مسلم الغريب
2020-04-13, 09:48 AM
مما يحتج به بعض الأفاكين المقتدين بالروافض الأنجاس الطاعنين في أم المؤمنين ما نقلوه عن ابن تيمية من أنها كانت جاهلة بعلم ولم تعلم أن الله يعلم كل شيء حتي سألت رسول الله فأخبرها .
وقد استدلوا علي إفكهم بما روي عنها أنها قالت لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - في حديث طويل : " مهما يكتم الناس يعلمه الله " قال : «نعم»
وفي رواية أنها قالت : "مهما يكتم الناس فقد علمه الله" قال : «نعم»
وعند مسلم أن "نعم" من قولها ، وأكثر الروايات أنها من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم .
قالوا : هذا دليل علي جهلها بعلم الله .
قلت : لا أدري كيف فهموا من هذا الحديث ما يقولون ، أما إنهم لم يفهموا بل أخذوه عن ابن تيمية وأتي به ابن تيمية من عنده ليستدل لقواعده التي وضعها في إعذار الجهمية ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما قولها : " مهما يكتم الناس من شيء فقد علمه الله " فإنه ليس بسؤال والعرب تخبر بمهما ولا تسأل بها إلا أن يكون سؤالا بطريقة الكلام ، فصرف كلامها من الخبر -
وهو الأصل والظاهر - إلي السؤال يحتاج إلي دليل أني لهم أن يأتوا به .
مثل قولك : "فلان في الدار" تخبر أنه فيها
و قولك : "فلان في الدار ؟" تعني : "أهو في الدار ؟"
فليت شعري كيف عرفوا أنها كانت تسأل ؟!
غير أنهم لم يعرفوا إنما أخذوه من ابن تيمية
ثم زعموا أن قولها في رواية مسلم : "نعم" مردود بأن قول : "نعم" في بقية الروايات هو من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم .
فقالوا : تعارضت الروايات فنرد ما رواه مسلم ونقبل بقية الروايات التي فيها أن قول : «نعم» هو من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وهذا دليل علي جهل أم المؤمنين بعلم الله ودليل علي أن الجهمية مسلمون مؤمنون كاملوا الإيمان لا يضرهم ما أتوا به من الكفر والزندقات والإلحاد والبوائق كما لم يضر أم المؤمنين أن جهلت أن الله يعلم كل شيء .
قلت : لا أدري بأي شيء ردوا رواية مسلم ولا بأي شيء رموا أم المؤمنين بالكفر ولا بأي شيء جعلوا الجهمية من أئمة المؤمنين.
أما الرواية التي فيها : قالت : "نعم" فإنها صدقت كلامها ، والعرب تصدق الخبر بقولها : نعم . وليس في ذلك دليل علي أنها كانت تسأل وأنها كانت جاهلة .
وباقي الروايات فيها أن رسول الله صدق قولها بقوله : «نعم» فإن العرب كما تقدم تصدق الخبر بقولها : نعم .
فلا تعارض بين الروايات ولا مطعن في المؤمنين ولا براءة للجهمية من كفرهم الذي أجمع عليه السلف رحمهم الله .
ثم إن هؤلاء الأفاكين إذ زعموا أنها كانت تسأل فكيف عرفوا أنها سألت لجهل ؟ أوليس قد يسأل المرء وهو يعلم جواب سؤاله ؟ غير أنه سوء الظن بأهل رسول الله والاقتداء بأهل الرفض أعداء الله ورسوله .
وكيف يزعمون أن الجهل بعلم الله مما يخفي علي المرء ولا حرج علي المسلم أن يخفي عليه أن الله يعلم كل شيء فقد خفي ذلك علي أعلم نساء هذه الأمة ، فخفاؤه علي من سواها أهون !!
ألم يعلموا أن الله أنكر علي المشركين عين هذا القول الذي يرمون به أم المؤمنين وتوعدهم عليه نار جهنم وبئس المصير .
قال الله تعالي : { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ }
روي ابن جرير عن ابن مسعود أنه قال : " إني لمستتر بأستار الكعبة, إذ دخل ثلاثة نفر, ثقفي وختناه قرشيان, قليل فقه قلوبهما, كثير شحوم بطونهما, فتحدثوا بينهم بحديث, فقال أحدهم: أترى الله يسمع ما قلنا؟ فقال الآخر: إنه يسمع إذا رفعنا, ولا يسمع إذا خفضنا. وقال الآخر: إذا كان يسمع منه شيئا فهو يسمعه كله, قال: فأتيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فذكرت ذلك له, فنـزلت هذه الآية: { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ } حتى بلغ { وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ } "
وقد كان غلاة القدرية ينكرون علم الله ولم يعذرهم الصحابة بل كفروهم وأخرجوهم من الملة ولو كان في ذلك عذر لكانوا أولي به إذ إنهم لم يكن عندهم علم كعلم أم المؤمنين فإن كانت علي قدرها وعلمها جهلت مثل ذلك فلم يعاتبها عليه رسول الله فغيرها حقيق بأن يعفي عنه ولا يعاتب في ما أتي من الكفر .
وكذلك الجهمية أجمع السلف علي كفرهم لإنكارهم علم الله ولم يعذرهم أحد ولا نافح عنهم أحد وقد روي السلف هذا الحديث ودونوه وكانوا أعلم بتأويله منا ولم يمنعهم ذلك من تكفير الجهمية وإباحة دمائهم والأمر بإعادة الصلاة لمن صلي خلفهم وإن صلي سنين طوالا ، فأين سلف أولئك فيما يدعون .
قالوا : وهل بعد كلام ابن تيمية يحتاج إلي سلف ؟!!
وقد استدلوا علي إفكهم بما روي عنها أنها قالت لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - في حديث طويل : " مهما يكتم الناس يعلمه الله " قال : «نعم»
وفي رواية أنها قالت : "مهما يكتم الناس فقد علمه الله" قال : «نعم»
وعند مسلم أن "نعم" من قولها ، وأكثر الروايات أنها من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم .
قالوا : هذا دليل علي جهلها بعلم الله .
قلت : لا أدري كيف فهموا من هذا الحديث ما يقولون ، أما إنهم لم يفهموا بل أخذوه عن ابن تيمية وأتي به ابن تيمية من عنده ليستدل لقواعده التي وضعها في إعذار الجهمية ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما قولها : " مهما يكتم الناس من شيء فقد علمه الله " فإنه ليس بسؤال والعرب تخبر بمهما ولا تسأل بها إلا أن يكون سؤالا بطريقة الكلام ، فصرف كلامها من الخبر -
وهو الأصل والظاهر - إلي السؤال يحتاج إلي دليل أني لهم أن يأتوا به .
مثل قولك : "فلان في الدار" تخبر أنه فيها
و قولك : "فلان في الدار ؟" تعني : "أهو في الدار ؟"
فليت شعري كيف عرفوا أنها كانت تسأل ؟!
غير أنهم لم يعرفوا إنما أخذوه من ابن تيمية
ثم زعموا أن قولها في رواية مسلم : "نعم" مردود بأن قول : "نعم" في بقية الروايات هو من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم .
فقالوا : تعارضت الروايات فنرد ما رواه مسلم ونقبل بقية الروايات التي فيها أن قول : «نعم» هو من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وهذا دليل علي جهل أم المؤمنين بعلم الله ودليل علي أن الجهمية مسلمون مؤمنون كاملوا الإيمان لا يضرهم ما أتوا به من الكفر والزندقات والإلحاد والبوائق كما لم يضر أم المؤمنين أن جهلت أن الله يعلم كل شيء .
قلت : لا أدري بأي شيء ردوا رواية مسلم ولا بأي شيء رموا أم المؤمنين بالكفر ولا بأي شيء جعلوا الجهمية من أئمة المؤمنين.
أما الرواية التي فيها : قالت : "نعم" فإنها صدقت كلامها ، والعرب تصدق الخبر بقولها : نعم . وليس في ذلك دليل علي أنها كانت تسأل وأنها كانت جاهلة .
وباقي الروايات فيها أن رسول الله صدق قولها بقوله : «نعم» فإن العرب كما تقدم تصدق الخبر بقولها : نعم .
فلا تعارض بين الروايات ولا مطعن في المؤمنين ولا براءة للجهمية من كفرهم الذي أجمع عليه السلف رحمهم الله .
ثم إن هؤلاء الأفاكين إذ زعموا أنها كانت تسأل فكيف عرفوا أنها سألت لجهل ؟ أوليس قد يسأل المرء وهو يعلم جواب سؤاله ؟ غير أنه سوء الظن بأهل رسول الله والاقتداء بأهل الرفض أعداء الله ورسوله .
وكيف يزعمون أن الجهل بعلم الله مما يخفي علي المرء ولا حرج علي المسلم أن يخفي عليه أن الله يعلم كل شيء فقد خفي ذلك علي أعلم نساء هذه الأمة ، فخفاؤه علي من سواها أهون !!
ألم يعلموا أن الله أنكر علي المشركين عين هذا القول الذي يرمون به أم المؤمنين وتوعدهم عليه نار جهنم وبئس المصير .
قال الله تعالي : { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ }
روي ابن جرير عن ابن مسعود أنه قال : " إني لمستتر بأستار الكعبة, إذ دخل ثلاثة نفر, ثقفي وختناه قرشيان, قليل فقه قلوبهما, كثير شحوم بطونهما, فتحدثوا بينهم بحديث, فقال أحدهم: أترى الله يسمع ما قلنا؟ فقال الآخر: إنه يسمع إذا رفعنا, ولا يسمع إذا خفضنا. وقال الآخر: إذا كان يسمع منه شيئا فهو يسمعه كله, قال: فأتيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فذكرت ذلك له, فنـزلت هذه الآية: { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ } حتى بلغ { وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ } "
وقد كان غلاة القدرية ينكرون علم الله ولم يعذرهم الصحابة بل كفروهم وأخرجوهم من الملة ولو كان في ذلك عذر لكانوا أولي به إذ إنهم لم يكن عندهم علم كعلم أم المؤمنين فإن كانت علي قدرها وعلمها جهلت مثل ذلك فلم يعاتبها عليه رسول الله فغيرها حقيق بأن يعفي عنه ولا يعاتب في ما أتي من الكفر .
وكذلك الجهمية أجمع السلف علي كفرهم لإنكارهم علم الله ولم يعذرهم أحد ولا نافح عنهم أحد وقد روي السلف هذا الحديث ودونوه وكانوا أعلم بتأويله منا ولم يمنعهم ذلك من تكفير الجهمية وإباحة دمائهم والأمر بإعادة الصلاة لمن صلي خلفهم وإن صلي سنين طوالا ، فأين سلف أولئك فيما يدعون .
قالوا : وهل بعد كلام ابن تيمية يحتاج إلي سلف ؟!!