فيه تفصيل فيه كفر ظاهر وباطن، أما الشرك فنطلق عليه الشرك، هو الذي كان يستعمله علماؤنا السابقين؛ يقولون فهو مشرك، فهو مشرك، فهو مشرك، أو هو كافر الكفر الذي يترتب عليه أحكام الدنيا إذا كان أقيمت عليه الحجة،أو الكفر الظاهر إذا لم تُقَم عليه الحجة، هذه المسألة مهمة.[جلسه خاصة للشيخ]
ويقول الشيخ صالح ايضا-ما دام أنه مشرك بالله جل وعلا، فعل الشرك، فإنه يطلق عليه أنه مشرك كافر، لكن الشرك الذي يُطلق عليه لا تستباح به أمواله ولا يستباح به دمه، بل ذلك موقوف على البيان، موقوف على الدعوة، لابد من البيان والدعوة قبل الاستباحة، لكن الحكم عليه، يُحكم عليه بأنه مشرك وتُرتَّب عليه أحكام الكفار في الدنيا، ولكن لا يشهد عليه بأحكام الكفار في الآخرة؛ يعني بأنه من أهل النار حتى نعلم أنه رد الحجة الرسالية بعد بيانها له بعد أن أقامها عليه أهل العلم، أو أنه قاتل تحت راية الكفر."اهـ
(من شرح المسألة الأولى من كتاب مسائل الجاهلية)

-ويقول-إذا لم تقم الحجة هل يكفر عبدة القبور أم لا؟ الجواب نعم، من قام به الشرك فهو مشرك الشرك الأكبر من قام به فهو مشرك، وإنما إقامة الحجة شرط في وجوب العداء، كما أن اليهود والنصارى نسميهم كفار، هم كفار ولو لم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أصلا، كذلك أهل الأوثان والقبور ونحو ذلك من قام به الشرك فهو مشرك، وترتَّب عليه أحكام المشركين في الدنيا، أما إذا كان لم تقم عليه الحجة فهو ليس مقطوعا له بالنار إذا مات، وإنما موقوف أمره حتى تقام عليه الحجة بين يدي الله جل وعلا.
فإذن فرق بين شرطنا لإقامة الحجة، وبين الامتناع من الحكم بالشرك، من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة، فإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله جل وعلا..."اهـ
وانتفاء الموانع،
قال الشيخ صالح ال الشيخ -انتفاء الموانع وثبوت الشروط،- أنها جعلت تبعا لمسألة إقامة الحجة، وإنما جعلت هذه في مسائل الأحكام والأسماء؛ يعني هل يكفر؟ الكفر متى يطلق؟ البدعة متى تطلق؟ الفسق متى يطلق؟ ونحو ذلك، هذه الأسماء، وهذه الأوصاف هي التي قال فيها أهل العلم: لا بد حين إطلاقها على المعين أن تجتمع الشروط وأن تنتفي الموانع، أما في إقامة الحجة فلا أذكر أحدا قال بذلك.
ويقول الشيخ صالح- الحكم بعدم الإيمان الحكم بالتكفير بعد معرفة الكفر، بعد قيام الكفر بالمعين أو قيام الكفر بالطائفة، الحكم بالتكفير إنما هو لأهل العلم ليس لكل أحد؛ لأن تحقيق اتصاف هذا المسلم لمكفر من المكفرات حتى يُخرج من دين إلى دينه هذه مسألة تحتاج إلى نظر عالم مجتهد فقيه يعرف الشروط ويعرف المونع ويعرف ما يعذر به المرء وما لا يعذر به ونحو ذلك حتى يتم هذا الأمر.
وإذا تقرر هذا فالأحكام هذه دائرة على الظاهر، بمعنى أنّ من قام به الكفر فهو كافر ظاهرا، ولا يقال له كافر ظاهرا وباطنا؛ يعني يكون كفرا يكون مرتدا كالمشركين في أحكام الدنيا والآخرة إلا إذا قامت عليه الحجة.
فهناك أحكام دنيوية وهناك أحكام أخروية، فأحكام الدنيا بحسب الظاهر وأحكام الآخرة بحسب الظاهر والباطن، والعباد ليس عليهم إلا الظاهر، وربنا جل وعلا يتولى السرائر.
فإذا أظهر طائفة كفرا أو معين كفرا فإنه يكفره العالم إذا قامت الشروط وانتفت الموانع يكفره بعينه، ومن قام به الكفر أو قام به الشرك سواء كان معذورا أو غير معذور؛ يعني لم تقم به الحجة فهو كافر ومشرك ظاهرا.
فإذن من قام به الشرك فهو مشرك؛ لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛ نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.
أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة.
فهناك شيء متعلق بالمكلف من حيث هو و هناك شيء يتعلق بالإمام.
فإذن صار عندنا أشياء متعلقة بالظاهر، وأخرى بالباطن، الباطن يتبعه بعض أحكام الدنيا كالاقتتال ونحو ذلك بعد إقامة الحجة والباطن يتبعه الأحكام الأخروية لقوله جل وعلا ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً?[الإسراء:15]، لهذا أجمع أهل العلم على أن أهل الفَتْرة كفار مشركون لا يوصفون بإسلام ولا يقال عنهم إنهم ليسوا بكفار وليسوا بمشركين؛ بل هم كفار مشركون لأنه قام بهم الكفر والشرك وحالهم يوم القيامة من جهة التعذيب هذا على التفصيل المعروف عندكم في أهل الفترة والتحقيق فيه أن الله جل وعلا يبعث لهم رسولا في عرصات القيامة فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
هل علمت اخى الفاضل- ابو البراء - فائدة اقامة الحجة
هذا الحوار للاستفادة والافادة من علم الاخوة الافاضل المشاركين فقط لا غير

محمدعبداللطيف
2020-05-28, 03:41 PM
***الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يتفق مع ( أئمة الدعوة ) في مسألة العذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك مع من علم أوفرط أو عاند أو تكبر
أو سمع ..لكن لم يستجب
باستثناء مسألة واحدة وهو الجاهل جهل مطبق عاش بين مسلمين ..لكن لم يعلمه أحد يشبه من نشأ في بادية ..والله اعلم ***


باستثناء مسألة واحدة وهو الجاهل جهل مطبق عاش بين مسلمينبل له بعض الفتاوى يوافق فيها علماء الدعوة فى تسميته مشركا نقلتها فى حوار هادئ مع الاخ الفاضل ابو مالك المدينى على هذا الرابط-https://majles.alukah.net/t159267 (https://majles.alukah.net/t159267/)/--" سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
السؤال : ما مصير المسلم الذي يصوم ويصلي ويزكي ولكنه يعتقد بالأولياء ، والذي يسمونه في بعض الدول الإسلامية اعتقادًا جيدًا ؛ أنهم يضرون وينفعون ، وكما أنه يقوم بدعاء هذا الولي ، فيقول : يافلان لك كذا وكذا إذا شُفِيَ ابني أو ابنتي ، أو : بالله يا فلان . ومثل هذه الأقوال ، فما حكم ذلك وما مصير المسلم فيه ؟
الجواب : تسمية هذا الرجل الذي ينذر للقبور والأولياء ويدعوهم ، تسميته مسلمًا جهلٌ من المسمِّي ، ففي الحقيقة أنّ هذا ليس بمسلم لأنه مشرك . قال الله تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ، فالدعاء لا يجوز إلا لله وحده ، فهو الذي يكشف الضر ، وهو الذي يجلب النفع ، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} ، فهذا وإن صلى وصام وزكى وهو يدعو غير الله ويعبده وينذر له فإنه مشركٌ {قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ." اهـ
وقال:
"ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى أن المدار في الإيمان على القلب لقوله : {مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}[المائدة:41] فالإيمان باللسان ليس إيماناً حتى يكون مبنياً على إيمان القلب وإلا فإنه لا ينفع صاحبه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الإيمان محله القلب لقوله:{وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة:41]، ولكن إذا قال قائل : ألسنا مأمورين بأن نأخذ الناس بظواهرهم : الجواب بلى، نحن مأمورون بهذا، لكن من تبين نفاقه فإننا نعامله بما تقتضيه حاله، كما لو كان معلناً للنفاق فهذا لا نسكت عنه، أما من لم يُعلم بنفاقه فإنه ليس لنا إلا الظاهر، والباطن إلى الله، كما أننا لو رأينا رجلاً كافراً فإننا نعامله معاملة الكافر، ولا نقول إننا لا نكفره بعينه كما اشتبه على بعض الطلبة الآن، يقولون: "إذا رأيت الذي لا يصلي لا تكفره بعينه." كيف لا يكفر بعينه؟!
إذا رأيت الذي يسجد للصنم لا تكفره بعينه لأنه ربما يكون قلبه مطمئن بالإيمان!
فيقال هذا غلط عظيم ، نحن نحكم بالظاهر، فإذا وجدنا شخصاً لا يصلي قلنا: هذا كافر بملئ أفواهنا، وإذا رأينا من يسجد للصنم قلنا: هذا كافر ونعينه ونلزمه بأحكام الإسلام فإن لم يفعل قتلناه، أما في أمر الآخرة فنعم لا نشهد لأحد معين لا جنة ولا بنار إلا من شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- أو جاء ذلك في القرآن."اهـ
[تفسير سورة المائدة:14/وجه:ب]

محمدعبداللطيف
2020-05-28, 04:15 PM
لا نريد اقحام الشيخ ابن عثيمين فى هذه المسألة لان الشيخ ابن عثيمين من مشايخ و علماء الدعوة
الخلاف كل الخلاف مع من ينافحون ويجادلون عن اهل الشرك بحجج اوهى من بيت العنكبوت هذه الحجج التى يعتذرون بها عن اهل الشرك لمَّا راجعت كتب المناؤئين للدعوة وجدت ان شبه المعاصرين اصحاب الجهل كعذر غالبها بل تكاد تكون جميعها مستوحاه من كتب المناوئين لدعوة التوحيد
انظر على سبيل المثال الصواعق الالهية فى الرد على الوهابية لسيمان بن عبد الوهاب اخو الامام محمد ابن عبد الوهاب قبل هدايته الى التوحيد والدين الحق كان يستدل بهذه الشبهه لو راجعت كتابه لوجدت الشبه هى هى - وانظر الى ردود الامام عبد اللطيف ابن عبد الرحمن على داوود العراقى فى منهاج التأسيس والتقديس تجد الامام عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن يرد جميع شبهاتهم فى العذر بالجهل والشبه القديمة ورثها ورثتهم الجدد الشبه هى هى سبحان الله -ليس الامر عند اصحاب الجهل كعذر محصور فى عدم قيام -فهذه مسألة خلافية والصحيح ان من لم تقم عليه الحجة الرسالية معذور لعدم قيام الحجة كما بين ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية واثبت وصف المشرك قبل قيام الحجة كما بينا سابقا -و كلام الائمة بيناه سابقا-
المشكلة الاكبر عند اصحاب العذر بالجهل هى الخلل فهم توحيد الالوهية وقد بينا ذلك فى مواضيع كثيرة جدا -
جعلوا العذر بالجهل غطاء كما قال الشيخ صالح الفوزان جعلوها غطاء للجدال عن اهل الشرك - لذلك حقيقة قولهم انهم لا يكفرون اى احد الا من نص القرأن على اسمه-ولا يكفرون لا الجاهل ولا غيره لا يكفر احد عندهم على الاطلاق - حقيقة قولهم جحد الناقض الثالث من نواقض الاسلام-
قال الشيخ سعد بن عتيق
فإن قضية التكفير والتضليل والتبديع قضية لها جذورها في تاريخ الطوائف الإسلامية ، وكانت سمة ظاهرة وعلامة بارزة للخوارج ومن نحا نحوهم ، ثم جعلت سبة فامتطى الكثير ذراها وتمسكوا بشعفها وتوسلوا بها للنيل ممن حقق التوحيد والمتابعة ليخلصوا من ذلك إلى توسيع دائرة الإسلام ولو جيء بالمكفرات الظاهرة ، وكانت حركة التجديد والإصلاح في القرن الثاني عشر قد أضفت على هذه القضية جلباب الستر بإحسان الظن بالمسلمين وحملهم على ما انطوت عليه ضمائرهم وتجلى في ظاهر أعمالهم ، وفرع القضية العامة ، قضية تكفير المعين وهل يلزم من ذلك قيام الحجة أم لا بد من فهم الحجة .
ناقش الموضوع وأبدى فيه وأعاد العلامة المحدث الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ المتوفى سنة 1319 هـ ، وقد أعرب عن مشربه وأوضح عن معتقد سلفه بإيراد الشواهد والأدلة الشرعية المطابقة للمصالح المرعية ، فلعل القارئ الكريم يجد بغيته في طيات هذه الرسالة الموجزة . والمؤلف لها ممن عاش في الأمصار وجاب الديار ورأى مظاهر الكفر والابتداع لدى الدهماء المنتسبين للإسلام ، وبما أن الرسالة موضوعها لا يزال حديث الساعة أحببنا نشرها مساهمة في التبصير ، ومما نأسف له أننا لم نجد سوى نسخة واحدة بقلم عبد العزيز بن فوزان حررها في عصر المؤلف سنة 1312 هـ ، وذكر أنه نقلها من قلمه وبقدر الإمكان جرى تصحيح بعض الأخطاء الإملائية ونزر يسير من الألفاظ النحوية ، أرجو الله المثوبة وحسن الجزاء والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
قال الشيخ اسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلاّ الله الأحد الصمد الذي لا يستغاث في الشدائد ولا يدعى إلاّ إيّاه فمن عبد غيره فهو المشرك الكفور بنص القرآن ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين الذي قامت به الحجة على العالمين فلا نبي بعده ولا رسول
أما بعد : فقد بلغنا وسمعنا من فريق يدعى العلم والدين وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي واستغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه وكان هذا وأجناسه لا يعبأون بمخالطة المشركين في الأسفار وفي ديارهم بل يطلبون العلم على من هو أكفر الناس من علماء المشركين وكانوا قد لفقوا لهم شبهات على دعواهم يأتي بعضها في أثناء الرسالة ـ إن شاء الله تعالى ـ وقد غروا بها بعض الرعاع من أتباعهم ومن لا معرفة عنده ومن لا يعرف حالهم ولا فرق عنده ولا فهم . متحيزون عن الإخوان بأجسامهم وعن المشايخ بقلوبهم ومداهنون لهم وقد استَوحشوا واستُوحِش منهم بما أظهروه من الشبه وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين وعند التحقيق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الإخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه - ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية ، فإن هذا الجواب من بعض أجوبة العراقي التي يرد عليها الشيخ عبد اللطيف وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدلهم فقال نكفر النوع ولا نعين الشخص()إلا بعد التعريف ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد - قدس الله روحه - على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبهه، فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك ((من الحور بعد الكور )) ، وما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -أنه ذات يوم يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل و لا يتعجب ولا يبحث حتى جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها فقال الرجل ما هذه كيف ذلك فقال الشيخ قاتلك الله ذهب حديثنا منذ اليوم لم تفهم ولم تسأل عنه فلما جاءت هذه السقطة عرفتها أنت مثل الذباب لا يقع إلا على القذر أو كما قال ونحن نقول الحمد لله وله الثناء نسأله المعونة والسداد ولا نقول إلا كما قال مشايخنا الشيخ محمد في إفادة المستفيد وحفيده في رده على العراقي وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم ومما هو معلوم بالإضطرار من دين الإسلام أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأمة المعتبر وهو ما كان عليه الصحابة وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك فمن تقرر عنده الأصل تقريراً لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته إذ لا معصوم إلا النبي ومسألتنا هذه وهي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة هي أصل الأصول وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله فإنه يستتاب فإن تاب وإلاّ قتل لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين كمسائل نازع بها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة أو في مسألة خفية كالصرف والعطف وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين ولا يدخلون في مسمى الإسلام وهل يبقى مع الشرك عمل والله تعالى يقول : { لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق{ إن الله لا يغفر أن يشرك به { ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله} إلى غير ذلك من الآيات ولكن هذا المعتقد يلزم منه معتقد قبيح وهو أن الحجة لم تقم على هذه الأمة بالرسول والقرآن نعوذ بالله من سوء الفهم الذي أوجب لهم نسيان الكتاب والرسول بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع ولا يستغفر لهم وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة وهذه الشبهة التي ذكرنا قد وقع مثلها أو دونها لأناس في زمن الشيخ محمد رحمه الله ولكن من وقعت له يراها شبهة ويطلب كشفها وأما من ذكرنا فإنهم يجعلونها أصلاً ويحكمون على عامة المشركين بالتعريف ويجهلون من خالفهم فلا يوفقون للصواب لأن لهم في ذلك هوى وهو مخالطة المشركين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الله أكبر ما أكثر المنحرفين وهم لا يشعرون ونحن ذكرنا هذه المقدمة لتكون أدعى لفهم ما سيأتي من الحجج على هذه المسألة .

- اما الشيخ الامام ابن عثيمين فهو من مشايخنا ومن ائمتنا ونعرف كيف ندافع عنه-
لا يمكن على الاطلاق خلط الاوراق - فالمجادلين عن عباد القبور بالشبه الواهية شئ - وكلام الشيخ الامام ابن عثيمين شئ آخر-

اصحاب قضية العذر بالجهل فنعرف سلفهم ومنهجهم وائمتهم جيدا فى هذه المسألة

محمدعبداللطيف
2020-05-28, 04:58 PM
الخلاصة ان مسألة العذر بالجهل مسألة قديمة ظهرت من خصوم دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب للرد على تكفير الامام محمد ابن عبد الوهاب للقبوريين والبراءة منهم وجهادهم بعد الدعوة ولكن خصوم الدعوة تلقفوا هذه الشبهه للرد على دعوة الامام وقد رد الامام هذه الشبهه فى كثير من رسائله وكذلك اولاده واحفاده وتلامذته بينوا هذا المسألة وانها من مقتضيات التوحيد وانه لا يصح اسلام الا بالبراءة من الشرك واهله وتكفيرهم-
ولكن المناوئين للدعوة ما فتئوا فى كل زمان ومكان ان يقحموا مسألة الجهل - وخلطوا بين جميع انواع الجهل وهذا ظاهر جدا فى كتبهم ولكن علماء الدعوة ردوا هذا الخلط وبينو ان الجهل ليس عذرا فى الجملة وان الانسان يعذر لعدم البيان ولعدم قيام الحجة الرسالية لا لمجرد الجهل -
اما هؤلاء فجعلوا كل جهل عذرا
وفتش تجد ما يجعل الحليم حيران بسبب هذا الشبهات
فتش تجد الطوام
بل اثناء مراجعتى لبعض كتب المعاصرين وجدت فى بعض الاحيان ينقلون شبهات خصوم الدعوة بالاخطاء بالحرف واللفظ - فالله اكبر ما اكثر المنحرفين من حيث لا يشعرون
وهذه بعض مقتطفات من رسالة الشيخ اسحاق ابن عبد الرحمن تبين منهج علماء الدعوة من مسألة البراءة من المشركين وتكفيرهم
قال الشيخ اسحاق ابن عبد الرحمن
ولكن العجب من أهل الدين والتوحيد لانبساطهم مع هذا الجنس الذين أرادوا أن يقرنوا بين المشركين والموحدين وقد فرق الله بينهم في كتابه وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
.... فتأمل كلامه في التفرقة بين المقالات الخفية وبين ما نحن فيه في كفر المعين وتأمل تكفيره رؤساءهم فقف وتأمل كما قال الشيخ وهذا القدر كافٍ في ردّ هذه الشبهة وقد جعلها شيخ الإسلام قدس الله روحه من الأمور الظاهرة حتى اليهود والنصارى يعلمون ذلك من دين الإسلام ومن وصفنا لك عَمِىّ عن ذلك ولعله يقرأها ويقررها ولكن حيل بينه وبين تنـزيلها على الواقع من الناس وهذا له أسباب منها عدم الخوف على النفس من الزيغ والانقلاب وقد خاف السلف من ذلك وقد يكون للإنسان هوي يمنعه عن معرفة الحق واستخراجه من النصوص كما ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في بعض رسائله التي ذكر صاحب التاريخ أنه قال :(ومن ذلك أن نقرر المسألة في أصل الدين سنة كاملة على بعض الطلبة فيعرفها ويتصورها ثم إذا وقعت لا يفهمها ) قف وتأمل ومن ذلك أنه ذكر أن بعض علماء الوشم قرر التوحيد في بعض مراسلته للشيخ محمد وسأله هل أصاب أم لا ، فقال له :( تقريرك التوحيد حق وقد أصبت لكن الشأن في العمل بعد المعرفة فإنك لما قدم بلدكم بعض رسائل أعداء الدين في سب الدين و أهله مشيت معهم ولم تنابذهم ولم تفارقهم ) أو كما قال فتأمل ذلك ( فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ) تأمل كلام الشيخ في تنـزيله على صاحب الرسالة أن المنافقين وإن تحيزوا إلى عبادة الطاغوت ثم حكم عليه بالردة ومن أعظم ما حكى عنه الشيخ أن توقف في تكفير المعين وأن الذي منعه من الهجرة بأهله ما في يده من البضائع وخوف الفقر ثم انظر حال من ذكرنا ومن شاكلهم في رحلتهم للمشركين وقراءتهم عليهم وطلب العلم بزعمهم منهم هذا أقروا به وهو مما علم منهم وإلا فهم يتهمون بموالاتهم والركون إليهم ومن المصائب أنه إذا قدم هذا الجنس على المسلمين عاملوهم بمثل معاملتهم قبل الذهاب للمشركين من الإكرام والتحية وقد يظهر منهم حكاية وثناء على بلاد المشركين واستهجان المسلمين وبلادهم مما يعلم أنه لا يظهر إلا من سوء طوية ويبقون على ذلك دائماً .

وقليل من يستنكر ذلك منهم وأما كون أحد يخاف عليهم الردة والزيغ بسبب أفعالهم فلا أظن ذلك يخطر ببال أحد فكأن هذه الأحكام الشرعية التي يحكم بها على من صدر منه ما ينافيها كما ذكر الشيخ وشيخ الإسلام قبله في أناس كانوا فبانوا كما ذكر داعية أولئك المشاهير الذين تقدم ذكرهم فانظر حالك وتفكر فيما تعتقده فإن تنج منه تنج من ذي عظيمة وإلا فلا عجب ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ومن الدليل على مسألتنا ما كتب الشيخ تعالى إلى عيسى بن قاسم وأحمد بن سويلم لما سألاه عن قول شيخ الإسلام تقي الدين قدس الله روحه من جحد ما جاء به الرسول وقامت عليه الحجة فهو كافر فأجاب بقوله:( إلى الأخوين عيسى بن قاسم وأحمد بن سويلم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، ما ذكرتموه من كلام الشيخ كل من جحد كذا وكذا وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم هل قامت عليهم الحجة أم لا فهذا من العجب العجاب كيف تشكون في هذا وقد وضحته لكم مراراً فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام أو الذي نشأ ببادية بعيدة أو يكون ذلك في مسائل خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يُعّرف وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله هي القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجةوفهم الحجة.................... وتأمل كلام الشيخ أن كل من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة وإن لم يفهم ذلك وجعله هذا هو السبب في غلط من غلط وأن جعل التعريف في المسائل الخفية ومن حكينا عنه جعل التعريف في أصل الدين وهل بعد القرآن والرسول تعريف ثم يقول هذا اعتقادنا نحن ومشايخنا نعوذ بالله من الحور بعد الكور وهذه المسألة كثيرة جداً في مصنفات الشيخ محمد لأن علماء زمانه من المشركين ينازعون في تكفير المعين فهذا شرح حديث عمرو بن عبسة من أوله إلى آخره كله في تكفير المعين حتى أنه نقل فيه عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن من دعا عليّ فقد كفر ومن لم يكفره فقد كفر وتدبر ماذا أودعه من الدلائل الشرعية التي إذا تدبرها العاقل المنصف فضلاً عن المؤمن عرف أن المسألة وفاقية ولا تشكل إلاّ على مدخول عليه في اعتقاده وقد ذكر الشيخ سليمان بن عبدالله تعالى في شرح كتاب التوحيد في مواضع منه:( أن من تكلم بكلمة بكلمة التوحيد وصلى وزكى ولكن خالف ذلك بأفعاله وأقواله من دعاء الصالحين والإستغاثة بهم والذبح لهم أنه شبيه باليهود والنصارى في تكلمهم بكلمة التوحيد ومخالفتها ) فعلى هذا يلزم من قال بالتعريف للمشركين أن يقول بالتعريف لليهود والنصارى ولا يكفرهم إلا بعد التعريف وهذا ظاهر بالاعتبار جداً...................... .......وأما كلام الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن تعالى على هذه المسألة فكثير جداً فنذكر من ذلك شيئاً يسيراً لأن المسألة وفاقية والمقام مقام اختصار فلنذكر من كلامه ما ينبهك على الشبه التي استدل بها من ذكرنا في الذي يعبد قبة الكواز وأن الشيخ توقف في تكفيره ونذكر أولاً مساق الجواب وما الذي سيق لأجله وهو أن الشيخ محمد ومن حكى عنه هذه القصة يذكرون ذلك معذرة له عن ما يدعيه خصومه عليه من تكفير المسلمين وإلاّ فهي نفسها دعوى لا تصلح أن تكون حجة بل تحتاج للدليل وشاهد من القرآن والسنة ومن فتح الله بصيرته وعوفي من التعصب وكان ممن اعتنى برسائل الشيخ ومصنفاته علم علماً يقيناً أن الشيخ بَيَّنَ هذه المسألة بياناً شافياً وجزم بكفر المعين في جميع مصنفاته ولا يتوقف في شيء منها ولنرجع إلى مساق الجواب الذي أشرنا إليه .
قال الشيخ عبداللطيف على قول العراقي: (قد كفرتم الحرمين وأهلها ) فذكر كلامه وأجاب عنه -إلى أن قال- : قال العراقي: ( ومن المعلوم أن المنع من تكفير المسلمين الذين تكلموا في هذا الباب وإن أخطأوا من أحق الأغراض الشرعية وهو إذا اجتهد فله أجران إن أصاب وإن أخطأ فله أجر واحد ) انتهى كلام العراقي والجواب أن يقال هذا الكلام من جنس تحريفه الذي قررناه فإن في هذا تحريفين أحدهما أنه أسقط السؤال وفرضه في التكفير في المسائل التي وقع فيها خلاف ونزاع بين أهل السنة والجماعة والخوارج والروافض فإنهم كفروا المسلمين وأهل السنة بمخالفتهم فيما ابتدعوه وما أصلوه ووضعوه وذهبوا إليه وانتحلوه فأسقط هذا خوفاً من أن يقال دعاء أهل القبور وسؤالهم والإستغاثة بهم ليست من هذا الباب ولم يتنازع في هذه المسألة المسلمون بل هي مجمع على أنها من الشرك المكفر كما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية وجعلها مما لا خلاف في التكفير بها فلا يصح حمل كلامه هنا على ما جزم هو بأنه كفر مجمع عليه ولو صح حمل هذا العراقي لكان قوله قولاً مختلفاً وقد نزهه الله وصانه عن هذا فكلامه متفق يشهد بعضه لبعض إذا عرفت هذا عرفت تحريف العراقي في إسقاطه بعض الكلام وحذفه وأيضاً فالحذف لأصل الكلام يخرجه عن وجهه وإرادة المقصود .
التحريف الثاني : أن الشيخ قال أصل التكفير للمسلمين وعبارات الشيخ أخرجت عباد القبور من مسمى المسلمين كما سننقل جملة من عباراته في الحكم عليهم بأنهم لا يدخلون في المسلمين في مثل هذا الكلام – فذكر كلاماً فيما أخطأ من المسلمين في بعض الفروع- إلى أن قال- : فمن اعتقد في بشر أنه إله أو دعا ميتاً وطلب منه الرزق والنصر والهداية أو توكل عليه أو سجد له فإنه يستتاب فإن تاب وإلاّ ضربت عنقه . انتهى . .....................فبطل استدلال العراقي وانهدم من أصله كيف يجعل النهي عن تكفير المسلمين متناولاً لمن يدعو الصالحين ويستغيث بهم مع الله ويصرف لهم من العبادات ما لا يستحق إلا الله وهذا باطل بنصوص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة ومن عجيب جهل العراقي أنه يحتج على خصمه بنفس الدعوى والدعوى لا تصلح دليلاً فإن دعوى العراقي لإسلام عباد القبور تحتاج دليلاً قاطعاً على إسلامهم فإذا ثبت إسلامهم منع من تكفيرهم والتفريع ليس مشكلاً ومعلوم أن من كفر المسلمين لمخالفة رأيه وهواه كالخوارج والرافضة أو كفر من أخطأ في المسائل الاجتهادية أصولاً وفروعاً فهذا ونحوه مبتدع ضال مخالف لما عليه أئمة الهدى ومشايخ الدين ومثل شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب لا يكفر أحداً بهذا الجنس ولا من هذا النوع وإنما يكفر من نطق بتكفيره الكتاب العزيز وجاءت به السنة الصحيحة وأجمعت على تكفيره الأمة كمن بدل دينه وفعل فعل الجاهلية الذين يعبدون الملائكة والأنبياء والصالحين ويدعونهم مع الله فإن الله كفرهم وأباح دماءهم وأموالهم وذراريهم بعبادة غيره نبياً أو ولياً أو صنماً لا فرق في الكفر بينهم كما دل عليه الكتاب العزيز والسنة المستفيضة............ ............................. مع أن العلامة ابن القيم جزم بكفر المقلدين لشيوخهم في المسائل المكفرة إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته وتأهلوا لذلك فأعرضوا ولم يلتفتوا ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل فهو عنده من جنس أهل الفترة ممن لم تبلغه دعوة رسول من الرسل وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وسيأتيك كلامه وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضة أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله .........................
وقد حيل بين العير والنزوان بما من الله به من كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وبما جاء به محمد عبد الله ورسوله من الحكمة والهدى والبيان لحدود ما أنزل الله عليه

ولا يزال الله سبحانه وتعالى يغرس لهذا الدين غرساً تقوم به حججه على عباده ويجاهدون في بيان دينه وشرعه من ألحد في كتابه ودينه وصرفه عن موضوعه )

أحمد عامري
2020-05-28, 07:19 PM
قال تعالى :
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)



رب العالمين سماه (مشرك )قبل أن يسمع كلام الله ...ووصفهم بأنهم لا يعلمون
وقال تعالى : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)
وهنا سماهم كفار ومشركين ..قبل أن تأتيهم البينة وقيام الحجة والأسماء والأحكام : لا تنضبط إلا بقواعدها الشرعية المبثوثة في الكتاب والسنة

وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما يلي:
(كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة، إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي، وصاحب قبر، أو شيخ طريق يعتبر كافراً مرتداً عن الإسلام، مشركاً مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله، ولكنه قد يعذر لجهله، فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة، ويمهل ثلاثة أيام إعذاراً إليه ليراجع نفسه عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته...فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة، لا ليسمى كافراً بعد البيان، فإنه يسمى كافراً بما حدث منه من سجود لغير الله مثلاً)
ومن خلال ما سبق ندرك خطأ إطلاق القول بأن الجهل عذر في أصل الدين وفي غيره، كما أن إطلاق القول بأن الجهل ليس عذراً خطأ أيضاً، بل لابد من التفريق بين ما كانت المخالفة فيه بمناقضته أصل الدين ونحوه من الأمور الظاهرة والمعلومة من الدين بالضرورة، وما كانت المخالفة فيه متعلقة بأمور تحتاج إلى بيان وتفصيل، كما أنه لابد من التفريق بين أحكام الدنيا (ظاهراً)، وأحكام الآخرة (باطناً)

محمدعبداللطيف
2020-05-28, 07:25 PM
ومن خلال ما سبق ندرك خطأ إطلاق القول بأن الجهل عذر في أصل الدين وفي غيره، كما أن إطلاق القول بأن الجهل ليس عذراً خطأ أيضاً، بل لابد من التفريق بين ما كانت المخالفة فيه بمناقضته أصل الدين ونحوه من الأمور الظاهرة والمعلومة من الدين بالضرورة، وما كانت المخالفة فيه متعلقة بأمور تحتاج إلى بيان وتفصيل، كما أنه لابد من التفريق بين أحكام الدنيا (ظاهراً)، وأحكام الآخرة (باطناً)



نعم بارك الله فيك

محمدعبداللطيف
2020-05-28, 07:51 PM
وقال المعلمي : " فنحن وإن قلنا في صورةٍ من صور السؤال ونحوها : إنَّ هذا دعاءٌ لغير الله تعالى و عبادةٌ و شرك ، فليس مقصودُنا أن كلَّ من فعل ذلك يكون مشركًا ، وإنما يكون مشركًا مَنْ فَعَلَ ذلك غيرَ معذور،فأما من فعلها معذورًا ، فلعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم
فلعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم الله اكبر - انظر كيف أودى الجدال عن اهل الشرك والجهل-
واقول انظر الى خير عباد الله على الاطلاق وأتقاهم وأفضلهم - ماذا قال له الرب جل وعلا
قال جل وعلا لأفضل البشر وسيدهم على الاطلاق -
قال - لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ-
هذا خير عباد الله على الاطلاق إنْ اشرك ليحبطن عمله
فكيف بما دونه -
بل كيف بهؤلاء الجهال الغارقين فى الشرك- هل يمكن ان نقول لعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم-
هل يمكن لمن عدل بالله واشرك معه غيره ان يكون خير عباد الله واتقاهم وافضلهم حتى لو فرضنا الاعتذار بالجهل-
ماذا بقى إذاً للانبياء والمرسلين بل وخيار الامة بعد الانبياء والمرسلين-اذا كان هذا المشرك الجاهل لعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، و أفضلهم و أتقاهم-
سبحانه وتعالى و تقدس وتنزه وتعاظم عما يصفه هؤلاء الجهلة الضالون
نعم لقد إنقلبت الموازين -
وصار الرجل يكفر ويبدع بتجريد التوحيد والمتابعة ويقال وهابى
خارجى يكفر عباد الله الصالحين من عباد القبور الجهال ومن على شاكلتهم

محمدعبداللطيف
2020-05-28, 08:00 PM
قضية التكفير والتضليل والتبديع قضية لها جذورها في تاريخ الطوائف الإسلامية ، وكانت سمة ظاهرة وعلامة بارزة للخوارج ومن نحا نحوهم ، ثم جعلت سبة فامتطى الكثير ذراها وتمسكوا بشعفها وتوسلوا بها للنيل ممن حقق التوحيد والمتابعة ليخلصوا من ذلك إلى توسيع دائرة الإسلام ولو جيء بالمكفرات الظاهرة نعم وهذا ظاهر جدا فى مقالاتهم ومنتدياتهم لا يحتاج الى كثير بيان
فإلى الله نشكو غربة الدين والهدى
وفقدانه من بين من راح أو غدا
فعاد غريبا مثل ما كان قد بدا
على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى
فقد طمست أعلامه في العوالم
تظنون أن الدين لبيك في الفلا
وفعل صلاة والسكوت عن الملا
وسالم وخالط من لذا الدين قد قلا
وما الدين إلا الحب والبغض والولا
كذاك البراء من كل غاو وآثم
واعذرونى إن قلت من سورة الممتحنة وطبَّقت
( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=4804&idto=4804&bk_no=50&ID=4865#docu) )

محمدعبداللطيف
2020-05-29, 12:04 AM
ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم ؟ .
ليس كل من يعذر بالجهل فى مصاف واحد هم درجات- وانا أُرَكِّز دائما على من جعل هذه الشبه عكازة وغطاء للجدال عن اهل الشرك- وهذا الصنف هو الذى يملأ الافاق اليوم بشبهاته
وهؤلاء لا يدخلون مع المرجئة فى مذهبهم
مذهب المرجئة معروف فى إرجاء الاعمال وأصحاب الذنوب العملية -
أما الصنف المشار اليه فيرجئون الشرك
لا يمكن ابدا ان نسوى بين من يرجئ الذنوب العملية ومن يرجئ الشرك الاكبر المحبط لجميع الاعمال

أما الشيخ الامام ابن عثيمين رحمه الله فهو شيخنا وإمامنا ولا يُنقِص مناقشة قوله -من قدره رحمه الله
وهو علمنا ذلك رحمه الله

وانما الرد والنقض عندى متوجه كما سبق آنفا لمن جعل القضية الموسومة بالعذر بالحهل غطاء للدفاع عن عباد القبور- ومن الطوام التى قرئتها لبعضهم انه يعتذر عن الامام محمد ابن عبد الوهاب بأنه لا يكفر عابد الصنم - والرد عليه قد مرَّ سابقا فى كلام الشيخ الامام اسحاق ابن عبد الرحمن فى قوله
وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي واستغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه وكان هذا وأجناسه لا يعبأون بمخالطة المشركين في الأسفار وفي ديارهم بل يطلبون العلم على من هو أكفر الناس من علماء المشركين وكانوا قد لفقوا لهم شبهات على دعواهم يأتي بعضها في أثناء الرسالة ـ إن شاء الله تعالى ـ وقد غروا بها بعض الرعاع من أتباعهم ومن لا معرفة عنده ومن لا يعرف حالهم ولا فرق عنده ولا فهم . متحيزون عن الإخوان بأجسامهم وعن المشايخ بقلوبهم ومداهنون لهم وقد استَوحشوا واستُوحِش منهم بما أظهروه من الشبه وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين وعند التحقيق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الإخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه - ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ،
فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية

محمد طه شعبان
2020-05-29, 05:39 AM
الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا على هذا النقاش العلمي، وأرى أن الموضوع أخذ كفايته من البحث، ولذلك سنقوم بغلق الموضوع، بارك الله فيكم.