تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاستغاثة بالمخلوق فيما يظن انه قادر عليه ؟



الطيبوني
2019-04-20, 09:17 PM
روى البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال: "لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رُغاء يقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك أقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك ...." الحديث

كيف يخرج هذا مع ما تقرر عند اهل السنة ان الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله شرك اكبر ؟

و بارك الله فيكم

أبو البراء محمد علاوة
2019-04-20, 09:40 PM
ضابط الاستغاثة الشركية هي أن يستغيث بمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد مبينا ضابطها:
(قول من قال من أهل العلم: إن الاستغاثة شرك أكبر إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه، فإن هذا يَرِد عليه: أن ثمت أشياء قد يكون المخلوق في ظاهر الأمر قادرا عليها، ولكنه في الحقيقة لا يقدر عليها، لكن هذا الضابط غير منضبط؛ لأن من وقع في شدة - كغرق مثلا - وتوجه لرجل يراه بأن يغيثه فقال مخاطبا إياه: أستغيث بك، أستغيث بك، أستغيث بك، وذاك لا يحسن السباحة، ولا يحسن الإنجاء من الغرق، فهذا يكون قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق، فهل يكون شركا أكبر؟ لا يكون منه؟ لأن الإغاثة من الغرق ونحوه، يصلح - في الغالب - أن يكون المخلوق قادرا عليها، فيكون الضابط الثاني هو الصحيح، وهو أن يقال: الاستغاثة بغير الله شرك أكبر إذا كان قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، أما إذا استغاث به فيما يقدر عليه غير الله من المخلوقين، لكن هذا المخلوق المعين لم يقدر على هذا الشيء المعيّن: فإنه لا يكون شركا؛ لأنه ما اعتقد في المخلوق شيئا لا يصلح إلا لله - جل جلاله - فالاستغاثة بغير الله إذا كانت فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهي: شرك أكبر، وإذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق، فهي جائزة؛ كما حصل من صاحب موسى، إذ استغاث بموسى عليه السلام).

الطيبوني
2019-04-20, 09:55 PM
الضابط الثاني هو الصحيح، وهو أن يقال: الاستغاثة بغير الله شرك أكبر إذا كان قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله



بارك الله فيك اخي الكريم

لكن كيف لو اورد علينا ان المطلوب من النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث لا يقدر عليه الا الله ؟

مع اني قد استشكلت قول الشيخ ( لانه ما اعتقد في المخلوق شيئا يصلح الا لله )

أبو البراء محمد علاوة
2019-04-21, 12:31 AM
بارك الله فيك اخي الكريم

لكن كيف لو اورد علينا ان المطلوب من النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث لا يقدر عليه الا الله ؟






هذا الإراد مدفوع بقوله صلى الله عليه وسلم: (فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك)، لذا قال غير واحد من الشراح: (إما من المغفرة أو من الشفاعة، إلا أن يأذن الله فى ذلك، ويكون فيه ذلك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولاً غيظاً عليهم، ألا تراه قال: " قد بلغت "، ثم بعد ذلك أدركه من الرقة والرأفة التى خصه الله ووصفه بها ما سأل ربه الشفاعة فيهم، حتى يأذن له في الشفاعة فيمن شاء منهم، على ما مضى فى حديث الشفاعة). [انظر: إكمال المعلم: (6/ 234)].
وقيل: (ويؤخذ من هذا الحديث أن هذا ذنب لا يغفر بالشفاعة لقول صلى الله عليه وسلم "لا أملك لك من الله شيئا" ويحتمل أنه أورده في محل التغليظ والتشديد ويحتمل أنه يغفر له بعد تشهيره في ذلك الموقف). [انظر: سبل السلام: (4/ 52)].
ومما يؤيد عدم صحة هذا الإراد عدم استدلال أحد العلماء بهذا الحديث في هذا الباب -فيما أعلم-، حتى لو صح هذا الإراد فأحكام الآخرة غير أحكام الدنيا، والله أعلم.

محمدعبداللطيف
2019-04-21, 12:41 AM
يقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً،فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك أقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك ....
كيف يخرج هذا مع ما تقرر عند اهل السنة ان الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله شرك اكبر ؟
من قال اخى الكريم الطيبونى انه استغاث فيما يقدر عليه الا الله - بل هو استغاث بالنبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فيما يقدر عليه - وهو الشفاعة-- ولكن لابد ان يؤذن له ويرضى الله عن المشفوع له وليس كل من طلب من النبى صلى الله عليه وسلم فيما يقدر عليه اعطاه اياه فقد يكون هناك مانع يمنع ذلك --هل يزول بذلك الاشكال ام يحتاج الى مزيد بيان

محمدعبداللطيف
2019-04-21, 12:47 AM
قال غير واحد من الشراح: (إما من المغفرة أو من الشفاعة، إلا أن يأذن الله فى ذلك، نعم بارك الله فيك - وهذا يوافق ما اوردته من ذاكرتى- نعم هذا يدفع ما اورده الطيبونى من اشكال

أبو البراء محمد علاوة
2019-04-21, 12:47 AM
من قال اخى الكريم الطيبونى انه استغاث فيما يقدر عليه الا الله - بل هو استغاث بالنبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فيما يقدر عليه - وهو الشفاعة-- ولكن لابد ان يؤذن له ويرضى الله عن المشفوع له وليس كل من طلب من النبى صلى الله عليه وسلم فيما يقدر عليه اعطاه اياه فقد يكون هناك مانع يمنع ذلك --هل يزول بذلك الاشكال ام يحتاج الى مزيد بيان

أحسنت بارك الله فيك، لذا قال ابن بطال: (وقوله: (لا أملك لك من الله شيئًا) أى: من المغفرة والشفاعة حتى يأذن الله فى الشفاعة لمن أراد، كما قال تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى). [شرح البخاري لابن بطال: (5/ 223)].

محمدعبداللطيف
2019-04-21, 12:49 AM
مع اني قد استشكلت قول الشيخ ( لانه ما اعتقد في المخلوق شيئا يصلح الا لله ) ما الاشكال فى هذا

أبو البراء محمد علاوة
2019-04-21, 02:06 AM
كذا يقال أن القائل: (أغثني)، رجل من آحاد الأمة، ويوم القيامة، وقد دفع النبي صلى الله عليه وسلم قوله بقوله: (لا أملك لك من الله شيئًا)، فأين الحجة في هذا في الاستدلال به في الاستغاثة فيما لا يقدر عليه بشر !!!