من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم..

[احمد ابو انس]

قال البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو قال : (( من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة))
ماصحة هذا الأثر؟

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

قال البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو قال : (( من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة))
ماصحة هذا الأثر؟
هذا الإسناد ضعيف.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/392)، وأخرجه أيضًا الدولابي في الكنى والأسماء (2 / 263) برقم (2655) فقال:
حدثني أَبِي، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْقَوَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " مَنْ بَنَى فِي بِلادِ الأَعَاجِمِ فَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُ مْ، ... إلخ". اهـ.
قال البيهقي رحمه الله تعالى: " وَهَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَغُنْدَرٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ قَوْلِهِ* ". اهـ.
مع التنبيه أنه وقع في المهذب [14559] للذهبي قال:"مرفوعًا". اهـ، ولعله خطأ من الناسخ.
قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات عدا أبو المغيرة القواس لا يعرف إلا هكذا، ترجمته:
أبو المغيرة القواس عن عبد الله بن عمرو. وذكره سليمان التيمي، ولَيَّنَهُ. وقال ابن المديني: "لا أعلم أحدًا روى عنه غير عوف"، وقال إسحاق بن منصور، عن ابن معين: "ثقة"، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات".اهـ.
قلت: قال الآجري، عن أبي داود: "ليس بالمشهور، وأحاديثه مناكير"، وقال الحاكم في المستدرك: "مجهول". اهـ.
(1) الجرح والتعديل (9/ 439)، المستدرك للحاكم (4/ 575)، سؤالات الآجري (2/ رقم 1423).
وصححه ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (١/٥١٣)، وتبعه ابن القيم (٧٥١ هـ)، أحكام أهل الذمة (١٢٤٨/٣).
قلتُ: لعله يقصد بمتابعته، فقد تابعه الوليد بن عبدة مولى عبد الله بن عمرو السهمي رضي الله عنه.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/392) فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْوَلِيدِ أَوْ أَبِي الْوَلِيدِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو، قَالَ:
"مَنْ بَنَى بِبِلَادِ الْأَعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُ مْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ كَذَلِكَ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". اهـ.
وهذا إسناد حسن، وقال محقق كتاب الاقتضاء لابن تيمية (1/512) :
" وهو الوليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص، قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد اختلف في اسمه اختلافًا كبيرًا، ولعل هذا هو السبب في شك البيهقي في اسمه هنا، توفي سنة (100هـ).
انظر: تهذيب التهذيب (11 / 141) ، (ت235) ، والجرح والتعديل (9 / 11) ، (ت 49) ". اهـ.
قلتُ: وقال عنه أبو سعيد بن يونس المصري: "من أهل الفضل والفقه"، وذكره الفسوي في ثقات المصريين، وقال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: "ثقة". اهـ.
ولا أقول إن سفيان الثوري قد خالف حماد بن أسامة فكلاهما ثقة ثبت والطريق إليهما ثابت وإن كان الثوري أوثق منه، لاحتمال أن عوف بن أبي جميلة قد رواه عنهما كلاهما فهو قد روي عنهما أحاديث أخرى.
فلعلهما فيما اشتركا في هذا الحديث.
وإلا كانت رواية الثوري أصحَّ.
والله أعلم.

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيراً.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

جزاكم الله خيراً.

وجزاكم الله خيرا.