مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة حديثية للفائدة !!!
حسن المطروشى الاثرى
2018-12-29, 07:00 PM
غمدان: حصنٌ كان ينزله الملك الذي يكون على اليمن، وكان عجميّاً، فلما ملكت الحبشة اليمن أخربته إلا بقايا هدمها عثمان بن عفان رضي الله عنه في الإسلام. وقال: " *ينبغى لمآثر الجاهليَّة أن تُمحى* ". وكان في الحصن مصنعةٌ عليها قُبّةٌ من طلق، وفيها يقول خلفٌ الأحمر:
--------
ص200 - كتاب الرسائل للجاحظ - الرسالة الرابعة كتاب فخر السودان على البيضان -
هل من احد وقف على هذا الاثر مسندا؟؟
منقول
عبد الرحمن هاشم بيومي
2018-12-30, 05:21 PM
قال ياقوت (المتوفي: 626 هـ) فى معجم البلدان (4/ 210) :
" وهُدِمَ غمدان في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فقيل له: إن كهّان اليمن يزعمون أن الذي يهدمه يقتل، فأمر باعادة بنائه، فقيل له: لو أنفقت عليه خرج الأرض ما أعدته كما كان، فتركه، وقيل:
وجد على خشبة لما خرّب وهدم مكتوب برصاص مصبوب: اسلم غمدان هادمك مقتول، فهدمه عثمان، رضي الله عنه، فقتل ". اهـ.
وذكره أيضًا القزويني في آثار البلاد وأخبار العباد (المتوفي: 682 هـ) فقال:
" حكي أن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، لما أمر بهدم غمدان قالوا له: إن الكهنة يقولون هادم غمدان مقتول! فأمر بإعادته، فقالوا له: لو أنفقت عليه خراج الارض ما أعدته كما كان، فتركه، ولما خربه وجد على خشبة من أخشابها مكتوباً: اسلم غمدان، هادمك مقتول. فهدمه عثمان بن عفان فقتل ". اهـ.
وذكر ذلك كثير من الكتاب منهم ابن الشمائل القطيعي في ( مراصد الإطلاع ) وتقي الدين المقريزي في ( المواعظ والاعتبار ) وعلل قائلًا:
" وهذا شأن الملوك ما زالوا يطمسون آثار من قبلهم، ويميتون ذكر أعدائهم، فقد هدموا بذلك السبب أكثر المدن والحصون، وكذلك كانوا أيام العجم، وفي جاهلية العرب، وهم على ذلك في أيام الإسلام، فقد هدم عثمان بن عفان صومعة غمدان، وهدم الآطام التي كانت بالمدينة ".اهـ.
وقال د حسين بن عبد الله العمري معلقًا:
" لم تورده المعجمات، ولكنه من كلام أهل اليمن، قال الهمداني في ذكر ما بقي من قصر غُمدان بعد هدم عثمان له: لم يبق من بنائه إِلّا جزؤ ذو جُرُوْبٍ متلاحكةٍ عجيبة- الإِكليل: (8/ 47) وجاء في غمدان من شعر علقمة ابن ذي جدن- في الإِكليل: (8/ 54) -.
أعلاهُ مبهمةٌ رخامٌ ... عالٍ وأسفله جُرُوْبُ ". اهـ.
وقال أيضًا:
" لاا يَزاالُ بُنْياانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ... ، واستشهد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بالآية حينما أمر بهدم غُمْدان ..".
من كتاب ( شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ) بتحقيق د حسين بن عبد الله العمري.
جاء في (صبح الأعشى):
" قال في «تقويم البلدان» : وكانت في القديم كرسيّ مملكة اليمن. قال:
وبها تلّ عظيم يعرف بغمدان، كان قصرا ينزله ملوكها. قال في «الروض المعطار» : هو أحد البيوت السبعة التي بنيت على اسم الكواكب السبعة، بناه الضّحّاك على اسم الزّهرة، وكانت الأمم تحجّه فهدمه عثمان رضي الله عنه فصار تلّا عظيما قال في «تقويم البلدان» : وهي شرقيّ عدن بشمال في الجبال.
ولها عدّة بلاد وحصون مضافة إليها؛ جارية في أعمالها".
وفي الأخير لم أقفُ على إسناد لهذه القصة.
حسن المطروشى الاثرى
2018-12-30, 08:34 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ...
نبيل عبد الحميد العريفي
2018-12-30, 08:52 PM
الغالب على هذا هو التأريخ من أخبار التأريخ فلا يضر ما لم تكن مخالفة للعقيدة الصحيحة وجاءت عن كبار القوم وفضلاءهم دون غلو وتقصير.
هكذا يستدلون بالآثار من التأريخ كونها تبني على الأصل وليست هو الأصل ، وكونها تستدل بالعقل ولي العقل هنا مخالف.
_التعليق على الطبقات لابن سعد وشيخه الواقدي
عبد الرحمن هاشم بيومي
2018-12-30, 11:37 PM
وجزاكم الله خيرًا.
قال النويري (المتوفي: 733هـ) في ( نهاية الأرب في فنون الأدب ):
" ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال: لا يستقيم أمر العرب ما دام فيها غمدانها. وهذا القول هو الذى حضّ عثمان على هدمه ".
وقال النويري أيضًا:
" وقال ابن هشام إن الذى أسسه يعرب بن قحطان، وأكمله بعده وائل بن حمير ابن سبإ بن يعرب. وخرّبه عثمان بن عفّان، رضى الله عنه ".
وذكرها أيضًا الزمخشري المتوفي:(583) في (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار):
" عن عمر رضي الله عنه: لا تستقيم إمارة للعرب ما دام فيها غمدانها ".
وذكر أيضًا الزمخشري:
" أبو عبيدة : أحبت العرب أن تشارك العجم في البنيان، وتنفرد بالشعر، فبنوا غمدان، وكعبة نجران، وحصن مار، والأبلق الفرد ".
وذكر الجاحظ في الحيوان:
" والكتب بذلك أولى من بنيان الحجارة وحيطان المدر؛ لأنّ من شأن الملوك أن يطمسوا على آثار من قبلهم، وأن يميتوا ذكر أعدائهم، فقد هدموا بذلك السبب أكثر المدن وأكثر الحصون، كذلك كانوا أيّام العجم وأيّام الجاهليّة. وعلى ذلك هم في أيّام الإسلام، كما هدم عثمان صومعة غمدان، وكما هدم الآطام «2» التي كانت بالمدينة، وكما هدم زياد كلّ قصر ومصنع كان لابن عامر، وكما هدم أصحابنا بناء مدن الشامات لبني مروان ".
وجاء في سلسلة محاسن التأويل للمغامسي فقال:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في كثير من الآثار بعث رجلاً إلى اليمن وقال له: (اذهب إلى أصل حديقة غمدان) وأخبره عن القبلة فقال صلى الله عليه وسلم: (فاستقبل بها جبل ضين) سمى له جبلاً، وضع كذا عن يسارك صخرة وصخرة كذا عن يمينك، فذهب الرجل -وهذا في زمن النبوة- ووصل إلى صنعاء وأتى إلى الحديقة التي في أصل جبل غمدان، وجاء إلى الجبل الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم واستقبله وأتى للصخرات من جهة يمينه وشماله وهو واقف يستقبل القبلة وحددها وبنى المسجد".
ـــ
جاء ذلك في معجم الأوسط للطبراني
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزْرَجَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ رُمَّانَةَ، قَالَ: قَالَ وَبَرُ بْنُ عِيسَى الْخُزَاعِيُّ: قال لي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَنَيْتَ مَسْجِدَ صَنْعَاءَ، فَاجْعَلْهُ عَنْ يَمِينِ جَبَلٍ، يُقَالُ لَهُ: ضِينَ ".اهـ. حسنه الهيثمي في مجمع الزوائد.
وبر بن عيسى وهو وبر بن يحنس وهذا لعله تصحيف من عبد الملك الذماري وهو [صدوق يصحف] كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
وابن رمانة هذا محمد بن سعيد بن رُمَّانة، من أهل اليمن. ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 95) وابن أبي حاتم الجرح والتعديل (7/ 264) ولم يذكرا جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 35) وذكره السخاوي في "الثقات ممن لم يقع اسمه في كتب الستة" يروي عنه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري.
النعمان بن بزرج اليماني ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة وعده البعض من التابعين وقال ابن حبان ويقال له صحبة وقال أبو نعيم أدرك النبي ولم يلقه.
قلتُ: أرى أن الإسناد مصحف من الذماري فيصبح الإسناد هكذا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري عن محمد بن سعيد بن رمانة عن النعمان بزرج عن وبر بن يحنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويشهد ذلك ما ذكر بإسناد معلق في معرفة الصحابة لأبي نعيم فقال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ، أَنَّ وَبَرَ بْنَ يُخَنَّسَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَدِمْتَ صَنْعَاءَ فَأْتِ مَسْجِدَهَا الَّذِي بِحِيَالِ الضَّْبِيلِ جَبَلا بِصَنْعَاءَ، فَصَلِّ فِيهِ " اهـ.
ــ
ويذكر الغمد مع عثمان أيضًا في حديث موضوع أو منكر بلفظ:
" إنَّ للهِ سيفًا مغمودًا في غِمدِهِ ما دامَ عثمانُ حيًا فإذا قُتِلَ عثمانُ جُرِّدَ ذلكَ السيفُ فلا يُغْمَدُ إلى يومِ القيامةِ ".
ــ
والله أعلم
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-01, 05:09 PM
جاء في مجلة الرسالة 20:848 للزيات:
" ويقال: إن غمدان أول قصر بني باليمن، ووجد فيه حجر في بعض زواياه فيه مكتوب بالخط المسند: (بناه غمدان). وإنه البناء الذي ذكره الله عز وجل بقوله: (لا يزَالُ بنيانهمُ الذي بنوْا رِيبَةً في قُلوبهمْ). فلما نزلت هذه الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فروة بن مُسبك ليهدمه، فلما أراد هدمه لم يقدر عليه، حتى أحرقه بالنار، ولم يهدم إلاّ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عند وفاته. لأنه لم يهدم إلا بعد أن عمل فروة بن مُسبك وقيس بن هُبَيْرة المكشوح في قتل الأسود بن كعب العنسي الذي ادعى النبوة بعد وفاة النبي صلة الله عليه وسلم، وله خبر طويل؛ وكان في القصر فقتل في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل هدم في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقيل له: إن كهان اليمن يزعمون أن الذي يهدمه يُقتل؛ فأمر بإعادة بنائه، فقيل له: لو أنفقت عليه خرج الأرض ما أعدته كما كان فتركه. . وقيل أيضاً وجد على خشبة لما خُرِّب وهُدم مكتوب برصاص مصبوب: (أسلم غمدان، هادمُكَ مقتول) فهدمه عثمان رضي الله عنه فقتل. وهناك وجه آخر قال فيه ابن الكلبي: كان على كلِّ ركن من أركان غمدان مكتوب (أسم غمدان، معاديك مقتول بسيف العدوان)".
ولو أضفنا إلى ذلك ما قاله النويري وغيره:
قال النويري (المتوفي: 733هـ) في ( نهاية الأرب في فنون الأدب ):
" ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال: لا يستقيم أمر العرب ما دام فيها غمدانها. وهذا القول هو الذى حضّ عثمان على هدمه ".
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع فروة بن مسيك وقيل مسبك الغطيفي وقيل المرادي وقد ثبت
ففي السفر الثاني من تاريخ ابن أبي خثيمة
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
" قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ، وَمُبَاعِدًا لَهُمْ، فَأَسْلَمَ، فَاسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، عَلَى مُرَادٍ، وَزُبَيْدٍ، وَمَذْحِجٍ " اهـ. قلتُ: رغم الانقطاع إلا أنه له شاهد من مسند أحمد وغيره:
عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُم؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: ثُمَّ بَدا لِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا بَلْ أَهْلُ سَبَأٍ هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً، فَأَذَنْ لِي فِي قِتَالِ سَبَأٍ ... "اهـ.
وجاء في الطبقات الكبرى لابن سعد [ ج 8 : ص 590 ]:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
" قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ وَمُتَابِعًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ رَجُلا لَهُ شَرَفٌ، فَأَنْزَلَهُ ابْنُ عُبَادَةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا لِمَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي. قَالَ: " أَيْنَ نَزَلْتَ يَا فَرْوَةُ؟ "، قَالَ: عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ. قَالَ: " بَارَكَ اللَّهُ عَلَى سَعْدٍ ".
وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا جَلَسَ، وَيَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَفَرَائِضَ الإِسْلامِ وَشَرَائِعَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا: " يَا فَرْوَةُ، هَلْ سَاءَكَ مَا أَصَابَ قَوْمَكَ يَوْمَ الرَّدْمِ؟ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ ذَا يُصِيبُ قَوْمَهْ مَا أَصَابَ قَوْمِي يَوْمَ الرَّدْمِ إِلا سَاءَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزِدْ قَوْمَكَ فِي الإِسْلامِ إِلا خَيْرًا ". وَكَانَ بَيْنَ مُرَادٍ وَهَمْدَانَ وَقْعَةٌ، أَصَابَتْ هَمْدَانُ مِنْ مُرَادٍ مَا أَرَادُوا حَتَّى أَثْخَنُوهُمْ فِي يَوْمِ الرَّدْمِ، وَكَانَ الَّذِي قَادَ هَمْدَانَ إِلَى مُرَادٍ، الأَجْدَعُ بْنُ مَالِكٍ، فَفَضَحَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ فَرْوَةَ بْنُ مُسَيْكٍ:
إِنْ نُغْلَبْ فَغَلابُونَ قُدْمًا وَإِنْ نُهْزَمْ فَغَيْرُ مُهَزَّمِينَا
وَمَا أَنْ طِبْنَا جُبْنًا وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَطُعْمَةُ آخَرِينَا
كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُهُ سِجَالٌ تَكِرُّ صُرُوفُهُ حِينًا فَحِينَا
قَالَ: فَأَقَامَ فَرْوَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا أَقَامَ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُرَادٍ وَزُبَيْدٍ وَمَذْحِجٍ كُلِّهَا، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ كِتَابًا إِلَى الأَبْنَاءِ بِالْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الصَّدَقَاتِ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ عَلَى الصَّدَقَةِ مَعَ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَكَانَ فَرْوَةُ يَسِيرُ فِيهِمْ بِوِلايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اهـ.
وجاء أيضًا أنه [8 : 588] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ [أي الواقدي]:
" وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ أَيْضًا عَلَى صَدَقَاتِ مَذْحِجٍ " اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
موقف فروة بن مسيك مع قيس بن هبيرة المكشوح
فقد جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد [8 : 591]:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
" قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم وَكَانَ عَمْرٌو قَدْ قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيِّ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا قَيْسُ، إِنَّكَ سَيِّدُ قَوْمِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا: أَنَّ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ بِالْحِجَازِ، يَقُولُ إِنَّهُ نَبِيٌّ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ، فَإِنَّهُ لَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا، إِذَا لَقِينَاهُ اتَّبَعْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ عَلِمْنَا عِلْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ يَسْبِقْ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ سَادَنَا، وَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا، وَكُنَّا لَهُ أَذْنَابًا. فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ، وَسَفَّهَ رَأْيَهُ ". فَرَكِبَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ، فَقِيلَ لِسَعْدٍ: عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ، فَرَحَّبَ بِهِ، وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ، وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ، ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا، وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ، وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلادِهِ. وَأَقَامَ عَمْرٌو مَعَ زُبَيْدٍ قَوْمِهِ، وَعَلَيْهِمْ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ سَامِعًا مُطِيعًا، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْزُو أَطَاعَهُ، وَكَانَ فَرْوَةُ يُصِيبُ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ خُرُوجُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَوْعَدَ عَمْرًا وَتَحَطَّمَ عَلَيْهِ: خَالَفَنِي وَتَرَكَ رَأْيِي، وَقَالَ عَمْرٌو فِي ذَلِكَ شِعْرًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُهَا مِنْ مَشْيَخَتِنَا:
أَمَرْتُكَ يَوْمَ ذِي صَنْعَاءَ أَمْرًا بَادِيًا رُشْدُهْ
أَمَرْتُكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَالْمَعْرُوفِ تَتَعَدَّهْ
خَرَجْتَ مِنَ الْمَنِيِّ مِثْلَ الْحَمِيرِ عَارُهُ وَقْدُهْ
وَجَعَلَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: قَدْ خَبَّرْتُكَ يَا قَيْسُ بْنَ مَكْشُوحٍ: إِنَّكَ يَا قَيْسٌ سَتَكُونُ ذَنَبًا تَابِعًا لِفَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَجَعَلَ فَرْوَةُ يَطْلُبُ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ كُلَّ الطَّلَبِ حَتَّى فَرَّ مِنْ بِلادِهِ.[وزاد في رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق (وأسلم [قيس بن مكشوح] بعد ذلك)] فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَبَتَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ عَلَى الإِسْلامِ، يُغِيرُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَنْ أَطَاعَهُ، وَارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ حِينَ ارْتَدَّ وَهِيَ ثَبْتٌ: وَجَدْنَا مُلْكَ فَرْوَةَ شَرَّ مُلْكٍ حِمَارٌ سَافَ مِنْخَرَهُ بِعُذْرِ وَكُنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَبَا عُمَيْرٍ تَرَى الْحُوَلاءَ مِنْ خُبْثٍ وَغَدْرٍ وَجَعَلَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ يَطْلُبُ مَنِ ارْتَدَّ عَنِ الإِسْلامِ وَيُقَاتِلُهُ ".اهـ.
وله خبر طويل في تاريخ دمشق لابن عساكر، وكان الأسود في القصر [غمدان] فقتل في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم،
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أما عما يقال عن عمر وعثمان رضي الله عنهما باستشهادهم بهذه الأية فلا دليل على ذلك بل هو من قبيل التفسير والرأي لأن هناك تفسير ءاخر أصح عند الطبري وغيره من المفسرين فليراجع.
قلتُ ربما وجد المؤرخون بعض الأثار التي حدثت نتيجة هذه الحروب، وأتلفت بمرور الزمان على أيام عثمان رضي الله عنه، وأيضًا تدل الروايات على أن القصر قد هدم بواسطة فروة ومن معه في قتال المرتدين وتم قتل الأسود داخل القصر حينها حدث حصار أو ما شابه واستعمال عمر رضي الله عنه فروة على هذه البلاد فجعل الرواة يتأولون برأيهم لذا فلعل الكلام الذي تقوله الجاحظ على عثمان رضي الله عنه هو من قبيل الفهم للأحداث والرأي للجاحظ فيما يرى من الروايات وليس كلام عثمان رضي الله عنه، فيحاول كما يفعل الوعاظ وأصحاب الأخبار أن الآثار ينبغي أن تتلف لكون المعابد الأثرية من الجاهلية وقد يتأثر بها البعض كأهل البدع وغيرهم فلذا كان لازمًا التحذير منهم والله أعلم.
وقلتُ: أما ما ينقل أن عثمان كان يكره الجاهلية فلعله ما حدث في آخر آيامه:
" ... قبل قتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَرَأى من الرَّأْي إبعادهم عَن الْمَدِينَة فَأخْرج مِنْهُم عَن الْمَدِينَة سَبْعَة عشر نفسا مِنْهُم الْقَوْم الَّذين سميناهم وَمِنْهُم على مَا ذكر صعصعة بن صوجان وَزيد بن صوجان العبديان وَعبد الله بن الْكواء وَعمر بن الْحمق فِي آخَرين فَكَانَ مُعَاوِيَة يقربهُمْ ويدنيهم ويحضرهم طَعَامه وَيكثر إذكارهم بِاللَّه ويخوفهم شقّ الْعَصَا والفتك بِإِمَام الْأمة وتعظيم حُرْمَة الْإِمَامَة وَوُجُوب لُزُوم الْجَمَاعَة إِلَى أَن قَالَ لَهُ زيد بن صوجان يَوْمًا كم تكْثر علينا بالإمرة وبقريش فوَاللَّه مَا زَالَت الْعَرَب تَأْكُل من قَوَائِم سيوفها وقريش تَأْكُل من متاجرها فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة اسْكُتْ لَا أم لَك أذكرك بِالْإِسْلَامِ وتذكرني بالجاهلية قبح الله من كثر على أَمِير الْمُؤمنِينَ بكم ...".اهـ.
تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ص: 521.
والله أعلم.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-02, 04:09 PM
جزاكم الله خيرا
اثريتم المبحث
رفع الله قدركم
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-02, 06:47 PM
جزاكم الله خيرًا.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-02, 07:09 PM
واياكم
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-02, 07:21 PM
السؤال الثاني
" من هو عطاء في هذا السند ؟
ما أخرجه البخاري ( 4920 ) : في تفسير سورة نوح
حدثنا ابراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه :
" صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ....."
قال محققو الطحاوية : ( ج1/ ص 29)
وهذا السند فيه انقطاع
عطاء المذكور هو الخراساني لم يلق ابن عباس .
قلت :
هل هناك من وهم فظنه غيره
وعطاء هما اثنان ؟
أبو البراء محمد علاوة
2019-01-02, 10:13 PM
السؤال الثاني
" من هو عطاء في هذا السند ؟
ما أخرجه البخاري ( 4920 ) : في تفسير سورة نوح
حدثنا ابراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه :
" صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ....."
قال محققو الطحاوية : ( ج1/ ص 29)
وهذا السند فيه انقطاع
عطاء المذكور هو الخراساني لم يلق ابن عباس .
قلت :
هل هناك من وهم فظنه غيره
وعطاء هما اثنان ؟
قال الحافظ في الفتح: 8/ 851
قوله: (ابن جريج وقال عطاء) كذا فيه وهو معطوف على كلام محذوف , وقد بينه الفاكهي من وجه آخر عن ابن جريج قال في قوله تعالى (ودا ولا سواعا) الآية قال: أوثان كان قوم نوح يعبدونهم وقال عطاء كان ابن عباس إلخ.
قوله: (عن ابن عباس) قيل هذا منقطع؛ لأن عطاء المذكور هو الخراساني ولم يلق ابن عباس، فقد أخرج عبد الرزاق هذا الحديث في تفسيره عن ابن جريج فقال: أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عباس، وقال أبو مسعود: ثبت هذا الحديث في تفسير ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس، وابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني وإنما أخذه من ابنه عثمان بن عطاء فنظر فيه.
وذكر صالح بن أحمد بن حنبل في ((العلل)) عن علي بن المديني قال: سألت يحيى القطان عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني فقال: ضعيف. فقلت: إنه يقول أخبرنا. قال: لا شيء، إنما هو كتاب دفعه إليه انتهى.
ثم ختم ابن حجر كلامه في هذه الرواية قائلًا: (وهذا مما استعظم على البخاري أن يخفى عليه؛ لكن الذي قوي عندي أن هذا الحديث بخصوصه عند بن جريج عن عطاء الخرساني وعن عطاء بن أبي رباح جميعًا، ولا يلزم من امتناع عطاء بن أبي رباح من التحديث بالتفسير أن لا يحدث بهذا الحديث في باب آخر من الأبواب أو في المذاكرة؛ وإلا فكيف يخفى على البخاري ذلك مع تشدده في شرط الاتصال واعتماده غالبًا في العلل على علي بن المديني شيخه وهو الذي نبَّه على هذه القصة، ومما يؤيد ذلك أنه لم يكثر من تخريج هذه النسخة وإنما ذكر بهذا الإسناد موضعين هذا، وآخر في النكاح، ولو كان خفي عليه لاستكثر من إخراجها؛ لأن ظاهرها أنها على شرطه).
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-03, 05:59 AM
كأني لمحت ذلك من تصرف الحافظ
وكأنه يميل الى ان الاحتمال الوارد ان ابن جريج روى عنهما جميعا ....
جزاكم الله خيرا ....
ولعل يحتاج الى مزيد بحث
وفقكم الله شيخنا الفاضل
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-03, 12:24 PM
قال القسطلاني في شرحه 7/401:
" (وقال عطاء) هو الخراساني وهو معطوف على محذوف بينه الفاكهاني من وجه آخر عن ابن جريج قال في قوله تعالى: {ودًّا ولا سواعًا} [نوح: 23] الآية. قال أوثان كان قوم نوح يعبدونها وقال عطاء (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) لكن عطاء لم يسمع من ابن عباس وابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني إنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان فنظر فيه لكن البخاري ما أخرجه إلا أنه من رواية عطاء بن أبي رباح لأن الخراساني ليس على شرطه ولقائل أن يقول هذا ليس بقاطع في أن عطاء المذكور هو الخراساني فيحتمل أن يكون هذا الحديث عند ابن جريج عن الخراساني وابن أبي رباح جميعًا قال في المقدمة وهذا جواب إقناعي وهذا عندي من المواضع العقيمة عن الجواب السديد ولا بد للجواد من كبوة ". اهـ.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب :
" كل حديث يرويه بن جريج عن عطاء غير منسوب عن ابن عباس ، ويذكر فيه سماع عطاء من ابن عباس ، فهو عطاء بن أبي رباح ، لأن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس ، ولا لقيه ، وإنما كان يرسل الرواية عنه ، وقل حديث يرويه بن جريج عن عطاء الخراساني ، إلا وهو يعرفه ، وأما أحاديث عطاء بن أبي رباح فأكثرها بل عامتها يقول فيها ابن جريج : أخبرني عطاء من غير أن ينسبه والله أعلم ". اهـ. تهذيب الكمال للمزي.
وروى له الجماعة وروى له البخاري حديثين لم ينسبه له والظاهر أنه اعتقد أنه عطاء بن أبي رباح.
ذكر يوسف بن عبد الهادي في كتاب (الاختلاف بين رواة البخاري):
قال علي بن المديني في العلل:
سمعت هشام بن يوسف قال قال لي بن جريج سألت عطاء يعني بن أبي رباح عن التفسير من البقرة وآل عمران فقال اعفني من هذا قال هشام فكان بعد إذا قال عطاء عن بن عباس قال الخراساني.
قال هشام فكتبنا حينا ثم مللنا قال علي بن المديني يعني كتبنا أنه عطاء الخراساني
قَالَ عَلِيُّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ:
( وَإِنَّمَا كَذَّبْتُ أَنَا هَذِهِ الْقِصَّةَ لأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ثَوْرٍ كَانَ يَجْعَلُهَا عَطَاءً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَظَنَّ الَّذِينَ حَمَلُوهَا عَنْهُ أَنَّهُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ )". اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تهذيب التهذيب 7/214:
" وليس ذلك بقاطع في أن البخاري أخرج لعطاء الخراساني بل هو أمر مظنون ثم أنه ما المانع أن يكون بن جريج سمع هذين الحديثين من عطاء بن أبي رباح خاصة في موضع آخر غير التفسير دون ما عداهما من التفسير فإن ثبوتهما في تفسير عطاء الخرساني لا يمنع أن يكونا عند عطاء بن أبي رباح أيضا هذا أمر واضح بل هو المتعين ولا ينبغي الحكم على البخاري بالوهم بمجرد هذا الاحتمال لا سيما والعلة في هذا محكية عن شيخه علي بن المديني فالأظهر بل المحقق أنه كان مطلعا على هذه العلة ولولا ذلك لأخرج في التفسير جملة من هذه النسخة ولم يقتصر على هذين الحديثين خاصة والله أعلم ولا سيما أن البخاري قد ذكر عطاء الخراساني في الضعفاء ". اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
قلتُ: يحتمل عطاء ثالث وهو
عطاء بن السائب الثقفي
فما جاء في تفسير ابن أبي حاتم [ ج 8 : ص 2587 ] وغيره بنفس السند الذي جاء به البخاري:
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ الْمُقْرِئُ،
أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنبأ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ،
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُنْدُبٍ [لعله تحرف عبد الله بن حبيب إلى جندب كما دلت الروايات الأخرى]، أَخْبَرَهُ،
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: " رُبُعُ الْمُكَاتَبَةِ ". اهـ.
فإن كان كذلك، فالإسناد ضعيف لأن عطاء بن السائب اختلط بآخره وابن جريج ممن سمعه بعد الاختلاط.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ
قلتُ: بل وهناك عشر أو بضع روايات رواها البخاري في صحيحه بهذا السند غير مبينة لشخصية عطاء بل ويتابعها الجماعة هكذا غالبًا،
فمنها ما جاء تدليس ابن جريج كهذه الرواية في صحيح البخاري:
[4912] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: ...". اهـ.
ولكن جاء رواية تدل على أن ابن جريج أخبره عطاء كهذه الرواية التي جاءت في تفسير ابن أبي الحاتم:
[8998] حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ موسى، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أن أبا طالب ... ". اهـ.
إذن فلعل البخاري رأى أن شيوخه في هذا الإسناد يروون على أنه عطاء بن أبي رباح وإن لم يصرح ابن جريج السماع أو دلس وتأتي روايات أخرى تدل أن شيوخ البخاري أن قد سمع ابن جريج من عطاء فيصير عطاء هذا هو عطاء بن أبي رباح كما قال الحافظ أبو بكر الخطيب فإن ابن جريج في روايته عن عطاء بن أبي رباح يقول "أخبرني" -غالبًا- لكن هذه الرواية مما ندر في تدليسه عن ابن أبي رباح وهو ربما مما فطن له الإمام البخاري رحمه الله، والله أعلم.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
قلتُ: ويروي ذلك نحوه في تفسير القرءان لعبد الرزاق الصنعاني [ ج 3 : ص 350 ]:
عن معمر عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}
قَالَ: " كَانَتْ آلِهَةً يَعْبُدُهَا قَوْمُ نُوحٍ، ثُمَّ كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْبُدُهَا بَعْدُ فَكَانَ وَدًا لِكَليْبٍ بِدَوْمَةَ الْجَنْدَلِ، وَكَانَ سُوَاعٌ لِهُذَيْلٍ، وَكَانَ يَغُوثُ لِبَنِي غُطَيْفٍ مِنْ مُرَادِ بِالْجَوْفِ، وَكَانَ يَعُوقُ لِهَمْدَانَ، وَكَانَ نَسْرٌ لِذِي الْكَلاعِ مِنْ حِمْيَرٍ ". اهـ.
والله أعلم.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-03, 09:03 PM
جزاكم الله خيرا .
موضع الاحتمال كما رجحه الخطيب ....له وجه
وكذلك القسطلاني ..
وكأن ابن حجر يرجح عنهما جميعا ...
لكن السؤال
هل يصح عنهما جميعا
اذا قال عطاء الخرساني فاخذه بواسطة
ولكن رواه عن عطاء بن ابي رباح بلا واسطة
ولعل الثالث ليس هناك مرجح كما هو مبين ...
فما رأي اهل العلم وفقكم الله
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-04, 06:05 PM
على الأرجح تدليس ابن جريج به ضعف تكلم فيه العلماء،
فقال الدارقطني: " تجنب تدليسه، شر التدليس تدليس بن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح ".
و ابن حبان وثقه ، وقال: " يدلس ".
وقال أحمد بن صالح المصري: " إذا أخبر الخبر فهو جيد وإذا لم يخبر فلا يعبأ به ".
قال الحافظ ابن حجر في التقريب :" ثقة فقيه فاضل ، وكان يدلس ويرسل ".
قال ابن العراقي: ابن جريج الإمام المشهور مكثر من التدليس.
و قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جريج " قال فلان "
و " قال فلان " و " أخبرت " جاء بمناكير ، و إذا قال : " أخبرنى " و " سمعت " فحسبك به .
و قال أبو الحسن الميمونى ، عن أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جريج : " قال "
فاحذره ، و إذا قال : " سمعت " أو " سألت " جاء بشىء ليس فى النفس منه شىء .
و قال عبد الرزاق : قدم أبو جعفر ـ يعنى : الخليفة ـ مكة ، فقال : اعرضوا على
حديث ابن جريج ، فعرضوا ، فقال : ما أحسنها لولا هذا الحشو الذى فيها ـ يعنى :
قوله : بلغنى و حدثت ـ .
و قال محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة الحلبى ، عن إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى : حكم الله بينى و بين مالك بن أنس ، هو سمانى قدريا ، و أما ابن جريج فإنى حدثته عن موسى بن وردان ، عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من مات مرابطا مات شهيدا " ، فنسبنى إلى جدى من قبل أمى ، و روى عنى : من مات مريضا مات شهيدا . و ما هكذا حدثته .
و قال جعفر بن عبد الواحد ، عن يحيى بن سعيد : كان ابن جريج صدوقا ، فإذا قال :
" حدثنى " فهو سماع ، و إذا قال : " أخبرنا " أو " أخبرنى " فهو قراءة ، و إذا
قال : " قال " فهو شبه الريح .اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ
منقول عن المزي في تهذيب الكمال.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 6 / 405 :
قال [أي الواقدي] : حدثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد ، قال : شهدت ابن جريج جاء إلى هشام ابن عروة ، فقال : يا أبا المنذر الصحيفة التى أعطيتها فلانا هى من حديثك ، قال : نعم ، قال محمد بن عمر : فسمعت ابن جريج بعد ذلك يقول : حدثنا هشام ما لا أحصى .
و قال الدارقطنى : تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبى يحيى ، و موسى بن عبيدة ، و غيرهما ، و أما
ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات .
و قال الذهلى : و ابن جريج إذا قال : " حدثنى " و " سمعت " ، فهو محتج بحديثه .
قال أبو بكر : و رأيت فى كتاب على ابن المدينى : سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن
جريج ، عن عطاء الخراسانى ، فقال : ضعيف ، قلت ليحيى : إنه يقول : أخبرنى ؟ !
قال : لا شىء ، كله ضعيف ، إنما هو كتاب دفعه إليه .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
ولكنه روى له الجماعة الكثير من الأحاديث بها ما لم يصرح فيه ابن جريج عن عطاء بالسماع،
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : حدثنا إبراهيم بن عرعرة ، عن يحيى بن سعيد ، عن
ابن جريج قال : إذا قلت : قال عطاء . فأنا سمعته منه ، و إن لم أقل سمعت . .اهـ.
، لذا ترى في صحيح البخاري حيث قال البخاري:
حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام، عن ابن جريج قال ((قال عطاء)) إذن فابن جريج سمعه من عطاء (أي ابن أبي رباح)، والله أعلم.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-04, 08:04 PM
على الأرجح تدليس ابن جريج به ضعف تكلم فيه العلماء،
فقال الدارقطني: " تجنب تدليسه، شر التدليس تدليس بن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح ".
و ابن حبان وثقه ، وقال: " يدلس ".
وقال أحمد بن صالح المصري: " إذا أخبر الخبر فهو جيد وإذا لم يخبر فلا يعبأ به ".
قال الحافظ ابن حجر في التقريب :" ثقة فقيه فاضل ، وكان يدلس ويرسل ".
قال ابن العراقي: ابن جريج الإمام المشهور مكثر من التدليس.
و قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جريج " قال فلان "
و " قال فلان " و " أخبرت " جاء بمناكير ، و إذا قال : " أخبرنى " و " سمعت " فحسبك به .
و قال أبو الحسن الميمونى ، عن أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جريج : " قال "
فاحذره ، و إذا قال : " سمعت " أو " سألت " جاء بشىء ليس فى النفس منه شىء .
و قال عبد الرزاق : قدم أبو جعفر ـ يعنى : الخليفة ـ مكة ، فقال : اعرضوا على
حديث ابن جريج ، فعرضوا ، فقال : ما أحسنها لولا هذا الحشو الذى فيها ـ يعنى :
قوله : بلغنى و حدثت ـ .
و قال محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة الحلبى ، عن إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى : حكم الله بينى و بين مالك بن أنس ، هو سمانى قدريا ، و أما ابن جريج فإنى حدثته عن موسى بن وردان ، عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من مات مرابطا مات شهيدا " ، فنسبنى إلى جدى من قبل أمى ، و روى عنى : من مات مريضا مات شهيدا . و ما هكذا حدثته .
و قال جعفر بن عبد الواحد ، عن يحيى بن سعيد : كان ابن جريج صدوقا ، فإذا قال :
" حدثنى " فهو سماع ، و إذا قال : " أخبرنا " أو " أخبرنى " فهو قراءة ، و إذا
قال : " قال " فهو شبه الريح .اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ
منقول عن المزي في تهذيب الكمال.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 6 / 405 :
قال [أي الواقدي] : حدثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد ، قال : شهدت ابن جريج جاء إلى هشام ابن عروة ، فقال : يا أبا المنذر الصحيفة التى أعطيتها فلانا هى من حديثك ، قال : نعم ، قال محمد بن عمر : فسمعت ابن جريج بعد ذلك يقول : حدثنا هشام ما لا أحصى .
و قال الدارقطنى : تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبى يحيى ، و موسى بن عبيدة ، و غيرهما ، و أما
ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات .
و قال الذهلى : و ابن جريج إذا قال : " حدثنى " و " سمعت " ، فهو محتج بحديثه .
قال أبو بكر : و رأيت فى كتاب على ابن المدينى : سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن
جريج ، عن عطاء الخراسانى ، فقال : ضعيف ، قلت ليحيى : إنه يقول : أخبرنى ؟ !
قال : لا شىء ، كله ضعيف ، إنما هو كتاب دفعه إليه .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
ولكنه روى له الجماعة الكثير من الأحاديث بها ما لم يصرح فيه ابن جريج عن عطاء بالسماع،
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : حدثنا إبراهيم بن عرعرة ، عن يحيى بن سعيد ، عن
ابن جريج قال : إذا قلت : قال عطاء . فأنا سمعته منه ، و إن لم أقل سمعت . .اهـ.
، لذا ترى في صحيح البخاري حيث قال البخاري:
حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام، عن ابن جريج قال ((قال عطاء)) إذن فابن جريج سمعه من عطاء (أي ابن أبي رباح)، والله أعلم.
جزاكم الله خيرا ...
لا نختلف عن تدليس ابن جريج
قال عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ( ت1386هـ ) – رحمه الله - : " وأما عنعنة ابن جريج، فإنها وإن كانت قادحة في الصحة، فإنها لا تقتضي شدة الضعف؛ لأنها تحتمل الوصل وعدمه، فإن كان الأول فالحديث صحيح، وإن كان الثاني فالحديث حسن، عند ابن جريج؛ لأنه لا يدلس إلا عن ثقة عنده على الأقل، ولذلك جعلوا ما عنعنه المدلس، مما يصلح أن يبلغ درجة الحسن لغيره، إذا اعتضد ... "
* قول المعلمي، عن ابن جريج، أنه لا يدلس إلا عمن كان ثقة عنده، أي لا يعتقد ضعفه أو كذبه، فيدلس عنه أو يكنيه ، أو يلقبه، حتى لا يعرف .
* روى الإمام البخاري في صحيحه ، عن أبي عاصـم قال: أخبرنا ابن جريج،
قال: أخبرني صالح بن كيسان ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : " أهلّ النبي e حين استوت به راحلته قائمة " .
قال ابن حجر : " وقد سمع ابن جريج من نافع كثيراً، وروى هذا عنه بواسطة، وهو دال على قلة تدليسه، والله أعلم "
* وضعه ابن حجر في المرتبة الثالثة من الذين أكثروا من التدليس فهو يتناقض في بعض مقالاته
* ابن جريج مكثر عن عطاء لكن في مسلم روى عنه بواسطة .. وكذلك عند النسائي وعند الطبراني ..
* فالحافظ رجح احتمالية الخراساني وابن ابي رباح ...
* لكن الذي تدل عليه القرائن لضعف الخراساني فالترجيح لابن ابي رباح ..
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-04, 08:22 PM
تابع /
ما ذكره ابن الجوزي بعد أن ذكر حديثا من رواية عطاء عن ابن عباس :
قال : " وعطاء هذا هو ابن أبي رباح وليس بالخراساني وكل حديث يرويه ابن جريج عن عطاء - غير منسوب - عن ابن عباس
ويذكر فيه سماع عطاء عن ابن عباس فهو ابن أبي رباح لأن الخراساني لم يلق ابن عباس ولا سمع منه إنما كان يرسل الرواية عنه "
" تلقيح فهوم الأثر " ( ص 557 )
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-04, 08:25 PM
وجزاك الله خيرًا ... اللهم آمين
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-04, 08:40 PM
فالذي يترجح - والله أعلم - انه عطاء بن أبي رباح .
والله أعلم .
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-04, 08:43 PM
السؤال الثالث :
م / قال البخاري : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَذَكَرَ بَيَانَ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ
قال ابن عبد الهادي في " الاختلاف بين رواة البخاري "
وَقَعَ فِي نُسْخَةِ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، كَذَا نَقَلَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْقَابِسِيُّ، وَأَبُو الْفَرَجِ: عَبْدُوسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّلَيْطِلِيّ ُ، وَهُوَ وَهْمٌ وَصَوَابُهُ عَمْرٌو بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ الْجَزَرِيُّ، وَلَيْسَ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ مَنْ يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، بِضَمِّ الْعَيْنِ.
قُلْتُ: وَعَمْرٌو هَذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ خَالِدِ بْنِ فَرُّوخَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ الْحَنْظَلِيُّ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ نَزِيلُ مِصْرَ، رَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، مَاتَ بِمِصْرَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ لِتِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ، وَيُقَالُ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قلت : عمرو بن خالد اثنان ؟
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-05, 11:41 AM
قلتُ: ومما يؤيد أنه عَمرو بفتح العين ما ورد في معالم التفسير للبغوي متابعًا البخاري عليه فقال:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [أي البخاري]،
أَخْبَرَنَا [عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ]، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ (ص) " كَانَ ... " فذكره.
وبشأن تدليس أبي إسحاق وبشأن اختلاطه بآخره تم التصريح بالسماع وسماع سفيان الثوري عنه قديمًا في رواية أخرى للبخاري في صحيحه [ ج 2 : ص 899 ]:
عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ (ص) نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صَرَفَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ ".
قلت: ومما يؤيد أن (الحراني) هو من يروي هذا الحديث هو ما ورد في الإيمان لابن منده فقال:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ [الْحَرَّانِيُّ]، ثَنَا أَبِي، أَنْبَأَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَ ... إلخ ".
وروي أيضًا من طريق محمد بن عمرو بن خالد عن أبيه في التمهيد لابن عبد البر [17 : 48] عن البراء رضي الله عنه.
ورواه محمد بن عمرو بن خالد الحراني عن أبيه أيضًا من طريق عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ما ورد في مسند الشاميين للطبراني فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ [الْحَرَّانِيُّ]، ثَنَا أَبِي، ثَنَا يُونُسُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ شَأْنُ الْقِبْلَةِ
فففوَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِققق... إلخ ".
وروي كذلك في الفقيه والمتفقه للخطيب [1 : 82] فقال:
أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا أَبُو عُلاثَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدِ بْنِ فَرُّوخَ التَّمِيمِيُّ (وهو الحراني أيضًا)، نا أَبِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، نا يُونُسُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَوَّلُ ... إلخ ".
والله أعلم.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-05, 07:34 PM
جزاكم الله خيرا
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-05, 08:42 PM
السؤال الثالث
ما اخرجه البخاري في " باب تعليم الرجل أمته أهله " قال : أخبرنا محمد هو ابن سلام حدثنا المحاربي قال : حدثنا صالح بن حيان قال : قال
عامر الشعبي حدثني ابو بردة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لهم أجران .." الحديث
قال ابن حجر رحمه الله :
قوله ( حدثنا صالح بن حيان ) هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان نسب الى جد أبيه وهو بفتح المهملة ولقبه حي وهو أشهر به من أسمه
وكذا من ينسب اليه يقال للواحد منهم غالبا فلان ابن حي كصالح بن حي هذا
وهو ثقة مشهور
لكن في طبقته :
راو أخر كوفي ايضا يقال له صالح بن حيان القرشي لكنه ضعيف
وقد وهم من زعم ان البخاري أخرج له فإنما أخرج لصالح بن حي
وأخرجه في " الادب المفرد " فقال صالح بن حي .
هناك من هم فظنه الضعيف ؟
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-05, 10:05 PM
جزاكم الله خيرًا
قال يوسف بن عبد الـهادي في اختلاف الرواة في البخاري:
" وَصَالِحٌ غَيْرُ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ، وَيُقَالُ: ابْنُ حَيٍّ الثَّوْرِيُّ الْهَمْدَانِيُّ ، وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّ أَبِيهِ، فَأَوْهَمَ بِهِ أَنَّهُ يَكُونُ صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ صَاحِبُ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَهُوَ ضَعِيفُ الرِّوَايَةِ، قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ: صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ ضَعِيفٌ فِيهِ نَظَرٌ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ: وَصَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْجَامِعِ هُوَ وَالِدُ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ الْفَقِيهُ وَأَخِيهِ عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ... إلخ ". اهـ.
ثم إن الروايات أثبتت أنه صالح بن صالح بن حي الهمداني وأولها كما ذكرتم:
أخرج البخاري في الأدب المفرد فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُحَارِبِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ [حَيٍّ]، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ: يَا أَبَا عَمْرٍو، إِنَّا نَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا: أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَعْتَقَ أُمَّ وَلَدِهِ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا كَانَ كَالرَّاكِبِ بَدَنَتَهُ، فَقَالَ عَامِرٌ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " ... إلخ ".
ورواه هكذا الخطيب في موضح الأوهام [ ج 1 : ص 291 ] من طريق المحاربي عن صالح بن صالح بن حي عن الشعبي فقال:
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ ، بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ اللُّؤْلُئِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْمُحَارِبِيُّ]، عَنْ [صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ]، عَنِ [الشَّعْبِيِّ]، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، إِنَّا نَقُولُ: إِنَّ الَّذِي يَعْتِقُ جَارِيَتَهُ كَالرَّاكِبِ بَدَنَتَهُ، فَقَالَ عَامِرٌ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " ... إلخ ".
وروي هكذا في مستخرج ابن عوانة [ ج 1 : ص 97 ] من طريق صالح بن صالح عن الشعبي فقال:
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ [صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ]، عَنِ [الشَّعْبِيِّ]، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " ... فذكره ".
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
قلتُ: ويقع الوهم أيضًا في حديثٍ ءاخر في السنن الكبرى للبيهقي [ ج 10 : ص 267 ] فقال:
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ الثَّوْرِيُّ، عَنْ [صَالِحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ]، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: " أُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالْيَمَنِ فِي ثَلاثَةٍ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟، فَقَالا: لا، ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ، فَقَالَ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟، قَالا: لا، ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ فَقَالَ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟، قَالا: لا، قَالَ: فَجَعَلَ كُلَّمَا سَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟، قَالا: لا، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالَّذِي صَارَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ (ص) فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ". اهـ.
قلتُ: قد بينت الرواية أنه الهمداني وليس القرشي ففي رواية سنن أبي داود قال:
حَدَّثَنَا خُشَيْشُ بْنُ أَصْرَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ صَالِحٍ [الْهَمْدَانِيِّ]، عَنْ [الشَّعْبِيِّ]، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: " أُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ... إلخ ".
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
قلتُ: ويقع وهمٌ ءاخر في حديثٍ ءاخر في تاريخ البغداد للخطيب [16 : 506] فقال:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَقَدَةَ الْحَافِظُ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ سَابِقٍ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا [صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ]، عَنِ [الشَّعْبِيِّ]، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، (ص) يَقُولُ: " يَكُونُ بَعْدِي اثْنَيْ عَشَرَ أَمِيرًا ".
ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ خَفِيٍّ عَلَيَّ، فَقَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ". اهـ.
قلتُ: هذا ليس بصالح بن حيان القرشي، إنما هو صالح بن صالح بن مسلم بن حي الهمداني المشهور بصالح بن صالح الثوري.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
وبذلك فلا يروي صالح بن حيان القرشي عن الشعبي ولا يروي سفيان الثوري عن ابن حيان القرشي؛ لأنه قد وقع وهم فيهما فظن من ظن أنه ابن حيان القرشي والصواب أنه صالح بن صالح الثوري، والله أعلم
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-06, 07:37 AM
جزاكم الله خيرا على الفائدة ....
وهناك اخر ساذكره تباعا
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-06, 08:18 PM
هل هناك من وهم فظنه الثقة بعد تتبع كتب التراجم والرجال
للبحث
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-06, 11:21 PM
جزاكم الله خيرًا
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-07, 09:59 AM
واياكم
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-07, 09:55 PM
السؤال الرابع
•• قال ابن رجب [الجامع ٢/٣٣١]:
«إنما كانوا [أي: كبار الصحابة] يقومون بالحلاب [لمن غاب زوجها]؛ لأن العرب كانت لا تحلب النساء منهم، وكانوا يستقبحون ذلك، فكان الرجال إذا غابوا، احتاج النساء إلى من يحلب لهن».
*س: لماذا يستقبح العرب الحلب للنساء؟*
م
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-08, 04:28 PM
ترى وقد علل ذلك الإمام ابن رجب قائلًا:
وَقَدْ رُوِيَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمٍ: لَا تَسْقُونِي حَلْبَ امْرَأَةٍ» .
قلتُ:
أولًا هذا حديث منكر، به امرؤ قيس المحاربي قال أبو فتح الأزدي: حدث بخبر منكر لا يصح. اهـ.
فضلًا عن جهالة الراويين شيخيه قال الهيثمي في المجمع: فيه جماعة لم أعرفهم ". اهـ.
وقال في كشف الأستار باب كراهية شرب حلب النساء وأورد للبزار قوله:
لا نَعْلَمُ رَوَى ابْنُ أَبِي نُبَيْحٍ عَنِ النَّبِيِّ (ص) إِلا هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ ". اهـ.
وقال الذهبى في التجريد: (2: 178) في ترجمة أبى الشيخ: يروى عنه حديثا واهى الإسناد. ا. هـ
وقال ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة أبي الشيخ: " له حديث واحد عند أهل الكوفة، ليس إسناده بشيء ولا يصح " قاله أبو عمر ". اهـ.
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة:
وهذا إسناد ضعيف مظلم، ابن أبي الشيخ لا يعرف إلا في هذا الحديث بهذا الإسناد، أورده ابن الأثير وغيره هكذا في الصحابة.
وعاصم بن بحير ـ بالحاء المهملة مكبرا أو مصغرا ـ كما في" الإكمال " وغيره ولم أجد له ترجمة، وامرؤ القيس، أورده في " الميزان " بروايته هذه عن عاصم وقال: قال الأزدي: حدث بخبر منكر لا يصح، وكذا في " اللسان ".
وقيس بن الربيع، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
قلت: فلا يبعد أن يكون هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم مما أدخله عليه ابنه والله أعلم ". اهـ.
أخرجه ابن أبي شيبه في مسنده وابن سعد في الطبقات الكبرى[6 : 383] والديلمي في مسنده وغيرهم:
من طريق امْرُئِ الْقَيْسِ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَحِيرٍ،
عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ مُحَارِبٍ نَصَرَكُمُ اللَّهُ، لا تَسْقُونِي حَلْبَ امْرَأَةٍ ".
وزاد ابن سعد فقال: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: قَالَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ: فَرَأَيْتُ امْرَأَ الْقَيْسِ إِذَا أُتِيَ بِشِيرَازَ، قَالَ: حِلابُ امْرَأَةٍ هَذَا.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
ولعل السبب هو ما ذكره الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري (المتوفي:382 هـ) في تصحيفات المحدثين [1 : 93] بعدما أن ساق الحديث قال:
نضركم اللَّه، الضاد منقوطة غير مشددة، فلا يجوز بالصاد غير المعجمة ومثله قوله (ص): " نضر اللَّه امرأً سَمِع مِنَّا حديثًا فَوَعاه " هُوَ بالتخفيف أَيضًا،
يُقال: نضر اللَّه وَجْهَهُ، وأَنْضَرَ اللهُ وَجْهَهُ، فَنَضِر هُوَ، وهو ناضر، أَي نَاعِمٌ، ويكون فِي كُلِّ الوجوه.
ومنه قوله تعالى: فففوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌققق، وفففنَضْرَةَ النَّعِيمِققق.
وأَما قولُهُ (ص): " لا تسقونَ حَلَبَ، امرأَةٍ ".
لأَن الْحَلَبَ فِي النِّسَاءِ عِنْدَ العرب عَيْبٌ يُعَيَّرُ به، قالَ الفرزدُق:
كَمْ عَمَّةٍ لك يا جَرِيرُ وخالةٍ فَدْعاءَ قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشارِي
ويجوز أن يكون كَرِهَ حَلَبَ المرأَةِ من جِهَةِ الْحَيْضِ، وقيل: إِنه كَرِهَ لأَن المرأَة تَحْلِبُ قاعدةً ". اهـ.
قال ابن الفوطي الشيباني في ترجمة عون الدين علي بن محمد الطبري الفقيه فقال:
روى عن امرئ القيس المحاربي عن عاصم بن بجير عن أبي شيخ قال:
أتانا النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا معشر محارب، نضرّكم الله لا تسقوني حلب امرأة. قال: والحلب في النساء عند العرب عيب يعيرون به ". اهـ.
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الفتح المبين بشرح الأربعين:
" وكان أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما استخلف. . قيل: الآن لا يحلبها، فقال: (بلى، وإني لأرجو ألَّا يغيرني ما دخلت فيه عن شيءٍ كنت أفعله) (1)؛ وذلك لأن العرب كانوا يستقبحون حلب النساء، بل روي خبر: "لا تسقوني حلب امرأة" (2).
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
(1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 186)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/ 323) عن أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي اللَّه عنها، وعبيد السعدي رحمه اللَّه تعالى.
(2) ذكره الديلمي في "الفردوس" (8217) عن سيدنا أبي شيخ أُبَيْ بن ثابت الأنصاري شقيق سيدنا حسان رضي اللَّه عنهما.
[2] في القاموس: مادة "حلب" قال: "الحلب" ويحرك: استخراج ما في الضرع من اللبن كالحلاب، ثم قال: "والحلب -محركة- الحليب، اللبن المحلوب.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
قلت ربما أخذها الإمام ابن حجر الهيتمي من الإمام ابن رجب.
قلتُ: من مجموع ما تبين لي أن حلب المرأة في لفظها يساء فهمه بين الناس لذا يتورده الشعراء في الهجاء في مجتمعاتهم دلالة على تكبر الأغنياء واستكبارهم على الفقراء، وأما ما يقال عن الحيضة فليست الحيضة في يد المرأة ولا يكره في الحلب قاعدًا، إنما يفهم البعض لفظها سوءًا فالمرأة تحلب ثديها لرضيعها وكذلك الحيوانات لأولادهم كل على حسب جنسه، فالبقرة لوليدها والمعزة لوليدها وهكذا ... ويدل على ذلك الافتخار كمن يقول أحدهم " شرب من لبن أمه " أي كان في عزة أمه.
فعندما تحلب المرأة ثدي الحيوانات لوليدها بدلًا من ثديها ربَّما يفهم أن بها عيبًا لا تقوى على الرضاعة أو أنها خادمة تذل بها فقيرة.
ومعنى البيت الشعر الذي ذكره الفرزدق هجاء في جرير كما ذكر في شرح الأشموني على ألفية ابن مالك:
المعنى: يقول: إن لك يا جرير كثيرا من العمات والخالات الفدعاوات [زيغ في القدم] قد عملن عندي في حلب نوقي، أو في رعي ماشيتي ". اهـ.
قلتُ: وهي الأن كعمال النظافة في نظافة البيئة حولنا يراه الناس على دنو منزلته في المجتمع ويستصغرونه وكذلك الخدام والموالي عندما يستعلى أسيادهم وملوكهم عليهم، والله أعلم.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-08, 07:53 PM
جزاكم الله خيرا مولانا ونفع بكم
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-08, 08:01 PM
السؤال الخامس
عن الاوزاعي قال سمعت ثابت بن معبد يقول : نور الكتاب العجم )
اخرجه الخطيب في ( الجامع ) والقاضي عياض في ( الالماع ) .
ما المقصود ؟
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-08, 10:51 PM
جزاكم الله خيرًا وبارك بكم.
المقصود به أن بيان التشكيل والتفرقة بين الحروف والتنقيط كان نورًا في فهم العجم للكتاب، ولا سيما وقدصنفت لهم كتب في قواعد الإعراب والبلاغة.
ورد في أدب الكتاب (ص: 165) للصولي (المتوفى: 335هـ):
قال محمد بن يحيى الصولي:
حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عتاب قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي قال: حدثنا عبد الله بن يحيى، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن ابن سليمان بن زيد بن ثابت، عن أبيه، عن جده، قال:
" كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه ".
وقال بعض الكتاب:
المح كتابك حين تكتبه ... واحرسه من وهم ومن سقط
واعرضه مرتاباً لصحته ... ما أنت معصوم من الغلط
وروي عن الأوزاعي أنه قال: العجم نور الكتاب، وإذا لم يعرض الكتاب، فمثله مثل رجل دخل الخلاء فلم يستنج ". اهـ.
وورد في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي [ص:609] للرامهرمزي الفارسي (المتوفى: 360هـ) فقال:
قَالَ أَصْحَابُنَا: أَمَّا النَّقْطُ، فَلَا بُدَّ مِنْهُ لِأَنَّكَ لَا تَضْبُطِ الْأَسَامِيَ الْمُشْكَلَةَ إِلَّا بِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ بَعْضِهِ وَقَالُوا:
إِنَّمَا يُشْكَلُ مَا يُشْكِلُ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى الشَّكْلِ مَعَ عَدَمِ الْإِشْكَالِ وَقَالَ آخَرُونَ: الْأَوْلَى أَنْ يُشْكَلَ الْجَمِيعَ، وَكَانَ عَفَّانُ وَحَبَّانُ مِنْ أَهْلِ الشَّكْلِ وَالتَّقْيِيدِ .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّطْنِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلِ الرَّسْعَنِيُّ، قَالَ: قَالَ بَقِيَّةُ:
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ : «الْعَجْمُ نُورُ الْكِتَابِ» هَكَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ، وَالصَّوَابُ:
الْإِعْجَامُ أَعْجَمْتُ الْكِتَابَ، فَهُوَ مُعْجَمٌ لَا غَيْرُهُ، وَهُوَ النَّقْطُ، أَنْ تَبَيَّنَ التَّاءَ مِنَ الْيَاءِ، وَالْحَاءَ مِنَ الْخَاءِ، وَالشَّكْلُ تَقْيِيدِ الْإِعْرَابِ .
وَحَدَّثَنِي الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو يَعْلَى الْمِنْقَرِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: «تَعْجِيمُ الْكِتَابِ نُورُهُ» ". اهـ.
ورد في المحكم في نقط المصاحف [ص: 12] في باب ذكر من ترخص في نقطها :
قال أبو عمرو الداني (المتوفى: 444هـ) :حدثنا فارس بن أحمد قال نا احمد بن محمد قال نا احمد بن عثمان الرازي قال نا الفضل بن شاذان قال
نا أحمد بن ابي محمد قال نا هشام بن عمار قال نا مسلمة بن علي قال نا الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال: العجم نور الكتاب .
حدثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم قال نا احمد بن محمد قال نا علي بن عبد العزيز قال نا القاسم بن سلام قال نا هشيم قال
أنا منصور قال سألت الحسن عن نقط المصاحف قال لا بأس به ما لم تبغوا .
حدثت عن الحسن بن رشيق قال نا أبو العلاء الكوفي قال نا أبو بكر ابن ابي شيبة قال أنا وكيع عن الهذلي عن الحسن قال لا بأس بنقطها بالأحمر ". اهـ.
ورد في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار [ص: 4/71] للزمخشري (توفي 583 هـ) فقال:قال طاووس: لابنه: هل كتبت؟ قال: نعم، قال:أعارضت؟ قال: لا،
قال: يا بني لم تكتب، ثم قال: يا بني أعارضت؟ قال: نعم. قال: أعجمت؟ قال: لا، قال: أعجم فإن العجم نور الكتاب . اهـ.
ورد في التدوين في أخبار قزوين [3/31] للقزويني (المتوفى: 623هـ) في ترجمة زرير بْن علي الصيقلي الأبهري فقال:
لمَّا قرأت هذا الكتاب ونظرت فيه قلت لله در مصنفه مَا أعذب نفثات فيه وأنشدت في وصف ألفاظه ومعانيه :
نور الحقيقة بدع في الأعاجيب ... مؤلف بين تنقيح وتهذيب
مَا رتبت مثله في الكتب قاطبة ... خواطر العجم لفظا والأعاريب
فيه بيان لأحكام محققة ... بانت معانيه من لغو وتطنيب
لله در بها الذين ذي فطن ... مَا أظهر الحق من شك أساليب
.اهـ.
ورد في صبح الأعشى في صناعة الإنشاء [3/147] للفزاري القلقشندي ثم القاهري (المتوفى: 821هـ) :
قال محمد بن عمر المدائنيّ:
ينبغي للكاتب أن يعجم كتابه، ويبيّن إعرابه، فإنه متى أعراه عن الضبط، وأخلاه عن الشكل والنقط كثر فيه التصحيف، وغلب عليه التحريف. وأخرج بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: «لكلّ شيء نور، ونور الكتاب العجم » . وعن الأوزاعيّ نحوه.
قال أبو مالك الحضرميّ: أيّ قلم لم تعجم فصوله، استعجم محصوله.
ومن كلام بعضهم: «الخطوط المعجمة، كالبرود المعلمة» ". اهـ.
وورد في خزانة الأدب وغاية الأرب (2/244) ابن حجة الحموي (المتوفى: 837هـ) :قال قاضي القضاة جلال الدين شيخ الإسلام البلقيني -نور الله ضريحه- بعد عزل الهروي [في مقدمته] :
" الحمد لله الذي أبان فضل العرب على العجم في الكتاب والسنة، وأظهر جلال سراجهم المنير فأوضح بحسن تدريبه طريق الجنة، وأزال ظلم الجهل بنور هذا الجلال فله الحمد على هذه المنة، ونكرر حمده على نصرة أصحاب الشافعي وعود جيرته إلى منازلها العالية، ونشكره على نيل الغرض بسهام ابن إدريس فمن جهل أحكام القضاء أمست عليه قاضية، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نستعين بحسن أدائها على القضاء والقدر، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي من قابل شريعته المطهرة بدنس الجهل فقد كفر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين أزالوا بفصاحتهم العربية كل عجمة، وتميزوا على العجم بقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} وهذا التمييز نصبه مرفوع على كل أمة، صلاة نسن بها سيوف السنة على من تسربل بدروع ضلاله، ونقيم حدودها على من بدل حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وجهل أسماء رجاله، وسلم تسليمًا كثيرًا ". اهـ.
وورد في النكت الوفية (2:133) لبرهان الدين البقاعي (المتوفي: 885 هـ) :
" فمرادُ الأوزاعيِّ أنَّ النَّقْطَ نفسُهُ نورٌ، لا المصدر الذي هو الإعجامُ، قال شيخُنا: ((ولا يمنعُ إطلاقُ العَجْمِ على الإعجامِ، غايتُهُ: أنْ يكونَ مصدراً جارياً على غيرِ فعلِهِ كالنباتِ مع الإنباتِ في قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً} ونحو ذلك)) ". اهـ.
وورد في فتح المغيث للسخاوي (المتوفى: 902هـ) :
" فقد قال الثوري فيما نقله عنه الماوردي في (أدب الدنيا والدين) له: الخطوط المعجمة كالبرود المعلمة.
وقال بعض الأدباء: رب علم لم تعجم فصوله استعجم محصوله.
وقال الأوزاعي عن ثابت بن معبد: نور الكتاب العجم. وكذا يروى من قول الأوزاعي، وقال غيره: إعجام المكتوب يمنع من استعجامه.
بل أورد الخطيب في " جامعه " من طريق قيس بن عباد، عن محمد بن عبيد بن أوس الغساني كاتب معاوية، عن أبيه أنه قال:
كتبت بين يدي معاوية رضي الله عنه كتابا، فقال لي: يا عبيد، ارقش كتابك، فإني كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ( «يا معاوية، ارقش كتابك» ) قلت: وما رقشه يا أمير المؤمنين؟ قال: إعطاء كل حرف ما ينوبه من النقط ". اهـ.
والله أعلم.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-09, 07:59 AM
جزاك الله خيرا
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-20, 10:23 AM
السؤال الخامس /
الحديث الذي أخرجه مسلم ( 4/ 2164) ( 2810) والترمذي (1/ 433) والنسائي وغيرهم ...
"حدثني زهير بن حرب حدثنا بشر بن السري وعبد الرحمن بن مهدي قالا: حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح تصرعها مرة وتعدلها حتى يأتيه أجله ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية التي لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة
أيهما سفيان في الحديث ؟
* بشر بن السري
*ذكره المزي في الرواة عن الثوري دون ابن عيينة
* ولم يذكر من ترجم له انه يروي عن ابن عيينة .
* إلا ان هناك روايات ترجمت على انه يروي عن ابن عيينة
* وسبيل الجمع بينهما ..
*
والراجح انه إذا روى عن سفيان مهملا يعني به الثوري .
وهناك روايتين عن ابن عيينة وصرح فيه بنسبته
كما في علل الدراقطني والسنن الكبرى للبيهقي
هناك من وهم فظنه ابن عيينة ؟
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-21, 02:40 PM
أولًا حديث كعب بن مالك في الصحيحين وغيرهما من طريق سفيان الثوري ثابتة لا شك، وليس هي من طريق سفيان بن عيينة.
ومما يدل على ذلك أنه الثوري الذي هذا الحديث عن سعد عن ابن كعب عن أبيه مثله،
ففي المعجم الكبير للطبراني قال :
وَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ [سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ]، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ... فذكره ". اهـ.
وجاء في الحلية لأبي نعيم فقال :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا [سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ]، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ،
عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ... فذكر مثله ". اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
أما الروايتان التي صرح فيها بشر بن السري عن سفيان بنسبته إلى ابن عيينة فهما :
ماجاء في مسند أبي يعلى الموصلي فقال :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ [ابْنِ عُيَيْنَةَ]، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ،
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ ". اهـ.
ورواه أيضًا البيهقي في السنن الكبرى طريق بشر وإبراهيم بن بشار [17934] :
- وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا محمد بن غالب، حدثني إبراهيم بن بشار الرمادي أبو إسحاق، ثنا [سفيان وهو ابن عيينة]، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب، قال إبراهيم: وجدت في كتابي عن رجل من بني تيم، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم " ظاهر بين درعين يوم أحد.
17935 - ورواه بشر بن السري عن [سفيان بن عيينة]، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عمن حدثه عن طلحة بن عبيد الله. أخبرناه أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا إبراهيم بن الهيثم، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا بشر بن السري، فذكره". اهـ.
وقد روى البيهقي هذا الحديث من طريق الشافعي لكن بدون ذكر "عمن حدثه عن طلحة" ففي السنن الصغرى :
قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَالِاخْتِيَارُ أَنْ يَتَحَرَّزَ، وَذَكَرَ حَدِيثَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ»
وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَميْمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَ أُحُدٍ ". اهـ.
والشافعي رواه في الأم [4 : 273] بدون هذه الزيادة فقال :
أَخْبَرَنَا [سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ]، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، " أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ ". اهـ.
والزيادة التي أوردها بشر بن السري في إسناده زيادة ضعيفة وربما انفرد بها وغير محفوظة،
فالجماعة الأئمة الكبار رووها بدون هذه الزيادة :
أولهم الشافعي في الأم.
وأحمد بن حنبل في مسنده.
وعلي بن المديني في أخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني.
وعبد الله بن هاشم العبـدي في المنتقى من السنن المسندة.
وسعيد بن منصور الخراساني في الدلائل في غريب الحديث.
ومحمد بن أبي عمر في الشمائل المحمدية للترمذي.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
لذا جاء في علل الدارقطني (4/218) :
" وسئل عن حديث السائب بن يزيد، عن رجل، عن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد.
فقال: يرويه ابن عيينة، عن يزيد بن خصيفة، واختلف عنه؛
فرواه بشر بن السري، عن ابن عيينة، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عمن حدثه، عن طلحة.
وخالفه أصحاب ابن عيينة، فرووه عنه، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكروا فوق السائب أحدا.
وقول بشر بن السري [ليس بالمحفوظ] ". اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــ
أما زيادة إبراهيم بن بشار لعله حصل اضطراب في كتابه فالذي سمعه إبراهيم من ابن عيينة بالتحديد هو ما جاء في المسند للشاشي :
قَالَ [إبراهيم بن بشار] الرَّمَادِيُّ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ مَرَّةً أُخْرَى، يَقُولُ: نا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أُرَاهُ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَمْ يَذْكُرِ الإِسْنَادَ". اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــ
والرواية الأخرى التي نسب فيها بشر سفيان إلى ابن عيينة هو ما جاء في جامع الترمذي [ ج 1 : ص 243 ] فقال :
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَبِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
" أَوْضَعَ فِي وَادِي مُحَسِّرٍ وَزَادَ فِيهِ بِشْرٌ، وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَأَمَرَهُمْ بِالسَّكِينَةِ "،
وَزَادَ فِيهِ أَبُو نُعَيْمٍ :
" وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، وَقَالَ لَعَلِّي: " لَا أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ". اهـ.
والله أعلم.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-23, 01:07 PM
جزاك الله خيرا
هناك من وهم فظنه ابن عيينة .
لكن الذي يترجح وفقكم الله كما ذكرتم ....
والروايتين فقط لابن عيينة . عن بشر السري .
وبقية الروايات عن الثوري .
جزاكم الله خيرا
عبد الرحمن هاشم بيومي
2019-01-24, 04:13 AM
قلت : وجدت من توهم في حديث عائشة رضي الله عنه في شرح السنة للبغوي من طريق :
بِشْرٍ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ (ص) يَأْتِينِي، فَيَقُولُ: " أَعِنْدَكِ غَدَاءٌ؟ " فَأَقُولُ: لا، فَيَقُولُ: " إِنِّي صَائِمٌ "، قَالَتْ: فَأَتَانِي يَوْمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّهٌ، قَالَ: " وَمَا هِيَ؟ " قُلْتُ: حَيْسٌ، قَالَ " أَمَا إِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِمًا "، قَالَتْ: ثُمَّ أَكَلَ.
قالوا سفيان هذا هو ابن عيينة وهو خطأ، وقد رواه الترمذي من طريق بشر عن سفيان وقَالَ الترمذي أَبُو عِيسَى في جامع الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
قلتُ: فهو إذن الثوري لوجود ما دل ذلك على صريح إسنادٍ ءاخر بأنه الثوري عند البيهقي في السنن الكبرى [4 : 202]:
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْبَصْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: ... نحوه ".
وقال الدارقطني في رواية أخرى في سننه : وهذا إسناد صحيح.
ومما أسنده ابن أبي مريم في مسنده لسفيان الثوري برقم [71 ] فقال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: ... مثله ".
وفي شرح المعاني للطحاوي [2041] فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ".
وفي مجلس من أمالي ابن منده من طريق :
عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة، أنها قالت: كان رسول الله (ص) يقول: " هل عندكم غداء؟ " ثم يقول: " إني صائم ".
وعلى هذا أغلب الروايات على أنه الثوري.
أما ما روي من طريق سفيان بن عيينة مصرحًا باسمه هو ما جاء في سنن الدارقطني فقال :
[2216] حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِيهِ طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ "، وَأُهْدِيَ لَهُ حَيْسٌ، فَقَالَ: " إِنِّي آكُلُ وَأَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ ".
لَمْ يَرْوِهِ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنِ ابْنِ عُنَيْنَةَ غَيْرُ الْبَاهِلِيِّ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَى قَوْلِهِ: " وَأَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ "، وَلَعَلَّهُ شُبِّهَ عَلَيْهِ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لِكَثْرَةِ مَنْ خَالَفَهُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ". اهـ.
قلتُ : وقفت له متابعة على من روى عن سفيان بن عيينة غير مصرح باسمه لكن بدون هذه الزيادة وأصاب الدارقطني في قوله : " ولعله شبه عليه [أي الباهلي]:
والرواية المتابعة هو ما جاءت في معرفة السنن والآثار للبيهقي
[ ج 3 : ص 346 ]
فقال:
[2441] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَنَا:
" هَلْ عِنْدَكُمْ طَعَامٌ؟ "، فَإِنْ قُلْنَا: لَا، قَالَ: " إِنِّي صَائِمٌ ".
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى: " فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ "
قلتُ: فيحيى بن بكير لا أعلم إلا أنه يروي عن سفيان بن عيينة وكما ترى بدون زيادة الباهلي،
وقلت: بل يحيى بن بكير لم يرَ سفيان الثوري فيحيى مولود 154 هـ عاش بمصر والشام والثوري توفي 161 هـ عاش بالكوفة والبصرة أي بينهما سبع سنين أما ابن عيينة عاش بالشام فهو المحتمل الوحيد لملاقاته يحيى بن بكير والله أعلم.
وجزاك الله خيرًا.
حسن المطروشى الاثرى
2019-01-24, 10:18 AM
جزاكم الله خيرا ...
نفع الله بكم مولانا .
وسدد خطاكم ....
وهناك من يروي عنهما معا ....
وقد يتوهم انه احدهما وسنذكره تباعا ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.