المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة في غض البصر / لشيخ الاسلام ابن قيم الجوزية



ابو وليد البحيرى
2019-10-24, 03:55 AM
قصيدة في غض البصر
/ لشيخ الاسلام ابن قيم الجوزية




بسم الله الحمن الرحيم


قال شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية – رحمه الله رحمة واسعة - :



ولي من أبيات :



يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا *** أنت القتيل بما ترمي فلا تصب



وباعثَ الطرف يرتاد الشفاء له *** توقَّه ، إنه يرتد بالعطب



ترجو الشفاء بأحداق بها مرضٌ *** فهل سمعت ببرءٍ جاء من عطب



ومفنيا نفسه في إثر أقبحهم *** وصفاً للطخ جمال فيه مستلب



وواهبا عمره في مثل ذا سفها *** لو كنت تعرف قدر العمر لم تهب



وبائعا طيب عيش ماله خطر *** بطيف عيش من الآلام منتهب



غبنت والله غبنا فاحشا فلو اسـ *** ـترجعت ذا العقد لم تغبن ولم تخب



ووارداً صفو عيشٍ كله كدر *** أمامك الورد صفواً ليس بالكذب



و حاطب الليل في الظلماء منتصبا *** لكل داهية تدنى من العطب



شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب *** وضاع وقتك بين اللهو واللعب



وشمس عمرك قد حان الغروب لها *** والضئ في الافق الشرقي لم يغب



وفاز بالوصل من قد فاز وانقشعت *** عن أفقه ظلمات الليل والسحب



كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت *** ورسل ربك قد وافتك في الطلب



ما في الديار وقد سارت ركائب من *** تهواه للصب من سكنى ولا أرب



فأفرش الخد ذياك التراب ، وقل *** ما قاله صاحب الاشواق في الحقب



ما ربع مية محفوفا يطوف به *** غيلان أشهى له من ربعك الخرب



ولا الخدود وإن أدمين من ضرج *** أشهى إلى ناظري من خدك الترب



منازلا كان يهواها ويألفها *** أيام كان منال الوصل عن كثب



فكلما جليت تلك الربوع له *** يهوى إليها هوي الماء في صبب



أحيا له الشوق تذكار المهود بها *** فلو دعا القلب للسلوان لم يجب



هذا وكم منزل في الارض يألفه *** وما له في سواها الدهر من رغب



ما في الخيام أخو وجد يريحك إن *** بثثته بعض شأن الحب فاغترب



وأسر في غمرات الليل مهتديا *** بنفحة الطيب لا بالنار والحطب



وعاد كل أخي جبن ومَعجزة *** وحارب النفس لا تلقيك في الحرب



وخذ لنفسك نورا تستضيء به *** يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب



فالجسر ذو ظلمات ليس يقطعه *** إلا بنور ينجي العبد في الكرب
منقول