مشاهدة النسخة كاملة : مذهب الأشاعرة في القرآن
بندر المسعودي
2008-06-29, 12:58 AM
سئل الشيخ ابن عثيمين ضمن شرح العقيدة السفارينية سؤال : تكلم الله بالقرآن بمعانيه وحروفه ، بعضها ألا ينفصل عن بعض ؟
الجواب : لا ، عند الأشاعرة ينفصل بعضها عن بعض ، ألم تعلم أن الأشاعرة قالوا : القرآن معناه كلام الله ولفظه خلقٌ من مخلوقاته ؟ *****
فإن قولنا هذا دفعاً لقول الأشاعرة ، الأشاعرة الحقيقة قالوا في الكلام قولاً لا يُعقل ، قالوا : كلام الله هو المعنى القائم بالنفس وما سمعه جبريل مخلوق ، المعتزلة ماذا قالوا ؟
قالوا : القرآن مخلوق ، وهذا القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأضيف إلى الله على سبيل التشريف ،والأشاعرة قالوا : القرآن الذي بين أيدينا عبارةٌ عن كلام الله وليس كلام الله وأضافه الله إليه لأنه عبارةٌ عن كلامه ولهذا قال بعضهم كما مر علينا قال بعضهم إنه في الحقيقة لا فرق بيننا وبين المعتزلة فإننا جميعاً متفقون على أن هذا القرآن مخلوق .
قال الشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية الطائفة الأولى: الأشاعرة ومن ضاهاهم من الماتريدية وغيرهم.
وطريقتهم أنهم أثبتوا لله الأسماء، وبعض الصفات، ونفوا حقائق أكثرها، وردوا ما يمكنهم رده من النصوص، وحرفوا ما لا يمكنهم رده، وسموا ذلك التحريف "تأويلاً".
فأثبتوا لله من الصفات سبع صفات: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، على خلاف بينهم وبين السلف في كيفية إثبات بعض هذه الصفات.
وشبهتهم فيما ذهبوا إليه أنهم اعتقدوا فيما نفوه أن إثباته يستلزم التشبيه أي التمثيل. وقالوا فيما أثبتوه إن العقل قد دل عليه، فإن إيجاد المخلوقات يدل على القدرة، وتخصيص بعضها بما يختص به يدل على الإرادة، وإحكامها يدل على العلم، وهذه الصفات "القدرة، والإرادة، والعلم" تدل على الحياة لأنها لا تقوم إلا بحي، والحي إما أن يتصف بالكلام والسمع والبصر وهذه صفات كمال، أو بضدها وهو الخرس والصمم والعمى، وهذه صفات ممتنعة على الله تعالى، فوجب ثبوت الكلام، والسمع، والبصر.
والرد عليهم من وجوه:
الأول: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف لما كان عليه سلف الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الأمة من بعدهم، فما منهم أحد رجع إلى العقل في ذلك وإنما يرجعون إلى الكتاب والسنة، فيثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسله إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل.
قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: "نصف الله بما وصف به نفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث".
الثاني: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف للعقل؛ لأن هذا الباب من الأمور الغيبية التي ليس للعقل فيها مجال، وإنما تتلقى من السمع، فإن العقل لا يمكنه أن يدرك بالتفصيل ما يجب ويجوز ويمتنع في حق الله تعالى؛ فيكون تحكيم العقل في ذلك مخالفاً للعقل.
الثالث: أن الرجوع في ذلك إلى العقل مستلزم للاختلاف والتناقض، فإن لكل واحد منهم عقلاً يرى وجوب الرجوع إليه كما هو الواقع في هؤلاء، فتجد أحدهم يثبت ما ينفيه الآخر، وربما يتناقض الواحد منهم فيثبت في مكان ما ينفيه أو ينفي نظيره في مكان آخر، فليس لهم قانون مستقيم يرجعون إليه.
قال المؤلف رحمه الله في الفتوى الحموية: "فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة، فرضي الله عنه الإمام مالك بن أنس حيث قال: "أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء"(13). ومن المعلوم أن تناقض الأقوال دليل على فسادها.
الرابع: أنهم إذا صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معنى زعموا أن العقل يوجبه، فإنه يلزمهم في هذا المعنى نظير ما يلزمهم في المعنى الذي نفوه مع ارتكابهم تحريف الكتاب والسنة.
مثال ذلك: إذا قالوا المراد بيد الله عز وجل: القوة دون حقيقة اليد؛ لأن إثبات حقيقة اليد يستلزم التشبيه بالمخلوق الذي له يد.
فنقول لهم: يلزمكم في إثبات القوة نظير ما يلزمكم في إثبات اليد الحقيقية؛ لأن للمخلوقات قوة، فإثبات القوة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم.
ومثال آخر: إذا قالوا المراد بمحبة الله تعالى إرادة ثواب المحبوب أو الثواب نفسه دون حقيقة المحبة؛ لأن إثبات حقيقة المحبة يستلزم التشبيه.
فنقول لهم: إذا فسرتم المحبة بالإرادة لزمكم في إثبات الإرادة نظير ما يلزمكم في إثبات المحبة، لأن للمخلوق إرادة، فإثبات الإرادة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم، وإذا فسرتموها بالثواب، فالثواب مخلوق مفعول لا يقوم إلا بخالق فاعل، والفاعل لابد له من إرادة الفعل، وإثبات الإرادة مستلزم للتشبيه على قاعدتكم.
ثم نقول: إثباتكم إرادة الثواب أو الثواب نفسه مستلزم لمحبة العمل المثاب عليه، ولولا محبة العمل ما أثيب فاعله، فصار تأويلكم مستلزماً لما نفيتم؛ فإن أثبتموه على الوجه المماثل للمخلوق ففي التمثيل وقعتم، وإن أثبتموه على الوجه المختص بالله واللائق به أصبتم ولزمكم إثبات جميع الصفات على هذا الوجه.
الخامس: أن قولهم فيما نفوه: "إن إثباته يستلزم التشبيه" ممنوع لأن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما تقرر سابقاً، ثم إنه منقوض بما أثبتوه من صفات الله، فإنهم يثبتون لله تعالى الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، مع أن المخلوق متصف بذلك، فإثباتهم هذه الصفات لله تعالى مع اتصاف المخلوق بها مستلزم للتشبيه على قاعدتهم.
فإن قالوا: إننا نثبت هذه الصفات لله تعالى على وجه يختص به ولا يشبه ما ثبت للمخلوق منها.
قلنا: هذا جواب حسن سديد، فلماذا لا تقولون به فيما نفيتموه فتثبتوه لله على وجه يختص به، ولا يشبه ما ثبت للمخلوق منه؟!
فإن قالوا: ما أثبتناه فقد دل العقل على ثبوته فلزم إثباته.
قلنا: عن هذا ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه لا يصح الاعتماد على العقل في هذا الباب كما سبق.
الثاني: أنه يمكن إثبات ما نفيتموه بدليل عقلي يكون في بعض المواضع أوضح من أدلتكم فيما أثبتموه.
مثال ذلك: الرحمة التي أثبتها الله تعالى لنفسه في قوله: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)(الك هف: 58). وقوله: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس: 107).فإنه يمكن إثباتها بالعقل كما دل عليها السمع.
فيقال: الإحسان إلى الخلق بما ينفعهم ويدفع عنهم الضرر يدل على الرحمة، كدلالة التخصيص على الإرادة، بل هو أبين وأوضح لظهوره لكل أحد.
الثالث: أن نقول: على فرض أن العقل لا يدل على ما نفيتموه فإن عدم دلالته عليه لا يستلزم انتفاء في نفس الأمر، لأن انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول، إذ قد يثبت بدليل آخر، فإذا قدرنا أن الدليل العقلي لا يثبته فإن الدليل السمعي قد أثبته، وحينئذ يجب إثباته بالدليل القائم السالم عن المعارض المقاوم.
فإن قالوا: بل العقل يدل على انتفاء ذلك لأن إثباته يستلزم التشبيه، والعقل يدل على انتفاء التشبيه.
قلنا: إن كان إثباته يستلزم التشبيه فإن إثبات ما أثبتموه يستلزم التشبيه أيضاً، فإن منعتم ذلك لزمكم منعه فيما نفيتموه إذ لا فرق، وحينئذ إما أن تقولوا بالإثبات في الجميع فتوافقوا السلف، وإما أن تقولوا بالنفي في الجميع فتوافقوا المعتزلة ومن ضاهاهم، وأما التفريق فتناقض ظاهر.
والقول الفصل المطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها من إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، وإجراء النصوص على ظاهرها على الوجه اللائق بالله عز وجل، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. ويتبين هذا بأصلين، ومثلين، وخاتمة:
فأما الأصلان:
فأحدهما: أن يقال لمن يثبت بعض الصفات دون بعض: القول في بعض الصفات كالقول في بعض. أي أن من أثبت شيئاً مما أثبته الله لنفسه من الصفات ألزم بإثبات الباقي، ومن نفى شيئاً منه ألزم بنفي ما أثبته وإلا كان متناقضاً.
1- مثال ذلك: إذا كان المخاطب يثبت لله تعالى حقيقة الإرادة، وينفي حقيقة الغضب ويفسره: إما بإرادة الانتقام، وإما بالانتقام نفسه.
فيقال له: لا فرق بين ما أثبته من حقيقة الإرادة وما نفيته من حقيقة الغضب، فإن كان إثبات حقيقة الغضب يستلزم التمثيل، فإثبات حقيقة الإرادة يستلزمه أيضاً.
وإن كان إثبات حقيقة الإرادة لا يستلزمه، فإثبات الغضب لا يستلزمه أيضاً، لأن القول في أحدهما كالقول في الآخر، وعلى هذا يلزمك إثبات الجميع، أو نفي الجميع.
2- فإن قال: الإرادة التي أثبتها لا تستلزم التمثيل،لأنني أعني بها إرادة تليق بالله عز وجل لا تماثل إرادة المخلوق.
قيل له: فأثبت لله غضباً يليق به ولا يماثل غضب المخلوق.
3- فإن قال: الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله تعالى.
قيل له: والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى.
4- فإن قال: هذه إرادة المخلوق، وأما إرادة الله فتليق به.
قيل له: والغضب بالمعنى الذي قلت غضب المخلوق، وأما غضب الله فيليق به، وهكذا القول في جميع الصفات التي نفاها يقال له فيها ما يقوله هو فيما أثبته.
5- فإن قال: أثبت ما أثبته من الصفات بدلالة العقل عليه.
أجبنا عنه بثلاثة أجوبة سبق ذكرها عند الرد على الطائفة الأولى.
الأصل الثاني: أن يقال لمن يقر بذات الله تعالى ويمثل في صفاته أو ينفيها: القول في الصفات كالقول في الذات.
يعني أن من أثبت لله تعالى ذاتاً لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه أن يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات، وهذا الأصل يخاطب به أهل التمثيل، وأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم.
فيقال لأهل التمثيل: ألستم لا تمثلون ذات الله بذوات المخلوقين؟! فلماذا تمثلون صفاته بصفات خلقه؟ أليس الكلام في الصفات فرعاً عن الكلام في الذات؟!
ويقال لأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم: ألستم تقولون بوجود ذات لا تشبه الذوات؟ فكذلك قولوا بصفات لا تشبه الصفات!!
مثال ذلك: إذا قال: إن الله استوى على العرش فكيف استواؤه؟
فيقال له: القول في الصفات كالقول في الذات فأخبرنا كيف ذاته؟
فإن قال: لا أعلم كيفية ذاته.
قيل له: ونحن لا نعلم كيفية استوائه.
وحينئذ يلزمه أن يقر باستواء حقيقي غير مماثل لاستواء المخلوقين، ولا معلوم الكيفية، كما أقر بذات حقيقية غير مماثلة لذوات المخلوقين، ولا معلومة الكيفية، كما قال مالك وشيخه ربيعة وغيرهما في الاستواء: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"(17).
فقوله: "الاستواء معلوم" أي معلوم المعنى في اللغة العربية التي نزل بها القرآن وله معان بحسب إطلاقه وتقييده بالحرف، فإذا قيد بـ (على) كان معناه العلو والاستقرار كما قال تعالى: (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الفلك (المؤمنون: 28) وقال: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ) (الزخرف: 13). فاستواء الله تعالى على عرشه علوه عليه علواً خاصاً يليق به، على كيفية لا نعلمها، وليس هو العلو المطلق على سائر المخلوقات.
وقوله: "والكيف مجهول" أي أن كيفية استواء الله على عرشه مجهولة لنا وذلك لوجوه ثلاثة:
الأول: أن الله أخبرنا أنه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى.
الثاني: أن العلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف وهو الذات، فإذا كنا لا نعلم كيفية ذات الله، فكذلك لا نعلم كيفية صفاته.
الثالث: أن الشيء لا تعلم كيفيته إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف في استواء الله - عز وجل - على عرشه، وهذا يدل على أن السلف يثبتون للاستواء كيفية لكنها مجهولة لنا.
وقوله: "والإيمان به واجب" أي أن الإيمان بالاستواء على هذا الوجه واجب، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه، وهو أعلم بنفسه، وأصدق قولاً وأحسن حديثاً، فاجتمع في خبره كمال العلم، وكمال الصدق، وكمال الإرادة وكمال الفصاحة والبيان فوجب قبوله والإيمان به.
وقوله: "والسؤال عنه" أي عن كيفيته بدعة؛ لأن السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين، وهو من الأمور الدينية فكان إيراده بدعة، ولأن السؤال عن مثل ذلك من سمات أهل البدع، ثم إن السؤال عنه مما لا تمكن الإجابة عليه فهو من التنطع في الدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون"(18).
وهذا القول الذي قاله مالك وشيخه يقال في صفة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وغيره من الصفات: إنها معلومة المعنى، مجهولة الكيفية، وإن الإيمان بها على الوجه المراد بها واجب، والسؤال عن كيفيتها بدعة.
فصل
في المفاضلة والمقارنة بين أرباب البدع
نظار المتكلمين الذين يدعون التحقيق وينتسبون إلى السنة يرون التوحيد عبارة عن تحقيق توحيد الربوبية.
وطوائف من أهل التصوف الذين ينتسبون إلى التحقيق والمعرفة غاية التوحيد عندهم شهود توحيد الربوبية. ومعلوم أن هذا هو ما أقر به المشركون، وأن الرجل لا يكون به مسلماً، فضلاً عن أن يكون ولياً من أولياء الله، أو من سادات أولياء الله تعالى.
وطائفة أخرى تقرر هذا التوحيد مع نفي الصفات، فيقعون في التقصير والتعطيل، وهذا شر من حال كثير من المشركين.
والجهم بن صفوان إمام الجهمية نفاة الصفات يغلو في القضاء والقدر ويقول بالجبر، فيوافق المشركين في قولهم لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء، لكنه يثبت الأمر والنهي فيفارق المشركين إلا أنه يقول بالإرجاء فيضعف الأمر والنهي والعقاب عنده، لأن فاعل الكبيرة عنده مؤمن كامل الإيمان غير مستحق للعقاب.
والنجارية - أتباع الحسين بن محمد النجار - والضرارية - أتباع ضرار ابن عمرو وحفص الفرد - يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربتهم له أيضاً في نفي الصفات.
والكلابية - أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب - والأشعرية المنتسبون لأبي الحسن الأشعري خير من هؤلاء في باب الصفات، فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة، وأما في القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة.
وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي خير من الأشعرية في هذا وهذا.
والكرامية - أتباع محمد بن كرام - قولهم في الصفات، والقدر، والوعد، والوعيد أشبه من أكثر طوائف أهل الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة. وأما في الإيمان فقولهم منكر لم يسبقهم إليه أحد، فإنهم جعلوا الإيمان قول اللسان فقط وإن لم يكن معه تصديق القلب، فالمنافق عندهم مؤمن ولكنه مخلد في النار.
والمعتزلة - أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري - يقاربون قول جهم في الصفات فيقولون بنفيها، وأما في القدر والأسماء والأحكام فيخالفونه، ففي القدر يقولون: إن العبد مستقل بعمله كامل الإرادة فيه، ليس لله في عمله تقدير ولا خلق. ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب.
وجهم يقول: إن العبد مجبر على عمله، وليس له إرادة فيه.
وفي الأسماء والأحكام يقول المعتزلة: إن فاعل الكبيرة خارج عن الإيمان غير داخل في الكفر فهو في منزلة بين منزلتين، ولكنه مخلد في النار. ويقول جهم: إنه مؤمن كامل الإيمان غير مستحق لدخول النار.
والمعتزلة خير من الجهمية فيما خالفوهم فيه من القدر والأسماء والأحكام، فإن إثبات الأمر والنهي، والوعد والوعيد، مع نفي القدر خير من إثبات القدر مع نفي الأمر والنهي، والوعد والوعيد، ولهذا لم يوجد في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي، والوعد والوعيد ووجد في زمنهم القدرية والخوارج الحرورية.
وإنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخف، وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة، وكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل.
والمتصوفة الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم، لأن هؤلاء المتصوفة يشبهون المشركين الذين قالوا: (لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا) (الأنعام: 148). والقدرية يشبهون المجوس الذين قالوا: إن للعالم خالقين. والمشركون شر من المجوس.
أما الصوفية الذين عندهم شيء من تعظيم الأمر والنهي مع مشاهدة توحيد الربوبية وإقرارهم بالقدر، فهم خير من المعتزلة، لكنهم معتزلة من وجه آخر حيث جعلوا غاية التوحيد مشاهدة توحيد الربوبية، والفناء فيه فاعتزلوا بذلك جماعة المسلمين وسنتهم. وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شراً من بدعة أولئك المعتزلة.
وكل هذه الطوائف عندها من الضلال والبدع بقدر ما فارقت به جماعة المسلمين وسنتهم. ودين الله تعالى ما بعث به رسله، وأنزل به كتبه، وهو الصراط المستقيم طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خير الأمة التي هي خير الأمم.
وقد أمرنا الله تعالى أن نقول في صلاتنا: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: 6-7). فالمغضوب عليهم كاليهود عرفوا الحق فلم يتبعوه، والضالون كالنصارى عبدوا الله بغير علم، وكان يقال: تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيماً" وخط عن يمينه وشماله ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه" ثم قرأ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153)(77) . وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من قبلكم فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً"(78) . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منك مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم على الهدى المستقيم".
[/size]
أبو رزان العربي
2008-06-29, 05:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك مجهود أكثر من طيب ورائع
أحسنت أخي بندر
عبدالله الرفاعي
2008-06-30, 01:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا علي هذا المجهود
المديني
2008-06-30, 05:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك الله كل الخير (ابتسامة)
المديني
2008-06-30, 05:34 AM
موضوع نافع جدا جعل الله كل حرف فيه في ميزان حسناتك امين
ناجية أحمد
2008-06-30, 04:56 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم استفدت كثيرا
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 05:05 PM
والكرامية - أتباع محمد بن كرام - قولهم في الصفات، والقدر، والوعد، والوعيد أشبه من أكثر طوائف أهل الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.
[/size]
يقال بأن الكرامية يحملون آيات الصفات على ظاهرها، ويقولون بأن الله تعالى حقيقة فوق العرش، وأنه ينزل ويتحرك، ويوجد في ذاته الصفات الاختيارية، فكيف جعلهم الشيخ من أكثر طوائف أهل الكلام التي أقوالها مخالفة للسنة ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ....؟؟؟؟
المقدادي
2008-06-30, 05:18 PM
يقال بأن الكرامية يحملون آيات الصفات على ظاهرها، ويقولون بأن الله تعالى حقيقة فوق العرش، وأنه ينزل ويتحرك، ويوجد في ذاته الصفات الاختيارية، فكيف جعلهم الشيخ من أكثر طوائف أهل الكلام التي أقوالها مخالفة للسنة ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ....؟؟؟؟
الكرامية يخالفون أهل السنة في أمور عديدة و إثباتهم للصفات خير من قول متأخري الأشاعرة و لكنهم غلوا في ذلك و تلفظوا بألفاظ بدعية لم ترد في الكتاب و السنة و لهم مخالفات في باب الإيمان ..الخ
و قولك : ( ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ )
هذا اللفظ لم يرد في الكتاب و السنة فلا نثبته و لا ننفيه فكف عن رمي التهم بالباطل - و كلام الدارمي تلميذ الامام احمد بن حنبل و يحيي بن معين و البويطي وغيرهم نعرفه و هو زلة منه رحمه الله و إن أراد به معنى صحيحاً و لكن لا نثبت هذا اللفظ و الله تعالى أمرنا بإتباع كلامه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و لم يأمرنا بإتباع فلان غير معصوم -
و هاك فتيا للإمام ابن قدامة رحمه الله في مسألة القران و فيها الرد على الأشاعرة لما قالوا بالكلام النفسي و ان هذا القرآن بحروفه و آياته إنما هو حكاية و عبارة عن كلام الله تعالى و ليس هو كلام الله تعالى
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37792
فاستمع للرابط فهو مفيد
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 05:32 PM
لكن أليس تقولون: لازم الحق حق؟؟؟؟
فإذا كانت الحركة من لوازم النزول الحقيقي، فلم لا تصرحون به؟؟
أم تعتقده في قلبك ولا تقوله بلسانك؟؟ اي تثبت المعنى ولا تثبت اللفظ؟؟
المقدادي
2008-06-30, 06:12 PM
لكن أليس تقولون: لازم الحق حق؟؟؟؟
فإذا كانت الحركة من لوازم النزول الحقيقي، فلم لا تصرحون به؟؟
أم تعتقده في قلبك ولا تقوله بلسانك؟؟ اي تثبت المعنى ولا تثبت اللفظ؟؟
لازم الحق حق : كلام صحيح , و لكن هل من لوازم النزول الحركة ؟ هذا محل الخلاف فكيف تكون الحركة لازمة لنزول الباري عز و جل الى السماء الدنيا و انت لم تعرف هذا اللازم إلا في المخلوق و تريد إلزام الباري عز و جل بما فهمته انت من المخلوق ؟ هذا عجب عجاب !
ثم لو سلّمنا ان هذا اللازم واجب على نزوله تعالى : فما نحن قلناه بل رسولنا صلى الله عليه و سلم قاله : فهذا الإلزام لمن قال ذلك و هو الرسول صلى الله عليه و سلم الذي قال ان ربنا ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة .الحديث فهذا الإلزام انما تلزم به الصادق المعصوم فنحن نتبع كلام سيدنا رسول صلى الله عليه و سلم و انت لك نفي النزول لان لازمه عندك محال ! أما اهل السنة فهم أسعد الطوائف لأنهم أمسكوا عن الأمرين : الإثبات و النفي فلا قالوا : ينزل بحركة أو ينزل بغير حركة بل وقفوا عند النص و نطقوا بما نطق النص و سكتوا عما سكت عنه النص و تظهر صحة طريقة أهل السنة في ذلك ظهورا تاما فيما اذا كانت الألفاظ التي سكت عنها النص مجملة : تحتمل حقا و باطلاً كلفظ الحركة مثلا : فإن الحركة يراد بها انتقال الشيء من مكان يحتاج إليه الى مكان آخر يحتاج إليه و هذا يمتنع إثباته للرب تعالى تماماً
و يراد بها : حركة الفاعل من كونه غير فاعل لهذا الفعل الى كونه فاعلا له و هذا معنى صحيح لا يعقل كون الفاعل فاعلا إلا به و هذا حق فنفيه عن الفاعل نفي لحقيقة فعله أصلا
كما قال المعطلة : ان نزول الباري تعالى الى سماء الدنيا انما هو نزول رحمته : فعطّلوا الله تعالى عن حقيقة فعله و هو النزول الذي وصف به نبينا صلى الله عليه و سلم
و يراد بها : النزول و المجيء و الإتيان و غير ذلك مما ثبت لله تعالى بالنص القرآن أو النبوي و يصطلحون بتسمية ذلك بالحركة : و هذا حق و نفيه بهذا المعنى إنما هو نفي لصفاته تعالى التي ثبتت بالكتاب و السنة
و هكذا : يراد بهذه الألفاظ ما هو صحيح أو باطل فلهذا كان من منهج اهل السنة السكوت عن ذلك و الإستفصال في المعنى فما كان حقا قبلوه و ما كان باطلا نبذوه
و أصل التعطيل إنما جاء من تحكيم العقول و ترك المنقول
و رحم الله القائل :
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... عاديتم المعقول والمنقولا
وطلبتم أمرا محالا وهو إدراك ... الهدى لا تبتغون رسولا
وزعمتم أن العقول كفيلة ... بالحق أين العقل كان كفيلا
وهو الذي يقضي فينقض حكمه ... عقل ترون كليهما معقولا
وتراه يجزم بالقضاء وبعد ذا ... يلفى لديه باطلا معلولا
لا يستقل العقل دون هداية ... بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
كالطرف دون النور ليس بمدرك ... حتى يراه بكرة وأصيلا
وإذا الظلام تلاطمت أمواجه ... وطمعت بالإبصار كنت محيلا
فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها ... فالعقل لا يهديك قط سبيلا
نور النبوة مثل نور الشمس ... للعين البصيرة فاتخذه دليلا
طرق الهدى مسدودة إلا على ... من أم هذا الوحي والتنزيلا
فإذا عدلت عن الطريق تعمدا ... فاعلم بأنك ما أردت وصولا
يا طالبا درك الهدى بالعقل ... دون النقل لن تلق لذاك دليلا
كم رام قبلك ذاك من متلذذ ... حيران عاش مدى الزمان جهولا
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 06:32 PM
فإن الحركة يراد بها انتقال الشيء من مكان يحتاج إليه الى مكان آخر يحتاج إليه و هذا يمتنع إثباته للرب تعالى تماماً
و يراد به : حركة الفاعل من كونه غير فاعل لهذا الفعل الى كونه فاعلا له و هذا معنى صحيح لا يعقل كون الفاعل فاعلا إلا به و هذا حق فنفيه عن الفاعل نفي لحقيقة فعله أصلا
ألا ترى أن هذه التعاريف للحركة عندك مخترعة لم يقل بها أهل اللغة؟؟
نحن نتكلم عن مطلق الحركة، ومعناها مطلقا شغل مكان بعد شغل آخر، إما بكل الذات أو ببعضها، وهذا لا يحتاج إلى فلسفة في تعريف الحركة كما قلت، فهل مطلق معنى الحركة عندكم لازم للنزول أم لا؟؟
فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟
المقدادي
2008-06-30, 06:39 PM
ألا ترى أن هذه التعاريف للحركة عندك مخترعة لم يقل بها أهل اللغة؟؟
نحن نتكلم عن مطلق الحركة، ومعناها مطلقا شغل مكان بعد شغل آخر، إما بكل الذات أو ببعضها، وهذا لا يحتاج إلى فلسفة في تعريف الحركة كما قلت، فهل مطلق معنى الحركة عندكم لازم للنزول أم لا؟؟
فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟
هات كلام أهل اللغة في أن الحركة مطلقا - دون تقييد بمخلوق - هي : شغل مكان بعد شغل آخر ! بإثبات هذا من كلام العرب لا ان يكون المعنى مولّدا !
هذا أولا !
و ثانياً :
هات كلام أهل اللغة في ان معنى النزول هو الحركة بإطلاق !
في إنتظارك
أما البقية فهي سفسطات رددت عليها أعلاه لو تمعنتَ جيداً : و أعطيتك كل ما تريده من تعاريف الحركة الحقة و الباطلة و كان عليك الجواب لا التهرب !
المقدادي
2008-06-30, 06:44 PM
فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟
النزول عند العرب معناه : الهبوط , و قد جاء موضحا في أحد الروايات عن النبي صلى الله عليه و سلم بذلك , و ما زيد عن هذا المعنى فهو خوض في لازم أو خوض في كيفية معينة
و هذا اللازم : إما ان يكون صحيحا أو باطلا
فإن كان صحيحا قبلنا معناه - و قد بينتُ أعلاه نماذج من المراد بالحركة -
و ان كان باطلا رددناه
و أما الخوض في الكيفية : فلا يمكن إلا بمشاهدة مخلوق معيّن فتعرف ان هذا النزول كيفيته كذا فتظن ان نزول الرب تعالى الى السماء الدنيا كنزول المخلوقين و العياذ به تعالى !
و من قال بأن نزول نزول الرب تعالى الى السماء الدنيا كنزول المخلوقين فهو ضال مبتدع
و هذا مؤدى كلام المعطلة فلهذا شبّهوا أولا ثم عطّلوا ثانيا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 07:10 PM
وكأني بك تقول بأن النزول هو الهبوط، فهل يعقل الهبوط بلا حركة؟؟
وكونك تجعل الفاعل لا يفعل إلا إذا تحرك، فهل هذه القضية تحكم بها على الفاعل المختار جل جلاله؟؟ الجواب أنك قد فعلت، فما دليلك على إدراج ذات الباري تعالى في هذه القضية؟؟ أليس دليلك مشاهدة الفاعلين المخلوقين ونقل حكمهم إلى ذات الله تعالى عن ذلك، أليس ذلك تشبيها ثم تسترا عنه بنفي الكيف؟؟؟
أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟ وهو نوع من التشبيه مع التستر بنفي الكيف؟
المقدادي
2008-06-30, 07:24 PM
وكأني بك تقول بأن النزول هو الهبوط، فهل يعقل الهبوط بلا حركة؟؟
هل تقصد انك تعقله في المخلوق و الخالق أم : المخلوق فقط ؟ فإن كنتَ تعقله في المخلوق فقط فهذا عليك لا لك ! فالله تعالى ليس كمثله شيء ! و ان كنتَ تعقله في الخالق جل جلاله فأعطنا الدليل !
ثم ان النزول مرادف للهبوط و الحركة معنى زائد عليه و هو داخل في اللازم و الكيفية و قد أوضحتُ لك هذا بأعلاه فأنعم النظر قليلاً !
وكونك تجعل الفاعل لا يفعل إلا إذا تحرك، فهل هذه القضية تحكم بها على الفاعل المختار جل جلاله؟؟ الجواب أنك قد فعلت، فما دليلك على إدراج ذات الباري تعالى في هذه القضية؟؟ أليس دليلك مشاهدة الفاعلين المخلوقين ونقل حكمهم إلى ذات الله تعالى عن ذلك، أليس ذلك تشبيها ثم تسترا عنه بنفي الكيف؟؟؟
أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟
اين جعلتُ الفاعل لا يفعل إلا اذا تحرك ؟ إنما ذكرتُ مراد النفاة بالحركة المتضمن لمعنى صحيح و هو فعل الرب جل جلاله
فالحي لا يُعرف من الميت إلا بالفعل كما ذكره الإمام البخاري رحمه الله عن شيخه الإمام نعيم بن حماد فمن لم يكن له فعل فهو ميت و من كان له فعل فهو حي و لهذا فالجهمية لما نفوا أفعال الله تعالى و قالوا ان افعاله تعالى منفصلة عنه مخلوقة : كان الرب تعالى عندهم معطلاً عن الفعل فلا يجيء يوم القيامة كما أخبر تعالى و لا ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا و لا يقول يوم القيامة بعد فناء الخلق : ( لمن الملك اليوم ) ..ألخ لأن ذلك يلزم عندهم لوازم ذكروها من بنيات أفكارهم و إلا لو وقفوا عند النصوص و عظّموها و تركوا اللوازم الباطلة و الشنائع الهابطة : لكانوا في خير حال
أما قولك :
( أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟ )
فهذا تقوله لنفسك لأنني نصصتُ أعلاه عقيدتي في لفظ الحركة : فتفطن
اما انت فتنفي بهذا اللازم صفةً لله تعالى ! فالنزول منفي عندك و السبب : لازمه !
فهل يُعقل يا عباد الله نفي الصفة بنفي اللازم ؟
يعني دليل نفي نزوله تعالى الى السماء الدنيا كل ليلة : هو نفي اللازم و هو الحركة ! سبحان الله !
صم بكم غتم عجم كما وصفهم الامام الذهبي رحمه الله
و لم تذكر لي عقيدتك في النزول : هل هو نزوله تعالى كما يليق بجلاله أم نزول رحمته تعالى ؟ فإن أردت الثاني : فهل رحمته مخلوقة عندك منفصلة أم صفة الله تعالى القائمة بذاته ؟ فإن كانت الأولى : كان الذي ينزل الى سماء الدنيا مخلوقا محدثا لا رب العالمين ! و ان كانت الثانية فهذا مستلزم لنزول ذاته تبارك و تعالى الى سماء الدنيا
و للحافظ الطبري رحمه الله ردود جزلة على من تأول النزول على غير نزول الرب جل و علا لعلي أنقله لاحقاً بإذن الله
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 07:33 PM
فالحي لا يُعرف من الميت إلا بالفعل
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة، فتنبه واتهم نفسك فلست معصوما، ولا تحتقر غيرك كما تفعل فإن الله بالمرصاد لكل متكبر.
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 07:40 PM
ثم ان النزول مرادف للهبوط و الحركة معنى زائد عليه و هو داخل في اللازم و الكيفية و قد أوضحتُ لك هذا بأعلاه فأنعم النظر قليلاً !
أنعمت فما وجدت إلا تحكما، فكيف تجعل الحركة كيفية، في حين أنه يصح أن يقال: تحرك من كذا إلى كذا، ومن تلك الجهة إلى غيرها الخ، كما يصح أن يقال: نزل وهبط من درجة كذا إلى درجة كذا، بسرعة كذا دون سرعة كذا، فتلك هي الكيفيات لمن تأمل. فجعلك الحركة معنى زائدا وكيفية للنزول والهبوط باطل مردود. بل هي هي .
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 07:43 PM
و للحافظ الطبري رحمه الله ردود جزلة على من تأول النزول على غير نزول الرب جل و علا لعلي أنقله لاحقاً بإذن الله
الطبري لو كنت تعقل يثبت الصفات الخبرية الذاتية على نحو ما أثبته الأشعري في آخر أمره والباقلاني وجمهور المحدثين المعتبرين، لا على نحو من يقول مثلكم بحلول الصفات الحادثة بذات الله تعالى وتسمونها اختيارية.
وللطبري كلام نفيس في الرد على القائلين بالحرف والصوت، وله تكفير صريح لمن يقول مثلكم بأن الله تعالى يوجد في ذاته أصواتا وحروفا بلا كيفية، وينفي السكوت مطلقا على الله تعالى لا كما تثبتونه، فاستشهادك بالطبري يشعر بأنك لم تفهم من كلامه شيئا.
المقدادي
2008-06-30, 07:44 PM
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة، فتنبه واتهم نفسك فلست معصوما، ولا تحتقر غيرك كما تفعل فإن الله بالمرصاد لكل متكبر.
سبحان الله ! لا أدري كيف فات هذا أئمة المسلمين رحمهم الله !
رحم الله إمامنا نعيما بن حماد و رضي عنه
قال حافظ الدنيا أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتابه الحافل الجليل ( خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية ) - و هذا الكتاب عمدة في نقض مذهب الجهمية -
( قال أبو عبد الله : ولقد بيّن نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق ، وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل ، فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت ، وأن أفعال العباد مخلوقة ، فضيق عليه حتى مضى لسبيله ، وتوجع أهل العلم لما نزل به ، وفي اتفاق المسلمين دليل على أن نعيما ومن نحا نحوه ليس بمفارق ولا مبتدع ، بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى ، إذ يفتون بالآراء المختلفة ، مما لم يأذن به الله ) اهـ
نعم صدقتَ يا إمام : بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى ، إذ يفتون بالآراء المختلفة ، مما لم يأذن به الله , و هذا حال المبتدعة الى يومنا هذا : يعطلون الله تعالى عن أفعاله و يقولون ان الفعل هو المفعول ! فهل هذا قول الجهمية يا إمام ؟؟
قال إمامنا البخاري رضي الله عنه
( وقالت الجهمية : الفعل والمفعول واحد ، لذلك قالوا : كن مخلوق ، وقال أهل العلم : التخليق فعل الله ، وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى : ( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق (3) ) ، يعني السر والجهر من القول ، ففعل الله صفة الله ، والمفعول غيره من الخلق ) اهـ
المقدادي
2008-06-30, 07:48 PM
الطبري لو كنت تعقل يثبت الصفات الخبرية الذاتية على نحو ما أثبته الأشعري في آخر أمره والباقلاني وجمهور المحدثين المعتبرين، لا على نحو من يقول مثلكم بحلول الصفات الحادثة بذات الله تعالى وتسمونها اختيارية.
وللطبري كلام نفيس في الرد على القائلين بالحرف والصوت، وله تكفير صريح لمن يقول مثلكم بأن الله تعالى يوجد في ذاته أصواتا وحروفا بلا كيفية، وينفي السكوت مطلقا على الله تعالى كما تثبتونه، فاستشهادك بالطبري يشعر بأنك لم تفهم من كلامه شيئا.
بل هو مخالف لكم مثبت لمعانيها و قد وافقه الأشعري لما تاب من عقيدته التي لا زلتم تتبعونها
و هو مثبت للصفات الإختيارية عكس حالكم و كلامه نعرفه و نفقهه و اهل السنة هم من طبع كتبه في الاعتقاد و نقلوا عنه منذ قديم الزمان اما الاشاعرة فبقوا على المعلم الاول و الثاني و قال الشيخ الرئيس كذا و قوله كذا ..الخ الهذيان المعلوم
هاك هذه الهدية من الإمام الطبري :
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره :
وقوله:( فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) قيل: كان ابتداء ذلك يوم الأحد، والفراغ يوم الجمعة( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ ) يقول: ثم استوى على العرش الرحمن وعلا عليه، وذلك يوم السبت فيما قيل. "
فأثبت الإستواء بعد خلق السماوات و الأرض ! و هذا مخالف لإعتقادكم
و قال في موضع اخر :
القول في تأويل قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) }
يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له أيها الناس( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ) من خلق(فِي سِتَّةِ أيَّام) ثم استوى على عرشه في اليوم السابع بعد خلقه السموات والأرض وما بينهما."
و قال ابن جرير في تاريخه (( فأما ما قال ابن إسحاق في ذلك، فإنه إنما استدل -بزعمه- على أن ذلك كذلك، لأن الله عز ذكره فرغ من خلق جميع خلقه يوم الجمعة، وذلك اليوم السابع، وفيه استوى على العرش، وجعل ذلك اليوم عيداً للمسلمين، ودليله على ما زعم أنه استدل به على صحة وقوله فيما حكينا عنه من ذلك هو الدليل على خطئه فيه، وذلك أن الله تعالى أخبر عباده في غير موضع من محكم تنزيله، أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، فقال "الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون". وقال تعالى ذكره: "قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم))
فهذا إثبات منه للصفات الإختيارية خلافا لقولكم
المقدادي
2008-06-30, 07:51 PM
أنعمت فما وجدت إلا تحكما، فكيف تجعل الحركة كيفية، في حين أنه يصح أن يقال: تحرك من كذا إلى كذا، ومن تلك الجهة إلى غيرها الخ، كما يصح أن يقال: نزل وهبط من درجة كذا إلى درجة كذا، بسرعة كذا دون سرعة كذا، فتلك هي الكيفيات لمن تأمل. فجعلك الحركة معنى زائدا وكيفية للنزول والهبوط باطل مردود. بل هي هي .
ليس تحكما غفر الله لك
الكلام المحكم : ان المعاني المعلومة هي المطلقة فمعنى الحياة مثلا : ضد الموت و هذا قرره جماعة من اهل اللغة
و النزول هو الهبوط
و هكذا
اما من يزيد على المعاني فهي تكييف لحال مخلوق
فالحركة في نفسها لها معنى عندهم مخالف لمعنى النزول و إلا لصح ان يقال : النزول هو الحركة و ينزل ربنا معناه يتحرك و هذا لم يقله صلى الله عليه و سلم
و لهذا جاء في الروايات ان الله تعالى يهبط و ينزل و لم يزد رسولنا صلى الله عليه و سلم شيئا عن ذلك فنقف حيث وقف و لا نخوض فيما لا نعلمه
فافهم هداك الله
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 07:51 PM
هل تعتقد أنك أجبت بهذا القص واللصق؟
ما نقلته من كلام لا يفيد فيما قلته لك، تأمل:
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة.
وتأمل جوابك فلا يجد اعاقل اي علاقة بينهما.
فهل تعتقد فعلا أن الحي لا يميز على الميت إلا بالفعل؟؟؟؟؟
عبد الوهاب أحد
2008-06-30, 07:52 PM
غفر الله لي ولك.. آمين
المقدادي
2008-06-30, 07:59 PM
هل تعتقد أنك أجبت بهذا القص واللصق؟
ما نقلته من كلام لا يفيد فيما قلته لك، تأمل:
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة.
وتأمل جوابك فلا يجد اعاقل اي علاقة بينهما.
فهل تعتقد فعلا أن الحي لا يميز على الميت إلا بالفعل؟؟؟؟؟
هذا القص و اللصق من جهازي و ذكرته لأريك مخالفة أهل مذهبك للسلف الصالح
نعم الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل
طيب : هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين : هو كلام مخالف للحس و العقل عندك ؟
اما ما قلته ( والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟ )
فهذا لأنك لم تتقن معتقد أهل السنة فأهل السنة يقولون ان الله تعالى فعّال منذ الأزل و لهذا جاز ان يخلق منذ الأزل و ان فعله متقدم على مفعوله و لا يقتضي هذا مخلوقا معينا معه منذ الأزل
اما الاشاعرة فخرجوا من هذا بمنع الله تعالى عن الفعل منذ الأزل و هذا مخالف لصريح الآيات الناصة من ان الله تعالى فعّال لما يريد .. الخ
أبو القاسم
2008-06-30, 08:08 PM
إذا ثبت أن النزول يقتضي حركة..فلا مانع من إثبات الحركة لله عز وجل
ولكن هذا لا يثبت..
ألا ترى أن الصورة الذهنية عند المخلوقين أن السمع يقتضي أذنا..
والعلم يقتضي دماغا..والقدرة الفاعلة تقتضي عضلات..؟
فلا تقس علام الغيوب على المحسوسات..
وقف عند ما وقف الشرع عليه..إذ لستَ مطالبا بالتعسف والتكلف
ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر الصحابة بحديث النزول وغيره
لم يستشكل أحد منهم قط هذا المعنى كما يستشكله شيوخك الأشاعرة فتارة يرمون الحديث بالوضع..
كما هو ديدن الرازي ومن قفاه..وتارة يؤولونه بالغرائب
وعدم استشكالهم ذلك مع قوة قرائحهم وذكاء عقولهم وزكاء نفوسهم وكونهم أكثر الأمة حرصا على معرفة الدين
والتمثل لتعاليمه حذو القذة بالقذة..يدل على أن أفئدتهم كانت محلا قابلا مع التسليم التام لكل ما نطق به رسول الله
والحال أنه صدر منهم استشكال لمسائل..كسؤالهم عن القدر مثلا..فقال عليه الصلاة والسلام:اعملوا فكل ميسر لما خلق له
وهذا الاستشكال يمس ركنا متينا من أركان الإيمان والدين
فإن قيل إنهم فهموا من حديث النزول ما عليه محرفة المعاني
فيلزم إثبات ذلك..
لأن العرب عامة..والصحابة خاصة..كانوا يفهمون الكلام على ظاهره
بل هذا هو الأصل لدى كل ذي فطرة سليمة..
والتاريخ ينبيء أن هذا الاستشكال أول ماكان ..كان على أيدي المعتزلة..
فإن انصرام كل هذه الأجيال المباركة من السلف..دون أن يتقلد أحد من الأكابر
من الصحابة ثم لا يكون فيهم أحد قط..تبرّع لتوضيح هذه التكلفات والتأويلات
ليدل دلالة قاطعة..على ما نقول..
والله الهادي
بندر المسعودي
2008-06-30, 08:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي المقدادي أشكرك على هذا المجهود وهل هذا إلا حال أسلافهم والله ماترك ابن تيمية مما يستدل به إلا استدل به عليهم وأقام عليهم الحجة وهم مع ذلك صم بكم عمي لا يفقهون
عبدالله الرفاعي
2008-07-01, 04:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حل الاشكال اخي ابو القاسم واجاد اخي المقدادي
جزا الله الجميع خير الجزاء
بندر المسعودي
2008-07-01, 01:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هناك قاعدة في ضابط ما يجوز لله ويمتنع عنه نفياً وإثباتاً.
صفات الله تعالى دائرة بين النفي والإثبات فلابد من ضابط لهذا وذاك.
فالضابط في النفي أن ينفى عن الله تعالى:
أولاً: كل صفة عيب كالعمى والصمم والخرس والنوم والموت ونحو ذلك.
ثانياً: كل نقص في كماله كنقص حياته أو علمه أو قدرته أو عزته أو حكمته أو نحو ذلك.
ثالثاً: مماثلته للمخلوقين كأن يجعل علمه كعلم المخلوق، أو وجهه كوجه المخلوق، أو استواؤه على عرشه كاستواء المخلوق ونحو ذلك.
فمن أدلة انتفاء الأول عنه: قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى) (النحل: 60). فإن ثبوت المثل الأعلى له وهو الوصف الأعلى يستلزم انتفاء كل صفة عيب.
ومن أدلة انتفاء الثاني: قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (ق: 38).
ومن أدلة انتفاء الثالث: قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: 11).
وبهذا علم أنه لا يصح الاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه وذلك لوجهين:
الأول: أنه إن أريد بالنفي نفي التشابه المطلق - أي نفي التساوي من كل وجه بين الخالق والمخلوق - فإن هذا لغو من القول إذ لم يقل أحد بتساوي الخالق والمخلوق من كل وجه، بحيث يثبت لأحدهما من الجائز والممتنع والواجب ما يثبت للآخر، ولا يمكن أن يقوله عاقل يتصور ما يقول، فإنه مما يعلم بضرورة العقل وبداهة الحس انتفاؤه، وإذا كان كذلك لم يكن لنفيه فائدة.
وإن أريد بالنفي مطلق التشابه - أي نفي التشابه من بعض الوجوه - فهذا النفي لا يصح إذ ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك يشتركان فيه، وقدر مختص يتميز به كل واحد عن الآخر، فيشتبهان من وجه، ويفترقان من وجه.
فالحياة "مثلاً" وصف مشترك بين الخالق والمخلوق، قال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) (الفرقان: 58). وقال: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ) (الروم: 19). لكن حياة الخالق تختص به فهي حياة كاملة من جميع الوجوه لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء، بخلاف حياة المخلوق فإنها حياة ناقصة مسبوقة بعدم متلوة بفناء قال الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن: 26-27).
فالقدر المشترك "وهو مطلق الحياة" كلي لا يختص بأحدهما دون الآخر، لكن ما يختص به كل واحد ويتميز به لم يقع فيه اشتراك، وحينئذ لا محذور من الاشتراك في هذا المعنى الكلي، وإنما المحذور أن يجعل أحدهما مشاركاً للآخر فيما يختص به.
ثم إن إرادة ذلك - أعني نفي مطلق التشابه - تستلزم التعطيل المحض، لأنه إذا نفي عن الله تعالى صفة الوجود "مثلاً" بحجة أن للمخلوق صفة وجود فإثباتها للخالق يستلزم التشبيه على هذا التقدير، لزم على نفيه أن يكون الخالق معدوماً، ثم يلزمه على هذا اللازم الفاسد أن يقع في تشبيه آخر وهو تشبيه الخالق بالمعدوم لاشتراكهما في صفة العدم فيلزمه على قاعدته - تشبهه بالمعدوم - فإن نفى عنه الوجود والعدم وقع في تشبيه ثالث أشد وهو تشبيهه بالممتنعات؛ لأن الوجود والعدم نقيضان يمتنع انتفاؤهما كما يمتنع اجتماعهما.
فإن قال قائل: إن الشيء إذا شارك غيره من وجه جاز عليه من ذلك الوجه ما يجوز على الآخر، وامتنع عليه ما يمتنع، ووجب له ما يجب!!
فالجواب من وجهين:
أحدهما: المنع، فيقال لا يلزم من اشتراك الخالق والمخلوق في أصل الصفة أن يتماثلا فيه فيما يجوز ويمتنع ويجب، لأن مطلق المشاركة لا يستلزم المماثلة.
الثاني: التسليم، فيقال هب أن الأمر كذلك ولكن إذا كان ذلك القدر المشترك لا يستلزم إثبات ما يمتنع على الرب سبحانه، ولا نفي ما يستحقه لم يكن ممتنعاً، فإذا اشتركا في صفة الوجود، والحياة، والعلم، والقدرة، واختص كل موصوف بما يستحقه ويليق به كان اشتراكهما في ذلك أمراً ممكناً لا محذور فيه أصلاً، بل إثبات هذا من لوازم الوجود، فإن كل موجودين لابد بينهما من مثل هذا، ومن نفاه لزمه تعطيل وجود كل موجود، لأن نفي القدر المشترك يلزم منه التعطيل العام.
وهذا الموضع من فهمه فهماً جيداً وتدبره زالت عنه عامة الشبهات وانكشف له غلط كثير من الأذكياء في هذا المقام.
فصل
الوجه الثاني: مما يدل على أنه لا يصح الاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه: أن الناس اختلفوا في تفسير التشبيه فقد يفسره بعضهم بما لا يراه الآخرون تشبيهاً.
مثال ذلك مع المعتزلة ومن سلك طريقهم من النفاة:
أنهم جعلوا من أثبت لله تعالى علماً قديماً، أو قدرة قديمة مشبهاً ممثلاً، لأن القدم أخص وصف الإله عند جمهورهم، فمن أثبت له علماً قديماً أو قدرة قديمة فقد أثبت له مثيلاً.
والمثبتون يجيبونهم تارة بالمنع، وبالتسليم تارة.
أما المنع فيقولون: ليس القدم أخص وصف الإله، وإنما أخص وصف الإله ما لا يتصف به غيره، مثل: كونه رب العالمين، وأنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير، وأنه الإله ونحو ذلك. والصفات وإن وصفت بالقدم كما توصف به الذات لا يقتضي ذلك أن تكون إلهاً أو رباً أو نحو ذلك، كما أن النبي - مثلاً - يوصف بالحدوث، وتوصف صفاته بالحدوث، ولا يقتضي ذلك أن تكون صفاته نبياً.
وعلى هذا فلا يكون إثبات الصفات القديمة لله تعالى تمثيلاً، ولا تشبيهاً.
وأما التسليم فيقولون: نحن وإن سلمنا أن هذا المعنى قد يسمى في اصطلاح بعض الناس تشبيهاً أو تمثيلاً فإنه لم ينفه عقل ولا سمع، وحينئذ فلا مانع من إثباته.
فالقرآن إنما نفى مسمى المثل، والكفء، والند ونحو ذلك، والصفة في لغة العرب التي نزل بها القرآن ليست مثل الموصوف، ولا كفؤاً له، ولا نداً فلا تدخل فيما نفاه القرآن.
فالواجب نفي ما نفته الأدلة الشرعية والعقلية فقط.
مثال آخر: مع الأشاعرة ونحوهم ممن ينفي علوه على عرشه ونحوه دون صفة الحياة، والعلم، والقدرة ونحوها فيقول: إن هذه الصفات قد تقوم بما ليس بجسم بخلاف العلو فإنه لا يقوم إلا بجسم فلو أثبتناه لزم أن يكون جسماً، والأجسام متماثلة فيلزم التشبيه.
والمثبتون يجيبونهم تارة بمنع المقدمة الأولى وهي قولهم: "إن العلو لا يقوم إلا بجسم" وتارة بمنع المقدمة الثانية وهي قولهم: "إن الأجسام متماثلة" وتارة بمنع المقدمتين، وتارة بالاستفصال، فيقولون: إن أردتم بالجسم جسماً مؤلفاً من لحم وعظم وأجزاء يفتقر بعضها إلى بعض، أو يحتاج إلى مقومات خارجية، فهذا ممتنع بالنسبة إلى الله الغني الحميد، وليس بلازم من إثبات الصفات، وإن أردتم بالجسم ما كان قائماً بنفسه موصوفاً بالصفات اللائقة به، فهذا حق ثابت لله عز وجل ولا يلزم عليه شيء من اللوازم الباطلة.
وإذا تبين اختلاف الناس في تفسير التشبيه صار الاعتماد على مجرد نفيه باطلاً، لأنه يلزم منه نفي صفات الكمال عن الله تعالى عند من يرى أن إثباتها يستلزم التشبيه.
وعلى هذا فالضابط الصحيح فيما ينفى عن الله تعالى ما سبق في أول القاعدة.
فصل
فإذا تبين أنه لا يصح الاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه وأنه طريق فاسد، فإن أفسد منه ما يسلكه بعض الناس حيث يعتمدون فيما ينفى عن الله تعالى على نفي التجسيم، والتحيز ونحو ذلك، فتجدهم إذا أرادوا أن يحتجوا على من وصف الله تعالى النقائص من: الحزن، والبكاء، والمرض، والولادة ونحوها يقولون له: لو اتصف الله بذلك لكان جسماً، أو متحيزاً، وهذا ممتنع، هذه حجتهم عليه.
وهذه طريقة فاسدة لا يحصل بها المقصود لوجوه:
الأول: أن لفظ "الجسم" و "الجوهر" و "التحيز" ونحوها عبارات مجملة مشتبهة لا تحق حقاً، ولا تبطل باطلاً، ولذلك لم تذكر فيما وصف الله وسمى به نفسه لا نفياً ولا إثباتاً، لا في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يسلكه أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإنما هي عبارات مبتدعة أنكرها السلف والأئمة.
الثاني: أو وصف الله تعالى بهذه النقائص أظهر فساداً في العقل والدين من وصفه بالتحيز والتجسيم، فإن كفر من وصفه بهذه النقائص معلوم بالضرورة من الدين، بخلاف التحيز والتجسيم لما فيهما من الاشتباه والخفاء.
وإذا كان وصف الله تعالى بهذه النقائص أظهر فساداً من وصفه بالحيز والجسم، فإنه لا يصح الاستدلال بالأخفى على الأظهر؛ لأن الدليل مبين للمدلول ومثبت له فلابد أن يكون أبين وأظهر منه.
الثالث: أن من وصفوه بهذه النقائص يمكنهم أن يقولوا نحن نصفه بذلك، ولا نقول بالتجسيم والتحيز كما يقوله من يثبت لله صفات الكمال مع نفي القول بالتجسيم والتحيز، فيكون كلام من يصف الله بصفات الكمال ومن يصفه بصفات النقص واحداً، ويبقى الرد عليهما بطريق واحد وهو أن الإثبات مستلزم للتجسيم والتحيز، وهذا في غاية الفساد والبطلان.
والرابع: أن الذين اعتمدوا في ضابط ما ينفى عن الله على نفي التجسيم والتحيز نفوا عن الله تعالى صفات الكمال بهذه الطريقة. واتصاف الله تعالى بصفات الكمال واجب ثابت بالسمع والعقل؛ فيكون كل ما اقتضى نفيه باطلاً بالسمع والعقل، وبه يتبين فساد تلك الطريقة وبطلانها.
الخامس: أن سالكي هذه الطريقة متناقضون، فكل من أثبت شيئاً ونفى غيره ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من الإثبات، وكل من نفى شيئاً واثبت غيره ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من النفي.
مثال ذلك: أن من أثبتوا لله تعلى الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام دون غيرها من الصفات قال لهم نفاة ذلك كالمعتزلة: إثبات هذه تجسيم؛ لأن هذه الصفات أعراض والعرض لا يقوم إلا بجسم.
فيرد عليهم أولئك بأنكم أنتم أثبتم أنه حي، عليم، قدير، وقلتم ليس بجسم مع أنكم لا تعرفون حياً عالماً قادراً إلا جسماً، فأثبتموه على خلاف ما عرفتم، فكذلك نحن نثبت هذه الصفات ولا نقول إنه جسم فهذا تناقض المعتزلة، أما تناقض خصومهم الذين أثبتوا الصفات السبع السابقة دون غيرها فقد قالوا لمن أثبت صفة الرضا، والغضب، ونحوها: إثبات الرضا والغضب، والاستواء، والنزول، والوجه، واليدين ونحوها تجسيم لأننا لا نعرف ما يوصف بذلك إلا ما هو جسم.
فيرد عليهم المثبتة بأنكم أنتم وصفتموه بالحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، ولا يعرف ما يوصف بذلك إلا ما هو جسم، فإن لزمنا التجسيم فيما أثبتناه لزمكم فيما أثبتموه، وإن لم يلزمكم فيما أثبتموه لم يلزمنا فيما أثبتناه وإن ألزمتمونا به، لأنه لا فرق بين الأمرين، وتفريقكم بينهما تناقض منكم.
فصل
وأما الضابط في باب الإثبات: فأن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من صفات الكمال على وجه لا نقص فيه بأي حال من الأحوال لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (النحل: 60). والمثل الأعلى هو الوصف الأكمل الذي لا يماثله شيء.
فصفات الله تعالى كلها صفات كمال، سواء كانت صفات ثبوت، أم صفات نفي. وقد سبق أن النفي المحض لا يوجد في صفات الله تعالى، وأن المقصود بصفات النفي نفي تلك الصفة لا تصافه بكمال ضدها.
ولهذا لا يصح في ضابط الإثبات أن نعتمد على مجرد الإثبات بلا تشبيه؛ لأنه لو صح ذلك لجاز أن يثبت المفتري لله سبحانه كل صفة نقص مع نفي التشبيه، فيصفه بالحزن، والبكاء، والجوع، والعطش ونحوها مما ينزه الله عنه مع نفي التشبيه، فيقول: إن الله يحزن لا كحزن العباد، ويبكي لا كبكائهم، ويجوع لا كجوعهم، ويعطش لا كعطشهم، ويأكل لا كأكلهم، كما أنه يفرح لا كفرحهم، ويضحك لا كضحكهم، ويتكلم لا ككلامهم.
ولجاز أيضاً أن يثبت المفتري لله سبحانه أعضاء كثيرة مع نفي التشبيه فيقول: إن لله تعالى كبداً لا كأكباد العباد، وأمعاء لا كأمعائهم، ونحو ذلك مما ينزه الله تعالى عنه، كما أن له وجهاً لا كوجوههم، ويدين لا كأيديهم.
ثم يقول المفتري لمن نفى ذلك وأثبت الفرح، والضحك، والكلام، والوجه، واليدين: أي فرق بين ما نفيت وما أثبت، إذا جعلت مجرد نفي التشبيه كافياً في الإثبات؛ فأنا لم أخرج عن هذا الضابط فإني اثبت ذلك بدون تشبيه.
فإن قال النافي: الفرق هو السمع (أي الدليل من الكتاب والسنة) فما جاء به الدليل أثبته وما لم يجئ به لم أثبته.
قال المفتري: السمع خبر والخبر دليل على المخبر عنه، والدليل لا ينعكس فلا يلزم من عدمه عدم المدلول عليه؛ لأنه قد يثبت بدليل آخر، فما لم يرد به السمع يجوز أن يكون ثابتاً في نفس الأمر وإن لم يرد به السمع، ومن المعلوم أن السمع لم يرد بنفي كل هذه الأمور بأسمائها الخاصة فلم يرد بنفي الحزن، والبكاء، والجوع، والعطش، ونفي الكبد، والمعدة، والأمعاء، وإذا لم يرد بنفيها جاز أن تكون ثابتة في نفس الأمر، فلا يجوز نفيها بلا دليل، وبهذا ينقطع النافي لهذه الصفات حيث اعتمد فيما ينفيه على مجرد نفي التشبيه، ويعلم أنه لا يصح الاعتماد عليها، وإنما الاعتماد على ما دل عليه السمع والعقل من وصف الله تعالى بصفات الكمال على وجه لا نقص فيه، وعلى هذا فكل ما ينافي صفات الكمال الثابتة لله، فالله منزه عنه؛ لأن ثبوت أحد الضدين نفي للآخر ولما يستلزمه.
وبهذا يمكن دفع ما أثبته هذا المفتري لله تعالى من صفات النقص فيقال: الحزن، والبكاء، والجوع، والعطش صفات نقص منافية لكماله فتكون منتفية عن الله، ويقال أيضاً: الأكل، والشرب مستلزم للحاجة والحاجة نقص، وما استلزم النقص فهو نقص، ويقال أيضاً، الكبد، والمعدة، والأمعاء آلات الأكل والشرب، والمنزه عن الأكل والشرب منزه عن آلات ذلك.
وأما الفرح، والضحك، والغضب، ونحوها فهي صفات كمال لا نقص فيها فلا تنتفي عنه لكنها لا تماثل ما يتصف به المخلوق منها فإنه سبحانه لا كفء له، ولا سمي، ولا مثل، فلا يجوز أن تكون حقيقة ذاته كحقيقة شيء من ذوات المخلوقين، ولا حقيقة شيء من صفاته كحقيقة شيء من صفات المخلوقين؛ لأنه ليس من جنس المخلوقات، لا الملائكة، ولا الآدميين، ولا السموات، ولا الكواكب، ولا الهواء، ولا الأرض وغير ذلك.
بل يعلم أن حقيقته على مماثلة شيء من الموجودات أبعد من سائر الحقائق، لأن الحقيقتين إذا تماثلتا جاز على الواحدة ما يجوز على الأخرى، ووجب لها ما يجب للأخرى، وامتنع عليها ما يمتنع على الأخرى، فيلزم أن يجوز على الخالق الواجب بنفسه ما يجوز على المخلوق المحدث، وأن يثبت لهذا المخلوق ما يثبت للخالق فيكون الشيء الواحد واجباً بنفسه غير واجب بنفسه، موجوداً معدوماً، وهذا جمع بين النقيضين.
عبد الوهاب أحد
2008-07-01, 01:17 PM
نعم الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل
نعم هذا هو أصل الغلط في عقائدكم.
ومن العجب ن يتمسك العاقل بمثل هذه الكلية الباطلة ويبني عليها عقيدته.
الله تعالى حي قبل أن يفعل العالم، ولو بلحظة ادق من الشعرة، ومهما رجعت إلى الأزل لوجد فعل أول مسبوق بالفاعل تعالى الذي كان حيا قبل أن يفعله، وإلا يلزمك القول بقدم العام أنواعا وأفرادا، ولا واسطة بين القولين فتأمل.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
أما باقي المشاغبين الذين ليس لهم إلا القص واللصق بلا فهم فلا كلام معهم.
بندر المسعودي
2008-07-01, 01:27 PM
لا كلام مع من يترك الكتاب والسنة ويتبع الفلاسفة من اليونان والعجم .
المقدادي
2008-07-01, 01:59 PM
نعم هذا هو أصل الغلط في عقائدكم.
ومن العجب ن يتمسك العاقل بمثل هذه الكلية الباطلة ويبني عليها عقيدته.
الله تعالى حي قبل أن يفعل العالم، ولو بلحظة ادق من الشعرة، ومهما رجعت إلى الأزل لوجد فعل أول مسبوق بالفاعل تعالى الذي كان حيا قبل أن يفعله، وإلا يلزمك القول بقدم العام أنواعا وأفرادا، ولا واسطة بين القولين فتأمل.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
أما باقي المشاغبين الذين ليس لهم إلا القص واللصق بلا فهم فلا كلام معهم.
سبحان الله ! ألم تقرأ ردي على هذا الهذيان يا عبدالوهاب ؟
ألم أقل لك أعلاه :
فهذا لأنك لم تتقن معتقد أهل السنة فأهل السنة يقولون ان الله تعالى فعّال منذ الأزل و لهذا جاز ان يخلق منذ الأزل و ان فعله متقدم على مفعوله و لا يقتضي هذا مخلوقا معينا معه منذ الأزل
اما الاشاعرة فخرجوا من هذا بمنع الله تعالى عن الفعل منذ الأزل و هذا مخالف لصريح الآيات الناصة من ان الله تعالى فعّال لما يريد .. الخ
ثم لم تجب على سؤالي الصريح : هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين : هو كلام مخالف للحس و العقل عندك ؟
أجب يا عبدالوهاب , فبهذا تتمايز الصفوف و نعرف انكم أخذتم عقائدكم من الفلاسفة لا السلف الصالح !
عبد الوهاب أحد
2008-07-01, 02:19 PM
ألا تعي ما تقول؟؟ أم ماذا؟؟
أنا لا اريد مناقشتك في الخطإ الفاحش من جعلك المخلوقات موجدة منذ الأزل.
لكن انظر كلامك: وان فعله متقدم على مفعوله ولا يقتضي هذا مخلوقا معينا معه منذ الأزل .
طيب يا أخي بين فعله ومفعوله أكان هناك فاصل زمني أم لا؟؟ جوابك نعم ولا جواب غير ذلك وإلا كنت فيلسوفا. ففي ذلك الفاصل الزماني إن وجد الفعل بلا مفعول فذلك غير مفهوم في حق الله الذي يقول للشيء كن فيكون، فكيف يوجد فعله ولا يوجد مفعوله؟؟؟ وإن لم يوجد مفعول لم يوجد فعله، وهو يفيد أنه سبحانه وتعالى كان حيا قبل الفعل وقبل وجود المفعول.
أعمل قلبك قليلا من فضلك.
لم ترم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولم يكن شيء قبله) (وكان الله ولم يكن شيء معه) و(كان الله ولم يكن شيء غيره) ترم بالأحاديث الصحيحة عرض الحائك وتتمسك بإجماع وهمي. هل هذا هو الصوا وطريق الحق؟؟؟؟
الأحادث الصريحة الفصيحة تدل على أن الله تعالى كان حيا قبل خلق العالم أي قبل الفعل، فافهم فإنه كلام واضح نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، فأي كلام بعد كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟؟
عبد الوهاب أحد
2008-07-01, 02:26 PM
فبهذا تتمايز الصفوف و نعرف انكم أخذتم عقائدكم من الفلاسفة لا السلف الصالح !
لقد سئمنا من مثل هذه الدعاوى الكبيرة العريضة الفارغة. فتأملوا واتركوها فإنها لن تنفع مع العلم شيئا.
المقدادي
2008-07-01, 02:34 PM
لا أفهم لماذا لا تجيب عن سؤالي في كلام الإمام السني الكبير : نعيم بن حماد ؟؟؟؟
هل هو خوف منك لئلا تُتهم بمخالفة السلف أم ماذا ؟
اما باقي هذيانك فالله تعالى قد قال -تعالى-:"فعال لما يريد".
ووجه الدلالة من الآية أنه –سبحانه-يفعل بإرادته ومشيئته و هذا منذ الأزل لم تحدث له بعد ان لم يكن يشاء و يريد . و هذا مخالف لعقيدتكم فالله تعالى لا يفعل بمشيئته و إرادته عندكم و إلا لزم حوادث لا أول لها ..ألخ هذيانكم
الدلالة الثانية من الآية : أنه لم يزل كذلك؛لأنه ساق ذلك في معرض المدح والثناء على نفسه،وأن ذلك من كماله –سبحانه-؛فلا يجوز أن يكون عادماً لهذا الكمال في وقت من الأوقات،وقد قال –تعالى-:"أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون"،وما كان من أوصاف كماله ونعوت جلاله لم يكن حادثاً بعد أن لم يكن.
اما انتم فقد عطلتم الله تعالى عن صفاته منذ الأزل و زعمتم ان الفعل هو المفعول و هذه هي عقيدة الجهمية بالضبط كما بينها إمامنا البخاري رضي الله عنه , و أهل السنة و كل العقلاء اتفقوا ان الله تعالى حي و كل حي له فعل , أما انتم فأتيتم بما يخالف المعقول و المنقول و زعمتم ان الفعل ليس من شروط الحي ! فلا أدري هل أنت أعرف بلغة العرب من العرب أنفسهم و العلماء ؟ و قد نص الإمام ابن حماد رضي الله عنه على ذلك و و نقل اتفاق المسلمين معه إمامنا البخاري رحمه الله و لكنك تهربتَ من هذا كله لأنك تعلم ان مؤداك الطعن فيهم ! و انت تخاف من إظهار ذلك هنا على الأقل و إلا فلازم مذهبك بل عينه الطعن فيهم !
فأنت تقول ان الفعل لا يميز الحي من الميت اما البخاري و شيخه فيخالفونك و ينقل الاول اتفاق المسلمين على ذلك !
فهيا أجب يا أخ العرب !
هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين : هو كلام مخالف للحس و العقل عندك ؟
المقدادي
2008-07-01, 02:35 PM
لقد سئمنا من مثل هذه الدعاوى الكبيرة العريضة الفارغة. فتأملوا واتركوها فإنها لن تنفع مع العلم شيئا.
طيب أجب عن أسهل سؤال سألته لك : هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين : هو كلام مخالف للحس و العقل عندك ؟
و هل هو من المشبهة ؟؟
المقدادي
2008-07-01, 02:41 PM
الذي لا تفهمه يا عبدالوهاب اننا نرى فهم السلف لكلام الله تعالى و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم هو الصواب و ما خالفه لا يُعتد به لأنهم أقرب الى عهد النبوة و فيهم الصحابة و التابعين و أتباعهم و مضوا على السنة الغراء لا يرفعون رأساً بكلام مبتدع متكلم بما يخالف الكتاب و السنة , فعقيدتهم رحمهم الله صحيحة , أما انتم فلا تعتدون أصلا بكلام السلف و كل دعاويكم باطلة في هذا الشأن لهذا لا نرى أثرا لكلام السلف في مصنفاتكم العقدية بخلاف أهل السنة التي تمتلأ كتبهم بكلام ربهم تعالى و أحاديث نبيهم صلى الله عليه و سلم و كلام السلف الصالح فافهم و عِ بارك الله فيك
عبد الوهاب أحد
2008-07-01, 02:49 PM
بالله عليك كيف فهمت من قوله تعالى فعال لما يريد أنه يخلق منذ الأزل؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل قيدها الله تعالى بالأزلية حتى تقول على الله تعالى ما لم يقله؟؟؟؟ وهل جهل المفسرون لكتاب الله تعالى ما علمته أنت؟؟؟؟ وارجع إلى كل التفاسير المعتمدة فلن تجد أحدا قيد الخلق بالأزل لأنه جهل محض وقول فلسفي محض.
قل يا مقدادي: هذا فهمي الخاص للآية. وليس فهم جماهير المفسرين الذي هم اعلم منك لملايين المرات.
كيف تريدني أن أجيبك على كلام الله أعلم بثبوته وترفض أنت الالتفات إلى دلالة حديث النبي صلى الله عليه وسلم الدلالة القاطعة على فساد كلامك. بعد أن رميت به عرض الحائط وتمسكت بكلام ابن حماد والبخاري والله أعلم بثبوته ترفض الالتفات للكلام الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي سلفية هذه؟؟؟؟؟ وأي مرجعية؟؟؟؟ وهل يحتاج كلام النبي صلى الله عليه وسلم إلى كبير فهم لتعلم أنه كان الله ولم يكن شيء غيره ولا قبله ولا معه، وأنه بالتالي كان حيا قبل الفعل؟؟؟؟؟ أأصبحتم أعجاما لا تفهون أمام هذه النصوص الصريحة في فساد معتقدكم؟؟؟؟؟؟
المقدادي
2008-07-01, 02:49 PM
و من الطرائف في ذكر عدم معرفة الأشاعرة لكلام السلف : ان الشيخ ابن جهبل - غفر الله له - لما رد على شيخ الإسلام رحمه الله دمج كلام الإمام أحمد مع كلام ابن تيمية و ظن انه كله كلام الامام أحمد ! فقال :
( و لو تنازل واكتفى بما نُقل عن إمامه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، حيث قال: " لا يُوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والحديث، ونعلم أن ما وُصِفَ اللهُ به من ذلك فهو حق، ليس فيه لغو ولا أحاج، بل معناه يُعرف من حيث يُعرف مقصود المتكلم بكلامه، وهو مع ذلك ( ليس كمثله شيء) في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في أفعاله، فكان ينبغي أن الله سبحانه له ذات حقيقية، وأفعال حقيقية، وكذلك له صفات حقيقية، وهو ( ليس كمثله شيء) لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وكل ما أوجب له نقصاً أو حُدوثاً فإن الله عز وجل منزه عنه حقيقةً، فإنه سبحانه مُستحق للكمال الذي لا غاية فوقه، وممتنع عليه الحدوث لا متناع العدم عليه، واستلزام الحدوث سابقة العدم، وافتقار المُحدَث إلى مُحدِث ووجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى "
هذا نص إمامه، فهلا اكتفى به.
ولقد أتى إمامه في هذا المكان بجوامع الكلم، وساق أدلة المتكلمين على ما يدعيه هذا المارق بأحسن رد وأوضح معان، مع أنه لم يأمر بما أمر به هذا الفريق. ) اهـ كلام ابن جهبل في رسالته تلك !
و الطريف ان الكلام الملّون باللون الأحمر هو كلام شيخ الإسلام أصلاً ! و لكن ابن جهبل ظنه كلام الإمام أحمد ! و كلام الإمام أحمد انتهى عند قوله : " لا يُوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والحديث "
فامتدح كلام شيخ الإسلام ظانا أنه كلام الامام أحمد ! و احتج بكلامه عليه ! و هذا يدلك على مدى تحقيق هؤلاء لكلام السلف !!!
و الأدلة كثيرة في عدم تمييزهم و معرفتهم لكتب السلف
عبد الوهاب أحد
2008-07-01, 02:52 PM
لا تغير الموضوع يا مقدادي إن كنت طالب حق، وأجب عن دلالة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
هي أدلة قاطعة متنا ومفهوما في أنه الله تعالى كان حيا قبل خلق العالم، اي قبل الفعل، وأن الكلية التي تعتمدها باطلة وهي قولك أنه لا حياة بلا فعل.
المقدادي
2008-07-01, 03:05 PM
بالله عليك كيف فهمت من قوله تعالى فعال لما يريد أنه يخلق منذ الأزل؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل قيدها الله تعالى بالأزلية حتى تقول على الله تعالى ما لم يقله؟؟؟؟ وهل جهل المفسرون لكتاب الله تعالى ما علمته أنت؟؟؟؟ وارجع إلى كل التفاسير المعتمدة فلن تجد أحدا قيد الخلق بالأزل لأنه جهل محض وقول فلسفي محض.
قل يا مقدادي: هذا فهمي الخاص للآية. وليس فهم جماهير المفسرين الذي هم اعلم منك لملايين المرات.
كيف تريدني أن أجيبك على كلام الله أعلم بثبوته وترفض أنت الالتفات إلى دلالة حديث النبي صلى الله عليه وسلم الدلالة القاطعة على فساد كلامك. بعد أن رميت به عرض الحائط وتمسكت بكلام ابن حماد والبخاري والله أعلم بثبوته ترفض الالتفات للكلام الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي سلفية هذه؟؟؟؟؟ وأي مرجعية؟؟؟؟ وهل يحتاج كلام النبي صلى الله عليه وسلم إلى كبير فهم لتعلم أنه كان الله ولم يكن شيء غيره ولا قبله ولا معه، وأنه بالتالي كان حيا قبل الفعل؟؟؟؟؟ أأصبحتم أعجاما لا تفهون أمام هذه النصوص الصريحة في فساد معتقدكم؟؟؟؟؟؟
سبحان الله ! ها أنت ترمي كلام السلف عرض الحائظ لأنك لم تنشأ على قراءة كتبهم و كتب السلف منشورة معلومة و كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري مشهور مطبوع و اعتمد عليه الحافظ ابن حجر - و هو إمام مقبول عندك - و نقل منه فلماذا الطعن ؟ قل لي انك لا تعرف كلامهم كما كان أسلافك و عبثاً تحاول ان تنسب عقيدتك لهم و لكن طريقتك في هذا تبوء بالفشل !
هل قرأتَ كلام البخاري في ان فعله تعالى صفة الله له ؟ فهل تعتقد ان صفاته تعالى غير أزلية أم ماذا ؟
و قوله تعالى " فعّال لما يريد " فدليل من الأدلة على إستمرارية الفعل سواء كان في الماضي أو المستقبل , إلا إذا كنت ترى صفات الله تعالى مخلوقة فهذا أمر آخر
و هذا هو في الحقيقة قولك و الا فانظر لكلام البخاري فيما نقله عنه ابن حجر و لا أظنك تشكك فيه ! -
قال
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/439
فانظر كيف فهم السلف ان افعال الله صفات له تعالى و بالتالي فهي : أزلية !!
و الى الآن ما زلت ترمي بكلام السلف عرض الحائط إكراما لفلان و علان ممن جاء بعدهم ! ثم تتدعي في موضع اخر ان عقيدة الأشاعرة هي عقيدة السلف ! قليل من الحياء يا عبدالوهاب !!!
المقدادي
2008-07-01, 03:12 PM
لا تغير الموضوع يا مقدادي إن كنت طالب حق، وأجب عن دلالة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
هي أدلة قاطعة متنا ومفهوما في أنه الله تعالى كان حيا قبل خلق العالم، اي قبل الفعل، وأن الكلية التي تعتمدها باطلة وهي قولك أنه لا حياة بلا فعل.
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم واضحة فليس فيما ذكرته نفي لكون الله تعالى يفعل ما يريد منذ الأزل , و لا يعني هذا وجود مخلوق قديم مع الله تعالى فأنت إذا كنتَ تعتبر فعل الله تعالى صفة له كما قرره أئمة السنة : زالت عنك هذه الشبهات و من أحكم هذا الموضع زالت عنه هذه الوساوس فتفطن بارك الله فيك
فقول رسولنا صلى الله عليه و سلم (كان الله ولم يكن شيء قبله) (وكان الله ولم يكن شيء معه) و(كان الله ولم يكن شيء غيره ) كلها لا تعني تعطيل الله تعالى عن الفعل و غاية ما فيها عدم وجود مخلوق معين قديم معه و لذلك قال ابن حبان في صحيحه (14/10] : ولا شيء معه لأنه خالقها ا0هـ
فالكلام هنا عن الأفراد المخلوقة المعينة فليست متقدمة او مع الله تعالى فهذا لا يقوله سني بل يقول السني : ان الله تعالى متصف بالفعل منذ الأزل و الفعل صفة لله تعالى و صفاته أزلية جل و علا فلهذا جاز أن يخلق سبحانه و تعالى و إلا كان هذا تعطيلا لفعله و من قال ان فعل الله تعالى مخلوق حادث فحدث له الفعل بعد ان لم يكن له : فهذا قائل بحدوث أفعال الله تعالى - أي خلقها - و هذا التزمه الأشاعرة فعطّلوه تعالى من صفة الفعل و اعتبروا فعله مخلوق منفصل و لهذا نبّه الامام البخاري على هذه الدقيقة و أشار ان هذا هو كلام الجهمية فقالوا : الفعل و المفعول واحد و لهذا فكن : مخلوقة , فالاشاعرة يتبعون الجهمية في ذلك
عبد الوهاب أحد
2008-07-01, 03:17 PM
ثاني... نظرية الأفراد والأنواع، وقدم النوع وحدوث الأفراد، وتسلسل الحوادث... تفسر العقيدة بألفاظ فلسفية ثم تقول بأنك سلفي؟؟؟؟
لا يلزم من أزلية الصفة أزلية متعلّقاتها.
وهذا يلزمك ذهن فارغ عن الشبهات لكي تفهمه..
ولا أملك لك شيئا بعد ذلك
المقدادي
2008-07-01, 03:29 PM
ثاني... نظرية الأفراد والأنواع، وقدم النوع وحدوث الأفراد، وتسلسل الحوادث... تفسر العقيدة بألفاظ فلسفية ثم تقول بأنك سلفي؟؟؟؟
لا يلزم من أزلية الصفة أزلية متعلّقاتها.
وهذا يلزمك ذهن فارغ عن الشبهات لكي تفهمه..
ولا أملك لك شيئا بعد ذلك
إنما نرد عليكم بمصطلحاتكم و نزيّفها : فلو قلنا لكم ان الله تعالى يفعل ما يريد منذ الأزل لأطنبتم بالفلسفة و التقعيدات الفلسفية و لقلتم ان الاتفاق قد حصل على بطلان تسلسل العلل في الماضي - و لا أدري متى اتفقتم على هذا و في أي زمن ! - أي أن توجد علة معلولة عن علة وهذه عن غيرها في المضي لا إلى نهاية ..ألخ فبماذا يجيب السلفي ؟ اذا قال لكم قال الله وقال الرسول : قلتم لم تفهموا مامعنى تسلسل العلل في الماضي ...ألخ
فنجيبك على قدر أفهامك بتمحيص مصطلحاتكم فنقبل الحق منها و نرد باطلها داعمين ذلك بكلام الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم و السلف الصالح
و لهذا نرى كتبكم الكلامية مشحونة بالتقعيدات الفلسفية الخارجة عن هدي السلف الصالح بل و الخارجة عن كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم - فليس فيها اي كلمة عن الامام احمد او البخاري او من اعلى طبقة منهما كالاوزاعي و الأئمة الأربعة و غيرهم - كمسألة لا داخل العالم و لا خارجه و مسألة حدوث أفعال الله تعالى و انها مخلوقة و مسألة ان القرآن إن أريد به هذا الكتاب فهو مخلوق ! و إن أريد به الكلام القائم بالنفس فهو كلام الله النفسي ! إلى غير ذلك من الشقاشق و المخارق التي أخذتموها عن الشيخ الرئيس ! و المعلم الأول ! و الثاني ! و لا أريد ان استرسل ففي فمي ماء ! و اللبيب بالإشارة يفهم !
و أهل السنة و لله الحمد على بصيرة من أمور دينهم و عقيدتهم و هم الى كتاب ربهم يذهبون و على سنة نبيهم يقتفون و على مذهب السلف يقتدون , و لم أر الى ساعتي هذه أي أشعري انكب على كتب السلف في فهم العقيدة : فهل رأى احدكم أشعريا يشرح أو يهتم بكتاب خلق أفعال العباد للبخاري ؟ او التبصير للامام الطبري ؟ او السنة لابن أبي عاصم ؟ او الشريعة للآجري؟ او او او ....ألخ ؟
اسال الله لك الهداية الى طريق الحق و الرشاد
عبدالله الرفاعي
2008-07-02, 02:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي المقدادي
كلامك جميل جدا
بارك الله فيك
أبو مالك العوضي
2008-07-02, 03:28 AM
العجب من هؤلاء الأشاعرة الذين يرددون كالببغاوات بعض ما يسمعونه من مشايخهم، ولا يفقهون منه شيئا !!
وأعجب من هذا أنهم يظنون أنهم قد أتوا بالحق المبين عند ذكر هذه الشبهات التي لا تخيل على العقلاء !!
تزعم يا أشعري أن الله كان سابقا على المفعولات، ومع ذلك كان حيا، فيدل هذا على بطلان الكلية المذكورة !
ولا أدري ماذا تستفيد أصلا حتى إن سلمنا لك ذلك؟!!
سنفرض تنزلا أن الله عز وجل كان في الأزل ولا يفعل شيئا، فهل تقول: إنه كان في الأزل قادرا على الفعل؟
إن قلت: كان قادرا، فقد سقط كلامك كله، وبطل ما تحاول أن تشغب به !!
وإن قلت: لم يكن قادرا، فقد وصفت الرب عز وجل بالعجز، تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا!!
وحتى إن سلمنا لك تنزلا أنه كان عاجزا عن الفعل في الأزل، فمتى صار قادرا بعد ذلك؟!!
وما الذي تغير في الرب - تعالى الله!! - حتى يتحول من عاجز إلى قادر؟!!
وهل استفاد بهذا التحول كمالا لم يكن عنده، أو نقص كمالا كان عنده؟!!
إن قلت ازداد كمالا، فهذا يدل على أنه كان أنقص مما هو عليه، تعالى الله عن قولكم !
وإن قلت: نقص عما كان عليه من كمال، فقد ناديت على نفسك بالجهل برب العالمين !
وحتى إن سلمنا لك كل ما سبق، فما الفرق بين الحي والميت عندك إذن !! لا يستقيم لك على قولك فرق بين الحي والميت مطلقا !!
فأقوالكم في أي مسار سرت من أبطل الباطل، وأفسد الفساد!!
ولا يمكن أن تستقيم لكم الاستدلالات على ساق بهذه الأصول الفاسدة، والأضاليل الجاهلة !!
وجه الاستدلال بالآية يا أشعري أن الله عز وجل أثبت لنفسه أنه {فعال لما يريد}، وهذا وصف بصيغة المبالغة الاسمية غير المقترنة بزمان، أي أنه كان كذلك أزلا وأبدا، لم يتغير عن كماله، ولم يستفد كمالا كان قبله ناقصا، تعالى الله عن قولكم !!
وأنتم تزعمون أنه لم يكن فعالا لما يريد، بل كان عاجزا ممنوعا من الفعل لا يقدر عليه أصلا؛ بدعوى أن هذا يستلزم وجود القديم مع الله !
فتريدون أن تثبتوا انفراد الرب جل وعلا بالقدم، فتقعون في الطعن في الله عز وجل ووصفه بأقبح الصفات !!
فمثلكم كمثل من أراد أن يعالج مريضا فقتله بدعوى أن القتل أسهل عليه !!
ومثلكم كمثل من أراد أن يبني قصرا فهدم مصرا !!
فأضحكتم العقلاء عليكم، وناديتم على أنفسكم بالجهل والسفه والضلال المبين !!
وشجعتم الفلاسفة الضلال على أن يستجروكم إلى معتقداتهم الباطلة، حتى أضلوا منكم جبلا كثيرا وأنتم لا تعقلون!!
وتخنثتم مع المعتزلة فوافقتموهم في أقوالهم في الباطن وإن أنكرتم عليهم في الظاهر، فلا سبيلَ الحق اتبعتم ولا أهل الباطل غلبتم!!
فالله المستعان على هذا البلاء.
والحمد لله رب العالمين.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.