مشاهدة النسخة كاملة : يا نساء تيماء إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد يبعث برسالة الله
احمد ابو انس
2019-11-22, 07:53 PM
اخرج ابن سعد من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ان نساء أهل مكة اختلفن في عيد كان لهن في رجب فبيناهن عكوف عند وثن مثل لهن كرجل حتى صار منهن قريبا ثم نادى بأعلى صوته يا نساء تيماء إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد يبعث برسالة الله فأيما امرأة استطاعت ان تكون زوجا له فلتفعل فحصبته النساء وقبحنه واغلظن له وأغضت خديجة على قوله ولم تعرض له فيما عرض له النساء.
ما صحة هذا الخبر؟
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-11-24, 03:09 AM
أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/12) ط العلمية ونقله عنه الحافظ ابن حجر في الإصابة (8/100) والسيوطي في الخصائص الكبرى (1/155)، والزرقاني في شرحه (4/365) فقال:
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي الْبُحْتُرِيِّ الْخُزَاعِيِّ وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
((أَنَّ نِسَاءَ أَهْلِ مَكَّةَ احْتَفَلْنَ فِي عِيدٍ كَانَ لَهُنَّ فِي رَجَبٍ فَلَمْ يَتْرُكْنَ شَيْئًا مِنْ إِكْبَارِ ذَلِكَ الْعِيدِ إِلا أَتَيْنَهُ. فَبَيْنَا هُنَّ عُكُوفٌ عِنْدَ وَثَنٍ مُثِّلَ لَهُنَّ كَرَجُلٍ فِي هَيْئَةِ رَجُلٍ حَتَّى صَارَ مِنْهُنَّ قَرِيبًا ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ:" يَا نِسَاءَ تيماء إنه سيكون في بلدكن نَبِيُّ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ يُبْعَثُ بِرِسَالَةِ اللَّهِ فَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكُونَ لَهُ زَوْجًا فَلْتَفْعَلْ"، فَحَصَبَتْهُ النِّسَاءُ وَقَبَّحْنَهُ وَأَغْلَظْنَ لَهُ وَأَغَضَّتْ خديجة على قوله ولم تعرض لَهُ فِيمَا عَرَضَ فِيهِ النِّسَاءُ.)). اهـ.
وذكره أبو مدين الفاسي في المستعذب (ص:105)، والصالحي في السبل (2/164)، والحلبي في السيرة (1/203)، وعزوه إلى ابن إسحاق في المبتدإ ولم أقف عليه عنده وإن كان موجودًا فهو معضل.
وذكره ابن القيم في هداية الحيارى بنحوه (2/399)، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا ولم أقفُ عنده، ونقله عنه ابن ناصر الدمشقي في الجامع (1/224) فقال:
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ النَّصَارَى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى عَلَى نِسْوَةٍ قَدِ اجْتَمَعَتْ [اجتمعن] فِي يَوْمِ عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِهِمْ، وَقَدْ غَابَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي بَعْضِ أُمُورِهِمْ، فَقَالَ: يَا نِسَاءَ تَيْمَاءَ إِنَّهُ سَيَكُونُ فِيكُمْ نَبِيٌّ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكُونَ لَهُ فِرَاشًا فَلْتَفْعَلْ، [ومضى الرجل] فَحَفِظَتْ خَدِيجَةُ حَدِيثَهُ". اهـ، وذكره قبلهما ابن الجوزي في الوفا [55] بلا عزو بصيغة التمريض فقال: "وروى أن رجلا من الشام ... إلخ". اهـ.
ومن قبله الماوردي في الحاوي الكبير (6/14) بصيغة التمريض فقال:((فَحُكِيَ أَنَّهُ كَانَ لِقُرَيْشٍ عِيدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَنْفَرِدُ فِيهِ النِّسَاءُ عَنِ الرِّجَالِ فَاجْتَمَعْنَ فِيهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِنَّ يَهُودِيٌّ وَفِيهِنَّ " خَدِيجَةُ " فَقَالَ لَهُنَّ: يَا مَعْشَرَ نِسَاءِ قُرَيْشٍ يُوشِكُ أَنْ يُبْعَثَ فِيكُنَّ نَبِيٌّ، فَأَيَّتُكُنَّ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكُونَ لَهُ أَرْضًا فَلْتَفْعَلْ، فَوَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِ خَدِيجَةَ.)). اه، ولفظها قريب من رواية أبي هلال العسكري كما سيأتي.
وعلى كل هذا فإسناد ابن سعد ضعيف، مسلسل بالعلل من أبي عمرو المديني إلى أبي الزبير وهنا أربع علل:
- لجهالة أبي عمرو المديني واسمه عثمان بن عمرو ترجم له الدولابي الكنى والأسماء (2/58) فقال: "وأبو عمرو عثمان بن عمرو المديني عن زيد بن أسلم". اه، وذكر حديثًا له من طريق أحمد بن بكار بن زيد القرشي.
- وعدم توثيق معتبر لطلحة بن عبد الله التيمي "مقبول" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: "لا علم لي به". اهـ.
- وأبو الزبير محمد بن مسلم القرشي "صدوق إلا أنه يدلس" كذا قال الحافظ في التقريب، وها هنا قد عنعن فحديثه ضعيف أما متابعه فهو مجهول العين لا يذكر إلا هنا وهو أبو البحتري الخزاعي.
- ثم إنه قد خالفه من هو أوثق منه، فورد مرسلًا من حديث سعيد بن جبير أخرجه أبو هلال العسكري في الأوائل (1/112) فقال:
أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد قال: حدثنا أبو خيثمة قال:حدثنا جزاء بن عبد الحميد عن أشعث عن جعفر بن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير قال:
((اجتمعت نساء قريش فى عيد لهن فجاءهن يهودى فقال: يوشك أن يبعث فيكن نبى فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضا يطؤها فلتفعل، فشتمنه وطردنه، ووقر ذلك فى صدر خديجة.
وكانت استأجرت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وبعثته مع ميسرة غلامها الى الشام، فبينما هى تنظر قدومهما نظرت رجلا يطلع من عقبة المدينة وليس فى السماء غيم الا قدر ما يظله، واذا هو النبى- صلّى الله عليه وسلم- فقالت: ان قول اليهودى حق والمبعوث محمد، فقالت له: اخطبنى، فلقى عمه ابا طالب فقال: أخطب على خديجة، قال: أخاف الا يفعلوا أيم قريش وأنت يتيم قريش، فقال: أخطبها على، فلقى أبو طالب أباها وقالوا: عمها،- وهى الصحيح- فذكر له ذلك فلقيها فقال: فلان يخطبك لشيخ من قريش، فقالت: شيخ قضى شبابه وساء خلقه لا حاجة لى فيه، فقال لها: محمد فقالت أوسط قريش حسبا وأفصحهم لسانا، أعود عليه بمالى فيكون عطف يمينى، فبعث اليه ان تعالى نزوجك، فاستنهض معه أبا طالب فقال: أخاف الا يفعلوا وان ردونى كانت الفضيحة، فتأخر وبعث معه حمزة، فمروا بعلى يلعب مع الصبيان فانطلق معهم، فلما دخلوا قال النبى:- صلّى الله عليه وسلم- الحمد لله الحى الذى لا يموت فقالوا: ما هذا الكلام؟ ثم تكلم بما أراد وأرادوا، فقالوا: تكلمت، ولكن من يضمن لنا المهر؟ فقال على: أبى، فلما بلغ الخبر أبا طالب جعل يقبل عليا ويقول: بأبى أنت وأمى.)). اهـ.
تعقب أبو هلال العسكري هذه الرواية فقال:
((قالوا: والصحيح ان رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- كان يومئذ ابن خمس وعشرين سنة، ولو كان ذلك كذلك لكان لعلى يوم استشهد أكثر من سبعين سنة، ولم يقل هذا أحد، والغلط فى أحد الأمرين إما فيما رووه من كون على معهم، او فيما ذكروه من سن النبى يومئذ، وقد قيل: أنه كان يومئذ ابن ثلاثين سنة، وقالوا: ابن خمس وثلاثين والله أعلم بالصواب.)). اهـ.
قلت: كما ترى الرواية مرسلة وهذا هو الأشبه لعدة أمور:
- فجعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمي، قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : "صدوق يهم" قال المصنفون: "ثقة ، وثقه أحمد وانفرد ابن منده بقوله ليس بالقوي في سعيد بن جبير" قلتُ: وروايته هنا أشبع.
- وأشعث وهو ابن إسحاق الأشعري "صدوق" كذا قال الحافظ في التقريب، وقال المصنفون: "ثقة، ولا نعلم فيه جرحًا"، وذكره عبد الغني بن سعيد في المشتبه وقال: "نسبه القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة ". اهـ.
- وجزاء بن عبد الحميد هذا لعله تحريف من الناسخ والصواب جرير بن عبد الحميد الضبي المشهور قال عنه الحافظ: "ثقة صحيح الكتاب". اهـ.
- ثم هي مخالفة لما في السيرة الصحيحة كما نقل أبو هلال العسكري.
وقال الزرقاني في شرحه بعدما ذكر رواية ابن سعد:
((فذكر ذلك لأعمامه" فيه أن الله جبله على الاستشارة من قبل النبوة، "فخرج معه منهم حمزة"، كما عند ابن إسحاق، ونقل السهيلي عن المبرد أن أبا طالب هو الذي نهض معه، وهو الذي خطب، وجمع بأنهما خرجا معا، والخاطب أبو طالب؛ لأنه أسن من حمزة.)). اهـ.
هذا والله أعلم.
احمد ابو انس
2019-11-24, 10:09 AM
جزاكم الله خيراً.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-11-24, 01:28 PM
جزاكم الله خيراً.
وجزاكم الله خيرًا.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-12-08, 04:59 AM
وورد في كتاب الأنوار (1/224) للبكري قصة نحوها فقال:
( قال الراوي و مر يوما بمنزل خديجة بنت خويلد و هي في ملإ من النساء و حولها جواريها و عبيدها و كان عندها حبر من أحبار اليهود فلما رأى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم نظر إليه ذلك الحبر و قال يا خديجة اعلمي أنه قد مر ببابك الساعة شاب حدث السن فأمري بعض جواريك أن يناديه إلينا فأسرعت الجارية إلى أن لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم و قالت له إن سيدتي تدعوك فأقبل حتى أتى منزل خديجة فقالت خديجة أيها الحبر لقد أشرت فقال نعم فقالت هذا محمد بن عبد الله فقال الحبر نعم ثم قال يا فتى اكشف لي عن بطنك* فكشف عن بطنه فلما رأى الحبر خاتم النبوة دهش لذلك فقالت له خديجة لو رآك عمه و أنت تفتشه لأنزل بك البلاء فاحذر أن يرك فيقتلك إنهم يحاذرون عليه من اليهود لأنهم أعداؤه فقال الحبر و ما منهم من أحد أن يقدر عليه بسوء أبدا يا خديجة و حق الكليم على الجبل العظيم إن هذا محمد صاحب البرهان المبعوث في آخر الزمان المعطل بدينه سائر الأديان فطوبى لمن يكون لها بعلا و تكون له زوجة فلقد حاز شرف الدنيا و نعيم الآخرة قال فتعجبت خديجة من قول الحبر و انصرف النبي و قد اشتغل قلب خديجة من قول الحبر.
فقالت أيها الحبر بما عرفت محمدا صلى الله عليه وسلم وما سمعت فيه من الأحبار قال وجدت صفاته في التوراة و إنه المبعوث في آخر الزمان يكسر الأصنام و يحطم الأوثان و يموت أبوه و أمه و يكفله جده و عمه و يتصل بامرأة من قريش تكون سيدة قومها و أميرة عشيرتها و أشار بيده إلى خديجة و جعل يقول*:يا خديجة و اسمعي قولي** * * و خذي محمدا آية المحصول*
يا خديجة هو النبي بلا شك** * * هكذا قرأت في الإنجيل*
سوف يأتي من الإله بوحي** * * ثم يخصه الله بالتنزيل*
و يروح لك الفخار و يضحى** * * في الورى شامخا على كل جيل*
قال صاحب الحديث: فلما سمعت خديجة ما قال لها الحبر و ما نطق به تعجبت منه و تعلق قلبها بالنبي صلى الله عليه وسلم وكتمت أمرها فلما خرج الحبر من عندها قال يا خديجة لا يفوتك محمد فهو و الله شرف الدنيا و نعيم الآخرة". اهـ.
ونقلها عنه المجلسي في بحار الأنوار (16/20) وهذا من تداول الكتب الشيعية والصوفية.
وذكرها الساعدي في الضعفاء من رجال الحديث (1/200) فقال: "أكاذيب عجيبة وأخبار غريبة ، وبعضا في باب تزوّجه صلى الله عليه و آله وسلم بخديجة". اهـ.
ثم قال: "كذّاب ، دجّال ، وضّاع ، قصاص ، ما روى من العلم بسند ، له كتاب الأنوار ، فيه تخليط وكذب". اهـ.
والله أعلم.
احمد ابو انس
2019-12-08, 12:40 PM
زادكم الله من فضله وإحسانه .
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-12-10, 08:32 AM
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.