من صارع الحق صرعه

[احمد ابو انس]

من أقوال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( من صارع الحق صرعه) . كما قال : ( الناس أعداء ما جهلوا ) .
https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94062

ما صحته؟

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

"من صارع الحق صرعه" لم أقفُ عليه مسندًا بهذا اللفظ عن علي رضي الله عنه.
إنما يتواردها كتب الشيعة نقلًا عن نهج البلاغة (20/45) لابن أبي الحديد.
وأظنه نقله من مجمع الأمثال (2/453) لأبي الفضل الميداني ذكره من أقوال علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قلتُ: وذكره مرة أخرة في مجمع الأمثال (2/456) من قول منصور بن عمار الواعظ القاص فقال: وقَالَ منصور بن عمار:
" مَنْ أبصر عَيْبَ نفسه اشتَغَلَ عن عيب غيره، ومن تَعَرَّى من لباس التقوى لم يُسْتَر بشيء من الدنيا، ومَنْ رضىَ برزق الله لم يحزن على ما فاته، ومَن نسىَ زلله استعظم زلل غيره، ومن اقْتَحمَ اللجَجَ غرق، ومن أعجِبَ برأيه زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن تهاون بالدين ضل، ومن اغتنم أموالَ الناس افتقر، ومن انتظرَ العاقبة صبر، ومَنْ صارع الحقَّ صُرع، ومن أبصر أجَلَه قصر عمله ". اهـ.
وورد نحوه ما أخرجه الكليني في الكافي (8/18-) ط الإسلامية فقال: باب خُطْبَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَهِيَ خُطْبَةُ الْوَسِيلَةِ:
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُكَايَةَ التَّمِيمِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَرْمَضَنِي اخْتِلَافُ الشِّيعَةِ فِي مَذَاهِبِهَا فَقَالَ: يَا جَابِرُ أَلَمْ أَقِفْكَ عَلَى مَعْنَى اخْتِلَافِهِمْ مِنْ أَيْنَ اخْتَلَفُوا؟ وَ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ تَفَرَّقُوا؟ قُلْتُ: بَلَى يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: فَلَا تَخْتَلِفْ إِذَا اخْتَلَفُوا يَا جَابِرُ إِنَّ الْجَاحِدَ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ كَالْجَاحِدِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَيَّامِهِ يَا جَابِرُ اسْمَعْ وَعِ قُلْتُ: إِذَا شِئْتَ قَالَ: اسْمَعْ وَعِ وَ بَلِّغْ حَيْثُ انْتَهَتْ بِكَ رَاحِلَتُكَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِينَة .... إلخ". اهـ. وذكر خطبة طويلة وقال في هذه الخطبة:" وَمَنْ ‏عَانَدَ الْحَقَ‏ لَزِمَهُ الْوَهْن‏". اهـ.
وهذا باطل عن علي بن أبي طالب إذ أن مصنف الكتاب شيعي رافضي وانقطاع الرواية وضعف رواته الشديد بل ومن يضع منهم الحديث عدا الإمام أبي عمرو الأوزاعي ولا مثله يحدث مثل هذا.
ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خطبة له قال بلفظ: "من أبدى صفحته للحق هلك". اهـ.
ذكر هذه الخطبة ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (2/256) بلا إسناد وقال: "خطبة عليّ عليه السلام بعد مقتل عثمان رضي الله عنه". اهـ.
وذكرها الجاحظ في البيان والتبيان (2/34) وقال: "قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أول خطبة خطبها علي بن ابي طالب رحمه الله". اهـ. وذكرا الخطبة باختلاف يسير.
قلتُ: وقفت على إسناد لها أخرجه العسكري في الأوائل (ص:200) فقال: أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن محمد بن القاسم عن أبيه قال: لما استخلف علي [بن أبي طالب] صعد المنبر ثم قال:
حق وباطل، ولكل أهل: وقال: ما أدبر شىء ثم أقبل، وإنى لاخشى ان تكونوا فى فترة من دينكم، ولئن ردت عليكم أموركم إنكم لسعداء، قد كانت أمور ملتم فيها عن الحق ميلا كبيرا، كنتم فيها غير محمودين، ولو أشاء لقلت عفا الله عما سلف، مضى الرجلان، وقام الثالث كالغراب، همته بطنه، وبجد لو قطع رأسه وجناحاه كان خيرا له، ثلاثة واثنان ليس لها سادس. نبى أخذ الله يده وملك طار بجناحيه، وساع مجتهد، وطالب يرجو، ومقصر فى النار، هلك من ادعى، وخاب من افترى، اليمين والشمال مظلمة والطريق المنهج عليه، ما فى الكتاب وآثار النبوة، ان الله تعالى أدب هذه الامة بالسيف والسوط، ليس فيهما هوادة، فاستتروا فى بيوتكم، وتفقدوا أعمالكم، والتوبة من ورائكم، من أبدى صفحته للحق هلك، ... إلخ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف، به محمد بن القاسم لم أجد من ترجم له، وأبوه القاسم لعله المذكور في الثقات لابن حبان وهو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب لأم ولد.
ولكن يستبعد ذلك فلعله غيره الذي ذُكر ابنه محمد وهو القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كما هو مذكور في تاريخ بغداد (4/153) ت بشار في ترجمة محمد بن إسماعيل العلوي، ولسان الميزان (7/105) ت غدة في ترجمة محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي.
فعلى هذا انقطاع، وأبو زيد وهو عمر بن شبة معروف على أني لم أعرف من هذا الراوي عنه وهو الجوهري، والله أعلم.

[أم علي طويلبة علم]

ومن أقوال الحسن البصري رحمه الله: من لم يجرب الأمور خُدِعَ، ومن صارع الحق صرع.

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيراً.

[احمد ابو انس]

وهل يصح عن الحسن البصري ؟

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

جزاكم الله خيراً.
وجزاكم الله خيرًا.

ومن أقوال الحسن البصري رحمه الله: من لم يجرب الأمور خُدِعَ، ومن صارع الحق صرع.
ذكرها أبو الليث السمرقندي في التنبيه (ص:478) من أقوال منصور بن عمار فقال:
قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِي الْحِكْمَةِ: (( مَنْ أَبْصَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ، ...)) إلى أن قال: (( ... وَمَنْ لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ خُدِعَ، وَمَنْ صَارَعَ أَهْلَ الْحَقِّ صُرِعَ ...)). اهـ.

وهل يصح عن الحسن البصري ؟
وأخرج أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية (ص:75)، ومن طريقه البيهقي في الزهد (ص:140) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/154) ومن طريق ءاخر أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (9/274)
عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: ((من صارع الدنيا صرعته)). اهـ.
والله أعلم.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

قال : ( الناس أعداء ما جهلوا ) .
ما صحته؟
لم أقفُ عليه مسندًا من قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إنما ذكره أبو منصور الثعالبي في الإعجاز والإيجاز (ص: 34)، وأبو الفضل الميداني في مجمع الأمثال (2/453) من أقوال علي بن أبي طالب رضي الله عنه بلا إسناد.
وقاله أبو حامد الغزالي في عدة مواضع في كتبه في قواعد العقائد (ص: 101)، وفي ميزان العمل (ص: 348)، وفي إحياء علوم الدين مرتين، وذكره أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال وابن المرزبان في المروءة من باب أقوال الأمثال والحكم.
وإنما وقفت عليه مسندًا عن ذي النون أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (10/242) فقال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ:
وَقَالَ ذُو النُّونِ: " النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا وَحُسَّادُ مَا مُنْعُوا مِنْ جُهِلَ قَدْرُهُ هُتِكَ سِتْرُهُ، ... إلخ". اهـ.
وذكره محمد بن عبد الكريم الغزي في الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث [566] فقال: (("النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا": مِنْ كَلامِ ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ، وَتَمَامُهُ: وَحُسَّادُ مَا مُنِعُوا، وَمَنْ جُهِلَ قَدْرُهُ هُتِكَ سَتْرُهُ)). اهـ.
وذكر الراغب الأصفهاني في المحاضرات (1/65) فقال: في باب [معاداة الجاهل العالم] :(( قال رجل لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر: "الناس أعداء ما جهلوا"، فقال: "هذا في كتاب الله، بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله". )). اهـ.
والله أعلم.