المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماصحة أثر: كثرة الطعام تميت القلب كما تميت كثرة الماء الزرع



احمد ابو انس
2020-03-13, 06:33 PM
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يضر الناس أنفسهم في ثلاثة أشياء :
الإفراط في الأكل ؛ اتكالاً على الصحة ،
وتكلف حمل مالا يطاق ؛ اتكالاً على القوة ،
والتفريط في العمل ؛ اتكالاً على القدرة .
ومن كلامه - أيضاً - : كثرة الطعام تميت القلب كما تميت كثرة الماء الزرع ، وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه .
ماصحة هذا الأثر؟

أبو إسماعيل محمد حلمي
2020-03-15, 11:55 AM
قال الصنعاني: ومن كلام النهج: كثرة الطعام تميت القلب كما يميت كثرة الماء الزرع.
"التنوير" (413/2).
قلت: نهج البلاغة قال عنه الإمام الذهبي: كِتَابِ (نَهْجِ البلاغَة) ، المنسوبَة أَلفَاظُه إِلَى الإِمَامِ عَلِيّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وَلاَ أَسَانيدَ لِذَلِكَ، وَبَعْضُهَا بَاطِلٌ، وَفِيْهِ حقٌّ، وَلَكِن فِيْهِ مَوْضُوْعَاتٌ حَاشَا الإِمَامَ مِنَ النُّطْقِ بِهَا، وَلَكِنْ أَيْنَ المُنْصِفُ؟!
"السير" (589/17).
وقال: غَالب الْخطب الَّتِي يَأْتِي بهَا صَاحب نهج البلاغة كذب على عَليّ وَعلي أَعلَى قدرا من أَن يتَكَلَّم بذلك الْكَلَام وَلَكِن هَؤُلَاءِ وضعُوا أكاذيب وظنوا أَنَّهَا مدح فَلَا هِيَ صدق وَلَا هِيَ لَهُ مدح
"المنتقي" (ص508).

ورواه ابن أبي الدنيا فى "الجوع" (100) عن الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: كَثْرَةُ الطَّعَامِ تُمِيتُ الْقَلْبَ، كَمَا أَنَّ كَثْرَةَ الْمَاءِ تُمِيتُ الزَّرْعَ "

وقال الابي في "نثر الدر" (10/7): كانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول: " كَثْرَة الطَّعَام تميت الْقلب كَمَا تميت كَثْرَة المَاء الزَّرْع "
قلت: فلا يصح نسبته إلى الإمام علي بن أبي طالب ، والله أعلم.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2020-03-15, 01:03 PM
ذكره ابن أبي الحديد في نهج البلاغة (20/325) بلا إسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الجوع (ص: 78) في آثار مالك بن دينار فقال:
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: كَثْرَةُ الطَّعَامِ تُمِيتُ الْقَلْبَ، كَمَا أَنَّ كَثْرَةَ الْمَاءِ تُمِيتُ الزَّرْعَ ". اهـ.
وورد نحوه مرفوعًا في روضة الواعظين (1/457) بلفظ: (لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، وان القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء).
أجمع السبكي والعراقي والألباني على أنه لا أصل له.
انظر: [الطبقات (6/433)، التخريج (3/100)، السلسلة الضعيفة (721)].
ونسبه إلى عيسى عليه السلام الآبي في نثر الدر (7/10) فقال: كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول: " كَثْرَة الطَّعَام تميت الْقلب كَمَا تميت كَثْرَة المَاء الزَّرْع ". اهـ.
بمعناه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (68/59) من طريق إسماعيل بن عِيسَى بن عطية السعدي، وعبد الله بن زياد بن سمعان، قَالا: عَنْ بعض من أسلم من أهل الكتاب: فذكر موعظة طويلة لعيسى عليه السلام.
وأخرج نحوه ابن عساكر في تاريخ دمشق [6 : 11] بإسناده الصحيح عن أَبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مَسْلَمَةَ العذري، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الدِّمَشْقِيّ، نا زكريا بْن إِبْرَاهِيمَ الخصاف، عَنِ السليط بن سبيع، وكان من بني عامر، قَالَ:
كنت تاجرا، وكان أكثر تجارتي فِي البحر، فركبت من ذَلِكَ إِلَى بلاد الصين، فأتيت عَلَى راهب من رهبان الصين كَانَ عَلَى دين عِيسَى بن مريم عَلَيْهِ السلام، وكان مؤمنا، فناديته: يا راهب، فأشرف من صومعته، فَقَالَ: ما تشاء؟ قلت: من تعبد؟ قَالَ: الذي هُوَ خلقني وخلقك ... إلخ ". اهـ. سأله مسائل كثيرًا ومنها قال: " يا راهب، فما أول قيادة القلب إلى الزهد في الدنيا والرضا بالقسم؟ قال: بإماتة الحرص وبذبح حنجرة المطعم، فإن كثرة المطعم تميت القلب كما يموت البدن ". اهـ.
وبنحو هذه القصة أخرج الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (65) فقال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَلِيٍّ الْهِزَّانِيُّ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ، قَدْ لَصَقَ بَطْنَهُ بِظَهْرِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " مَرَرْتُ بِرَاهِبٍ فَنَادَيْتُهُ: يَا رَاهِبُ، مَنْ تَعْبدُ؟ قَالَ: " الَّذِي خَلَقَنِي وَخَلَقَكَ ". قُلْتُ: " فَعَظِيمٌ هُوَ "؟. قَالَ: " عَظِيمُ الْمَنْزِلَةِ، قَدْ جَاوَزَتْ عَظَمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ ".
وسأله أيضًا مسائل ومنها قال: قُلْتُ: " بِمَا يُسْتَعَانُ عَلَى قِلَّةِ الْمَطْعَمِ "؟. قَالَ: " بِالتَّحَرِّي فِي الْمَكْسَبِ، وَالنَّظَرِ فِي الْكَسْرَةِ ". قُلْتُ: زِدْنِي "؟. قَالَ: " كُلْ حَلَالًا وَإِنْ قَلَّ حَيْثُ شِئْتَ ". اهـ.
وأخرج الديلمي في مسنده (4/247) وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/447) واللفظ له فقال:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَكْفَانِيِّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّنُوخِيُّ الْبَلُّوطِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِدِمَشْقٍ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَاتِمٍ التَّسْتُرِيُّ الْبَلُّوطِيُّ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ التَّسْتُرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّخْمِيُّ، نا أَبِي، نا أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ، نا عَمْرُو بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
" نُورُ الْحِكْمَةِ الْجُوعُ، وَرَأْسُ الدِّينِ تَرْكُ الدُّنْيَا، وَالْقُرْبَةُ إِلَى اللَّهِ حُبُّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوُّ مِنْهُمْ، وَالْبُعْدُ مِنَ اللَّهِ الَّذِي قَوِيَ بِهِ عَلَى الْمَعَاصِي الشَّبَعُ، فَلا تُشْبِعُوا بُطُونَكُمْ فَيُطْفِئَ نُورَ الْحِكْمَةِ مِنْ صُدُورِكُمْ، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَسْطَعُ فِي الْقَلْبِ مِثْلَ السِّرَاجِ ". اهـ.
وهذا حديث موضوع ومنقطع، مسلسل بالمجاهيل من فوق التنوخي إلى أحمد بن عبد الله اللخمي، وأحمد بن عطاء متروك الحديث، وإسحاق بن نوح ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال : ثقة"، ومكحول لم يدرك أبا هريرة رضي الله عنه.
أما جملة: "وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه".
وردت بإسناد منقطع من كلام الأحنف بن قيس من كبار التابعين أخرجها الدينوري في المجالسة (644) ومن طريقه ابن عساكر (24/346) فقال:
نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: " جَنِّبُوا مَجَالِسَنَا ذِكْرَ النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ ؛ فَإِنِّي أُبْغِضُ الرَّجُلَ أَنْ يَكُونَ وَصَّافًا لِفَرْجِهِ وَبَطْنِهِ، وَإِنَّ مِنَ الْمُرُوءَةِ وَالدِّيَانَةِ أَنْ يَتْرُكَ الرَّجُلُ الطَّعَامَ وَهُوَ يَشْتَهِيهِ ". اهـ.
أما عبارة: "الإفراط في الأكل ... إلخ"، فهي أشبه بكلام الأدباء ذكرها الراغب الأصفهاني في المحاضرات (2/745).
والله أعلم.

احمد ابو انس
2020-03-15, 05:09 PM
جزاكم الله خيراً.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2020-03-15, 05:38 PM
جزاكم الله خيراً.
وجزاكم خيرًا، اللهم آمين.