المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " إيقَاعاتٌ على نِيلِ مصر " عبد الرحمن صالح العشماوي



ابو وليد البحيرى
2020-02-10, 01:06 AM
" إيقَاعاتٌ على نِيلِ مصر "







هو الحبُّ يربَحُ من يَبْذُلُ .......****........ ويخسر في الحبِّ مَنْ يبخَلُ



ويسعد مَنْ بَابُه مشرَعٌ .......****........ لأحبابه، كلَّما أقبلوا




ويشقى به كلُّ مَنْ بابُه .......****........ أَمام أحبَّتِه مُقْفَلُ
...




هو الحبُّ يمنحنا راحةً .......****........ إلينا نسائمها تُقْبِلُ




يمدُّ إلينا الحبالَ التي .......****........ بها كلُّ منقطعٍ يُوصَلُ




ويرقى بأرواحنا طُهْرُه .......****........ فتسمو وتعلو ولا تنزِلُ




هو الحبُّ -يا مصرُ- إيقاعُه .......****........ جميلٌ وأنفاسُه أجمَلُ




بعيدُ المدى، مالَه آخرٌ .......****........ إذا سكــــــن القلـــــبَ أو أَوَّلُ




هو الصَّقْرُ في جوِّ أشواقنا .......****........ وفي روض أحلامنا البُلْبُلُ




هو الليلُ في بُعْدِ أحبابنا .......****........ وفي قُرْب أحبابنا المشعَلُ




أتيتكِ يا مصر في مهجتي .......****........ حنينٌ، وفي مقلتي جَدْوَلُ




وبين حناياي من حسرتي .......****........ على حال امتنا مرجلُ




أتيت، ترافقني قريتي .......****........ عَرَاءُ، بأزهارها تَرْفُلُ




ترفرف فوقي عصافيرها .......****........ ويُطربني شَدْوُها المُذْهِلُ




أمامي الحجازُ وأنوارُها .......****........ وتاريخها المشرقُ الأَمْثَلُ




وصحراء نجدٍ وواحاتها .......****........ وغيث الشموخ الذي يهطلُ





تزفُّ الرياض معي نخلَها .......****........ دليلاً على الحبِّ لا يُجْهَلُ




أتيتُكِ قافلتي أحرفي .......****........ وشعري حصاني الذي يَصْهَلُ




وليس مجيئي رحيلاً، وهل .......****........ إلى بيته ساكنٌ يَرْحَلُ




أيا مصرُ، تاريخنا حافلٌ .......****........ ونحن بتاريخنا نَحْفَلُ




ففسُطَاطُ عمروٍ له صورةٌ .......****........ حقيقتها فوقَ ما ننقلُ




وللأزهر الصَّرح إشراقةٌ .......****........ من الشمس أضواؤها تُصْقَلُ




وفي عين جالوتَ أعجوبةٌ .......****........ من النَّصر تُرْوَى ولا تُغْفَلُ





وفي خطِّ بَرْليْفَ ما دونه .......****........ جميعُ الأباطيل تُسْتَرْذَلُ




وربِّكِ -يا مصرُ- لولا أَسَىً .......****........ على أمتي نارُه تُشْعَلُ




ولولا جبال الهموم التي .......****........ على خافقي لم تَزَلْ تُثْقلُ




ولولا الحروب وتجَّارُها .......****........ وليل جراحاتها الأَلْيَلُ




ولولا سياسات عصرٍ لها .......****........ رجالٌ تقول ولا تَفْعَلُ




لا سقيت نيلكِ من فرحتي .......****........ رحيقاً، به ماؤُه يُذْهَلُ




أيا مِصْرُ، مازال إيمانُنا .......****........ هو النَّبْعَ مِنْ فَيْضِه نَنْهَلُ




أخوَّتُنا لم تَزَلْ جدولاً .......****........ به كلُّ أوهامنا تُغْسَلُ




إذا كان للعصرِ ظَلْمَاؤُه .......****........ فأقمارُنا فيه لا تَأْفُلُ




وانْ كان للعصرِ بيداؤُه .......****........ فَزَمْزَمُنا فيه مسترسِلُ




أخي، في الكنانةِ، في خافقي .......****........ مكانُك مهما نَأَى المنزِلُ




أتيت وفي القلب من كعبتي .......****........ ربيعٌ ومن زمزمي مَنْهَلُ




وفي طيبةِ المصطفى روضةٌ .......****........ بها القلب عن غيرها يُشْغَلُ




ويبقى الفراغ الكبير الذي .......****........ بمسجدِ مَقْدِسِنا يكْمَلُ





تَواصُلُنا يا أخي شامخٌ .......****........ برغم الفواصلِ لا يُفْصَلُ




يؤلِّفنا منهجٌ واحدٌ .......****........ أتانا به المصطفى المُرْسَلُ









{عبد الرحمن صالح العشماوي}