تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعاء دخول القرية



أبو البراء محمد علاوة
2019-03-19, 06:13 PM
السؤالما هي الصيغة الصحيحة لدعاء دخول القرية ؟
نص الجواب




الحمد لله
الحديث الوارد في دعاء دخول القرية يرويه صهيب رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا إِلاَّ قَالَ حِينَ يَرَاهَا:
( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرَضِينِ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا )
رواه النسائي في "السنن الكبرى" (5/256) والحاكم في "المستدرك" (1/614) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وابن خزيمة في صحيحه (4/150) ، وابن حبان في صحيحه (6/426) ، وحسنه الحافظ ابن حجر كما ذكره ابن علان في "الفتوحات الربانية" (5/145) ، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : (10/137) : رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن . وحسنه الشيخ ابن باز في "مجموع الفتاوى" (26/46) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2759)
وقد بوَّب النسائي على هذا الحديث بقوله : " الدعاء عند رؤية القرية التي يريد دخولها " ، وقال ابن خزيمة : " باب الدعاء عند رؤية القرى اللواتي يريد المرء دخولها " ، وقال ابن حبان : " ذكر ما يقول المسافر إذا رأى قرية يريد دخولها " . أما البيهقي في "السنن الكبرى" (5/252) فبوب عليه بقوله : " باب ما يقول إذا رأى قرية يريد دخولها " ، كما توارد الفقهاء على ذكر هذا الدعاء عند رؤية القرية التي يريد دخولها . وانظر في ذلك : "فتح القدير" (3/184) ، "المجموع" (4/278) ، "كشاف القناع" (2/400)
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن استعمال هذا الدعاء عند دخول المدن ، هل هي مثل القرية ، فأجاب :
" كلها واحد ، المدينة والقرية ، وتسمى المدينة قرية ، قال تعالى : ( ولتنذر أم القرى ) : وهي مكة ." انتهى.
شريط "شرح الوابل الصيب" (19:53)
يقول الدكتور عبد الرزاق البدر :
" القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس من المساكن والأبنية والضياع ، وقد تطلق على المدن كما في قوله تعالى : ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ) ، فقد قيل إنها أنطاكية ، ويقال لمكة أم القرى ، وعليه فإن هذا الدعاء يقال عند دخول القرية أو المدينة .
وقوله : " اللهم رب السموات السبع وما أظللن " فيه توسل إلى الله عز وجل بربوبيته للسموات السبع وما أظلت تحتها من النجوم والشمس والقمر والأرض وما عليها ، فقوله : " وما أظللن " من الإظلال : أي : ما ارتفعت عليه وعلت وكانت له كالظلة .
وقوله : " ورب الأرضين السبع وما أقللن " من الإقلال ، والمراد : ما حملته على ظهرها من الناس والدواب والأشجار وغير ذلك .
وقوله : " ورب الشياطين وما أضللن " من الإضلال ، وهو الإغواء والصد عن سبيل الله ، قال الله تعالى : ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلأضِلَّنَّهُم ْ وَلأمَنِّيَنَّه ُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنّ َ آذَانَ الأنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنّ َ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا ) النساء /117-120
وإذا علم العبد أن الله عز وجل رب كل شيء ومليكه ، وأنه سبحانه بكل شيء محيط ، وأن قدرته سبحانه شاملة لكل شيء ، ومشيئته سبحانه نافذة في كل شيء ، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، لجأ إليه وحده ، واستعاذ به وحده ، ولم يخف أحدا سواه .
وقوله : " ورب الرياح وما ذرين " ، يقال : ذرته الرياح وأذرته وتذروه ، أي : أطارته ، ومنه قوله تعالى : ( فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ).
وقوله : " فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها " ، فيه سؤال الله عز وجل أن يجعل هذه القرية مباركة عليه ، وأن يمنحه من خيرها ، وأن ييسر له السكنى فيها بالسلامة والعافية ، " وخير أهلها " أي : ما عندهم من الإيمان والصلاح والاستقامة والتعاون على الخير ونحو ذلك ، " وخير ما فيها " أي : من الناس والمساكن والمطاعم وغير ذلك .
وقوله : " ونعوذ بك من شرها وشر أهلها ، وشر ما فيها " فيه تعوذ بالله عز وجل من جميع الشرور والمؤذيات ، سواء في القرية نفسها أو في الساكنين لها ، أو فيما احتوت عليه .
فهذه دعوة جامعة لسؤال الله الخير والتعوذ به من الشر بعد التوسل إليه سبحانه بربوبيته لكل شيء " انتهى.
"فقه الأدعية والأذكار" (3/270-272)
والله أعلم .

https://islamqa.info/ar/answers/114016/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%8A %D8%A9

احمد ابو انس
2024-08-15, 10:22 AM
2759 - " كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول : اللهم رب السماوات السبع و ما
أظلت ، و رب الأرضين السبع و ما أقلت ، و رب الرياح و ما أذرت ، و رب الشياطين
و ما أضلت ، إني أسألك خيرها و خير ما فيها و أعوذ بك من شرها و شر ما فيها " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 607 :


أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 14 / 2 / 7667 ) : حدثنا محمد بن
عبد الله ابن رستة أخبرنا إبراهيم بن المستمر العروقي حدثنا يعقوب بن محمد
الزهري حدثني إسحاق بن جعفر حدثني محمد بن عبد الله الكناني عن عامر بن عبد
الله بن الزبير عن أبي لبابة بن عبد المنذر : أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان .. إلخ . و قال : " لا يروى عن أبي لبابة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به
إبراهيم بن المستمر العروقي " . قلت : و هو صدوق ، و كذا من فوقه مثله أو أوثق
منه ، غير يعقوب بن محمد الزهري ، فهو كثير الوهم كما في " التقريب " ، و
الكناني لم يوثقه غير ابن حبان ، أورده في " ثقات أتباع التابعين " و لم يذكر
له راويا غير إسحاق بن جعفر هذا ، و كذلك لم يذكر له غيره البخاري في " التاريخ
الكبير " ( 1 / 2 / 127 ) و ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 309 ) و قال عن أبيه : " لا
أعرفه " . و مع هذا كله قال الهيثمي ( 10 / 134 ) بعدما عزاه للطبراني في "
الأوسط " : " و إسناده حسن " ! نعم ، إن كان يريد أنه حسن لغيره فهو مقبول ،
لأن له شاهدا من حديث صهيب رضي الله عنه ، صححه ابن خزيمة ( 2565 ) و ابن حبان
و الحاكم و الذهبي ، و فيه نظر بينته في التعليق على " الكلم الطيب " ( رقم
التعليق 131 ) و لذلك كنت حسنته في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ( 4 / 150 )
. ثم وجدت له شاهدا من حديث قتادة قال : " كان ابن مسعود إذا أراد أن يدخل قرية
قال : .. " فذكره موقوفا . أخرجه عبد الرزاق ( 11 / 456 / 20995 ) و من طريقه
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 9 / 195 / 8867 ) بسند رجاله ثقات لكنه منقطع
. ثم وجدت لحديث صهيب طريقا أخرى ، فقال الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 215
) : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا محمد بن نصر قال : حدثنا أيوب بن سليمان
بن بلال عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه كان يسمع عمر بن الخطاب و هو يؤم
الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار أبي جهم . قال : و قال كعب
الأحبار : والذي فلق البحر لموسى إن صهيبا حدثني : إن محمدا رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين رآها : " اللهم رب السماوات
السبع و ما أظللن .. " إلخ الدعاء ، و زاد : " و حلف كعب بالذي فلق البحر لموسى
أنها كانت دعوات داود حين يرى العدو " . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات
رجال البخاري غير محمد بن نصر و هو الفراء النيسابوري و هو ثقة . و أحمد بن
شعيب هو الإمام النسائي صاحب " السنن " الصغرى المعروفة بـ " المجتبى " ، و هي
المطبوعة ، و " السنن الكبرى " ، و لما تطبع بعد ، و إنما طبع منها كتاب
الطهارة بهمة الشيخ عبد الصمد شرف الدين جزاه الله خيرا <1> . و قد رواه
النسائي في " كتاب السير " منها بهذا الإسناد ، كما في تحفة الأشراف " للحافظ
المزي ( 4 / 201 ) و كذلك رواه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 343 )
. و أبو سهيل اسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ، و هو و أبوه من رجال
الشيخين . و أبو بكر بن أبي أوس اسمه عبد الحميد بن عبد الله الأصبحي ، و هو
أيضا من رجال الشيخين . هذا ، و لما كنت حققت كتاب " الكلم الطيب " لشيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله و أنا في المدينة المنورة ، وجدته عزا حديث صهيب
هذا للنسائي و غيره ، و لما لم يكن عنده في " السنن الصغرى " المطبوعة ، استعنت
لمعرفة حال إسناده بـ " تخريج الأذكار " لابن علان ، و من المعلوم أن جل
تخريجاته إنما هي نقل منه عن " نتائج الأفكار في تخريج الأذكار " للحافظ ابن
حجر العسقلاني ، فرأيته نقل عنه بحثا طويلا في تخريج الحديث عزاه للنسائي و
غيره ، فعلقت خلاصته على " الكلم الطيب " ، و هي أن مدار الحديث عندهم على أبي
مروان و هو غير معروف ، و أشرت إلى استغرابي لقول الحافظ فيه : " حديث حسن "
لأنه لا يلتقي مع جهالة أبي مروان . و من طريقه رواه ابن قانع في ترجمة صهيب من
" المعجم " . أما الآن ، فقد تبين أنه كان مقصرا في تحسينه فقط إياه و ادعائه
أن مداره على أبي مروان ، فقد تابعه - كما رأيت - مالك بن أبي عامر الأصبحي
الثقة ، و بالإسناد الصحيح عنه ، كما فاته أن يذكر حديث الترجمة كشاهد له .
فالحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، و الحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات . ثم وجدت له شاهدا من أمره صلى الله عليه وسلم ،
يرويه أيوب بن محمد بن زياد : حدثنا سعيد حدثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : " إذا خرجتم من بلادكم إلى
بلاد تريدونها فقولوا إذا أشرفتم على المدينة أو القرية : اللهم رب السماوات
السبع و ما أظلت ، و رب الأرضين السبع و ما أقلت " . الحديث . أخرجه أبو نعيم
في " أخبار أصبهان " ( 2 / 277 ) . قلت : و هذا إسناد حسن إن كان سعيد هذا هو
ابن أبي أيوب المصري ، و هو ثقة ثبت من رجال الشيخين ، و أما إن كان ابن مسلمة
الجزري فهو ضعيف كما في " التقريب " ، و كلاهما ذكرهما المزي في " تهذيبه " في
الرواة عن ابن عجلان ، و كونه الجزري أقرب . و الله أعلم . ثم تأكد ذلك عندي
بأمرين : الأول : أن المزي ذكره في شيوخ أيوب بن محمد بن زياد دون سعيد بن أبي
أيوب المصري . و الآخر : أن الحافظ ابن حجر لما ذكره في " تخريج الأذكار "
شاهدا لحديث آخر بسنده إلى ابن عمر - كما في ابن علان ( 5 / 158 - 159 ) - قال
: " و في سنده ضعف " . فلو كان سعيد هذا هو المصري لم يضعف إسناده . و الله
أعلم . ثم تأكدت مما استقربته بعد أن طبع كتاب " الدعاء " للطبراني ، فرأيته قد
أخرجه فيه ( 2 / 1288 / 885 ) من طريق أخرى فقال : " حدثنا سعيد بن مسلمة .. "
.


-----------------------------------------------------------
[1] ثم طبع بكامله ، و الحمد لله . اهـ .