ابو وليد البحيرى
2018-11-04, 09:44 AM
عثرات الأقلام (1)
رأت مجلة «الوعي الإسلامي» إعادة نشر السلسلة الماتعة من «عثرات الأقلام» المسطرة بين طيات مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، والتي تهدف إلى نقد ما تهفو به أقلام بعض الكتاب فيما يكتبونه ويحبرونه.
واجتهد المجمع في الاقتصار على ما ظنه خطأ من القول، مما لا يحتاج فيه إلى الرد والمناقشة، تفاديا للمجادلات والمناقشات التي طالما كانت سببا في خفوت الأصوات، وموت المشروعات. وزيادة في تجنب أسباب الجدل والمناقشة، اكتفى المجمع بنقد القول دون ذكر اسم كاتبه أو الصحيفة التي كتب فيها.
سائلين الله عزوجل أن يقع هذا العمل موقع الرضا والقبول، فيتدبروا هذه الملاحظات، ويراعوا العمل بها كلما سنحت في كتاباتهم، إذ ليس الغرض من ذلك كله إلا خدمة اللغة العربية الكريمة، وإحياء فصيح تراكيبها وبليغ أساليبها، والله الموفق والمعين.
< قولهم: «عدم اعتياد الموظفين على كذا»، صوابه: «عدم اعتياد الموظفين كذا»، من دون حرف الجر، قال القاموس: «تعوده واعتاده جعله عادته وعوده إياه جعله يعتاده».
< وقولهم: «فلبثوا هناك برهة من الزمن»، يعنون وقتا قصيرا، مع أن «البرهة» هي الوقت الطويل، قال في الصحاح: «برَهَ: أتت عليه برهة من الدهر، أي مدة طويلة من الزمن»، وأما «الهنيهة» فهي الوقت القصير.
< وقولهم: «يواصلون السعي بهمة لا تعرف الكلل»، صوابه: «الكلال»، قال في الصحاح: «كللت من الشيء أكل كلالا وكلالة أعييت».
< وقولهم: «استفسروا من بعضهم بعضا» و«ينظرون إلى بعضهم البعض»، وصوابه: «استفسروا بعضهم بعضا»، و«ينظر بعضهم إلى بعض»، وهو غلط فاش فلينتبه إليه.
< وقولهم: «فضربه ما ينوف عن خمسين عصا»، صوابه: «ما ينيف على خمسين»، أي يزيد عليها، فإن هذا الفعل (ناف) إذا كان بمعنى الزيادة فلا يستعمل إلا رباعيا مع حرف الجر «على» لا «عن».
< وقولهم: «وهناك غرفة للمائدة ومحل للغسيل ومنتزه»، صوابه: «متنزه» بتقديم التاء، من التنزه «التفعل» لا الانتزاه «الافتعال»، وقوله: «محل للغسيل» الأظهر أن يقال فيه: «محل للغسل»، أي غسل الثوب، أما «الغسيل» بالياء فهو الثوب المفعول نفسه.
< وقولهم: «البضائع المتأخرة في العنابر»، صوابه «الأنابر» جمع «أنبار» وقـــلـــــب الـــــهمزة عينا خطأ.
< وقولهم: «فلان كــفــــــؤ لـــوظـــــيفة كذا» و«فلان من الأكفـــــــاء لـــكذا»، وصوابه: «فلان كفي» و«هو من الأكفياء»، أي ذو كفاية ومقدرة على العمل، أما «الكفؤ» بالهمزة فهو بمعنى «المثل»، واستعماله بمعنى «الكفي» بالياء خطأ ينبغي التفطن له.
< وقولهم: «وعدا عن ذلك فإن الأمر كيت وكيت»، صوابه: «وعدا ذلك» و«ما عدا ذلك» بإسقاط حرف الجر «عن».
< وقولهم: «فلان لا يهتم لهذا الأمر قط»، صوابه: «أبدا» أو «عوض»، إذ هما لتأكيد الاستقبال، أما «قط» فلتأكيد الماضي يقال: «ما اهتم لهذا الأمر قط».
< وقولهم: «كسر ربقة الأسر»، وصوابه أن يقال: «قطع ربقة الأسر أو فكها أو حلها أو خلعها»؛ لأن «الربقة» إحدى عرى الحبل الذي تشد به البهم، فهو يقطع قطعا ولا يتكسر كسرا. أما «النير»، وهو الخشبة المعترضة في عنقي الثورين، فيصح استعمال الكسر معه.
< ومن عثرات الأقلام قولهم: «وصدف أن أعداءه وشوا به إلى الملك»، وصوابه: «اتفق أن أعداءه - أو صادف أن أعداءه»، أما «صدف» الثلاثي فمعناه: «صرف وانصرف»، و«صدف عنه» أعرض وصد.
< وقولهم: «ثم انتقل إلى بيروت حيث توفي هناك»، «حيث» نفسها ظرف مكان بمعنى «هناك»، فمعنى «حيث توفي»: «هناك توفي»، وإعادة كلمة «هناك» تكرار لا داعي له.
< وقولهم: «إذا بحثنا في هذه الأمور لوجدناها كيت وكيت»، صوابه: «وجدناها» من دون إدخال اللام عليها؛ لأن اللام إنما تقع في جواب لو.
< وقولهم: «لابد في هذا الأمر من المفاداة والتضحية»، الأفصح أن يقال: «لابد فيه من المخاطرة أو المغامرة». وفسرت كتب اللغة «المغامر» بالذي يلقي بنفسه في الغمرات ويقتحم المهالك، أما «المفاداة» فمعناها أن تفدي أسيرا بأسر، كما أن «التضحية» بالشاة ذبحها وقت الضحوة ثم عم كل وقت.
< وقولهم: «ذلك خير بألف مرة من تحويل حتى جزء واحد... إلخ»، إقحام «حتى» بين المضاف والمضاف إليه لا مسوغ له، فالأظهر أن يقال: «من تحويل أقل جزء».
< وقولهم: «جاء القوم بما فيهم العلماء»، صوابه أن يقال: «جاءوا وفيهم العلماء أو معهم العلماء».
< وقولهم: «لابد وأن يكون كذا»، صوابه: حذف «الواو» من بين «بد» وما بعدها؛ لأن ما بعدها متعلق بها على تقدير حرف الجر «من»، إذ المعنى: «لا فرار ولا محيص من أن يكونوا كذا».
< وقولهم: «يجب كذا حتى ولو كان مضرا»، صوابه حذف «حتى»، فيقال: «يجب كذا ولو كان مضرا».
< وقولهم: «إنما فعلت هذا الأمر لأجل صالح الوطن - أو لأجل صوالح الوطن»، والأظهر أن يقال: «لأجل مصلحة الوطن أو مصالحه».
< وقولهم: «تنازعوا على النفوذ في البلاد»، صوابه أن يقال: «تنازعوا في النفوذ»، أي تخاصموا. ويصح أن يقال أيضا: «تنازعوا النفوذ» من دون حرف جر، على معنى تجاذبوه وأراد كل منهم أن يستأثر به.
< وقولهم: «يجتهدون في عمار البلاد»، صوابه: «في عمران البلاد» أو في «عمارة البلاد» بالتاء.
المصدر:
مجلة المجمع العلمي العربي - دمشق
الجزء (6) حزيران سنة 1921م - الموافق 18 رمضان سنة 1339هـ - المجلد الأول.
نبذة عن مجلة «المجمع العلمي العربي»
ورئيس تحريرها
تعتبر مجلة «المجمع العلمي العربي» من المجلات العربية الرائدة والعريقة، حيث صدر عددها الأول في يناير سنة 1921م الموافق 21 ربيع الثاني سنة 1339هـ.
ويتركب كيان هذه المجلة من أربعة أبواب:
الأول - في المقالات والمحاضرات ذات الموضوعات العلمية الفنية.
الثاني - في المراسلات التي ترد إلى إدارة المجلة من المراسلين والعلماء وأهل الفضل.
الثالث - في الأخبار والشؤون العلمية عامة.
الرابع - في أعمال المجمع ومساعيه الداخلية الخاصة به.
وكان هدف المجمع العلمي العربي من إصدار هذه المجلة؛ نشر ما يجري فيه وفي دوائره التابعة له من أعمال وأبحاث علمية.
أول رئيس تحرير للمجلة كان الأستاذ العلامة محمد كرد علي، وهو أول وزير للمعارف والتربية في سوريا، ورئيس المجمع العلمي العربي منذ تأسيسه سنة 1919م حتى وفاته 1953م.
نشأ رحمه الله في أسرة كريمة، وقرأ كتب العربية والأدب على علماء دمشق الكبار أمثال: الشيخ سليم النجادي والشيخ طاهر الجزائري، وشغل عدة مناصب منها: رئيس تحرير صحف ومجلات عدة منها: «الشام» و«الرائد» و«الظاهر» و«المؤيد»، وأنشأ مجلة «المقتبس»، وأنشأ المجمع العلمي العربي عام 1919م وعُيّن رئيسا له حتى وفاته، وله العديد من المؤلفات: منها: «خطط الشام» و«أقوالنا وأفعالنا» و«الإدارة الإسلامية».
منقول
رأت مجلة «الوعي الإسلامي» إعادة نشر السلسلة الماتعة من «عثرات الأقلام» المسطرة بين طيات مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، والتي تهدف إلى نقد ما تهفو به أقلام بعض الكتاب فيما يكتبونه ويحبرونه.
واجتهد المجمع في الاقتصار على ما ظنه خطأ من القول، مما لا يحتاج فيه إلى الرد والمناقشة، تفاديا للمجادلات والمناقشات التي طالما كانت سببا في خفوت الأصوات، وموت المشروعات. وزيادة في تجنب أسباب الجدل والمناقشة، اكتفى المجمع بنقد القول دون ذكر اسم كاتبه أو الصحيفة التي كتب فيها.
سائلين الله عزوجل أن يقع هذا العمل موقع الرضا والقبول، فيتدبروا هذه الملاحظات، ويراعوا العمل بها كلما سنحت في كتاباتهم، إذ ليس الغرض من ذلك كله إلا خدمة اللغة العربية الكريمة، وإحياء فصيح تراكيبها وبليغ أساليبها، والله الموفق والمعين.
< قولهم: «عدم اعتياد الموظفين على كذا»، صوابه: «عدم اعتياد الموظفين كذا»، من دون حرف الجر، قال القاموس: «تعوده واعتاده جعله عادته وعوده إياه جعله يعتاده».
< وقولهم: «فلبثوا هناك برهة من الزمن»، يعنون وقتا قصيرا، مع أن «البرهة» هي الوقت الطويل، قال في الصحاح: «برَهَ: أتت عليه برهة من الدهر، أي مدة طويلة من الزمن»، وأما «الهنيهة» فهي الوقت القصير.
< وقولهم: «يواصلون السعي بهمة لا تعرف الكلل»، صوابه: «الكلال»، قال في الصحاح: «كللت من الشيء أكل كلالا وكلالة أعييت».
< وقولهم: «استفسروا من بعضهم بعضا» و«ينظرون إلى بعضهم البعض»، وصوابه: «استفسروا بعضهم بعضا»، و«ينظر بعضهم إلى بعض»، وهو غلط فاش فلينتبه إليه.
< وقولهم: «فضربه ما ينوف عن خمسين عصا»، صوابه: «ما ينيف على خمسين»، أي يزيد عليها، فإن هذا الفعل (ناف) إذا كان بمعنى الزيادة فلا يستعمل إلا رباعيا مع حرف الجر «على» لا «عن».
< وقولهم: «وهناك غرفة للمائدة ومحل للغسيل ومنتزه»، صوابه: «متنزه» بتقديم التاء، من التنزه «التفعل» لا الانتزاه «الافتعال»، وقوله: «محل للغسيل» الأظهر أن يقال فيه: «محل للغسل»، أي غسل الثوب، أما «الغسيل» بالياء فهو الثوب المفعول نفسه.
< وقولهم: «البضائع المتأخرة في العنابر»، صوابه «الأنابر» جمع «أنبار» وقـــلـــــب الـــــهمزة عينا خطأ.
< وقولهم: «فلان كــفــــــؤ لـــوظـــــيفة كذا» و«فلان من الأكفـــــــاء لـــكذا»، وصوابه: «فلان كفي» و«هو من الأكفياء»، أي ذو كفاية ومقدرة على العمل، أما «الكفؤ» بالهمزة فهو بمعنى «المثل»، واستعماله بمعنى «الكفي» بالياء خطأ ينبغي التفطن له.
< وقولهم: «وعدا عن ذلك فإن الأمر كيت وكيت»، صوابه: «وعدا ذلك» و«ما عدا ذلك» بإسقاط حرف الجر «عن».
< وقولهم: «فلان لا يهتم لهذا الأمر قط»، صوابه: «أبدا» أو «عوض»، إذ هما لتأكيد الاستقبال، أما «قط» فلتأكيد الماضي يقال: «ما اهتم لهذا الأمر قط».
< وقولهم: «كسر ربقة الأسر»، وصوابه أن يقال: «قطع ربقة الأسر أو فكها أو حلها أو خلعها»؛ لأن «الربقة» إحدى عرى الحبل الذي تشد به البهم، فهو يقطع قطعا ولا يتكسر كسرا. أما «النير»، وهو الخشبة المعترضة في عنقي الثورين، فيصح استعمال الكسر معه.
< ومن عثرات الأقلام قولهم: «وصدف أن أعداءه وشوا به إلى الملك»، وصوابه: «اتفق أن أعداءه - أو صادف أن أعداءه»، أما «صدف» الثلاثي فمعناه: «صرف وانصرف»، و«صدف عنه» أعرض وصد.
< وقولهم: «ثم انتقل إلى بيروت حيث توفي هناك»، «حيث» نفسها ظرف مكان بمعنى «هناك»، فمعنى «حيث توفي»: «هناك توفي»، وإعادة كلمة «هناك» تكرار لا داعي له.
< وقولهم: «إذا بحثنا في هذه الأمور لوجدناها كيت وكيت»، صوابه: «وجدناها» من دون إدخال اللام عليها؛ لأن اللام إنما تقع في جواب لو.
< وقولهم: «لابد في هذا الأمر من المفاداة والتضحية»، الأفصح أن يقال: «لابد فيه من المخاطرة أو المغامرة». وفسرت كتب اللغة «المغامر» بالذي يلقي بنفسه في الغمرات ويقتحم المهالك، أما «المفاداة» فمعناها أن تفدي أسيرا بأسر، كما أن «التضحية» بالشاة ذبحها وقت الضحوة ثم عم كل وقت.
< وقولهم: «ذلك خير بألف مرة من تحويل حتى جزء واحد... إلخ»، إقحام «حتى» بين المضاف والمضاف إليه لا مسوغ له، فالأظهر أن يقال: «من تحويل أقل جزء».
< وقولهم: «جاء القوم بما فيهم العلماء»، صوابه أن يقال: «جاءوا وفيهم العلماء أو معهم العلماء».
< وقولهم: «لابد وأن يكون كذا»، صوابه: حذف «الواو» من بين «بد» وما بعدها؛ لأن ما بعدها متعلق بها على تقدير حرف الجر «من»، إذ المعنى: «لا فرار ولا محيص من أن يكونوا كذا».
< وقولهم: «يجب كذا حتى ولو كان مضرا»، صوابه حذف «حتى»، فيقال: «يجب كذا ولو كان مضرا».
< وقولهم: «إنما فعلت هذا الأمر لأجل صالح الوطن - أو لأجل صوالح الوطن»، والأظهر أن يقال: «لأجل مصلحة الوطن أو مصالحه».
< وقولهم: «تنازعوا على النفوذ في البلاد»، صوابه أن يقال: «تنازعوا في النفوذ»، أي تخاصموا. ويصح أن يقال أيضا: «تنازعوا النفوذ» من دون حرف جر، على معنى تجاذبوه وأراد كل منهم أن يستأثر به.
< وقولهم: «يجتهدون في عمار البلاد»، صوابه: «في عمران البلاد» أو في «عمارة البلاد» بالتاء.
المصدر:
مجلة المجمع العلمي العربي - دمشق
الجزء (6) حزيران سنة 1921م - الموافق 18 رمضان سنة 1339هـ - المجلد الأول.
نبذة عن مجلة «المجمع العلمي العربي»
ورئيس تحريرها
تعتبر مجلة «المجمع العلمي العربي» من المجلات العربية الرائدة والعريقة، حيث صدر عددها الأول في يناير سنة 1921م الموافق 21 ربيع الثاني سنة 1339هـ.
ويتركب كيان هذه المجلة من أربعة أبواب:
الأول - في المقالات والمحاضرات ذات الموضوعات العلمية الفنية.
الثاني - في المراسلات التي ترد إلى إدارة المجلة من المراسلين والعلماء وأهل الفضل.
الثالث - في الأخبار والشؤون العلمية عامة.
الرابع - في أعمال المجمع ومساعيه الداخلية الخاصة به.
وكان هدف المجمع العلمي العربي من إصدار هذه المجلة؛ نشر ما يجري فيه وفي دوائره التابعة له من أعمال وأبحاث علمية.
أول رئيس تحرير للمجلة كان الأستاذ العلامة محمد كرد علي، وهو أول وزير للمعارف والتربية في سوريا، ورئيس المجمع العلمي العربي منذ تأسيسه سنة 1919م حتى وفاته 1953م.
نشأ رحمه الله في أسرة كريمة، وقرأ كتب العربية والأدب على علماء دمشق الكبار أمثال: الشيخ سليم النجادي والشيخ طاهر الجزائري، وشغل عدة مناصب منها: رئيس تحرير صحف ومجلات عدة منها: «الشام» و«الرائد» و«الظاهر» و«المؤيد»، وأنشأ مجلة «المقتبس»، وأنشأ المجمع العلمي العربي عام 1919م وعُيّن رئيسا له حتى وفاته، وله العديد من المؤلفات: منها: «خطط الشام» و«أقوالنا وأفعالنا» و«الإدارة الإسلامية».
منقول