المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله كان ولا شيء



مسلم الغريب
2020-04-13, 08:49 AM
قد صحت أحاديث عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - تخبر بأن للخلق أولا وأن الله كان ولا خلق ومنها حديث عمران بن حصين وفيه : (( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ))

وإن وقع اختلاف في أول المخلوقات فإنه لم يخالف قط من أحد من أهل السنة أن للخلق أولا

قال الإمام أحمد رحمه الله : "وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل: أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا من نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال، لابد له من واحد منها.
إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر، حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه . إن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم، كان هذا كفرًا أيضًا حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء. وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه، ثم لم يدخل فيهم. رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة "

وكذلك قال ابن بطة : " ويقال للجهمي: أليس قد كان الله ولا خلق؟ فيقول: نعم. فيقال له: فحين خلق الخلق أين خلقهم؟ -وقد زعمت أنه لا يخلو منه مكان- أخلقهم في نفسه أو خارجًا عن نفسه؟ فعندها يتبين لك كفر الجهمي، وأنه لا حيلة له في الجواب. لأنه إن قال: خلق الخلق في نفسه. كفر وزعم أن الله خلق الجن والإنس والأبالسة والشياطين والقردة والخنازير والأقذار والأنتان في نفسه، تعالى اله عن ذلك علوًّا كبيرًا. وإن زعم أنه خلقهم خارجًا عن نفسه فقد اعترف أن ههنا أمكنة قد خلت منه.
ويقال للجهمي في قوله: إن الله في كل مكان: أخبرنا هل تطلع عليه الشمس إذا طلعت؟ وهل يصيبه الريح والثلج والبرد؟ ولو أن رجلاً أراد أن يبني بناء أو يحفر بئرًا أو يلقي قذرًا لكان إنما يلقي ذلك ويضعه في ربه. فجلَّ ربنا وتعالى عما يصفه به الملحدون وينسبه إليه الزائغون "

وقال عبد العزيز الكناني لبشر المريسي : تقول إن الله كان ولا شيء، وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا". قال: "بلى". فقلت له: "بأي شيء حدثت الأشياء بعد إذ لم تكن شيئا أهي أحدثت أنفسها أم الله أحدثها"؟ قال: "الله أحدثها". فقلت له: "فبأي شيء أحدثها"؟ قال: "أحدثها بقدرته التي لم تزل". قلت له: "صدقت أحدثها بقدرته أفليس تقول إنه لم يزل قادرا"؟ قال: "بلى. قلت له: فتقول إنه لم يزل يفعل"؟ قال: "لا أقول هذا. قلت له: فلابد من أن يلزمك أن تقول إنه خلق بالفعل الذي كان عن القدرة وليس الفعل هو القدرة لأن القدرة صفة الله ولا يقال لصفة هي الله ولا هي غير الله".
قال بشر: "ويلزمك أيضا أن تقول إن الله أيزل يفعل ويخلق وإذا قلت ذلك فقد أثبت أن المخلوق أيزل مع الله سبحانه وتعالى".
قال عبد العزيز فقلت له: "ليس لك أن تحكم علي وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إذ لم أقل إنه لم يزل فاعلا يفعل فيلزمني مثل ما قلت وإنما قلت إنه أيزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله عز وجل يقدر علي ولا يمنعه منه مانع " قال عبد العزيز: "فقلت يا أمير المؤمنين قد أقر بشر أن الله كان ولا شيء معه وأنه أحدث الأشياء بعد أن لم تكن الأشياء بقدرته، وقلت أنا إنه أحدثها بأمره وقوله عز وجل عن قدرته فلم يخل يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقول قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها فأي ذلك فقد ثبت إن هاهنا إرادة ومريد وقول وقائل ومقال وقدرة وقادر ومقدور عليه وذلك كله متقدم قبل الخلق وما كان قبل الخلق فليس هو من الخلق في شيء وكسرت والله يا أمير المؤمنين قول بشر ودحضت حجته بإقراره بلسانه فقد كسرت قوله بالقرآن والسنة واللغة العربية، والنظر والمعقول، ولم يبق إلا القياس، وأنا أكسره بالقياس إن شاء الله تعالى"

وقال أبو سعيد عثمان الدارمي : " قبل الخلق كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة "

وقال : " لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا، وليس لأزلية الله حد ولا وقت "

وقال الآجري : " لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الاشياء . من قال غير هذا فهو كافر "

وقال اللالكائي : " حدثنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن هارون الروياني قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا عبد الواحد بن سليم ، عن عطاء قال : حدثني الوليد بن عبادة وسألته : كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟ قال : دعاني فقال : يا بني ، اتق الله ، واعلم أنك لا تتقي الله حتى تؤمن بالله ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، فإن مت على غير هذا دخلت النار ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أول ما خلق الله القلم قال : اكتب ، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد »
قلت : فأخبر أن أول الخلق القلم ، والكلام قبل القلم ، وإنما جرى القلم بكلام الله الذي قبل الخلق إذا كان القلم أول الخلق . "

وفي الاعتقاد القادري : " كان ربنا واحد لا شيء معه "

وقد كانوا شديدي الحرص علي تعظيم الله وتنزيهه ودحض افتراءات الجهمية الزنادقة ومن اتبعهم علي ملتهم كالمعتزلة والأشاعرة وأمثالهم ممن لا يؤمن برب في السماء ولا بكتبه جل وعلا

وأما من قال بتسلسل الحوادث في الأزل فإنه لم يأت بحجة من كلام الله ولا كلام رسوله ولا قول صاحبي أو تابعي أو إمام من أئمة المسلمين وإنما حجته في كل ذلك عقله وما تعلمه من علم الكلام ومنطق اليونان ، ولأجل ذلك حرف حديث عمران بن حصين وحمله علي ما لا تحتمله لغة العرب بل ما لم يخطر علي قلب عربي . أخذا بقاعدة من قواعد الزنادقة : " العقل شاهد الشرع ومزكيه فكيف يجرح الشرع شاهده ومزكيه " فكل ما لم يوافق عقولهم حرفوه وغيروه وبدلوه وهم في ذلك بين مقل ومستكثر

فمن تقحم بعقله ما لم يكن له أن يتقحم واحتج بعلم الكلام كان مستحقا لأن يلقي كلامه في الحش ولا يلتفت إليه

ومقصدي مما نقلته أن أذكر أن من الناس من لا يستحي من أن يصرف الكلام عن ظاهره ومعناه الذي لا يحتمل غيره ويأتي بمخاريق وأعاجيب لا يقبلها عاقل ، يفعل ذلك لأجل أن يوافق أراذل الخلق من زنادقة وفلاسفة وعبدة للشيطان ، ومثال ذلك من أراد أن يوافق بعض الملاحدة فقال : " جعل الله الأرض كالبيضة والدليل علي ذلك قوله : { دحاها } "

محمدعبداللطيف
2020-04-13, 11:59 AM
تقول إن الله كان ولا شيء، وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا".
قال عبد العزيز فقلت له: "ليس لك أن تحكم علي وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إذ لم أقل إنه لم يزل فاعلا يفعل فيلزمني مثل ما قلت وإنما قلت إنه أيزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله عز وجل يقدر علي ولا يمنعه منه مانع "

وأما من قال بتسلسل الحوادث في الأزل فإنه لم يأت بحجة من كلام الله ولا كلام رسوله ولا قول صاحبي أو تابعي أو إمام من أئمة المسلمين وإنما حجته في كل ذلك عقله وما تعلمه من علم الكلام ومنطق اليونان ، ولأجل ذلك حرف حديث عمران بن حصين وحمله علي ما لا تحتمله لغة العرب بل ما لم يخطر علي قلب عربي . أخذا بقاعدة من قواعد الزنادقة : " العقل شاهد الشرع ومزكيه فكيف يجرح الشرع شاهده ومزكيه " فكل ما لم يوافق عقولهم حرفوه وغيروه وبدلوه وهم في ذلك بين مقل ومستكثر

فمن تقحم بعقله ما لم يكن له أن يتقحم واحتج بعلم الكلام كان مستحقا لأن يلقي كلامه في الحش ولا يلتفت إليه

ومقصدي مما نقلته أن أذكر أن من الناس من لا يستحي من أن يصرف الكلام عن ظاهره ومعناه الذي لا يحتمل غيره ويأتي بمخاريق وأعاجيب لا يقبلها عاقل ، يفعل ذلك لأجل أن يوافق أراذل الخلق من زنادقة وفلاسفة وعبدة للشيطان ،
تقول إن الله كان ولا شيء، وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا".
قال عبد العزيز فقلت له: "ليس لك أن تحكم علي وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إذ لم أقل إنه لم يزل فاعلا يفعل فيلزمني مثل ما قلت وإنما قلت إنه أيزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله عز وجل يقدر علي ولا يمنعه منه مانع " هل هذا الا عين التعطيل ؟- هل كان الرب جل وعلا قبل الفعل معطلا لا يفعل شيئا
هذا هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام في أنّ الرب جل وعلا كان متّصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه؛ بل كان زمنا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا.
فمن أسمائه -عند هؤلاء- الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم مُنعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه يعني الأرض والسماوات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته.
وقالوا هذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.
والمذهب الثالث: هو مذهب أهل الحديث والأثر وأهل السنة؛ أعني عامة أهل السنة، وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أوّل سبحانه وتعالى بصفاته، وأنّه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (كَانَ بِصِفَاتِهِ)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل - انتهى
جواب قول الماتريدية ومن سلك مسلكهم فى قولهم ( كان متّصفًا بذلك بالقوة ثم صار متّصفًا بها بالفعل!) --والجواب - مع ظهور الخطأ فى قولهم أنه سبحانه كان قادرًا على الكمال ولم يفعل منه شيئًا من الأزل إلى أن خلق هذا العالم الذي نحن جزء منه - نسألكم أين إثبات الكمال المطلق لله تعالى بحيث لا يكون عادمًا له في ساعة - فضلاً عن زمن لا يحتمل العقل تقديره. - فإن قيل - يجوز أن يكون تاركًا لهذا الفعل المعين في وقت ولا نقص في ذلك. فالجواب أنَّ هذا صحيح فأفعاله سبحانه تابعة لحكمته كما كلم موسى لما جاءه بكلام لم يكلمه به قبل؛ ولكن هذا في الفعل المعين لا في نوع الأفعال بحيث تنعدم كلها في وقت واحد فضلاً عن أزلية الترك -ولو كان مع القدرة عليه!-. فالحكمة تقتضي أنه لثبوت وكمال حياته فعال لما يريد والفرق بين الحي والميت الفعل وهو سبحانه لكمال حكمته ما من وقت يقدر إلا وله أفعال على اختلاف أنواعها تقتضيها حكمته. وإنما لا يجد ما يفعله ويكون معطلاً عن فعل أي شيء بعض المخلوقين -من الأحياء- لنقص في الحكمة عندهم؛ ومع ذلك فهم لا يتركون الفعل بالكلية. وكما قال ابن تيمية: (كالسلف والأئمة الذين يقولون إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ويقولون إن الفعل من لوازم الحياه فإن كل حي فعال بل يصرح غير واحد منهم بأن كل حي متحرك كما صرح بهذه المعاني من صرح بها من أئمة السلف والسنة ) (الصفدية) (1/52).
الحمد لله سبق ان رددت عليكم هذا التعطيل الذى اخذتموه عن الماتريدية والاشاعرة فى هذا
الموضوعhttps://majles.alukah.net/t157311-3/-------
ومقصدي مما نقلته أن أذكر أن من الناس من لا يستحي من أن يصرف الكلام عن ظاهره ومعناه الذي لا يحتمل غيره ويأتي بمخاريق وأعاجيب لا يقبلها عاقل ، يفعل ذلك لأجل أن يوافق أراذل الخلق من زنادقة وفلاسفة وعبدة للشيطان اما قولنا بتسلسل جنس الحوادث فهذا لا يدل على مقارنة المفعول لفاعله او انه لم يزل ولا يزال معه وسبق ان قال ابى العز الحنفى -الْمَعْلُومِ بِالْفِطْرَةِ أَنَّ كَوْنَ الْمَفْعُولِ مُقَارِنًا لِفَاعِلِهِ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مَعَهُ مُمْتَنِعٌ [مُحَالٌ]، وَلَمَّا كَانَ تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الْآخِرَ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، فَكَذَا تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمَاضِي لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْأَوَّلَ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ, فَإِنَّ الرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَكَلَّمُ إِذَا يَشَاءُ, قَالَ تَعَالَى: {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [سورة آلِ عِمْرَانَ: 40] , وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [سورة الْبَقَرَةِ: 253]. وَقَالَ تَعَالَى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}---التَّسَلْسُلُ الْوَاجِبُ: مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ وَالشَّرْعُ، مِنْ دَوَامِ أَفْعَالِ الرَّبِّ تَعَالَى فِي الْأَبَدِ، وَأَنَّهُ كُلَّمَا انْقَضَى لِأَهْلِ الْجَنَّةِ نَعِيمٌ أَحْدَثَ لَهُمْ نَعِيمًا آخَرَ لَا نَفَادَ لَهُ، وَكَذَلِكَ التَّسَلْسُلُ فِي أَفْعَالِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ طَرَفِ الْأَزَلِ، وَأَنَّ كُلَّ فِعْلٍ مَسْبُوقٌ بِفِعْلٍ آخَرَ، فَهَذَا وَاجِبٌ فِي كَلَامِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إِذَا شَاءَ، وَلَمْ تَحْدُثْ لَهُ صِفَةُ الْكَلَامِ فِي وَقْتٍ، وَهَكَذَا أَفْعَالُهُ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ حَيَاتِهِ، فَإِنَّ كُلَّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ: الفعل، وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: الْحَيُّ الْفَعَّالُ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا تَعَالَى قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.
وَأَمَّا التَّسَلْسُلُ الْمُمْكِنُ: فَالتَّسَلْسُلُ فِي مَفْعُولَاتِهِ مِنْ هَذَا الطَّرَفِ، كَمَا تَتَسَلْسَلُ فِي طَرَفِ الْأَبَدِ، فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يَزَلْ حَيًّا قَادِرًا مُرِيدًا مُتَكَلِّمًا، وَذَلِكَ مِنْ لَوَازِمِ ذاته, فالفعل ممكن له بموجب هَذِهِ الصِّفَاتِ لَهُ، وَأَنْ يَفْعَلَ أَكْمَلُ مِنْ أَنْ لَا يَفْعَلَ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ مَعَهُ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ مُتَقَدِّمٌ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ تَقَدُّمًا لَا أَوَّلَ لَهُ، فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ أَوَّلُ، وَالْخَالِقُ سُبْحَانَهُ لَا أَوَّلَ لَهُ، فَهُوَ وَحْدَهُ الْخَالِقُ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لم يكن. قَالُوا: وَكُلُّ قَوْلٍ سِوَى هَذَا فَصَرِيحُ الْعَقْلِ يَرُدُّهُ وَيَقْضِي بِبُطْلَانِهِ-------------------انظر فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ مُتَقَدِّمٌ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ تَقَدُّمًا لَا أَوَّلَ لَهُ، فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ أَوَّلُ، وَالْخَالِقُ سُبْحَانَهُ لَا أَوَّلَ لَهُ، فَهُوَ وَحْدَهُ الْخَالِقُ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لم يكن -اخبرمنا الله جل وعلا انه الاول ومعنى الاول يعنى كان الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته قبل كل شيئ ثم فعل فاذا سألت متى فعل قلنا فعل فى جميع الازمنه الممكنة والامكان ليس له وقت جميع الازمنه الممتدة فى الماضى لم يزل الله يفعل فيها ما يريد كذلك الازمنه المستقبلية سيفعل الله فيها ما يريد--- والله سبحانه خالق جميع الازمنة والدهور ومعلوم بالعقل والفطرة ان الخالق قبل المخلوق فالله سبحانه وتعالى متقدم على جميع المخلوقات فهو الاول قبل كل شيئ-- واذا سأل سائل اذا كان الله قبل كل شيئ فمتى فعل نقول لم يخبرنا الله متى فعل ولكن اخبرنا انه الفعال لما يريد-- وارادات الله متعاقبة وكذلك افعاله-- فدل ذلك على ان الله لم يزل يفعل ما يريد على الدوام فنحن نؤمن بدوام فعله تعالى وانه سبحانه وتعالى متقدما تقدم اوليا على جميع مفعولاته- ومعلم بالعقل والفطرة ان الفاعل متقدم على المفعول لان الفاعل هو الذى فعل المفعول---- وكل ما سوى هذا يرده صحيح المنقول وصريح المعقول
تقول إن الله كان ولا شيء، وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا".انت تقول ان الفعل ممكن ولكن كان هذا الممكن معطلا دهورا طويلة قبل خلق هذا العالم وانت تدعى ان الذى منع الله من هذا الممكن محض المشيئة كان معطلا عن الفعل على الاطلاق -لانكم تقولون ان مبدأالمخلوقات هذا العالم المشهود وتقولون ان الله قبل خلق هذا العالم كان الخلق ممكنا له ولم يفعل دهورا وازمنه ممتدة فى الماضى كان الله معطلا عن هذا الممكن لمحض المشيئة-وأسألك سوألا ما دمت تقول بالامكان مع تعلق الامكان بالمشيئة---- أسألك كيف يكون الامكان متعاقب ومتسلسل ومتجدد ودائم وما من وقت والامكان ثابت فيه - فالامكان فى افعال الله يشمل الازمنة- تمر الدهور والازمنة والدهور والله معطل عن الفعل لمحض المشيئة عندكم-- هل هذا هو الكمال فى الفعل ---الفعل من صفات الحى تمر الدهور والحى معطل عن الفعل لمحض المشيئة-- المتصف بصفات الكمال المطلق يمتنع عن الفعل دهورا طويلة لمحض المشيئة---كيف تفسر دوام الامكان وتعاقبه وثبوته فى الفعل -يتعاقب الامكان دهورا طويلة ولا يفعل هل هذا الا عين التحكم والتعطيل لافعال الله - فكل من الكلام والفعل قديم النوع ولكن آحاده لم تزل تحدث في ذاته سبحانه بلا بداية ولا انقطاع ، وهذا مستلزم للتسلسل في الآثار ، وهو ليس بممتنع ، بل دل الشرع والعقل على ثبوته أن الرب سبحانه لم يزل متكلما إذا شاء بمعنى أن جنس كلامه قديم وتعاقب الكلمات وخروجها إلى الوجود شيئا بعد شيء هو أمر ثابت لها لذواتها مثل تعاقب الأزمنة فكما أن أجزاء الزمان لا توجد مجتمعة ، بل توجد على سبيل التعاقب آنا بعد آن ، فكذلك الحروف التي هي أجزاء الكلمات لا يمكن النطق بها مجتمعة بحيث يكون النطق بالحرف الثاني مع الأول في آن واحد ، بل لابد من وجودها على سبيل التعاقب والتسلسل
ونقول ان الله جل وعلا موصوف بالارادة وارادته سبحانه وتعالى متجددة ومتعاقبة ومرادات الله متعاقبة ومتجددة - --- اهل السنة يقولون بجدد مرادات الله فى الماضى والمستقبل بعد هذا العالم المشهود سيفعل الله ما يريد وقبل هذا العالم المشهود تعاقبت الارادات وخلق الرب جل وعلا عوالم لا نعلمها لانه دائم الفعل وانه الفعال لما يريد-- فكما نثبت ارادات متعاقبة لله فى المستقبل فكذلك نثبت لله ارادات متعاقبة حدثت فى الماضى- فاذا كانت الارادات متعاقبة ومتجددة فان الفعل الناتج عن الارادة والمشيئة متجدد ايضا وهذا لا محيد لك عنه فان شئت ان تؤمن به فلتؤمن فإذا كون شيئا ، كان عقب تكوين الرب له ، لا يكون مع تكوينه ، ولا متراخيا عنه وقد يقال : يكون مع تكوينه ؛ بمعنى أنه يتعقبه لا يتراخى عنه ، وهو سبحانه ما شاء كان ووجب بمشيئته وقدرته ، وما لم يشأ لم يكن لعدم مشيئته له ، وعلى هذا فكل ما سوى الله تعالى لا يكون إلا حادثا مسبوقا بالعدم ؛ فإنه يجب أن يكون عقب تكوينه له ؛ فهو مسبوق بغيره سبقا زمانيا ، وما كان كذلك لا يكون إلا محدثا ، والمؤثر التام يستلزم وجود أثره عقب كمال التأثير التام " .- إنما أمره إذا أراد شيئا- تفيد تجدد الارادة---
سبق الرد واعيده لانك على ما يبدو لم تقرأ ما سبق ----الفعل المستقبل يكون فى المستقبل والفعل الحاضر يكون فى الحاضر والفعل الماضى كان وتتحقق فى الماض وكما قلنا العطاء فى المستقبل يكون فى المستقبل --الفعل منه ما كان ومنه ما سيكون-- هذا الاشكال الذى عرضته هو حجة سلفك الاشاعرة والماتريدية--انظر الى كلام امامك وسلفك يقول أَوْرَدَ أَبُو الْمَعَالِي فِي إِرْشَادِهِ وَغَيْرُهُ مِنَ النُّظَّارِ عَلَى التَّسَلْسُلِ فِي الماضي، فقالوا: إنك لَوْ قُلْتَ: لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا، كَانَ هَذَا مُمْكِنًا، وَلَوْ قُلْتَ: لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا، كَانَ هَذَا مُمْتَنِعًا.
وَهَذَا التَّمْثِيلُ وَالْمُوَازَنَة ُ غَيْرُ صَحِيحَةٍ، بَلِ الْمُوَازَنَةُ الصَّحِيحَةُ أَنْ تَقُولَ: مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا، فَتَجْعَلَ مَاضِيًا قَبْلَ مَاضٍ، كَمَا جَعَلْتَ هُنَاكَ مُسْتَقْبَلًا بَعْدَ مُسْتَقْبَلٍ, وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ، فَهُوَ نَفْيٌ لِلْمُسْتَقْبَل ِ حَتَّى يَحْصُلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَيَكُونُ قَبْلَهُ, فَقَدْ نَفَى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع, أما نفي الْمَاضِيَ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهُ مَاضٍ، فَإِنَّ هَذَا ممكن, والعطاء المستقبل ابتداؤه من المستقبل-----ولكل قوم واث

فالحكم على الرب جل وعلا بأن لفعله مبدأ ، لم يكن فعل قبله شيئا يتوهم أن له مانعا من الفعل قبل ابتداء الفعل ، فالحاصل أن وجوده جل وعلا لا أول له وهو في كل لحظة من وجوده يفعل ما يشاء كيف يشاء فجميع ما سوى الله كله مخلوق حادث بعد عدم ، إلا أن الله لم يسبق عليه زمن هو فيه ممنوع الفعل سبحانه وتعالى عن ذلك . فظهر أن وجود حوادث لا أول لها إن كانت بإيجاد من لا أول له لا محال فيه وكل فرد منها كائنا ما كان فهو حادث مسبوق بعدم لكن محدثه لا أول له وهو في كل وقت يحدث ما شاء كيف شاء سبحانه وتعالى - السؤال هل الكمال بأن الله لم يزل يفعل ام تعطيله عن الفعل ازمنة طويلة ودهورا مديدة قبل خلق هذا العالم المشهود - لقد سبقت الافاضة فى الرد عليك وعلى غيرك ممن يدين بعقيدة الماتريدية و الاشعرية المعطلة لافعال الرب جل وعلا على هذا الرابط - https://majles.alukah.net/t157311-6/

السليماني
2020-04-13, 01:48 PM
بارك الله فيك ...