المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي حقيقة الشرك ، وما هي أقسامه؟



محمدعبداللطيف
2019-04-01, 11:26 AM
من الواجبات المحتمات ، ومن أهم المهمات ؛ أن يعرف العبد معنى الشرك وخطره وأقسامه حتى يتم توحيده ، ويسلم إسلامه ، ويصح إيمانه .
و الشرك في اللغة هو : اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحداً شريكاً لآخر . يقال : أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين ، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين .

وأما في الشرع فهو : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات .
والند هو : النظير والمثيل . ولذا نهى الله تعالى عن اتخاذ الأنداد وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن فقال تعالى : ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة / 22 .
وقال جل شأنه : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) إبراهيم / 30 .
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ) رواه البخاري (4497) ومسلم (92)
أقسام الشرك :
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك والتنديد تارة يكون مخرجاً من الملة ، وتارة لا يكون مخرجاً من الملة ، ولذا اصطلح العلماء على تقسيمه إلى قسمين : ( شرك أكبر ، وشرك أصغر ) وإليك تعريفاً موجزاً بكل قسم :
أولاً : الشرك الأكبر :
وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
وهذا الشرك تارة يكون ظاهراً : كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .
وتارة يكون خفياً : كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر .
كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات :
كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى.
أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل .
أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم ، بأن يُحب مخلوقا كما يحب الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله ، وهو الشرك الذي قال الله فيه : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) البقرة / 165 .
أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله ، وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عموما ، حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب ، وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك . وكاعتقاد أن هناك من يرحم الرحمة التي تليق بالله عزَّ وجل ، فيرحم مثله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات .
وتارة يكون في الأقوال :
كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ؛ سواء كان هذا الغير نبيا أو وليا أو مَلَكا أو جِنِّياًّ ، أو غير ذلك من المخلوقات ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
وكمن استهزأ بالدين أو مثل اللهَ بخلقه ، أو أثبت مع الله خالقاً أورازقاً أو مدبراً ، فهذا كله من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .
وتارة يكون في الأفعال :
كمن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . نسأل الله عفوه وعافيته .
ثانياً : الشرك الأصغر :
وهو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر ، أو ورد في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .
وهذا يكون في الغالب من جهتين :
الأولى : من جهة التعلق ببعض الأسباب التي لم يأذن الله جل وعلا بها ، كتعليق الكَفِّ والخرز ونحو ذلك على أنها سبب للحفظ أو أنها تدفع العين والله تعالى لم يجعلها سبباً لذلك لا شرعاً ولا قدراً .
الثانية : من جهة تعظيم بعض الأشياء التعظيم الذي لا يوصلها إلى مقام الربوبية ، كالحلف بغير الله ، وكقول : لولا الله وفلان ، وأشباه ذلك.
وقد وضع العلماء ضوابط وقواعد يتميز بها الشرك الأكبر عن الأصغر عند وروده في النصوص الشرعية فمن هذه الضوابط ما يلي :
1- أن ينص النبي صلى الله عليه وسلم صراحة على أن هذا الفعل من الشرك الأصغر : كما في المسند ( 27742 ) عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ :الرِّيَاء . إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً " وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (951 )
2- أن يرد لفظ الشرك في نصوص الكتاب والسنة منكَّراً ـ أي غير مقترن بالألف واللام ـ فهذا في الغالب يقصد به الشرك الأصغر وله أمثلة كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم " إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك "
أخرجه أبو داود ( 3883 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 331 )
فالمقصود بالشرك هنا الأصغر دون الأكبر .
والتمائم شيء يعلق على الأولاد كالخرز ونحوه يزعمون أن ذلك يحفظه من العين .
والتولة شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها ، والرجل إلى امرأته .
3- أن يفهم الصحابة من النصوص الشرعية أن المراد بالشرك في هذا الموضع هو الأصغر دون الأكبر ، ولا شك أن فهم الصحابة معتبر ، فهم أعلم الناس بدين الله عز وجل ، وأدراهم بمقصود الشارع . ومن أمثلة ذلك ما رواه أبو داود (3910 ) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا ، وَمَا مِنَّا إِلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّل" فجملة ( وما منا إلا .. ) هذه من كلام ابن مسعود كما بين ذلك جهابذة المحدثين فهذا يدل على أن ابن مسعود رضي الله عنه فهم أن هذا من الشرك الأصغر ، لأنه لا يمكن أن يقصد وما منا إلا ويقع في الشرك الأكبر ، كما أن الشرك الأكبر لا يذهبه الله بالتوكل بل لابد من التوبة .
4- أن يفسر النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الشرك أو الكفر بما يدل على أن المقصود به الأصغر وليس الأكبر كما روى البخاري ( 1038 ) ومسلم (71 ) عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَ ةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ "
فالكفر هنا جاء تفسيره في الرواية الأخرى عن أبي هريرة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالَ : "مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ الْكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِب ِ " فبين هنا أن من نسب إنزال المطر إلى الكواكب باعتبارها سبباً لنزوله ـ والواقع أن الله لم يجعلها سبباً لذلك ـ فكفره كفرٌ بنعمة الله عليه ، ومعلوم أن كفر النعمة كفر أصغر أما من اعتقد أن الكواكب هي التي تتصرف في الكون وأنها هي التي تنزل المطر فهذا شرك أكبر .
والشرك الأصغر تارة يكون ظاهراً كلبس الحلقة والخيط والتمائم ونحو ذلك من الأعمال والأقوال.
وتارة يكون خفياً كيسير الرياء .
كما أنه تارة يكون بالاعتقادات :
كأن يعتقد في شيء أنه سبب لجلب النفع ودفع الضر ولم يجعله الله سبباً لذلك . أو يعتقد في شيء البركة ، والله لم يجعل فيه ذلك .
وتارة يكون بالأقوال :
كمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا ؛ دون أن يعتقد أن النجوم هي التي تستقل بإنزال المطر ، أو حلف بغير الله دون أن يعتقد تعظيم المحلوف به ومساواته لله ، أو قال ما شاء الله وشئت . ونحو ذلك .
وتارة يكون بالأفعال :
كمن يعلِّق التمائم أو يلبس حلقة أو خيطا ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه، لأن كل من أثبت سبباً لشيء والله لم يجعله سببا له شرعا ولا قدراً، فقد أشرك بالله . وكذلك من يتمسح بشيء رجاء بركته ولم يجعل الله فيه البركة ، كتقبيل أبواب المساجد ، والتمسح بأعتابها ، والاستشفاء بتربتها ، ونحو ذلك من الأفعال................ ...وأما الفرق بين الشرك الاكبر والاصغر من حيث الحكم :
فأن الشرك الأكبر مخرج من الإسلام ، فيُحكم على فاعله بالخروج من الإسلام والارتداد عنه فيكون كافراً مرتداً .
وأما الشرك الأصغر فلا يخرج من الإسلام ، بل قد يقع من المسلم ويبقى على إسلامه ، غير أن فاعله على خطر عظيم ، لأن الشرك الأصغر كبيرة من كبائر الذنوب حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً ) فجعل رضي الله عنه الحلف بغير الله ( وهو شرك أصغر ) أقبح من الحلف بالله كاذباً ومعلوم أن الحلف بالله كاذباً من الكبائر .[الاسلام سؤال وجواب]-------------أنواع الشرك
معنى الشرك وأنواعه
1- معنى الشرك لغة :
قال ابن فارس: "الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما يدلّ على مقارنة وخلافِ انفرادٍ، والآخر يدلّ على امتداد واستقامة.
فالأول: الشركة، وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء إذا صرت شريكَه، وأشركت فلاناً إذا جعلته شريكاً لك"
وقال الجوهري: "الشريك يجمع على شركاء وأشراك، وشاركت فلاناً صرت شريكه، واشتركنا وتشاركنا في كذا، وشركته في البيع والميراث أشركه شركة، والاسم: الشرك"
وقال أيضاً: "والشرك أيضاً الكفر، وقد أشرك فلان بالله فهو مشرك ومشركيّ".
وقال الفيروز آبادي: "الشِّرك والشُِّركة بكسرهما وضم الثاني بمعنى، وقد اشتركا وتشاركا وشارك أحدهما الآخر، والشِّرك بالكسر وكأمير: المشارك، والجمع أشراك وشركاء.
- معنى الشرك شرعاً:
قال ابن سعدي: "حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية"[5].
وقال الدهلوي: "إن الشرك لا يتوقّف على أن يعدِل الإنسان أحداً بالله، ويساوي بينهما بلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال ـ خصها الله تعالى بذاته العلية، وجعلها شعاراً للعبودية ـ لأحد من الناس، كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستعانة به في الشدة، والاعتقاد أنه ناظر في كل مكان، وإثبات التصرف له، كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً".
- الفرق بين الشرك والكفر:
1- أما من حيث اللغة فإن الشرك بمعنى المقارنة، أي: أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما. أما الكفر فهو بمعنى الستر والتغطية.
قال ابن فارس: "الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية"، إلى أن قال: "والكفر ضد الإيمان، سُمّي لأنه تغطية الحق، وكذلك كفران النعمة جحودها وسترها.
- وأما من حيث الاستعمال الشرعي فقد يطلقان بمعنى واحد، قال الله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـ?ذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ ?لسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى? رَبّى لاجِدَنَّ خَيْراً مّنْهَا مُنْقَلَباً * قَالَ لَهُ صَـ?حِبُهُ وَهُوَ يُحَـ?وِرُهُ أَكَفَرْتَ بِ?لَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّكِنَّ هُوَ ?للَّهُ رَبّى وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبّى أَحَدًا} [الكهف:35-38].
وقد يفرق بينهما، قال النووي: "الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك.
4 - أنواع الشرك :
الشرك ثلاثة أنواع:
أولا : الشرك الأكبر .
ثانيا : الشرك الأصغر .
ثالثا : الشرك الخفي .
الشرك الأكبر
1- تعريفه :
الشرك هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله .
2- أنواع الشرك الأكبر :
وهو ثلاثة أنواع، يتعلق كل نوع بأنواع التوحيد الثلاثة :
1- الشرك في الربوبية
2- الشرك في توحيد الأسماء والصفات
3- الشرك في توحيد الألوهية
قال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ: "فاعلم أن الشرك ينقسم ثلاثة أقسام بالنسبة إلى أنواع التوحيد، وكل منها قد يكون أكبر وأصغر مطلقاً، وقد يكون أكبر بالنسبة إلى ما هو أصغر منه، ويكون أصغر بالنسبة إلى ما هو أكبر منه"[موسوعة البحوث والمقالات العلمية]

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 11:34 AM
ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر من حيث التعريف والأحكام؟
نص الجواب
"الشرك الأكبر: أن يجعل الإنسان لله ندا؛ إما في أسمائه وصفاته، فيسميه بأسماء الله ويصفه بصفاته، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف/180 ، ومن الإلحاد في أسمائه : تسمية غيره باسمه المختص به أو وصفه بصفته كذلك.
وإما أن يجعل له ندا في العبادة بأن يضرع إلى غيره تعالى ، من شمس أو قمر أو نبي أو ملك أو ولي مثلا بقربة من القرب ، صلاة أو استغاثة به في شدة أو مكروه ، أو استعانة به في جلب مصلحة ، أو دعاء ميت أو غائب لتفريج كربة ، أو تحقيق مطلوب ، أو نحو ذلك مما هو من اختصاص الله سبحانه - فكل هذا وأمثاله عبادة لغير الله ، واتخاذ لشريك مع الله، قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف/110 .
وأمثالها من آيات توحيد العبادة كثير.
وإما أن يجعل لله ندا في التشريع، بأن يتخذ مشرعا له سوى الله ، أو شريكا لله في التشريع ، يرتضي حكمه ويدين به في التحليل والتحريم؛ عبادة وتقربا وقضاء وفصلا في الخصومات، أو يستحله وإن لم يره دينا، وفي هذا يقول تعالى في اليهود والنصارى : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة/31 ، وأمثال هذا من الآيات والأحاديث التي جاءت في الرضا بحكم سوى حكم الله ، أو الإعراض عن التحاكم إلى حكم الله والعدول عنه إلى التحاكم إلى قوانين وضعية، أو عادات قبلية، أو نحو ذلك
فهذه الأنواع الثلاثة هي الشرك الأكبر الذي يرتد به فاعله أو معتقده عن ملة الإسلام، فلا يصلى عليه إذا مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث عنه ماله، بل يكون لبيت مال المسلمين، ولا تؤكل ذبيحته ويحكم بوجوب قتله ، ويتولى ذلك ولي أمر المسلمين إلا أنه يستتاب قبل قتله، فإن تاب قبلت توبته ولم يقتل وعومل معاملة المسلمين.
أما الشرك الأصغر: فكل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركا ، كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى الشرك الأكبر؛ ولهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) بل سماه: مشركا، روى ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بغير الله فقد أشرك) رواه أحمد والترمذي والحاكم بإسناد جيد ؛ لأن الحلف بغير الله فيه غلو في تعظيم غير الله، وقد ينتهي ذلك التعظيم بمن حلف بغير الله إلى الشرك الأكبر.
ومن أمثلة الشرك الأصغر أيضا: ما يجري على ألسنة كثير من المسلمين من قولهم: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت، ونحو ذلك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأرشد من قاله إلى أن يقول: (ما شاء الله وحده) أو (ما شاء الله ثم شئت)؛ سدا لذريعة الشرك الأكبر من اعتقاد شريك لله في إرادة حدوث الكونيات ووقوعها، وفي معنى ذلك قولهم: توكلت على الله وعليك، وقولهم: لولا صياح الديك أو البط لسرق المتاع .
ومن أمثلة ذلك: الرياء اليسير في أفعال العبادات وأقوالها، كأن يطيل في الصلاة أحيانا ليراه الناس، أو يرفع صوته بالقراءة أو الذكر أحيانا ليسمعه الناس فيحمدوه، روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء) ، أما إذا كان لا يأتي بأصل العبادة إلا رياء ولولا ذلك ما صلى ولا صام ولا ذكر الله ولا قرأ القرآن فهو مشرك شركا أكبر، وهو من المنافقين الذين قال الله فيهم: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ... الآية) ، إلى أن قال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء/142-146 . وصدق فيهم قوله تعالى في الحديث القدسي : (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) رواه مسلم في صحيحه.
والشرك الأصغر لا يخرج من ارتكس فيه من ملة الإسلام ، ولكنه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر؛ ولذا قال عبد الله بن مسعود : (لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا) .
وعلى هذا ؛ فمن أحكامه : أن يعامل معاملة المسلمين فيرثه أهله، ويرثهم حسب ما ورد بيانه في الشرع، ويصلى عليه إذا مات ، ويدفن في مقابر المسلمين ، وتؤكل ذبيحته ، إلى أمثال ذلك من أحكام الإسلام، ولا يخلد في النار إن أدخلها كسائر مرتكبي الكبائر عند أهل السنة والجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/172-176) .

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:16 PM
سئل الشيخ بن بار رحمه الله عن حكم من وقع فى الشرك الاكبر - السائل: أحسن الله إليك، من وقع في شرك هل يلزمه الشهادتين أم يكفي التوبة؟
الشيخ: إن كان نطق بالشهادتين يكفي التوبة مما فعل و إذا نطق بهما كما قال بعض العلماء لابأس زيادة خير و إلا المقصود التوبة تحصل بالرجوع عما أخطأ فيه، إن كان بدعاء الأموات تاب إلى الله من ذلك، إن كان بالذبح لغير الله تاب إلى الله من ذلك، إن كان بترك الصلاة تاب إلى الله من ذلك، إن كان بجحد الصيام و هكذا، الشيء الذي كفر به يدخل في الإسلام بالإقرار به وإذا أتى بالشهادتين زيادة = زيادة خير كما قال بعض أهل العلم لكن الصحيح أنه يدخل في الإسلام بالإقرار بالشيء الذي جحده أولا وصار به كافراً، مثلا أنكر وجوب الصلاة نقول إذا تاب إلى الله وأقر بوجوبها دخل في الإسلام، أنكر تحريم الزنا، نقول إذا تاب إلى الله وأقر بأن الزنا حرام دخل في الإسلام ولو ما كرر الشهادة لأن الشهادة ما أنكرها.
السائل: وعباد القبور كذلك؟
الشيخ: وعباد القبور كذلك إذا تابوا إلى الله واعترفوا أن الله مستحق للعبادة وأنه لا يجوز دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات دخلوا في الإسلام.
السائل: أحسن الله إليك، الخفاء والوضوح لايتغير باختلاف الأزمنة والأمكنة؟
الشيخ: لايتغير،كلما عظم الجهل زاد الخفاء،كلما اشتدت غربة الإسلام زاد الخفاء، لكن مادام بين المسلمين ويسمع القرآن ويسمع السنة فقد بُلغ، الله قال :"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" القرآن بلغ، ويقول سبحانه:"وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " هو بلغه القرآن ويتوب إلى الله تعالى ويفعل كذا بل يخاصم ويضارب الله وما يطيع وما يقبل الفائدة، أهل القبور الآن صعب التفاهم معهم في التوحيد إلا بشدة، ما يرضون التفاهم معهم، يرون أنهم على حق، نسأل الله العافية.الا من رحمه الله
السائل: الكلام هذا في التوحيد فقط أم حتى في المسائل المكفرة من البدع كالجهمية؟
الشيخ: المسائل التي ما تكفر أمرها أسهل، المقصود المسائل المكفرة.
السائل: مثلا الجهمية ياشيخ، يعم الحكم على العوام أم فيه تفصيل ياشيخ؟
الشيخ: عوامهم معهم إذا كانوا معتقدين دينهم، عوامهم مثل عوام اليهود والنصارى معهم، إنما الشيء الذي قد يخفى مثل عموم القدرة، مثل قصة الذي أمر أهله أن يحرقوه، ظن أنه إذا حرق وذري في يوم عاصف أنه يفوت ويسلم فأمر الله الأرض والبحر أن يجمع مافيه ثم قال ما حملك على هذا قال خوفك يارب فتجاوز الله عنه
[شرح كشف الشبهات].................السائل :كثير من المنتسبين للسلفية ياشيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء فإذا وقع العامي على كلام كفر يقول له لا أنت ما تكفره؟
الشيخ: إقامة الدليل يعني، كل على حسب حاله.
السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر؟
الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع؟
إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره، مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، والدليل على كفرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر.
السائل: يمنعون ياشيخ العامي من التكفير!؟
الشيخ: العامي لايكفِّر إلا بالدليل، العامي ما عنده علم هذا المشكل، لكنا لذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة، هذا مافيه شبهة،ولو قال واحد : إن الزنا حلال، لكفر عند الجميع، عند العامة وإلى آخره، هذا ما يحتاج أدلة، أوقال : إن الشرك جائز، يجوز للناس أن يعبدوا غير الله، هل أحد يشك في هذا؟! هذا ما يحتاج أدلة، لوقال : يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام ويعبدوا النجوم ويعبدوا الجن، كفر، التوقف في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي.
[شرح كشف الشبهات] .....................
الإمام بن باز رحمه الله : الذي لا يفهم اللغة العربية يترجم له اللغة التي يفهمها
التلميذ : بعض الناس يا شيخ يوافقك على إنها شرك أكبر يا شيخ لكن ما يوافق على التكفير يقول هذه من المسائل الخفية يا شيخ.
الإمام بن باز رحمه الله : لا ما هي خفية، أظهر شيء في الوجود الشرك الأكبر ، أظهر شيئ ، واحد يقوم يصلي لغير الله و يصوم لغير الله أو يقول يا سيدي البدوي اغفرلي أو ارحمني أو اشفي مريضي أو رد غائبي أو أنا في جوارك أو أنا مريض فمن علي بالشفاء، وايش بعد وراء هذا ؟
التلميذ : أحسن الله إليك ، كونه جاهل بالتوحيد ما يعذر به؟
الإمام بن باز رحمه الله : لا إذا علم ما يعذر أو كان بين المسلمين، أما إذا كان بعيد فحكمه حكم أهل الفترة ، نعامله معاملة الكفار و لكن أمره إلى الله ، لا نصلي عليه ، لا نورثه ، يرثه المسلمون، وأمره إلى الله.
التلميذ : أحسن الله إليك من قام به الكفر ترى أنه يقام عليه الحجة هذا رأيك أم فيه تفصيل؟
الإمام بن باز رحمه الله : يستتاب، لا يقتل حتى يستتاب، إذا يسر الله من يقتله.
التلميذ : لكن كونه كافر فهو كافر؟
الإمام بن باز رحمه الله : هذا كافر نعم من أظهر الكفر فهو كافر, ما دام بين المسلمين, أما إذا كان في جهة بعيدة من أهل الفترة هذا يكون حكمه حكم أهل الفترة, لا يحكم لا بإسلام و لا بكفر, أمره إلى الله.
السائل: ولو ينتسب إلى الإسلام؟
الشيخ: أمره إلى الله.
السائل: هذا بلغه القرآن يا شيخ, يقال إنه من أهل الفترة؟
الشيخ: لا من بلغه القرآن و السنة لا يقال من أهل الفترة, الله قال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} و يقول: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ} (...)
من أظهر الكفر فهو كافر, من أظهر الكفر فهو كافر لا شك في ذلك, ما دام بين المسلمين, حكمه حكم الكفار حتى يتوب إلى الله, لكن لا يقتل حتى يستتاب.
شرح القواعد الاربع .............................. .
السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة؟
الشيخ: يعلَّم، الذي لا يعرف يعلَّم، والجاهل يعلَّم.
السائل: هل يحكم عليه بالشرك؟
الشيخ: يحكم عليه بالشرك، و يعلَّم أما سمعت الله يقول :" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "
وقال جل وعلا :" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
ما وراء هذا تنديداً لهم، نسأل الله العافية.
[شرح كشف الشبهات]..............السائل: يا شيخ جملة من المعاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة، ودرجوا عباد القبور في هذا؟
الشيخ: هذا من جهلهم، عباد القبور كفار، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون، فإن تابوا وإلا قتلوا.
السائل: يا شيخ مسألة قيام الحجة؟
الشيخ: بلغهم القرآن، هذا بلاغ للناس،القرآن بلغهم وبين المسلمين "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "،"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" ، "يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ" "
قد بلغ الرسول، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في كل شيء ولا يبالون ولا يلتفتون، وإذا جاء أحد ينذرهم و ينهاهم آذوه، نسأل الله العافية.
السائل: حديث الرجل الذي قال إذا مت حرقوني..؟
الشيخ: هذا جهل بعض السنن من الأمور الخفية من كمال القدرة، جهلها فعذر حمله على ذلك خوف الله، وجهل تمام القدرة فقال لأهله ما قال......................

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:18 PM
س : لقد أجبت يا سماحة الشيخ على أحد الأسئلة المطروحة من أحد السائلين فيما يتعلق بالعذر بالجهل ، متى يعذر ومتى لا يعذر ، وذكرت بأن الأمر فيه تفصيل ، ومما ذكرت بأنه لا يعذر أحد بالجهل في أمور العقيدة ، أقول يا سماحة الشيخ إذا مات رجل وهو لا يستغيث بالأموات ، ولا يفعل مثل هذه الأمور المنهي عنها إلا أنه فعل ذلك مرة واحدة فيما أعلم ، حيث استغاث بالرسول صلى الله علية وسلم وهو لا يعلم أن ذلك حرام وشرك ، ثم حج بعد ذلك دون أن ينبهه أحد على ذلك ، ودون أن يعرف الحكم فيما أظن حتى توفاه الله ، وكان هذا الرجل يصلي ويستغفر الله لكنه لا يعرف أن تلك المرة التي فعلها حرام ، فيا ترى هل من فعل ذلك ولو مرة واحدة ، وإذا مات وهو يجهل مثل ذلك ، هل يعتبر مشركا ؟ نرجو التوضيح والتوجيه جزاكم الله خيرا (1).
(1) من برنامج ( نور على الدرب ) الشريط الثامن.
ج : إن كان من ذكرته تاب إلى الله بعد المرة التي ذكرت ، ورجع إليه سبحانه واستغفر من ذلك زال حكم ذلك وثبت إسلامه ، أما إذا كان استمر على العقيدة التي هي الاستغاثة بغير الله ، ولم يتب إلى الله من ذلك فإنه يبقى على شركه ، ولو صلى وصام حتى يتوب إلى الله مما هو فيه من الشرك .
وهكذا لو أن إنسانا يسب الله ورسوله ، أو يسب دين الله ، أو يستهزئ بدين الله ، أو بالجنة أو بالنار ، فإنه لا ينفعه كونه يصلي ويصوم ، إذا وجد منه الناقض من نواقض الإسلام بطلت الأعمال حتى يتوب إلى الله من ذلك هذه قاعدة مهمة ، قال تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } وقال سبحانه : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } وأم النبي صلى الله عليه وسلى ماتت في الجاهلية ، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ليستغفر لها فلم يؤذن له.
وقال صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أبيه : « إن أبي وأباك في النار » وقد ماتا في الجاهلية .
والمقصود أن من مات على الشرك لا يستغفر له ولا يدعى له ، ولا يتصدق عنه إلا إذا علم أنه تاب إلى الله من ذلك ، هذه هي القاعدة المعروفة عند أهل العلم ، والله ولي التوفيق.
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (28\215

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:21 PM
س: يقع كثير من العامة في جملة من المخالفات القادحة في التوحيد فما حكمهم ؟ وهل يعذرون بالجهل ؟ وحكم مناكحتهم وأكل ذبائحهم ؟ وهل يجوز دخولهم مكة المكرمة ؟
الجواب: من عرف بدعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم ، ونحو ذلك من أنواع العبادة فهو مشرك كافر لا تجوز مناكحته ، ولا دخوله المسجد الحرام ، ولا معاملته معاملة المسلمين ، ولو ادعى الجهل حتى يتوب إلى الله من ذلك . لقول الله - عز وجل - في سورة البقرة : { وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } الآية وقوله - سبحانه - في سورة الممتحنة : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُن َّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنّ َ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُاللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (1) ولقوله - عز وجل - في سورة التوبة : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } الآية.
ولا يلتفت إلى كونهم جهالا بل يجب أن يعاملوا معاملة الكفار حتى يتوبوا إلى الله من ذلك ، لقول الله - سبحانه - في أمثالهم : { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }{ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } ولقول الله - عز وجل - في النصارى وأمثالهم : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا }{ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }.
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
(تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام سؤال رقم:6)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:22 PM
س : نشاهد في بعض البلاد الإسلامية أن هناك أناسا يطوفون بالقبور عن جهل.. فما حكم هؤلاء, وهل يطلق على الواحد منهم مشرك؟ .
جـ : حكم من دعا الأصنام واستغاث بها ونحو ذلك بحمد الله ظاهر وهو الكفر الأكبر إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله, كما يطوف بالكعبة يظن أنه يجوز الطواف بالقبور ولم يقصد التقرب بذلك لأصحابها وإنما قصد التقرب إلى الله وحده, فهذا يعتبر مبتدعا لا كافرا; لأن الطواف بالقبور بدعة منكرة, كالصلاة عندها, وكل ذلك من وسائل الكفر, ولكن الغالب على عباد القبور هو التقرب إلى أهلها بالطواف بها, كما يتقربون إليهم بالذبح لهم والنذر لهم, وكل ذلك شرك أكبر, من ماتعليه مات كافرا لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين, وأمره إلى الله عز وجل في الآخرة إن كان ممن لم تبلغه الدعوة فله حكم أهل الفترة , ويدل على ذلك: ما جرى لأم النبي صلى الله عليه وسلم فإنها ما كانت أدركت النبوة وكانت على دين قومها, واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يستغفر لها, فلم يؤذن له أن يستغفر لها؛ لأنها كانت على دين الجاهلية, وهكذا أبوه قال عنه صلى الله عليه وسلم لما سأله سائل عن أبيه: « إن أبي وأباك في النار » وأبوه صلى الله عليه وسلم مات في الجاهلية على دين قومه فصار حكمه حكم الكفار, لكن من لم تبلغه الدعوة في الدنيا, ومات على جهل بالحق يمتحن يوم القيامة في أصح أقوال أهل العلم فإن نجح دخل الجنة, وإن عصى دخل النار.
وهكذا جميع أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة, كما قال تعالى: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }
أما من بلغه القرآن أو بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يستجب فقد قامت عليه الحجة, كما قال الله عز وجل: { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } يعني: أن من بلغه القرآن فقد أنذر.
وقال تعالى: { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ } فمن بلغه القرآن وبلغه الإسلام, ثم لم يدخل فيه فله حكم الكفرة, وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار » خرجه مسلم في الصحيح . فجعل سماعه ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم حجة عليه.
والحاصل: أن من أظهر الكفر في ديار الإسلام حكمه حكم الكفرة, أما كونه يوم القيامة ينجو أو لا ينجو فهذا إلى الله سبحانه وتعالى, إن كان ممن لم تبلغه الدعوة ولم يسمع ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يمتحن يوم القيامةويرسل إليه عنق من النار كما جاء في حديث الأسود بن سريع فيقال له: ادخل, فإن دخلها كان عليه بردا وسلاما, وإن أبى التف عليه العنق وصار إلى النار نسأل الله السلامة.
فالخلاصة: أن من لم تبلغه الدعوة كالذين في أطراف الدنيا أو في أوقات الفترات , أو كان بلغته وهو مجنون ذاهب العقل, أو هرم لا يعقل فهؤلاء وأشباههم مثل أولاد المشركين الذين ماتوا وهم صغار, فإن أولاد المشركين الذين لم يبلغوا الحلم كلهم أمرهم إلى الله, فالله يعلم بما كانوا عاملين, كما أجاب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عنهم, ويظهر علمه فيهم سبحانه يوم القيامة بالامتحان, فمن نجح منهم دخل الجنة, ومن لم ينجح دخل النار ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (1\49)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:24 PM
س : السجود والذبح لغير الله ، إذا كان عن جهل ، أو كذا هل فيه فرق بين الجهل والتعمد ؟
ج : هذه من الأمور التي لا تجهل ، من عملها يكفر وعليه التوبة إذا كان صادقا ، عليه التوبة فمن تاب تاب الله عليه ، المشركون تابوا وتاب الله عليهم يوم الفتح ، وهم معروف كفرهم وضلالهم ، في مكة فلما فتح الله مكة ، ودخلوا في دين الله قبل الله منهم . أما سجود معاذ بن جبل للنبي صلى الله عليه وسلم فهومتأول يحسب أنه جائز ، وبين له النبي صلى الله عليه وسلم حرمة ذلك ، بعدما استقرت الشريعة ، علمه أن السجود لله ؛ لقوله سبحانه : { فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } وانتهى الأمر ، كان معاذ جاهلا فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد أن استقرت الشريعة ، علمه وعلم الأمة أن السجود لله ، كما قال سبحانه : { فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } ، ويقول تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ } ، فالذي بين للمسلمين أن من يسجد لغير الله يكون كافرا ، وعليه التوبة .
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (28\146)
س: يقول السائل في رسالته : إذا مات الشخص وهو يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ببشر ، وأنه يعلم الغيب ، وأن التوسل بالأولياء الأموات والأحياء قربة إلى الله عز وجل فهل يدخل النار أو يعتبر مشركا ؟ وإذا كان لا يعلم غير هذا الاعتقاد ، وأنه عاش في منطقة علماؤها وأهلها كلهم يقرون بذلك . فما حكمه ؟ وما حكم التصدق عنه والإحسان إليه بعد موته ؟
الجواب : من مات على هذا الاعتقاد ، وهو أن يعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس ببشر، وليس من بني آدم ، أو يعتقد أنه يعلم الغيب ، فهذا اعتقاد كفري ، فيعتبر كافرا ، وهكذا إذا كان يتوسل به بمعنى يدعوه ، ويستغيث به ، وينذر له ؛ لأن التوسل فيه تفصيل ، فبعض الناس يطلق التوسل على دعاء الميت وطلب المدد والاستغاثة به ، وهذا من الكفر بالله ، فإذا مات على ذلك الحال مات على حالة كفرية ، لا يتصدق عنه ، ولا يصلى عليه ، ولا يغسل في هذه الحال ، ولا يدعى له ، ثم بعد ذلك أمره إلى الله في الآخرة ، إن كان عن جهالة وعدم بصيرة وليس عنده من يعلمه فهذا حكمه حكم أهل الفترة يوم القيامة ، يمتحنون ويؤمرون ، فإن أجابوا وأطاعوا نجوا ودخلوا الجنة ، وإن عصوا دخلوا النار .
أما إن كان يعلم ، ولكنه تساهل ، ولم يبال ، فهذا حكمه حكم الكفرة ؛ لأنه مكذب لله عز وجل ، والله عز وجل بين أن محمدا صلى الله عليه وسلم بشر ، وبين أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، وأنه مستحق للعبادة ، فالذي يعتقد أن محمدا ليس ببشر ، وأنه يعلم الغيب ، فقد كذب الله عز وجل ، ويكون كافرا ،نسأل الله العافية .
أما إذا كان جاهلا فأمره إلى الله في الآخرة ، أما في الدنيا فحكمه حكم الكفرة ؛ لا يصلى عليه، ولا يدعى له . . . .
(فتاوى نور على الدرب (1/193)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:27 PM
السائل: أحسن الله إليك يا شيخ إذا استغاث بقبر أحد الصالحين وهو جاهل ، هل يكفر؟
الإمام بن باز: نعم، شرك أكبر، هذه من الأمور التي ما تخفى بين المسلمين.
السائل: إذا كان جاهل يكفر يا شيخ؟
الإمام بن باز: ولو ! هذا من الكفر الأكبر، ولا يعذر بقوله إني جاهل، هذا من المعلوم من الدين بالضرورة، لكن إذا كان صادق يبادر بالتوبة.
السائل: في بعض البلدان يا شيخ أحسن الله إليك..
الإمام بن باز: نعم في مصر والشام وغيرها، نعم.
السائل: طيب يا شيخ يكفرون وهم جهال؟
الإمام بن باز: نعم نعم، الرسول كفرهم، كفرهم وهم مسلمون ، قاتلوهم ، قاتلوا الوثنيين وفيهم العامة الذين ما يعرفون شيء، تباعاً لساداتهم.
السائل: يا شيخ حتى في بعض دول أوربا وأمريكا مثلا يا شيخ؟
الإمام بن باز: نعم نعم.
السائل: الذبح ؟
الإمام بن باز: الذبح لغير الله شرك (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين لا شريك له) في الدول: العامة تبع القادة، تبع الكفار، تبع اليهود والنصارى وأشباههم، عامتهم تبع لهم ، نعم.
السائل: من قال لا يكفر حتى تقام عليه الحجة؟
الإمام بن باز: الحجة قائمة ، لأن الله جل وعلا قال: (هذا بلاغ للناس) كتابه بلغه للناس، وقد بلغ المشرق والمغرب، ولكن الناس أعرضوا عن القرآن ولا يريدونه ، نسأل الله العافية، قول شيخه وقول إمامه عنده أكبر من القرآن.
(شرح كتاب التوحيد باب: باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تُعبد من دون الله)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:28 PM
السؤال : قد ذهبنا إلى إحدى الجمهوريات الإسلامية - التي كانت تحت الاحتلال الروسي الشيوعي - ، فوجدنا الناس لا يعرفون من الدين إلا الشهادتين ، فلا يعرفون أن الصلاة واجبة ، وكذلك الزكاة والصوم وغيرهما من الشرائع ، وأكثرهم لا يصلون ولا يصومون.
والسؤال : هل يجوز اعتبارهم مسلمين ، بمعنى : هل يجوز لنا إلقاء السلام عليهم ، وأكل ذبائحهم ، ومناكحتهم ، والصلاة على موتاهم ؟

الجواب : الواجب نصحهم وتوجيههم للخير ودعوتهم إلى الله ، وتبصيرهم فيما جهلوا ، هذا واجب الدعاة في البوسنة وغيرها ، عليهم تبصيرهم ودعوتهم إلى الله ، وإعلامهم بما شرع الله ، وتوجيههم للخير.
وإذا كانوا لا يصلون ؛ فلا تحل ذبيحتهم ، أو كان عندهم الشرك ؛ حتى يتوبوا ، فإن تابوا فلا بأس ، أما ما داموا لا يصلون ، أو يتعاطون الشرك ، فلا تؤكل ذبائحهم ، ولكن يعلمون وينصحون، فإذا تابوا إلى الله ورجعوا أكلت ذبائحهم وصاروا إخوة لنا في الله.
فعلى الدعاة أن يوجهوهم ويرشدوهم ويعلموهم ؛ كما فعل الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - مع أهل المدينة ؛ وكما فعلوا في مغازيهم في الشام و العراق وغير ذلك.
فلابد من الدعوة والتوجيه والصبر.
[محاضرة أسباب الثبات أمام الفتن-الأسئلة]

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:31 PM
السائل: من وصلته كتب منحرفة هل يعذر بالجهل في هذه الحال، من وصلته كتب مبتدعة يعني ليس فيها توحيد وعقيدة هل يعذر بالجهل؟
الشيخ: ما يعذر بالشرك أما الذي قد يخفى مثل بعض واجبات الحج أو واجبات العمرة أو واجبات الصيام أو الزكاة بعض أحكام البيع، وبعض أمور الربا، قد يعذر و تلتبس عليه الأمور.
لكن أصل كونه يقول أن الحج غير مشروع أو الصيام غير واجب أو الزكاة غير واجبة، هذا لايخفى على المسلمين، هذا شيء معلوم من الدين بالضرورة.
السائل: عفا الله عنك، من قال لابد أن تتوفر شروط في من أًريد تكفيره بعينه وتنتفي الموانع؟
الشيخ: مثل هذه مثل ما تقدم، الأمور الظاهرة ما يحتاج فيها شيء، يكفر بمجرد وجودها، لأن وجودها لايخفى على المسلمين، معلوم من الدين بالضرورة بخلاف الذي قد يخفى مثل شرط من شروط الصلاة، شرط من شروط الزكاة، بعض الأموال التي تجب فيها الزكاة، تجب أو لا تجب، بعض شؤون الحج، بعض شؤون الصيام، بعض شؤون المعاملات، بعض مسائل الربا.
السائل: الرجل الذي أنكر قدرة الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ: هذا شيء دقيق، أنكر أن الله يقدر عليه إذا حرق وطحن وذر في البحر في يوم عاصف.
[شرح كشف الشبهات]

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:34 PM
س: ما حكم من مات على الشرك وهو لا يعلم أنه من الشرك؟
ج: من مات على الشرك فهو على خطر عظيم لقول الله سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} وقال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
فهذا وعيدهم ومصيرهم كسائر الكفرة الكفر الأكبر، وحكمهم في الدنيا أنهم لا يغسلون ولا يصلى عليهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين، أما إن كان أحد منهم لم تبلغه الدعوة- أعني القرآن والسنة- فهذا أمره إلى الله سبحانه يوم القيامة كسائر أهل الفترة، والأرجح عند أهل العلم في ذلك في حكمهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى دخل النار.
وقد بسط الكلام في ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في آخر كتابه " في طريق الهجرتين ". حيث قال: " (المذهب الثامن) أنهم يمتحنون في عرصات القيامة ويرسل إليهم هناك رسول الله وإلى كل من لم تبلغه الدعوه فمن أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه أدخله النار، وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها ". أما إن كان أحد منهم عنده جهل فيما وقع فيه من الشرك فأمره إلى الله جل وعلا، والحكم على الظاهر، فمن كان ظاهره الشرك حكمه حكم المشركين وأمره إلى الله جل وعلا الذي يعلم كل شيء سبحانه وتعالى.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع ص 41)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:37 PM
س 1: في بلادنا ضل الكثير بسبب الطرق الصوفية، حيث يعبدون القبور، ويدعون غير الله، ومنهم حفظة لكتاب الله وأئمة للمساجد. السؤال يتكون من فقرات - سماحة الشيخ -:
هل هؤلاء كفار بسبب ارتكابهم للشرك ولعدم معرفتهم للتوحيد، إذا كانوا يجهلون معنى لا إله إلا الله؟
وهل يعذرون بالجهل، أم هم كفارا وجهونا على ضوء هذا السؤال جزاكم الله خيرا.
ج 1: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد؛ لقد دل الكتاب العزيز والسنة المطهرة على بيان توحيد الله جل وعلا، وعلى أنواع الشرك الأكبر، فمن تلبس بالشرك من سائر الناس وهو بين المسلمين فيمن بلغه القرآن والسنة فإنه يحكم عليه بالشرك، قال الله جل وعلا: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}، وقال الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}، وقال جل وعلا: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}، فمن بلغه القرآن العظيم والسنة المطهرة، ثم تعاطى الشرك يحكم عليه بالشرك؛ لتساهله وعدم عنايته بما أوجب الله عليه من التفقه في الدين والبصيرة، فإذا كان يدعو الأموات، ويستغيث بالأموات، أو بالنجوم أو بالأشجار والأحجار أو بالأصنام أو بالجن، يدعوهم يستغيث بهم، ينذر لهم، فهذا شرك أكبر، يستتاب من ذلك، يستتيبه ولي الأمر، فإن تاب وإلا وجب قتله على شركه بالله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه» ، والله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله، وجهاد المشركين، فإذا كان الرجل بين المسلمين وفي بلاد المسلمين أو بين قوم بلغهم القرآن والسنة، ثم تساهل واستمر على ما هو عليه فإنه يحكم عليه بالشرك، إذا كان يدعو الأموات، أو يستغيث بالأموات، وينذر لهم، أو بالجن أو بالملائكة، أو بالأنبياء يقول: يا سيدي فلان، أو يا نبي الله فلان، اغفر لي أو أنجني من النار، أو أغثني أو اشف مريضي، أو رد غائبي، أو أنا في جوارك، أو أنا في حسبك، يقول هذا لميت أو لجن أو للملائكة، أو لغيرهم هذا من الشرك الأكبر؛ لأن الله يقول سبحانه: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}، ويقول سبحانه: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}، ويقول جل وعلا: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}، ويقول عن المشركين وهم جهال: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ويقول جل وعلا عنهم: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}، فسماهم كذبة بزعمهم أن أصنامهم تقربهم إلى الله زلفى، وسماهم كفرة بعبادتهم إياها، وشركهم إياها.
س 2: هل يعذر عباد القبور بالجهل، رغم وجود دعاة التوحيد بينهم؟
ج 2: تقدم أنهم لا يعذرون، بل يجب عليهم أن يطلبوا العلم، وأن يتبصروا وأن يتفقهوا في الدين، ويسألوا عما أشكل عليهم، هذا الواجب عليهم، إذا سكتوا واستمروا على عبادة الأموات أو الأشجار، أو الأحجار أو الأنبياء أو الملائكة أو الجن؛ صاروا كفارا بذلك، في دعائهم إياهم، وطلبهم منهم الشفاعة أو شفاء المريض أو رد الغائب أو ما أشبه ذلك.
س 3: هل تصح الصلاة خلف من عرف بدعاء غير الله؛ وما حكم من يصلي خلفه؟
ج 3: من صلى خلف من يشرك بالله لا تصح صلاته، ما دام يدعو غير الله، ويستغيث بغير الله، أو ينذر لغير الله، لا يصلى خلفه عند أهل العلم، لا يصلى خلف الكافر، ولا تصح الصلاة خلف الكافر، إنما الخلاف في الفاسق أما الكافر فلا.
فتاوى نور على الدرب 1/252

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:38 PM
س: الأخ م. أ. ع. من القاهرة، يسأل ويقول: هل يعذر الإنسان بجهله؟ مثلا: رجل زار قبور الأولياء بنية التبرك بهم مع أنه لا يعلم أن ذلك الفعل من الشرك الأكبر، مع بيان وتوضيح الأدلة من الكتاب والسنة، جزاكم الله خيرا.
ج: أمور العقيدة التي تتعلق بالتوحيد والشرك لا يعذر فيها بالجهل وهو بين المسلمين، ويسمع القرآن والأحاديث، ويستطيع أن يسأل، ما يعذر بدعوة القبور، والاستغاثة بالأموات وأشباه ذلك. بل يجب عليه أن يتعلم، وأن يتفقه، وليس له أن يتساهل في هذا الأمر. وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يستغفر لأمه، وهي ماتت في الجاهلية، فلم يؤذن له. وقال: «إن أبي وأباك في النار» لما سأله رجل عن أبيه قال: «إن أبي وأباك في النار» . وقد مات في الجاهلية. قال جمع من أهل العلم: إنما ذلك لأنهما ماتا على علم بشريعة إبراهيم، وشريعة إبراهيم النهي عن الشرك! فلعل أمه بلغها ذلك، فلهذا نهي عن الاستغفار لها، ولعل أباه بلغه ذلك، فلهذا قال: «إن أبي وأباك في النار» . فإذا كان أبوه صلى الله عليه وسلم وأمه لم يعذرا وهما في حال الجاهلية، فكيف بالذي بين المسلمين وعنده العلماء ويسمع القرآن، ويسمع الأحاديث.
فالحاصل أن هؤلاء الذين يعكفون على القبور، ويستغيثون بالأموات غير معذورين، بل يجب عليهم أن يتفقهوا في الدين، وأن يسألوا أهل العلم، وألا يبقوا على حالهم السيئة. والآيات تعمهم والأحاديث.
فتاوى نور على الدرب 1/255

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:39 PM
س: هل العذر بالجهل مسألة قياسية تختلف من زمان إلى زمان ، ومكان إلى آخر ؟

ج: لا تختلف لا الجهل بسبب العذر بالنسبة للعقيدة ، إلا إذا كان في محل لم تبلغه الدعوة ولا القرآن ولا السنة أما إن كان في الأحكام فهو عذر ، من جهل الحكم الشرعي في بعض الأحكام التي قد تخفى أو في دقائق الصفات بعض الصفات التي قد تخفى فهذا عذر أما في الأمور الواضحة الأمور التي تعد بالضرورة كالإيمان بالله وأنه الخلاق العليم وأنه يستحق العبادة وأنه كامل بأسمائه وصفاته والإيمان بما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة من أسمائه وصفاته هذا ليس بعذر ، إذا كان ممن بلغه القرآن والسنة نسأل الله السلامة. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى...

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:40 PM
س: ما موقف السلف -رحمهم الله- كالإمام ابن تيمية وابن عبد الوهاب من قضية العذر بالجهل، وهل هي واردة، وهل تطرق إليها السلف، أم أنها باطلة لا أصل لها في قضية التوحيد؟

ج: الجهل في الجملة قد يكون عذراً، وقد لا يكون عذراً، فإذا كان الشخص المكلف بعيداً عن الإسلام وعن أهل العلم كالذي ينشأ في بلاد بعيدة عن المسلمين ولم تبلغه الرسالة ولا القرآن ولا السنة هذا يكون معذوراً بالجهل، فله حكم أهل الفترات يوم القيامة، يمتحنون فإن أجاب دخل الجنة وإن عصا دخل النار، وقد يكون معذوراً أيضاً في الأشياء الخفيفة والفروع التي قد تخفى على مثله، كما علَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الجبة لما أحرم في جبة وتضمخ بالطيب، وقد أحرم بالعمرة! قال له عليه الصلاة والسلام: (انزع عنك الجبة، واغسل عنك الخَلوق، واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك)، ولم يأمره بفدية عن لبسه الجبة، ولا عن تضمخه بالطيب؛ للجهل. فالحاصل أن الجهل عذر في الأمور التي يخفى مثلها في المسائل الفرعية أو في حق من كان بعيداً عن المسلمين وعن سماع القرآن والسنة، كأن يكون في البلاد التي تبعد عن المسلمين في أطراف الدنيا، ومثل أهل الفترة الذين ما بلغتهم الرسالات، هؤلاء يعذرون بالجهل، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أجاب الأمر دخل الجنة، ومن عصا دخل النار، أما مَن بين المسلمين يسمع القرآن والسنة هذا غير معذور لا في العقيدة ولا في غيرها، قال الله جل وعلا: ..وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ.. ، فالله جعل القرآن نذيراً، ومحمد جعله نذيراً، فالقرآن نذير، ومحمد نذير، فالذي يبلغه القرآن والسنة ويعيش بين المسلمين هذا غير معذور، عليه أن يسأل وعليه أن يتفقه في الدين، وعليه أن يتعلم. والله المستعان
فتاوى نور على الدرب1/246

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:41 PM
س: أرجو منكم التعليق على ما يقع فيه الكثير من الناس من عابدي القبور والأضرحة من صرف العمل لها، وسؤال أصحابها شفاء المرضى، وتفريج الكرب، فهل من مات وحالته هذه يكون خالداً في جهنم، وهل يعذر جاهل بهذه القضية؟

ج: هذا سؤال عظيم، وجدير بالعناية؛ لأن واقع في كثير من البلدان الإسلامية وهو سؤال الأموات والاستغاثة بالأموات وطلبهم شفاء المرضى أو النصر على الأعداء! وهذا من الشرك الأكبر، وهذا دين الجاهلية دين أبي جهل وأشباهه من عباد القبور وعباد الأصنام، يقولون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3) سورة الزمر، كما حكى الله عنهم سبحانه وتعالى، قال الله جل وعلا: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ (18) سورة يونس، وقال سبحانه في سورة الزمر: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى). فالحاصل أن هذا العمل من الشرك الأكبر، وصاحبه إذا مات عليه يكون من أهل النار مخلداً فيها، نسأل الله العافية، إلا إذا كان لم تبلغه الدعوة كان من أهل الفترات الذين ما بلغتهم الدعوة في محلات ما بلغتهم الدعوة ما بلغهم القرآن ولا كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا حكمه إلى الله جل وعلا يوم القيامة، يمتحن يوم القيامة فمن أجاب جواباً صحيحاً دخل الجنة ومن أجاب جوابا غير صحيح دخل النار، فالمقصود أنه يمتحن يوم القيامة فمن أجاب ما طلب منه دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما من كان في الدنيا قد بلغه القرآن وبلغته السنة ويعيش بين المسلمين فهذا لا يعذر بدعواه الجهل، هو قد أسرف على نفسه وتساهل ولم يسأل أهل العلم ولم يتبصر في دينه، فهو مؤاخذ بأعماله السيئة الشركية. نسأل الله السلامة.
- جزاكم الله خيراً، إذاً عملية العذر بالجهل هذه..!
ج/ لا، العقائد التي هي أصل الإسلام ما فيها عذرٌ بالجهل، الله جل وعلا قال عن الكفار: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (30) سورة الأعراف، ما عذرهم بحسبانهم أنهم مهتدون ما عذرهم بجهلهم، وقال في النصارى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (103-104) سورة الأعراف. فالحاصل أنهم بهذا كفروا وقال بعد هذا سبحانه: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا) (105-106) سورة الأعراف. ما عذرهم بالجهل لتساهلهم وعدم عنايتهم بطلب الحق، وقال سبحانه: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ) (19) سورة الأنعام، وقال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم في صحيحه، ولم يقل: فَهِم عني أو تبصر أو علم، بل علق بالسماع (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار) نسأل الله العافية.
فتاوى نور على الدرب2/287

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:41 PM
س: العذر بالجهل عموماً هل له قواعد وأسس يقوم عليها، ثم هل هو عام، بمعنى: في كل زمان ومكان، وهل يعذر الجهل في المجتمع المسلم عامة، والمجتمع الذي فيه المسلم وغيره؟ أيضاً سماحة الشيخ لعل لكم توجيه في هذا الموضوع، وما هي الأسس والقواعد في إقامة الحجة، وهل كل من بلغ آية أو حديث يعتبر قائماً بالحجة؟

ج: الجهل فيه تفصيل: العذر فيما قد يخفى من مسائل الأحكام، أو مسائل العقيدة التي قد تخفى، أما جنس الجهل في الأمور الظاهرة ما هو بعذر؛ لأن صاحبه هو المقصر, المتساهل، لقول الله- جل وعلا-: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ(التو ة: من الآية115)، ما قال: حتى يتبين لهم، قال: حتى يبين لهم، وقال-تعالى-: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً(الإسرا : من الآية15)، ما قال: حتى يفهموا كلام الرسول، قال: حتى نبعث رسولا، فعلى الرعية وعلى الأمة أن تتفهم كلام الرسول، وأن تتفهم القرآن، وأن تسأل عما أشكل عليها؛ لأن الرسول مبلغ، والقرآن مبلغ، هذا بلاغ للناس، ويقول- عز وجل-: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ(المائدة: من الآية67)، ويقول-سبحانه-: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ (الأنعام: من الآية19)، فالأمة مبلغة بالقرآن وبالرسول, فالذي يعيش بين المسلمين والقرآن موجود، والسنة موجودة ولا يبالي ولا يسأل ما هو معذور، أما في دقائق الأمور مثل بعض الأحكام, أو بعض مسائل الربا، بعض مسائل العقود التي قد تخفى عليه يعذر، إذا كان مثله لا يستحيل له معرفة ذلك، مثل الذي قال لأولاده إذا مت حرقوني، ثم ذروني في البحر،فإن قدر علي الله ليعذبني، ظن هذا يفوت الله، لجهله بكمال قدرة الله- جل وعلا-، فأعذره الله لما جمع ما في البر والبحر من جسمه وقام بين يديه سأله، قال: ما حملك على هذا؟ قال: خوفك، فغفر الله له، من أجل شدة خوفه من الله، وجهله بهذا الأمر الدقيق، وهكذا في مسائل كثيرة في العقود في البيع, وفي المحرمات قد يخفى عليه بعض الأشياء التي يخفى دليلها, أما إنسان يسمع القرآن, ويسمع السنة, وعنده من يرشده ولا يبالي, ولا يسأل فالشرك أعظم الذنوب، لا يتساهل في هذا مثل المسائل الأخرى عقوقه لوالديه أمر واضح, مثل ما يفعل بعض الناس من ترك الصلاة؛ لأن هذا أمر واضح ما هو بمعذور؛ لأن هذا شيء واضح بين المسلمين، أما الشيء الدقيق الذي قد يخفى يعذر فيه. إذن يا سماحة الشيخ/ العامة عليهم أن يسألوا عما أشكل عليهم؟ الله يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ(الأنب اء: من الآية7) عليهم أن يسألوا، وعامة الكفار ما عذرهم الله، الرسول بين أيديهم، وهكذا في المدينة، ما عذر المنافقين, ولا ما عذر اليهود؛ لأنهم يسمعون كلام الله،ويسمعون القرآن ولم يستجيبوا.

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:43 PM
السائل: ما حكم تكفير الشخص بعينه والقول بأنه كافر نرجو من سماحة الشيخ إجابة حول هذا السؤال؟
الشيخ بن باز: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن من فعل ما يوجب الكفر كفر بذلك، من رجل أو امرأة، فمن سجد للصنم أو سب الله أو سب الرسول أو دعا الأموات واستغاث بهم أو نذر لهم، يعتبر كافراً بذلك ، وينص على كفره، لأنه تعاطى ما يوجب ذلك فيكون كافرا ، وعليه التوبة إلى الله من ذلك، يستتاب فإن تاب وإلا وجب قتله من ولي الأمر ومن جهة المحاكم الشرعية.
[فتاوى نور على الدرب : 384]

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:44 PM
س: هذا يسأل يقول: إن أباه كان يتعاطى أمور الشرك؛ يسأل الأموات، وينذر لهم، ويستغيث بالأموات، فهل يدعو له؟
الجواب: من مات على الشرك لا يدعى له، والله يقول - جل وعلا -: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} ، فالرجل ينهى عن الاستغفار لوالديه إذا كانا ماتا على الكفر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات أبو طالب على الكفر أراد أن يستغفر له، فنهاه الله عن ذلك. فعليك يا عبد الله ألا تستغفر له، وألا تدعو له ولا عليه، أمره إلى الله ما دام مات على عبادة القبور؛ يسأل الأموات ويستغيث بهم ويطلبهم المدد وينذر لهم، هذا شرك أكبر كالذي يعبد الأصنام، نعوذ بالله من ذلك.
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (28\291)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:45 PM
السؤال: هل كل من يقع في الشرك الأكبر يكون مشركًا، وتطبق عليه أحكام المشركين؟
الإجابة: نعم، من كفر بالله صار كافرًا، ومن أشرك بالله صار مشركًا، كما أن من آمن بالله ورسوله صار موحدًا مؤمنًا، أما من لم تبلغه الدعوة، فهذا لا يقال له: مؤمن ولا كافر، ولا يعامل معاملة المسلمين؛ بل أمرهم إلى الله يوم القيامة، وهم أهل الجهل الذين ما بلغتهم الدعوة، هؤلاء يمتحنون يوم القيامة، يبعث الله إليهم عنقًا من النار، ويقال: ادخلوا، فمن أجاب صار عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يجب دخل النار، نسأل الله العافية، المقصود: أن من بلغته الدعوة ، ولم يؤمن ولم يسلم فهو كافر عدو لله.
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (28\49)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:46 PM
40 السائل: هل يوجد عذر بالجهل في توحيد الربوبية و توحيد الألوهية أم لا, و هل العذر بالجهل مسألة خلافية تختلف حسب الزمان و المكان؟
الشيخ: العقيدة, التوحيد, توحيد الربوبية و الإلهية و الأسماء و الصفات, ليس فيه عذر, يجب على المؤمن أن يعتقد عقيدة صحيحة و أن يوحد الله جل و علا و يؤمن بأنه رب العالمين و أنه الخلاق العليم و أنه انفرد بالربوبية ليس هناك خالق سواه و أنه مستحق العبادة وحده دون ما سواه و أن له الأسماء الحسنى و الصفات العلى لا شبيه له و لا كفؤ له, يجب أن يؤمن بهذا و ليس له عذر في التساهل في هذا الأمر إلا إذا كان بعيدا عن المسلمين في أرض لم ينزل فيها الوحي, فإنه معذور في هذه الحالة و أمره إلى الله, يكون حكمه حكم أهل الفترات, أمره إلى الله يوم القيامة, يمتحن فإن أجاب جوابا صحيحا دخل الجنة و إن أجاب جوابا فاسدا دخل النار, المقصود أن هذا يختلف, إذا كان في محل بعيد لا يسمع القرآن و لا السنة, هذا حكمه حكم أهل الفترة, حكمه عند أهل العلم أنه يمتحن يوم القيامة ثم إن أجاب دخل الجنة و إن أخطأ دخل النار.
أما كونه بين المسلمين يسمع القرآن و السنة ثم يبقى على الشرك و على إنكار الصفات فهو غير معذور نسأل الله العافية.
فتاوى نور على الدرب

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:47 PM
السائل: مسألة قيام الحجة و فهم الحجة, هذه حصلت فيها إشكال كثير؟
الشيخ: الواجب قيام الحجة بس, قال الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} قال: {حتى يبين او يتبين} قال: {يبين} {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} هو الذي يهدي و علينا البيان {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} كيف؟ بالبيان.
أما لازم أنك تفهم, لا, ما هو بلازم, قد يقول: ما فهمت, نطيعه؟؟ إذا قلنا: قل: لا إله إلا الله و معناها: لا معبود بحق إلا الله و معناها: لا تدع اللات ... قال: ما فهمت الكلام, نطيعه وهو عربي يفهم؟؟ لا نطيعه.
شرح القواعد الاربع

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:48 PM
السائل: الجاهل الذي لا يعلم أن الذبح عبادة لعارض الجهل و يذبح لغير الله؟
الشيخ: يعلم أن هذا شرك, فإذا مات عليه حكمه حكم المشركين, لا يصلى عليه و لا يجهز و لا يرثه المسلمون و أمره إلى الله.
شرح القواعد الاربع

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:48 PM
س: يا شيخ، عوام الناس من الصوفية يحضرون المولد، وهذه الموالد تقام فيظنون أن هذا هو الإسلام، يعني فهمهم أن هذا هو الإسلام وأن هذا هو الدين وهذه هي العبادة، ويشدون الرحال إلى الأضرحة والأموات؛ ظنا منهم أن هذا هو الدين، فما الحكم بالنسبة لهم؟
ج: ماذا عندكم في أم النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ عندها علم بالدين؟ هذه أم النبي - صلى الله عليه وسلم - هل استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستغفر لها فأذن له أم لم يؤذن له؟ هل حضرت الإسلام أو حضرت النبوة؟ عاشت على الجاهلية ولم تعذر؛ لأنها عاشت على بقية دين إبراهيم، وهكذا العرب عاشوا على بقية دين إبراهيم فضيعوه، فلم يعذروا وحكم عليهم بالكفر والجهالة والضلالة، ولم يؤذن للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالاستغفار لأمه، وقال - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله عن أبيه: «إن أبي وأباك في النار » .
وأبوه مات في الجاهلية، كيف بهؤلاء الذين عاشوا في الإسلام وبين المسلمين وقالوا لهم: يا ناس اتقوا الله، يا ناس اعبدوا الله، ثم يضربونه أو يقتلونه ويقولون: أنت وهابي، أنت فيك ما ليس فيك، لا يريدون دعوة الله والإقبال عليه، غرر بهم دعاة الجهالة، غرر بهم علماء السوء، لكن الواجب عليهم أن يسألوا ولا يرضوا بعلماء السوء، يسألوا إذا جاءهم داعي الحق، فعندهم القرآن يقول -سبحانه -: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}.
لا يجوز لهم التساهل في هذا أبدا، ينبغي لدعاة الحق أن ينصحوا ويبينوا؛ لأن الله سيسألهم عما عملوه في علمهم كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}. والله ولي التوفيق.
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (28\332)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:50 PM
س: يقولون: إن الذين يذهبون للقبور ويدعون أصحابها فعلهم فعل شرك وهم ليسوا بمشركين، فهل هذا صحيح؟
ج: ليس بصحيح، أصحاب القبور الذين يذهبون إلى القبور ويدعونها من دون الله ويستغيثون بها من دون الله هذا الشرك الأكبر، هذا عمل كفار قريش وغيرهم عند اللات والعزى وأشباههما، وهذا هو الشرك الأكبر، فالواجب تحذيرهم وإنذارهم وأن يتوبوا إلى الله من ذلك ويجددوا إسلامهم.
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (28\329)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:51 PM
س: سائل يقول: إن والده يذبح لغير الله فيما قيل له عن ذلك، ويريد الآن أن يتصدق عنه ويحج عنه، ويعزو سبب وقوع والده في ذلك إلى عدم وجود علماء ومرشدين وناصحين له، فما الحكم في ذلك كله؟
ج: إذا كان والده معروفا بالخير والإسلام والصلاح، فلا يجوز له أن يصدق من ينقل عنه غير ذلك ممن لا تعرف عدالته، ويسن له الدعاء له والصدقة عنه حتى يعلم يقينا أنه مات على الشرك، وذلك بأن يثبت لديه بشهادة الثقات العدول اثنين أو أكثر أنهم رأوه يذبح لغير الله من أصحاب القبور أو غيرهم، أو سمعوه يدعو غير الله، فعند ذلك يمسك عن الدعاء له، وأمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن الله له، مع أنها ماتت في الجاهلية على دين الكفار، ثم استأذن ربه أن يزورها فأذن له، فدل ذلك على أن من مات على الشرك ولو جاهلا لا يدعى له، ولا يستغفر له، ولا يتصدق عنه، ولا يحج عنه، أما من مات في محل لم تبلغه دعوة الله، فهذا أمره إلى الله سبحانه، والصحيح من أقوال أهل العلم أنه يمتحن يوم القيامة، فإن أطاع دخل الجنة، وإن عصى دخل النار؛ لأحاديث صحيحه وردت في ذلك.
(مجموع فتاوى العلامة ابن باز (28\289)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:52 PM
س: ما حكم من يطوف بالقبور للتبرك، ولا يدعو أصحابها من دون الله، هل يعذر بالجهل أم لا؟
ج: إذا طاف بالقبور يتقرب إلى الميت، ويرجو شفاعته عند الله بذلك، فهذا كفر أكبر، مثل إذا دعاه واستغاث به، أما إذا طاف يحسب أن هذا مشروع، وهو يتقرب إلى الله، لا إلى الميت، وهو يحسب أنه مشروع، فهذا من الكبائر ومن البدع العظيمة، والواجب تعليمه حتى يبتعد عن هذا الأمر، والغالب على عباد القبور، التقرب إلى أهلها بالطواف، والدعاء والاستغاثة، وهذا هو الشرك الأكبر، نعوذ بالله من ذلك، وهذه هي عبادة المشركين، وهذه حالهم يتصرفون هذا التصرف، حول القبور، يرجون شفاعة أهلها عند الله، وهذا هو الشرك الأكبر، يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فلم يعذرهم الله سبحانه بل قال: {أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
فسماه شركا، وقال في سورة الزمر في حق عباد غير الله، قال: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، ثم قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} ، فسماهم الله كذبة كفرة، بقولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، هم كذبة في قولهم: ليقربونا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} وهم كفرة بهذا الفعل، بدعائهم إياهم واستغاثتهم بهم، ونذرهم لهم، وذبحهم لهم، وطوافهم بقبورهم، والتقرب إليهم إلى غير هذا من العبادات، كله كفر بالله، وكله شرك أكبر، نعوذ بالله من ذلك، ومن كان بين المسلمين لا يعذر بالجهالة بل هو مشرك، لأن عليه أن يسأل ويتبصر، أما إذا كان في بلاد لا يبلغها الإسلام، ولم يبلغها دعاة الإسلام، فهو كسائر أهل الفترات، الذين تبلغهم الدعوة، هؤلاء أمرهم إلى الله، يوم القيامة، والصواب فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون بأي شيء، فإن أجابوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار، ولكن إذا كانوا أحياء في هذه الدنيا، يعاملون معاملة الكفرة، لا يصلى عليهم، ولا يغسلون إذا ماتوا على الكفر بالله على عبادة الأصنام ونحوها، أما إذا كانوا بين المسلمين يسمعون القرآن، يسمعون السنة هؤلاء لا يعذرون، بل هم كفار بهذا العمل، نعوذ بالله، ويعاملون معاملة الكفرة.
فتاوى نور على الدرب 2/174

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:55 PM
س: ما حكم من مات على الشرك - والعياذ بالله - ولكنه لم يكن يعرف خطورة ذلك الأمر؟ وهو من جهل أهل القرى في ذلك الوقت، ولا يعرفون أن الشرك من أكبر الكبائر، ومات على ذلك الحال، سؤالي: هل يجب علينا أن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة وأداء الحج والعمرة؟ وهل ينفعهم ذلك العمل؟
ج: الشرك هو أعظم الذنوب وهو أكبر الكبائر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " الإشراك بالله» .
ويدل على هذا قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ، فالشرك أعظم الذنوب وأقبح السيئات، فمن مات عليه لم يغفر له، وهو من أهل النار المخلدين فيها، ولا يحج عليه ولا يصلى عنه، ولا يتصدق عنه ولا يدعى له؛ لقول الله جل وعلا: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقوله سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقال في المشركين: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.
والشرك هو صرف العبادة أو شيء منها لغير الله، كالذي يدعو الأموات أو النجوم أو الملائكة، أو الأنبياء يستغيث بهم أو ينذر لهم، أو يذبح لهم، هذا هو الشرك، وهكذا من جحد شيئا مما أوجبه الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، مما أجمع عليه المسلمون؛ كالذي يجحد وجوب الصلاة، أو وجوب الزكاة، أو يجحد وجوب صوم رمضان، أو يجحد وجوب الحج مع الاستطاعة، أو يستحل ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، وأجمع المسلمون على تحريمه: كالزنى والخمر، فيقول: الزنى حلال أو الخمر حلال، أو يقول: عقوق الوالدين حلال، هذا كافر كفرا أكبر لا يصلى عليه، ولا يستغفر له ولا يحج عنه ولا يتصدق عنه؛ لأنه مات على غير الإسلام، ما دام بين المسلمين: قد سمع القرآن، ورأى المسلمين، ورأى أعمالهم، هذا غير معذور، قد قامت عليه الحجة؛ لأن الله سبحانه يقول: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، قال الله سبحانه: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ} ولأنه معرض، ما تعلم ولا سأل، وأمره إلى الله لكن هذا حكمه في الدنيا، مثل عامة كفار قريش، الذين قتلوا يوم بدر وفي غيره، أو ماتوا في مكة، ومثل عامة كفار اليوم، عامة كفار النصارى، كفار اليهود كلهم جهال، لكن لما رضوا بما هم عليه ولم ينقادوا لما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ولم يلتفتوا إليه صاروا كفارا، نسأل الله العافية والسلامة.
فتاوى نور على الدرب 1/260

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:55 PM
س: هل يوجد عذر بالجهل في أمور التوحيد؟ وهل ينطبق هذا على من يدعون وينذرون للأولياء، ويعتبرون معذورين بجهلهم؟
ج: لا يعذر بذلك من أقام في بلد التوحيد، لا يعذر فيه بالجهل، وما دام بين المسلمين، ليس في فترة من الزمان، ولا في محل بعيد عن أهل الإسلام، بل بين المسلمين لا يعذر في التوحيد، بل متى وقع الشرك منه أخذ به، كما يقع الآن في مصر والشام ونحو ذلك، في بعض البلدان عند قبر البدوي وغيره.
فالواجب على علماء الإسلام أن ينبهوا الناس، وأن يحذروهم من هذا الشرك، وأن يعظوهم ويذكروهم في المساجد وغيرها، وعلى الإنسان أن يطلب العلم ويسأل، ولا يرضى بأن يكون إمعة لغيره، بل يسأل، والله يقول سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} فلا يجوز للإنسان أن يبقى على الكفر والشرك! لأنه رأى الناس على ذلك، ولا يسأل ولا يتبصر. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال لمن سأله عن أبيه: «إن أباك في النار، فلما رأى تغير وجهه قال: إن أبي وأباك في النار» وأبوه مات في الجاهلية، رواه مسلم في الصحيح؛ لأنهم كانوا على شريعة تلقوها عن خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي التوحيد، وأمه عليه الصلاة والسلام ماتت في الجاهلية، واستأذن ربه أن يستغفر لها، فلم يؤذن له، واستأذن أن يزورها فأذن له، فدل ذلك على أن من مات على كفر لا يستغفر له ولا يدعى له، وإن كان في الجاهلية، فكيف إذا كان بين المسلمين، وبين أهل التوحيد، وبين من يقرأ القرآن، ويسمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هو أولى بأن يقال في حقه: إنه كافر وله حكم الكفار. وكثير منهم لو سمع من يدعوه إلى توحيد الله، وينذره من الشرك لأنف واستكبر وخاصم، أو ضارب على دينه الباطل، وعلى تقليده لأسلافه وآبائه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالواجب على كل إنسان مكلف، أن يسأل ويتحرى الحق، ويتفقه في دينه، ولا يرضى بمشاركة العامة، والتأسي بكفرهم وضلالهم، وأعمالهم القبيحة، وعليه أن يسأل العلماء، ويعتني بأهل العلم، عما أشكل عليه، من أمر التوحيد وغيره يقول سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
فتاوى نور على الدرب 1/241

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:57 PM
س: هل يجوز يا سماحة الشيخ الاستغفار لشخص من أحد أقاربي مات وأنا لا أدري أهو مات حسن الختام أم لا، علما بأنه كان يقدس الأولياء وأصحاب القبور والأضرحة، ويعتقد بأن هذا من الدين؟
ج: إذا كان ظاهره الشرك، والغلو في الأموات والدعاء بالأموات والاستغاثة بالأموات لا يدعى له، ولكن إذا كان ظاهره الإسلام، ولا تعلم عنه إلا الإسلام، فلا بأس تدعو له وتستغفر لأخيك، هذا مشروع، فالمؤمن يدعو لإخوانه ويستغفر لهم، كما قال أتباع المهاجرين وأصحاب عيسى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} ، فأنت تستغفر لإخوانك، تدعو لهم بالرحمة، إذا كان ظاهرهم الإسلام، أما من كان ظاهره الشرك وهو الغلو في القبور، ودعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، فهذا لا يدعى له؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، وطلب الحوائج منهم، هذا من الشرك الأكبر، هذا دين المشركين، نسأل الله العافية، وهكذا دعاء الجن، ودعاء الأصنام، ودعاء الكواكب، كل هذا من الشرك الأكبر، يقول الله جل وعلا: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} ولما مات أبو طالب على دين قومه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأستغفرن لك، ما لم أنه عنك » ؛ فأنزل الله في ذلك هذه الآية: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} من مات على الشرك، فهو من أصحاب الجحيم، المقصود أن من كان معروفا بدعاء الأموات، والاستغاثة بأهل القبور، أو بالأصنام أو بالجن، أو بالكواكب أو بالملائكة، أو بالأنبياء، هذا كله شرك أكبر، داخل في قوله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}، وداخل في قوله سبحانه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ، وداخل في قوله سبحانه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}؛ وفي قوله: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.
فتاوى نور على الدرب

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 12:59 PM
السؤال: هل الذي يدعو غير الله من بشر أو حجر أو ملك أو غير ذلك، هل يكون مشركا ولو كان جاهلا لا يعلم أنه شرك؟
الجواب: نعم يكون مشركا، إذا دعا أصحاب القبور أو دعا الأصنام أو دعا النجوم أو الجن و استغاث بهم هذا شرك المشركين، يكون شركا إذا كان بين المسلمين لأن عليه أن يتعلم، أما إذا كان في مكان بعيد عن المسلمين و لم يبلغه القرآن و لا السنة فهذا حكمه حكم أهل الفترة، و لا يسمى مسلما و أمره إلى الله يوم القيامة، يمتحن يوم القيامة، فإن أجاب دخل الجنة و إن لم يجب دخل النار، أما من بين المسلمين و قد بلغه الفرآن و السنة فهذا لا يعذر بإصراره على الشرك و بقائه على الشرك.
(التواصي بالحق و اللقاء المفتوح).......... السؤال: في بعض بلاد المسلمين يوجد من يعمل أعمالا شركية تربى و نشأ عليها، فهؤلاء هل يعذرون بجهلهم؟
الجواب: إذا ماتوا بين المسلمين و عندهم من يرشدهم إلى القرآن و السنة فلا، و إلا فهم إذا فقدوا الكتاب و السنة من أهل الفترة، أما إذا كان بلغهم القرآن و بلغهم السنة فهم غير معذورين.
(شرح فتح المجيد)................. .... المقصود أن من كان بين المسلمين أو قد بلغه القرآن و بلغته السنة فقد قامت عليه الحجة، قال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} فالذي يعكف على القبر و لا يبالي و لا يسأل الدعاة و لا يسترشد في أمر دينه، غارق في الشرك.
(شرح كتاب التوحيد)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 01:02 PM
السؤال: من يأتي هذه الأعمال (يريد أعمال الشرك) و قد نشأ ببادية أو بيئة جاهلة؟
الجواب: يعلم أنه شرك أكبر حتى يتوب، يقال له: هذا شرك أكبر و عليك التوبة إلى الله، مثل ما كان المشركون يطوفون بالقبور و نصبوا عند الكعبة ثلاثمائة و ستين صنما و أرشدهم النبي، فالذي أجاب و هداه الله فالحمد لله و الذي ما أجاب مشرك، و أغلبهم جهال، خرجوا إلى بدر جهالا و إلى أحد جهالا، تابعوا رؤساءهم، قال الله جل و علا: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} و مع ذلك حكم عليهم بالكفر.
[شرح كشف الشبهات]
السؤال: أما يعذر القبوري بالجهل؟
الجواب: هذه من الأمور العظيمة التي جاء بها الإسلام و جاءت بها الرسل، لا يخفى مثلها، القرآن و السنة بين أيديهم و العلماء بين أيديهم و لكنهم قانعون بما هم عليه، لا يرضون أن ينبهوا، ثم لو قدر أنهم جهلوا فالحكم في الدنيا على هذا مثل سائر الكفار، أما الآخرة إذا كان الله جل و علا يعلم من قلوبهم أنهم جهلوا و أنهم يطلبون الحق، يكون لهم حكم الآخرة كأهل الفترات، قد يمتحنون يوم القيامة، نسأل الله العافية، و قد بين الله سبحانه و تعالى أن أكثرهم لا يعقل و لا يفهم، قال تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}
وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
(شرح الطحاوية)

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 01:03 PM
السؤالان الثامن والعاشر من الفتوى رقم (9272) :
س10: يقول بعض متديني الشباب المعاصر إن جميع أو غالب من يقع في الشرك في العالم الإسلامي اليوم ليس مشركا؛ لأنه إما عالم جليل أوصله اجتهاده إلى جواز مثل الاستغاثة بغير الله؛ كما فعل السيوطي، والنبهاني وغيرهما، وهذا له أجران: أجر إذا أصاب، وواحد إذا أخطأ، وإما عامي مقلد، وهذا فعل أقصى ما يستطيع.
ج10: المخطئ المعذور من أخطأ في المسائل النظرية الاجتهادية لا من أخطأ فيما ثبت بنص صريح، ولا فيما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 01:05 PM
السؤال الخامس من الفتوى رقم (6310) :
س: يقول الله عز وجل: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} هل قامت حجة الله عز وجل على أهل هذا الزمان أم لم تقم ويجب على العلماء إقامتها؟
ج: من بلغته الدعوة في هذا الزمان فقد قامت عليه الحجة، ومن لم تبلغه الدعوة فإن الحجة لم تقم عليه كسائر الأزمان، وواجب العلماء البلاغ والبيان حسب الطاقة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الثالث من الفتوى رقم (17749) :
س: اختلفنا نحن جماعة من الطلبة، في مسألة إقامة الحجة على المخالف، في مسألة أصول الدين. فقال بعضنا: إنه يعذر بالجهل كل إنسان جاهل، وفي كل المسائل لا نفرق بين الأصول والفروع الظاهر والخفي. وقالت طائفة: بأنه يعذر بالجهل، ولكن في الأمور الخفية، أما أن نعذر بالجهل في الأصول فلا، إذ إنه لا عذر لمن أشرك بالله تبارك وتعالى وعبد غيره من القبور والأحجار والشجر، إذ لا يسع مسلما الجهل بهذا، وأنه إذا فعل ليس بمسلم، أما الأمور الخفية فنعم فيها العذر بالجهل، حتى تقام الحجة الرسالية. فما هو الحق والصواب في المسألة؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
ج: الصواب أنه لا يعذر أحد في عدم معرفة أصول الإسلام وقواعده ممن بلغه القرآن وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم لقول الله عز وجل: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} وقوله سبحانه: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} وما جاء في معناهما من الآيات، أما المسائل الفرعية التي قد يخفى حكمها، فهذه يعذر فيها بالجهل حتى تقام عليه الحجة؛ لأحاديث كثيرة وردت في ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الخامس من الفتوى رقم (17626) :
س: ما حكم تكفير المعين؟
ج: من فعل أو قال أو اعتقد ما يقتضي الكفر حكم بكفره، وعومل معاملة الكفار، معينا كان أو غير معين، لعموم الأدلة، كمن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو تكلم بكلام الكفر، كمن سب الله أو رسوله أو استهزأ بشيء من الدين، فإنه يحكم بكفره ويستتاب، فإن تاب وإلا وجب على ولي أمر المسلمين قتله مرتدا.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 01:06 PM
السؤال الأول من الفتوى رقم (17626) :
س: هل يعذر جاهل التوحيد؟
ج: يعذر بالجهل من لم تقم عليه الحجة، وهو من لم يبلغه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون حكمه حكم أهل الفترة، يمتحن يوم القيامة، فإن نجح نجا، وإن لم ينجح هلك.
أما من بلغه بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم أو سمع شيئا من الكتاب والسنة، فإنه لا يعذر بالجهل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الأول من الفتوى رقم (17743) :
س: الإنسان الذي لم تصل إليه الدعوة الإسلامية، أو سمع ولكن لم يجد من يشرح له الإسلام حتى يسلم، ما حكم هذا الشخص؟ هل له عذر عن هذا أم لا؟ والمسيحي الذي لم يصل إليه أحد بالإسلام فمات على ذلك ما حكمه؟
ج: من بلغته الدعوة من سائر الكفرة على وجه يفهم به ما بلغه لو أراد الفهم فقد قامت عليه الحجة، فلا يعذر بالجهل، قال الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}
وقال صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار» رواه مسلم في صحيحه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
12 السؤال الثالث من الفتوى رقم (6915) :
س: قرأت كتاب الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد، وكتاب آخر اسمه: سعة رحمة رب العالمين، والكتابان يدور حديثهما حول مسألة العذر بالجهل، ولكن طرأ في ذهني سؤال لم أجد إجابته بالتفصيل، في أي من الكتابين، وهو: هل يعذر بالجهل من عنده المقدرة على التعلم ولم يتعلم، وما هي حدود عدم القدرة على التعلم؟
ج: لا يعذر بالجهل من عنده القدرة على تعلم ما هو واجب عليه من ضروريات الدين ولم يتعلم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

محمدعبداللطيف
2019-04-01, 01:11 PM
السؤال الأول من الفتوى رقم (3548) س1: يقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} إن ظاهر الآية السابقة يمنع الاستغفار للمشركين ولو كانوا من ذوي القرابة، والكثير منا نحن أعراب البادية من له والدان وأقرباء وقد اعتادوا الذبح عند القبور والتوسل بأهلها، وتقديم النذور والاستعانة بتوسيط أهل القبور في فك الكربات، وشفاء المرضى وقد ماتوا على ذلك، ولم يصلهم من يعرفهم معنى التوحيد ومعنى لا إله إلا الله، ولم يصلهم من يعلمهم أن النذور والدعاء عبادة لا يصح صرفها إلا لله وحده، فهل يصح المشي في جنائزهم، والصلاة عليهم، والدعاء والاستغفار لهم وقضاء حجهم، والتصدق عليهم؟ .............................. .........ج1: من مات على الحالة التي وصفت لا يجوز المشي في جنازته، ولا الصلاة عليه، ولا الدعاء ولا الاستغفار له، ولا قضاء حجه، ولا التصدق عنه؛ لأن أعماله المذكورة أعمال شركية، وقد قال سبحانه وتعالى، في الآية السابقة: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} ولما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته في زيارة قبرها فأذن لي». وليسوا معذورين بما يقال عنهم: أنهم لم يأتهم من يبين لهم أن هذه الأمور المذكورة التي يرتكبونها شرك؛ لأن الأدلة عليها في القرآن الكريم واضحة، وأهل العلم موجودون بين أظهرهم، ففي إمكانهم السؤال عما هم عليه من الشرك لكنهم قد أعرضوا ورضوا بما هم عليه. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز