المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل فعلاً يصح الحديث؟



عبدُ الله الشرقاويُّ
2019-11-15, 07:07 PM
قال الإمام أحمد : حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حدثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "، قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا هَاهُنَا فَحَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَظُنُّهُ أَعْنِي أَبَا ظَبْيَةَ. حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو ظَبْيَةَ فَحَدَّثَنَا، فَذَكَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ

وقال النسائي: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عُصَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَمِّ شَمِرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ظَبْيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَبِيتُ طَاهِرًا عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ يَعْنِي ابْنَ الْعَلاءِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرٌ، عَنْ شَمِرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ظَبْيَةَ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ، نَحْوَهُ

هذا الحديث لا أعلم أحداً أعله. وحينما قرأته أول مرة ظننته منكراً لأنه مخالف لما في صحيح البخاري [ من تعار من الليل فقال... ] فهو لم يشترط الوضوء واشترط قول ذكر معين بخلاف الحال هنا.
ولكن الحقيقة لم أستطع أن أجد له علة، ويدور في خاطري أن حماد هنا جمع بين راويين ثم فصل فيهما فلعله وهم؟ وهذا احتمال بعيد.
كذلك نفي سماع أبي ظبية من معاذ فيه بعد لأنه من كبار التابعين وكانوا لا يعدلون به أحداً إلا صحابياً وكذلك كان شامياً وأيضاً سمع من عمر.
فما الرأي؟

عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-11-16, 03:53 PM
هذا الحديث لا أعلم أحداً أعله. وحينما قرأته أول مرة ظننته منكراً لأنه مخالف لما في صحيح البخاري [ من تعار من الليل فقال... ] فهو لم يشترط الوضوء واشترط قول ذكر معين بخلاف الحال هنا.
ولكن الحقيقة لم أستطع أن أجد له علة، ويدور في خاطري أن حماد هنا جمع بين راويين ثم فصل فيهما فلعله وهم؟ وهذا احتمال بعيد.

وقفت من أعله وهو شعيب الأرناؤوط فقال: " إسناده من جهة ثابت -وهو ابن أسلم- صحيح رجاله ثقات، ومن جهة عاصم بن بهدلة ضعيف ". اهـ.
قلت: لم يصب في ذلك سيما قد تابعه ثابت.
قال الإمام أحمد في مسنده:
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَثَابِتٌ، فَحَدَّثَ عَاصِمٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ طَاهِرًا فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ "، فَقَالَ ثَابِتٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا، فَحَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا يَعْنِي أَبَا ظَبْيَةَ، قُلْتُ لِحَمَّادٍ: عَنْ مُعَاذٍ؟ قَالَ: عَنْ مُعَاذٍ ". اهـ.
وهنا توكيد من حماد بن سلمة في روايته ليدل على ثقته بنفسه، بل وصدر روايته أيضًا تدل على استيعابه أكثر برواية قصته في سماع هذا الحديث.
وروى الإمام أحمد في مسنده فقال:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يَتَفَلَّى فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأَ الْمُسْلِمُ ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ، وَرِجْلَيْهِ "، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو ظَبْيَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُنَا، فَقَالَ: مَا حَدَّثَكُمْ؟ فَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي حَدَّثَنَا، قَالَ: فَقَالَ: أَجَلْ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ ذَكَرَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
وَزَادَ فِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ ثُمَّ يَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَذْكُرُ وَيَسْأَلُ اللَّهَ عز وجل خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةِ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ عز وجل إِيَّاهُ ". اهـ.
ورواه ابن عساكر بطرق أخرى جيدة. وصدر الحديث يدل على استيعاب شهر بن حوشب للحديث بببيان قصة سماعه هذا الحديث.
أما عدم رواية البخاري لهذا الحديث لأنه ليس على شرطه كما هو معلوم.
ثم إنه بل وردت في أحد الطرق رواية الذكر قال ابن أبي شيبة في مصنفه:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: " إِذَا آوَى الرَّجُلُ إِلَى فِرَاشِهِ عَلَى طُهْرٍ فَذَكَرَ اللَّهَ حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ وَكَانَ أَوَّلُ مَا يَقُولُ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اغْفِرْ لِي.
انْسَلَخَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَنْسَلِخُ الْحَيَّةُ مِنْ جِلْدِهَا ". اهـ، وهذا موقوف حسن من أجل شهر بن حوشب وله حكم المرفوع، والعوام بن حوشب "ثقة ثبت فاضل" كذا قال الحافظ ابن حجر.
ولا يقال إنه مخالف لرواية عاصم بن أبي النجود وإن كان صدوق له أوهام فقد تابعه شمر بن عطية وهو إن كان قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق"، إلا أنه ثقة ، مجمع على توثيقه كما ستأتي روايته.



كذلك نفي سماع أبي ظبية من معاذ فيه بعد لأنه من كبار التابعين وكانوا لا يعدلون به أحداً إلا صحابياً وكذلك كان شامياً وأيضاً سمع من عمر.
فما الرأي؟
قال ابن عساكر:
أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَضَّاحِ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيُّ، نَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَإِذَا أَبُو أُمَامَةَ جَالِسٌ فِي زَاوِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَجَاءَهُ أَبُو ظَبْيَةَ حَتَّى جَلَسَ، وَكَانُوا لا يَعْدِلُونَ بِهِ رَجُلا إِلا رَجُلا صَاحَبَ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ حَدِيثًا، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلا مَرَّةً أَوِ اثْنَتَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، وَلَكِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ إِلا خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ ".
قَالَ أَبُو ظَبْيَةَ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ يُحَدِّثُ كَمَا قُلْتُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنَامُ طَاهِرًا عَلَى ذِكْرٍ، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "، قَالَ: فَقُلْنَا: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ هَذَا يَا أَبَا ظَبْيَةَ؟ قَالَ: مَا آلُو. اهـ.
قلت: وقوله (ما آلو) دل على اعترافه بأنه حفظه هكذا بل وقد استعمل الصحابي أبو أمامة رضي الله عنه حديثه.
أما ما ورد مرفوعًا عنه ما أخرجه الترمذي ققال:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ طَاهِرًا يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يُدْرِكَهُ النُّعَاسُ، لَمْ يَنْقَلِبْ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ". اهـ.
قلتُ: بل منكر فإسماعيل بن عياش روايته هنا ليست عن الشاميين فعبد الله بن عبد الرحمن النوفلي مكي أي من مكة فرواية ابن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه إحداها بل خولف في ذلك.
قال ابن أبي شيبة في مصنفه:
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " مَنْ بَاتَ ذَاكِرًا طَاهِرًا ثُمَّ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ حَاجَةً لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ ". اهـ.
وهذا موقوف حسن، وزائدة وهو ابن قدامة "ثقة ثبت" كذا قال الحافظ.
والله أعلم.

عبدُ الله الشرقاويُّ
2019-11-16, 07:23 PM
كيف تقول شعيب أعله وقد صحح الإسناد من جهة ثابت؟
وما تستدرك عليه؟ هو يضعف الحديث من رواية عاصم عن شهر لأنه يضعف أحاديث شهر وصحح الحديث من جهة حماد عن ثابت..
فما وجه الاستدراك هنا؟

وتخريجك مشكور جداً على تخوف من بعض تحسيناتك لأحاديث شهر بن حوشب بالأخص هذا الموقوف. ولكن هنا قد يتمشى الحال لأنه متابع.

وأنا لست متحيراً لماذا لم يخرجه البخاري ولكن تحيرت للمخالفة ، ولأنه بهذا يكون لدينا حديث صحيح في فضل النوم على طهارة.
وأيضاً لو تعاريت ولم أقل الدعاء قد يستجاب لي.