مشاهدة النسخة كاملة : رمضان فى عيون الادباء متجدد
ابو وليد البحيرى
2019-05-06, 03:20 AM
رمضان فى عيون الادباء
(عدنان علي رضا النحوي )
رَمَضـانُ أقْبِـلْ! لم تَزلْ تهفو إِلى * * * لُقْيـاكَ أَحْنـاءٌ تئِــنُّ و تُشْفِـقُ
وتظـلُّ أفئـدةٌ تهيـجُ لكـيْ تـرى * * * في الأفْـقِ يَطْلـعُ نـورُك المتَدَفَّـقُ
ترنـو لمطْلَعِـكَ العيون! حنينُهـا * * * أمـلٌ وَشوْقٌ بَيْنَ ذلـك يَخْفُـقُ
غلَـبَ الأسـى فينا وهاجَـتْ أَضلعٌ * * * بالذكريات وغـابَ صُبـحٌ مُشْـرِقُ
رمضـانُ أَقْبِلْ! فالقلـوبُ كَليمـة * * * و النَّفْـس بيـن أنينهِـا تتمـزقُ
انظرْ إلى الساحات ِ! هلْ تلْقى سوى * * * جُثـثٍ ٍٍ مُكـوَّمَّـة و طَرْفٍ يُطـرقُ
وَهـزائمٍ تلْو الهـزائم ! و القـوا * * * رِعُ والأسى موجٌ يَثـور و يُحْـدِقُ
وزلازلٍ مـلءَ الـدَّيَـار كـأنّهـا * * * نُـذُرٌ تَشُـدُّ على القلوبِ و تُطْبِـقُ
والناس! ويحَ الناس في غمـراتهم * * * لـهـوٌ يُخَـدَّرُهُم و ذُلٌّ يَطْـرقُ
و تُسَـدُّ أبوابُ المسالِـكِ دونهـمْ * * * قَـدَراً بمـا كَسَبوا وقهْـراً يَصْعَـقُ
رمضـان! أَحْيِِ الذكْـرَياتِ لعلَّنـا * * * يومـاً نُفيـق بِهـا ويوماً نَسْبـقُ
أقْبِـلْ ببَدرٍ! و الزحـوفُ غـنيّـةٌ * * * للهِ تصْفـو في الجهـادِ وَ تَصْـدُقُ
و أعِـد لنا ذِكْرى المياديـن الّتي * * * خَفَقَـتْ وجالَ بها الكمـاةُ السُّبَّـقُ
و أعِـدْ لنـا ذِكْرى الملاحِم رفرَفَتْ * * * راياتُهـا نَصْـراً يَعِـزُّ و يَخْفِـقُ
كـلُّ المواقـع لم تزل ذِكْـرى لنـا * * * بِـدَمٍ يفوح المِسْـك منـه ويَعْبـقُ
رَمضان! ويحي! كَيْف نَلْقَاهُ وقـد * * * غَلـبَ الهـوانُ بنـا وغَابَ المَنطِقُ
رمضـان أقْبِلْ! ذكرياتُ النّصْـرِ لا * * * تُمْحـى! يُعيـدُكِ مغربٌ أو مَشْـرقُ
قـد كنتَ يا رمضـانُ شَهْـرَ إباءةٍ * * * عِـزَّاً أجـلَّ ورايـةً لـك تسمـقُ
قـد كنـتَ شهـرَ ملاحِمٍ ممتَـدَّةٍ * * * حقّـاً يَجُـولُ و آيَـةً لا تَخْـلـق
قَـدْ كنتَ تشْهَـدُ أُمّـةً موصولـةً * * * صفّـاً تُجَمَّعُـهُ العُــرا و الموْثِـقُ
واليـوم قَـدْ غلـبَ الصّراعُ فَمُزَّقُوا * * * إرَبـاً على أهوائهـمْ و تفـرّقُـوا
أُغْضـي حَيـاءً إِنْ بَـدَتْ إطلالـةٌ * * * مِـنـه ونَحْـنُ بنا الهـوانٌ المُرْهِقُ
الـدَّار! يا لِلدار! كانَـتْ سـاحـةً * * * يُجْـلى بهـا مَغْنىً ورَوْضٌ مُوْنِـقُ
أنّـى التفـتَّ زُهـورُها فوّاحـةٌ * * * عَبَقـاً ومِسْـكٌ في الدّيـار يُـفَتَّـقُ
وتُمَـدُّ أغْصـانٌ يفيض عطاؤهـا * * * نُعمـى تطيبُ و كـلُّ غصنٍ مورقُ
واليـوم قد ذَبُـلَـتْ أَزاهرنا وَجَفّـ * * * ـت في الدَّيار وغاض نبـعٌ ريّـقُ
قـد كنتَ يا رَمضان تُشْرق في ربى * * * الأقصى هُـدىً أَغْنى وحقّـاً يَنْطـقُ
واليـوم يمـرَحُ في مرابعـه اليهو * * * دُ وحولَـه صَمْـتٌ هنالـك مُطَبْـقُ
رِجْسٌ يسود على الديـار و فتنـة ٌ * * * تعلـو وسُلْطـانٌ يُـذِلُّ و يـخْنُـقُ
المسجـدُ الأقصـى! وطـالَ إِسارُهُ * * * وأنينُـه و حَـنـينُـه و تـشـوُّقُ
ويكاد يَصْرَخُ ثُمّ تُطْـوَى صيحَـة * * * بين الضجيج وكـلُّ دَرْبٍ مُغْـلَـقُ
رَمَضانُ أقْبِـلْ! كَيْ تُعيد لنا جَـلا * * * لَ شَهـادةِ التَّـوحيـد نُوْراًَ يُشْـرقُ
لِتَضُـمَّ آفَـاقَ الـدَّيـار إِذا نـأتْ * * * ودَنَـتْ وطَـابَ جَمـالُها المُتألَّـقُ
واليـومَ تُقْبـلُ والـدَّيـارُ كَـأنّهـا * * * قِـطَعٌ تَنَـاثَـرُ في الفضَـاءِ وتُطْلَقُ
ويـكاد يَصْـرَعُني الأسى خجلاً لما * * * نلقى! أََميـلُ ! أردُّ طرفي! أُطْرِقُ
انظُـرْ إِلـى أُمَـمٍ هُنَـاكَ تهيَّـأت * * * لَكَ! قَـدْ أَعَـدَّتْ كلَّ مـا يتحقّـق
جَمَعُوا أطاييب الطَّعام و أسْـرفـوا * * * ومَضَـوْا إلى لهـوٍ يضجّ و يُحْـدق
يُحْيُـون لَيْلَهُـمُ بأَفْنـانِ الهـوى * * * وإِلى دواعي " الفـنّ " حشدٌ أسْبَـقٌ
ومَعَ النّهار هُـمُ الغفـاةُ النائمــو * * * نَ وحَـوْلَهمْ زَحْـفُ العُـداةِ المُطبِقُ
أيـن الذين مَضَـوْا إذا ما جِئْتَهـمْ * * * هبّـوا لملحمـةٍ تـدورُ وصـدَّقـوا
يحيـون لَيْلَهُـمُ بـآيـات الهُـدى * * * ومـع النَّهـار هـم الأُبـاة السُّبَّـقُ
قد كُنتَ تُشرقُ في ربى الإسلام يَجْـ * * * مَعُهـا الهـدى ساحاً تَجـودُ وتُغْدقُ
واليـومَ مُزَّقَتِ الدّيـارُ و قُطّعَـتْ * * * تلك الحِبالُ وغـاب عنهـا الرونَـقُ
أنّى التفـتَّ اليـومَ تَلْقـى أَدْمُعـاً * * * حَـرّى تُصَـبُّ على دمٍ يتـدَفّـقُ
تَلْقَى الثَّكـالى واليتَـامى و الأَسـى * * * فَـوْقَ الوُجـوهِ تَغيبُ فيه و تُرْهَـقُ
وتـرى المجازرَ والعِـدا يتواثبـو * * * ن على الدّيـارِ وكلُّ وثْـبٍ موِبـقُ
وترى بني الإسلام يَقْتُـل بعضُهـم * * * بعضـاً ويُمْعِـنُ في العِـداءِ ويُغْرِقُ
وتَرَى عَـدوَّ المُسْلمـين مَهَيْمِنـاً * * * يُلْقـي بأحْمـالِ الـهَـلاك ويُطِلـقُ
مُتَـربَّصـاً! متسلَّلاً! فُتِحَـتْ لـه * * * جُـلُّ الثُّغـور فجـال فيها الفيلـقُ
وتَراهُ صفّـاً واحِـداً مُتَمـاسكـاً * * * والمسْلمـون مَعَ الهَوان تفـرَّقـوا
رَمَضان أَقْبِلْ! وامسحَنَّ من الأسى * * * وأعِدْ لنـا الأمَـلَ الـذي يتـألَّـق
واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بهـا * * * أملاً به تحيـا القلـوبُ و تخفـقُ
ابو وليد البحيرى
2019-05-07, 12:05 AM
رمضان في عيون الأدباء
(محمد صادق عرنوس)
أهلاً بـشهر الإنابَةْ *** والدعوة الـمستجابَهْ
أهـلاً بـخير طبيب *** يشفى النفوسَ المصابه
تـظلُّ مرسى الخطايا *** مـن شـهوة غـلاّبه
ومـن خِـداع وزورٍ *** فـاشٍ وباقي العصابه
حـتى تـراكَ فتلقى *** أوزارهـا فـي غيابهَ
تجري إلى الخير عَدْواً *** والـشرُّ تُـقفل بـابه
بـيتٌ تـخرَّب منها *** هـبَّت تُـلافي خرابه
وأصـبـحت تـتمنَّى *** لـو تـستعيدُ شـبابه
تَـقوَى بمظهر تقوَى *** لـه عـليها الـرقابه
ألـم تـكن قـبل هذا *** نَـمّـامةً مُـغـتابه
إن حـدَّثَتْني حـديثاً *** ظـنـنتُها كـذابـه
أو رُحتُ أبغي هُداها *** رأيـتـها مـرتـابه
حـتى إذا لحت أمسى *** لـها الـصلاحُ مَثابه
تعطى الجزيلَ وكانت *** شـحيحةً بـالصبابه
مـناظرُ البؤس باتت *** تُـلين مـنها الصلابه
***
أهـلاً بـأكرم ضيف *** قـد اسـتطلنا غَيابه
قـد أنـزلَ اللهُ فـيه *** عـلى الـعباد كـتابه
هـدى ونـورا أعادا *** لـذي الجنون صوابه
لــلـه أيّـــةُ آيٍ *** آيــاتـه الـجـذّابه
حـتى تُـخرِّجَ قوما *** على طِراز الصحابه!
أسـرارُهـا نـفحتهم *** بـالـهمة الـوثـابه
مـا بـين يوم ويوم *** وذا مَـثارُ الـغرابه
تـعقبوا الـكفرَ محواً *** بـمـحوهم أربـابه
بـلابلُ الـدين أجلتْ *** غـربـانَه الـنـعَّابه
أقـوى جـنودٍ لديهم *** كـانت جنود المهابه
لـما تـركنا هـداهم *** والـسيفُ قَـدَّ جِرابه
صـرنا الذنابى وكنّا *** فـي العالمين الذؤابه
واحـسـرتاه شـهدنا *** مـن الـزمان انقلابه
***
أهـلاً بـأفضل شهر *** لـسنا نـحدُّ ثـوابه
مـا فيكَ عيب، ولكن *** فـي مُفطِريكَ المعابه
مـا أنتَ جوعٌ ولكن *** عـطفٌ وشبهُ قَرابه
إن جـاع فـيك غنيّ *** أعـطى الفقيرَ طِلابه
فـلـتغنموه جـميعاً *** ولا تَـمـنَّوا ذهـابه
ولـيُحسنِ الـعبدُ فيه *** إلـى الـكريم مَـتابه
ابو وليد البحيرى
2019-05-08, 01:44 PM
رمضان في عيون الأدباء
(ماجد بن عبد الله الغامدي)
أقـبـلـتَ يا رمضانُ بالرضوانِ *** وغـمـرتـنـا بِسَكينةَ الوجدانِ
نـوراً يُـشعُّ على البريّةِ بالتُقى *** تَـرِدُ الـقـلوبُ معينهُ الروحاني
شـهـرٌ عـلى كلِ الشهورِ متوّجٌ *** بـالـصـومِ والحسناتِ والغفرانِ
شـهـرٌ وفـيه على محمدِ أُنزلت *** بـركـاتُ ربِ الـعرشِ بالقرآنِ
شـهـرٌ شياطينُ الضلالةِ صُفدت *** لِـجـلالِـه و لِـقُدسهِ النوراني
فـبـرحـمة الرب الكريمِ قدومهُ *** و تـفـيـضُ فيه مناهلُ الغفرانِ
واخـتـصّـهُ ربُ الـعبادِ لنفسِهِ *** فـجـزاؤهُ عـتـقٌ من النيرانِ
يـاربُ فاضت في رجاك قريحتي *** فـطـرقتُ بابك واستبقتُ لساني
يـا ربُ أكـثرنا الذنوبَ ضلالةً *** مَـن للمُنيبِ سوى رضا الرحمنِ
يـا ربُ جـئتُكَ من ضلالي تائباً *** هـذي دمـوعـي حرّقت أجفاني
يـا عـالِمَ الأسرارِ تلكَ سريرتي *** وعـلمتَ ما تُخفي..وذاك جِناني
روحٌ بـمـا أسرفتُ جهلاً أجدبَت *** ظـمـأً وجـودُكَ مـوردُ الظمآنِ
قـلبي يُسابقُ خطوتي في توبتي *** والـنـورُ يـملأُ مهجتي وكياني
يـا مَن بسطتَ يديكَ تُجزلُ رحمةً *** ثـقّـل بـجـودِ عطائكم ميزاني
واجـعل لنا من نهرِ عفوكَ مورداً *** واجـزْ الـمـسيءَ بِمِنّةِ الإحسانِ
يـا مـالكَ المُلكِ التجأتُ بعفوِكم *** يـا قـابلَ التوبِ اغتفر عصياني
إن لم يكن فيك الرجاءُ فمن لنا!!؟ *** يـا ربُ واعصمني من الشيطانِ
يـا ربُ مـا أذنـبتُ إلاّ جاهلاً *** فـاجـزل عطاء الصفحِ للندمانِ
يـا ربُ لا نـرجو سواكَ تفضُلاً *** فـرجـاؤنـا لـلـواحـدِ الديانِ
يا ربُ سامحْ واهدِ واغفر واجزنا *** مـن جُـودِكَ اللهمَ خـضرَ جِنانِ
ابو وليد البحيرى
2019-05-09, 02:05 PM
رمضان فى عيون الادباء
(ناهد إسماعيل الديب)
رمضان شاهد على العصر
شهرٌ يعم الروح نور صفائه *** ويطهر الأرجاء من أضغانِ
قد جاء يرسم للحيارى دربهم *** ويشيد صرح العدلِ بالأركانِ
درسٌ ومدرسةٌ ونور بصيرةٍ *** ومفازةٌ للصفح والغفرانِ
رمضانُ يا فَرَح الفقير وقد ثوى *** بالليل يرثي حاله ويعاني
كم قد يبيتُ على الطوى متلحفاً *** بالبردِ في ثوبٍ من الأحزانِ
رمضان يا شهر اليتيم ورحمةً *** كم تحتويه برأفةٍ وحنانِ
من نفحة الصدقات تجبرُ يُتمه *** وترد دمعاً بات بالأجفانِ
رمضان يا شهر الفتوح ونفحةً *** قدسيةً لكتائب الرحمن
قد كنت شهر النصر دوماً لآلئ *** حملوا اللواء ودعوة العدنانِ
رمضان قد حركت ساكن همنا *** ورميت طيَّ الجرح بالأشجانِ
زُمَرُ الجراحِ تصعدت عن بكرةٍ *** لم يبق منها غائرٌ أو داني
رباه هل للفجر فينا موعدٌ *** كي يزهق البطلانُ بالبرهانِ
ابعث لنا نوراً تُصَيِّرُ ليلنا *** فجراً تبددُ غيهبَ الكفران
ابو وليد البحيرى
2019-05-10, 05:20 PM
رمضان فى عيون الادباء
رجعتُ إليك
(د.عبد المعطي الدالاتي)
رجعتُ إليكَ، إلهَ الوجودِ *** فطابَ رجوعي،وطاب سجودي
رجعتُ أريدُ الخلودَ،ومالي *** سواكَ، فهبْ لي جِنانَ الخلودِ
رجعت ُوأهواءُ نفسي قيودٌ *** أعِنّي ، إلهي ، لكسرِ القيودِ
***
شردتُ وكم حيّرتْني الدروبُ! *** وقلبي يسائلُ:أين الحبيبُ؟!
فلاحتْ لقلبي معالم ُدربي *** وفي الدربِ نورٌ،وفي الدرب طيبُ
وفي الدرب هدْيُ الرسولِ يقودُ *** الحيارى،فقلتُ:أ وبُ، أتوبُ
***
أياربّ:إني مَللتُ دروبي *** وعمري اشتكىمن جراحِ الذنوبِ
فذنبي كبيرٌ.. وحوبي عظيمٌ *** ويَمسحُ عفوُكَ ذنبي و حوبي
وأَعلمُ أنكَ تعفو .. ولكنْ *** يطولُ لأوزارِ عمري نحيبي
***
وأَعلمُ أنكَ تغفرُ ذنبي *** وتعلمُ أني أحبّكَ ربي
ولو كان عمري ذنوباً فإني *** سأسألُ قربي،وأعلنُ حبي
وأعلنُ أني أحبك ربي *** بدمعي.. بلحني.. بخفقةِ قلبي
***
رجعتُ إليكَ .. ودمعي جرى *** لِيسجدَ دمعيَ فوق الثرى
هجرتُ دروبَ الهوى،وعجِلتُ *** إليك لترضى، إلهَ الورى
وأظمأتُ يومي بصومي،وعفْتُ *** بظلِّ النجاوى لذيذَ الكَرى
***
رجعتُ إليكَ،أُرَجّي رضاكَ *** وماكنتُ أرجو،إلهي،سواكَ
أناجيكَ ..أدعو وكليّ رجاءٌ *** وحاشا يَخيبُ محبٌّ دعاكَ
إليكَ مآلي..وكلُّ سؤالي *** رضاكَ-إلهي-وحسبي رضاكَ
***
تلوحُ الجِنانُ فمنْ ذا اشترى؟ *** ومن ذا يهيمُ بأعلى الذُّرا ؟
وذو الشوقِ يُدلج ُعندالسُّرى *** لطيبة َيهفو ..وأمِّ القُـرى
تلوحُ لقلبي مواسمُ حُبِّ *** تلوحُ..فيا قلبُ: ماذا ترى؟!
ابو وليد البحيرى
2019-05-11, 05:34 PM
رمضان فى عيون الادباء
( زين العابدين بن بيه )
رمضان
رمضانُ أقبل فالزمانُ سرورُ *** والآيُ والذكرُ الحكيمُ عبيرُ
كم فيك من سرٍ أحار بكُنهِهِ *** وعليه من حُجب الغيوبِ ستورُ
عالٍ فليس يُنالُ إلا بالضنى *** والصعب بالعزم القوي يسيرُ
غالٍ فلا يلقاه إلا باذلٌ *** وكذاك للغيد الحسانِ مهورُ
فإذا قدمت فكلُّ قلبٍ طائرٍ *** لا تحتويه أضالع وصدورُ
ومن الجنان تفتّحٌ وتبسّمٌ *** للصائمين وبهجةٌ وحبورُ
ومن الصباح تبلّجٌ وتنفّسٌ *** ومن الزهور اليانعات عطورُ
****
غمرت لياليك الحياةَ بنورها *** ماذا يضيفُ الشاعرُ المغمورُ؟
ابو وليد البحيرى
2019-05-12, 06:04 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان
د. م/ عبد الله الخليوي
لمّا أتى غمرَ الوجــودَ ضـــــــياءْ ***وانجابَ عن رانِِ القلوبِ غشـاءْ
واستبشرَ الكونُ الفســيحُ وكبّرتْ *** أرجـــــــــــا ؤُه واهتزّتِ البيــداءْ
شــــــــــــهر ٌ به خيرُ الكلامِ منزّلٌ *** قرآن ربّي مِنّـــــةٌ وشــــــــــفاء ْ
رمضـــــــــانُ هلّ فعانقتْنا رحمةٌ *** وعرا الجميعَ محبّــــةٌ ووفــاءْ
قد جئتَ أهلاً فاعتراني ما اعترى *** خوفٌ يخالطُُ مهجتـي ورجــــاءْ
قد صُفّدتْ فيك الشـــــياطينُ التي *** قد نالنــــــــا منها أذًى ووبـــاءْ
وتزيّنتْ جنّــــــاتُ ربّـــــي للذي *** قد كانَ في مرضــاتِهِ مشّــــــاءْ
شهرٌ به الرّحَمَاتُ أشـرقَ نورُها *** فعلا قلوبَ المؤمنيـــن ســـــناءْ
شـهرٌ به الرحمنُ يغفرُ ذنبَنــــــا *** للـــدّاءِ غفـــرانُ الذّنــوبِ دواءْ
والعتقُ من نارِِ السّمومِ مزيّـــــةٌ *** منّ الرحيمُ بفضــــــــلِهِ وجزاءْ
ابو وليد البحيرى
2019-05-13, 05:53 PM
رمضان فى عيون الادباء
(رمضان عاد)
صالح أحمد
رمضانُ عادَ * وكنّا نياما *
وفي القدسِ يَزحَفُ * غَيمٌ ثَقيل*
تُرى؟ وبماذا؟! * سَيُمطرُ قدسي * غيمٌ ثَقيل*
رمضانُ عادَ * وكُنّا قِياما *
على حافَّةِ الصَّمتِ *
يصرُخُ فينا * غَدًا سنعود *
فأنّى الرّحيل؟! *
رمضانُ عادَ * وكِدنا نفيق *
على عالَمٍ * ما ألِفنا رُؤاهُ *
تغَرَّبَ خلفَ ضبابِ الذّهول *
وخَلفَ الجنونِ * رؤًى وعَوالِمَ * ملءَ الذّهونِ * وملءَ البطون *
وملءَ الهُراءِ * بكلِّ العُقولِ * وملءَ الذُّبول *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول *
بِعُمرِ انتحابَةِ طفلٍ نحيل *
وحجمِ ارتعاشَةِ جفنٍ ثقيل *
وشَفَةٍ تقاوِمُ إغراءَ حَرفٍ * قُل * ما أقول؟! *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول *
بعمرِ ابتسامةِ طفلِ الحكايةِ! * يُقلِّدُ وقعَ زُحوفِ الخُيول! *
ويمضي * وتبقى حروفُ الحكايةِ * رغمَ الهواية *
طيَّ الجلودِ * وسرَّ النخيل *
بذاكرة * أرهَقَتها الحروفُ *
فملَّ التذكُّرُ * سوءَ الظروفِ * وطولَ الوُقوفِ *
انتظارا للحظةِ حظٍ جميل*
تحيّي الكفوفُ * نشيدَ الزُّحوف * إليكَ الدّليلُ * إليكَ الدّليل*
ظلامٌ ثقيل*
طفلٌ يلوذُ بموتٍ جميل*
حِوارٌ يدورُ * رؤوسٌ تدورُ * يدوخُ النّخيل *
وقالٌ * وقيل*
فشكري الجزيل! *
إلى من رماني * بعشقِ الزّمانِ * ونومي الثقيل*
ورَوّى الغليل *
فشكري الجزيل * شكري الجزيل *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول*
بحجم التِفاتَةِ * أمٍ تناجي * شمسَ القتيل*
بحجمِ اختلاط ِ* السّكونِ * الذّهولِ * الوُجودِ * الرّحيل *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يُعيدَ * اكتِشافَ الملامِحِ *
حارَ الدّليلُ؟ *
إليكَ البديل *
رمضانُ عادَ * يَهُزُّ الأصيل *
فشكري الجزيل *
ابو وليد البحيرى
2019-05-14, 08:42 PM
رمضان فى عيون الادباء
(رمضان في ديوان الشعر العربي)
أمين سليمان الستيتي
ما كان رمضان ليختلف عن غيره من شهور العام لولا فريضة الصوم التي أعطته هذه الخصوصية. ولعل قول اللغويين: إنه يرمض الصائم حين يحر جوفه، فيه من الصحة الكثير. وقد شغلت أمور الدعوة، وحروب الردة الصحابة منذ زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحتى نهاية عصر أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فلـم يكـن للشعر مكانـه القـديم، ولـم يصفـوا العادات المتعلقة بصومه، أو قيامه، سوى ما كان من أداء الفريضة، وقيام الليل، وغيرها
وفي سيرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه جمع الناس للتراويح على إمام واحد، في رمضان الثاني من حكمه، ورأى الناس في ذلك خيراً عميماً، واستمعوا إلى ترتيل واحد شنف آذانهم، وعكفوا على تلاوته آناء الليل، مع التسبيح، وغيره من الأقوال والأعمال الصالحة، ليل نهار، وبرز دور الشعر في تخليد مثل هذه الصورة؛ إذ قال الشاعر:
جاء الصـيام فجاء الخير أجمعه *** ترتيل ذكر وتحميد وتسبيحُ
فالنفس تدأب في قول وفي عمل *** صوم النهار وبالليل التراويحُ
وكأن هذا السياق الفطري، البعيد عن التكلف يبين بوضوح انتماء هذا القول إلى عصره، بعيداً عن كل الصور البيانية، أو المحسنات اللفظية، المعبر عن صدق المشاعر، وتأثير العبادة في نفوس المؤمنين.
لكن الشعراء عبر العصور رسموا صوراً وضّاءة لرمضان، وللمسلمين فيه، وزينوا صوره بكل ما استطاعوا من الصــور والمحسنات، وتخيروا الألفـاظ المــوحية المعبـرة؛ فهذا شاعر يقول:
أَدِم الصيام مع القيـام تعبُّـداً *** فكلاهما عمـلان مقبـولانِ
يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيـتانِ
فإذا طوينا شراعنا على عتبات العصر الحاضر، رأينا أدباءنا يرسمون لرمضان صوراً كثيرة، منها الإيماني المتعلق بأهداب العبادة، ومنها السلبي المتعلق بسدول غيرها، ومنها بين ذلك بعدد ألوان الطيف، أو يزيد.
وللجــوع أثــر في رائحـة فـم الصائـم، والـتي جعلها اللـه - سبحانه - أطيب من رائحة المسك، كما روى ذلك رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، وقد صاغ الشاعر محمد حسن فقي هذا المعنى بألفاظ قريبة التناول، سلسة تنساب رقراقة بقوله:
وعلى فمي طعم أحس بأنـه *** من طعم تلك الجنة الخـضراءِ
لا طعم دنيانا فليس بوسعهـا *** تقديم هذا الطعم للخـلفـاءِ
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله *** ألا أكون به من السـعـداءِ
وفي القصيدة ذاتها يصف الشاعر استبشار المسلمين برمضان الكريم، وأيامه الجليلة، ووحي الله من السماء، بكلمات منقادة له انقياد العاشقين، حيث يرسمها على ألحانه، ويعزفها بألوانه فيقول:
قالوا بأنك قادم فـتهللت *** بالبشر أوجهنا وبالخيلاءِ
لِمَ لا نتيه مع الهيام ونزدهي *** بجلال أيام ووحي سـماءِ
وللشفافية في العصر الحديث بريق يشد الناظرين، ويصوغه الشاعر محمود حسن إسماعيل، فيرسم لنا لوحة رمضانية النفحات، بألوان أطياف التقى، ويجند قدراته البلاغية ليصل بها إلى قمة الإبداع الشعري فيقول:
أضيفٌ أنت حلَّ على الأنامِ *** وأقسم أن يُحَيّا بالصيامِ
قطعت الدهر أنواراً وفيّـاً *** يعود مزاره في كل عـامِ
نسخت شعائر الضيفان لمّا *** قنعت من الضيافة بالمقـامِ
بأن الجود حرمان وزهـد *** أعزُّ من الشَّراب أو الطعامِ
ومن الشعراء السعوديين أحمد سالم باعطب، الذي يصور الأنفس المؤمنة مسرعة في ساحات الدموع الراجية غفران اللـه - سبحانه - بعد أن رأت كف الحسنات الرمضانية، وتجلي الله العلي العظيم على عباده بالجزاء الحسن الذي وعدهم، بلغة يتضح فيها الأثر الروحي، وكلمات تحمل دفء التقوى فيقول:
رمضان بالحسنات كفك تزخرُ *** والكون في لألاء حسنك مبحرُ
أقبلت رُحمى فالسماء مشاعل *** والأرض فجرٌ من جبينك مسفرُ
هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت *** من حوبـهـا بدموعها تستغفرُ
ولوحة نادرة يرسمها عبد الله بن سليّم الرشيد، وعلى صفحات ثقافة الجزيرة، تنطق بالوعي الديني المتزايد عند المسلمين في هذا الزمن الذي يبشر بالخير رغم كل المآسي، وعي يدفع الناس للبحث عن الفوز بالآخرة، والتخلص من الذنوب صغيرها وكبيرها، فيقول على هذا اللحن الراقص، رقصة الرجال في الفرح وغير الفرح:
مرَّ شعبان فلم تَحفَل بـه *** روحُه الملـقاةُ بين الهـمَّـلِ
عجباً من أغبر ذي شعثٍ *** مرَّ بالنـهر فـلم يغـتـسلِ
ومن الشعراء الذين وقفوا مع التراويح: محمود عارف، وجعل لوحتها ماء يسبح فيه المؤمنون ليزدادوا إيماناً، ويرمز إلى بركة أيامه التي تعادل العمر كله؛ ففيه ليلة خير من ألف شهر، فيقول:
فيه التراويح الـمضيئة مسبحٌ *** للـقلب للإيمان يعـمر مرفقا
ساعاته عمر الزمان، مليئة *** بالذكر حيث العمر عاد محلقا
ويغوص بعض الشعراء إلى أعماق المسلمين يستجلون أثر قدوم رمضان على مجتمعاتهم، ويصورون البشائر، والرحمة التي تحل عليهم، وبهم، ومنهم، تصويراً حركياً يدفع إلى رؤية المنظر الحي، بألفاظ لا يكـاد يظهـر للصنعـة فيهـا يــد قريبـة ولا بعيدة، بل السجية سيدة الموقف، والموهبة الشاعرة، التي تظهر في قول حسين عرب:
بشرى العوالم أنت يا رمضـانُ *** هتفت بك الأرجاء والأكوانُ
لك في السماء كواكب وضّـاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكـانُ
يا مشعلاً قبس الحقيقة بـعد أن *** أعيت عن استقصائها الأذهانُ
هذه لمحة من شعرائنا عبر الزمن، ليست شاملة، ولكنها مضيئة، تدفع المرء إلى قياس مشاعره، وحبه لهذا الشهر الذي جعله الله - جل جلاله - ظرفاً لفريضة الصوم، والتي اختصها لنفسه، وهو الذي يجازي المرء عنها؛ فهل تنشرح الصدور المؤمنة لاستقباله؟ وهل يستبشر المؤمنون في هذا الزمن بقدومه، ويرجون الله فيه النصر للمجاهدين في سبيله في كل مكان، رجاء الموقنين بالإجابة، وأن يزيل الهم والحزن عن صدور الأمة، ويكشف الغمة، ويأخذ بأيدينا إلى حيث أرادنا: خير أمة أخرجت للناس؟ أسأل الله...آمين... آمين... آمين!
----------------------
المراجع
- قرة العين في رمضان والعيدين، د. علي الجندي.
- رمضان بين الأطباء والشعراء، د. حسان شمسي باشا.
- رمضان في إبداعات الأدباء، محمد عمر.
ابو وليد البحيرى
2019-05-15, 04:25 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان في عيون الشعراء
محمد أبو مليح
"رمضان يأتي مرة واحدة كل عام" وكذلك كل الشهور تأتي مرة واحدة كل عام. ولكن لرمضان خصوصية في إفراده عن تلك الشهور بالذكر والذكرى، وكان حال الشعراء قديما وحديثا حيال رمضان، مميزا عن باقي الشهور، فما أن يأتي شهر شعبان حتى يتنسم الشعراء عبير رمضان وتجد الشعر يتفجر عند بعضهم ابتهاجا بقدوم الصيام.
وعند اقتراب رحيل رمضان يجد الشعر مكانه في توديع هذا الشهر، فكان شعر الوداع ذكرا لمناقب الشهر ونفحاته.
وهكذا تدور الكرة، فما يفتأون يرددون ذكريات رمضان ويتمنون مجيئه، حتى يحظوا بكرمه وجوده وعطاياه.
في وداع شعبان
ابن دراج القسطلي (347 421/ 9581030م)، وهو شاعر من أهل (قسطلة دراج)، قال عنه الثعالبي: كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام..يقول في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان:
فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى *** فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب
تحفا لشعبان جلا لك وجهه *** عوضا من الورد الذي أهدى رجب
فاقبل هديته فقد وافى بها *** قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب
واستوف بهجتها وطيب نسيمها *** فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب
ويقول مؤيد الدين الشيرازي (390 470هـ/ 999 1077م):
ورحمة ربنا فينا تجلت *** وذاك الفضل من رب رحيم
وليس سواه يسأل عن نعيم *** إذا وقع السؤال عن النعيم
أتى رجب يؤمم منك شمس السـ *** ــعادة بدرها بدر العلوم
ويأتي بعده شعبان شهر النبـ *** ــي الطاهر الطهر الكريم
وشهر الله يتلوه وكل *** يدل على أخي شرف جسيم
في استقبال رمضان
وما أن يأتي رمضان حتى تشتعل نار الحنين في قلوب المحبين لرمضان، يرحبون بمقدم هلاله، ويبشرون الناس بقرب موعد قدومه، ويتغزلون في جمال هلاله.يقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي احتفالا بمقدم هلال رمضان:
هذا هلال الصوم من رمضان *** بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه *** واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيامه *** واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
ويقول الشاعر العراقي عبود الطريحي (1285 1328هـ):
أقبل شهر رمضان قم واستعد *** لصومه مع التقى والصلاح
شهر به الرحمة قد أنزلت *** وكل خير للتقى فيه لاح
أحب لله بأن تكون *** تلاوة القرآن عند الصباح
دع الملاهي عنك وادع به *** دعا النهار ودعا الافتتاح
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري عن هلال رمضان:
امـلأ الـدنيا شعاعـا *** أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها *** مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهودا *** هـي من خـير العـهود
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي (1298 1356هـ/ 1881 1937م) فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً *** ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ *** إليك وكم شجيٍ مُستهامِ
ونقرأ للأديب الكبير الشاعر عبد القدوس الأنصاري رحمه الله (1403هـ) باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج إذ يقول:
تبديت للنفس لقمانها *** لذاك تبنتك وجدانها
وتنثر بين يديك الزهور *** تحييك إذ كنت ريحانها
فأنت ربيع الحياة البهيج *** تنضر بالصفو أوطانها
وأنت بشير القلوب الذي *** يعرفها الله رحمانها
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام *** يسل من النفس أضغانها
وللشاعر محمد إبراهيم جدع قصيدة شعرية ترحيبية برمضان، يصفه فيها بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيه تتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خير الشهور *** وخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل *** في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى *** تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر *** الجليل أجل شان
نصائح رمضانية
ولا يفوت الشعراء أن يقدموا لقرائهم وأحبائهم نصائح رمضانية، فنجد عبد الله محمد القحطاني (قال عنه السمعاني: كان فقيها حافظا جمع تاريخًا لأهل الأندلس) يقول ناصحًا مرشدًا:
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا *** أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى *** شر البرية من له وجهان
ويقول الشاعر المغربي حمدون بن الحاج السلمي (1174 1232هـ/ 1760 1817م) في استقبال رمضان:
وإن أتى رمضان واصطفيت له *** فاخلع ثياب الهوى وقم على قدم
هذا زمانك مقبل ومبتسم *** بكل خير تلقه بمبتسم
وصنه عن كل ما يرديه من حرم *** ولتعكس النفس عكس الخيل باللجم
ولا يفوت أمير الشعراء أحمد شوقي (1285 1351هـ/ 1868 1932م) أن يتوجه إلى كل الناس بنصائحه الرمضانية، يستنكر على من يصوم عن الطعام فقط، ويدعوه إلى التخلي عن العيوب والآثام، فيقول:
يا مديم الصوم في الشهر الكريم *** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا :
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
ويقول الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي (1294 1364هـ/ 1877 1945م):
ولو أني استطعت صيام دهري *** لصمت فكان ديدني الصيام
ولكني لا أصوم صيام قوم *** تكاثر في فطورهم الطعام
إذا رمضان جاءهم أعدوا *** مطاعم ليس يدركها انهضام
وقالوا يا نهار لئن تجعنا *** فإن الليل منك لنا انتقام
فضائل رمضان
ويذكرنا الإمام البوصيري (608 696هـ/ 1212 1296م من محافظة بني سويف بمصر) بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراء والمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود:
آه وا ضيعة المساكين *** أن ولى أمر الطعام في رمضان
ويقول تميم الفاطمي (337 374هـ/ 948 – 984م وهو أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، له ديوان مطبوعة) ذاكرًا بعض فضائل شهر الصوم، متمنيا أن يكون العمر كله رمضان:
يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت *** فيه الضمائر بالإخلاص في العمل
صوم وبر ونسك فيك متصل *** بصالح وخشوع غير منفصل
يا ليت شهرك حول غير منقطع *** وليت ظلك عنا غير منتقل
أما الشاعر السعودي محمد علي السنوسي فيتحفنا بقصيدة شعرية رائعة عن رمضان، يقول في أبيات منها:
رمضان يا أمل النفوس *** الظامئات إلى السلام
يا شهر بل يا نهر ينهل *** من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة *** كأسراب الحمام
رمضان نجوى مخلص *** للمسلمين وللسلام
أن يلهم الله الهداة *** الرشد في كل اعتزام
كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل (ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977م) يصور لنا رمضان كضيف عزيز حل وارتحل، فيقول:
أضيف أنت حـــل على الأنام *** وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابـــا وفـيــا *** يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حمـــاك ركـــن *** فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا *** من الإحسان علوي النظام
بأن الجوع حرمان وزهــــد *** أعز من الشراب أو الطعام
ويقول الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري (وُلد 1336هـ) في ديوانه "قلب ورب":
قالوا: سيتعبك الصيام *** وأنت في السبعين مضنى
فأجبت: بل سيشد من *** عزمي ويحبو القلب أمنا
ذكرا وصبرا وامتثالا *** للــــذي أغنى وأقنى
ويمدني روحا وجسما *** بالقوى معنى ومبنى
" رمضان " عافية فصمه *** تقى، لتحيا مطمئنا
في وداع رمضان
وما أن يذعن الضيف بالرحيل حتى ينتفض المودعون،، يودعونه وهم عليه متأسفون حزنى، ويبدو ذلك في قول تميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيل رحليه:
ما تقاضت منا ليالي الزمان *** ما تقاضى شوال من رمضان
ما ترى بدره علاه سقام *** كسقام المحب في الهجران
كسفت نوره مخافة شوال *** كسوف الصيام للألوان
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الجنان (615 646هـ/ 1218 1248م) معزيا نفسه ومن حوله في رحيل العزيز إلى قلوبهم:
مضى رمضان أو كأني به مضى *** وغاب سناه بعدما كان أومضا
فيا عهده ما كان أكرم معهدا *** ويا عصره أعزز على أن أنقض
ويقول الغشري وهو سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي، من شعراء القرن الثاني عشر) يرثي الراحل ويصبر نفسه:
خير الوداع لشهرنا رمضان *** هل بعد بينك كان من سلوان
خير الوداع عليك يا شهر الهدى *** لم يبق من ذنب ولا عصيان
فعلى فراق سال دمع عيوننا *** فوق الخدود كهاطل هتان
فهو المفصل والمعظم قدره *** خير الشهور وسيد الأزمان
وبعد رحيل الحبيب ليس أمام المحبين إلا الصبر، وليس من شيء أقدر على تصبيرهم مما ترك لهم الحبيب الراحل.فهم يقلبون فيما أتى لهم به من هدايا وعطايا، لعلهم يستطيعون للفراق تحملا، وعلى لوعة وشدته تجملا.
شعراء أظهروا التبرم من رمضان
وكما أن لكل قاعدة شواذ، فقد كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه صراحة أو تلميحًا.
فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات، وكان يستعيذ من شهر رمضان بالتي أفسدت عليه حياته، وحرمته من أفضل اللذات، حيث ملكت عليه الخمر كيانه فأصبح لا يشعر بعظمة شيء سواها، فنجده يقول:
أستعيذ من رمضان *** بسلافات الدنايا
وأطوي شوال على القصـ *** ـف وتغريد القيان
وليكن في كل يوم *** لك فيه سكرتان
مَنَّ شوال علينا *** وحقيق بامتنان
ويقول صفي الدين الحَلِّي (675 – 750هـ / 1276 – 13499م)، شاعر عصره ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، وله عدة دواوين:
منظر الصوم مع توخيه عندي *** منظر الشيب في عيون الغواني
ما أتاني شعبان من قبل إلا *** وفؤادي من خوفه شَعبانِ
كيف أستشعر السرور بشهر *** زعم الطب أنه مرضان
في هجر اللذات حتما وفيه *** غير مستحسن وصل الغواني
في استقبال العيد
وللشعراء بعد رحيل رمضان وقدوم شوال أشعار، يقول علي الدرويش (1211 1270هـ/ 1796 1835م، مولده ووفاته بالقاهرة، وكان شاعر الخديوي عباس الأول، ولم يكن يتكسب بالشعر) في وداع رمضان واستقبال العيد:
عوائد العيد أفراح وإيناس *** وعادة الصدر تهوى شرحه الناس
عيد سعيد كسته سين سالفه *** مورَّذات حكاها الورد والآس
هذا هلال بأفق العيد يشرق أم *** محرابه رمضان فيه نبراس
ويقول عمر الرافعي:
ومن لي بهذا العيد والفضل واسع *** بما جاء يا مولاي في ليلة القدر
وهذا رجاء لا يرد لأنني *** توسلت فيه بالبشير لذي الأمر
عليه صلاة الله والآل سرمدا *** وصحب كرام كالبدور وكالزهر
ابو وليد البحيرى
2019-05-16, 04:23 PM
رمضان فى عيون الادباء
(رمضان فيك الخير)
محمد درويش
رمضان يا أهلي ويا صحبي لكم*** فـلـتنهضوا ولترفعوا الإيمانا
ولـتـقـرأوا آي الـكتاب فإنها***يـوم القيامة تجلب الرضوانا
ولـتـعـبـدوا رب العباد فإنه***رب رحـيـم أنـزل الإحسانا
ولـتـرفعوا فيه القلوب تضرعاً ***نـحـو السماء وتطلبوا الغفرانا
رمـضـان يا شهر التغافر إننا ***فـيـك اجـتمعنا نعبد الرحمانا
بوركت يا شهر التواصل والهدى ***فـيـك الـتـقـينا نقرأ القرآنا
رمضان فيك الخير حيث جعلتنا ***نـصـتف للصلوات ما أرقانا
ذكـرتـنـا أن الـفقير بحاجة ***لـتـكـاتـفٍ نـغدو به إخوانا
ذكـرتـنا أن الجهاد طريقنا ***كـي نـنـشر الإسلامَ والفرقانا
رمـضـان في الدنيا نسائم جنةٍ ***فـلـتنهضوا كي تدخلوا الريانا
ابو وليد البحيرى
2019-05-17, 07:28 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان هلَّ
دكتور/ عثمان قدري مكانسي
رمضان هـلّ بـوافـر الخيـرات *** يهدي لـنـا الآمال والبـركـات
يحيي القلوب بهدي رب راحم *** ويـُمِـدنا بالـنـور والـنـفحــات
شهرَ الفضائل جئتنا تجلو العنا *** بالحـب تـنعـشـنـا وبالنسـَمـات
فـيـك الكـتــاب تـنـزلـت أنوارُه *** هـديـاً يضيء بمحكـم الآيــات
يزجي لنا الخير العميم بشرعه *** فيميس دربُ الحب بالسبُحات
في ليـلـة غـراء أكرمنـا بها الـ *** مولى فكـانـت غـُرة السـاعـات
يـا ليـلـة القدر الجميـل بهاؤهـا *** فيك الرضا الموسوم بالخيرات
خير من الألف الشهور، تنزّل الـ *** الروح الملاكُ بأعذب الكلمات
فيهـا البشـائـر والسـلام يخصنا الـ *** الملك الكريم إلى الصباح
الآتي
في عشره الأولى مكارم رحمة *** يتـلـوه غـفـران مع الحسـنـات
ثم المتـاب، بـه انعتـاق رقابنـا *** من لفـح نـار لاهب الجمَـرات
برضا الإلـه إلى الجنـان مآلـنـا *** يا سعدَ من يسعى إلى الجنـّات
يا رب فاقبل من عبادك حبهم *** وارفق بهم بالعـفـو والرحَمات
واجعل قبورهم إذا أتـَوك منازلاً *** فتحت نوافذها إلى الروضات
في الحشر أبعِدْ عنهمُ لفح اللظى *** في ظل عرشـك بارد النسمات
وعلى الصراط أجزهمُ في لمحة *** البرق المضيء وواسع الخطوات
أنت المؤمـّل يا عظيـم فهب لنـا *** دار النعـيـم ومـوئــل السـادات
ابو وليد البحيرى
2019-05-18, 10:41 PM
رمضان فى عيون الادباء
أشجان في وداع رمضان
رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاسا *** أولمْ تكنْ في أفقنا نبراسا
لطفاً.. رويدك بالقلوب فقد سَمَتْ *** و استأنستْ بجلالِك استئناسا
أتغيبُ عن مهجٍ تجلُّك بعدما *** أحيا بك الله الكريمُ أُناسا
فلكلِّ نفسٍ في وداعك آهةٌ *** و العين تدمع والحشاشة تاسى
اسمع وداعك في نشيج مُشيِّعٍ *** ولظى فراقك يلهبُ الإحساسا
قد كنتَ غيثا للنفوس فأثمرتْ *** برًّا و إشفاقاً..و كنَّ يباسا
للتائبين مدامعٌ رقراقةٌ *** تُحيي الفؤادَ وتغسل الأرجاسا
كم في مقام الذلِّ من تنهيدةٍ *** تجلو الصدا والرَّان والأكداسا
والنفسُ ترتشفُ الضياءَ فتعتلي *** وتكادُ تسبحُ في الفضا استئناسا
أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبنا *** و سقيتَ بالآي الكرام غراسا
وكسوتَ من حُلل الفضائل أنفسا *** فسعتْ إلى رب الملا أجناسا
ورُبى الأخوَّة أينعت من مؤثرٍ *** أو منفقٍ لله أو مَن واسى
نفحاتك الغنَّاء رفدُ سعادةٍ *** تستنزلُ الرحماتِ والإيناسا
ونسائمُ الأسحار تَذهبُ بالضنى *** وتهدهد الوجدان مما قاسى
وبكل سانحةٍ مآثر سنَّةٍ *** من نور أحمد أشرقت نبراسا
وتجولُ في رؤياك صحوةُ أمةٍ *** رفعت بأنوار العقيدة راسا
وتقلدت تاج الحضارة، وامتطت *** ظهر العلا المتمنع الميَّاسا
هذا هو التاريخ يشهد فافتحوا *** سفر الحقيقة واقرؤوا الكرَّاسا
وتمسَّكوا بسنا الرسالة وادحروا *** دعوى الدعيِّ، وأخرسوا الأرجاسا
ذودوا عن الهادي.. وأحيوا أمَّةً *** تتجرعُ الويلاتِ كاسا كاسا
فمعاركُ الأفكارِ أضرى شوكةً *** فقفوا على ثغرِ الحجا حُرَّاسا
يا شهرُ كم لي فيك من إشراقةٍ *** تطوي الظلامَ وتستجيلُ الياسا
ومعالمٍ تبني الحياة هدىً، وفي *** جنَّاتِ عدن ٍ تنشرُ الأعراسا
سبحان من أسداك جلباب التقى *** و كفاك زادا بالتقى ولباسا
ومضى هلال الصائمين فحَشْرَجَتْ *** ووقفتُ أجترعُ الأسى والباسا
و مضى الحبيبُ فهل لنا من ملتقى *** يُسلينِ.. أم تجني المنون غراسا
واها لقلبي في غروبك بعد أنْ *** ألِفَ الطريقَ.. وعاشرَ الأكياسا
أستودعُ الله الكريمَ مآثرا *** تعظ ُ القلوبَ و تطرد الوسواسا
و لسوف تبقى ذكرياتك حيَّةً *** الواعظاتُ.. وإنْ بدينَ خِراسا..
ابو وليد البحيرى
2019-05-19, 11:24 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضانُ يوافينا حُبّا
د. عبد المعطي الدالاتي
رمضانُ يوافينـا حُبـّا *** يفتحُ فينـا قلباً..قلبـا
يسكبُ فيها التقوى سكبا *** فحياةُ الروح بتقـواها
* * *
كم ننشرُ فيه الإحسانا! *** كم نتلـو فيه القرآنـا!
كمْ ندعـو فيه الرحمانا *** لِيبـاركَ للنفس هُـداها
* * *
قد أُنزلَ فيك القرآنُ *** نوراً يهدي يا رمضـانُ
بظلالكَ يزكو الإيمانُ *** وتطيرُ الروحُ بنجـواها
* * *
"أحمدُ"طفلٌ ما أحلاهُ! *** للمسجد قد صَحِب أباهُ
صلىّ حـتى يَرضى اللهُ *** كمْ ذا يدعو! يرجو اللهَ
* * *
ما بين صلاةٍ وصيـامِ *** ما بين زكـاةٍ وقيـامِ
أمضينـا أهنى الأيـامِ *** أيام ٍطابتْ ذِكـراها
ابو وليد البحيرى
2019-05-20, 08:29 PM
رمضان فى عيون الادباء
شهر الصيام
سيد حسين العفاني
واحة أنت في صحاري الوجود *** ونسيم يرف بين الــــورود
في زمان الجفاف أنت ربيــع *** وشعاع في حالكات العهـــود
فيك حارت قرائح ملهمـــات *** تبعث الشعر من قرار الهمــود
كل طرف البيان هو حسيـــر *** عن بلوغ المدى ودرك الشهـود
شق سهم الضياء ستر الدياجـي *** فالضلالات هاويات البنـــود
حينما شع في الفضاء بريـــق *** باسم الثغر من هلال السعــود
فتح الكون صدره لحبــــيب *** رحمة الله فيه بعض الوفـــود
لبس الكون حلة الطهر منـــه *** حين وافى على ثنايا الوجـــود
نشر النور في دروب الحيـارى *** أطلق القلب من إسار القيـــود
يا حبيب القلوب أنت قريـــب *** ما طواك الزمان خلف الحــدود
إيه شهر الصيام أقبلت تســعى *** صادق الوعود وافياً بالعهـــود
مشفق القلب مخلص الود تبغـي *** وصل من كان مخلفاً للوعــود
مشرق الوجه ما رجــاؤك إلا *** أن تتوب الحشود إثر الحشـود
زائر الخير أنت فينا كريـــم *** ولطيف المقام حلو الـــورود
وافد البشر أنت ضيف عــزيز *** والمضيفون في شتات الجهـود
جمع الشمل أيها الشهـــر إنا *** في اشتياق لكسر طوق الجمـود
وحد الصف ما أرى النــــاس إلاَّ *** تمنى زوال هذي الحـــدود
أيها الشهر أنت سفر المعالـي *** أنت شمس الزمان بين العقـود
أول ا-لحظ ر-حمة- تتـلألأ *** تزرع الحب في فؤاد الحقـود
تنزع اليأس من قلوب عـصاة *** أمل العفو حظ أهل الجــدود
بشر التائبين بشرى أمــــــان *** يا نعتاق من خزي نار الخلود
وهنيئاً للمتقين بشـــــهر *** يرف الجود من نداه بجــود
ابو وليد البحيرى
2019-05-21, 07:19 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان مهلاً
خالد الطبلاوي
بالله يا رمضان لا تتعجلِ
رفقاً بعبدٍ بعدُ لم يتبتلِ
ألهته أطياف الحياة فلم يزل
يهذي كأن الوحي لم يتنزلِ
طافت به الدنيا فطاف ملبياً
غراً يتابع ما بناه بمعولِ
هد الشقاءُ سفينه فسرى به
في التيه لم ينعم بنور تأملِ
فاطرح له طوق النجاة لعله
أن يرتقي فالغيم ليس بمنجلي
يا حر مهجته التي لا ترتوي
من نهرك الجاري بأعذبِ منهلِ
يا ويل من يمضي به شبقُ الهوى
عن نورك العلويِّ لم يتمهلِ
يمضي بزادٍ من خواءٍ يرتجي
شهداً وما في الدربِ غير الحنظلِ
رمضان لو أنا عرفنا ربنا
ما أعجز النفس الثواءُ بمرجلِ
لو أننا حقاً قدرنا قدره
لأذاب صخر الكبر ماءُ تذللِ
لكننا والمرجفون تسوروا
منا الحصون كمن أصيب بمقتلِ
حقنوا دمانا بالسمومِ فأفسدوا
جيش القلوب الخاشع المتبتلِ
فهوت مناراتٌ يعزُ سقوطها
وعلت فقاعاتٌ وكنَّ بمعزِلِ
إني انتظرتُ عسى أنال بك الرضا
فامكث فإن لم تلق خيراً فارحلِ
فالقلب يبكي حسرةً من حسرةٍ
فوت السنين وفقد خيرٍ مرسلِ
ابو وليد البحيرى
2019-05-22, 06:51 PM
رمضان فى عيون الادباء
صهوات من قلب في رمضان
عمر طرافي البوسعادي
هبّ الأريــــــــــ ج وطـــابت النسمـــــــاتُ *** بقــــدوم شهـــــــــــر بدرُه البسماتُ
شهــــــــــــر ٌ حبيبٌ لا يـــــــــــــز ال فراقه *** في القلب تذكـــــــــي نارَه الجمراتُ
واليوم ـ بـِـشـْـر اليوم ـ عاد يـــــــــــــز ورنا *** وافرحتا..قد عــــــــــــــ ـــادت النفحاتُ
كم أسلم العبدُ الأسيــــــــــ ـــر إلى الهـوى *** فعمى عيـــــــــــــ ــونَ الغافلين سباتُ
الكلّ يركــــــــــــ ـــــــــن للحضيض ويرتجي *** دنيا تزيــــــــــــ ــــــد بنهمـــــها اللذاتُ
غاب التكافـــــل والتـــــــــــ ــراحم أين من *** يحيي معـــــــــــــ ــــان نبعها الرحماتُ
أين الرسالة؟ أيـــــــــــــ ـــن دعوة أحمــدٍ؟ *** أين الشكيمـــــــــ ــــة؟ طيّها العزمات؟
شغل القلــــــــــو بَ و مسّ عمق شغافها *** ذا المال والأولادُ والزوجـــــــــ ــــــــــاتُ
إن يُذكر الرحمــــــــــ ـــــــــن فـي جنباتها *** تنأى النفوس وتنفـــــــــــ ــرُ الجنباتُ!!!
يا ويحها صــــــــــــــ ـــــارت كجلمد صخرةٍ *** صمّــــــــــــ ــاءَ لا تسري بها المهجاتُ
هو ذا الزمـــــــــــ ـــــــان بأصرمَيْه مخـادعٌ *** غــــــــــــــ ـرّ الأنامَ على الحياة فماتوا
كـــــــم دُسّ في قلب التراب شمــــــــائلٌ *** لليعربيِّ الحــــــــــــ ـــــــــرِّ هنّ صفاتُ
سقطتْ على أرض المــــــــــــ ـــذلة خَلّة *** من جسمــــــنا فتكشّـفت عــــــوراتُ
ضحـــــــــــــ ك العدوّ على التجرّد بعدما *** علمَ العــــــــــــ ــــــروبة َ هدّها السعلاةُ!
لم يبق في عــــــــــــــ رق المروءة نخوة *** لم يبـــــــــــــ ــــــــــــق حيٌّ كلهم أمواتُ
إلاّك يا رمضــــــــــــ ــــــــان تبعث صحوة *** في القلب تردف سيـــــــــــره ا الحركاتُ
فتطهّــــــــــ ــــــــــر الأدران والران الذي *** قد أصدأتْ جدرانــَـــــــ ــــــــــــه الغفلاتُ
وتعيدُ عزمـــــــا في سبيل دفــــــــــاعن ا *** عن ديننا كــــــــــــي لا تليــــــــــن قناةُ
رمضان كم باتتْ تهـــــــــــــ ـدّ جوانحي *** وتفتّ عظمـــــــــــي في دمي الحسراتُ
سوطُ اللهيب من المعاصي قد كـــــــوى *** صدْرا ضعيفـــــــــــ ـــــــــــا عجـّــُـه الزفراتُ
والعين تبكي بالدّمـــــــــ ـــــاء وتشتكي *** قهـْر الذنوب فصاحـــــــــــ ـــــــــــت الأنـّـاتُ
زلل اللسان يكبّ كهـــــــــــــ ف مناخري *** قد جرّت الويـــــــــــ ـــــــــــــلا تِ ذي الزلاّتُ
والقلب ـ ويح القلب ـ يلفـــــــــح باللظى *** عمّا تغافـــــــــــ ـــــــــــــــ ــل لم يحطـْه ثباتُ
يا حسرتا... فرّطتُ في جنـــــــــب الذي *** سوّى فقـــــــــــــ ـــــــــــــدّ ر والنفوس عتاة ُ
فرّطتُ في جنب الذي أسدى الهــــــــدى *** لولا الهدايـــــــــ ـــــــــــــــ ـــة عمّتِ الظلماتُ
كم في الشدائد قد ذللت لحاجـــــــــــ ـتي *** وعصيتُ لمّا انجابــــــــــ ــــــــــــتِ الشدّاتُ
وذكرتُ عطفكَ يا إلهي رأفــــــــــــ ـــــــــة *** زادت علـى تحنانــــــــــ ـــــــــــــها الرحماتُ
فخجلتُ واستحييتُ أن أدعـــــــــــو ك لا *** تجري على وجْـنــــــــــ ــــــــــــاتِ ـيَ العبراتُ
إني خشيتُ الفيح فيـــــــــــــ ـــح جهنم *** من حــــــــــــــ ــــــــــــولي َ النيرانُ والحيّـاتُ
يا مالكٌ... فليقـــــــــــ ـــــض ربّك حتفنا *** قــــــــــــــ ــــــال امكثوا.. فازدادت الشهقاتُ
يا ويلتا.. جسدي النحـــــــــــ ــيل تحفـّه *** نارٌ وحلقـــــــــــ ـــــــــــــــ ـي ملؤه الغصّــاتُ
بلغت ذنوبي في السمـــــــــــ ــاء عنانَها *** ترقى، وتـُـسفــــــــ ــــــــــل جثتي الدركاتُ
لولا الرؤوف يقول في آيـــــــــــــ ــــــــاته *** " قل يا عبـــــــــــــ ـــــادي " حلّت اللعناتُ
رمضان نعم الشهر في أيّامــــــــــ ـــــــه *** من لم يتب هبّــــــــــــ ــــــــــتْ له التوباتُ
هو في التزوّد والورود محطـّــــــــــ ـــــة *** للعبـــــــــــ ـــــــــــــــ ــد تملأ زاده الحسناتُ
هو جنـــــــــــــ ـــــــــــــــ ـة علوية قدسية *** قد أزهرتْ في روضــــــــــــ ــــــــها البركاتُ
هو نفحة مسكية عبقــــــــــــ ــــت شذىً *** تسري بها في المسلميــــــــ ــــــــن صلاة ُ
ذكرى الألى فيـــــــــــــ ـــه الفتوح تهللتْ *** بدرٌ وفتحٌ
والتتــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــارُ رفاتُ
آمنتُ أنّ النصـــــــــــ ـــــــــــــــ ــر عزّ قادمٌ *** رغم الجــــــــــــ ـــــــــــــــ راح فأمتي أشتاتُ
لا بدّ من يــــــــــــــ ــــــــــوم قريب ينجلي *** فيه الظــــــــــــ ـــــــــــــلا م وتمّحي العقباتُ
الخير ماض عند أمّة أحمــــــــــــ ــــــــــــدٍ *** حتى تقوم لمجــــــــــــ ـــــــــــــدن ا مشـْـكاة ُ
وليبشر الشهـــــــــــ ـــــــــــر الكريم بأننا *** بعد الإنـــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــابة للجليل هداة ُ
ابو وليد البحيرى
2019-05-23, 07:11 PM
رمضان فى عيون الادباء
في محراب رمضان
د.عبد المعطي الدالاتي
{ قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين * لا شريكَ له وبذلك أُمِرتُ وأنا أَوّل المسلمين } [الأنعام (162/163) ]
* * *
كلُّ جهدي ليس يُجدي إنْ أكنْ يا ربُّ وَحْدي
كلُّ أفراحِ حياتي .. كلُّ أحزاني وسُهْدي
وسكوني.. وشجوني .. واضطرابي حين بُعدي
وصلاتي.. وحياتي .. ومَماتي يوم لَحْدي
كلُّ فكرٍ.. كلُّ شعرٍ .. كلُّ بَوْحٍ كان عندي
كلُّ هذا - يا إلهي - ساجدٌ مُذْ قلتَ: ((عبدي))
* * *
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي .. وإسرافي في أمري ..
اللهم اغفر جِدّي وهزلي .. وخطئي وعمدي .. وكُلّ ذلك عندي ..
أعوذ بك اللهمّ أنْ أَظلِمَ أو أظلَمَ .. أو أعتديَ أو يُعتدى عليّ ..
أو أكتسبَ خطيئةً مُحبِطة.. أو ذنباً لا يُغفَرُ ..
اللهم إنْ تكلني إلى نفسي, تكلني إلى ضيعة وعَوْرة.. وذنب وخطيئة..
وإني لا أثقُ إلا برحمتك.. فاغفر لي ذنبي كلّهُ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. ))
بهذه الكلمات النبوية ناجى حبيبُنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ربَّ العالمين ..
وعلى سننه تهتدي أرواحُنا .. وعلى نهجه تسير أقلامنا..
فلك الحمد يا ربنا أنْ أذِنت لنا بمناجاتك ، بل أمرتنا بها ..وهل بعد هذا من تكريم ؟!
وها قد أظلّنا شهرٌ كريم ..يُستجاب فيه الدعاء .. وتتفتّح فيه أبوابُ السماء ..
فيطيب لنا يا ربنا أن نبثّك النجوى .. وأن نرفع إليك الشكوى ..
ومن أحقُّ بالنجوى منك ؟! وهل يُشتكى ربي إلا إليك؟!
نناجيك يا ربَّنا بالحبّ.. بعد أن عقِمت أقلامٌ وحناجر لا قلوب لها..
ونشكو إليك ما نزل بنا من كرْب .. وماحلّ بنا من ضعف ..
وما دبّ فينا من خوَر و خوف ..
فأعِنا يامولانا حتى نرتقيَ إلى أفق الإسلام لنغيّر ما بأنفسنا..
واكشف اللّهم عنا العذاب .. واصرف اللّهم عنا البلاء .. ولا تعاملنا يا ربنا بما اجترح السفهاء..
اللهم حُجّتُنا لديك ، حاجتُنا إليك ... وكنزُنا المرجّى عجزُنا بين يديك …
اللهم : سبيلنا إليك ، إنعامُك علينا …وشفيعنا لديك ، إحسانك إلينا …
إلهنا : ما أقربك ممن دعاك…وما أحلمك على من عصاك …
فلا تُبعد اللهمّ من اقترب منك … ولا تطرد اللهمّ من ابتعد عنك …
اللهم : حاشاك أن تمنع من يسألك .. وأنت تغضبُ على من لا يسألك ..
اللّهم لا ثقة لنا إلا في رحمتك.. فلا تكلْنا إلاّ إلى الإسلام..
وأَظمِئ يا ربِّ أكبادنا إلى محبتك.. وإلى محبّة نبيّك عليه الصلاة والسلام ..
اللهم : قد وهبتنا التوحيد بلا سؤال .. فلا تحرمْنا رضاك مع السؤال ..
اللهم : رضاك عنا منتهى أمانينا..
ولا نظنُّ تردّنا في حاجة قد أمضينا أعمارنا ونحن نطلبها منك ..
اللّهم أيّدْنا بروحٍ منك.. حتى نُقيمَ لك الصلاة.. وحتى تسجد لك الحياة..
كما سجدت الأرض والسماوات.. يا أرحم الراحمين ..
{ ربَّنا اغفرْ لنا ولإخواننا الذين سبَقونا بالإيمان ،ولا تجعلْ في قلوبنا غِلاًّ للذين آمنوا ربَّنا إنكَ رؤوفٌ رحيم }
[ سورة الحشر (59/10) ]
اللهم قد كُفينا في هذا الشهر شياطينَ الجن ..
فأعنّا حتى نصفّد بإيماننا وأقلامنا وعزائمنا شياطين البشر ..
" اللّهم إليكَ لا إلى النار" .. قد استودعتُك يا إلهي أبنائي وأبناءَ المسلمين ..
فأنرْ أعمارَهم بالدين .. واحفظ عليهم التوحيد.. حتى لا يسجدوا لأحد غيرك ..
اللّهم زيّنْ أقلامهم باليقين .. وثبّت أقدامهم في الميادين ..
وأعِنهم كي يُخرجوا من أغوارهم كلّ طاقاتٍ خفين ..
اللّهم هبْ عوامنا العلم.. وهب علماءنا العمل..
وهب عاملينا الإخلاص.. وهب مخلصينا الصوابَ والتميّز في النجاح..
اللهم ماكتبتُ كلمة إلا أردتُ بها وجهك الكريم..
ومابحتُ بخاطر إلا وجّهتُ وجهَه إليك ..
وما رسمتُ حرفاً إلا هوى ساجداً على الورق لجلال وجهك..
في صفوفٍ مُسطّرةٍ كما المصلّين في المسجد .. والمجاهدين في الميدان ..
فتقبّل – ياربّ – مني ما كان طيّباً , وتجاوزْ عن زلاّت القلم ..
واغفراللهمّ لمن مرّتْ عينُه على كلماتي.. وتندَّتْ روحُه بعبراتي ..
فراح يسألُ اللهَ ربَّه.. أن يغفرَ لي ذنبي.. وأن يغفر له ذنبَه ..
لكَ أسلمتُ كِياني.. لكَ أخلصتُ هوايا
باسمكَ اللهمّ يشدو خافقي بين الحنايا
باسمك اللهمّ رفَّتْ بابتهالاتي رُؤايا
أنتَ أجزلتَ عطائي يوم قدَّرتَ العطايا
أنت قدّرتَ هُدايا بعد أن حارتْ خُطايا
أنت رَحْمنٌ رحيمٌ .. أنت غفّارُ الخطايا
ابو وليد البحيرى
2019-05-25, 10:43 AM
رمضان فى عيون الادباء
لك الله يا رمضان
عبد الله موسى بيلا
مِنَ الخُلْدِ..أمْ مِن شاطئِ الغيبِ تُسفِرُ *** صباحاتُ أيَّامٍ مِنَ النُورِ تُبهِرُ؟
تُنيرُ دَياجي النفسِ كالوحي مُشرِقاً *** كما ضاءَ في الإظلامِ ماسٌ وجَوهَرُ
وينسابُ مِنها البِشرُ في كُلٍّ كائِنٍ *** ويسري مَعَ الأنسام مسكٌ وعنبرٌ
وتجري مَعَ الأرياح أرواح هائِمٍ *** تَخُبُّ بِبَرِّ الشوقِ حِيناً، وتُِبحرُ
فتُصبِحُ في دَيمُومةِ الحُبِّ والهوى *** وتُمسي ببحرٍ بالتباريح يزخَرُ
تَصُبُّ على الأفهام مِن فَيضِ جُودِها *** يقيناً... وآمالاً عِظاماً تُفجِّرُ
فيِخشَعُ هذا الكونُ لِلَّهِ إذْ هفا *** وأبدى مِنَ اللوعاتِ ما كانَ يُستَرُ
وطافَتْ على النورِ الإلهيِّ زُمرةٌ *** كساها مِنَ الإيمانِ ثوبٌ ومِئزَرُ
تَغَنَّتْ ـ وما إثمٌ عليها ـ وزَغرَدَتْ *** وهامَتْ بضيفٍٍ بالعطايا يُبشِّرُ
فأهلاً به يشدو بها كُلُّ طائرٍ *** ومرحى بِهِ يَزهو به اليومَ مِنبَرُ
وَفَدْتَ أيا شَهْرَ التراتيلِ والهُدى *** تُفَسِّرُ مِن لَوعاتِنا ما تُفسِّرُ
تَمُدُّ حِبالَ الوصل بينك والورى *** بِصومٍ... وأنفاسٍ إلى اللهِ تَجْأَرُ
لَك اللهُ.. يا شهراً أفاءَتْ بِظِلِّهِ *** قُلُوبٌ على حَقلِ الخطيئاتِ تُزهِرُ
أتَتْكَ.. فَكُن برداً لها مِن ضرامِها *** وملجأهَا ممّا تخاَفُ.. وتحذَرُ
وصُنها بِحِصنِ الصومِ عن كُلِّ مُوبِقٍ *** فقد عَمَّها بحرٌ مِن الخوفِ أحمرُ
وكُنْ في خِضِمِّ الكونِ للخلقِ مَوئِلاَ *** وجِسراً.. على أعجازِهِ الناسُ تَعْبُرُ
ألا أَيُّهذا الشهرُ أغدِق فضائِلاً *** على كُلِّ مسكينٍ على العُدمِ يُفطِرُ
وأيقِظْ قلُوبَ الأغنياءِ لِيَذْكُروا *** أُناساً على الإملاقٍ والجُوع تصبرُ
ففيكَ مِن الآياتِ للخلقِ غُنيةٌ *** ومَوعظةٌ لو في عطاياكَ فكَّروا
أيا شهرَ نَصْر الدينِ في كُلِّ وَقعةٍ *** يَقُودُ أُسودَ الحربِ فيها غَضَنْفَرُ
ببدرٍ... وأملاكُ السما في دُروعِها *** وفي كفِّها الأسيافُ للهامِ تَسْبُرُ
بمكةَ يومَ الفتحِ تسري ركائِبٌ *** إلى النصرِ... والإسلامُ أعلى وأظهَرُ
محمدُ يحدُوها.. وقد زاغَ باطِلٌ *** وكُلُّ لِسانِ الخلقِ... اللَّهُ أكبَرُ
وحِطِّينَ.. إذْ جَلَّى صلاحٌ عَنِ الدُنا *** وعن قُدسِنا رِجساً على الطُهْرِ يَظهَرُ
ولكنْ.. أَجِلْ طَرْفاً علينا فلن ترى *** عُيوناً لنا في عِزَّةِ الدينِ تنظُرُ
وسائِلْ بلادَ القُدسِ.. ماذا أصابها؟ *** وهل بينَ أهلِ الدينِ مَن سوفَ يَنصُرُ؟
وقد أصبَحَتْ مأوى اليهودِ.. ومَوطِناً *** على سَفْحِهِ كُلُّ المُروءاتِ تُقبَرُ
وجالَت على أرضِ العراقِ عِصابةٌ *** مِن الكُفرِ والعُدوانِ والظُلمِ تَفْجُرُ
فَذَلَّتْ رِقابُ المسلمينَ وأَذْعَنْتْ *** وداسَ عليها كافِرٌ يتبختَرُ
سِهامُ الأعادي في حشاها كثيرةٌ *** ولكنْ.. سهام الأهلِ والصَحْبِ أكثَرُ
فَأَيَّ سِهام في الوغى سوف تتقي.. ؟ *** وأيَّ يَدٍ منّانةٍ سوفَ تَشْكُرُ؟
أتيت أيا شهرَ التباشيرِ بالتُّقى *** تزُورُ لِماماً.. والهوى فيكَ أخضَرُ
فَلَيلُكَ قُرآنٌ... وإخباتُ خاشِعٍ *** وصُبحُكَ أضواءٌ مِنَ اللهِ تُسفِرُ
حَنانَيكَ.. لا تَرحَلْ عن الكونِ، فالنُّهى *** بِحُبِّكَ يا شَهْرَ السَناءَاتِ تَسكَرُ
يَلُوحُ عليها اليومَ مِن بَعدِكَ الأسى *** عليكَ.. وما تخُفي مِنَ الوَجْدِ أكبَرُ
فَحُطها بِكفِّ العطفِ والحُبِّ والرِضا *** فَكفُّكَ غَيثٌ مِن يَدِ العفوِ يُمطِرُ
فيا أيُّها الشهرُ الذي فيكَ أشهرٌ *** ويا أيُّها الدهرُ الذي فيكَ أدْهرُ.. !
بِمَن تزدَهي الدُنيا ـ سواكَ ـ وتنتشي *** وأنتَ لِكُلِّ الكونِ عِزٌّ ومَفْخَرُ؟
وقد تعتري وجهَ الزمانِ مصائِبٌ *** تُغِيرُ على أيَِامِهِ... وتُكَدِّرُ
وأنت.. كما كُنتَ؛ ما زِلتَ باسِماً *** ووجهُكَ ـ رغمَ الدهرِ ـ ريَّانُ أنْضَرُ
فَعُدْ.. مِثلما قد جِئتَ ضيفاً مُكرَّماً *** تُعَمِّرُ مِن بُنيانِنا ما تُعَمِّرُ
لَكَ اللَّهُ.. يا رفداً مِنَ اللّهِ للورى *** وبحراً مِن الغُفرانِ.. للخَلقِ يَغمُرُ
فَمِثلُكَ شهرٌ لا تُوَفَّى حُقوقُهُ *** وعن مَدْحِهِ كُلُّ الأقاويلِ تَقصُرُ
ابو وليد البحيرى
2019-05-25, 07:27 PM
رمضان فى عيون الادباء
أهلاً بالزائر الكريم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
الزائر الذي لا يأتيك إلا كل عام مرة تجد نفسك في شوق شديد إليه، وفي لهفة إلى رؤيته ومسامرته، مع أن هذا الضيف قد لا تستفيد منه الكثير، بل قد تحمل همَّ استقباله والتفرغ له.. إلى غير ذلك مما يحتاجه الضيوف.
لكننا في هذه اللحظات ننتظر ضيفاً من نوع آخر، ضيفاً يحمل في طياته كل خير، ضيفاً يفرح بمجيئه الصالحون، ويحتفي بقربه الأولياء العاملون، إنه الضيف الذي يعطي ولا يأخذ، ويمنح ولا يسلب، لحظاته مملوءة بالبركات، وأوقاته محفوفة بالخيرات، ذكره الله في القرآن الذي فيه أنزله، وجعل من أفضل القربات فيه وفي لياليه ترتيل القرآن.
إنه الضيف الذي يأتي مبشراً بالخير، ومنذراً من الشر، يدعو أهل الخير، ويرحب بهم، ويحذر أهل الشر ويتوعدهم، بحلوله يقبل الخير فتفتح أبواب الجنان، ويدبر الشر فتغلق أبواب النيران، ويسلسل دعاة الشر من المردة والشياطين.
الضيف الذي يستبشر بقدومه أهل الإيمان، فتجدهم لم يسعهم أن يكتموا حبه في قلوبهم، حتى أعلنوا شغفهم به على الملأ، والمتتبع لكتب الأدب والشعر يلحظ أن دواوين الشعراء حفلت مرحبةً بهلال شهر رمضان؛ لما له من أهمية بالغة في عيون الشعراء، لاسيما وقد جرت عادتهم على الترحيب بهلاله الذي يأذن ببدء الشهر الكريم، فتفننوا في وصفه، وعدُّوه أمارة خير وبشارة يمن وبركة، وفي ذلك يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قلت والناس يرقبـون هلالاً يشبه الصب من نحافة جسمـه
من يكن صائماً فذا رمضان خط بالنور للورى أول اسمــه
ويذكر البحتري هلال شهر شعبان حين أصبح قمراً يؤذن بطلوع شهر رمضان فيقول:
قم نبادر بها الصيام فقد أقمر ذاك الهلال من شعبان
أما الشاعر الجزائري محمد الأخضر فيمتدح هلال رمضان بقوله:
امـلأ الـدنيا شعاعـاً أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهوداً هـي من خـير العـهود
يوم كان الصوم معـنى للتسامـي والصـعـود
ينشر الرحمـة في الأرض علـى هـذا الـوجـود
وفيه أيضاً يقول بعض الأدباء:
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيـام يا حبيباً زارنا في كــل عام
قد لقيناك بحب مفعــــم كل حب في سوى المولى حرام
فاقبـل اللهم ربِّي صــومنا ثم زدنا من عطاياك الجســام
لا تعاقبنا فقــــد عـاقبنا قلق أسهـــرنا جنحَ الظلام[1]
بل من شوقهم ووجدهم عليه صاروا يتخيلونه كالرجل المبتسم، والروضة الغنَّاء الزاكية، والربيع الطيب الزاهي فيقول أحدهم:
تبدو وثغرك للأحبــة باسـمٌ كالروض يزكو في الربيع ويسعدُ
والمسلمون عيـونهم ظمأى إلى شلال ضـوء في السماء يزغردُ
يدعو عباد الله: هيـا استبشروا فــالسعد لاح وفجره المتورِّدُ
علموا قيمته الحقيقية، وأنه مزرعة تجنى فيها الحسنات، وتطلب منها الثمار اليانعات؛ فحاولوا أن ينبهوا الناس إليها:
أتى رمضان مزرعة العبــاد لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولاً وفعـــلاً وزادك فــاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نــادماً يوم الحصاد
والرحمة فيه تغيث القلوب كما تغيث الأمطار الأرض بعد حاجة وفاقة، لذلك كان المؤمنون في شوق إليه كما يشتاق الحبيب إلى حبيبه :
فديتك زائراً في كل عـــام تحيــَّا بالســلامة والسلامِ
وتقبل كالغمام يفيــض حيناً ويبقى بعــده أثر الغمــامِ
وكم في الناس من كلف مشوقٍ إليك وكم شجــيٍّ مستهامِ
بني الإسلام هذا خــير ضيفٍ إذا غشـي الكريـم ذرا الكرامِ
فهو المنى الذي يتمناه الأتقياء ويرجو لقاءه الأخفياء
أتاك شهر السعد والمكرمات فحَيِّه في أجمل الذكـريات
يا موسم الغفـران أتحفتنـا أنت المنى يا زمن الصالحات
هو الشهر الذي يحي النفوس بهداية الله - عز وجل -، ويداوي السقيم منها، بل هو الذي أقبل ومعه النور الكتاب العزيز الذي يهدي به الله من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم، فكم أسهر من عابد ومتهجد، وتال للقرآن وساجد، وكم سالت فيه الدمعات، وخرجت فيه من نفوس المقصرين الآهات والأنات :
أقبل وأحيي نفوسنا بهدايـة تُمسي لأدواء النفوس دواءَ
آسي الخيار المصْطَفين فإنهم يَحيَـون في أوطانهم غرباءَ
قطعوا إلى الله السبيل لعلهم يَرِدون في رضـوانه النعماءَ
أقبلت بالنور السماوي الذي بهر الوجود وعطّر الأجـواءَ
أسهرت ليل الصائمين تعبداً وتهجداً وتلاوة ودعـــاءَ
فهجرتُ نومي في هواك توسلاً لله كـي أزداد فيك صفـاءَ
فأهلاً بك يا شهراً تزكو فيه النفوس، وتصلح فيه الأرواح، وتطمئن فيه القلوب، أهلاً بليلك الزاهي بالطاعات، وبنهارك المعطر بالافتقار إلى رب الأرض والسماوات، أهلاً بكل لحظاتك فكل جزء منها خير من الدنيا وما فيها
رمضان إن الأنفس الجرداء تزكو حين تُوفِي كالربيع وتورِقُ
أهلاً بيومك صائمين عن الأطايب راغبين إلى الرضا نتشوقُ
أهلاً بليلك قائمين لربنـــا وقلوبنا بالحب نشوى تخفقُ
حسب الموفق فرحتان أجلُّ من هذي الحياة وإن كساها رونقُ
فأقبل يا رمضان، أقبل علينا علَّ أحوالنا تصلح، وذنوبنا تغفر، وأعمالنا تقبل، أقبل فقد تطيب لك الكون، وازينت لقدومك الآفاق، فيا سعد من قام فيك وصام، واستغل كل فرصة فيك تقربه إلى الأمام، السعيد من اغتنم نهارك ولياليك حق الاغتنام، وعمل لما يقربه إلى باريه رب الأنام
رمضان أقبل قم بنا يا صاح هذا أوان تبتّل وصلاح
الكون مِعطار بطيب قدومه روح وريحان ونفح أقاحي
صفو أتيح فخذ لنفسك قسطها فالصفو ليس على المدى بمُتاح
واغنم ثواب صيامه وقيـامه تسعد بخيرٍ دائم وفلاح
اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من الصائمين القائمين، المخلِصِين المخلَصِين .. آمين.
منقول
ابو وليد البحيرى
2019-05-26, 06:53 PM
رمضان فى عيون الادباء
من وحي الصيام
محمود أسد
أطلَّ الصفاءُ بهيَّاً نقيّا
أضاء ظلام النفوسِ
وأيقظ فيها الزمانا
وفي الروحِ شوق رخيم
ونبض ابتهالْ..
أتى والدّجى غارق
في الخصام
أتى يبسط الخيرَ والفَيْءَ
يزرعُ دربي وروداً
وظلاَّ لكلِّ الصغار..
سريعاً كغيمةِ حبٍّ أتانا
وفي الأمنيات بيادرُ وعدٍ
ستملأ كلَّ السِّلال...
غداً يشرقُ البيتُ
والغصنُ ينبت فيه النقاء
ويرفد تلك المساجدَ
شوقُ الشبابِ وطُهرُ البراءة...
------
أتى رمضان وفي الحقلِ أنداءُ ذكرى
ستوقظ فينا الطهارة...
أمامي يُعِدُّ الصيامُ موائدَ فكرٍ
تُباعدُ بيني وبين انحِسار القرارْ..
يخطُّ السطورَ، وتلك السطورُ
ربيعٌ بديعُ الحضورِ
ثريُّ العطاء...
وفي رمضانَ تغيبُ الدموعُ
تمدُّ الجسورُ ينابيعَ وصلٍ
وذكرى انتصارْ...
تُضاءُ البيوتُ بشوق الأحبَّةِ،
حولَ الموائدِ يشرقُ وجهٌ بشوشٌ
وذاك الفقيرُ أتتْهُ الهباتُ
------
وكان البيان ُ رسولاً لكلِّ الشفاهِ،
تراتيلَ تشدو بوحي الإله...
هو النورُ و الحقُّ يغتالُ ظُلْمَ الظلامْ
ومازالَ في الصدرِ والعقلِ
ما زال جسرَ الضياءْ...
يُضيء الدروبَ التي في الغيابِ تعيشُ
وتحيا بلا هدفٍ في الخفاء...
طريقُ البداية من رمضانَ
فمنْ يَرصُفُ الدربَ يوماً
أمام النفوسِ الشقيّهْ..
أمامكَ كوثَرُ شهدٍ
لكلِّ الجداولْ
أتى رمضانُ ونارُ الغواية
تأكلُ أهلي. وتقتلُ نبض الترابْ...
وهذا العراقُ جريحٌ كَواهُ الشقاقُ
وتلك فلسطينُ بركةُ نارٍ وجمرٍ
وتلك الدماءُ على كلِّ قُطرٍ شقيق
تراق...
تصوم عن الماءِ والخبزِ
تجمعُ كلَّ الصحابِ مساءً
وتنسى الفقيرَ،
وتنسى الزكاة
هو الحقُ والفرضُ يدعوكَ
لا صومَ إن لم يكنْ في فؤادِك
نورٌ وحبّْ
ابو وليد البحيرى
2019-05-27, 06:42 PM
رمضان فى عيون الادباء
من وحي رمضان
عبد الرحمن الحياني
أشـهـر العبادة شهر التقى *** أرمـز الـطهارة رمز النقا
عـزيـزاً حـللت بساحاتنا *** فـأهـلا نزلت وطاب اللقا
هـللت علينا كريم الخصال *** فـنـعم النزيل بشير التقى
فـفـيك الصيام وفيك القيام *** وفـيك الهدى مغرباً َمشرقا
قـلوب الأنام بك استبشرت *** ونـور سـنـاك بدا مُشرقا
فـتـهـفو العباد إلى نفحة *** تروض النفوس كطهر النقي
أتيت وفي الصدر منا شجون *** لـظـلـم ألـم غـدا مطبقا
غـدونـا تجوس العدا دارنا *** تـداعـت عـلينا بحقد رقا
فـفـي كـل يـوم لنا أنة *** تـزيـد الحزين أسى مرهقا
فـمسرى الرسول الأمين له *** نـحـيب وبالبؤس قد شرقا
أسـيـر ذلـيـل به كربة *** لـهول المصاب غدا مطرقا
وكـشـمير باتت بليل بهيم *** فـبـوذا سقاها كؤوس الشقا
كذا الصرب بغياً تعيث فساداً *** بـأرض لنا ما رعت موثقا
وذي الروس راحت تكيل لنا *** صـنـوف المنايا دماً دافقا
فـشـيشان فيها الدليل على *** ضـروب المآسي وما ألحقا
ألوف الضحايا قضت نحبها *** بـهـدم وسـفـك وكم أملقا
وذي الأفـغان براها الضنى *** تـئـن لـقصف غدا ماحقا
يـقـض المضاجع لا ينثني *** ويـدمـي الـفؤاد بما أزهقا
فـفـي كـل يوم يزيد العنا *** وفـي كـل يوم يكيل الشقا
لـك الله يـا أمـة أصبحت *** لـكـيد العدا مسرحاً مطلقا
ابو وليد البحيرى
2019-05-28, 07:10 PM
رمضان فى عيون الادباء
نفحات رمضان في شعرنا المعاصر
محمد شلاّل الحناحنة
يأتي رمضان شهر الخيرات، وشهر الإنابة والتوبات، شهر الانتصارات حين كنّا نتمسّك بشرع الله، مقيمين على الطاعات! فأين نحنُ اليوم من نفحاته الإيمانية الصادقة؟! وأين نفوسنا الصافية التي تهفو لوعد الملك المنّان؟! أما تتشوّق أرواحنا يا ترى- لباب الريّان؟! لكن كيف يكون ذلك وما زلنا نجترح المعاصي والذنوب؟! وما زالت بلاد المسلمين ممزّقة، وجروحهم عميقة، وعدوّهم يذلّهم! كيف نلقى رمضان وقد امتدّ الهوان لأمة القرآن فهانت أمام أهل الضلال والفسق والفجور؟! أنلقاه أعزّة أم ترانا نغضي حياءً منه ونحن كغثاء السيل؟! أنلقاه والأقصى أسير تحت حكم يهود؟ أنلقاه ونحن نستسلم لأعدائنا، وما عاد يرضيهم حتى هواننا وذلّنا؟! يأتي رمضان..فماذا يحدّثنا شعراؤنا فيه؟!
لعلّ لنا وقفة مع الشاعر د.عدنان علي رضا النحوي إذ ينشد:
قدْ كنتَ تشرق في ربا الإسلام يجْـ *** ـمَعُها الهدى ساحًا تجودُ وتغدقُ
أنّى التفتّ اليوم تلقى أدمعًا *** حرّى تصبّ على دم يتــــدفّقُ
تلقى الثكالى واليتامى والأسى*** فوق الوجوه تغيب فيه وتزهــقُ
وترى المجازرَ والعدا يتواثبـ ***ـون على الديار وكلّ وثبٍ موبقُ
وترى بني الإسلام يقتل بعضهم ***بعضًا ويمعنُ في العداء ويــغرقُ
وترى عدوّ المسلمين مهيمنًا ***يلقي بأحمال الـــهلال ويـطلقُ
وتراه صفّا واحدًا متماسكًا ***والمسلمون مع الهــوان تفرّقوا
رمضانُ أقبلْ وامسحنّ من الأسى ***وأعدْ لنــــا الذي يتألّقُ
واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بها ***أملاً به تحيا القلوب وتخفقُ
هكذا يمضي شاعرنا المبدع عدنان النحويّ مع رمضان يبث المفارقات الموجعة بين حاضر وماضٍ، وبين المسلمين وأعدائهم، وبين حياة القلوب وموتها، فقد كان رمضان في الماضي يطلّ علينا مشرقًا بالهدى ونور الإيمان، بينما يأتي في حاضرنا اليوم وربا الإسلام تعيش في ظلمات المعاصي والضلال إلا من رحم الله، وكان المسلمون أقوياء متمسكين بدين الله صفّا واحدًا لكنّهم أضحوا اليوم ضعفاء متفرّقين يتقاتلون على عرض الدنيا، وقد هانوا على الأعداء حين ماتت القلوب الحيّة المؤمنة.أما الأعداء فهم الميهمنون بقوّتهم واتحادهم، وقد وثبوا على المسلمين قتلاً وتدميرًا، فهل يحيي إقبال رمضان اليوم الإيمان في نفوس أهل الإسلام، ليعيدوا للأمة أمجادها، ويحرّروا أوطانها، ويرفعوا الهوان عن نسائها وأطفالها؟!
أما شاعرنا علي بن عبد الله الزبيدي فهو يدعو شهر التوبة أنْ يقف قليلاً، وهو يستوقفه لئلا يرحل بعجل، ويتحسّر على سرعة طيّ صفحاته، وهو يلجأ إلى تشخيص من خلال صور شعرية موحية، فنجد أننا نشاركه آلامه وأحزانه في قصيدته: (وقفة توديع):
قفْ أيها الشهرُ لو يُستوقف العَجلُ ***أهكــذا أجمــلُ الأيّام تُختزلُ
قف لم يزلْ للمشوق الصبّ ظامئة ***ترنو إليك وفي أحداقــها وجلُ
لـمْ تدرِ هل قبلت بالأمس توبتها ***أم أنّها بلظى الحرمــان تشتعلُ
رحلتَ يا شهرُ لا بل صفحة طُويت ***من عمرنا وسطور الصفحة العملُ
فيك ازدهت دورٌ للعام مشـــرقة ***عشر يُنال بها إن أحسنوا- الأملُ
وليلةٌ في جبين الدهر زاهـــرة ***بها الملائكـــةُ الأبـرارُ تحتفلُ
ولأنّ شهر رمضان يمثّل عند شاعرنا الزبيدي قيمًا روحيّة عظيمة، نراه يلحّ على ضمائر الخطاب كثيرًا: (قف، إليك، رحلت، فيك... ) أما العشر الأواخر وليلة القدر فهي دررٌ العام حقًا عند جميع المسلمين، فما أدراك بإيقاعها لدى شاعر مرهف الحسّ مثل علي الزبيدي؟ لأنّ النفس تسمو إلى خالقها حين تتصل به، وهو يعود ليبكيه على رحيله بكلّ أسى:
يا حبّذا نفحاتُ الصوم عاطرةً ***تسمو بها أنفسٌ بالله تتّصلُ
وحبّذا الآيُ يتلوها مـــردّدة ***قلبٌ بترديد آي الذكر مشتغلُ
رحلتَ، لا لوم إذ يبكيك ذو شجن ***فربما حال دون الملتقى الأجلُ
وأقبل العيدُ، هل يلقاه من حرموا؟ ***هيهات ليس لهم بل عيد من قبلوا
ونقف أخيرًا في نفحات رمضان مع ديوان: (قناديل على مآذن القدس) لشاعر فلسطين صالح عبد الله الجيتاوي الذي تنـزّ أوجاعه مع كلّ حرف من حروفه النازفة، مستنهضًا همم الأمة، مستضيئًا برؤى إسلامية جليّة، حين يأوى إلى حسّ المكان وقدسيّته، ويمضي إلى تاريخنا الإسلاميّ بكلّ أمجاده بلغة حركيّة، وإيقاع شجيّ، فيشعل جراحنا في قصيدته (في ظلال رمضان):
تتوالى مع الصيام طيــــوفٌ ***مونقاتُ الرؤى وأخرى حزينة
هذه (بدر) في المدارج تختــالُ ***علــيها من الملائــك زينة
هذه (مكة) أنارت روابيــــها ***ببدر الهدى وجنــد (المدينة)
وعلى هامة الخلود (صلاح الدين) ***أرسى بسيــفه (حطـّــينه)
تتداعى بذكره صــورُ الــحزن ***ومحرابُـه يـــبثّ أنـــينه
مستباح الحـــمى وهيهات فيها ***مصرخٌ بالغداة ينصـــر دينه
جاس فيه النفاقُ والكفرُ والرجسُ ***فلا يستر الشقــيُّ مجــونه
لهفَ نفسي! أهذه أمةُ السيف ***وقد أجّـج الخنــا أفــيونه!
في شعر صالح الجيتاويّ أنفاس ملتقاعة، وحزنٌ دفين، وصور جديدة مشبعة بالأسى، ومع ذلك فهو يرنو إلى مسجده الأقصى منبر صلاح الدين محرّرًا من رجس العصابات اليهودية، ويبثّ مع رمضان المبارك شذى أزهار نديّة من التفاؤل والإيمان بوعد الله ونصره للمؤمنين الصادقين.
ابو وليد البحيرى
2019-05-29, 07:33 PM
رمضان فى عيون الادباء
في وداع رمضان
جابر قميحة
لا يا أمير الشعراء
نظمتُ هذه القصيدة معارضة لقصيدة أحمد شوقي التي يقول فيها:
رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق
رمضانُ ودَّع وهو في الآماق *** يا ليته قد دام دون فراقِ(1)
ما كان أقصَرَه على أُلاَّفِه *** وأحبَّه في طاعةِ الخلاق
زرع النفوسَ هدايةً ومحبة *** فأتى الثمارَ أطايبَ الأخلاق
«اقرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها *** عطرًا على الهضبات والآفاق
ولِليلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها *** عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّاق
فيها الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا *** حتى مطالعِ فجرِها الألاق
فى العامِ يأتي مرةً..لكنّه.. *** فاق الشهورَ به على الإطلاق
شهرُ العبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى *** شهرُ الزكاةِ، وطيبِ الإنفاق
* * *
لا يا أمير الشِّعر ما ولَّى الذى *** آثاره في أعمقِ الأعماق
نورٌ من اللهِ الكريمِ وحكمةٌ *** علويةُ الإيقاعِ والإشراق
فالنفسُ بالصوم الزكي تطهرتْ *** من مأثم ومَجانةٍ وشقاقِ
لا يا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَن صامَ في رمضانَ صومَ نفاقِ
فإذا انتهتْ أيامُه بصيامِها *** نادى وصفَّق (هاتها يا ساقي)
(الله غفار الذنوب جميعها *** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقي)(2)
عجبًا!! أيَضْلَع في المعاصِي آثمٌ *** لينالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟
أنسيتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه *** حينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟
وترى المنافقَ في ثيابِ مهانةٍ *** ويُساقُ للنيرانِ شرَّ مساقِ
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** رمضانُه في زُمْرة الفسَّاق
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** منع الطعام، وهمه في الساقي
من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها *** وكأنه عبدٌ بلا.. إعتاق
الصومُ تربيةٌ تدومُ مع التُّقَى *** ليكونَ للأدواءِ أنجعَ راقى(3)
هو جُنةٌ للنفس من شيطانِها *** ومن الصغائرِ والكبائرِ واقي(4)
الصومُ - يا شوقي إذا لم تدْرِه - *** نورٌ وتقْوى وانبعاثٌ راقي(5)
واسمع - أيا من أمَّروهُ بشعره - *** ليس الأميرُ بمفسدِ الأذواق
إن الإمارةَ قدوةٌ وفضيلةٌ *** ونسيجُها من أكرمِ الأخلاق
والشعرُ نبضُ القلبِ في إشراقِه *** لا دعوةٌ للفسقِ.. والفسَّاق
والشعر من روح الحقيقة ناهلٌ *** ومعبِّرٌ عن طاهرِ الأشواقِ
فإذا بَغَى الباغي بدتْ كلماتُه *** كالساعِرِ المتضرِم.. الحرَّاق
وإذا دعتْه إلى الجمال بواعثٌ *** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ(6)
لكنه يبقى عفيفًا.. طاهرًا.. *** كالشّهدِ يحلو عند كلِّ مذاق
رمضانُ - يا شوقي - ربيعُ قلوبنا *** فيها يُشيعُ أطايبَ الأعباق(7)
إن يمْضِ عشنا أوفياءَ لذكِره *** ويظلُّ فينا طيّبَ الأعْراق
------------------------
(1) الآماق: العيون.
(2) ما بين القوسين من قصيدة شوقي.
(3) راقي «من الرقية» أى معالج.
(4) جنة (بضم الجيم) وقاية وحماية. وفي الحديث النبوي «الصوم جنة».
(5) راقي: سام رفيع.
(6) زرياب وإسحاق من أشهر موسيقيي العرب.
(7) الأعباق: جمع عَبق: وهو الرائحة الطيبة
(http://www7.0zz0.com/2017/10/17/13/502148649.jpg)
ابو وليد البحيرى
2019-05-30, 07:42 PM
رمضان فى عيون الادباء
تاج الشهور
عبد الكريم البدران
حييت يا تاج الشهورْ
كالنجم سربله الحبور
رمضان يا دوح التقى
بأريجكم تشدو الصدور
فيك المباهج أشرقت
تزهو على أيك السطور
وتظل تعبق بالهدى
جذلاً على مر العصور
تكسو الفؤاد بحلة الــ
ـغفران من رب غفور
وتبدد الآثام عن
قلب تلفع بالشرور
بنسائم الرحمات ألــــ
ـــهبت القوافي والشعور
تجلو بعتق النار أد
ران المعاصي والغرور
فتحلق الأرواح في
فلك المعالي كالصقور
للدمع فيك مسارب
تحكيه آهات الضمير
بقراءة القرآن يروي
الروح بالحق المنير
فالله عظم أجركم
أين المشمر للنفير؟
ابو وليد البحيرى
2019-05-31, 07:38 PM
(رمضان فى عيون الادباء)
أهلا يا شهر الإسلام
عبد المعطي الدالاتي
كم نفوسٍ..كم رؤوس ِ *** كلُّـها لله ساجدْ
كم بدورٍ و شموسِ *** تزدهي فيها المساجدْ
***
كم سجودٍ، كم ركوع ِ *** كم صلاةٍ، كم زكاةِ!
كم خشوع ٍ.. و دموعِ! *** هاهنا طِيبُ الحياةِ
***
فتعالوْا يا صحابي *** هاجروا نحو السماءِ
في فضاءاتِ الكتابِ *** حلـّقوا،أوفي الدعاءِ
***
ربِّ أنعمتَ، ونشهَدْ *** بجليل النـُّعمَياتِ
هل نرى راياتِ أحمدْ *** في البرايا خافقاتِ؟
***
هل تُرى نفطرُ يوما *** في نهار الصومِ مَرّةْ!
في سبيل اللهِ كيْما *** نستعيدَ القدسَ حُرةْ!
ابو وليد البحيرى
2019-06-01, 08:42 PM
(رمضان فى عيون الادباء)
تحية رمضان
عمر الحبر يوسف
رمضان أقبل قُم بنا يا صاح *** نجلو ظلام ذنوبنا بصباح
بالصوم والصلوات والذكر الذي *** هو روحنا والنور للأرواح
هذه الشهور قضيتها في غفلة *** ما بين لهوٍ مهلكٍ ومباح
قد آن أن تحيا بذكرٍ طيب *** وقيام ليلً مشرقٍ وضّاح
من سرّه طيب الحياة فحسبه *** حسن التلاوة في الكتاب الماح
لله نفحات لنا في دهرنا *** نرقى بها ونروم كل فلاح
والشهر هذا أعظم النفحات *** ورضاء ربي غاية الممتاح(1)
قد فاز من أدى الفريضة مؤمناً *** بشرى له بالروح والأدواح
ـــــــــــــــ ـ
(1) الممتاح: السائل
ابو وليد البحيرى
2019-06-02, 07:09 PM
(رمضان فى عيون الادباء)
رمضان اقبل
"خير الدين وانلي"
رمضـان أقبل يا أولي الألبــــاب *** فاستقبلوه بعد طول غيـاب
عـام مضى من عمرنــا في غفلـة *** فتنبهوا فالعمر ظل سحـاب
وتهيّــؤوا لـتـصبـّر ومشـقّـة *** فأجور من صبر بغير حساب
الله يجزي الصـــــائمين لأنهـم *** من أجله سخِروا بكل صعاب
لا يدخل الريـان إلا صــــائم *** أكرم بباب الصوم في الأبواب
ووقــاهم المولى بحرّ نهـــارهم *** ريح السموم وشر كل عذاب
وسقوا رحيـق السلسبيــل مزاجه *** من زنجبيل فـاق كل شراب
هذا جـزاء الصـائميـن لربهــم *** سعدوا بخير كرامة وجنـاب
الصوم جنة صــائم من مـــأثم *** ينهى عن الفحشاء والأوشاب
الصوم تصفيــد الغـــرائز جملة *** وتحرر من ربقة برقـــاب
ما صـام من لم يرع حق مجــاور *** وأخوة وقرابة وصحـــاب
ما صام من أكل اللحــوم بغيبة *** أو قال شرا أو سعى لخراب
ما صام من أدى شهادة كــاذب *** وأخلّ بالأخلاق والآداب
الصوم مدرسة التعفف والتــقى *** وتقارب البعداء والأغراب
الصوم رابطة الإخــاء قويــة *** وحبال ودّ الأهل والأصحاب
الصوم درس في التساوي حـافل *** بالجود والإيثار والترحاب
شهر العزيـمة والتصبر والإبـا *** وصفاء روح واحتمال صعاب
كم من صيام ما جنى أصحــابه *** غير الظما والجوع والأتعاب
ما كل من ترك الطعام بصــائم *** وكذاك تارك شهوة وشراب
الصـوم أسمـى غاية لم يرتــق *** لعلاه مثل الرسل والأصحاب
صـام النبي و صحبــه فتبرؤوا *** عن أن يشيبوا صومهم بالعاب
قوم هم الأملاك أو أشبـاههــا *** تمشي وتأكل دُثّرت بثياب
صقل الصيام نفوسهم وقلــوبهم *** فغدوا حديث الدهر والأحقاب
صـاموا عن الدنيا وإغراءاتهــا *** صاموا عن الشهوات والآراب
سار الغزاة إلى الأعـادي صُوّما *** فتحوا بشهر الصوم كل رحاب
ملكوا ولكن ماسهوا عن صومهم *** وقيامهم لتلاوة وكتاب
هم في الضحى آساد هيجاء لهم *** قصف الرعود وبارقات حراب
لكنهم عند الدجى رهبـــانه *** يبكون ينتحبون في المحراب
أكرم بهم في الصائمين ومرحبـا *** بقدوم شهر الصِّيد والأنجاب
ابو وليد البحيرى
2019-06-03, 07:31 PM
(رمضان فى عيون الادباء)
رمضان
عبد الله بن صالح الخليوي
لمّا أتى غمرَ الوجودَ ضياءْ ***وانجابَ عن رانِِ القلوبِ غشاءْ
واستبشرَ الكونُ الفسيحُ وكبّرتْ ***أرجاؤُه واهتزّتِ البيداءْ
شهرٌ به خيرُ الكلامِ منزّلٌ ***قرآن ربّي مِنّةٌ وشفاءْ
رمضانُ هلّ فعانقتْنا رحمةٌ ***وعرا الجميعَ محبّةٌ ووفاءْ
قد جئتَ أهلاً فاعتراني ما اعترى ***خوفٌ يخالطُُ مهجتي ورجاءْ
قد صُفّدتْ فيك الشياطينُ التي ***قد نالنا منها أذًى ووباءْ
وتزيّنتْ جنّاتُ ربّي للذي ***قد كانَ في مرضاتِهِ مشّاءْ
شهرٌ به الرّحَمَاتُ أشرقَ نورُها ***فعلا قلوبَ المؤمنين سناءْ
شهرٌ به الرحمنُ يغفرُ ذنبَنا ***للدّاءِ غفرانُ الذّنوبِ دواءْ
والعتقُ من نارِِ السّمومِ مزيّةٌ ***منّ الرحيمُ بفضلِهِ وجزاءْ
ابو وليد البحيرى
2019-06-04, 10:11 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان عذراً إن عصى الشعر
محمد عبد القادر الفقي
أيا رمضان الخيرِ عذراً، عصى الشعرُ *** فلم يترنم مثلما يوجب الأمرُ
وكيف لشعري أن يسيل عذوبةً *** بمدحك والأرزاء في أبحري كُثْرُ
وكيف القوافي فيك أزجي عصيَّها *** وأحوالنا تُزري، وأفعالنا نكرُ؟!
وأين الخيال الحر؟ أنى لنا بهِ *** وفي القلب همٌّ لا يرام لهُ حسْرُ
تهبُّ الرياح الذارياْتُ بداخلي *** فتترك نفسي بلقعاً ما بهِ زهرُ
تراوحني في كل حين فجاءةٌ *** كأني فلاة ليس في رملها سدرُ
فيا خير شهرٍ لا تلمني لأنني *** أعاني جروحاً لا يعالجها الصبرُ!
أتيتَ إلينا والكراماتُ قد خَبَتْ *** ومن أين تأتينا وقد أورق الشرُّ؟
نصلي؟ نعم! لكن صلاة بلا تقى *** ونأمر بالفحشاء إذ وجب الطهر!
نصوم؟ نعم! لكن صياماً عن القِرى *** ولذاتنا تمتد إذ يطلع الفجرُ!
وفي الأرض إخوان لنا كلُّ حلمهم *** بقايا إدامٍ يستقيم بها الظَّهْرُ!
كأن مجاعات الدنا كلها قوَتْ *** بدورهمُ..أو حلّ مِصْرَهمُ الفقرُ
نحجُّ؟ نعم! لكن لمجلس عصبةٍ *** ونطلب منه الأمن إن يُهتكُ الستر
فلا عصبة (الفيتو) أعادت أماننا *** ولا الدبُّ واسانا، ولا الأقرعُ النسر!
أتيت إلينا، صُبحنا مثل ليلنا *** فأجواؤنا سودٌ وأجفاننا جمرُ
فيا رمضان العتق ذلت رقابنا *** إلى اللهِ نشكو: ربَّنا مسنا الضرُ!
تداعتْ علينا أمّةٌ بعد أمةٍ *** وعشش فينا اليأس والضَّعْف والذُّعْرُ
وليس لأهلينا سراةٌ وإنما *** بُلينا بجندهم علينا المُدى الحُمرُ
إذا المرء صلى الفجر قالوا: مُخَرِّبٌ! *** وإن عاقر الصهباء قالوا: فتىً حرُّ!
وإن رتل القرآن قالوا: مضللٌ! *** وإن حالف الشيطان قالوا: له الشكرُ!
همُ قد أضاعوا (قدسنا) بل كياننا *** فوا ذلّ شعبِ عمرُهُ كلهُ قهر!
أتيت إلينا، والمصائب جمَّةٌ *** فآلامنا مَدٌّ وآمالنا جَزْرُ!
وأوراقنا صُفرٌ بلون جلودنا *** وأشرارنا كُثْرٌ، وإنجازنا صفر!
فواعجباً إن فارق الخيرُ أرضنا *** وواعجباً إن عربد الشركُ والكفر
وواعجباً أن يهدم البغيُ مسجداً *** وأن يصبح الهندوس هِرُّهم نمْرُ
وواعجباً أن ندمن العار والخنا *** وواعجباً أن يكثرَ الفرُّ لا الكَرُّ
وواعجباً أن يسحق الصِّرْبُ قومنا *** وواعجباً أن يكثرَ البَقْرُ والجزْرُ
نذبَّح مثل الشاة في كل موضع *** ونُسلخُ أحياءً وتغلي بنا القدرُ!
وتُرمى إلى الخنزير عمداً لحومُنا *** ويأكل منها الكلبُ والذئب والنسر!
فيا رمضان القدر قد ضاع قدرُنا *** وأظلمت الدنيا، ونهتف:يا بدر؟
ولا بدرَ، لا حطين، لا أيَّ بارقٍ لنصرٍ*** تُرى من أين يأتي لنا النصر؟
إذا نحن لم نغسلْ من الرجس أنفساً *** فخير مكانٍ يرتضينا هو القَبْرُ!
ابو وليد البحيرى
2020-05-03, 05:45 PM
رمضان فى عيون الادباء
تجليات رمضانية
يحيى الشعبي
تاقتْ إليكَ جوارحِي وجَنَانِي *** واسْتَشْرفَتكَ مرابعِي وزمانِي
وسَمَتْ إليكَ ذنوبُنا لتحيلَها *** بِرّاً فأتْرِعْ بالصفاءِ دِنانِي
مَنَحَتْكَ يا ضَيْفَ الكرامِ نُفوسُنا *** حُبا وشوقاً دائمَ الفَيَضَانِ
نحنُ الضيوفُ ونَدَّعِي إكرامَنا *** للوافدينَ ولسْتَ كالضِّيْفانِ
أنتَ المُضِيْفُ حقيقةً فقلوبُنا *** ترْعى جنِانَكَ والقُطُوفُ دواني
في روضِك الريانِ كلُّ فضيلةٍ *** والصائمونَ مباهجٌ ومغانِي
نهفو إليكَ لتنبتَ الحُسنى رضاً *** ولِتسْكُبَ الأنقاءَ بالوجدانِ
يَخْضَرُّ لفظُ شريف نجوانا كما *** يخضر عود جفائنا بأذان
تتلطَّفُ الأقوالُ يومَ صيامِنا *** ويرِقُّ جَبارٌ ويُجْبرُ عانِ
دفّاقُ جودِكَ يستثيرُ مشاعِري *** فأكادُ أبصرُ مقعَدي وجِنانِي
فيكَ التسامحُ والتراحمُ يقتفِي *** أثَرَ الكرامِ وشِرْعةَ الخِلانِ
فيكَ القلوبُ بياضُها متلألئٌ *** يُزْرِي بكلِّ مُخاتِلٍ ومدَانِ
سُحُبٌ الفضائلِ تستقر بروحنا *** وتُجَلِّلُ الأرجاءَ بالغفرانِ
ما أطْيَبَ النَّسماتِ فيكَ وقَدْ حَوَتْ *** بَرْدَ اليقينِ ومِنْحَةَ الرحمنِ
طَهِّرْ بِبِرِّكَ كلَّ ذنبٍ مُنْتِنٍ *** وَأَفِضْ منَ الرحماتِ والإحسانِ
هذي أَكُفُّ قُلُوبِنا ممدودةٌ *** قبلَ الأكفِّ بِزَهْرَةِ الإيمانِ
تِرجو رضا الرحمنِ فيكَ فكلَّما *** فاحتْ طُيوبكَ شَمَّرَ المُتوانَي
وجِّه وفُودَ نداكَ نحوَ كرامةٍ *** وَلْيعْبُروا بَوَّابةَ الرَّياَّنِ
ما قارفتْ نفسُ المقارفِ منْ هوىً *** إلا وعينُ الصّفْحِ في رَمَضَان
(http://www7.0zz0.com/2017/10/17/13/502148649.jpg)
ابو وليد البحيرى
2023-03-20, 04:15 PM
(رمضان فى عيون الادباء)
فديتك زائراً في كل عام
مصطفى الصادق الرافعي
فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلام
وتقبل كالغمام بقيض حينا *** ويبقى بعده أثر الغمام
وكم في الناس من كلف مشوق *** إليك وكم شجي مستهام
ركزت له بألحاظ الليالي *** وقد عي الزمان عن الكلام
فظل يعد يوماً بعد يوماً *** كما اعتادوا لأيام السقام
ومد له رواق الليل ظلا *** ترف عليه أجنحة الظلام
فبات وملء عينيه منام *** لتنفض عنهما كسل المنام
ولم أر قبل حبك من حبيب *** كفى العشاق لوعات الغرام
فلو تدري العوالم ما درينا *** لحنت للصلاة وللصيام
بني الإسلام هذا خير ضيف *** إذ غشي الكريم ذرا الكرام
يلمكم على خير السجايا *** ويجمعكم على الهمم العظام
فشدوا فيه أيديكم بعزم *** كما شد الكمى على الحسام
وقوموا في لياليه الغوالي *** فما عاجت عليكم للمقام
وكم نفر تغرهم الليالي *** وما خلقوا ولا هي للدوام
ودخلوا عادة السفهاء عنكم ** فتلك عوائد القوم اللئام
يحلون الحرام إذا أرادوا ** وقد بان الحلال من الحـرام
وما كل الأنام ذوي عقول *** إذا عدوا البهائم في الأنام
ومن روته مرضعة المعاصي *** فقد جاءته أيام الفـطام
ابو وليد البحيرى
2023-03-22, 10:56 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان بشرى
عيسى بن علي جرابا
تَاقَتْ لكَ الأَرْوَاحُ يَا رَمَضَانُ *** وَهَفتْ لِشدْوِ طيوْرِكَ الآذَانُ
وَهَمَتْ سَحَائِبكَ الندِيّةُ رَحْمةً *** فَاعْشَوْشَبتْ مِنْ فَيضها الأَزْمَانُ
وَاسْتَقْبَلَتْ كَ الأَنْفُسُ الظَّمْأَى إِلَى *** لُقْيَاكَ حَيْثُ النّوْرُ وَالإِيمَانُ
هَبتْ تَمدُّ أََكُفهَا لكَ توْبَةً *** وَعَلَى الوُجُوْهِ تذَلّلٌ وَحنَانُ
فَرَأَتكَ أَعْظَمَ زَائرٍ هَتفَتْ بِهِ *** كُلُّ الرُّبَى وَغَدَتْ بِهِ تَزْدَانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ فلا تسَلْ عَنْ فَرْحَةِ *** الدُّنْيَا سَما بِشُعُوْرِها القرْآنُ
وَعَنِ النُّفُوسِ تَوَشَّحتْ حُللَ الصَّفاءِ *** يَزِينهَا الإِخْبَاتُ وَالإِذْعَانُ
وَعَنِ الأَيَادِي فِي رِحَابِكَ أَوْرَقَتْ *** وَبها تَنَامى البِرُّ وَالإِحسانُ
الكَوْنُ كلُّ الكَوْنِ غَنّى مذْ هَمَى *** مِنْ رَاحَتَيْكَ العتقُ وَالغُفرَانُ
رَمَضَانُ يَا أُنشُوْدَةَ الأَملِ النديِّ *** وَيَا رَبِيعاً وَشْيُهُ فَتانُ
يا وَاحةً فوَّاحَةً جذْلى وَيا *** وِرْداً هَفا لمعينهِ الظَّمآنُ
رَمَضَانُُ يَا بُشْرَى لَهَا إِطْلالَةٌ *** نَشْوَى وَصَوْتٌ بِالهدَى رَيَّانُ
يَا دَوْحَةً لِلنصرِ ضَاعَ أَرِيجُهَا *** بَيْنَ الأَنَامِ وَفرَّعَتْ أَغْصَانُ
بَدْرٌ وَكَمْ بَدْرٍ رَأَينا نُوْرَهَا *** يَفْتَرُّ زَهواً وَالمَدَى نَشْوَانُ!
رَمَضانُ يا أُنسَ القلوْبِ إِذَا دَجَا *** لَيْلُ الكُرُوْبِ وَسهّدَتْ أَجْفَانُ
كَمْ منْ مَعانٍ فيْكَ لَوْلا أَنْتَ لَمْ *** تُعْرَفْ وَلَمْ يُعْمرْ بِهنَّ جَنانُ!
رَمَضانُ يا خَيرَ الشهوْرِ تحيةً *** مِنْ شَاعِرٍ عَصَفتْ بهِ الأَحْزَانُ
يَشدُو وَبَيْنَ ضلُوْعهِ همٌّ وَفِي *** فَمِهِ سُؤَالٌ مثخنٌ حَيْرَانُ
مَا بالُهَا تَمْضِي السنوْنَ وَلَمْ يزَلْ *** يَكْسو مَفَارِقَنا أَسَىً وَهَوَانُ؟
لَهثتْ خطانا وَالدُّرُوْبُ تَلُفُّها *** ظُلَمٌ وَنحنُ تَلُفّنا الأَكْفَانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ وَأَلْفُ خَطْبٍ *** هُدِّمَتْ قِمَمٌ لهُ وَتقَوَّضَتْ أَرْكانُ
وَعَدُوُّنا مازَالَ يُشْعِلُ بَيْنَنَا *** نارَ الخِلافِ وَينْفُخُ الشّيطَانُ
وَالقدْسُ رَهنُ قُيُوْدِهِ *** وَقُيوْدُنا وَهْمٌ يُكَبِّلنا بِهِ الخذْلانُ
لا الجُرْحُ مُنْدَمِلٌ وَلا دَمُهُ *** الزَّكِيُّ رَقَا وَلا سَفّاكُهُ سَيدَانُ
رَمضَانُ جِئتَ قلوْبنا شتَّى *** كَمَا رَاياتِنا كلٌّ لَهُ عُنوَانُ
خَمْسُوْنَ مِنْ لَهَبٍ تَلَظَّى وَالثَّرَى *** حِمَمٌ وَأَنفاسُ الوَرَى بُرْكانُ
وَخطَابنا مَازَالَ يُطْمِعُ غَيرَنا *** فِيْنا خطابٌ لَيسَ فِيْهِ بيانُ
"نِقْفُوْرُ كَلْبَ الرُّوْمِ" أَيْنَ أَبُو الأَمِيْنِ *** وَأَيْنَ سَيفٌ سلهُ الشّجْعَانُ؟
خمْسوْنَ لوْ أَنَّ الجِبالَ حَملْنهَا *** لَغَدَتْ بِهَا وَكَأَنَّهَا كثبانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ وَلِلقُلُوْبِ مَشاعِرٌ *** وَلْهى وَلِلشّعرِ الأَصيلِ حِصَانُ
هذَا هِلالُكَ هَلَّ فياضَ السنا *** فَتَرَشَّفَتْ أَنْدَاءَهُ الأَكوَانُ
وَنُفُوْسُنَا طَارَتْ إِليهِ منيبةً *** تَبْكِي وَقَدْ أَزْرَى بِها العِصْيَانُ
وَتَرَقبَتْهُ عُيُوْنُنَا مُتلأْلئاً *** يَكسو سَنَاهُ سَكينةٌ وَأَمانُ
وَبِحِضْنِهِ كَمْ مِنْ مَساجِدَ أَنْشَدَتْ *** يحلو بِها لِلمُخْبِتينَ أَذَانُ!
لما بَدَا كُلُّ البَلابِلِ رَفْرَفَتْ فَرَحاً *** وَمِنْ فَمها جَرَتْ أَلْحَانُ
حَتَّى الجَمَادُ اهْتزَّ فَانْطَلَقَ الحَصَى *** يَشْدُو وَرَدَّدَ شَدْوَهُ الجدْرَانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ فَلا تَسَلْ عَنْ شَوْقِنَا *** يَالَيتَ كُلَّ شُهوْرِنَا رَمضانُ
ابو وليد البحيرى
2023-03-24, 12:57 AM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان بين الأطباء والشعراء
الدكتور حسان شمسي باشا
رمضان ، هذا الشهر العظيم ، كان له على لسان الشعراء ألوان وطيوف ، وسمات وآيات وعلى مر العصور استلهم الشعراء من فيوضات شهر رمضان ونفحاته أفكارهم للتعبير عن فرحتهم بمقدمه ، وحزنهم لوداعه ، وبدعوتهم المسلمين لانتهاز فرصة حلوله للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات وفعل الخيرات .
وكما فاضت قرائح الشعراء القدامى والمعاصرين بقصائد الإجلال والتعظيم لهذا الشهر المبارك ، كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه منه صراحة أو تلميحا فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات وعاش عمره في انتهاك المحرمات وكان يتململ من شهر رمضان ، تصدمه الحقيقة فيعود إلى ربه ويتوسل إلى خالق الأرض والسماوات بأن يطيل شهر رمضان فيقول :
شهر الصيام غداً مواجهنا *** فليعقبن رعية النســــك
أيامه كوني سنين ، و لا *** تفنى فلستُ بسائم منـــك
وهو القائل في أخريات عمره :
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بـأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فبمن يلوذ ويسـتجير المجـرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا *** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
الصوم شهر الصحة :
تقول دائرة المعارف البريطانية:" إن أكثر الأديان قد فرضت الصيام وأوجبته، فهو يلازم النفوس حتى في غير أوقات الشعائر الدينية ،يقوم به بعض الأفراد استجابة للطبيعة البشرية"
وفي القرن العشرين ظهر عدد من الكتب الطبية في أمريكا وأوروبا تتحدث عن فوائد الصوم الطبي ، فكان هناك " التداوي بالصوم " لشلتون . وكتاب " الصوم الطبي : النظام الغذائي الأمثل " لآلان كوت ، و " الصوم أكسير الحياة " لهنرك تانر ، و " العودة إلى الحياة السليمة بالصوم الطبي " للوتزنر .
وحديثا أنشئ موقع على الانترنت فيه مجلة تسنعرض أحدث الأبحاث العلمية التي نشرت حول الصيام.
ولا شك أن في الصيام فوائد عديدة للجسم ، وتظهر فائدة الصوم بشكل جلي عند المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة ، وفي طليعتها : الالتهاب المعدي المزمن ، وعسر الهضم ، وتلبك الأمعاء . فالصوم يحمل إلى هؤلاء راحة قد تتجاوز الشهر ، وتكون ذات أثر كبير في شفائهم . كما أن المصابين بتشنج القولون كثيرا ما يستفيدون من الصوم ، وكذلك المصابين ببعض حالات التحسس ، فإن الصوم وتقنين الأغذية يساعدان على ذهاب الكثير من أعراض التحسس . وراحة الجهاز الهضمي أمر أساسي للخلاص السريع من بعض حالات الشري
Urticaria والحكة التي قد تنتج عن بعض الأغذية . ولا شك أن الصوم يفيد المصابين بالسمنة ، لأن الإفراط في الغذاء وقلة الحركة هما السببان الرئيسان للسمنة .ويؤكد عدد من الدراسات العلمية التي نشرت خلال السنوات القليلة الماضية حدوث نقص في الوزن بمقدار 2-3 كغ في المتوسط عند الصائمين خلال شهر رمضان.
وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب ، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم ، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار ، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب.
وقدَّم كاتب هذا المقال بحثا في مؤتمر جمعية أمراض القلب السعودية في شهر فبراير عام 1998 اجري على 86 مريضا مصابا بأمراض القلب المختلفة من مرض شرايين القلب أو فشل القلب أو آفات صمامات القلب .
وقد استطاع 86 % من هؤلاء صيام كل شهر رمضان ، و 10 % من المرضى اضطروا إلى الإفطار لعدة أيام في رمضان . ومع نهاية شهر رمضان ، شعر 78 % منهم بتحسن في حالتهم الصحية ، في حين شعر 11 % منهم بازدياد الأعراض التي كانوا يشكون منها.
ويفيد الصيام في علاج ارتفاع ضغط الدم ، فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة ، كما أن الرياضة البدنية من صلاة التراويح والتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم المرتفع .
ويقدِّر الدكتور" شاهد أطهر" في بحث نشر عام 2000 في مجلة JIRIR على النترنت من الولايات المتحدة أن المصلي لصلاة التراويح يصرف 200 سعرا حراريا خلال صلاة التراويح.
وإذا ما التزم الصائم بغذاء معتدل ، وتجنب الإفراط في الدهون والنشويات ، وجد في نهاية شهر رمضان انخفاضا في معدل الكولسترول عنده ، ونقص وزنه ، ووجد في رمضان وقاية لقلبه ، وعلاجا لمرضه .
و قد تباينت نتائج الأبحاث العلمية في موضوع كولسترول الدم في رمضان . ففي حين وجد بعض الباحثين حدوث ارتفاع في معدل كولسترول الدم في رمضان ؛الا أن دراسات أخرى أثبتت حدوث انخفاض في معدل الكولسترول .
وتشير الدراسات الحالية إلى أنه لم تحدث أية مشاكل هامة عند صيام المرضى السكريين من النوع الثاني ( الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم ) ، أما المرضى الذين يتناولون الإنسولين فلا ينصحوا عادة بالصيام .
ويعتبر الصيام فرصة ذهبية للبدينين المصابين بالتهاب المفاصل التنكسي في الركبتين ، حيث يمكن استغلال هذه الفرصة بإنقاص الوزن وتخفيف الحمل الذي تنوء به مفاصل المريض . وكثير من مرضى السكر الكهلي بدينون وهنا يكون شهر رمضان فرصة لتخفيف وزنهم ، والسيطرة على سكر الدم . وهناك دراسات علمية تشير إلى أن صيام رمضان يحسن مناعة الجسم في مقاومة الأمراض المختلفة .
ولو اتبعنا النظام الدقيق في غذائنا ، ولم نكثر من الإفطار والسحور فوق طاقة الجسم تتم الفائدة ، ونحصل على المقصود من حكمة الصيام . ولكن – للأسف الشديد – فكثير من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة ، ويحشون معدتهم بألوان عدة من الطعام ، وقد يأكلون في شهر الصيام أضعاف ما يأكلون في غيره ، أمثال هؤلاء لا يستفيدون من الصوم الفائدة المرجوة . يقول الشاعر معروف الرصافي وهو يصف بعض الصائمين الذين يتهافتون على الطعام غير مبالين بالعواقب :
وأغبى العالمين فتى أكــول *** لفطنته ببطنته انــــهزام
ولو أني استطعت صيام دهري *** لصمت فكان ديـدني الصيام
ولكن لا أصوم صيام قــوم *** تكاثر في فطورهم الطعــام
فإن وضح النهار طووا جياعا *** وقد هموا إذا اختلط الظـلام
وقالوا يا نهار لئن تــجعنا *** فإن الليل منك لنا انتـقـام
وناموا متخمين على امتـلاء *** وقد يتجشئون وهم نــيام
فقل للصائمين أداء فــرض *** ألا ما هكذا فرض الصـيام
وإذا كان الجوع سببا من أسباب رائحة الفم الكريهة ، فإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، كما حدَّث بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ويقول الشاعر الكبير محمد حسن فقي في قصيدة زادت أبياتها على 150 بيتا ، نظمها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك :
رمضان في قلبي هماهم نشوة *** من قبل رؤية وجهك الوضـاء
وعلى فمي طعم أحسّ بأنــه *** من طعم تلك الجنة الخضـراء
لا طعم دنيانا فليس بوسعــها *** تقديم هذا الطعم للخلـفـاء
ما ذقتُ قط ولا شعرت بمثله *** ألا أكون به من السعــداء
الصوم والصحة النفسية:
انتشرت في عصرنا الأمراض النفسية وتفرعت ، وأنشئ لها العديد من المصحات والمستشفيات ، وتخصص فيها الأطباء والخبراء ، وصرفت على العقاقير البلايين من الدولارات . والحقيقة أن هناك علاقة وثيقة جدا بين الاضطرابات النفسية والأمراض العضوية التي تتمكن من جسم الإنسان . فالتوتر العصبي والقلق والاكتئاب والأرق كثيرا ما تنعكس على القلب بمختلف الأدواء من ارتفاع في ضغط الدم إلى مرض في شرايين القلب التاجية ، أو اضطراب في ضربات القلب . وربما انعكست تلك الاضطرابات النفسية على المعدة ، فإذا المعدة قد تقرحت ، وإذا القولون قد تشنج وسبب الألم . وقد يسقط بعض المصابين بالاكتئاب فريسة لتعاطي المسكرات أو المخدرات . ولا شك أن الصائم يعيش في ظل أجواء روحانية مشبعة بالثقة والإيمان . والتزام الصائم بالامتناع عن الطعام والشراب وشهوات الجسد ، يقوي الإرادة ، ويجعله قويا في مواجهة مشاكل الحياة ومن ثم تمتلئ نفسه باليقين والرضا ، وتخف عنه وساوس النفس والأوهام . ويجد الله تعالى دائما إلى جواره فيركن إليه . وحين يستطيع الصائم الوصول إلى تلك الدرجة بعبادته وصلاته وقراءته للقرآن ، يكون قد وصل إلى بر الأمان ، وحينئذ تقل الشكوى وتخف أعراض المرض ، حتى أن باحثين من الأردن وجدوا في بحث نشر انخفاضا كبيرا في معدل حدوث محاولات الانتحار في شهر رمضان . وفي هذه الأجواء الرمضانية عاش عدد من الشعراء تجاربهم ، فانطلقت ألسنتهم تلهج بالثناء على منحة السماء ، وتصور تلك المشاعر الروحانية التي تلهم بسكينة النفس ، وصفاء الروح ، وسمو الأحاسيس .
وفي شهر الصيام ، تصوم الجوارح كلها عن معصية الله تعالى ، فتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه ، ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة ، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه ، ويصوم البطن عن تناول الحرام ، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض . قال أبو بكر عطية الأندلسي :
إذا لم يكن في السمع مني تصــامم *** وفي مقلتي غــض،وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظما *** وإن قلت : إني صمت يوما فما صمت
وقال أحمد شوقي : " الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع ولكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة ، ويكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر ، إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، عرف الحرمان كيف يقع ، والجوع كيف ألمه إذا لذع " .
ويرى حجة الإسلام أبو حامد الغزالي أن الصوم ثلاث درجات :
" صوم العامة : وهو كف البطن والفرج وسائر الجوارح عن قصد الشهوة .
وصوم الخصوص : وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام . وصوم خصوص الخصوص : وهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة ، وكفه عما سوى الله تبارك وتعالى " .
يقول الصابي في الذي يصوم عن الطعام فقط ويدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام :
يا ذا الذي صام عن الطعام *** ليتك صمت عــن الظــلم
هل ينفع الصوم امرؤ طالما *** أحشاؤه مــلأى مــن الإثم
ويؤكد أحمد شوقي ذات المعنى فيقول :
يا مديم الصوم في الشهر الكريم *** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا :
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
فهذا الشاعر أحمد مخيمر يناجي رمضان قائلا :
أنت في الدهر غرة وعلـى الأر *** ض سلام وفي السماء دعــاء
يتلقاك عند لقياك أهل الـــ *** ـبر والمؤمنون والأصفيـــاء
فلهم في النهار نجوى وتسبيــ *** ـح وفي الليل أدمــع ونداء
ليلة القدر عندهم فرحة العمـ *** ـر تدانت على سناها السماء
في انتظار لنورها كل ليـــل *** يتمنى الهدى ويدعو الرجــاء
وتعيش الأرواح في فلق الأشوا *** ق حتى يباح فيها اللقـــاء
فإذا الكون فرحة تغمر الخلـ *** ـق إليه تبتل الأتقيــــاء
وإذا الأرض في سلام وأمـن *** وإذا الفجر نشوة وصفــاء
وكأني أرى الملائكة الأبـــ *** ـرار فيها وحولها الأنبيــاء
نزلوا فوقها من الملأ الأعلــ *** ـى فأين الشقاء والأشقياء ؟
إنه رمضان الخير الذي يرجع الروح إلى منبعها الأزلي ، فتبرأ من أدران الحياة ، وتتخلص من مباذل الدنيا ، وتتجه إلى الله خالق السماوات والأرض داعية مبتهلة . إنه رمضان الضيف الكريم الذي يعاود كل عام حاملا سننا علوية النظام كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل
أضيف أنت حل على الأنام *** وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابا وفـيا *** يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حماك ركــن *** فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا *** من الإحسان علوي النطام
بأن الجوع حرمان وزهـد *** أعز من الشراب أو الطعام
وهو يصور الصائمين المترقبين صوت المؤذن منتظرين في خشوع ورهبة نداءه :
جعلت الناس في وقت المغيب *** عبيد ندائك العاتي الرهيب
كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا *** يعذبهم ، تلفَّت للطبيــب
وأتلعت الرقاب بهم فلاحـوا *** كركبان على بلد غريـب
عتاة الأنس أنت نسخت منهم *** تذلل أوجه وضنى جنـوب
إنه رمضان الذي تتجه فيه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان .
يقول الشاعر مصطفى حمام :
حدِّثونا عن راحة القيد فيه *** حدثونا عن نعمة الحرمـان
هو للناس قاهر دون قهـر *** وهو سلطانهم بلا سلطـان
قال جوعوا نهاركم فأطاعوا *** خشعا ، يلهجون بالشكران
إن أيامك الثلاثين تمضــي *** كلذيذ الأحلام للوسنـان
كلما سرني قدومك أشجا *** ني نذير الفراق والهجـران
وستأتي بعد النوى ثم تأتي *** يا ترى هل لنا لقاء ثـان؟
(http://www7.0zz0.com/2017/10/17/13/502148649.jpg)
ابو وليد البحيرى
2023-03-25, 12:38 AM
رمضان فى عيون الادباء
إلى رمضان
وليد قصاب
قلبي لأيامِ الهدى ظمآنُ *** وإلى جلالكَ عاشقٌ ولهانُ
وإلى سُويعات السكينة والرضى *** إني بغيرك تائهٌ حيرانُ
وأنا جَوى والوجدُ يخفُقُ في دمي *** يا سيدَ الأيامِ يا رمضانُ
نفسي التي صدِئتْ وأثقلها العَنَا *** خلف السرابِ وهدَها الجَرَيَانُ
تهفو إلى زمنٍ يعيد سمَّوها *** فيه الصفا والطُهر، والإحسانُ
فلقد عهدتُك بالسَّنا متدثراً *** وعهدتُ أنك رحمةٌ وأمان
وعهدتُ أنك شهرُ عزٍ وعُلا *** وشَّى خيوطَ المجدِ فيك بيانُ
فيك انتصاراتُ الخلود تتابعتْ *** شهدت عليها الأرضُ والأكوانُ
قلبي إلى ذاك الزمان مسافرٌ *** وإلى الذي قد كنتَه لهفانُ
وإلى فتى الإسلام تشربُ نورَه *** الأرضُ، والتاريخُ، والإنسانُ
والزحفُ، والنصرُ الجليلُ، وفتيةٌ *** علّمَتهم سُوَرَ الجهادِ فكانوا
شوقي إلى بدر يرفرفُ تاجُها *** فوق الدهورِ فصوّح الطغيانُ
وإلى سموّ الفتح في أم القرى *** صدَح الأذانُ ودُكّتِ الأوثانُ
وإلى ثرى حطينَ قلبي طائرٌ *** يزهو صلاحُ الدين والإيمانُ
ما كنتَ شهراً كالشهور جميعها *** أو كان مثَلكَ في الزمانِ زمانُ
بل كنتَ جوهرةَ الدهور تألقتْ *** لمَا تنزّل كالضّيا القرآنُ
فإذا لنا فوقَ النجوم بيارقٌ *** وبكلِّ أرضٍ حكمةٌ ولسانُ
ماذا أقول اليومَ يا رمضان؟ *** حلَ الصِّغارُ، وخيّم الخذلانُ
قلبي على جمر الأسى متحرقٌ *** ونمتْ على شطآنه الأحزانُ
عادتْ جيوشُ الكفر تدهم أمتي *** ويقودها من قرنِها الشيطانُ
من كلِّ فجِ أقبلتْ فرسانُهم *** وعتلا شعارُ الغدر والصُّلْبانُ
شوقي إلى حطينَ أخرى، إنه *** عاد الصليبُ يسوقه البُهتَانُ
وجميعَ أرضِ المسلمينَ تسوّروا *** لم تنجُ من أرجاسهم أوطانُ
رمضانُ لم يوقظْ كرامة أمتي *** أو يصحُ فيه من الكرى وسنانُ
قد كان رمزَ جهادها وجلادها *** كم ساح فيه إلى الفِدا فرسانُ
جعلوه شهر مآكلٍ ومشاربٍ *** يزهو به العطشانُ والجوْعَانُ
جعلوه شهراً للرذيلة والخنا *** وتنافسٍ يعصى به الرحمنُ
أو سهرةً ممطوطة حتى "الصبا *** ح" يقودها المخمورُ والعُرْيانُ
عُدْ شهر فتح مثلما عوّدتنا *** غرق السفين ومالنا رُبّانُ
عُدْ شهر قرآن، فما في غيره *** بين الضلالة والهدى فرقانُ
ابو وليد البحيرى
2023-03-25, 10:22 PM
رمضان فى عيون الادباء
أطيب المسك
وليالي العشرِ تنادينا *** وتصافحُنا وتحيّينا
تهتفُ: هيا شدّوا المئزرَ *** أحيوني ذكراً مسنونا
ما بين تلاوةِ قرآنٍ *** وصلاةِ الليل منيبينا
آياتُ الذكرِ تطهّرنا *** وصلاةُ الليلِ تزكّينا
عشرٌ مترعةٌ بالنور *** وبالإيمان تغشّينا
عشرٌ يبسطُ فيها الربّ *** يديه يجيبُ الداعينا
يغفرُ ذنباً يقبلُ توباً *** ويغيثُ المضطّرينا
بالرزقِ الواسعِ يكرمُنا *** ببلاءٍ حسنٍ يبلينا
عشرٌ هي هبةُ الرحمنِ *** تضيءُ الكونَ وتحيينا
ما كانت إلا فرجَ الهمِّ *** وللأرواح رياحينا
ما كانت إلا تذكرةً *** وبشائرَ قربٍ تدنينا
ما أطيبَها مسكَ ختامٍ *** عن مسك الدنيا يُغنينا
تأتي فتهشّ حدائقنا *** ورداً وتغردُ نسرينا
تبتلُّ جوانحُنا بالشوقِ *** ونسكبُ دمعَ مآقينا
تمضي الساعاتُ ولا ندري *** هل عشرُ ليالٍ تكفينا
ابو وليد البحيرى
2023-03-26, 11:48 PM
رمضان فى عيون الادباء
مر خطفا في منامي
عبد الناصر محمد منذر رسلان
مرَّ طيفٌ من أمامي **** مرَّ خطفاً في منامي
وجههُ بالحسنُ بدرٌ **** شعَّ في جوفِ الظلامِ
خلتهُ بدراً منيراً **** سابحاً وسطَ الغمامِ
خلتهُ نجماً تهاوى **** حادَ عنْ ذاكَ النظامِ
واقتربتُ منهُ أرنو **** واشتياقي في تنامي
فانحنى قربي وقال َ **** بعدَ أنْ ألفى اهتمامي
إنّني نفحٌ وطيبٌ **** جئتُ منْ ذاكَ المقامِ
جئتُ والبشرى بكفّي **** أنثرُ الرحمه أمامي
جئتُ والناسُ بشوق ٍ **** لالتقائي كلّ عامِ
فالذنوبُ قد تنامتْ **** فوقهم ْ مثلَ الحطامِ
والهمومُ قدْ توالتْ **** في ازدحامٍ وازدحامِ
والعِدا قدْ فرّقوهمْ **** أوغلوهمْ في الخصامِ
كمْ فقيرٍ في انتظاري**** كمْ عجوزٍ كمْ غلامِ
كمْ يتيم ٍ باتَ يشكو**** ملَّ منْ قهرِ الفطامِ
كمْ دموعٍ في خشوعٍ **** أُذرفت خلفَ الإمامِ
جئتُ والغفرانُ ظلّي**** في السجودِ في القيامِ
قادمٌ ياصحبُ شوقاً **** أوصلوا عنّي سلامي
للثكالى لليتامى **** للأُلى تحتَ الرُكامِ
والجزاءُ فيَّ سرٌّ **** خصنّي ربُّ الأنامِ
خصّني اللهُ بعتقٍ **** يُرتجى يومَ الزحامِ
جئتُ والحزنُ بقلبي **** موقظاً عقلَ النيامِ
إنّني شهرُ الإلهِ **** إنّني شهرُ الصيامِ
ابو وليد البحيرى
2023-03-28, 12:31 AM
رمضان فى عيون الادباء
أشجان في وداع رمضان
رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاسا *** أولمْ تكنْ في أفقنا نبراسا
لطفاً.. رويدك بالقلوب فقد سَمَتْ *** و استأنستْ بجلالِك استئناسا
أتغيبُ عن مهجٍ تجلُّك بعدما *** أحيا بك الله الكريمُ أُناسا
فلكلِّ نفسٍ في وداعك آهةٌ *** و العين تدمع والحشاشة تاسى
اسمع وداعك في نشيج مُشيِّعٍ *** ولظى فراقك يلهبُ الإحساسا
قد كنتَ غيثا للنفوس فأثمرتْ *** برًّا و إشفاقاً..و كنَّ يباسا
للتائبين مدامعٌ رقراقةٌ *** تُحيي الفؤادَ وتغسل الأرجاسا
كم في مقام الذلِّ من تنهيدةٍ *** تجلو الصدا والرَّان والأكداسا
والنفسُ ترتشفُ الضياءَ فتعتلي *** وتكادُ تسبحُ في الفضا استئناسا
أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبنا *** و سقيتَ بالآي الكرام غراسا
وكسوتَ من حُلل الفضائل أنفسا *** فسعتْ إلى رب الملا أجناسا
ورُبى الأخوَّة أينعت من مؤثرٍ *** أو منفقٍ لله أو مَن واسى
نفحاتك الغنَّاء رفدُ سعادةٍ *** تستنزلُ الرحماتِ والإيناسا
ونسائمُ الأسحار تَذهبُ بالضنى *** وتهدهد الوجدان مما قاسى
وبكل سانحةٍ مآثر سنَّةٍ *** من نور أحمد أشرقت نبراسا
وتجولُ في رؤياك صحوةُ أمةٍ *** رفعت بأنوار العقيدة راسا
وتقلدت تاج الحضارة، وامتطت *** ظهر العلا المتمنع الميَّاسا
هذا هو التاريخ يشهد فافتحوا *** سفر الحقيقة واقرؤوا الكرَّاسا
وتمسَّكوا بسنا الرسالة وادحروا *** دعوى الدعيِّ، وأخرسوا الأرجاسا
ذودوا عن الهادي.. وأحيوا أمَّةً *** تتجرعُ الويلاتِ كاسا كاسا
فمعاركُ الأفكارِ أضرى شوكةً *** فقفوا على ثغرِ الحجا حُرَّاسا
يا شهرُ كم لي فيك من إشراقةٍ *** تطوي الظلامَ وتستجيلُ الياسا
ومعالمٍ تبني الحياة هدىً، وفي *** جنَّاتِ عدن ٍ تنشرُ الأعراسا
سبحان من أسداك جلباب التقى *** و كفاك زادا بالتقى ولباسا
ومضى هلال الصائمين فحَشْرَجَتْ *** ووقفتُ أجترعُ الأسى والباسا
و مضى الحبيبُ فهل لنا من ملتقى *** يُسلينِ.. أم تجني المنون غراسا
واها لقلبي في غروبك بعد أنْ *** ألِفَ الطريقَ.. وعاشرَ الأكياسا
أستودعُ الله الكريمَ مآثرا *** تعظ ُ القلوبَ و تطرد الوسواسا
و لسوف تبقى ذكرياتك حيَّةً *** الواعظاتُ.. وإنْ بدينَ خِراسا..
ابو وليد البحيرى
2023-03-29, 04:36 AM
رمضان فى عيون الادباء
احتفاء الشعراء بشهر رمضان الكريم
عبد الرزاق دياربكرلي
الشعراء، كغيرهم من محبِّي هذا الشهر الكريم، يستقبلونه بحبهم وفرحتهم، لكنهم يزيدون عليهم بمشاعرهم الدفاقة الوجدانية الفياضة، وبروحهم الطفولية البريئة، فهم يفهمون رمضان بقلوبهم، ويتعاملون معه بأحاسيسهم، ويعايشونه بأشواقهم وأحلامهم وآمالهم، ويحادثونه محادثة المحبِّ لحبيبه، والوالِهِ للمولَّه به.
الفرحة بقدوم رمضان:
فالشاعر يس الفيل، من مصر، في قصيدته (نَغَمُ اليقين)[1] يقول مرحِّباً به:
رمضان يا نغم السماء ويا مدى *** بالحبِّ يخطر بيننا بسَّاما
شهرَ الصيام تحيةً من شاعرٍ *** عن كلِّ ما يؤذي المشاعر صاما
والشاعر ناصر بن علي عليان، من السعودية، في قصيدته (بوابة الغفران)[2]؛ وجد في رمضان الريَّ من الظمأ شوقاً وفرحةً بلقاء هذا الحبيب، يقول:
تاقت الأنفس الظماء لريَّاك *** فشدت للأفق قلباً وناظِرْ
تتراءى هلالك الباسم الثغر *** يحيي سناه بادٍ وحاضِرْ
بسناك الدفاق يجلو ظلام اليأس *** تهدي إلى الهدى كلَّ حائِرْ
ذاك نبضٌ من الفؤاد تسامى *** في اشتياق إليك من روح شاعِرْ
والشاعر محمود محمد كلزي، من سورية، في قصيدته (هلال رمضان)[3]، رحَّب بهلال رمضان، فقد استقبله الكون بفرح وطرب وبشائر، حيث يقول:
هلَّ الهلالُ يفيض بالبشرِ *** متهادياً في زهوة العمرِ
الكون هلَّل ضاحكاً فرحاً *** متلألئاً متبسِّمَ الثغرِ
حتى النسائم هينمتْ طرباً *** تزجي البشائر أينما تسري
ذكريات النصر وآلام الضعف والفُرقة:
وإن إقبال رمضان يثير في نفوس المسلمين عامة، والشعراء منهم خاصة، معانيَ القوة التي كانوا عليها والضعف الذي صاروا فيه، ومعانيَ النصر الذي حققوه والهزيمة التي يعايشونها، ففيه سجلوا أعظم الانتصارات التاريخية، وبعزيمة الصيام تفتَّحت لهم أبواب النجاحات التي لا تنسى، لكن واقعهم يثير فيهم الحسرة والألم لما يرونه من فُرقة، وضعف، وهوان على الناس.
فالشاعر ناصر بن علي عليان، في قصيدته (بوابة الغفران)[4] يقول:
فيك خبَّ الأُلى إلى النصر سلُّوا *** كل سيفٍ، وأسرجوا كلَّ ضامِرْ
فانتشت منهم البطولات *** والتاريخ أهوى يخطُّ أزكى المآثِرْ
أما الشاعر سلمان بن زيد الجربوع، من السعودية، في قصيدته (عندما يغرب الجلال)[5]؛ فيشير بحزن عميق إلى واقع الحال المتردي الذي عليه المسلمون اليوم، فيقول:
الأمة الثكلى تعانق دمعها *** لا نضرة ترك الأسى..لا رونقا
في كل ناحية نواحٌ ضائعٌ *** ومطامعٌ تذر الجميع مفرقا
ويقول الشاعر ناصر بن علي عليان، في قصيدته (بوابة الغفران)[6]:
ألف واخجلتاه من أمسنا الزاهي *** ومن يومنا ومما نحاذِرْ
قد كبَتْ خيلنا وزلَّت خطانا *** ورمانا بكيده كل فاجِرْ
الأمل بعودةٍ قوية للإسلام والمسلمين:
لكن الأمل بعودة رمضان وأمة الإسلام أكثر قوة وأحسن حالاً، فنجده لدى الشعراء أملاً باقياً في النفوس حينما تستعيد الأمة الإسلامية مجدها، ووحدتها، وقوتها، وتضع بصماتها الإيمانية من جديد على جبين الإنسانية.
فالشاعر حسين أحمد الرفاعي، من الإمارات العربية المتحدة، في قصيدته (رمضان عذراً)[7]، يأمل في عودة رمضان والأمة قد أخذت مكانها تحت الشمس مجداً وعزةً، فيقول:
أملي كبير أن تجيء وأمتي *** قد أنجبت للعالم الأبطالا
تأتي وقد سُدنا البسيطة كلها *** وتبدلت أحوالنا أحوالا
ليلة القدر في رمضان:
وفي رمضان ليلة هي خيرٌ من ألف شهر مما سواه من الشهور، إنها ليلة القدر التي يتشوَّق كل مسلم في العالم لنيل الغفران فيها، والشعراء منهم كذلك..
فالشاعر حيدر الغدير، من السعودية، في قصيدته (في ليلة القدر)[8] بعد أن أحيا ليلة القدر بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر، يتخيل نفسه وقد فاز بالغفران في ليلة القدر تلك، فيقول:
ظفرتُ بها وغشاني أمانُ *** وقرَّبها ضميري والجنانُ
وحيتني عوارفها اللواتي *** بسَمْنَ كأنهنَّ الأقحوانُ
ويسبح مع وجدانه وخياله وأحلامه البريئة ليصل إلى يوم الحشر مغفورَ الذنوب لا له ولا عليه، فيقول:
وجئتُ الحشرَ قد غُفِرتْ ذنوبي *** طليقاً، لا أُدين ولا أُدانُ
أنادي قد ظفرتُ فيالسعدي *** وجُودُ الله والثقةُ الضمانُ
وليلة القدر عند الشاعر جابر قميحة، من مصر، في قصيدته (لا.. يا أمير الشعراء)[9]؛ هي من مفاخر هذا الشهر الكريم، وهي من أجمل ما يتصف به، فيقول:
ولِلَيلةِ القدر العظيمة فضلُها *** عن ألفِ شهرٍ بالهدى الدفاقِ
فيها الملائكُ والأمين تنزلوا *** حتى مطالع فجرها الألأقِ
وداع رمضان:
أما وداع رمضان فله شأن آخر عند الشعراء؛ فهو وداعٌ ممزوج بالدموع، مترعٌ بعبق الأمل، إنهم يودِّعونه وهم من لحظة وداعه يستشرفون عودته أعواماً أُخر.
فالشاعر سلمان بن زيد الجربوع، في قصيدته (عندما يغرب الجلال)[10]، يتصدى لهلال العيد لا يريده أن يطلع، فيقول:
قف ياهلال العيد، لا تطلع فما *** دربٌ تلقفنا، ولا دمعٌ رقا
هلا رحمت سهادنا ببشارة *** قبل الرحيل، فقد عزَّ الملتقى
منازلة ضدَّ الشاعر أحمد شوقي دفاعاً عن رمضان:
لقد وضع الشاعر أحمد شوقي نفسه في موضع لا يحسد عليه، وذلك بقوله في قصيدته التي مطلعها:
رمضان ولَّى.. هاتها يا صاح *** مشتاقةً تسعى إلى مشتاقِِ
فقد انبرى له الشاعر جابر قميحة متصدياً لهذا الشعور العجيب من أحمد شوقي، وهاجمه هجوماً عنيفاً، وذلك في قصيدته المشار إليها آنفاً (لا.. يا أمير الشعراء)[11]، حيث يقول له:
لا.. «يا أمير الشعر» ما ولَّى الذي *** آثاره في أعمق الأعماقِ
وقسا عليه أكثر، بل أخرج من الملة كل مَنْ يقول مثلَ هذا القول، فقال مخاطباً إياه:
لا.. «يا أمير الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَنْ صام في رمضان صومَ نفاقِ
فإذا انتهت أيامه بصيامها *** نادى وصفَّق: (هاتها يا ساقي)
وليس الشاعر جابر قميحة وحده مَنْ تصدى للشاعر أحمد شوقي في مقولته الشعرية تلك، بل هناك شعراء آخرون عرّضوا به ونقضوا كلامه، ومنهم الشاعر محمود محمد كلزي في قصيدته (طوبى لمدرسة الصيام)[12]، حيث يقول:
رمضان أقبل هاتها يا صاح *** راحاً من الراح بلا أقداح
راحاً تهيم بها الملائك والورى *** فتحلِّق الأرواح دون جناح
لكن الشاعر جابر قميحة ما يلبث أن يعود ويبقي باب الغفران مشرعاً فيقبس من أحمد شوقي قوله:
(الله غفار الذنوب جميعها *** إن كان ثَمَّ من الذنوب بواقي)[13]
وهكذا فقد تلاحم الشعر والشعراء في الاحتفاء بهذا الشهر الكريم، ورسموا بأحرفهم على جدرانه أصدق المشاعر، وأنبل الأحاسيس، وقابلوه بكل معاني الود والرحمة والأمل.
نسأل الله الكريم أن يقبل أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ويبارك علينا هذا الشهر الكريم، ويرزقنا والقراء الكرام عودته علينا أعوماً عديدة وسنين مديدة، اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين.
__________________
[1] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 15.
[2] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
[3] ديوانه (إسراء لوادٍ غير ذي زرع)، ص 33، كما نشرت القصيدة في مجلة المنتدى الإماراتية، العدد 104، شعبان 1412ه.
[4] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
[5] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 35.
[6] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
[7] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 52.
[8] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/ 2003م، 29.
[9] ديوان (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، مكتبة العبيكان، ط 1، الرياض، 1426ه/2005م، ص 27.
[10] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 35.
[11] ديوانه (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، نفس المصدر السابق، ص 27.
[12] ديوانه (إسراء لوادٍ غير ذي زرعٍ)، مكتبة العبيكان، ط1، 1431ه/2010م، ص 46، كما نشرت هذه القصيدة في مجلة المنتدى الإماراتية، العدد 162، شعبان 1417، وهي معارضة لقصيدة أحمد شوقي المشهورة.
[13] هذا البيت من قصيدة شوقي نفسها.
ابو وليد البحيرى
2023-03-30, 12:29 AM
رمضان فى عيون الادباء
هلال رمضان
محمد الأخضر الجزائري
امْلأِ الدُّنْيَا شُعَاعًا أَيُّهَا النُّورُ الحَبِيبْ
اسْكُبِ الأَنْوَارَ فِيهَا مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبْ
ذَكِّرِ النَّاسَ عُهُودًا هِيَ مِنْ خَيْرِ العُهُودْ
يَوْمَ كَانَ الصَّوْمُ مَعْنًى لِلتَّسَامِي وَالصُّعُودْ
يَنْشُرُ الحُرْمَةَ فِي الأَرْ ضِ عَلَى هَذَا الوُجُودْ
يَفْتَحُ الأَرْوَاحَ لِلْحُبِّ وَيَمْضِي بِالصُّدُودْ
وَتَكَادُ العَيْنُ أَنْ تَنْظُرَ مِنْ خَلْفِ الحُدُودْ
وَتَكَادُ اليَدُ أَنْ تَلْمَسَ أَسْبَابَ الخُلُودْ
هُوَ عَهْدٌ قَدْ تَقَضَّى كُلُّهُ بِرٌّ وَجُودْ
ابو وليد البحيرى
2023-03-30, 10:54 PM
رمضان فى عيون الادباء
أحمد عرابي الأحمد
أتَعْلَمُ ما رَمضانُ؟
أشهْرَ النُّورِ أمطِرْنا يقينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فإنَّا في فِرَاقِكَ قدْ ظَمِينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فهَجْرُكَ في جوانِحِنا هَجيرٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ووَصْلُكَ سلسبيلٌ قدْ سُقِينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أتى رَمضانُ قنْديلاً إلَينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
توقَّدَ في قُلُوبِ الذَّاكِرينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أتى رَمضانُ يُسْكِنُنا جناناً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويشْرَعُ بابَها للوافِدينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فهيَّا سارِعُوا يا مُؤمنينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لجنَّاتِ الخُلودِ مُهرْوِلينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وناجُوا في ظلامِ اللَّيلِ ربًّا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يحبُّ سماعَ صوتِ التَّائبينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أتى رَمضانُ، يا ربِّي أعِنَّا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نكونُ من العِبادِ الشَّاكِرينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ومزِّقْ عن بصائرنا غِطاءً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فكمْ من نِعْمةٍ عنها عَمِينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لنرْميَ خلْفَ أظْهُرنا المعاصي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ونُقْبِلَ نحْوَ بابِكَ طائعينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-03-30, 10:54 PM
نردِّدُ في خُشوعٍ واشتِياقٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كلامَ السَّابقينَ الأوَّلينا: http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أطَعْنا إذْ سمِعْنا، فاعْفُ عنَّا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ووَفِّقْنا السَّبيلَ المُسْتَبِينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
صحابةُ أحمدٍ فينا نُجومٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فإنْ سِرْنا بدرْبِهِمُ هُدِينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وإن حِدْنا وبالأهواءِ لُذْنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
خسرنا بعْدَها دُنْيا ودِينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تأمَّلْ إذْ أتى رَمضانُ قاموا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وناجَوْا ربَّهمْ متضرِّعينا: http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
إلهَ العرْشِ سلِّمْنا لشهْرٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نكونُ بنورهِ متطهِّرينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وإن رَمَضانُ ودَّعَهُمْ أسالُوا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
دماً أبْكى الجوانِحَ لا العُيونا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ورُغْمَ صيامِهم وقيامِ ليلٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفعْلِ الخيرِ فيهِ دائمينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يُسائِلُ بعضُهمْ بعضاً: تُرانا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نودِّعُ شهْرنا مُتقبَّلِينا؟! http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ولو أبْصَرْتهمْ همماً عِظاماً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفوقَ الوجْهِ سِيما السَّاجدينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-03-30, 10:55 PM
نهارُهمُ صيامٌ ثمَّ ذِكْرٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وأخلاقٌ تُزكِّي الصائِمينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفي الليلِ ابتهالٌ وانكسارٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويقْضونَ اللَّياليَ قائمينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أتسألُ كيْفَ كانوا، كيفَ صاروا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
صحابتُهُ هُداةً مُهْتدِينا؟ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فقدْ عاشوا معَ القرْآنِ عُمْراً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لما أَوصى الإلهُ مطبِّقينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قليلاً في الليالي يهْجَعونا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وبالأسْحارِ هم يستغْفِرُونا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
صيامُ النَّفْسِ لا ظمأٌ وجوعٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ولكنْ حينَ نصْفَحُ عنْ أخينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لمسكينٍ، يتيمٍ، أو فقيرٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نجُودُ بمالِنا مُتصدِّقينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
صيامٌ، إنْ بهِ الملْهوفُ نادى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
رأى إخوانَهُ قلْباً حنونا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
صيامٌ، إن يشاتِمْنا سفيهٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نسامِحْهُ، فإنَّا صائمُونا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نراقبُ ربَّنا في كلِّ شيءٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفي هذا سنغدو مُحسنينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-03-30, 10:56 PM
نغضُّ الطَّرْفَ عن شهواتِ نفْسٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ولسْنا للمُجونِ بسامعِينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ونحْمَدُ ربَّنا ضُرًّا ونَفْعاً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وللغُفْرانِ دوماً سائلينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أيا رَمضانُ، يا نفَحاتِ يُمْنٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تُعانِقُ روحَنا نوراً مُبينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تنزَّلَ فيكَ قُرآنٌ كريمٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفيكَ النَّصْرُ ضدَّ الكافِرينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفي أيَّامِهِ خيرُ اللَّيالي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ففيها قَدْرُ كلِّ العَامِلينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فنذْكُرُ ما جنَينا قبْلَ هذا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نعضُّ على الأنامِلِ نادمينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فأعْتِقْ فيهِ – موْلانا - رِقاباً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تذِلُّ إليكَ.. خيرَ الرَّاحِمينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
إذا ما نحْنُ قصَّرْنا وضِعْنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وبِتْنا في الغياهِب غارِقينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فنحْنُ عبيدُكَ الضُّعَفاءُ ندْعو http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فأنزلْ لُطْفكَ اللهمَّ فينا
ابو وليد البحيرى
2023-04-01, 12:15 AM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان ونهر الدماء
أحمد عرابي الأحمد
بحروفِ اسْمكَ قِرطاسي تعطَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أوَهلْ ينبُتُ ورْدٌ فوقَ دفْترْ؟! http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فاذا اسودَّ بآثارِ المعاصي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ها هوُ اليَومَ بِذِكرَاكَ تَطهَّرْ.. http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أشْرَقتْ شَمْسُكَ في رَوضِ كِتابي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فإذا بُرعُمُ آماليَ أزْهرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وغدتْ محبرتي نهْرَ عَبيرٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وزُلالُ الحُبِّ منْ قلبي تَفجَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فخريرُ الماءِ أنغامُ القوافي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وحرُوفي ياسمينٌ فوقَ عنْبرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فكأنَّ الرُّوحَ في الجنَّةِ طارَتْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفؤادي في عُباب الشوق أبْحَرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
رَمضانَ الخيرِ، أقبلتَ إلينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَجْهُكَ الزاهي دياجي الظُّلمِ نوَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يُسْتباحُ الدَّمُ في شهْرٍ حرامٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ليتَ شعري.. فمِدادي اليومَ أحْمَرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
سَكَنَ الطُّغيانُ أصْقاعَ بلادي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
حارَبَ اللهَ وقولَ (اللهُ أكبَرْ) http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-01, 12:18 AM
كيفَ يأتي رَمضانُ الذِّكْرِ ضيفاً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وبيوتُ اللهِ - يا قومي - تُدمَّرْ؟! http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
جفَّتِ العَبْراتُ من سُقيا يراعي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فمنَ المُقلَةِ والقلْبِ يُحَبَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كلماتي بَحْرُ آهاتِ يتيمٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فبُحورُ الشعر منْ شكواهُ أصْغَرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
هل غدا الصَّومُ صياماً عن حياةٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وعلى القتلى عدوُّ اللهِ أفْطَرْ! http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أوَفي شهْرِ التُّقى يُهْتَكُ عِرْضٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كَيْفَ وَجْهُ البِكْرِ في الأرْضِ يُعَفَّرْ! http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كيفَ باعوا الدِّينَ والأخلاقَ فيهِ؟ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لَمِنَ الشَّيْطَانِ هُمْ - واللهِ - أَكْفرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نادتِ الثَّكْلى: أغيثوني, فَصُمُّوا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فغدا القلْبُ جريحاً يتحَسَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قلبُهم أقسى من الصْخرِ، ولكِنْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قَلْبُها الرقراقُ حُزناً يتفَطَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يا لَشَهْرٍ وأدوا النَّخوةَ فيهِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ذَنْبهُم والله جُرمٌ ليسَ يُغفَرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-01, 12:19 AM
هُوَ شَهرَ الجُودِ والإحسانِ والبرِّ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَهلْ يُستبدَلُ المَعْروفُ مُنْكَرْ؟! http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
رَمضانُ اليومَ وافانا حزيناً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
دُمعُهُ منْ مُقلَةِ الطِّفْلِ تحدَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
سُدَّتِ الأبوابُ إلا بابُ ربِّي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
إنَّ فَضْلَ الله فينا نهْرُ كَوثرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فإذا مسَّكُمُ الضُّرُّ ببحْرٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ضلَّ من تدْعونَ.. كَيفَ الفَضْلُ يُكْفَرْ! http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نجِّنا يا ربِّ من بحْرِ خُطوبٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فُعبَابُ البأْسِ يا مولايَ يُمْخَرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تعلمُ الجَهْرَ بلِ السِّرَّ وأخفى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فاقضِ يا ربِّ على من قد تَجبَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
رمضانُ اليُمْنِ لا أحرُفُ شِعْري http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بلْ قصيدٌ في الشرايينِ تَسَطَّرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فرِّجِ اللهمَّ فيهِ كُلَّ كرْبٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَضِعافٌ نحنُ، لكِنْ لستَ تُقْهَرْ. http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-01, 11:59 PM
رمضان فى عيون الادباء
أشجان رمضان
عزيز أباظة
أَلْفَيْتَنِي مُذْ جِئْتَ نِضْوَ شُجُونِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَشَهِدْتَ وَاصِبَ لَوْعَتِي وَأَنِينِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَلَقِيتَنِي فَرْدًا[1] حَنَا أَضْلاَعَهُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فِي الأَيِّمَيْنِ عَلَى جَوًى وَحَنِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
غَالَ الرَّدَى إِلْفَ الصِّبَا وَقَرِينَهُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَتُرِكْتُ فِي الدُّنْيَا بِغَيْرِ قَرِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أَسْوَانَ بَعْضُ أَسَايَ يَنْهَكُ مُهْجَتِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
حَيْرَانَ أَيْسَرُ حَيْرَتِي تُرْدِينِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ضَجِرًا فَأَهْوَنُ مَا يُمِضُّ يُمِضُّنِي[2] http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَأَقَلُّ مَا يُبْكِي امْرَأً يُبْكِينِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
رَمَضَانُ وَيْحَكَ ذِكْرَيَاتُكَ جَمَّةٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَالذِّكْرَيَات ُ ذَخِيرَةُ الْمَحْزُونِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كَانَتْ تُطَالِعُنَا لَيَالِيكَ الَّتِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
سَلَفَتْ بِأَيْمَنِ عَارِضٍ وَجَبِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَتَرُدُّنَا لِهَوَى الصِّبَا وَجُنُونِهِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَهَوَى الصِّبَا سَقَطٌ[3] بِغَيْرِ جُنُونِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-01, 11:59 PM
فِي مَنْزِلٍ جَمَعَ الْوَثَارَةَ[4] وَالْمُنَى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مَجْلُوَّةً مَنْضُورَةَ التَّلْوِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كَخَمِيلَةِ الغَرِدَيْنِ فِي أَحْضَانِهَا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أَمِنَا عُيُونَ كَوَاشِحٍ وَعُيُونِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مَرِحَانِ صَاغَهُمَا النَّعِيمُ فَأَمْسَيَا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فِي نَضْرَةٍ يَتَقَلَّبَانِ وَلِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نَسِيَا الدُّنَى وَتَفَرَّغَا لِهَوَاهُمَا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَتَزَايَلاَ فِي قُدْسِهِ الْمَكْنُونِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ذَهَبَتْ كَمَا ذَهَبَ الضُّحَى مُتَأَلِّقًا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَبَقِيتُ أَضْرِبُ فِي اللَّيَالِي الْجُونِ[5] http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَذَوَتْ بَشَاشَاتُ الْحَيَاةِ وَلَمْ يَعُدْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فِي أُنْسِهَا - يَا زَيْنُ - مَا يُصْبِينِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أَزْوَرُّ عَنْ لَأْلاَئِهَا وَنَعِيمِهَا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَإِذَا جَنَحْتُ لَهَا تَقَشَّعُ دُونِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يُسِّرْتُ لِلبَأْسَاءِ أَحْمِلُ عِبْئَهَا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فِي بَثِّ مَفْؤُودٍ وَيَأْسِ غَبِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-02, 12:00 AM
لَوْلاَ وَدَائِعُكِ الَّتِي اسْتَوْدَعْتِنِ ي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لَنَفَضْتُ مِنْ هَذِي الْحَيَاةِ يَمِينِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لَمْ أَنْسَ يَوْمَ هَفَا[6] فَعَاجَلَكِ الرَّدَى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
هَمْسًا بَذَلْتِ إِلَيَّ غَيْرَ مُبِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَسَنَاكِ لَمَّاحٌ، وَنَفْسُكِ طَلْقَةٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تَسْنَى[7] بِإِيمَانٍ وَصِدْقِ يَقِينِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قُلْتِ: ارْعَ أَكْبُدَنَا الضِّعَافَ وَأَوْلِهِمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مِنْ عَطْفِكَ الْمُنْهَلِّ مَا تُولِينِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قَرِّي فَهُمْ - يَا زَيْنُ - بَيْنَ جَوَانِحِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَإِذَا جَلَوْا عَنْهَا فَبَيْنَ جُفُونِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يَا زَيْنُ، إِنْ ثَقُلَ الوَفَاءُ عَلَى الوَرَى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَتَصَابَؤُوا[8] عَنْ شَرْعِهِ الْمَسْنُونِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَأَنَا الْمُقِيمُ وَفَاؤُهُ وَوِدَادُهُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
عَهْدِي إِلَيْكِ عَلَى الْمَدَى وَيَمِينِي. http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
[1] وحيدًا.
[2] ثلاثية ورباعية: يُحْزِن ويُؤْلِم.
[3] لَغْو.
[4] الهنَاءة والنعمة.
[5] السُّود.
[6] أسرَع.
[7] تضيء.
[8] خرجوا عن الشِّرعة.
ابو وليد البحيرى
2023-04-03, 03:49 AM
رمضان فى عيون الادباء
هلَّ الهلال
أيوب بن محمد الوهيبي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هَلَّ الهِلالُ فأهْلاً بالذي سَطَعا *** وَأَسْعَدَ القَلْبَ باللقْيا إِذِ اجْتَمَعا
هَلَّ الهِلالُ فَطُوبى لِلنُّفُوسِ بِهِ *** كَمْ أَشْرَقَ السَّعْدُ لَمَّا بانَ وارتَفَعا
شَهْرَ الصِّيامِ سَلامُ اللهِ أَبْعَثُهُ *** مِنْ نَبْعِ مِسْكٍ وَقَبْلَ اليَوْمِ ما نَبَعا
شَهْرَ القُرانِ وَفِيكَ الآيُ رَتَّلَها *** مَنْ رامَ فِيكَ جِنانَ الخُلْدِ واتَّبَعا
مَنْ ضَيَّعَ العُمْرَ فِي قِيْلٍ وَفِي دَعَةٍ *** لا يَقْطِفُ التِّيْنَ مَنْ لِلشَّوْكِ قَدْ وَضَعا
فانْظُرْ لِدُنْياكَ هَلْ أَغْنَتْكَ زائِلَةٌ *** واجْمَعْ لأُخْراكَ ما خابَ الذي جَمَعا
مَنْ أَبْرَمَ الجِدَّ ما نالَتْهُ غاشِيَةٌ *** مِنَ النَّدامَةِ والعُقْبى لِمَنْ زَرَعا
ابو وليد البحيرى
2023-04-04, 02:15 AM
رمضان فى عيون الادباء
نفحات رمضان في شعرنا المعاصر
محمد شلال الحناحنة
يأتي رمضان شهر الخيرات، وشهر الإنابة والتوبات، شهر الانتصارات حين كنّا نتمسّك بشرع الله، مقيمين على الطاعات! فأين نحنُ اليوم من نفحاته الإيمانية الصادقة؟! وأين نفوسنا الصافية التي تهفو لوعد الملك المنّان؟! أما تتشوّق أرواحنا يا ترى- لباب الريّان؟! لكن كيف يكون ذلك وما زلنا نجترح المعاصي والذنوب؟! وما زالت بلاد المسلمين ممزّقة، وجروحهم عميقة، وعدوّهم يذلّهم! كيف نلقى رمضان وقد امتدّ الهوان لأمة القرآن فهانت أمام أهل الضلال والفسق والفجور؟! أنلقاه أعزّة أم ترانا نغضي حياءً منه ونحن كغثاء السيل؟! أنلقاه والأقصى أسير تحت حكم يهود؟ أنلقاه ونحن نستسلم لأعدائنا، وما عاد يرضيهم حتى هواننا وذلّنا؟! يأتي رمضان..فماذا يحدّثنا شعراؤنا فيه؟!
لعلّ لنا وقفة مع الشاعر د.عدنان علي رضا النحوي إذ ينشد:
قدْ كنتَ تشرق في ربا الإسلام يجْـ *** ـمَعُها الهدى ساحًا تجودُ وتغدقُ
أنّى التفتّ اليوم تلقى أدمعًا *** حرّى تصبّ على دم يتــــدفّقُ
تلقى الثكالى واليتامى والأسى*** فوق الوجوه تغيب فيه وتزهــقُ
وترى المجازرَ والعدا يتواثبـ ***ـون على الديار وكلّ وثبٍ موبقُ
وترى بني الإسلام يقتل بعضهم ***بعضًا ويمعنُ في العداء ويــغرقُ
وترى عدوّ المسلمين مهيمنًا ***يلقي بأحمال الـــهلال ويـطلقُ
وتراه صفّا واحدًا متماسكًا ***والمسلمون مع الهــوان تفرّقوا
رمضانُ أقبلْ وامسحنّ من الأسى ***وأعدْ لنــــا الذي يتألّقُ
واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بها ***أملاً به تحيا القلوب وتخفقُ
هكذا يمضي شاعرنا المبدع عدنان النحويّ مع رمضان يبث المفارقات الموجعة بين حاضر وماضٍ، وبين المسلمين وأعدائهم، وبين حياة القلوب وموتها، فقد كان رمضان في الماضي يطلّ علينا مشرقًا بالهدى ونور الإيمان، بينما يأتي في حاضرنا اليوم وربا الإسلام تعيش في ظلمات المعاصي والضلال إلا من رحم الله، وكان المسلمون أقوياء متمسكين بدين الله صفّا واحدًا لكنّهم أضحوا اليوم ضعفاء متفرّقين يتقاتلون على عرض الدنيا، وقد هانوا على الأعداء حين ماتت القلوب الحيّة المؤمنة.أما الأعداء فهم الميهمنون بقوّتهم واتحادهم، وقد وثبوا على المسلمين قتلاً وتدميرًا، فهل يحيي إقبال رمضان اليوم الإيمان في نفوس أهل الإسلام، ليعيدوا للأمة أمجادها، ويحرّروا أوطانها، ويرفعوا الهوان عن نسائها وأطفالها؟!
أما شاعرنا علي بن عبد الله الزبيدي فهو يدعو شهر التوبة أنْ يقف قليلاً، وهو يستوقفه لئلا يرحل بعجل، ويتحسّر على سرعة طيّ صفحاته، وهو يلجأ إلى تشخيص من خلال صور شعرية موحية، فنجد أننا نشاركه آلامه وأحزانه في قصيدته: (وقفة توديع):
قفْ أيها الشهرُ لو يُستوقف العَجلُ ***أهكــذا أجمــلُ الأيّام تُختزلُ
قف لم يزلْ للمشوق الصبّ ظامئة ***ترنو إليك وفي أحداقــها وجلُ
لـمْ تدرِ هل قبلت بالأمس توبتها ***أم أنّها بلظى الحرمــان تشتعلُ
رحلتَ يا شهرُ لا بل صفحة طُويت ***من عمرنا وسطور الصفحة العملُ
فيك ازدهت دورٌ للعام مشـــرقة ***عشر يُنال بها إن أحسنوا- الأملُ
وليلةٌ في جبين الدهر زاهـــرة ***بها الملائكـــةُ الأبـرارُ تحتفلُ
ولأنّ شهر رمضان يمثّل عند شاعرنا الزبيدي قيمًا روحيّة عظيمة، نراه يلحّ على ضمائر الخطاب كثيرًا: (قف، إليك، رحلت، فيك... ) أما العشر الأواخر وليلة القدر فهي دررٌ العام حقًا عند جميع المسلمين، فما أدراك بإيقاعها لدى شاعر مرهف الحسّ مثل علي الزبيدي؟ لأنّ النفس تسمو إلى خالقها حين تتصل به، وهو يعود ليبكيه على رحيله بكلّ أسى:
يا حبّذا نفحاتُ الصوم عاطرةً ***تسمو بها أنفسٌ بالله تتّصلُ
وحبّذا الآيُ يتلوها مـــردّدة ***قلبٌ بترديد آي الذكر مشتغلُ
رحلتَ، لا لوم إذ يبكيك ذو شجن ***فربما حال دون الملتقى الأجلُ
وأقبل العيدُ، هل يلقاه من حرموا؟ ***هيهات ليس لهم بل عيد من قبلوا
ونقف أخيرًا في نفحات رمضان مع ديوان: (قناديل على مآذن القدس) لشاعر فلسطين صالح عبد الله الجيتاوي الذي تنـزّ أوجاعه مع كلّ حرف من حروفه النازفة، مستنهضًا همم الأمة، مستضيئًا برؤى إسلامية جليّة، حين يأوى إلى حسّ المكان وقدسيّته، ويمضي إلى تاريخنا الإسلاميّ بكلّ أمجاده بلغة حركيّة، وإيقاع شجيّ، فيشعل جراحنا في قصيدته (في ظلال رمضان):
تتوالى مع الصيام طيــــوفٌ ***مونقاتُ الرؤى وأخرى حزينة
هذه (بدر) في المدارج تختــالُ ***علــيها من الملائــك زينة
هذه (مكة) أنارت روابيــــها ***ببدر الهدى وجنــد (المدينة)
وعلى هامة الخلود (صلاح الدين) ***أرسى بسيــفه (حطـّــينه)
تتداعى بذكره صــورُ الــحزن ***ومحرابُـه يـــبثّ أنـــينه
مستباح الحـــمى وهيهات فيها ***مصرخٌ بالغداة ينصـــر دينه
جاس فيه النفاقُ والكفرُ والرجسُ ***فلا يستر الشقــيُّ مجــونه
لهفَ نفسي! أهذه أمةُ السيف ***وقد أجّـج الخنــا أفــيونه!
في شعر صالح الجيتاويّ أنفاس ملتقاعة، وحزنٌ دفين، وصور جديدة مشبعة بالأسى، ومع ذلك فهو يرنو إلى مسجده الأقصى منبر صلاح الدين محرّرًا من رجس العصابات اليهودية، ويبثّ مع رمضان المبارك شذى أزهار نديّة من التفاؤل والإيمان بوعد الله ونصره للمؤمنين الصادقين.
ابو وليد البحيرى
2023-04-05, 01:04 AM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان
صادق عرنوس
أهلاً بأكرم ضيف
يزورنا كل عام
يقضي ثلاثين يومًا
من أطيب الأيام
شهر كريم السجايا
شهر الهدى والسلام
في ليلة القدر منه
قد جاء نور الظلام
ري النفوس الظوامي
برء الجراح الدوامي
طوبى لمن قام فيه
لله خير قيام
طوبى لمن صام فيه
عن مفسدات الصيام
فالأكل شيء يسير
بجانب الآثام
أيقبل الله صومًا
من قاطع الأرحام؟
وهل يجوز قبولاً
من ظالم الأيتام ؟
الصوم أن تتجافى
عن اقتراف الحرام
وأن تكون إذا ما
سئلت : غيثك هامي
الصوم حبس لسان
عن سيئات الكلام
فبين فكيك يجثو
رام حديد السهام
أفعى إذا لم تقدها
قادتك نحو الحمام
الصوم أن تتحلى
بحلية الإسلام
تطيع سِرًّا وجهرًا
ما فيه من أحكام
تكون لله عبدًا
تعطيه كل احترام
لا تصرفك عنه
عبادة الأوهام
تقول : سبحان ربي
عن افتراء الأنام
ابو وليد البحيرى
2023-04-06, 01:12 AM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان أقبل
إبراهيم عبدالعزيز السمري
رَمَضانُ أَقبَلَ فالمَآذنُ تَزدَهِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مِن نُورهِ، وصَبَا الجِنانِ تُحَوِّمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
رَمضَانُ أَقبلَ فَالمَساجِدُ خُشَّعٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تَدعُو الإلهَ بِما يَشاءُ ويَعلَمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
رمضانُ أقبلَ فَالمَلائكُ تَرتَجِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
عَفْوَ الكَريمِ لِصائمٍ لا يَسأَمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
شَهرَ الصِّيامِ، هَفَتْ إلَيكَ قُلُوبُنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تَرجُو الفَلاحَ.. وهَلْ سِوَاهُ المَغنَمُ؟ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
شَهرَ العِبادَةِ والمَحبَّةِ والتُّقَى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فِيكَ النُّفوسُ عَنِ المَعاصِي تُحجِمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فِيكَ الضَّراعَةُ وَالقناعَةُ والرِّضَا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فِيكَ القُلوبُ تَمِيدُ مِنكَ وَتَندَمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-06, 01:13 AM
تَأْسَى علَى ما ضاعَ مِن أيَّامِها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أَسَفاً علَيها إذْ غَشاهَا المَأْثَمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قُرآنُنا يُتلَى عَلى أَسْمَاعِنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَنَظَلُّ مِن آياتِهِ نَتعَلَّمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وصِيامُنا تَسمُو بهِ أَرْواحُنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فتَغارُ مِنها إذْ تَراهَا الأَنجُمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وقِيامُنا شَرَفٌ يُحقِّقُ عِزَّنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَنَبِيتُ في بُستانِهِ نتنَعَّمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يا ربِّ، إنَّا قدْ أطَعْنا رَغبَةً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نَرجُو هُدَاكَ، فَلا تَدَعْنا نُحرَمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَامنُنْ عَلَينا - يا كَرِيمُ - بجَنَّةِ الْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
خُلْدِ التي فِيهَا يَطِيبُ المَطعَمُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-06, 11:55 PM
رمضان فى عيون الادباء
شهر رمضان المبارك
غالب مهنى
رَاغِبَ الخَيْرَاتِ أَقْبِلْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قَدْ أَتَى شَهْرٌ عَظِيمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
هَلَّ بالإنعامِ بِشْرًا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مِنَّةُ الرَّبِّ الكَرِيمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كُلُّ فَرْدٍ فِيهِ يَمْضِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بِالطَّرِيقِ المُسْتَقِيمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أَيُّ قَوْلٍ فِيهِ خَيْرٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
سَوْفَ يرضاهُ الرَّحِيمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تُبْ إِلَى المَوْلَى وَبَادِرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بِرجُوعٍ لِلْعَلِيمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كُنْ عَلَى خُلْقٍ جَمِيلٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كَيْ تُجَازَى بِالنَّعِيمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لَيْسَ يَنْجُو يَوْمَ حَشْرٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
غَيْرُ ذِي الْقَلْبِ السَّلِيمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-07, 11:48 PM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان في قوافي الشعر(1)
وسيلة محمود الحلبي
رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وموسم الخير والبر والإحسان، له مكانة عظيمة ومنزلة عالية رفيعة في قلوب المسلمين عامة والأدباء والشعراء بخاصة، وله ذكر مستفيض فواح في الشعر والأدب قديماً وحديثاً، فكما أنه موسم للطاعة والعبادة فهو أيضاً موسم للأدباء والشعراء يُحيون ليله بلقاءاتهم الأدبية ومحاوراتهم الشعرية وحواراتهم النثرية، لأن في هذا الشهر العظيم الكثير والكثير من المواقف الإسلامية الخالدة والذكريات الجميلة والمعاني الإيمانية العظيمة التي ألهبت مشاعر الشعراء وأسرت أفئدة الأدباء على مر العصور، فسمت نفوسهم وزكت أرواحهم وجادت قرائحهم بشعر خالد فواح بعطر النور والإيمان في شهر الهدى والفرقان من قديم الزمان ومن عصر صدر الإسلام إلى وقتنا الحاضر.
وفي كل عام يرسل إلينا برقية يخبرنا فيها بموعد وصوله لنكون في استقباله، فهو يعلم مدى حبنا له وشوقنا إليه وانتظارنا لمجيئه.
ولأنه عزيز على نفوسنا جميعاً؛ فدائماً نكون في انتظاره لما يتحفنا به من هدايا ثمينة. لذلك تبدأ الاستعدادات لاستقباله قبل قدومه بأيام، بل أسابيع، والبعض يستعد له قبل وصوله بأشهر.
ذلك الضيف هو شهر رمضان.. ذلك الشهر الذي تهفو إليه القلوب وتتشوق إليه النفوس. يعبّر عن ذلك كثير من الشعراء القدامى والمعاصرين..
فهذا شاعر يستعد لاستقبال الشهر الكريم قبل قدومه بشهر وينبه الغافلين لحسن الاستعداد له فيقول:
مضى رجبٌ وما أحسنتَ فيهِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وهذا شهرُ شعبانَ المبارَكْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فيا من ضيَّع الأوقات جهلاً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بحرمتها أفِق واحذر بَواركْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فسوف تفارق اللذاتِ قهراً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويخْلي الموتُ كرهاً منكَ داركْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تدارك ما استطعتَ مِن الخطايا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بتوبةِ مخلصٍ واجعل مداركْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
على طلب السلامِ من الجحيمِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَخيرُ ذوِي الجَرائمِ من تداركْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويقول الأديب الكبير الشاعر (عبد القدوس الأنصاري) -رحمه الله- باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج، إذ يقول:
تبدَّيت للنفس لُقمانها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لذاك تبنَّتك وجدانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وتنثرُ بين يديكَ الزهورَ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تحييك إذ كنتَ ريحانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فأنت ربيعُ الحياة البهيجُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تنضِّرُ بالصَّفو أَوطانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وأنتَ بشيرُ القلوب الذي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يعرِّفها اللهَ رحمانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فأهلاً وسهلاً بشهرِ الصيامِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يسلُّ من النفسِ أضغانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-07, 11:48 PM
وللشاعر الرائد (حسين عرب) -رحمه الله- قصيدة شعرية رائعة يصف فيها هذا الشهر الكريم بأنه بشرى للعالم، يطل في كل عام وينثر المودة والمحبة والتصافي والسلام، وأننا نقتبس منه الصفو والحقيقة ويعيد إلى الأذهان ماضي هذه الأمة الحافل بالنصر والبطولات، فيقول:
بشرى العوالم أنت يا رمضانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
هتفتْ بك الأرجاءُ والأكوانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يا مشعلاً قبس الحقيقةَ بعد أنْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أعيَتْ عن استقصائها الأذهانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ومبدداً حلكَ الضلالةِ حينما http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
عمَّ الدُّنا من زيفها فَيضانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كانت - كما زعم الغواةُ - حضارةً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يختالُ فيها الفُرسُ والرومانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ذلت وذل على المدى عُبَّادُها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
في الغابرينَ، وشاه منها الشَّانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويتشوق الشاعر (محمد حسن فقي) -رحمه الله- إلى شهر رمضان قبل مقدمه في قصيدته (رمضان)، حيث يقول:
رمضانُ، في قلبي هماهِمُ نشوةٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مِن قبل رؤيةِ وجهكَ الوضَّاءِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
قالوا بأنك قادمٌ، فتهللت http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بالبِشرِ أوجُهنا، وبالخُيَلاءِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وتطلَّعت نحوَ السَّماء نواظرٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لهلال شهرِ نضارةٍ ورواءِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تهفو إليه، وفي القلوبِ وفي النُّهى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
شوقٌ لمَقدَمِهِ، وحُسنُ رجاءِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-07, 11:49 PM
لِمَ لا نتيه مع الصيام ونزدهي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بجلالِ أيامٍ ووَحيِ سماءِ؟ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بهِما نحلِّقُ في الغَمام، ونرتوي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
من عَذْبِهِ، ونصُولُ في الأجواءِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ونشفُّ أرواحاً، فننهج منهجاً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نُفضي به لمرابعِ الجَوزاءِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أما أديب العربية (مصطفى صادق الرافعي) فيعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتكَ زائراً في كل عامِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تُحيَّا بالسلامةِ والسَّلامِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وتُقبِلُ كالغمام يَفِيضُ حِيناً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَيبقى بعدَهُ أثرُ الغمامِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وكم في الناس من كَلِفٍ مَشُوقٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
إليكَ، وكم شجيٍّ مُستَهامِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويتغزل (محمد السيد الداوودي) في الشهر الكريم معبراً عن مدى أشواقه إليه فيقول:
لمَّا دنوتَ انهالت الأشواقُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وهفا إليكَ الوالهُ المُشتاقُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لك غُرةٌ كالشمس في رَيعانها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
في كل ناحيةٍ لها إشراقُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لك طلعةٌ فيها الحياة بهيةُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ترنو إلى قسَماتها الأحداقُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لك في حياة المسلمين مآثرٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
طابتْ وطاب لهمْ بهنَّ مَذاقُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-09, 12:45 AM
رمضان فى عيون الادباء
رمضان في قوافي الشعر(2)
وسيلة محمود الحلبي
أما الشاعر (فريد قرني) فيدعو الشهر للإقبال ويخبره أنه في انتظار مقدمه يعد الشهور والأيام للاستفادة من أيام الشهر ولياليه فيقول:ألا أقبِل هدًى ورضاً ونُورا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وخيراً عامراً يغشى المَزُورا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نعدُّ ليُمْنِ موسمك التهاني http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نعدُّ ليوم مقدمكَ الشُّهورا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لنملأ بالنَّدى المُهَجَ الصَّوادي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ونرويَ مِن سنا التقوى الصُّدورا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بنورِ تلاوةِ القرآن نجلي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بصائرنا، نضيءُ بها القُبورا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نصومُ، نقومُ في شوقٍ وجدٍّ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وعند الله نحتسبُ الأُجُورا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بكَ الأرواحُ ترشفُ وهي ظمأَى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
شراباً منكَ تسكُبهُ طَهُورا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويقبل الشهر الكريم ويصل الضيف إلى مستقبليه فيصيح الشاعر (خير الدين وانلي) منبهاً جموع المسلمين أن ينتبهوا ويهبوا لاستقباله حيث يقول:رمضان أقبلَ يا أُولي الألبابِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فاستقبِلوهُ بعدَ طولِ غيابِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
عامٌ مضى من عُمْرِنا في غفلةٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فتنبَّهوا فالعمرُ ظلُّ سَحابِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وتَهيؤوا لتصبُّرٍ ومشقَّةٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فأُجورُ مَن صَبرُوا بغَيرِ حِسابِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-09, 12:46 AM
اللهُ يجزي الصائمينَ لأنَّهمْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مِن أجلهِ سَخِروا بكلِّ صِعَابِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أما الشاعر (حسين عرب فيهلل) فرحاً بإطلالة الشهر الكريم ويشرك الدنيا فرحته فيقول:بشرى العوالمِ أنت يا رمضانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
هتفت بكَ الأرجاءُ والأكوانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لك في السماءِ كواكبٌ وضَّاءةٌ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ولك النفوسُ المؤمناتُ مكانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
سعدتْ بلقياكَ الحياةُ، وأشرقت http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وانهلَّ منكَ جمالُها الفتَّانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويهلل (محمد راجح الأطرش) في قصيدته (الوافد الحبيب) بمقدم الشهر الكريم فيقول:وافيتَ يا شهرَ المثُو http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بةِ والفضَائلِ والبشَائرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أهلا بمَقدَمِكَ السعِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
دِ، ومرحباً يا خير زائرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يا نفحة الإيمانِ، يا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فيض العقيدةِ والمنائرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نرنو إليكَ مسائلي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نَ اللهَ تطهيرَ السرائرْ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وينثر الشاعر (عبد القدوس الأنصاري) باقة شعرية يرحب فيها برمضان فيقول:
فأنتَ ربيعُ الحياة البهيجُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تنضِّرُ بالصَّفوِ أوطانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وأنتَ بشيرُ القلوبِ الذي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يعرِّفُها اللهَ رحمانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-09, 12:47 AM
فأهلاً وسهلاً بشهرِ الصِّيامِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
يسلُّ من النفسِ أضغانَها http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويناجي الشاعر (أحمد محمد الصديق) نفسه مع إطلالة شهر الصيام فيقول:أطَلَّ عَلى النَّاسِ شَهْرُ الصِّيامِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَبُشْراكِ بالوافِدِ المُكْرَمِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
هَلُمّي، هَلُمّي بهِ نَحْتَفي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ونُعْلِنُ عَنْ فرحَةِ المَقْدَمِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أُعيذُكِ مِنْ نَزَعاتِ الهَوَى http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وفي مَوْسِمِ الخِصْبِ أنْ تُحرَمي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
على عَتَباتِ الرّضا والسّلام http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أطيلي الوقوفَ.. ولا تَسْأَمي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فإنْ جادَ بالعفْوِ رَبُّ السَّماءِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فحسْبُكِ ذلكَ مِنْ مَغْنَمِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وحسبُكِ أَنّا عَفَرْنا الجَبينَ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لدَيهِ، وفي حِصْنِهِ نَحْتَمِي http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-09, 11:10 PM
رمضان فى عيون الادباء
بدر يوم من أيام الله ( قصيدة )
د. عبدالحكيم الأنيس
نَعَمْ في مكةٍ وطنٌ ومالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وأهلُ الشركِ دونَ المالِ حالوا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وها هي عِيرهُمْ عادتْ بوفرٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
من المالِ الذي أَخذوا ونالوا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَيا (بدرُ) اشهدي أنَّا أتينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لردِّ الحق فاتفقَ النزالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تنزلتِ الملائكُ لانتصارٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وعمَّ الشركَ في (بدرٍ) نَكالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وآلَ إلى (القَليبِ) رؤوسُ قومٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
تمكَّنَ في نفوسهمُ الضلالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فهُم (خمسونَ) أو (سبعونَ) زالوا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ونورُ الحقِّ ليس لهُ زوالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
(أبو جهلٍ) تعفَّرَ في ترابٍ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وكان من الغرورِ لهُ اختيالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وذي أسماؤهم إنْ شئتَ فاقرأ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
سطوراً خطَّها فينا رجالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ابو وليد البحيرى
2023-04-09, 11:13 PM
ويا (سُبُلَ الهدى) قصِّي عَلينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
أحاديثَ البطولةِ لا مَلالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ويا (رمضانُ) ذكِّرنا دَواماً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بنصرِ اللهِ إِذ حَميَ القتالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ب(سابع عشْرةٍ) منهُ اكتمَلْنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
سروراً مثلما اكتملَ الهلالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
إذا ذُكِرَت (سِنينُ المجدِ) فينا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وعَن (بدرٍ) بدا يوماً سؤالُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فقُل في (عامها الثاني) انتصَرنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وأعقبَ ذاكَ فتحٌ واحتفالُ[1]
[1] كان يوم بدر في السابع عشر من رمضان، يوم الجمعة، وقيل: الأحد، من السنة الثانية للهجرة.
ومن القتلى فيه: حنظلة بن أبي سفيان، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، والأسود بن عبد العزى، وطعيمة بن عدي، وزمعة بن الأسود، وأمية بن خلف.
وانظرالتفصيل في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد صلى الله عليه وسلم) للعلامة محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت:942هـ) وهو من أوسع الكتب في السيرة النبوية.
ابو وليد البحيرى
2023-04-11, 01:23 AM
رمضان فى عيون الادباء
نشيد رمضان
د. محمد منير الجنباز
أَتى رمضانُ.. أَسمِعنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نشيداً يملأُ الكَونا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فيا لَلسَّعدِ إذْ صُمْنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَبالتَّهْليلِ أَفطرنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فشهرُ الصومِ إيلافُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَللإنسانِ إنصافُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ومِن مَولاي أَلطافُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
لِيَرضى رَبُّنَا عَنَّا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
إلهي، فَامنَحِ الصَّبرا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وأَبْقِ السَّعْدَ وَاليُسْرا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
نؤدِّي الحمدَ والشُّكرا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فيا رَحمنُ، إرحَمْنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فَبالقرآنُ نفتخرُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
على الدنيا، وَننتصرُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وَللشيطانِ نَحتقرُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
بشهرِ الصومِ قَد فُزنا.
ابو وليد البحيرى
2023-04-12, 01:08 AM
رمضان فى عيون الادباء
أنوارٌ رمضانية في رؤى شعرية
شمس الدين حسين درمش
لشهر رمضان مكانة خاصة عند المسلمين، فبقدومه تتغير مظاهر الحياة اليومية، ويحتشم كثير ممن لا يلتزمون بشعائر الدين في سائر أيام السنة كالصلوات الخمس المفروضة، فتراهم يحرصون على الصيام والصلاة في رمضان، مع أن أمر الصلاة أعظم. أما الملتزمون بالصلاة فإنهم يكونون في رمضان أكثر إقبالاً وخصوصاً لصلاة التراويح.
ولقد حدثتني نفسي كثيراً أن هذا المظهر في رمضان شاهد صدق عملي على حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم-: (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)) (1) فلا أشك في أن إقبال كثير من المقصرين إلى المساجد والعبادات أثر من آثار تصفيد الشياطين، والغريب أن بعضاً من هؤلاء بعد رمضان يعودون إلى ما كانوا عليه من قبل.
وقد وجد هذا الشهر بمظاهره الروحانية الربانية القرآنية وقعاً في نفوس كثير من الشعراء المعاصرين؛ مما جعلهم يصوغون مشاعرهم في تقديرهم وإجلالهم لهذه الشعيرة العظيمة في قصائد نورانية شفيفة، يشع منها الصدق والإخلاص والإخبات.
ورمضان الذي يوحد العالم الإسلامي بصيامه وقيامه ومشاعر الأخوة فيه يوحد أحاسيس الشعراء أيضاً، فنجدهم يتفقون في التعبير عن المعاني والرؤى، والآمال والآلام مع تباعد المسافات فيما بينهم.
استقبال رمضان والترحيب به:
رمضان ضيف كريم، يهل على المسلمين ببشائر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، فيجد من الترحيب ما يستحقه مثله في جلاله ومكانته.
يقول الشاعر سعد عطية الغامدي (2) واصفاً جمال إشراقة رمضان أو إشراقة جماله فيقول:
أشرقت في سمائك الأكوان *** وازدهت في مسائك الألوان
وسرى في الوجود منك ائتلاق *** وجرى من معينك الإحسان
في نجاوى وذكريات حسان *** ونجاوى اليقين هن الحسان
ويفرح الشاعر ياسين الفيل(3) بمجيء رمضان، فتملك الفرحة عليه جوانحه فيراها في كل مكان، وفي كل شيء، فيقول:
رمضان جئت وفي مجيئك فرحة *** ليست بها أبداً تحيط عقول
هي فرحة الغرقى بحصن نجاتهم *** من بعد عدو أتعبته سيول
هي فرحة الأمناء يصعد صومهم *** لله، يطمع أن يتم قبول
هي فرحة فوق المآذن ينتشي *** بفيوضها عند الأذان قبيل
هي فرحة بالأجر يرفع كفة *** إن لفنا عند الحساب ذهول
هي فرحة أنا نصوم نهارنا *** والله جلّ بمن يصوم كفيل
والصوم يا رمضان كان ولم يزل *** أمل القلوب به يصح عليل
فلتأت بالبشرى لأكرم أمة *** في الأرض كرمها بك التنزيل
ولك التحية ما أقمت بأرضنا *** ولك التحية ما احتواك رحيل
فالحشد اللفظي لكلمة الفرحة لدى الشاعر ينم عن شعور غامر عارم بالاحتفاء بهذا الشهر الفضيل، فمجيئه فرحة، ويفرح به الغارقون في الذنوب ليتوبوا، وأذان الإفطار إعلان عن لحظة فرحة عامة في النفوس كلها.
وفرحة بالأجر عند الله - سبحانه -..إذاً رمضان بشرى عظيمة لأمة الإسلام، فتحية له حين يجيء، وتحية له حين يقيم، وتحية له حين يرحل، وأنعم به وأكرم من ضيف يعز على المؤمنين فراقه!!
يتبع
ابو وليد البحيرى
2023-04-13, 12:45 AM
رمضان فى عيون الادباء
أنوارٌ رمضانية في رؤى شعرية
شمس الدين حسين درمش
رمضان شهر الانتصارات
ويتوجه الشاعر سعد عطية الغامدي (4) إلى هلال رمضان الذي ينتظره المسلمون بفارغ الصبر، ويتراءونه، ويتناقلون أخباره بالفرح والسرور، فيخاطبه جاعلاً إياه علامة شاهدة على انتصارات المسلمين فيقول:
يا هلالاً يهل بدراً تماماً *** وبياناً هو التقى والأمان
أنت للنصر آية وزمان *** أنت للفتح راية ومكان
أنت للمجد موعد ولقاء *** وبلاغ وغاية وبيان
ثم يسترسل الشاعر في تعداد وقائع المجد في رمضان، مما جعل له بُعداً معنوياً إضافياً على كونه ركناً من أركان الإسلام، وظرفاً يغتسل فيه المسلمون من خطاياهم وذنوبهم، فيقول:
قام بدر على محياك بدراً *** يزدهي في جبينه الفرقان
وسرى الفتح في رحابك فتحاً *** فانثنى الرجس وانطوى الطغيان
وتوالت سيوف حطين حتى *** فنيت في انكسارها الصلبان
وأطلت بنصرها عين جالوت *** ولبى وكبر الفرسان
وعبرنا القناة في فجر نصر *** وعلا في هتافنا الإيمان
فهوى صاغراً خط (برليف) *** ولم يمهل الحصون الهوان
فمن معركة بدر إلى فتح مكة الذي كان المسير إليه في رمضان، ثم معركة حطين، وعين جالوت، حتى معركتنا الحديثة مع اليهود التي هبت علينا فيها رياح النصر كانت في العاشر من رمضان، فلا عجب بعد ذلك أن يدعو الشاعر سعد عطية الغامدي شهر (رمضان) أبا النصر فيقول:
يا أبا النصر لا عدمناك نصراً *** يتجلى في أفقه القرآن
أيها القادم العزيز فرحنا *** للتباشير زفها شعبان
فاحتفينا بالطهر قولاً وفعلاً *** وشعوراً تصفو به الأذهان
يتبع
ابو وليد البحيرى
2023-04-14, 12:22 AM
رمضان فى عيون الادباء
هلال الحب ( قصيدة )
خديجة علي
ها قد أتيتَ.. وعُمْرِيَ الْحَيرانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
مَلَّ الشَّتَاتَ، وضاعتِ الأَوطانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وحدائقُ المَنفى التي ضاقَتْ بِنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
من قَفرِها.. قَد أشفقَ الظمآنُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
الحالُ يَرثي نفسَهُ مُستسلماً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ولقد بكَت لرثائهِ الجُدرانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كَمْ غَيّبَت هذِي الحياةُ خَوافقاً http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
فأعِدْ لنا ما استلَّتِ الأزمانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كَبِّلْ شياطينَ التَّخاصمِ بَيننا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
وانفث علينا الحُبَّ يا "رمضانُ" http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
كُلُّ القناديلِ التي اجتمعتْ هنا http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
توحي بأنْ تتصافحَ الألوانُ http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
ارقِ الخلائق بالضياء.. فربَّما http://imgcache.alukah.net/imgcache/broken.gif
في جَوفنا يَستيقظُ "الإنسانُ".
ابو وليد البحيرى
2023-04-15, 12:32 AM
رمضان فى عيون الادباء
أنوارٌ رمضانية في رؤى شعرية
شمس الدين حسين درمش
سمو النفس وطهرها في رمضان:
ويعبر الشعراء عن صفاء النفوس وسموها وطهرها في رمضان؛ لإقبالها على الله - سبحانه -، وامتثالها أمره صياماً وصلاة، فالشاعر محمد التهامي(5) يخصص عدداً من القصائد لشهر رمضان مثل (دعائي ليلة القدر ص7، أهلاً رمضان ص14، هلّ الصيام ص17، في نور الصيام ص19) يظهر من خلالها أثر الصيام في تزكية النفس فيقول في قصيدته (أهلا رمضان):
له نفس يطهر كل حي *** ويجعل طينة الدنيا سماء
يطوف على جوارحنا دعاء *** يحيل عنادها الباغي رضاء
ويغرس في منايا النفس عزماً *** من الإيمان يحكم كيف شاء
ويلح الشاعر التهامي على معنى تطهير الصوم للنفوس فيقول في قصيدة (في نور الصيام):
الصوم للحيران طوق نجاة *** وطريقه الهادي إلى الجنات
وعليه معراج اليقين إلى الهدى *** يمتد فوق مهالك الشهوات
ويطهر الإنسان حتى إنه *** روح يكاد يضيء في الظلمات
رمضان وتصحيح المسيرة:
ويعد الشعراء مجيء رمضان فرصة لتصحيح مسيرة الحياة لدى الإنسان المسلم، ففي أحد عشر شهراً تغفو القلوب، وتجدب الهمم، وترتع النفوس في شهواتها من مباهج الحياة، وتميل مع الأهواء، فإذا جاء (رمضان) أحدث يقظة في الغافلين، وبعث صيحة في النائمين فهبوا من رقدتهم، وانتبهوا من غفلتهم، يقول الشاعر ياسين الفيل (7):
رمضان جئت فما عساي أقول *** والدمع من ألم الفراق يسيل
عام مضى.. غفت القلوب وأجدبت *** همم.. وأنكرت الثمار حقول
واستنفرتنا للمباهج أنفس... الكل نام *** مالت مع الأهواء حيث تميل
عن الحقيقة لاهياً *** والعام في طرق الزمان يجول
وتجيء يفجؤنا المجيء كأنما *** ركضت على فرس النيام خيول
ونلوذ بالتقوى ونلتمس الهدى *** بك يا أجل من اصطفاه جليل
ولهذا الأثر الإيجابي الكبير الذي يتركه رمضان في النفوس، يرى الشاعر أنه شهر ليس له مثيل فيقول:
رمضان جئت فما لمثلك روعة *** أبداً ولا لك في الشهور مثيل
تأتي فينطلق الرجاء مؤملاً... أنا لا *** أن لا يضل عن القطيع فصيل
أشك فأنت حين تجيئنا *** يهتز شوقاً للعطاء بخيل
ويغادر العصيان قبو ضلاله *** ويعز بالإسلام فيك ذليل
الصعود إلى رمضان:
شعور المفارقة لدرجة النقيض بين سمو رمضان وألقه، وما تعيشه الأمة عامة من تراجع في وجودها يسيطر على الشعراء الذين يتحدثون عن رمضان. والشاعر الذي يمثل الفرد المسلم بأحاسيسه يصور لنا هذا الشعور تصويراً محسوساً تخييلياً، فهذا ناصر بن علي عليان (8) يقول:
جئت من عالم الضياء وجئنا *** من غيابات ذلنا والمقابر
تاقت الأنفس الظماء لريّاك *** فشدت للأفق قلباً وناظر
تتراءى هلالك الباسم الثغر *** يحيي سناه باد وحاضر
فأكبت عليك تلثمك الروح *** اشتياقا وتجتليك المحاجر
فبين مجيء رمضان من عالم الضياء العلوي، ومجيئنا من غيابات ذلنا والمقابر رسم أبعد نقطتين في طرفي التناقض يرمي الشاعر من ورائه إظهار المدى الأبعد الذي يرفعنا إليه رمضان، مما يهيئ لذلك الاستقبال الروحي بقوله:
فأكبت عليك تلثمك الروح *** اشتياقاً وتجتليك المحاجر
ويفتح رمضان بوابته الواسعة ليدخل منها جموع المحبين المشتاقين:
أي بوابة إلى ساحة الغفران *** أشرعت داعياً كل تاجر
ربح البيع قلتها للمخبين *** وقد أدلجوا وشدوا المآزر
فلهم في الدجى ترانيم مشتاق *** وتسبيح مستهام وذاكر
بسخين الدموع يطفون ما قد *** أوقد الخوف والرجا من مجامر
رمضان بشرى الصائمين:
ويعقب ذلك الإقبال من المؤمنين نحو رمضان مدلجين في السير، وقد شدوا المآزر وهجروا المضاجع ولهم أزيز النحل بترانيم التسبيح والذكر، يعقب ذلك كله بشرى بالأجر العظيم والغفرآن العميم، ولهذا يعبر الشاعر محمد ذيب النطافي (9) فيقول:
يا صائماً شهر الهدى بُشراكا *** نلتَ الثوابَ وفزتَ في دنياكا
أعطاكَ ربُّكَ في الحياة كرامة *** وأعدَّ جنتَه غداً للقاكا
فالأرضُ حولكَ روضةٌ فواحةٌ *** والجنة الفيحاءُ عن يمناكا
مفتوحةٌ لك والطريقُ سلامُ
فالشاعر ينقلنا إلى الغاية القصوى وهي الفوز بثواب الله في الغد الآتي جنة أعدها الله سبحانه للقاء الصائمين مفتوحة والطريق إليها سلام: ( سَلامٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ) [ يس: 58 ] ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ) [الأحزاب:44] ( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) [الرعد:23ـ24] (( أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ)) [رواه مسلم]. تأتي عبارة الشاعر كلمة واحدة تفتح في ذاكرتنا كل أبواب السلام.
يتبع
ابو وليد البحيرى
2023-04-18, 12:45 AM
رمضان فى عيون الادباء
أنوارٌ رمضانية في رؤى شعرية
شمس الدين حسين درمش
رمضان بشرى الصائمين:
ويعقب ذلك الإقبال من المؤمنين نحو رمضان مدلجين في السير، وقد شدوا المآزر وهجروا المضاجع ولهم أزيز النحل بترانيم التسبيح والذكر، يعقب ذلك كله بشرى بالأجر العظيم والغفرآن العميم، ولهذا يعبر الشاعر محمد ذيب النطافي (9) فيقول:
يا صائماً شهر الهدى بُشراكا *** نلتَ الثوابَ وفزتَ في دنياكا
أعطاكَ ربُّكَ في الحياة كرامة *** وأعدَّ جنتَه غداً للقاكا
فالأرضُ حولكَ روضةٌ فواحةٌ *** والجنة الفيحاءُ عن يمناكا
مفتوحةٌ لك والطريقُ سلامُ
فالشاعر ينقلنا إلى الغاية القصوى وهي الفوز بثواب الله في الغد الآتي جنة أعدها الله سبحانه للقاء الصائمين مفتوحة والطريق إليها سلام: ( سَلامٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ) [ يس: 58 ] ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ) [الأحزاب:44] ( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) [الرعد:23ـ24] (( أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ)) [رواه مسلم]. تأتي عبارة الشاعر كلمة واحدة تفتح في ذاكرتنا كل أبواب السلام.
ليلة القدر خير من ألف شهر:
إذا كان لرمضان كل ذلك الأثر الأثير في نفوس المؤمنين فإن لليلة القدر الأثر الأسمى، وكيف لا؟! وهي خير من ألف شهر، منة من الله وهبة ورحمة لعباده يرفع فيها درجاتهم ويحط عنهم سيئاتهم.
فالشاعر محمد التهامي(10) يغتنم الفرصة ليهيم بالدعاء ويعنون قصيدته -دعائي في ليلة القدر- فيقول:
بكل الشوق في قلبي *** طرقت الباب يا ربي
وفي شفتي ضراعات *** لقلب ذاب في جنبي
دعاء في تألقه *** ضياء غير ذي لهب
يسيل الطهر في دمعي *** ليغسل صدقه ذنبي
والشاعر يلح في الدعاء.. ويلح في الطرق على الباب، ويتذلل في باب الرحمن فيقول:
وحسبي أنك الرحمن في رضوانه.. حسبي
تجيب ضراعة المحتاج عند الموقف الصعب
وتهدي خطوة الحيران إن ضلت عن الدرب
طلبت رضاك يا رحمان واسترحمت في طلبي
ويعيش الشاعر حيدر الغدير(11) لحظات إيمانية، وتمتلئ جوانحه بالأمن والسكينة، ويعتريه شعور بأنه وافق ليلة القدر العظيمة، فنال ما نال من الخير، فيقول:
وأسرى بي اليقين فبعض ما بي *** عوالم والحبور لها دنان
ولاح الفوز يدعوني إليه *** وهش إلي يدعوني الأمان
وجئت الحشر قد غفرت ذنوبي *** طليقاً لا أدين ولا أدان
أنادي قد ظفرت ويا لسعدي *** وجود الله والثقة الضمان
وإنها للحظات لا توصف سعادتها إذا يرى المرء نفسه طليقا في الحشر، ناجياً لا له ولا عليه (لا أدين ولا أدان) معتقاً من تبعات الحساب. وهذا من الشاعر أمنية الخائفين!! ويستدرك ذلك في أبياته التالية، إذ يصحو فيجد نفسه مازال في الدنيا وأمامه طريق لا بد من قطعه فيتسلح بالثقة بعفو الله فيقول:
صحوت من الأماني بيد أني *** على ثقة بها لا تستهان
وملئي أن عفو الله كون *** فلا إنس يحيط به وجان
وأن غدي بها أعلى وأغلى *** وأن تمام نعمته الجنان
وللشاعر مصطفى عكرمة(12) وقفة في ليلة القدر، يصف فضلها وإقبال الناس إلى الله فيها، فيقول:
بليلة القدر ناجى الناس وابتهلوا *** وفي رضاك إلهي كلهم أمل
أنزلت فيها لنا القرآن يعصمنا *** من الضلال فلا شرك ولا زلل
ومنة منك قد ميزتها كرماً *** عن ألف شهر ففيها الفضل مكتمل
ما كان أسعد من قد عاش معتبراً *** بما هديت ولم تذهب به السبل
ويعمم الشاعر دعوته ليشمل كل الناس، فيقول:
رحماك يا رب فارحم كل من وقفوا *** بباب عزك وارحم كل من غفلوا
فأنت خالقهم ربي ورازقهم *** وما نسيت من الإحسان من بخلوا
تزداد حلماً وغفراناً ومرحمة *** حتى بمن قد عصوا يارب أو جهلوا
ولكن الشاعر صابر عبد الدايم(13) يتصور ليلة القدر بصورة محسوسة، فيشخصها ليخرج للقائها بكامل استعداده، ويجري معها حواراً يعبر عن آماله ومطالبه فيقول:
وسرت لألقى ليلة القدر، نورها *** يشع إلى الغايات بالبشر وافاني
فشمرت عن ساقي أظن ضياءها *** بحارا وقبلت الضياء بوجداني
وقلت لها: ما زلت أعبر ساحة *** بها العمر بالقرآن والفتح عمران
فمن ألف شهر أنت خير فأبشري *** ويا رب ساعات تعد بأزمان
بمحرابك الأسنى أفوه بتوبتي *** وإني غريق في سحابات أحزاني
وأرفع كلتا راحتي لخالقي *** ليمحو آثامي ويغفر عصياني
فقالت: وما أدراك علي أعودكم *** فتلقون نصراً فيه تمزيق بهتان
فقلت: وأقصى ما تمناه مسلم *** هو النصر روحي للفدا خير قربان
وقلت لها: قد جمع الصوم بيننا *** لنا العيد يا أختاه بالنصر عيدان
فخطاب الشاعر ليلة القدر ب (يا أختاه)يدل على الحميمية التي عاشها في تلك الساعات حتى أحس أنه وليلة القدر صنوان، وأضفى بأسلوب الحوار حيوية لصوره التعبيرية.
عندما يغرب الجلال:
يظهر هلال رمضان نضواً ضئيلاً، ثم ينمو ليلة بعد ليلة حتى يكتمل بدراً تماماً، ولأن "لكل شيء إذا ما تم نقصان" يبدأ البدر بالتآكل فإذا الصائمون القائمون أمام حقيقة غروب جلال رمضان ليتيح المجال لهلال جديد مشرق بالعيد مملوء بالسرور والحبور.. الشاعر سلمان بن زيد الجربوع(14) كان يتابع مسيرة الهلال في صعوده ونزوله، واكتماله ونقصانه، وعندما همّ جلال رمضان بالغروب صاح فزعاً:
قف يا هلال العيد لا تطلع فما *** درب تلقفنا ولا دمع رقا
قف يا هلال العيد لا تطلع ففي *** أعماقنا حزن سقانا واستقى
إن شئت أن تحيا مساءك باسماً *** مغرورقاً بالبشر، أو مغدودقا
فامنح بلاد المسلمين تفاؤلاً *** فلقد قسا ليل الإياس وأقلقا
وأعد يتامانا إلى بسماتهم *** وأعد روابينا إلى أهل التقى
هلا ّ رحمت سهادنا ببشارة *** قبل الرحيل فقد يعز الملتقى!!
وإذا بالشهر الكريم كما عهدناه معطاء مغداقاً بالخير، قد سمع نداء الشاعر الملهوف واستجاب لمطالبه:
وتلفت الشهر الكريم فليلنا *** عبق وشلال الضياء تدفقا
وحنا علينا، كيف لا يحنو وقد *** قرأ الملامح لهفة وتحرقا
ودعا فأشواق النفوس تزاحمت *** ترجوه أيسر ما يكون فأغدقا
وسمعته لما تهيأ للنوى *** يستنطق الأمل الجميل المشرقا
عوجوا على ربع الهدى، فلكم دعا *** ربع الهدى أسرى الضياع فأطلقا
عوجوا يعد غصن الهناءة مورقا *** ويطر هزار المكرمات مشقشقا
وإذ أنهى الشهر الكريم نصيحته للمسلمين بالعودة إلى دينهم ليعود لهم عزهم وكرامتهم كان رحيله حتما مقضيا ليأتي العيد بجماله في الظواهر والضمائر.
يتبع
ابو وليد البحيرى
2023-04-19, 12:03 AM
رمضان فى عيون الادباء
أنوارٌ رمضانية في رؤى شعرية
شمس الدين حسين درمش
رمضان والعيد وزلة أمير الشعراء:
هيام الشعراء في كل واد.. وإطلاق ألسنتهم بالقول كما تمليه عليهم مشاعرهم صدقاً كان أم كذباً إحدى القضايا التي مازال نقاد الأدب يتجاذبونه قبولاً ورفضاً، وإقراراً ومنعاً، وهي قضية الالتزام الإسلامي والخلقي في الأدب.
فمع أن الشاعر أحمد شوقي شاعر متمكن، اشتهر بقصائده الإسلامية، إلا أن قصيدته في رمضان والتي كان يُتوقع لها أن تكون في قمة قصائده الإسلامية تخذلنا من العنوان الذي وضع للقصيدة! " رمضان ولى"؟! (15). فكلمة ولى تُعطي ظلال الكراهية ومشاعر الإعراض، ويعزز هذا الشعور بالمعنى ما أتبعه (شوقي) عفا الله عنه من كلام صريح يؤكد هذا الإحساس لدى القارئ، يقول شوقي:
رمضان ولى، هاتها يا ساقي
ثم قال:
مشتاقة تسعى إلى مشتاق
بالأمس قد كنا سجيني طاعة
واليوم من العبد بالإطلاق
وهذه عثرة من شوقي، ووصفٌ لا يليق أن يصدر من مثله أبداً، فالطاعة ليست بسجن، بل عبادة وطاعة وأنس وحياة، ويتابع شوقي التعبير عن رغبته في شرب الخمر مُكنياً عنها بابنة الكروم!!، فيقول:
ضحكت إليّ من السرور ولم تزل *** بنت الكروم كريمة الأعراق
هات اسقنيها غير ذات عواقب *** حتى نراع لصيحة الصفاق(16)
صرفا مسلطة الشعاع كأنما *** من وجنتيك تدار والأحداق
وقد أثارت هذه القصيدة حفيظة عدد من الشعراء، فهبوا بدافع غيرتهم ودفاعهم عن الحق، يعارضون شوقي بل يناقضونه ويردون عليه، ويبينون خطأه في تناول موضوع الصيام الذي هو أحد أركان الإسلام بهذا الأسلوب الذي ينم عن عدم شعور بمسؤولية الكلمة، وخصوصاً من شاعر مثله يحمل لقب أمير الشعراء.
وقد رد الشاعر جابر قميحة جزاه الله خيراً على شوقي بقصيدة عنوانها: (لا أمير الشعراء)(17) نقض فيها قصيدة شوقي، يقول الشاعر جابر قميحة:
رمضان ودع وهو في الآماق *** يا ليته قد ظل دون فراق
ما كان أقصره على ألافه *** وأحبه في طاعة الخلاق
زرع النفوس هداية ومحبة *** فأتى الثمار أطايب الأخلاق
"اقرأ" به نزلت ففاض سناؤها *** عطراً على الهضبات والآفاق
ولليلة القدر العظيمة فضلها *** عن ألف شهر بالهدى الدفاق
فيها الملائك والأمين تنزلوا *** حتى مطالع فجرها الألاق
ثم ينتقل إلى مخاطبة (شوقي) ينقض معانيه، فيقول:
لا، يا أمير الشعر ما ولى الذي
آثاره في أعمق الأعماق
نور من الله الكريم وحكمة... لا يا أمير
علوية الإيقاع والإشراق
الشعر ليس بمسلم
من صام في رمضان صوم نفاق
فإذا انتهت أيامه بصيامها
نادى وصفق (هاتها يا ساقي)
(الله غفار الذنوب جميعها
إن كان ثم من الذنوب بواقي)
عجباً أيضلع في المعاصي آثم... لا يا أمير
لينال مغفرة بلا استحقاق!!؟
الشعر ما صام الذي
رمضانه في زمرة الفساق
لا يا أمير الشعر ما صام الذي
منع الطعام وهمه في الساقي
من كان يهوى الخمر عاش أسيرها
وكأنه عبد بلا إعتاق
ويبدو الشاعر جابر قميحة ممتلئاً غضباً وحُقَّ له ذلك تجاه قصيدة شوقي لذلك يتحول شعره إلى خطاب عنيف قائلاً:
واسمع أياً من أمّروه بشعره
ليس الأمير بمفسد الأذواق
إن الإمارة قدوة وفضيلة
ونسيجها من أكرم الأخلاق
ويبين جابر قميحة مهمة الشعر ومقصده فيقول:
والشعر نبض القلب في إشراقه
لا دعوة للفسق والفساق
والشعر من روح الحقيقة ناهل
ومعبر عن طاهر الأشواق
ويتابع خطابه لشوقي موضحا مكانة رمضان في قلوب المؤمنين فيقول:
رمضان يا شوقي ربيع قلوبنا *** فيها يشيع أطايب الأعباق
إن يمض عشنا أوفياء لذكره *** ويظل فينا طيب الأعراق
وهو بذلك ينقض البيت الذي يمجد فيه شوقي الخمر ويصفها أنها (طيب الأعراق)!! كيف وهي تُذهب العقل وتدفع لفعل الفواحش؟
ومما لا شك فيه أن قصيدة شوقي ليست موفقة في الحديث عن رمضان بالأسلوب الذي يظهر التخلص من رمضان وكأنه كان قيدا ثقيلا وسجنا مريراً، والخروج ليس إلى المباح من الطعام والشراب بل إلى الخمر المحرم شرعا والموصوفة بأنها رجس من عمل الشيطان.
وأحسبُ أن ما قيل في مناقضة قصيدة شوقي هذه لو جمع لشكل ديواناً جديراً بالدراسة، وهو يمثل أنموذجاً من الأدب الإسلامي الحي الذي ينتفض لمس جناب الدين الحنيف، وتناول موضوعاته بما لا يليق من الأساليب والأوصاف.
ـــــــــــــــ ــــــــــــ
الهوامش:
(1) رياض الصالحين، الإمام النووي، رقم 1220. متفق عليه.
(2) شاعر سعودي، ديوان إلى العرين شامخاً، ص 159، ط1، 1422ه، جدة.
(3) شاعر مصري، مجلة الأدب الإسلامي، ص 14- 15، العدد الخامس، 1415ه
(4) ديوان إلى العرين شامخا، ص 159، مصدر سابق.
(5) شاعر مصري، ديوان يا إلهي، إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية، مكتبة العبيكان، الرياض.
(6) سورة، الآية
(7) مجلة الأدب الإسلامي، ص 14- 15، العدد الخامس.
(8) شاعر سعودي، مجلة الأدب الإسلامي، ص 53، العدد 38، 1424ه.
(9) شاعر أردني، مجلة الأدب الإسلامي، ص 57، العدد 19، 1419ه.
(10) ديوان يا إلهي، ص 7، مصدر سابق.
(11) شاعر سعودي، مجلة الأدب الإسلامي، ص 29، العدد 38، 1424ه.
(12) شاعر سوري، ديوان معارج.. الأعمال الشعرية الكاملة، ص 91، ط1، مكتبة العبيكان، الرياض، 1426ه.
(13) شاعر مصري، ديوان مدائن الفجر، ص...، إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية، مكتبة العبيكان، الرياض.....
(14) شاعر سعودي، مجلة الأدب الإسلامي، ص 35، العدد 38، 1424ه.
(15) ديوان الشوقيات، المجلد الأول، ص 77، دار العودة، بيروت.
(16) الصفاق: الديك
(17) شاعر مصري، ديوان حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري، ص 27، إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية، مكتبة العبيكان، الرياض، 1426ه.
ابو وليد البحيرى
2023-04-20, 12:36 AM
رمضان فى عيون الادباء
أمل السماء (قصيدة)
يس الفيل
تَتَغَيَّرُ الدُّنْيَا.. وَلا تَتَغَيَّرُ وَمَدَى الزَّمَانِ تَجِيءُ، لا تَتَأَخَّرُ
فِي كُلِّ عَامٍ أَنْتَ أَكْرَمُ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ
لَكِنَّنَا.. وَالظُّلْمُ يَفْتَرِشُ الرُّبَى وَنُفُوسُنَا مِمَّا تَرَى تَتَحَسَّرُ
لَمْ نَدْرِ كَيْفَ إِلَى التَّسَامِي نَهْتَدِي وَالأَقْوِيَاءُ عَلَى الضِّعَافِ تَجَبَّرُوا
* * *
رَمَضَانُ.. يَا شَهْرَ التَّحَرُّرِ، لَيْتَنَا مِنْ جَاهِلِيَّةِ فِكْرِنَا نَتَحَرَّرُ
رَمَضَانُ تَأْتِي وَاللَّظَى يَغْتَالُنَا وَالحُبُّ فِي جَنَبَاتِنَا يَتَكَسَّرُ
وَالظُّلْمُ يَفْتِكُ بِالأَحِبَّةِ، وَالمَدَى مِمَّا يَرَاهُ، عَلَى المَدَى يَتَفَجَّرُ
وَالجُوعُ يَفْتَرِسُ العِبَادَ، فَتَرْتَمِي كُتَلاً مَوَاكِبُهُمْ، هُنَا تَتَضَوَّرُ
وَخَزَائِنُ الأَمْوَالِ خَلْفَ سُدُودِهَا بِضَرَاوَةِ الحِرْمَانِ.. لا تَتَأَثَّرُ
* * *
حَتَّامَ يَا رَمَضَانُ يَصْرُخُ جَائِعٌ وَيَئِنُّ ظَمْآنٌ .. وَيَسْقُطُ مُعْسِرُ؟
الصَّوْمُ فِيكَ فَرِيضَةٌ، وَلِحِكْمَةٍ شُرِعَ الصِّيَامُ لِعَالَمٍ يَتَدَبَّرُ
لَكِنَّنَا.. وَالنَّفْسُ مَالَ بِهَا الهَوَى نَعْدُو .. وَلَكِنَّ الخُطَى تَتَقَهْقَرُ
فَإِلَى مَتَى هَذَا الضَّلالُ وَعَالَمِي رَغْمَ الغَوَايَةِ بِالهِدَايَةِ أَجْدَرُ؟
رَمَضَانُ يَا أَمَلَ السَّمَاءِ لأُمَّةٍ بِكَ لَمْ تَزَلْ عَبْرَ المَدَى تَسْتَبْشِرُ
ثَبِّتْ عَلَى التَّقْوَى قُلُوبَ أَحِبَّتِي وَامْنَحْ هُدَاكَ لِعَالَمٍ يَتَدَهْوَرُ
وَاهْدِ الهُدَاةَ إِلَى مَرَافِئِ دِينِهِمْ وَاحْفَظْ خُطَاهُمْ فِي الطَّرِيقِ لِيَعْبُرُوا
وَاحْمِلْ إِلَى مَلأِ السَّمَاءِ تَحِيَّةً مِنْ أُمَّةٍ بِصِيَامِهَا تَتَطَهَّرُ
مَا زِلْتَ يَا رَمَضَانُ أَكْرَمَ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ
وَلَسَوْفَ تَبْقَى فَرْحَةً أَبَدِيَّةً لَيْسَتْ تُمَلُّ، وَإِنْ تَكُنْ تَتَكَرَّرُ
* * *
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.