مسلم الغريب
2020-04-13, 08:49 AM
قد صحت أحاديث عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - تخبر بأن للخلق أولا وأن الله كان ولا خلق ومنها حديث عمران بن حصين وفيه : (( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ))
وإن وقع اختلاف في أول المخلوقات فإنه لم يخالف قط من أحد من أهل السنة أن للخلق أولا
قال الإمام أحمد رحمه الله : "وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل: أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا من نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال، لابد له من واحد منها.
إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر، حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه . إن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم، كان هذا كفرًا أيضًا حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء. وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه، ثم لم يدخل فيهم. رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة "
وكذلك قال ابن بطة : " ويقال للجهمي: أليس قد كان الله ولا خلق؟ فيقول: نعم. فيقال له: فحين خلق الخلق أين خلقهم؟ -وقد زعمت أنه لا يخلو منه مكان- أخلقهم في نفسه أو خارجًا عن نفسه؟ فعندها يتبين لك كفر الجهمي، وأنه لا حيلة له في الجواب. لأنه إن قال: خلق الخلق في نفسه. كفر وزعم أن الله خلق الجن والإنس والأبالسة والشياطين والقردة والخنازير والأقذار والأنتان في نفسه، تعالى اله عن ذلك علوًّا كبيرًا. وإن زعم أنه خلقهم خارجًا عن نفسه فقد اعترف أن ههنا أمكنة قد خلت منه.
ويقال للجهمي في قوله: إن الله في كل مكان: أخبرنا هل تطلع عليه الشمس إذا طلعت؟ وهل يصيبه الريح والثلج والبرد؟ ولو أن رجلاً أراد أن يبني بناء أو يحفر بئرًا أو يلقي قذرًا لكان إنما يلقي ذلك ويضعه في ربه. فجلَّ ربنا وتعالى عما يصفه به الملحدون وينسبه إليه الزائغون "
وقال عبد العزيز الكناني لبشر المريسي : تقول إن الله كان ولا شيء، وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا". قال: "بلى". فقلت له: "بأي شيء حدثت الأشياء بعد إذ لم تكن شيئا أهي أحدثت أنفسها أم الله أحدثها"؟ قال: "الله أحدثها". فقلت له: "فبأي شيء أحدثها"؟ قال: "أحدثها بقدرته التي لم تزل". قلت له: "صدقت أحدثها بقدرته أفليس تقول إنه لم يزل قادرا"؟ قال: "بلى. قلت له: فتقول إنه لم يزل يفعل"؟ قال: "لا أقول هذا. قلت له: فلابد من أن يلزمك أن تقول إنه خلق بالفعل الذي كان عن القدرة وليس الفعل هو القدرة لأن القدرة صفة الله ولا يقال لصفة هي الله ولا هي غير الله".
قال بشر: "ويلزمك أيضا أن تقول إن الله أيزل يفعل ويخلق وإذا قلت ذلك فقد أثبت أن المخلوق أيزل مع الله سبحانه وتعالى".
قال عبد العزيز فقلت له: "ليس لك أن تحكم علي وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إذ لم أقل إنه لم يزل فاعلا يفعل فيلزمني مثل ما قلت وإنما قلت إنه أيزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله عز وجل يقدر علي ولا يمنعه منه مانع " قال عبد العزيز: "فقلت يا أمير المؤمنين قد أقر بشر أن الله كان ولا شيء معه وأنه أحدث الأشياء بعد أن لم تكن الأشياء بقدرته، وقلت أنا إنه أحدثها بأمره وقوله عز وجل عن قدرته فلم يخل يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقول قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها فأي ذلك فقد ثبت إن هاهنا إرادة ومريد وقول وقائل ومقال وقدرة وقادر ومقدور عليه وذلك كله متقدم قبل الخلق وما كان قبل الخلق فليس هو من الخلق في شيء وكسرت والله يا أمير المؤمنين قول بشر ودحضت حجته بإقراره بلسانه فقد كسرت قوله بالقرآن والسنة واللغة العربية، والنظر والمعقول، ولم يبق إلا القياس، وأنا أكسره بالقياس إن شاء الله تعالى"
وقال أبو سعيد عثمان الدارمي : " قبل الخلق كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة "
وقال : " لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا، وليس لأزلية الله حد ولا وقت "
وقال الآجري : " لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الاشياء . من قال غير هذا فهو كافر "
وقال اللالكائي : " حدثنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن هارون الروياني قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا عبد الواحد بن سليم ، عن عطاء قال : حدثني الوليد بن عبادة وسألته : كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟ قال : دعاني فقال : يا بني ، اتق الله ، واعلم أنك لا تتقي الله حتى تؤمن بالله ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، فإن مت على غير هذا دخلت النار ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أول ما خلق الله القلم قال : اكتب ، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد »
قلت : فأخبر أن أول الخلق القلم ، والكلام قبل القلم ، وإنما جرى القلم بكلام الله الذي قبل الخلق إذا كان القلم أول الخلق . "
وفي الاعتقاد القادري : " كان ربنا واحد لا شيء معه "
وقد كانوا شديدي الحرص علي تعظيم الله وتنزيهه ودحض افتراءات الجهمية الزنادقة ومن اتبعهم علي ملتهم كالمعتزلة والأشاعرة وأمثالهم ممن لا يؤمن برب في السماء ولا بكتبه جل وعلا
وأما من قال بتسلسل الحوادث في الأزل فإنه لم يأت بحجة من كلام الله ولا كلام رسوله ولا قول صاحبي أو تابعي أو إمام من أئمة المسلمين وإنما حجته في كل ذلك عقله وما تعلمه من علم الكلام ومنطق اليونان ، ولأجل ذلك حرف حديث عمران بن حصين وحمله علي ما لا تحتمله لغة العرب بل ما لم يخطر علي قلب عربي . أخذا بقاعدة من قواعد الزنادقة : " العقل شاهد الشرع ومزكيه فكيف يجرح الشرع شاهده ومزكيه " فكل ما لم يوافق عقولهم حرفوه وغيروه وبدلوه وهم في ذلك بين مقل ومستكثر
فمن تقحم بعقله ما لم يكن له أن يتقحم واحتج بعلم الكلام كان مستحقا لأن يلقي كلامه في الحش ولا يلتفت إليه
ومقصدي مما نقلته أن أذكر أن من الناس من لا يستحي من أن يصرف الكلام عن ظاهره ومعناه الذي لا يحتمل غيره ويأتي بمخاريق وأعاجيب لا يقبلها عاقل ، يفعل ذلك لأجل أن يوافق أراذل الخلق من زنادقة وفلاسفة وعبدة للشيطان ، ومثال ذلك من أراد أن يوافق بعض الملاحدة فقال : " جعل الله الأرض كالبيضة والدليل علي ذلك قوله : { دحاها } "
وإن وقع اختلاف في أول المخلوقات فإنه لم يخالف قط من أحد من أهل السنة أن للخلق أولا
قال الإمام أحمد رحمه الله : "وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل: أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا من نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال، لابد له من واحد منها.
إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر، حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه . إن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم، كان هذا كفرًا أيضًا حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء. وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه، ثم لم يدخل فيهم. رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة "
وكذلك قال ابن بطة : " ويقال للجهمي: أليس قد كان الله ولا خلق؟ فيقول: نعم. فيقال له: فحين خلق الخلق أين خلقهم؟ -وقد زعمت أنه لا يخلو منه مكان- أخلقهم في نفسه أو خارجًا عن نفسه؟ فعندها يتبين لك كفر الجهمي، وأنه لا حيلة له في الجواب. لأنه إن قال: خلق الخلق في نفسه. كفر وزعم أن الله خلق الجن والإنس والأبالسة والشياطين والقردة والخنازير والأقذار والأنتان في نفسه، تعالى اله عن ذلك علوًّا كبيرًا. وإن زعم أنه خلقهم خارجًا عن نفسه فقد اعترف أن ههنا أمكنة قد خلت منه.
ويقال للجهمي في قوله: إن الله في كل مكان: أخبرنا هل تطلع عليه الشمس إذا طلعت؟ وهل يصيبه الريح والثلج والبرد؟ ولو أن رجلاً أراد أن يبني بناء أو يحفر بئرًا أو يلقي قذرًا لكان إنما يلقي ذلك ويضعه في ربه. فجلَّ ربنا وتعالى عما يصفه به الملحدون وينسبه إليه الزائغون "
وقال عبد العزيز الكناني لبشر المريسي : تقول إن الله كان ولا شيء، وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا". قال: "بلى". فقلت له: "بأي شيء حدثت الأشياء بعد إذ لم تكن شيئا أهي أحدثت أنفسها أم الله أحدثها"؟ قال: "الله أحدثها". فقلت له: "فبأي شيء أحدثها"؟ قال: "أحدثها بقدرته التي لم تزل". قلت له: "صدقت أحدثها بقدرته أفليس تقول إنه لم يزل قادرا"؟ قال: "بلى. قلت له: فتقول إنه لم يزل يفعل"؟ قال: "لا أقول هذا. قلت له: فلابد من أن يلزمك أن تقول إنه خلق بالفعل الذي كان عن القدرة وليس الفعل هو القدرة لأن القدرة صفة الله ولا يقال لصفة هي الله ولا هي غير الله".
قال بشر: "ويلزمك أيضا أن تقول إن الله أيزل يفعل ويخلق وإذا قلت ذلك فقد أثبت أن المخلوق أيزل مع الله سبحانه وتعالى".
قال عبد العزيز فقلت له: "ليس لك أن تحكم علي وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إذ لم أقل إنه لم يزل فاعلا يفعل فيلزمني مثل ما قلت وإنما قلت إنه أيزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله عز وجل يقدر علي ولا يمنعه منه مانع " قال عبد العزيز: "فقلت يا أمير المؤمنين قد أقر بشر أن الله كان ولا شيء معه وأنه أحدث الأشياء بعد أن لم تكن الأشياء بقدرته، وقلت أنا إنه أحدثها بأمره وقوله عز وجل عن قدرته فلم يخل يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقول قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها فأي ذلك فقد ثبت إن هاهنا إرادة ومريد وقول وقائل ومقال وقدرة وقادر ومقدور عليه وذلك كله متقدم قبل الخلق وما كان قبل الخلق فليس هو من الخلق في شيء وكسرت والله يا أمير المؤمنين قول بشر ودحضت حجته بإقراره بلسانه فقد كسرت قوله بالقرآن والسنة واللغة العربية، والنظر والمعقول، ولم يبق إلا القياس، وأنا أكسره بالقياس إن شاء الله تعالى"
وقال أبو سعيد عثمان الدارمي : " قبل الخلق كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة "
وقال : " لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا، وليس لأزلية الله حد ولا وقت "
وقال الآجري : " لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الاشياء . من قال غير هذا فهو كافر "
وقال اللالكائي : " حدثنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن هارون الروياني قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا عبد الواحد بن سليم ، عن عطاء قال : حدثني الوليد بن عبادة وسألته : كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟ قال : دعاني فقال : يا بني ، اتق الله ، واعلم أنك لا تتقي الله حتى تؤمن بالله ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، فإن مت على غير هذا دخلت النار ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أول ما خلق الله القلم قال : اكتب ، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد »
قلت : فأخبر أن أول الخلق القلم ، والكلام قبل القلم ، وإنما جرى القلم بكلام الله الذي قبل الخلق إذا كان القلم أول الخلق . "
وفي الاعتقاد القادري : " كان ربنا واحد لا شيء معه "
وقد كانوا شديدي الحرص علي تعظيم الله وتنزيهه ودحض افتراءات الجهمية الزنادقة ومن اتبعهم علي ملتهم كالمعتزلة والأشاعرة وأمثالهم ممن لا يؤمن برب في السماء ولا بكتبه جل وعلا
وأما من قال بتسلسل الحوادث في الأزل فإنه لم يأت بحجة من كلام الله ولا كلام رسوله ولا قول صاحبي أو تابعي أو إمام من أئمة المسلمين وإنما حجته في كل ذلك عقله وما تعلمه من علم الكلام ومنطق اليونان ، ولأجل ذلك حرف حديث عمران بن حصين وحمله علي ما لا تحتمله لغة العرب بل ما لم يخطر علي قلب عربي . أخذا بقاعدة من قواعد الزنادقة : " العقل شاهد الشرع ومزكيه فكيف يجرح الشرع شاهده ومزكيه " فكل ما لم يوافق عقولهم حرفوه وغيروه وبدلوه وهم في ذلك بين مقل ومستكثر
فمن تقحم بعقله ما لم يكن له أن يتقحم واحتج بعلم الكلام كان مستحقا لأن يلقي كلامه في الحش ولا يلتفت إليه
ومقصدي مما نقلته أن أذكر أن من الناس من لا يستحي من أن يصرف الكلام عن ظاهره ومعناه الذي لا يحتمل غيره ويأتي بمخاريق وأعاجيب لا يقبلها عاقل ، يفعل ذلك لأجل أن يوافق أراذل الخلق من زنادقة وفلاسفة وعبدة للشيطان ، ومثال ذلك من أراد أن يوافق بعض الملاحدة فقال : " جعل الله الأرض كالبيضة والدليل علي ذلك قوله : { دحاها } "