الأيام
2018-11-20, 04:47 PM
ذكراهُ تَنْبِضُ في الوريدِ
ذكـــراه مُـزْنٌ أمطرت سُنَنَ الهُدى
وربيعُهُ مــــلأ الــقــلــوبَ تـــودّدا
ذكراه تسكُبُ في دجــى الدنيـا سناً
تجلــو عــن الأكــوان جهلاً أسودا
ذكراه تنبضُ في الوريدِ جوىً هوىً
وبها تكحّلَ باسماً جـــفـــنُ الـمـدى
فأتيتُ في الذكرى أضمّــخُ أحرفـي
وأصوغُ من ألـــق القــصيدِ زُمرّدا
واخترتُ بحري كاملاً في مدح من
حاز الكمال, ســما ,وفـاق السؤدَدَا
ونمـــتْ على شفـتيْ خمائل نرجس
لمّـــا مـــدحــتُ بها الحبيبَ مُحمدا
*****
..كانــوا بــيـــمّ البـغيِ دون سفينـةٍ
سفكوا دماءَ الأبرياء سُــدَىً سُـــدَى
أكلَ القويُّ ضــعــيفَهـم ,وحكيمُهُم
آوى إلـــى هُــبــَلٍ دعــــاهُ , تعــبّدا
وأبٌ يَـــدُسُّ ولـــيـــدةً فـــي تُــرْبة
والقلبُ صـــار مــن القساوة جَلْمَدَا
...حتى أتــاهـــم بالــهــداية مرسلٌ
هو خــيـــرُهم نــسبـــاً وأكرمُ محتِدا
سَلْ أمّـــه فـــي وضعــه لمّــا رأتْ
نـوراً أضاءَ قصور بصرى إذ بــدا
وتزلزل الإيوانُ غــاضــتْ ســاوةٌ
وبنـــــوره نــيـــرانَ فارسَ أخـــمدا
للحـــق أرشـــدهم وألـبســهــم تُقىً
وأحالَ ضنكَ العيش أهــنى أرغـــدا
وانسابُ منـه الطهــرُ غـيثاً صـيّبـاً
فـتـــوضــؤوا , للـــه خــــروا سُجّدا
لم يغـــرِه مُلـــكٌ ولا مــــالٌ فــعـن
دنــيـــا الــفــناء إلــى الإلــه تجـــرّدا
أهدى إلى جــــدْب الــزمان غِياثه
شهـــداً فـــأورق عـــابِقـــاً وتـــورَّدا
*****
مَنْ غيرُه حدِبــت عــليــه غــمـامة
بظلالها , والــضــب آمـن واهتدى ؟
من غيـــره لفــراقـــه جــذعٌ بــكى
والعِذْقُ حيـــن دعـاهُ قـــد لبى النّدا ؟
من غيره ســمــع البـعيرَ إذ اشتكى
والكــفُّ تـــنبــع للصــحابة موردا ؟
جهراً تســبح ربَّــهـا فيـهـا الحصى
وبها يُـــدِرُّ الضّــرعَ , يشفي الأرمدا
من غيره سكب الهدى بنــفـوســنـا
وبنى لنـــا فـــي كــل قلبٍ مسجــدا ؟
من غيره أحيا التي وئِـــدتْ , ومن
جعل الذلـــيــلَ الــعبـــدَ حـُـراً سيّدا ؟
من غيــره نشــرَ الســلامَ حمــامة
بيضاءَ , من صرحَ المحبـــة شيّدا ؟
من غيره بالرعب يُنصَرُ إن مشى
وحنينُ تشهد كيف لم يخشَ الــردى ؟
من بالعروجِ حبا النـجـــومَ بـريقَها
والطرفُ يرنو في خشوعٍ ما اعتدى؟
من غيره ؟ والمعــجــزاتٌ كثيرة
لا منـــتـــهى للـــوصــف بعـد المبتدا
أقــنى , أزجُّ الحاجــبيــن, وأدعجٌ
وبوجــهــه ألـــقُ الــجــمال تــفــــرّدا
حِلـــمٌ , وإيثــارٌ , ولينُ عــريكــة
غوثٌ لملهوف , وبحرٌ فـــي الـــنـــدى
طهرٌ , وفيــض شمــائل وسماحةٌ
أنى يحيــط بوصـــفـــه مَـن عـَــدّدا ؟
*****
صبراً دمــشقُ فكل من لك أوقدوا
نـــاراً ســــتحــرق نارُهم مـــن أوقدا
ما تــرتجي مـــن ثــعـــلبٍ متـآمرٍ
وهب العــدا الأقصى وخان وعـــربدا
مـــن بــالعدا استقوى على إخوانه
نـــرنــــو لــه كالقــطّ حين استأســــدا
عُرْب وخلف الغرب ذُلا أطرقوا
هــاهـــم تصهــين بعـضُهم وتــهــــوّدا
قولوا لهم : سنظل نعـرُج للعــلا
حتى نجــاوز فــــي عُـــلانا الــفـــرقدا
ومعاً سنبني كــل شبــرٍ دمّـــروا
ونكون فــي وجــه الصعــاب يـداً يــدا
سبعٌ عِــجــاف ثم نصرٌ جاء من
ربي عــلى من قد بغى ومـــن اعتدى
نصـــر تعــطـــرُه الــدّماءُ زكيةً
ممن عـــلى أرض الشــآم استُشهـــدا
*****
ميلادُه ما كــان ذكــرى وانتهتْ
بــل كـــان للأخـلاق نبــعـــاً مـــولـدا
أنى توفــيـــه الـقـــصـائــدُ حقّه
حتى وإن غـــدتِ القوافي عســجـدا ؟
قد ضمنا بمديــح أحمــــدَ مسجدٌ
فعسى ننال شـــفــــاعــــ ةً مـنـهُ غـــدا
هو شافعٌ فيمـن أحــبّ مديحـــه
ولــبلــبـــلٍ بــربـــا الشمـــائـل غــرّدا
..نهدي السـلامَ معـطـراً لجنابِهِ
وعليــه ربُّ العـــرش صــلى سَرمـدا
شعر : مصطفى قاسم عباس
ذكـــراه مُـزْنٌ أمطرت سُنَنَ الهُدى
وربيعُهُ مــــلأ الــقــلــوبَ تـــودّدا
ذكراه تسكُبُ في دجــى الدنيـا سناً
تجلــو عــن الأكــوان جهلاً أسودا
ذكراه تنبضُ في الوريدِ جوىً هوىً
وبها تكحّلَ باسماً جـــفـــنُ الـمـدى
فأتيتُ في الذكرى أضمّــخُ أحرفـي
وأصوغُ من ألـــق القــصيدِ زُمرّدا
واخترتُ بحري كاملاً في مدح من
حاز الكمال, ســما ,وفـاق السؤدَدَا
ونمـــتْ على شفـتيْ خمائل نرجس
لمّـــا مـــدحــتُ بها الحبيبَ مُحمدا
*****
..كانــوا بــيـــمّ البـغيِ دون سفينـةٍ
سفكوا دماءَ الأبرياء سُــدَىً سُـــدَى
أكلَ القويُّ ضــعــيفَهـم ,وحكيمُهُم
آوى إلـــى هُــبــَلٍ دعــــاهُ , تعــبّدا
وأبٌ يَـــدُسُّ ولـــيـــدةً فـــي تُــرْبة
والقلبُ صـــار مــن القساوة جَلْمَدَا
...حتى أتــاهـــم بالــهــداية مرسلٌ
هو خــيـــرُهم نــسبـــاً وأكرمُ محتِدا
سَلْ أمّـــه فـــي وضعــه لمّــا رأتْ
نـوراً أضاءَ قصور بصرى إذ بــدا
وتزلزل الإيوانُ غــاضــتْ ســاوةٌ
وبنـــــوره نــيـــرانَ فارسَ أخـــمدا
للحـــق أرشـــدهم وألـبســهــم تُقىً
وأحالَ ضنكَ العيش أهــنى أرغـــدا
وانسابُ منـه الطهــرُ غـيثاً صـيّبـاً
فـتـــوضــؤوا , للـــه خــــروا سُجّدا
لم يغـــرِه مُلـــكٌ ولا مــــالٌ فــعـن
دنــيـــا الــفــناء إلــى الإلــه تجـــرّدا
أهدى إلى جــــدْب الــزمان غِياثه
شهـــداً فـــأورق عـــابِقـــاً وتـــورَّدا
*****
مَنْ غيرُه حدِبــت عــليــه غــمـامة
بظلالها , والــضــب آمـن واهتدى ؟
من غيـــره لفــراقـــه جــذعٌ بــكى
والعِذْقُ حيـــن دعـاهُ قـــد لبى النّدا ؟
من غيره ســمــع البـعيرَ إذ اشتكى
والكــفُّ تـــنبــع للصــحابة موردا ؟
جهراً تســبح ربَّــهـا فيـهـا الحصى
وبها يُـــدِرُّ الضّــرعَ , يشفي الأرمدا
من غيره سكب الهدى بنــفـوســنـا
وبنى لنـــا فـــي كــل قلبٍ مسجــدا ؟
من غيره أحيا التي وئِـــدتْ , ومن
جعل الذلـــيــلَ الــعبـــدَ حـُـراً سيّدا ؟
من غيــره نشــرَ الســلامَ حمــامة
بيضاءَ , من صرحَ المحبـــة شيّدا ؟
من غيره بالرعب يُنصَرُ إن مشى
وحنينُ تشهد كيف لم يخشَ الــردى ؟
من بالعروجِ حبا النـجـــومَ بـريقَها
والطرفُ يرنو في خشوعٍ ما اعتدى؟
من غيره ؟ والمعــجــزاتٌ كثيرة
لا منـــتـــهى للـــوصــف بعـد المبتدا
أقــنى , أزجُّ الحاجــبيــن, وأدعجٌ
وبوجــهــه ألـــقُ الــجــمال تــفــــرّدا
حِلـــمٌ , وإيثــارٌ , ولينُ عــريكــة
غوثٌ لملهوف , وبحرٌ فـــي الـــنـــدى
طهرٌ , وفيــض شمــائل وسماحةٌ
أنى يحيــط بوصـــفـــه مَـن عـَــدّدا ؟
*****
صبراً دمــشقُ فكل من لك أوقدوا
نـــاراً ســــتحــرق نارُهم مـــن أوقدا
ما تــرتجي مـــن ثــعـــلبٍ متـآمرٍ
وهب العــدا الأقصى وخان وعـــربدا
مـــن بــالعدا استقوى على إخوانه
نـــرنــــو لــه كالقــطّ حين استأســــدا
عُرْب وخلف الغرب ذُلا أطرقوا
هــاهـــم تصهــين بعـضُهم وتــهــــوّدا
قولوا لهم : سنظل نعـرُج للعــلا
حتى نجــاوز فــــي عُـــلانا الــفـــرقدا
ومعاً سنبني كــل شبــرٍ دمّـــروا
ونكون فــي وجــه الصعــاب يـداً يــدا
سبعٌ عِــجــاف ثم نصرٌ جاء من
ربي عــلى من قد بغى ومـــن اعتدى
نصـــر تعــطـــرُه الــدّماءُ زكيةً
ممن عـــلى أرض الشــآم استُشهـــدا
*****
ميلادُه ما كــان ذكــرى وانتهتْ
بــل كـــان للأخـلاق نبــعـــاً مـــولـدا
أنى توفــيـــه الـقـــصـائــدُ حقّه
حتى وإن غـــدتِ القوافي عســجـدا ؟
قد ضمنا بمديــح أحمــــدَ مسجدٌ
فعسى ننال شـــفــــاعــــ ةً مـنـهُ غـــدا
هو شافعٌ فيمـن أحــبّ مديحـــه
ولــبلــبـــلٍ بــربـــا الشمـــائـل غــرّدا
..نهدي السـلامَ معـطـراً لجنابِهِ
وعليــه ربُّ العـــرش صــلى سَرمـدا
شعر : مصطفى قاسم عباس