محمدعبداللطيف
2019-01-05, 09:53 PM
قال الشيخ صالح ال الشيخ فى التعليق على تفسير بن كثير --- قال بن كثير قوله تعالى{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} أي مترصّد.
{مَا يَلْفِظُ} أي ابن آدم.
{مِن قَوْلٍ} أي ما يتكلم بكلمة.
{إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة كما قال تعالى {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}
وقد اختلف العلماء هل يكتب الملَك كل شيء من الكلام وهو قول الحسن وقتادة، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، على قولين.
وظاهر الآية الأوّل لعموم قوله تبارك وتعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
[التعليق]
وهذا هو الصحيح، الصحيح أن الملائكة تكتب كل شيء، تكتب ما يؤاخَذ عليه العبد وما لا يؤاخذ؛ لأنها معدة للكتابة {كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} ، هي معدة للكتابة، فتكتب كل ما يصدر من العبد من الأقوال والأعمال والحساب على الله جل وعلا، وهذا ظاهر من هذه الآية قال جل وعلا هنا {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}:
ودلالتها على التنصيص في العموم ظاهرة.
ودلالتها على الحصر أيضا ظاهرة.
في التنصيص على العموم في الإتيان بـ {مِن} قبل النكرة؛ لأن القاعدة المقررة في الأصول أن النكرة في سياق النفي تفيد الظهور في العموم، فإذا سُبقت بحرف زائد في النحو -بحرف جر زائد في النحو أو ما يسميه المفسرون صلة-، فهذا ينقل العموم من ظهوره إلى التنصيص فيه، ومعنى التنصيص أنّه لا يخرج من أفراده شيء، كما قال {مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} زيادة {مِّنْ}.
والثاني الحصر في الآية؛ لأنه أتى بـ {إِلَّا} و {إِلَّا} إذا أتت بعد حرف النفي تفيد الحصر.
فالمقصود أن الصواب هو قول الحسن وجماعة من أهل العلم كبيرة أن الملائكة تكتب كل شيء؛ لأنه هو ظاهر الأدلة.
وقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة اللّيثي عن أبيه عن جده علقمة عن بلال بن الحارث المزني (قال: قال رسول الله («إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليها بها سخطه إلى يوم يلقاه» فكان علقمة يقول: كم من كلام قد مَنَعْنِيه حديث بلال بن الحارث، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث محمد بن عمرو به. وقال الترمذي: حسن صحيح وله شاهد في الصحيح . وقال الأحنف بن قيس صاحب اليمين يكتب الخير وهو أمين على صاحب الشمال، فإن أصاب العبد خطيئة قال له: أمسك، فإن استغفر الله تعالى نهاه أن يكتبها وإن أبى كتبها. رواه ابن أبي حاتم. وقال الحسن البصري وتلا هذه الآية {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ}: يا ابن آدم بسطتُّ لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا متَّ طُويت صحيفتك وجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول تعالى {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَا كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} ، ثم يقول عدل الله فيك من جعلك حسيب نفسك.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى أنه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت رأيت، حتى إذا كان يوم الخميس عَرَض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقي سائره، وذلك قوله تعالى
[التعليق]
وهذا يخالف ظاهر كلام ابن كثير الأول أن الملائكة تكتب ما فيه خير أو شر في أول كلام أو ما فيه ثواب أو عقاب [1]، هذه الرواية رواية علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس فيها أن الملائكة تكتب كل شيء، ورواية علي بن أبي طلحة هي من أصح الروايات عن ابن عباس في التفسير؛ بل جعلها طائفة من أهل العلم أصح الروايات والبخاري واعتمدها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس في التفسير.
وقد قال الإمام رحمه الله: إن بمصر صحيفة في التفسير يرويها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل إليها ما كان كثيرا.
وعلي بن أبي طلحة إنما وجدها وجادة؛ يعني وجد الصحيفة مكتوبة من تفسير ابن عباس وجادة، وأثبت كثيرون من أهل العلم أن على بن أبي طلحة أخذها من مجاهد، فتكون الرواية متصلة غير منقطعة، فوجادة طريقها مجاهد عن ابن عباس.
ومجاهد معلوم اختصاصه بابن عباس وفي غيره، حتى قال رحمه الله: عرضتُ التفسير على ابن عباس ثلاث مرات أوقفه عند كل آية أسأله عنها.
__________
(1) يقصد قول ابن كثير رحمه الله تعالى: وقد اختلف العلماء هل يكتب الملَك كل شيء من الكلام وهو قول الحسن وقتادة، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، على قولين.
فإذا تعارضت الروايات فكثير من المحققين يُرجِّح ما دلت عليه رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، ورواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مرجحة لقوتها وثبوتها واعتماد المحققين أهل العلم في التفسير اعتماد تلك الرواية، البخاري اعتمدها، والإمام احمد اعتمدها، وابن أبي حاتم في تفسيره اعتمدها، وجماعات من المحققين المتقدمين والمتأخرين.
مو ظاهر الكلام!!!
[المتن]
وذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه، فبلغه عن طاووس أنه قال: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين، فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله.
[التعليق]
وفي الرواية الأخرى أنه قيل له ابن سرين كره أن يئن المريض فما أَنَّ أحمد حتى مات رحمه الله وكان يشتد به المرض.
{مَا يَلْفِظُ} أي ابن آدم.
{مِن قَوْلٍ} أي ما يتكلم بكلمة.
{إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة كما قال تعالى {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}
وقد اختلف العلماء هل يكتب الملَك كل شيء من الكلام وهو قول الحسن وقتادة، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، على قولين.
وظاهر الآية الأوّل لعموم قوله تبارك وتعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
[التعليق]
وهذا هو الصحيح، الصحيح أن الملائكة تكتب كل شيء، تكتب ما يؤاخَذ عليه العبد وما لا يؤاخذ؛ لأنها معدة للكتابة {كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} ، هي معدة للكتابة، فتكتب كل ما يصدر من العبد من الأقوال والأعمال والحساب على الله جل وعلا، وهذا ظاهر من هذه الآية قال جل وعلا هنا {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}:
ودلالتها على التنصيص في العموم ظاهرة.
ودلالتها على الحصر أيضا ظاهرة.
في التنصيص على العموم في الإتيان بـ {مِن} قبل النكرة؛ لأن القاعدة المقررة في الأصول أن النكرة في سياق النفي تفيد الظهور في العموم، فإذا سُبقت بحرف زائد في النحو -بحرف جر زائد في النحو أو ما يسميه المفسرون صلة-، فهذا ينقل العموم من ظهوره إلى التنصيص فيه، ومعنى التنصيص أنّه لا يخرج من أفراده شيء، كما قال {مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} زيادة {مِّنْ}.
والثاني الحصر في الآية؛ لأنه أتى بـ {إِلَّا} و {إِلَّا} إذا أتت بعد حرف النفي تفيد الحصر.
فالمقصود أن الصواب هو قول الحسن وجماعة من أهل العلم كبيرة أن الملائكة تكتب كل شيء؛ لأنه هو ظاهر الأدلة.
وقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة اللّيثي عن أبيه عن جده علقمة عن بلال بن الحارث المزني (قال: قال رسول الله («إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليها بها سخطه إلى يوم يلقاه» فكان علقمة يقول: كم من كلام قد مَنَعْنِيه حديث بلال بن الحارث، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث محمد بن عمرو به. وقال الترمذي: حسن صحيح وله شاهد في الصحيح . وقال الأحنف بن قيس صاحب اليمين يكتب الخير وهو أمين على صاحب الشمال، فإن أصاب العبد خطيئة قال له: أمسك، فإن استغفر الله تعالى نهاه أن يكتبها وإن أبى كتبها. رواه ابن أبي حاتم. وقال الحسن البصري وتلا هذه الآية {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ}: يا ابن آدم بسطتُّ لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا متَّ طُويت صحيفتك وجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول تعالى {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَا كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} ، ثم يقول عدل الله فيك من جعلك حسيب نفسك.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى أنه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت رأيت، حتى إذا كان يوم الخميس عَرَض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقي سائره، وذلك قوله تعالى
[التعليق]
وهذا يخالف ظاهر كلام ابن كثير الأول أن الملائكة تكتب ما فيه خير أو شر في أول كلام أو ما فيه ثواب أو عقاب [1]، هذه الرواية رواية علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس فيها أن الملائكة تكتب كل شيء، ورواية علي بن أبي طلحة هي من أصح الروايات عن ابن عباس في التفسير؛ بل جعلها طائفة من أهل العلم أصح الروايات والبخاري واعتمدها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس في التفسير.
وقد قال الإمام رحمه الله: إن بمصر صحيفة في التفسير يرويها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل إليها ما كان كثيرا.
وعلي بن أبي طلحة إنما وجدها وجادة؛ يعني وجد الصحيفة مكتوبة من تفسير ابن عباس وجادة، وأثبت كثيرون من أهل العلم أن على بن أبي طلحة أخذها من مجاهد، فتكون الرواية متصلة غير منقطعة، فوجادة طريقها مجاهد عن ابن عباس.
ومجاهد معلوم اختصاصه بابن عباس وفي غيره، حتى قال رحمه الله: عرضتُ التفسير على ابن عباس ثلاث مرات أوقفه عند كل آية أسأله عنها.
__________
(1) يقصد قول ابن كثير رحمه الله تعالى: وقد اختلف العلماء هل يكتب الملَك كل شيء من الكلام وهو قول الحسن وقتادة، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، على قولين.
فإذا تعارضت الروايات فكثير من المحققين يُرجِّح ما دلت عليه رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، ورواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مرجحة لقوتها وثبوتها واعتماد المحققين أهل العلم في التفسير اعتماد تلك الرواية، البخاري اعتمدها، والإمام احمد اعتمدها، وابن أبي حاتم في تفسيره اعتمدها، وجماعات من المحققين المتقدمين والمتأخرين.
مو ظاهر الكلام!!!
[المتن]
وذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه، فبلغه عن طاووس أنه قال: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين، فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله.
[التعليق]
وفي الرواية الأخرى أنه قيل له ابن سرين كره أن يئن المريض فما أَنَّ أحمد حتى مات رحمه الله وكان يشتد به المرض.