مشاهدة النسخة كاملة : من حق الجار أن تبسط إليه معروفك وتكف عنه آذاك
احمد ابو انس
2019-10-02, 10:08 AM
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حق الجار أن تبسط إليه معروفك وتكف عنه آذاك .
ما صحة هذا الأثر؟
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-10-03, 03:14 AM
لم أقفُ عليه من قول عمر رضي الله عنه وقد ذكره ابن عبد البر في البهجة (61)، وتبعه ابن مفلح في الأداب (2/16).
وقد ورد في معناه كما في السنن الصغير للبيهقي بإسناد صحيح عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: شَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِشَهَادَةٍ، فَقَالَ لَهُ: " لَسْتُ أَعْرِفُكَ، وَلا يَضُرُّكَ أَنْ لَا أَعْرِفَكَ، ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُكَ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَعْرِفُهُ قَالَ: " بِأَيِّ شَيْءٍ تَعْرِفُهُ؟ "، قَالَ: بِالْعَدَالَةِ وَالْفَضْلِ، قَالَ: " فَهُوَ جَارُكَ الأَدْنَى الَّذِي تَعْرِفُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَمَدْخَلَهُ، وَمَخْرَجَهُ؟ قَالَ: لَا.قَالَ: فَعَامَلْتَهُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ اللَّذَيْنِ بِهِمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الْوَرَعِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: " فَرَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ؟ "، قَالَ: لَا.
قَالَ: " لَسْتَ تَعْرِفُهُ "، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: " ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُكَ ". اهـ.
ولكنه ورد من قول عبيد بن عمرو أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (10/548) فقال:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْكَارِزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْبَغْدَادِيَّ ، بِنَيْسَابُورَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ الرَّمْلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمْدَانَ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: كَانَ يُقَالُ: " مِنْ حَقِّ الْجَارِ عَلَيْكَ أَنْ تُعَرِّفَهُ مَعْرُوفَكَ، وَتَكُفَّ عَنْهُ أَذَاكَ، وَمِنْ حَقِّ الْقَرَابَةِ أَنْ تَصِلَهُ إِذَا قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَهُ إِذَا حَرَمَكَ، وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ، وَإِنَّ أَنْقَصَ النَّاسِ عَقْلًا مَنْ ظَلَمْ مَنْ هُوَ دُونَهُ ". اهـ.
وهذا إسناد مسلسل بالمجاهيل.
وقد ورد في المعجم الأوسط للطبراني عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ ". وإسناده ضعيف، فيه محمد بن أبي ليلى "سيء الحفظ" كذا قال الحافظ في المطالب العالية والصواب أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه كما أخرج النسائي في السنن الكبرى فقال:
عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عَنْ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ الفَضْلِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِ دَارهِ، أَوْ أَرْضِهِ ". اهـ، قلت [عبد الرحمن]: وإسناده حسنٌ.
ويروى بمعناه أيضًا كما في البر والصلة للمروزي قال:
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ، عَنِ أَبَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمْ مِنْ جَارٍ يَتَعَلَّقُ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَغْلَقَ عَنِّي بَابَهُ وَمَنَعَنِي فَضْلَهُ ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف، إن كان هذا أبان بن بشر المكتب كما قال الأصبهاني في الترغيب وأقره الألباني واستشهد بذكر ابن حبان له في الثقات ورواية جماعة له، ولكنه هناك عدم تأكيد اتصال السند بين أبان وعطاء فقد قال البخاري في حديثه عن أبي هاشم: (لا أدري سمع منه أم لا؟)، (وقال عنه ابن أبي حاتم: (مجهول)، وذكره ابن حبان في ثقاته، وهو مجهول. انظر لسان الميزان (1/14)، التاريخ الكبير (1/453)، الجرح والتعديل (2/299) .وأبان هذا ممن لا يعلم إدراكهم أو معاصرتهم لمن رووا عنهم -سيما- أن أبا هاشم الرماني لا يعلم أن روى عن شيخٍ اسمه عطاء.
وأيضًا قد فاته قول الحافظ ابن حجر في الراوي عنه وهو موسى بن خلف فقال عنه في التقريب : "صدوق عابد له أوهام".
وأما ما رواه البخاري في الأدب المفرد من طريق حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ، أَوْ قَالَ: حِينٌ وَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، ثُمَّ الآنَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٌ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي، فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ ". اهـ.
فهذا حديث في الليث بن أبي سليم وهو ضعيف سيما أنه جاء مرسل أخرجه المروزي في الصلة والبر قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَرْفَعُهُ، قَالَ: " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٌ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي وَمَنَعَنِي مَعْرُوفَهُ ". اهـ.
ولعله موقوف على عبد الله بن عمر وهو الأشبه ولكنه إسناده منقطع أخرج هناد في الزهد فقال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ، مَنَعَنِي مَعْرُوفَهُ، وَأَغْلَقَ دُونِي بَابَهُ ". اهـ، وقد ورد من قول عمر رضي الله عنه فأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال:
قَالَ: ونا أَبُو الْحَسَن بْن القزويني [علي بن عمر] [ثقة]، إملاء، سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، قَالَ: قرأت على يوسف بْن عُمَر [الزاهد البغدادي القواس] [ثقة]، قلت: حدثكم أَبُو عِيسَى حمزة بْن الحسين السمسار [عمر بن الحسين] [ثقة]، قراءة من لفظه، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ [الرقي] [ثقة]، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ [الفريابي] [ثقة]، قَالَ: قَالَ بِشْرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ [بن سيحان الثقفي] [صدوق]، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَغْلِقْ بَابَهُ دُونِي وَامْنَعْنِي رِفْدَهُ ". اهـ.
وهذا إسناده ضعيف، منقطع بين بشر وعمر رضي الله عنه.
والله أعلم.
احمد ابو انس
2019-10-03, 09:14 AM
جزاكم الله خيراً.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-10-03, 10:54 AM
جزاكم الله خيراً.
وجزاكم آمين.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.