المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لِـمَاذَا سميتْ بـ (الْـمَائِدَةِ) ؟



أحمد عبد الرحمن الشنواني
2018-12-23, 07:38 AM
(انظر الْـمَعَانِي اللُّغَوِيَّة في : (لسان العرب 3/ 411 – ، والمعجم الوسيط 2/893).
من مدلولات معاني كلمة المائدة في (اللغة) ، ومِن وجْهِ قصة التسمية بها :
* الْعَطَاءُ ، وَالرِّزْقُ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالشَّرَابِ ، وَغَيْرِهِمَا ، وَسُرُورُ النَّفْسِ بِذَلِكَ.
* التَّرَابُطُ ، وَالْأُخُوَّةُ ، وَمَا فِي مَعْنَى ذَلِكَ مِنَ التَّقَارُبِ ، وَالتَّحَابِّ ، وَنَحْوِهِمَا.
* الِاتِّفَاقُ ، وَالْعَقْدُ ، وَمِنْهُ : الْأَمَانَةُ ، وَعَدَمُ الْخِيَانَةِ ، وَالصِّدْقُ ، وَعَدَمُ الْكَذِبِ.
وسميتْ السورةُ الكريمة بـ (المائدة) ؛ لأمْرينِ :
الْأَوَّلُ : بَيانِ فضلِ الله تعالى ، ونعمتِه على المؤمنِين بهذا الدِّين ، وَهَذَا الْإيمانِ.مِنْ (وَجْهِ) : إلزامِهِمْ شكرَ تلك النعمةِ بالوفاء بهِ ، فالمائدة رزق وفضل ونعمة ، والدين أعظم نعمة : (3) ، (6 – 11) ، (20– 23) ، (110).
* (ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ) –المائدة 3-.
* (مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٦ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمِيثَٰقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِۦٓ إِذۡ قُلۡتُمۡ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ٧...يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ هَمَّ قَوۡمٌ أَن يَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ فَكَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١١)–المائدة-.
* (وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٠...)–المائدة-.
* (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ...) –المائدة-.
* (إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِي عَلَيۡكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗاۖ...) –المائدة- .وَ(وَجْهِ) : تَحذِّيرِهِمْ مِنْ نَقْضِ الْعَهْدِ ، وَالِارْتِدادِ عَنْ الدِّينِ ، فقررت السورةُ أنَّ : (منْ نَكَثَ بَعْدَ الْإِيمَانِ ، ونقضَ عهدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ، اسْتَحَقَّ عَذَابًا عَظِيمًا ، وَوَعَدَ من وفَّى الْجَزَاءَ الْعَظِيمَ ، وَالْأَجْرَ الْكَبِيرَ) : (9 – 10) ، (12 – 16) ، (20 – 26) ، (36 – 37) ، ( 59 – 60) ، (70 – 71) ، (82 – 86) ، (111– 115) ، (119).
* (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٞ ٩ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ*َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ١٠) –المائدة-.
* (قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١١٩) –المائدة-.
* (وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ ٨٢ وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّٰلِحِينَ ٨٤ فَأَثَٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٨٥ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ*َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ٨٦) –المائدة-.
الثاني : الْإِشَارَةِ إلى أهميَّةِ تَرَابُطِ الْـمُؤْمِنِينَ ، واعْتِصامِهِم بدِينهِ جميعًا ؛ لضمان سلامة دينهم بتلك الجماعة ، ولجهادهم في سبيل ربهم ؛ لإحقاق ذلك الدين ، وإظهاره على الدين كله ولو كره المجرمون ، فاسْم السورة (المائدة) التي هي تلك الخُوانُ الْـمَوْضُوعُ عليه الطعامُ إشارةً إلى : (الِاجْتِمَاعِ ، وَالتَّرَابُطِ ، وَالتَّآخِي بِالدِّينِ وَعَلَيْهِ) ، وَإِلَى : (مُوالَاتِهِ تَعَالى ، وَمُوالَاةِ رَسُولِهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَالْـمُؤْمِنِي نَ ، وَالْبَرَاءِ وَمُعَادَاةِ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْإِشْرَاكِ) : (51 – 59) ، (78 - 83) ؛ لذلك حَضَّنا نَبِيُّنَا –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على إطعام الطعام لِـمَا فِيهِ مِنْ مَعَانِي (الِاجْتماع ، وَ التَّآلُفِ ، وَالتَّحَابِّ وَالتَّرابُطِ ، وَالْـمُوَلَاةِ ). * (۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥١ .... إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٥٧ )–المائدة-.
* (تَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَفِي ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ٨٠ وَلَوۡ كَانُواْ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِيِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ ٨١) –المائدة-.