محمدعبداللطيف
2018-12-08, 07:31 PM
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ] قال أبو جعفر: قال يوسف: يا رب، الحبس في السجن أحبُّ إليَّ مما يدعونني إليه من معصيتك، ويراودنني عليه من الفاحشة،
وعن السدي: (قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه) : من الزنا.
, عن ابن إسحاق , ( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه) ، أي: السجن أحبّ إليّ من أن آتي ما تكره.
وقوله: (وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن) ، يقول: وإن لم تدفع عني، يا رب، فعلهن الذي يفعلن بي، في مراودتهن إياي على أنفسهن " أصب إليهن " , يقول: أمِلْ إليهن , وأتابعهن على ما يُرِدن مني ويهوَيْن.
قال الله تعالى :[ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ] (الآية 39 سورة يوسف)
قال أبو جعفر : ذكر أن يوسف صلوات الله عليه قال هذا القول للفتيين اللذين دخلا معه السجن ، لأن أحدهما كان مشركًا ، فدعاه بهذا القول إلى الإسلام وترك عبادة الآلهة والأوثان ، فقال: (يا صاحبي السجن)، يعني: يا من هو في السجن، وجعلهما " صاحبيه " لكونهما فيه ، كما قال الله تعالى لسكان الجنة: فَـ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وكذلك قال لأهل النار ، وسماهم " أصحابها " لكونهم فيها . وقوله: (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) ، يقول: أعبادة أرباب شتى متفرقين وآلهة لا تنفع ولا تضر، خيرٌ أم عبادة المعبود الواحد الذي لا ثاني له في قدرته وسلطانه ، الذي قهر كل شي فذلـله وسخره، فأطاعه طوعًا وكرهًا .
فدعا يوسف عليه السلام الى الله عز و جل من السجن وجهر بالحق لا يخشى فى الله لومة لائم
يقول ورقة ابن نوفل للنبي ﷺ وهو يذكر الصفة الدائمة التي يتسم بها أتباع الأنبياء وأهل الحق على مر الزمان ( لم يَأْتِ رجلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ما جِئْتَ به إلا عودِيَ ) --فالعداء بين الحق والباطل سنة لا تتغير ولا تتبدل
( وهذا التقرير الصادق من العليم الخبير يكشف عن الإصرار الخبيث على الشر ؛ وعلى فتنة المسلمين عن دينهم ؛ بوصفها الهدف الثابت المستقر لأعدائهم . وهو الهدف الذي لا يتغير لأعداء الجماعة المسلمة في كل أرض وفي كل جيل ….. وتتنوع وسائل قتال هؤلاء الأعداء للمسلمين وأدواته ، ولكن الهدف يظل ثابتا . . أن يردوا المسلمين الصادقين عن دينهم إن استطاعوا.
لما تولى المأمون منصب الخلافة خرج ببدعة خلق القرآن
بسبب مخالطة المأمون للمعتزلة فحسنوا له القول بخلق القرآن كان مُتردداً في حمل الناس على ذلك – أي : أن يقولوا بنفس القول – ثم قوي عزمه على ذالك فحمل الناس عليه.
وكتب المأمون الى إسحاق بن إبراهيم وهو صاحب الشرطة ببغداد بإمتحان القضاة والعلماء والمحدثين فامتحنهم.
فُحبس الإمام أحمد لأنهُ لم يجبهم على بدعتهم ولم يتأول كما صنع كثيراً من العلماء وأجابوا بالتقية بل صدع بالحق وقال أن القرأن كلام الله.
سأله أبو بكر الأحول : يا أبا عبد الله إن عرضت على السيف تُجيب ؟ – يعني تتراجع – قال: لا .
وكذلك لم يكن السجن مانعاً للإمام أحمد من الصدع بالحق
قال الإمام أحمد : كان يوجه إليّ كل يوم برجلين ( أي : داخل السجن ) فلا يزالان يناظراني، حتى إذا أرادا الإنصراف : دُعي بقيد، فزيد في قيودي، فصار في رجليّ أربعة أقياد . فلما كان في اليوم الثالث، دخل عليّ أحد الرجلين فناظرني، فقلتُ له : ما تقول في علم الله ؟ قال : علم الله مخلوق . فقلت له : كفرتَ بالله ، فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن إبراهيم : إن هذا رسول أمير المؤمنين ، فقلتُ له : إن هذا قد كفر .)
ولما أمر المعتصم بضرب الإمام أحمد بالسياط وبعد الضربة السابعة عشر قال له : ( ويحك ! أجبني الى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك يدي ) فكان الإمام أحمد يُردد عليه مقولته بثبات دون أن يتراجع : ( أعطوني شيئاً من كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله حتى أقول به ) يعني – أعطوني دليلاً من كتاب الله وسنة رسوله صريحاً على قولكم هذا حتى أتبعه، وأما دون ذلك فلا .. فاستمر الضرب بالسياط حتى أغمي عليه كما قال : ( فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى ، فذهب عقلي , فأفقت بعد ذلك ) فأستمروا بجلده حتى تقطع جلده
حتى الرجل الذي أتى لمعالجة الإمام أحمد عندما رأى ظهره قال ( قد رأيت من ضُرب ألف سوط ما رأيت ضرباً مثل هذا )
وقام المعتصم بإمتحان الإمام أحمد مره أخرى وقال له : ( وقرابتي من رسول الله لأضربنّك بالسياط أو تقول كما أقول ) ثم ألتفت الى جلاد ، فقال له : خذه إليك ، فأخذه . وثم جُلد الإمام أحمد ثمانين سَوطًا حتى قال أحد الجلاد ( لو ضربت فيلاً لهدته )
ومع ذلك ظل الإمام أحمد ثابتاً على الحق لم يُبدل أو يغير.
ودخل أحمد بن داود الواسطي على الإمام أحمد في الحبس فأراد من الإمام أحمد أن يأخذ بالرخصة ويتراجع عن موقفه؛ فأصبح يذكره بأهله وأن لديه عائلة ، فقال : ( يا أبا عبدالله عليك عيال ولك صبيان وأنت معذور ) فقال له الإمام أحمد ( إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد أسترحت )
عندما أصبح المتوكل هو الخليفة أستبشر الناس بولايته فقد كان مُحباً للسنة وأهلها ، ولم يلبث أن سعى في كشف الغمة ورفع المحنة وكتب الى الآفاق : لا يتكلم أحد في القول بخلق القرآن ، واستدعى الإمام أحمد فأكرمه وعظمه.----هذه المحنة لما وقعت لم يصمد فيها سوى الإمام أحمد بن حنبل، أما باقي العلماء فأغلبهم قد أجاب فيها خوفًا أو كرهًا، ومن صمد أمام الفتنة ولم يجب مات تحت التعذيب، وفي سجون المبتدعة وكان صمود الإمام أحمد أعظم فصول هذه المحنة، وقد رفع الله ذكره، حتى صارت الإمامة مقرونة باسمه رحمه الله----: ولو قدر الله عز وجل ولم يصمد الإمام أحمد في هذه المحنة لضل خلق كثير، . لذلك قال المزني رحمه الله: عصم الله الأمة بأبي بكر يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة. --رحم الله أمام أهل السنة - آمين
وعن السدي: (قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه) : من الزنا.
, عن ابن إسحاق , ( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه) ، أي: السجن أحبّ إليّ من أن آتي ما تكره.
وقوله: (وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن) ، يقول: وإن لم تدفع عني، يا رب، فعلهن الذي يفعلن بي، في مراودتهن إياي على أنفسهن " أصب إليهن " , يقول: أمِلْ إليهن , وأتابعهن على ما يُرِدن مني ويهوَيْن.
قال الله تعالى :[ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ] (الآية 39 سورة يوسف)
قال أبو جعفر : ذكر أن يوسف صلوات الله عليه قال هذا القول للفتيين اللذين دخلا معه السجن ، لأن أحدهما كان مشركًا ، فدعاه بهذا القول إلى الإسلام وترك عبادة الآلهة والأوثان ، فقال: (يا صاحبي السجن)، يعني: يا من هو في السجن، وجعلهما " صاحبيه " لكونهما فيه ، كما قال الله تعالى لسكان الجنة: فَـ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وكذلك قال لأهل النار ، وسماهم " أصحابها " لكونهم فيها . وقوله: (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) ، يقول: أعبادة أرباب شتى متفرقين وآلهة لا تنفع ولا تضر، خيرٌ أم عبادة المعبود الواحد الذي لا ثاني له في قدرته وسلطانه ، الذي قهر كل شي فذلـله وسخره، فأطاعه طوعًا وكرهًا .
فدعا يوسف عليه السلام الى الله عز و جل من السجن وجهر بالحق لا يخشى فى الله لومة لائم
يقول ورقة ابن نوفل للنبي ﷺ وهو يذكر الصفة الدائمة التي يتسم بها أتباع الأنبياء وأهل الحق على مر الزمان ( لم يَأْتِ رجلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ما جِئْتَ به إلا عودِيَ ) --فالعداء بين الحق والباطل سنة لا تتغير ولا تتبدل
( وهذا التقرير الصادق من العليم الخبير يكشف عن الإصرار الخبيث على الشر ؛ وعلى فتنة المسلمين عن دينهم ؛ بوصفها الهدف الثابت المستقر لأعدائهم . وهو الهدف الذي لا يتغير لأعداء الجماعة المسلمة في كل أرض وفي كل جيل ….. وتتنوع وسائل قتال هؤلاء الأعداء للمسلمين وأدواته ، ولكن الهدف يظل ثابتا . . أن يردوا المسلمين الصادقين عن دينهم إن استطاعوا.
لما تولى المأمون منصب الخلافة خرج ببدعة خلق القرآن
بسبب مخالطة المأمون للمعتزلة فحسنوا له القول بخلق القرآن كان مُتردداً في حمل الناس على ذلك – أي : أن يقولوا بنفس القول – ثم قوي عزمه على ذالك فحمل الناس عليه.
وكتب المأمون الى إسحاق بن إبراهيم وهو صاحب الشرطة ببغداد بإمتحان القضاة والعلماء والمحدثين فامتحنهم.
فُحبس الإمام أحمد لأنهُ لم يجبهم على بدعتهم ولم يتأول كما صنع كثيراً من العلماء وأجابوا بالتقية بل صدع بالحق وقال أن القرأن كلام الله.
سأله أبو بكر الأحول : يا أبا عبد الله إن عرضت على السيف تُجيب ؟ – يعني تتراجع – قال: لا .
وكذلك لم يكن السجن مانعاً للإمام أحمد من الصدع بالحق
قال الإمام أحمد : كان يوجه إليّ كل يوم برجلين ( أي : داخل السجن ) فلا يزالان يناظراني، حتى إذا أرادا الإنصراف : دُعي بقيد، فزيد في قيودي، فصار في رجليّ أربعة أقياد . فلما كان في اليوم الثالث، دخل عليّ أحد الرجلين فناظرني، فقلتُ له : ما تقول في علم الله ؟ قال : علم الله مخلوق . فقلت له : كفرتَ بالله ، فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن إبراهيم : إن هذا رسول أمير المؤمنين ، فقلتُ له : إن هذا قد كفر .)
ولما أمر المعتصم بضرب الإمام أحمد بالسياط وبعد الضربة السابعة عشر قال له : ( ويحك ! أجبني الى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك يدي ) فكان الإمام أحمد يُردد عليه مقولته بثبات دون أن يتراجع : ( أعطوني شيئاً من كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله حتى أقول به ) يعني – أعطوني دليلاً من كتاب الله وسنة رسوله صريحاً على قولكم هذا حتى أتبعه، وأما دون ذلك فلا .. فاستمر الضرب بالسياط حتى أغمي عليه كما قال : ( فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى ، فذهب عقلي , فأفقت بعد ذلك ) فأستمروا بجلده حتى تقطع جلده
حتى الرجل الذي أتى لمعالجة الإمام أحمد عندما رأى ظهره قال ( قد رأيت من ضُرب ألف سوط ما رأيت ضرباً مثل هذا )
وقام المعتصم بإمتحان الإمام أحمد مره أخرى وقال له : ( وقرابتي من رسول الله لأضربنّك بالسياط أو تقول كما أقول ) ثم ألتفت الى جلاد ، فقال له : خذه إليك ، فأخذه . وثم جُلد الإمام أحمد ثمانين سَوطًا حتى قال أحد الجلاد ( لو ضربت فيلاً لهدته )
ومع ذلك ظل الإمام أحمد ثابتاً على الحق لم يُبدل أو يغير.
ودخل أحمد بن داود الواسطي على الإمام أحمد في الحبس فأراد من الإمام أحمد أن يأخذ بالرخصة ويتراجع عن موقفه؛ فأصبح يذكره بأهله وأن لديه عائلة ، فقال : ( يا أبا عبدالله عليك عيال ولك صبيان وأنت معذور ) فقال له الإمام أحمد ( إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد أسترحت )
عندما أصبح المتوكل هو الخليفة أستبشر الناس بولايته فقد كان مُحباً للسنة وأهلها ، ولم يلبث أن سعى في كشف الغمة ورفع المحنة وكتب الى الآفاق : لا يتكلم أحد في القول بخلق القرآن ، واستدعى الإمام أحمد فأكرمه وعظمه.----هذه المحنة لما وقعت لم يصمد فيها سوى الإمام أحمد بن حنبل، أما باقي العلماء فأغلبهم قد أجاب فيها خوفًا أو كرهًا، ومن صمد أمام الفتنة ولم يجب مات تحت التعذيب، وفي سجون المبتدعة وكان صمود الإمام أحمد أعظم فصول هذه المحنة، وقد رفع الله ذكره، حتى صارت الإمامة مقرونة باسمه رحمه الله----: ولو قدر الله عز وجل ولم يصمد الإمام أحمد في هذه المحنة لضل خلق كثير، . لذلك قال المزني رحمه الله: عصم الله الأمة بأبي بكر يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة. --رحم الله أمام أهل السنة - آمين