ابو وليد البحيرى
2019-06-11, 11:03 PM
(http://www.lahaonline.com//articles/view/%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88 %D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%AC %D8%A7%D8%A8%D9%8A-/36228.htm#)
دعم السلوك الإيجابي (1)
ريم بنت عبد العزيز بن محمد الشويش
يعاني المربون من آباء و معلمين من إشكالات كثيرة تتعلق بسلوك المُتربي, فتتجه الأبحاث في الدول المتقدمة إلى تقديم نماذج فاعلة في التربية و التعليم معاً، و إثبات فاعلية ما يمكن أن يرفع من مستوى التقدم لدى المتعلمين, ومن أهم الاتجاهات التربوية الحديثة التي ينادي بها المربون وأثبتوا فاعليتها عن طريق الدراسات ما يسمى "دعم السلوك الإيجابي".
وهو مصطلح يشير إلى تطبيق السلوك الإيجابي من خلال التدخلات و النظام المنهجي؛ لتحقيق تغيرات سلوكية و أكاديمية واجتماعية، بحيث يتم خلق بيئة تدعم المخرجات الإيجابية في الجوانب الاجتماعية و التعليمية، من خلال الوقاية من اكتساب المشكلات السلوكية التي قد تعيق التقدم وتحقيق الإنجاز.
و لقد لاقى هذا المنهج قبولاً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تطبيقه كنموذج مدرسي تحت عنوان:"المدرسة الشاملة" ويظن المربون و الباحثون القائمون على هذا النموذج في دول الغرب أنهم حققوا ثورة في ميدان تعديل السلوك من خلال هذا النموذج, وفي حقيقة الأمر فإنه نموذج جدير بالإشادة، إلا أن الشريعة الإسلامية كنموذج حياة قد سبقت المربين الذين عملوا على تخطيط وتحقيق هذا النموذج.
حيث إن الدين الإسلامي بتعاليمه يُهذِب النفس البشرية منذ خروجها للدنيا بدءًا من الآذان في المولود وتلقينه أولى مثبتات الولادة على الفطرة النقية، ثم يتربى في كنف اتباع الوحيين الكتاب و السنة، أو بحسب ما قال الله تعالى، و بحسب ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبالنظر لأساسيات هذا النموذج، فإنها لا تتعدى تهذيب الخلق، و وضع قوانين هي نفسها ما يجب أن يكون عليه خلق المسلم.
فلماذا يُشاد بالتوجهات التربوية الغربية و يُترك العمل بالمنهج الشرعي؟
إنه حينما يرون أن دعم السلوك الإيجابي نموذج وقائي يعزز السلوك الإيجابي لدى المتربي أو المتعلم، ويُقلل من فُرص السلوك الغير مرغوب فيه حتى درجة تلاشيه, فإن المنهج الشرعي بأحكامه وحدوده وتعاليمه يُحقق تلك الوقاية على مستوى اجتماعي و شخصي و أكاديمي و سلوكي, فالحاجة لتثبيت العقيدة في الصغار تكون أكثر إلحاحاً من استخدام نماذج تربوية سن قوانينها علماء لا يدينون بالإسلام.
وفي ذلك نقاط يجدر أن يُشار إليها ببند عريض:
الأولى: أن المنهج الإسلامي أثبت أنه نموذج صالح لكل زمان و مكان، من خلال توافق ما يضعه المربون من نماذج تربوية مثالية على اختلاف ديانتهم.
الثانية: أن بعض المربين في الأقطار الإسلامية يصفون قصور في المناهج، ويعزو بعضهم ذلك إلى قصور في المناهج الدينية والخلل ليس في المنهج، إنما في طريقة تعليمه وتلقينه، أو غيرها من أخطاء المُعلمين أو قصور في طرائق وأساليب التدريس.
الثالثة: أنه لا مانع من الاستناد والأخذ بالتوجهات التربوية الحديثة مادامت لا تتنافى مع العقيدة و الشرع الحنيف، بشرط أن لا يُشاد بها كنماذج بديلة تستحق التطبيق، وهذا ما يُزعج المربي المسلم حينما يرى تهافت بعض التربويين على ما يُمليه الغرب ويبحث عن ما يسد الخلل؛ والخلل أساسه البعد عن تطبيق المبادئ التربوية الشرعية.
ومن هنا ننادي كتربويين إلى تحقيق تطبيق أوسع للمنهج الإسلامي كمنهج حياة وتربية وتعليم, وأن تُصاغ الأهداف التربوية والسلوكية في التربية والتعليم على أساس حماية و وقاية المتعلم أو المتربي من المشاكل السلوكية التي يحققها الالتزام بمبادئ الإسلام وهذه مسؤولية المعلم والمُربي وهي وإن كانت مسؤولية عظيمة و تحقيقها يحتاج لصبر ومجاهدة، إلا أن طريقها سهل لمن حمل هم هذا الجيل وسعى أن يأخذ بيده للطريق الصحيح.
لن نقف عند هذه النقطة, وسنلتقي في جزء آخر تابع لهذا المقال إن شاء الله, وفيه إلقاء الضوء على نموذج دعم السلوك الإيجابي كنموذج فعال في مجالات أخرى, ولنترك المجال للقراء الكِرام في استخلاص منافع هذا النموذج.
نلقاكم على خير.
دعم السلوك الإيجابي (1)
ريم بنت عبد العزيز بن محمد الشويش
يعاني المربون من آباء و معلمين من إشكالات كثيرة تتعلق بسلوك المُتربي, فتتجه الأبحاث في الدول المتقدمة إلى تقديم نماذج فاعلة في التربية و التعليم معاً، و إثبات فاعلية ما يمكن أن يرفع من مستوى التقدم لدى المتعلمين, ومن أهم الاتجاهات التربوية الحديثة التي ينادي بها المربون وأثبتوا فاعليتها عن طريق الدراسات ما يسمى "دعم السلوك الإيجابي".
وهو مصطلح يشير إلى تطبيق السلوك الإيجابي من خلال التدخلات و النظام المنهجي؛ لتحقيق تغيرات سلوكية و أكاديمية واجتماعية، بحيث يتم خلق بيئة تدعم المخرجات الإيجابية في الجوانب الاجتماعية و التعليمية، من خلال الوقاية من اكتساب المشكلات السلوكية التي قد تعيق التقدم وتحقيق الإنجاز.
و لقد لاقى هذا المنهج قبولاً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تطبيقه كنموذج مدرسي تحت عنوان:"المدرسة الشاملة" ويظن المربون و الباحثون القائمون على هذا النموذج في دول الغرب أنهم حققوا ثورة في ميدان تعديل السلوك من خلال هذا النموذج, وفي حقيقة الأمر فإنه نموذج جدير بالإشادة، إلا أن الشريعة الإسلامية كنموذج حياة قد سبقت المربين الذين عملوا على تخطيط وتحقيق هذا النموذج.
حيث إن الدين الإسلامي بتعاليمه يُهذِب النفس البشرية منذ خروجها للدنيا بدءًا من الآذان في المولود وتلقينه أولى مثبتات الولادة على الفطرة النقية، ثم يتربى في كنف اتباع الوحيين الكتاب و السنة، أو بحسب ما قال الله تعالى، و بحسب ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبالنظر لأساسيات هذا النموذج، فإنها لا تتعدى تهذيب الخلق، و وضع قوانين هي نفسها ما يجب أن يكون عليه خلق المسلم.
فلماذا يُشاد بالتوجهات التربوية الغربية و يُترك العمل بالمنهج الشرعي؟
إنه حينما يرون أن دعم السلوك الإيجابي نموذج وقائي يعزز السلوك الإيجابي لدى المتربي أو المتعلم، ويُقلل من فُرص السلوك الغير مرغوب فيه حتى درجة تلاشيه, فإن المنهج الشرعي بأحكامه وحدوده وتعاليمه يُحقق تلك الوقاية على مستوى اجتماعي و شخصي و أكاديمي و سلوكي, فالحاجة لتثبيت العقيدة في الصغار تكون أكثر إلحاحاً من استخدام نماذج تربوية سن قوانينها علماء لا يدينون بالإسلام.
وفي ذلك نقاط يجدر أن يُشار إليها ببند عريض:
الأولى: أن المنهج الإسلامي أثبت أنه نموذج صالح لكل زمان و مكان، من خلال توافق ما يضعه المربون من نماذج تربوية مثالية على اختلاف ديانتهم.
الثانية: أن بعض المربين في الأقطار الإسلامية يصفون قصور في المناهج، ويعزو بعضهم ذلك إلى قصور في المناهج الدينية والخلل ليس في المنهج، إنما في طريقة تعليمه وتلقينه، أو غيرها من أخطاء المُعلمين أو قصور في طرائق وأساليب التدريس.
الثالثة: أنه لا مانع من الاستناد والأخذ بالتوجهات التربوية الحديثة مادامت لا تتنافى مع العقيدة و الشرع الحنيف، بشرط أن لا يُشاد بها كنماذج بديلة تستحق التطبيق، وهذا ما يُزعج المربي المسلم حينما يرى تهافت بعض التربويين على ما يُمليه الغرب ويبحث عن ما يسد الخلل؛ والخلل أساسه البعد عن تطبيق المبادئ التربوية الشرعية.
ومن هنا ننادي كتربويين إلى تحقيق تطبيق أوسع للمنهج الإسلامي كمنهج حياة وتربية وتعليم, وأن تُصاغ الأهداف التربوية والسلوكية في التربية والتعليم على أساس حماية و وقاية المتعلم أو المتربي من المشاكل السلوكية التي يحققها الالتزام بمبادئ الإسلام وهذه مسؤولية المعلم والمُربي وهي وإن كانت مسؤولية عظيمة و تحقيقها يحتاج لصبر ومجاهدة، إلا أن طريقها سهل لمن حمل هم هذا الجيل وسعى أن يأخذ بيده للطريق الصحيح.
لن نقف عند هذه النقطة, وسنلتقي في جزء آخر تابع لهذا المقال إن شاء الله, وفيه إلقاء الضوء على نموذج دعم السلوك الإيجابي كنموذج فعال في مجالات أخرى, ولنترك المجال للقراء الكِرام في استخلاص منافع هذا النموذج.
نلقاكم على خير.