المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد *** مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ



محمدعبداللطيف
2019-09-23, 02:55 PM
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد *** مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ

إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أعْظَمُ *** وَهُوَ نَوْعَانِ أيَا مَن يَفْهَمُ

إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ *** أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى

وَأنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ *** الْخَالِقُ الْبَارِىءُ وَالْمُصَوِّرُ


بَاري الْبَرَايَا مُنْشِىءُ الْخَلائِقِ *** مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثالٍ سَابِقِ

الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ *** والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ

الأحَدُ الفَرْدُ الْقَدِيرُ الأزَليّ *** الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ العَلِيّ

عُلُوَّ قَهرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ *** جَلَّ عَنِ الأضْدَادِ وَالأعْوَانِ

كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقِيَّهْ *** عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ

وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ *** بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ

وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ *** لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيهْ

فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ *** وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ

حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ *** وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ

لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ *** وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ

باقٍ فَلاَ يَفْنَي وَلاَ يَبِيدُ *** وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا ُيرِيدُ

مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ *** وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ

فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ *** وَمن يَشَأْ أضَلَّهُ بِعَدْلِهِ

فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ *** وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ

لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا *** يَسْتَوْجبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا

وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ *** في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ

وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ *** بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ

وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي *** أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي

وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ *** جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَأنُهُ

وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ *** وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ

محمدعبداللطيف
2019-09-23, 02:56 PM
كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْليِمَا *** وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمَا

كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ *** وَالحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ

لَوْ صَارَ أَقلاَماً جَميعُ الشَّجَرِ *** وَالبَحْرُ تُلقَى فِيهِ سَبْعُ أبْحُرِ



وَالْخَلْقُ تَكتُبْهُ بِكُلِّ آنِ *** فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنهُ فَانِ

وَالْقَوْلُ في كِتَابِهِ المُفَصَّلْ *** بِأنَّهُ كَلامُهُ الْمُنَزَّلْ

عَلَى الرَسُولِ المُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى * لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ولا بِمُفْتَرَى

يُحْفَظُ بِالقَلْبِ وَبِاللَّسَانِ *** يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بالآذَانِ

كَذَا بِالأَبْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ *** وَبِالأيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ

وَكُلُّ ذِي مَخلُوقَة حَقِيقَهْ *** دُونَ كَلامِ بَارِيءِ الْخَلِيقَةْ

جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمنِ *** عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدثَانِ

فَالصوْتُ والأَلْحَانُ صَوتُ الْقَارِي *** لكنَّمَا الْمَتلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي

مَا قَاَلهُ لاَ يَقبَلُ التَّبْدِيلاَ *** كَلاَّ وَلاَ أصْدَقُ مِنهُ قِيلا

وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَن خَيْرِ المَلاَ *** بِأنَّهُ ّعزَّ وَجَلَّ وَعَلا

في ثُلُثِ اللِّيْلِ الأخِيرِ يَنْزِلُ *** يَقُولُ هَلْ مِن تَائِب فَيُقبِِلُ

هَلْ مَنْ مُسِيءٍ طالِبٍ للْمَغْفِرَهْ *** يَجِدْ كَرِيماً قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ

يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ *** وَيَسْتُرُ العَيْبَ ويُعْطِي السَّائِلْ

وَأنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْل *** كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضاءِ الْعَدْلِ

وأنَّهُ يَرَى بِلاَ إنْكَارِ *** في جَنَّةِ الفِرْدَوْسٍ بِالأبصَارِ

كلٌّ يَرَاهُ رُؤيَةَ العِيَانِ *** كَمَا أتَى في مُحْكَمِ القُرآنِ

وَفي حَديثِ سَيِّدِ الأنَامِ *** مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍّ وَلا إِبْهَامِ

رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتَرُونَهَا *** كَالشَّمْسِ صَحْواً لاَ سَحَابَ دُونَهَا

وَخُصَّ بالرُّؤيَةِ أوْلِياؤُهُ *** فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

وَكلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ *** أثْبَتَهَا في مُحْكَمِ الآيَاتِ

أوْ صَحَّ فيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ *** فَحَقُّهُ التَّسلِيمُ وَالقَبُولُ

نمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أتَتْ *** مَعَ اعْتِقَادِنَا لمَا لَهُ اقْتَضَتْ

مِنْ غَيْرِ تَحْرِيف وَلاَ تَعْطِيلِ *** وغَيْرِ تَكْيِيف وَلاَ تَمْثيلِ

بَلْ قَوْلُنَا قَوْل أئمةِ الهدَى *** طُوبَى لِمَنْ بهَدْيِهِِمْ قَد اهْتدَى

وَسَمِّ ذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوحِيد *** تَوْحِيدَ إثْبَاتٍ بِلا تَرْدِيدِ

قَدْ أفْصَحَ الوَحيُ المُبين عَنْهُ *** فَاْلتَمِسِ الْهُدَى الْمُنِيَر منهُ

لاَ تَتَّبِعْ أقوَالَ كلِّ مَارِدِ *** غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِق مُعانِدِ

فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَان *** مِثْقَالُ ذَرَّة مِنَ الإيمَان

محمدعبداللطيف
2019-09-23, 02:57 PM
هذا وَثَانِي نَوعَي التوْحِيدِ *** إفْرادُ رَبِّ الْعرْشِ عنْ نَديدِ

أنْ تَعْبُدَ الله إلهاً وَاحِدَا *** مُعْتَرِفاً بِحَقِّهِ لاَ جَاحِدَا

وَهوَ الَّذي به الإله أرْسَلا *** رُسْلَهُ يَدْعُونَ إلَيْهِ أولا

وأنْزَلَ الْكِتَابَ والتِّبْيَانَا *** مِن أجْلِهِ وَفَرَقَ الْفُرْقَانَا

وكَلفَ الله الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى *** قِتَالَ مَن عَنْهُ تَوَلَّى وَأبَى

حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصا لَهُ *** سِرّاً وَجَهْرَاً دِقَّةُ وَجِلَّهُ

وَهَكَذَا أمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا *** بذَا وَفي نصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا

وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَهْ *** فَهِيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَهْ

مَن قَالَهَا مُعْتَقِداً مَعْنَاها *** وَكَانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا

في القَوْلِ والفِعْلِ ومَاتَ مُؤمِناً *** يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشرِ نَاجٍ آمِنَا

فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ *** دَلتْ يَقِينا وَهَدَتْ إِلَيْهِ

أن لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلهٌ يُعْبَدُ *** إلاَّ الإلهُ الوَاحِدُ المُنْفَرِدُ

بِالْخَلقِ وَالرِّزْقِ وَبالتَّدْبِيرِ *** جَلَّ عَنِ الشَّريِكِ وَالنَّظِيرِ

وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ *** وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ

فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا *** بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا

الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ *** وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ

وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَصُ وَالْمَحَبَّة *** وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه

محمدعبداللطيف
2019-09-23, 02:59 PM
ثُمَّ الْعِبَادَةُ هيَ اسْمٌ جَامِع *** لِكُلِّ مَا يَرضَى الإلهُ السَّامِع

وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُعَاءُ *** خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ

وَرَغْبَة وَرَهْبَةٌ خشوعُ *** وَخَشيَةٌ إنَابَة خضُوعُ

وَالاسْتِعَاذَة ُ والاسْتِعَانَهْ *** كَذَا اسْتِغَاثةٌ بهِ سُبْحَانَهْ


وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ *** فَافْهَمْ هُدِيْتَ أوْضَحَ الْمَسَالِكْ


وَصَرْفُ بَعْضِهَا لغَيْرِ اللهِ *** شِرْكٌ وَذَاكَ أقْبَحُ الْمَنَاهِي



وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ : فَشِرْكٌ أَكْبَرُ *** بهِ خُلودُ النَّارِ إذْ لاَ يُغْفَرُ

وَهُوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللهِ *** نِدّاً بهِ مُسَوِّياً مُضَاهِي

يَقْصُدُهُ عِنْدَ نَزَولِ الضُّرِّ *** لِجَلْبِ خَيْرٍ أوْ لِدَفْعِ الشرِّ



أوْ عِنْدَ أيِّ غَرَضٍ لاَ يَقدِرُ *** عَلَيْهِ إلاَّ الْمَالِكُ الْمُقتَدِرُ

مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدَعُوِّ *** أوِ المُعَظَّمِ أوِ المرْجُوِّ

في الْغَيْبِ سُلْطَاناً بهِ يَطَّلعُ *** عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إلَيْهِ يَفْزَعُ

وَالثَّانِ شِركٌ أصْغَرُ وَهْوَ الرِّيَا *** فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الأنْبِيَا


وَمِنهُ إقسَامٌ بِغَيْرِ البَاري *** كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأخْبَارِ