والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام

[احمد ابو انس]

وقال خالد بن خداش: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني جرير بن حازم، عن يونس، عن الحسن، قال: خطب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام، وإنها لتسعة أبيات". والله ما قالها استقلال لرزق الله، ولكن أراد أن تتأسى به أمته. روى الأربعة "ابن سعد" عن هؤلاء.

ماصحة هذا الحديث؟

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

هذا حديث مرسل صحيح لغيره من حديث الحسن البصري أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/401).
وأخرجه أيضًا يحيى بن سلام في تفسيره (1/131) من ثلاث طرق فقال:
- أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ السَّائِلُ يَسْأَلُ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَمْسَى فِي بُيُوتِ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةُ أَبْيَاتٍ» .
- أَبُو أُمَيَّةَ [عبد الكريم بن أبي المخارق]، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ نَحْوَهُ.
- خِدَاشٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ مِثْلَهُ.وَقَال� � الْحَسَنُ: وَلا وَاللَّهِ مَا شَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِمْ وَلَكِنْ قَالَهُ اعْتِذَارًا ". اهـ.
وهذا الحديث في الأصل أخرجه البخاري (٢٠٦٩)، والترمذي (١٢١٥) واللفظ له، والنسائي (٤٦١٠)، وأحمد (١٢٣٦٠) عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
" أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ (ص) بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ (ص) دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ (ص) صَاعُ، بُرٍّ وَلَا صَاعُ حَبٍّ، وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ ". اهـ.
وله شاهد أخرجه ابن ماجه في سننه [3364] وصححه الألباني :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [ابن مسعود رضي الله عنه]، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، أَوْ: " مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ ". اهـ.
والجمع بين "ما أصبح" وبين "ما أمسى" ورد في قول أنس بن مالك رضي الله عنه قد ورد في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (13/68) :
عنْ أنَس رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ:
"ولَقدْ رَهَنَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم درْعَهُ بِشَعِيرٍ ومَشَيْتُ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ وإهَالَة سِنْخَةٍ ولَقَدْ سَمِعْتُهُ يقولُ مَا أصْبَحَ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلاَّ صاعٌ وَلَا أمْسَى وإنَّهُم لَتِسْعَةُ أبْياتٍ ". اهـ.
قال:
وقَوْله: (مَا أصبح لآل مُحَمَّد إلاَّ صَاع وَلَا أَمْسَى) . كَذَا بِهَذِهِ الْعبارَة وَقع لجَمِيع الروَاة، وَكَذَا ذكره الْحميدِي فِي الْجمع، وَوَقع لأبي نعيم فِي (الْمُسْتَخْرج) من طَرِيق الْكَجِّي عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم شيخ البُخَارِيّ الْمَذْكُور فِي سَنَد الحَدِيث، بِلَفْظ: (مَا أصبح لآل مُحَمَّد وَلَا أَمْسَى إلاَّ صَاع) وَهَذَا أحسن وَفِيه تنَازع الفعلان فِي ارْتِفَاع صَاع وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ. قَوْله: (أصبح) ، فعل وفاعله: صَاع، ويقد صَاع آخر فِي قَوْله: وَلَا أَمْسَى، أَي: وَلَا أَمْسَى صَاع، وَوَقع فِي رِوَايَة أَحْمد عَن أبي عَامر والإسماعيلي من طَرِيقه، وللترمذي من طَرِيق ابْن أبي عدي ومعاذ بن هِشَام، وللنسائي من طَرِيق هِشَام بِلَفْظ: (مَا أَمْسَى فِي آل مُحَمَّد صَاع تمر وَلَا صَاع حب) ، وَالْمرَاد بالآل: أهل بَيته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،، وَقد بيَّنه بقوله: (وَإِنَّهُم) ، أَي: وَإِن آله لتسعة أَبْيَات، وَأَرَادَ بِهِ بطرِيق الْكِنَايَة تسع نسْوَة، وَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين، وَلم يقل النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هَذِه الْمقَالة بطرِيق التضجر، حاشا وكلاَّ، وَإِنَّمَا هُوَ بَيَان الْوَاقِع ". اهـ.
وورد من حديث عائشة رضي الله عنها ولا يصح:
عن عطاءٍ قال سأَلْتُ عائشةَ هل كان رسولُ اللهِ ﷺ يتدهَّنُ ويتسرَّحُ قالت:
"لو وجَدْنا دُهنًا لائتدَمْنا به ولقد رأَيْتُ آلَ مُحمَّدٍ وهم يومَئذٍ تسعةُ أبياتٍ ما لهم إلّا صاعٌ مِن شعيرٍ ولقد خرَج رسولُ اللهِ ﷺ مِن الدُّنيا وما شبِع مِن البُرَّةِ الحَمراءِ ". اهـ.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٨/٢١٨)، وفي الإسناد سعيد بن راشد المازني ذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ، وقال : "واه". اهــ.
والله أعلم.

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيراَ.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

جزاكم الله خيراَ.
وجزاكم آمين.