تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تعد الاستعانة من العبادات القولية؟!



أم علي طويلبة علم
2018-10-18, 12:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا تعد الاستعانة من العبادات القولية، أليس الأولى أن تكون من العبادات القلبية؟؟

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-18, 06:22 PM
هذا على سبيل التغليب، فالعبادة ترجع إلى القلب، أو اللسان، أو سائر الجوارح.
ومنها ما يؤدى بواحد من الثلاثة، ومنها ما يؤدى باثنين، ومنها ما يؤدى بالثلاثة.

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-18, 06:24 PM
أنواع العبادة :




العبادات التي يتحقق هذا التوحيد بها على كثرتها ، أرجعها البعض إلى ثلاثة أنواع :




فقال : العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/09/75.jpg .




وأرجعها البعض إلى أربعة فقال :




ا - عبادات قلبية .




2 - عبادات قولية .




3 - عبادات بدنية .




4 - عبادات مالية http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/09/75.jpg .




ومنهم من زاد على هذا التقسيم فقال : العبادة من حيث تعلقها بالعبد تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية هي :




1 - عبادات بدنية .




2 - عبادات مالية .




3 - عبادات جامعة .







والعبادات البدنية ثلاثة أنواع : عبادات قلبية ، وعبادات فكرية ، وعبادات جسدية .




ولعل التقسيم الأول أولى وأوضح للقارئ ، ولذا نختاره ، فنقول : العبادة ترجع إلى القلب أو اللسان أو سائر الجوارح .




منها ما يؤدى بواحد من الثلاثة ، ومنها ما يؤدى باثنين ، ومنها ما يؤدى بالثلاثة .




وأحكام العبودية خمسة : واجب ، ومستحب ، ومحرم ، ومكروه ، ومباح .




وعليه فعبادات القلب منها الواجب ، ومنها المستحب ، ومنها المحرم ، ومنها المكروه ، ومنها المباح ، ومثلها عبادات اللسان ، وسائر الجوارح .
<span style="font-family: traditional arabic"><font size="5"><font color="#0000ff">
http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaChapters.aspx?languagena me=ar&amp;View=Page&amp;PageID=11186&amp;P ageNo=1&amp;BookID=2

أم علي طويلبة علم
2018-10-18, 08:34 PM
جزاكم الله خيرا

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-19, 12:12 AM
جزاكم الله خيرا
وجزاكم

محمدعبداللطيف
2018-10-19, 12:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا تعد الاستعانة من العبادات القولية، أليس الأولى أن تكون من العبادات القلبية؟؟
العبادة أصلها فى القلب، المستلزمة لعبادة الجوارح، فإن القلب هو الملك، والأعضاء جنوده، وإذا صلح الملك صلحت الجنود، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب---- فلا يوجد عبادة فى الظاهر الا وهى متعلقة بالباطن--وهذا هو معنى العبادة غاية الذل مع كمال المحبة لله----
وقد سوى ابن القيم بين التوكل والاستعانة وقال في تعريفهما: التوكل والاستعانة: حال للقلب ينشأ عن معرفته بالله تعالى، والإيمان بتفرده بالخلق، والتدبير والضر والنفع، والعطاء والمنع، وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وإن شاءه الناس، فيوجب له هذا اعتمادا عليه (واستعانة به) ، وتفويضا إليه وطمأنينه به، وثقة به، ويقينا بكفايته لما توكل عليه فيه واستعان به عليه، وأنه ملي به، ولا يكون إلا بمشيئته، شاء الناس ذلك أم أبوه-----قال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: الاستعانة تجمع أصلين: الثقة بالله، والاعتماد عليه، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس وهو مع ذلك لا يعتمد عليه لاستغنائه عنه، وقد يعتمد عليه- مع عدم ثقته به- لحاجته إليه، ولعدم من يقوم مقامه فيحتاج إلى اعتماده عليه، مع أنه غير واثق به، ومثل الاستعانة التوكل إذ هو أيضا يلتئم من هذين الأصلين (الثقة والاعتماد) وهذان الأصلان وهما: التوكل (الاستعانة) من ناحية والعبادة من ناحية أخرى قد اقترنا في القرآن الكريم في قوله سبحانه في الفاتحة: إياك نعبد وإياك نستعين-----------والاستعانة طلب العون، قال تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة-
قال شيخ الاسلام بن تيمية- رحمه الله تعالى-: «الاستعانة:
طلب العون من الله، ويطلب من المخلوق ما يقدر عليه من الأمور--------فالاستعانة عبادة قولية ظاهرة-موردها اللسان وان كان لها تعلق بالقلب -------العبادة ترجع إلى القلب أو اللسان أو سائر الجوارح . وكما ذكر الاخ الفاضل ابو البراء محمد علاوة
منها ما يؤدى بواحد من الثلاثة ، ومنها ما يؤدى باثنين ، ومنها ما يؤدى بالثلاثة .--- العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح . وأرجعها البعض إلى أربعة فقال :




ا - عبادات قلبية .يعنى تؤدى بالقلب كالإخلاص ، والتوكل ، والمحبة لله وفي الله ، والصبر ، والإنابة والخوف من الله والرجاء له ، والتصديق الجازم ، والنية في العبادة ، ومما يحرم منها الكبر ، والحسد ، والرياء ، والعجب ، والغفلة ، والنفاق ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله




2 - عبادات قولية .تؤدى بالقول--كالذكر الدعاء و النطق بالشهادتين




3 - عبادات بدنية . التي تؤدى بسائر الجوارح مما سوى القلب واللسان ، كاليدين والرجلين ، والسمع ، والبصر ، والذوق ، والشم ، واللمس .




فمن عبادات اليدين الواجبة مباشرة الوضوء ، والتيمم ، وحركاتها في الصلاة ، وفي أداء الزكاة ، وفي الحج كالإحرام ورمي الجمار ، والتكسب المقدور للنفقة على نفسه وأهله وعياله ، وفي قضاء دينه ، وفي أداء فريضة الحج ، وإعانة المضطر ، ونحو ذلك .




4 - عبادات مالية-كالزكاة والصدقة--------فالعبادات القولية كالاستعانة-- موردها اللسان وان كانت متعلقة فى الباطن بالثقة بالله والاعتماد عليه فيما طلب فيه العون -كالدعاء تماما - فما يقال فى الدعاء يقال فى الاستعانة لان الاستعانة دعاء خاص بطلب العون---

الطيبوني
2018-10-19, 01:13 AM
العبادات القولية كالاستعانة-- موردها اللسان وان كانت متعلقة فى الباطن بالثقة بالله والاعتماد عليه فيما طلب فيه العون -كالدعاء تماما - فما يقال فى الدعاء يقال فى الاستعانة لان الاستعانة دعاء خاص بطلب العون---





كان عندي نفس الاشكال في - الحمد - لان مورده اللسان فقط عكس الشكر

في فتح القدير للشوكاني


( قيل: إن مورد الحمد كمورد الشكر، لأن كلَّ ثناء باللسان لا يكون من صميم القلب مع موافقة الجوارح ليس بحمدٍ بل سخرية واستهزاء.
وأجيب بأن اعتبار موافقة القلب، والجوارح في الحمد لا يستلزم أن يكون مورداً له بل شرطاً. وفرّق بين الشرط، والشطر )

أم علي طويلبة علم
2018-10-19, 11:35 AM
بارك الله فيكم

محمدعبداللطيف
2018-10-21, 01:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا تعد الاستعانة من العبادات القولية، أليس الأولى أن تكون من العبادات القلبية؟؟(استعا ) ، وأشباه ذلك فيها طلب، والطلب من أنواع التوجه والدعاء، لأن الطلب يدل على أن هناك من يُطلب منه -- الاستعانة فيها عمل ظاهر، وفيها عمل باطن، فالعمل الظاهر: أن يطلب العون -ان يطلب الاعانه سواء من الله -او يطلب الاعانة من المخلوق فيما يقدر عليه وهذا جائز - وفى الحديث-والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ) فهذا القسم الجائز المثبت---------------------اما من جهة الباطن- وهو اعتماد القلب على الله وتفويض امر الطلب اليه -والإيمان بتفرده بالخلق، والتدبير والضر والنفع، والعطاء والمنع، وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وإن شاءه الناس، فيوجب له هذا اعتمادا عليه (واستعانة به) ، وتفويضا إليه وطمأنينه به، وثقة به، ويقينا بكفايته لما توكل عليه فيه واستعان به عليه، وأنه ملي به، ولا يكون إلا بمشيئته، شاء الناس ذلك أم أبوه وهذه المعاني جميعا لا تصلح إلا لله - جل وعلا فاذا طلب العون، فى الظاهر من الله -او يطلب العون من المخلوق فيما يقدر عليه المخلوق، هذا معنى الاستعانة من جهة الظاهر وهذا جائز -- ---------وفيها أيضا عمل باطن وهو: توجه القلب و اعتماد القلب على الله وتفويض امر الطلب اليه -والإيمان بتفرده بالخلق، والتدبير والضر والنفع، والعطاء والمنع، وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ويقينا بكفايته لما استعان به عليه، وأنه ملي به، ولا يكون إلا بمشيئته، شاء الناس ذلك أم أبوه ---وهذه المعاني جميعا لا تصلح إلا لله
فإذا كانت الاستعانة تجمع هذين النوعين فان التى لا تصلح إلا بالله، هو عمل القلب كما تقدم وهو بالإجماع لا يصلح التوجه به إلا لله. وإذا قصد بالاستعانة العمل الظاهر فقط فيجوز أن يتوجه بها إلى المخلوق فيما يقدر عليه،
فحقيقة الاستعانة تجمع بين الطلب الظاهر، والمعنى الباطن؛----------- وهنا قال العلماء يجوز ان تقول استعنت بالله ثم بك----------------------بعد هذه المقدمة اجيب على سؤال الاخت الفاضلة أم علي طويلبة علم
أليس الأولى أن تكون من العبادات القلبية؟؟ اذا قلنا اختنا الفاضلة انها من العبادات القلبية -- منعنا العمل الظاهر--كما فى التوكل فانه من الاعمال القلبية--لذلك لما كان التوكل عمل القلب -قال العلماء لا يجوز ان يقال توكلت على الله ثم عليك -لان التوكل ليس له عمل ظاهر على خلاف بين العلماء--وانما الظاهر هو الوكالة وليس التوكل---يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى كفاية المستزيد --والتوكل- كما قال الإمام أحمد -: عمل القلب، فالتوكل عبادة قلبية محضة؛ ولهذا كان إفراد الله- جل وعلا- بها واجبا، وكان صرفها لغير الله - جل وعلا- شركا.--ويقول - وهو أن يتوكل على أحد من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله - جل جلاله-، كأن يتوكل على المخلوق في مغفرة الذنب، وأن يتوكل على المخلوق في تحصيل الخيرات الأخروية، أو يتوكل على المخلوق في تحصيل ولد له، أو في تحصيل وظيفة له، فيتوكل عليه بقلبه، وهو لا يقدر على ذلك الشيء، وهذا يكثر عند عباد القبور وعباد الأولياء، فإنهم يتوجهون إلى الموتى بقلوبهم يتوكلون عليهم، ويفوضون أمر صلاحهم فيما يريدون في الدنيا والآخرة إلى أولئك الموتى وإلى تلك الآلهة والأوثان التي لا تقدر من ذلك على شيء، فهذه عبادة صرفت لغير الله - جل وعلا- وهو شرك أكبر بالله - جل وعلا- مناف لأصل التوحيد.------والنوع الثاني: أن يتوكل على المخلوق فيما أقدره الله- جل وعلا- عليه، وهذا نوع شرك، بل هو شرك خفي، وشرك أصغر؛ ولهذا قال طائفة من أهل العلم. إذا قال: توكلت على الله وعليك فإن هذا شرك أصغر؛ ولهذا قالوا لا يجوز أن يقول: توكلت على الله ثم عليك؛ لأن المخلوق ليس له نصيب من التوكل، فإن التوكل إنما هو تفويض الأمر والالتجاء بالقلب إلى من بيده الأمر وهو الله- جل وعلا-، والمخلوق لا يستحق شيئا من ذلك.
فالتوكل على المخلوق فيما يقدر عليه شرك خفي ونوع شرك أصغر، والتوكل على المخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق، وهذا يكثر عند عباد القبور والمتوجهين إلى الأولياء والموتى، هو شرك يخرج من الملة.--------ومن هذا يتضح جواب سؤال الاخت الفاضلة ام على طويلبت علم--
أليس الأولى أن تكون من العبادات القلبية لو جعلنها من العبادات القلبية سنقول فيها كما قال الامام احمد فى التوكل انه عمل القلب-- ولمنعنا الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه -هذا ما ظهر لى فى المسألة -ارجو ان يكون قد زال الاشكال

أم علي طويلبة علم
2018-10-21, 12:06 PM
نفع الله بكم،، الاستعانة عمل القلب، وقول القلب هو القصد والإخلاص.

محمدعبداللطيف
2018-10-21, 12:39 PM
نفع الله بكم،، الاستعانة عمل القلب، وقول القلب هو القصد والإخلاص.
نعم هذا الكلام صحيح باعتبار المعنى الباطن- ولكن الاشكال فى العمل الظاهر الذى تتضمنه الاستعانة-سئل الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة توكلت على الله ثم عليك فقال: لا تصح لأن التوكل عمل القلب، لا يَقبل أن يقال فيه (ثُمَّ)؛ توكلت على الله ثم عليك. إنما الذي يقال فيه (ثُمَّ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر.---تأملى جيدا اختنا الفاضلة قول الشيخ ما يسوغ أن يُنسب للبشر----ومن هذه الفتوى أسألك اختنا الفاضلة-حتى يتضح المراد--هل اذا استعان شخص بآخر على حمل شئ وطلب منه ان يعينه- هل هذا من عمل القلب-أم كما قال الشيخ محمد بن إبراهيم--ان هذا مما يسوغ أن يُنسب للبشر--فاذا كان الجواب ان هذا مما يسوغ أن يُنسب للبشر -يكون قد زال اشكالك فى المسألة -- فحقيقة الاستعانة - تجمع بين الطلب الظاهر، والمعنى الباطن- فالعبادة التى تؤدى من جهة الظاهر بالعمل او القول لا يقال عنها عبادة قلبية - مع التفريق ايضا بين الاستعانة التى من جنس العبادة والاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه-الاستعانة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه هذا جائز و دليل جوازه قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى )---------ولا مانع من المناقشة حتى تتضح المسألة-قال جل وعلا -وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ

محمدعبداللطيف
2018-10-21, 01:53 PM
فائدة ----أقسام التوكل:التوكل على قسمين:----------1) توكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله, فهذا صرفه لله واجب وتوحيد, وصرفه لغيره شرك أكبر مخرج من الملة, كمن يتوكل على الأموات أو الطواغيت في طلب نصر أو حفظ أو رزق ونحو ذلك.-------------------------------------------2) توكل في الأسباب الظاهرة كمن يتوكل على مخلوق فيما أقدره الله عليه من دفع أذي أو قضاء حاجة من مصالح الدنيا, فهذا نوع شرك اصغر وهو شرك خفي, كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما جعله الله بيده من رزق أو دفع أذى ونحو ذلك, فهذا شرك خفي, ولذلك قيل الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه. لأن القلب لا يتوكل إلا على من يرجوه, فمن نظر إلى من يرجوه من شيخ أو سلطان أو مال أو نحو ذلك غير ناظر إلى الله كان فيه نوع توكل على ذلك السبب, وما رجاء أحد مخلوق أو توكل عليه إلا خاب ظنه فيه, لأن حقيقة التوكل تفويض الأمر إلى من بيده الأمر, والمخلوق ليس بيده الأمر فالتجاء القلب وطمعه في تحصيل المطلوب إنما يكون فيمن يملكه وهو الله جل وعلا, وأما المخلوق فلا يقدر على شيء استقلالاً, وإنما هو سبب فإذا كان سبباً فلا يجوز التوكل عليه بل يجعله سبباً فيما أقدره الله عليه معه تفويض أمر النفع بهذا السبب إلى الله, فيتوكل على الله ويأتي بالسبب الذي هو الانتفاع بهذا المخلوق بما جعله الله له من الانتفاع أو من القدرة ونحو ذلك. لذلك جعل العلماء من شرك الألفاظ قول الرجل: توكلت عليك, أو توكلت على فلان, وكذلك قول توكلت على الله ثم عليك, كل ذلك من الشرك في الألفاظ, لأن التوكل كله عبادة فلا يجوز جعل شيء منه للمخلوق. لكن يقول: وكلت فلان, وأنا موكلك, من باب الوكالة, التي هي الإستنابة وهي جائزة بإجماع العلماء. فيوكل الشخص أخاه المسلم في قضاء حاجة له من مصالح الدنيا, مع اعتماد القلب على الله تعالى في تيسير ما وكل فيه هذا الشخص لقضائه. --------------------------قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، فالاستعانة تكون على الأعمال والتوكل أعمّ من ذلك-----------قال ابن القيم رحمه الله: التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة.----قال ابن القيم رحمه الله: والتوكل جامع لمقام التفويض والاستعانة والرضا لا يتصور وجودٌ بدونها-------قال ابن القيم رحمه الله: ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل من مكانه وكان مأموراً بإزالته لأزاله

محمدعبداللطيف
2018-10-21, 02:27 PM
فوائد مهمة متعلقة بالموضوع--------------تحقيق الاستعانة بأمرين:

أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى، والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا وأنه مالك الملك ومدبر الأمر، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه سميع عليم وقريب مجيب، فيستعين به راجياً إعانته.
والآخر: بذل الأسباب التي هدى الله إليها وبينها ، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب.
وهذان الأمران أرشد إليهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)) رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
- فالحرص على ما ينفع عام في أمور الدين والدنيا.
- والاستعانة بالله تكون بطلب عونه وتأييده وتحقيق ما ينفع.
- والعجز هو ترك بذل السبب مع إمكانه؛ فنُهي عنه.
وقد رتَّب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات الثلاث ترتيباً بديعاً لتوافق الحال ؛ فإن معرفة المطلوب ومعرفة نفعه والحرص عليه سابقة للاستعانة على تحقيقه ، ثم تكون الاستعانة مرتبة بعدها؛ فيطلب العبد العون من ربه على تحقيق ما ينفعه وأن يهديه لتحصيله من الوجه الذي يحبه ويرضاه، ثم يبذل الأسباب التي أذن الله بها.
- فإذا قام العبد بهذه الأمور فقد حقق الاستعانة.
فإن تحقق له ما يطلب كان من الشاكرين، وإن أصابه ما يكره من فوات مطلوبه قال: ((قدَّر الله وما شاء فعل)) فصبر لذلك وأحسن الظن بالله، ورجا أن يعوضه ربُّه خيراً فيما فاته، والله تعالى كريم لا يضيع أجر العاملين، ولا يخيب رجاء من صدق الرجاء فيه.



وأما ترك الأخذ بالأسباب فهو عجز مذموم، كما أن تعلق القلب بها شرك مذموم.

· أنواع الاستعانة بالله
- وأفضل أنواع الاستعانة وأكملها وأحبها إلى الله الاستعانة بالله على طاعة الله، وكلما كان المؤمن أشد حباً لله ورجاء في فضله وخوفاً من سخطه وعقابه كان على هذا الأمر أحرص، وعرف أن حاجته إليه أشد.

والمؤمن مأمور بأن يستعين الله تعالى في جميع شؤونه حتى في شسع نعله فإنه إذا لم ييسره الله لم يتسير ، وقد روي في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مختلف في صحته، ومعناه صحيح، وقد أمر الله تعالى بالسؤال من فضله فقال:واسألوا الله من فضله وهو يشمل فضله في الدنيا والآخرة.
لكن من الناس من يغلب عليه الاستعانة بالله لتحقيق المطالب الدنيوية حتى تشغله عن المطالب الأخروية فإن تحقق له ما يطلب من أمور الدنيا فرح به، وإن حُرمه ابتلاء واختباراً جزع وسخط؛ فهذا النوع في قلوبهم عبودية للدنيا ، وقد تُعجَّل لهم مطالبهم فتنة لهم ثم تكون عاقبتهم سيئة ؛ فإنهم شابهوا الكفار فيما ذمهم الله به ؛ فقال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)
وقال: من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب
وقال:من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار
وأصل بلاء الكفار إيثارهم الحياة الدنيا على الآخرة كما قال تعالى:بل تؤثرون الحياة الدنيا . والآخرة خير وأبقى وقال:وويل للكافرين من عذاب شديد الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة وقال:فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى



والناس في إرادة الدنيا على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة إيثاراً مطلقاً فهي همهم ولأجلها عملهم ؛ فهؤلاء هم الكفار الذين عناهم الله تعالى في الآيات السابقة، ويلتحق بهم كل من ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام بسبب إيثاره للحياة الدنيا ، والعياذ بالله.
القسم الثاني: الذين لديهم نوع إيثار للحياة الدنيا حملهم على ترك بعض الواجبات واقتراف بعض المحرمات مع بقائهم على أصل الدين من التوحيد واجتناب نواقض الإسلام؛ فهؤلاء هم أهل الفسق من المسلمين.
القسم الثالث: الذين استعانوا بأمور الدنيا على ما ينفعهم في الآخرة،فأخذوا منها ما يستعينون به على إعفاف أنفسهم والتقوي على طاعة الله ؛ فهؤلاء هم الناجون السعداء.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم المال الصالح للرجل الصالح )). رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد من حديث عمرو بن العاص.
وأصحاب القسم الثالث هم بأفضل المنازل، وأسعد الناس بالحياة الطيبة لمن أبصر حقائق الأمور؛ فإنهم إن أعطوا شكروا، وإن منعوا ابتلاء وامتحاناً صبروا ورضوا؛ ثم كانت عاقبتهم حسنة؛ مع ما يؤيدهم الله به من معاني معيته للصابرين والمحسنين، وما يمنعهم الله إياه يمنحهم خيراً منه.


· أقسام الاستعانة
قاعدة هذا الباب أن الاستعانة على قسمين:

القسم الأول: استعانة العبادة ، وهي التي يصحبها معان تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر ، وقد قال الله تعالى فيما علمه عباده المؤمنين :إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله وحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي لابن عباس: ((وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وكذلك استعاذة العبادة واستغاثة العبادة فإنه لا يجوز صرفها لغير الله فمن صرفها لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر مخرج عن الملة والعياذ بالله، كما يفعله عباد القبور والأولياء فإنه يقوم في قلوبهم من العبوديات لمن يدعونهم ويستعينون بهم ويستعيذون بهم ويستغيثون بهم ما هو من أعظم الشرك والكفر بالله
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبده إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.



القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فهذه الاستعانة بهذا السبب ليس فيها معان تعبدية، وهي على أقسام في حكمها بحسب حكم السبب والغرض منه:
فمنها الاستعانة المشروعة وهي بذل الأسباب المشروعة لتحقيق المطالب المشروعة ؛ فهذه قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة بحسب المأمور به، وقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة -------[اهل التفسير]

أم علي طويلبة علم
2018-10-21, 06:58 PM
-ومن هذه الفتوى أسألك اختنا الفاضلة-حتى يتضح المراد--هل اذا استعان شخص بآخر على حمل شئ وطلب منه ان يعينه- هل هذا من عمل القلب-أم كما قال الشيخ محمد بن إبراهيم--ان هذا مما يسوغ أن يُنسب للبشر--فاذا كان الجواب ان هذا مما يسوغ أن يُنسب للبشر -يكون قد زال اشكالك فى المسألة -- فحقيقة الاستعانة - تجمع بين الطلب الظاهر، والمعنى الباطن- فالعبادة التى تؤدى من جهة الظاهر بالعمل او القول لا يقال عنها عبادة قلبية -
مع التفريق ايضا بين الاستعانة التى من جنس العبادة والاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه-الاستعانة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه هذا جائز و دليل جوازه قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى )---------ولا مانع من المناقشة حتى تتضح المسألة-قال جل وعلا -وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ

زادكم الله علما ونفع بكم، الجواب:
نتوكل على الله سبحانه والقلب معلق بالله عز وجل مع الأخذ بالأسباب وهي فعل أبدان فقط.
بينما الاستعانة بالله عز وجل وهي طلب العون فمن أعانه الله فهو المعان، ويمكن الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه.

محمدعبداللطيف
2018-10-21, 10:32 PM
بينما الاستعانة بالله عز وجل وهي طلب العون فمن أعانه الله فهو المعان، ويمكن الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه. بارك الله فيك -اجبت نفسك بنفسك هذا جواب ما سألتِ عنه--- هذه الأسباب الظاهرة هى العمل الظاهر --لذلك يقول العلماء انه يجوز ان يقال استعنت بالله ثم بك -- بناءا على هذا مما يسوغ أن يُنسب للبشر------ وللعلم ايضا قال بعض العلماء ان الاستعانة عمل القلب بناءا على انها مرادفة لمعنى التوكل -ولكن يظهر لى اشكال فى قولك


الاستعانة عمل القلب- معلوم ان الاستعانة معناها طلب العون فكيف سيتحقق هذا الطلب وما مسماه -- الجواب سيتحقق بالطلب الظاهر وسواء سميناه استعانة -او استعانة تسبب - كما سبق فى انواع الاستعانة--ولكن القول بان الاستعانة عمل قلبى محض-- فيه اشكال عندى- ودليل هذا الاشكال انه لم يمنع احد من اهل العلم قول القائل استعنت بالله ثم بك-كما منعوا هذا القول فى التوكل قالوا انه لا يجوز ان يقال توكلت على الله ثم عليك- - لان التوكل عمل قلبى محض- وان الظاهر هو الوكالة او التوكيل-وليس التوكل -فيقال وكلتك ولا يقال توكلت عليك ------ اما فى الاستعانة فلم يمنعوا الطلب الظاهر بقول القائل استعنت بالله ثم بك - وقد وردت فى الكتاب والسنة أدلة تعضد ذلك - اشرت الى بعضها سابقا--انظرى الى ما هو من نفس الباب بل اشد الاستغاثة اشد من الاستعانة - ومع ذلك قال جل وعلا - فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه --اثبت الله استغاثة ظاهرة فيما يقدر عليه المخلوق -وهو نفس الباب فى الاستعانة او اشد منه - كما قال اهل العلم -الاستعانة هي طلب الإعانة على تحصيل نفع يرجى وقوعه. -----------اما الاستغاثة هي طلب الإغاثة لتفريج كربة، فالاستغاثة أخص منهما لأنها تكون عند الشدة.--ومع ذلك لم ينهى عنها فيما يقدر عليه المخلوق--ومعلوم انه استغاثه بالقول الظاهر والعمل الظاهر--وضابطه ان يستعين او يستغيث بالحى الحاضر فيما يقدر عليه المخلوق مما يسوغ أن يُنسب للبشر --اذا الاستعانة ليست عمل القلب فقط------ما لا يصلح الا لله يجب الا يصرف الا لله --وما يسوغ من الاستعانة ان ينسب الى المخلوق فهذا جائز ولا ينافى كمال التوحيد اذا لم يكن هناك التفات للقلب الى غير الله ولا اعتماد ولا تفويض الا بالله

أم علي طويلبة علم
2018-10-21, 10:56 PM
بارك الله فيكم، اعتذر عن كثرة الأسئلة.

هل تريد أن تقول أن أعمال القلوب تكون باطنة فقط ؟

أليس أعمال القلوب كالخشية والخوف والرجاء والحياء لها ظاهر؟

محمدعبداللطيف
2018-10-22, 02:16 AM
هل تريد أن تقول أن أعمال القلوب تكون باطنة فقط ؟

أليس أعمال القلوب كالخشية والخوف والرجاء والحياء لها ظاهر؟
هل تريد أن تقول أن أعمال القلوب تكون باطنة فقط ؟ لا لم اقصد ذلك--انظرى الى قوله جل وعلا - قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله- علامة المحبة التى هى عمل القلب - الاتباع- وكذلك قوله تعالى انما يخشى الله من عبادة العلماء - وقوله -لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله - نعم يوجد علامة وعلاقة بين عمل القلب او قوله والظاهر----
أليس أعمال القلوب كالخشية والخوف والرجاء والحياء لها ظاهر؟ نعم لها علامات ولوازم فى الظاهر--وليس الكلام على هذا-- ولكن الكلام على المورد والاداء كما بين سابقا الاخ الفاضل ابو البراء محمد علاوة فى اول الموضوع--
: العبادة ترجع إلى القلب أو اللسان أو سائر الجوارح .منها ما يؤدى بواحد من الثلاثة ، ومنها ما يؤدى باثنين ، ومنها ما يؤدى بالثلاثة ----
ا - عبادات قلبية .يعنى تؤدى بالقلب كالإخلاص ، والتوكل ، والمحبة لله وفي الله ، والصبر ، والإنابة والخوف من الله والرجاء له ، والتصديق الجازم ، والنية في العبادة ، ومما يحرم منها الكبر ، والحسد ، والرياء ، والعجب ، والغفلة ، والنفاق ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله
2 - عبادات قولية .تؤدى بالقول--كالذكر الدعاء و النطق بالشهادتين
3 - عبادات بدنية . التي تؤدى بسائر الجوارح مما سوى القلب واللسان ، كاليدين والرجلين ، والسمع ، والبصر ، والذوق ، والشم ، واللمس وليس معنى تقسيم العبادات عدم التلازم بين الظاهر والباطن هذا باب آخر حتى لا يتشعب الموضوع - ليس المقصد ذلك -- وانما الكلام على المورد والاداء -------العبادة القلبية تؤدى بالقلب ومنها ما هو عبادة قلبية محضة-- ومنها ما يؤدى باثنين ، ومنها ما يؤدى بالثلاثة ----الكلام من جهة الاداء----هذا التقسيم لتتبين به صورة المسائل وتتضح حتى لا تدخل بعض الصور فى بعض----واضرب مثال يفرق العلماء بين الكفر الاعتقادى والكفر بالعمل- ويفرقون بين النفاق الاعتقادى الذى اصله الباطن -وبين الكفر الظاهر- ويفرقون بين الشرك الباطن والشرك الظاهر-----هذا التفريق من اهل العلم - لتتبين صور المسائل-----فمورد النفاق الاعتقادى مثلا الباطن ولا يمنع ذلك معرفته بالقرائن الظاهرة--والكفر الظاهر مورده العمل الظاهر ولا يمنع تعلقه بالباطن--والشرك الاعتقادى الباطن كشرك المتوكلين على غير الله فى الباطن--هذا مورده الباطن--وكذلك الشرك الظاهر-كالذبح لغير الله والنذر لغير الله-هذا شرك اكبر ظاهر--مورده العمل الظاهر وان كان له ارتباط بالباطن-------------فائدة التفريق فى المورد والاداء- معرفة حقيقة العبادة و اقسامها وانواعها وتعلقاتها وموادرها ومعناها------كما قال شيخ الاسلام فى تعريف العبادة انها - كل ما يحبه الله من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة-- و قد قام العلماء من بعد شيخ الاسلام بشرح هذا التعريف للعبادة شرحا موسعا كما هو هو معلوم للجميع بناءا على ما ذكرناه سابقا من التقسيم-- وبهذا التقسيم تنجلى صور المسائل واحكامها----------------------يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى مقدمة كفاية المستزيد--نعتني بكتابة التعاريف أو الضوابط؛ لأن العلم نصفه في التعاريف والضوابط، وأن تعتني فيها بذكر القيود، إذا سمعت قيدا في مسألةفإن القيد أهميته كأهمية أصل المسألة؛ لأنه بدون فهم القيد يكون تصور أصل المسألة غير جيد؛ بل قد يكون خطأَََََََ فتنزلها في غير منزلتها.
أو التقاسيم، تجد في بعض كتب أهل العلم مثلا قول بأن هذه المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، أو هذه الصورة لها ثلاثة حالات، بها خمس حالات، لها حالتان وكلّ حالة تنقسم إلى حالتين، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: العلم إدراكه في إدراك التقاسيم.
فذهنُك من الحسن؛ بل من المتأكد أن تعوِّده على ضبط التعاريف، ضبط القيود على إدراك التقسيمات، إذا رأيت في كلام بعض أهل العلم أن هذه تنقسم إلى كذا وكذا فمن المهم أن تسجل ذلك وأن تدرسه أو تتحفظه، لأن في التقسيمات ما يجلو المسألة، وبدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض، وتدخل بعض المسائل في بعض، أما إذا قُسِّمت فإن في التقسيم ما يوضح أصل المسألة؛ لأن لكل حالة قسما.

أم علي طويلبة علم
2018-10-22, 10:06 AM
أحسن الله إليكم، الاستعانة موردها القلب وتؤدى باللسان لذلك هي من العبادات القولية

محمدعبداللطيف
2018-10-22, 12:52 PM
أحسن الله إليكم، الاستعانة موردها القلب وتؤدى باللسان لذلك هي من العبادات القولية لا مشكلة فى تعريفك سنتجاوز المورد ما دمتِ مصِرَّه لان ضبط التعريف او التفريق فى الامور القلبية قد يعسر جدا[كما قال بن القيم فى قول القلب وعمل القلب قد يعسر جدا التفريق بينهما ] وكذلك هنا فى الكلام على المورد والاداء قد يعسر التفريق لشدة الاشتباه وترابط العلاقة بينهما - هنا قد يحصل الاشتباه وتختلف الانظار وتورد الاشكالات - كما استشكل أخى الفاضل الطيبونى مثل اشكالك - ولكم وجهت نظر قوية ومقبولة - ولكن تعريفك وضبطك للاستعانة - يقيد بتعريف الاستعانة بالله ويحمل عليه -لان تعريفك متضمن ولا يتخلف عنه ضابط تعريف الاستعانة بالله-- - مثال -قول الشراح - الباء فى بسم الله الرحمن الرحيم للاستعانة-فعند القراءة-يكون المعنى اقرأ مستعينا بسم الله تعالى ---- يقول بن عثيمين رحمه الله - -لا شك أن المراد بالباء هو: الاستعانة التي تصاحب كل الفعل، فهي في الأصل للاستعانة وهي مصاحبة للإنسان من أول الفعل إلى آخره، وقد تفيد معنى آخراً وهو التبرك إذا لم نحمل التبرك على الاستعانة، ونقول كل مستعين بشيء فإنه متبرك به))--------------اما فى تعريف الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه فلا يمكن تنزيل معنى الاستعانة الذى اشرت اليه-- الا اذا فرقنا بين استعانة العبادة واستعانة التَّسَبُب كما مر سابقا- لان مورد واداء الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه القول الظاهر- تطلب من المخلوق وتستعين به على حمل شئ لا تستطيع حمله - او تحريك شئ لا تستطيع تحريكه فتستعين بالمخلوق على تحريكه -لذلك اجاز العلماء قول استعنت بالله ثم بك---------
موردها القلب وتؤدى باللسان لذلك هي من العبادات القولية بارك الله فيك - هذا التعريف جيد جدا و قريب جدا من ضابط الاستعانة بالله-- بل هو تعريف الاستعانة بالله---------------------------------------------------------واضرب مثال اخر للاستعانة الشركية حتى تتم الفائدة-طلب القبوريين المدد ممن يشركوا بهم-بقولهم مثلا مدد يا بدوى او يا حسين اذا اراد القيام او القعود او اذا وقعت عليه الملمات-- يقول مدد---فهذا شرك اكبر بالله فى الاستعانة ومورده واداءه بالقول وان كان متضمنا لكفر الباطن وشرك الباطن و قام بالقلب الاستعانة القلبية والتوكل على غير الله فى الباطن- ولكن المورد والاداء بالقول الظاهر---------واليكِ تعريف يجمع هذه النقطة ويبسطها حتى نخرج من الموضوع بالفوائد المرجوه لان المسألة وفاقية بيننا ولا اشكال فى تقديم او تأخير المورد الا فى ضبط التصور والحالات وانما أردت بالنقاش أن تعم الفائدة هذا هو المقصد --------- الشرك الأكبر : وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
وهذا الشرك تارة يكون ظاهراً : كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .
وتارة يكون خفياً : كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر .
كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات :
كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى.
أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل .
أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم ، بأن يُحب مخلوقا كما يحب الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله ، وهو الشرك الذي قال الله فيه : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) البقرة / 165 .
أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله ، وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عموما ، حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب ، وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك . وكاعتقاد أن هناك من يرحم الرحمة التي تليق بالله عزَّ وجل ، فيرحم مثله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات .

وتارة يكون في الأقوال :

كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ؛ سواء كان هذا الغير نبيا أو وليا أو مَلَكا أو جِنِّياًّ ، أو غير ذلك من المخلوقات ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .

وكمن استهزأ بالدين ، فهذا كله من الشرك والكفر الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .

وتارة يكون في الأفعال :

كمن يذبح أو ينذر أو يسجد سجود العبادة لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . انتهى. ----------------- فبهذا التقسيم نتصور المسائل تصورا صحيحا لانه يمكن ان نتصور المسألة تصورا غير جيد فتنزلها في غير منزلتها فبإدراك التقسيمات تتضح احكام الظاهر والباطن بدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض، وتدخل بعض المسائل في بعض، أما إذا قُسِّمنا فإن في التقسيم ما يوضح المسائل وتتصورها تصورا صحيحا فتصدر الاحكام صحيحة وكذلك نستطيع ان نفرق بين الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة من حيث الاحكام كما هو واضح جدا فى التقسيم الاخير لانواع الكفر والشرك -القولية والعملية - الظاهرة والباطنة- ----------------------------وأسأل الله لى ولكِ ولجميع الاخوة الافاضل الذين شاركوا فى الموضوع العلم النافع والعمل الصالح- وان يعفوا عنا برحمته فهو ارحم الراحمين

أم علي طويلبة علم
2018-10-22, 06:28 PM
آمين

نفع الله بكم، فمن صور العبادات القولية، الاستغاثة وهي مخصوص بطلب العون في حال الشدة، والاستعانة تكون مع الشدة وبدونها.
والاستعاذة من صور العبادات القولية، وهي التحصن بالله تعالى والاعتصام إليه بطلب العوذ به سبحانه، فهل يصح قولنا: أن الاستعاذة وقاية والاستغاثة فيها نوع علاج كالرقية في حال شدة مرض ونحوه؟
فيكون كل من الاستعاذة والاستعانة والاستغاثة دعاء مخصوص.

اعتذر عن كثرة الأسئلة

أم علي طويلبة علم
2018-10-22, 06:38 PM
...وتارة يكون في الأفعال :

كمن يذبح أو ينذر أو يسجد سجود العبادة لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . انتهى.-----------------

ما هو المصدر؟

محمدعبداللطيف
2018-10-22, 08:17 PM
.وتارة يكون في الأفعال :

كمن يذبح أو ينذر أو يسجد سجود العبادة لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام .-- ما هو المصدر؟بارك الله فيك - المصدرالاسلام سؤال وجواب- وهذا الرابط---https://islamqa.info/ar/answers/34817%D9%82 (https://islamqa.info/ar/answers/34817/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85 %D9%87)

أم علي طويلبة علم
2018-10-22, 09:25 PM
آمين

نفع الله بكم، فمن صور العبادات القولية، الاستغاثة وهي مخصوص بطلب العون في حال الشدة، والاستعانة تكون مع الشدة وبدونها.
والاستعاذة من صور العبادات القولية، وهي التحصن بالله تعالى والاعتصام إليه بطلب العوذ به سبحانه، فهل يصح قولنا: أن الاستعاذة وقاية والاستغاثة فيها نوع علاج كالرقية في حال شدة مرض ونحوه؟
فيكون كل من الاستعاذة والاستعانة والاستغاثة دعاء مخصوص.

اعتذر عن كثرة الأسئلة

لعل في السؤال خطأ

محمدعبداللطيف
2018-10-22, 09:27 PM
آمين

، فهل يصح قولنا: أن الاستعاذة وقاية والاستغاثة فيها نوع علاج كالرقية في حال شدة مرض ونحوه؟
فيكون كل من الاستعاذة والاستعانة والاستغاثة دعاء مخصوص.

الدعاء نوع من انواع الرقية-والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة دعاء مخصوص.--فيدعوا الانسان بالدعاء المخصوص بما يناسب المقام والحالة التى هو فيها- وقلنا بما يناسب المقام -فى حالة الكرب-يدعو الداعي ربَّه أن يكشف كربه، فيُسمَّى مستغيثًا بالله---وفى حالة المرض-
“ كان يعوذ بهذه الكلمات : “ [ اللهم رب الناس ] أذهب الباس , و اشف و أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما “ . فلما ثقل في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه [ بها ] و أقولها --السلسلة الصحيحة------- كان يعوذ بعض أهله , يمسح بيده اليمنى و يقول “ فذكره-- و في الحديث مشروعية ترقية المريض بهذا الدعاء الشريف , و ذلك من العمل بقوله صلى الله عليه وسلم : “ من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل “ . رواه مسلم -- و عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ? قال : نعم . قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك , من كل نفس أو عين حاسد , الله يشفيك “أخرجه مسلم [ 7 / 13 ]-وقد جمع الله فى المعوذتين ما يستعاذ منه- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (--وقال جل وعلا--قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ

أحمد القلي
2018-10-22, 11:40 PM
الاستعانة التي هي طلب العون من الله تعالى لأجل التوفيق الى عبادته على أحسن وجه , ولذلك جمعت بينهما الآية (اياك نعبد واياك نستعين ) , فهو جمع بين الغايات والوسائل , فالغاية التي خلق لها العباد هي العبادة , والاستعانة هي الوسيلة اليها ,
فلا وصول الى هاته العبادة الا بهاته الاعانة , فالعبد دائم الطلب أن يوصله ربه اليه , وكل مقام وصل اليه العبد لا يتحقق الا بمعونة ربه له لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بهذا الدعاء دبر الصلاة (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) , فكل ذكر أو شكر أو عبادة لا تكون الا بمعونته , وهذا انتقال من الخاص الى العام

محمدعبداللطيف
2018-10-23, 01:02 AM
الاستعانة التي هي طلب العون من الله تعالى لأجل التوفيق الى عبادته على أحسن وجه , ولذلك جمعت بينهما الآية (اياك نعبد واياك نستعين ) , فهو جمع بين الغايات والوسائل , فالغاية التي خلق لها العباد هي العبادة , والاستعانة هي الوسيلة اليها ,
فلا وصول الى هاته العبادة الا بهاته الاعانة , فالعبد دائم الطلب أن يوصله ربه اليه , وكل مقام وصل اليه العبد لا يتحقق الا بمعونة ربه له لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بهذا الدعاء دبر الصلاة (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) , فكل ذكر أو شكر أو عبادة لا تكون الا بمعونته , وهذا انتقال من الخاص الى العام بارك الله فيك اخى الفاضل أحمد القلي

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-23, 01:17 AM
الاستعانة التي هي طلب العون من الله تعالى لأجل التوفيق الى عبادته على أحسن وجه , ولذلك جمعت بينهما الآية (اياك نعبد واياك نستعين ) , فهو جمع بين الغايات والوسائل , فالغاية التي خلق لها العباد هي العبادة , والاستعانة هي الوسيلة اليها ,
فلا وصول الى هاته العبادة الا بهاته الاعانة , فالعبد دائم الطلب أن يوصله ربه اليه , وكل مقام وصل اليه العبد لا يتحقق الا بمعونة ربه له لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بهذا الدعاء دبر الصلاة (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) , فكل ذكر أو شكر أو عبادة لا تكون الا بمعونته , وهذا انتقال من الخاص الى العام

أحسنت قولًا، بارك الله فيك يالحبيب

أم علي طويلبة علم
2018-10-23, 09:00 AM
جزاكم الله خيرا



-واضرب مثال اخر للاستعانة الشركية حتى تتم الفائدة-طلب القبوريين المدد ممن يشركوا بهم-بقولهم مثلا مدد يا بدوى او يا حسين اذا اراد القيام او القعود او اذا وقعت عليه الملمات-- يقول مدد---فهذا شرك اكبر بالله فى الاستعانة ومورده واداءه بالقول وان كان متضمنا لكفر الباطن وشرك الباطن و قام بالقلب الاستعانة القلبية والتوكل على غير الله فى الباطن- ولكن المورد والاداء بالقول الظاهر---------

سؤال: لو أن رجل سجد لصنم وقال سجدت له لعبا وتمثيلا، ولست عابدا ومعظما ومحبا له،

الحكم: كفر أكبر لأنه ظاهر
المورد: نقول القلب لأنه لو كان معظما ومحبا لله ما كان ليسجد لصنم ولو تمثيلا ولعبا.
الأداء: السجود لصنم

محمدعبداللطيف
2018-10-23, 01:51 PM
جزاكم الله خيرا



سؤال: لو أن رجل سجد لصنم وقال سجدت له لعبا وتمثيلا، ولست عابدا ومعظما ومحبا له،

الحكم: كفر أكبر لأنه ظاهر
المورد: نقول القلب لأنه لو كان معظما ومحبا لله ما كان ليسجد لصنم ولو تمثيلا ولعبا.
الأداء: السجود لصنم بارك الله فيك -هذا السؤال اختى الفاضلة متشعب جدا فيه مسائل كثيرة سأجيب على بعضها جواب مجمل وبعضها مفصل--- ولعلك لمحتِ تغييرى لبعض الالفاظ التى انقلها من المصادر ككلمة سجود العبادة------ فالجواب --- السجود للاصنام والاوثان لا اختلاف انه كفر اكبر ظاهر فمن سجد لصنم فقد فعل الكفر الاكبر الظاهر--

المورد
الأداء: السجود لصنم المورد والاداء المعنى قريب لا اشكال-المورد بمعنى يرد-فيكون المعنى هل الوروود ظاهر على الجوارح ام لا-- فالسجود للصنم وارد على الاثنين القلب والجوارح - وان كان اصل العبادة فى القلب كما قال النبى صلى الله عليه وسلم-[لو خشع قلبه لخشعت جوارحه] وبأيهما قام الكفر سواء بالقلب او الجوارح كفر------اما السجود المجرد عن الاضافة فليس كل سجود يكون عبادة بل السجود نوعين سجود عبادة وسجود تحية منهى عنه فى شرعنا -وكذلك ليس كل محبة تكون عبادة بل المحبة انواع محبة شركية ومحبة محرمة ومحبة طبيعية والخوف انواع خوف العبادة - والخوف المحرم والخوف الطبيعى -والتعظيم كذلك تعظيم العبادة وتعظيم دون تعظيم العبادة ويكون شركا اصغر- وتعظيم التوقير والاحترام وهذا جائز-------فهذا القيد والتقسيم لتصور المسألة تصورا صحيحا----فالسجود للصنام والاوثان من التقسيم الاول وهو سجود العبادة فاعله مشرك الشرك الاكبر المخرج عن الملة---= اما سجود التحية والتكريم فهذا باب اخر تماما لا علاقة له بسؤالك- مثال سجود التحية -سجود الابن للاب او سجود الملائكة لآدم--فالسجود هنا تحية واكرام وتشريف والسجود ليس هنا لمعبودات تعبد من دون الله-- وانما هؤلاء مكرمين بالتحية-- ولكن الغلو فى الصالحين هو الذى يجعلها تعبد من دون ----اما الاصنام والاوثان فهى معبودات وسجود العبادة فيها ظاهر----هذا فارق مهم جدا وقد بينت ذلك باستفاضة وتوسع كبير جدا جدا فى موضوع حد العبادة بما يغنى عن اعادته فمن اراد التوسع فى معرفة ذلك فعليه الرجوع الى موضوع - حد العبادة- لم نترك صغيرة ولا كبيرة فى هذه المسألة الا نوقشت وتم الجواب عليها---وبعد هذه المقدمة المجملة اجيب على سؤالك فى شقين
سؤال: لو أن رجل سجد لصنم وقال سجدت له لعبا ، ولست عابدا ومعظما ومحبا لهالجواب كما اجبت انت اختنا الفاضلة تماما ولكن بدون الكلمة التى حذفتها ليستقيم الحكم وسأبين السبب فى حذفها لاحقا--الجواب -الحكم: كفر أكبر لأنه ظاهر
المورد: نقول القلب لأنه لو كان معظما ومحبا لله ما كان ليسجد لصنم ولو ولعبا.-- ولما قلنا ذلك لانه [قاصد للفعل - فاعل للكفر ]وهذا ضابط وقيد مهم جدا فى المسألة لا يمكن ان يغفل عنه حتى لا نسوى بين المختلفات ولا نفرق بين المتماثلات----------قال ابن القيم في إعلام الموقعين: قد تقدم أن الذي قال لما وجد راحلته:" اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح لم يكفر بذلك وإن أتى بصريح الكفر؛ لكونه لم يُردْه. والمكره على كلمة الكفر أتى بصريح كلمته ولم يكفر لعدم إرادته، بخلاف المستهزئ والهازل فإنه يلزمه الطلاق والكفر، وإن كان هازلا؛ لأنه قاصد للتكلم باللفظ، وهزله لا يكون عذرا له بخلاف المكره والمخطئ والناسي فإنه معذور مأمور بما يقوله ، أو مأذون له فيه، والهازل غير مأذون له في الهزل بكلمة الكفر، فهو متكلم باللفظ مريد له ولم يصرفه عن معناه إكراه ولا خطأ ولا نسيان ولا جهل، والهزل لم يجعله الله ورسوله عذرا صارفا، بل صاحبه أحق بالعقوبة، ألا ترى أن الله تعالى عذر المكره في تكلمه بكلمة الكفر إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان ولم يعذر الهازل بل قال: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم. وكذلك رفع المؤاخذة عن المخطئ والناسي. انتهـى.

-------------------------------اما الشق الاخر من السؤال ففيه تفصيل واعيد صيغة سؤالك بطريقة استطيع الجواب عليها
لو أن رجل سجد لصنم وقال سجدت له تمثيلا، ولست عابدا ومعظما ومحبا له، اليك التفصيل الذى يجعل حكمك هنا فيه نظر لانك سويت بين المختلفات فى الحكم--الجواب فى هذه الفتوى فتأمليها جيدا ففيها التفصيل والجواب الشافى على مسألة التمثيل-- السؤال
ما هو حكم من يمثل دور الكافر في الأفلام الدينية أو الأفلام الأخرى؟ وهل يكفر، لأنه نطق كلمة الكفر عالما مختارا؟ وما هو حكم من يترجم أو يدبلج برامج الكفار وأفلامهم علما أنها تحتوي غالبا على الكفر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجواز التمثيل مشروط بخلوه من المحاذير الشرعية، ومنها أن لا يتلفظ بالكفر، كما جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي عند الحديث عن تمثيل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وفيه: وقد يتضمن ذلك أن يمثل بعض الممثلين دور الكفار ممن حارب الصحابة أو عذب ضعفاءهم، ويتكلمون بكلمات كفرية كالحلف باللات والعزى، أو ذم النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به مما لا يجوز التلفظ به ولا إقراره. اهـ.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: إذا كانت تلك المسرحيات التي تمثل مؤتمرا أو محفلا ماسونيا صهيونيا يخطط صاحبه لهدم الإسلام مشتملة على ما ذكر من تكلم بعض من يمثلهم بكلمة الكفر أو نحوها من المنكر من أجل تصوير واقع ذلك المؤتمر أو المحفل، كأنه مشاهد، يرى رأي العين حتى تتضح حقيقته للحاضرين، فالمسرحية أو التمثيل على هذا الوجه لا يجوز، بل هو منكر، ولو قصد به تحقيق الهدف المنشود من ذلك التمثيل، فإن بيان الحق وكشف حقيقة مؤامرات المؤتمرين وإيضاح هدفهم ومنازع كيدهم للإسلام والمسلمين لا يتوقف على ذلك التمثيل وتلك المسرحيات، بل من السهل تمامه بدون هذه الوسائل المنكرة، فلا ضرورة إليها، مع كثرة وسائل البيان، وإقامة الحجة ودحض الباطل، وكشف ما يبيته أعداء الإسلام للمسلمين والعمل على إحباطه، وعلى هذا لا يكون ذلك الهدف الطيب مبررا للتشبه بأولئك الكافرين بالتمثيل، وإقامة تلك المسرحيات، ولا للتكلم بالمنكر من القول، ككلمة الكفر ولو هازلا أو حسن القصد، لإمكان الوصول إلى المقصود من غير هذه الوسيلة. اهـ.
وأما حكم من ينطق بكلمة الكفر في مثل هذه الأدوار التمثيلية، وهل يعد ذلك من الكفر المخرج من الملة، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن هذا، فقيل له: الممثل في بعض الأفلام يقول كلمة الكفر وهو قاصدها، وقد يسجد للصنم؟ -الجواب - فقال: نرى أنه ليس بالجائز، ولكن لا يكفر. اهـ.
وبيَّن الشيخ ذلك أيضا في تفسير سورة البقرة عند قول الله تعالى: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ {البقرة: 266}.
فقال: هل يجوز ضرب المثل بالفعل، وهو ما يسمى بالتمثيل؟ الجواب: نعم، يجوز لكن بشرط ألا يشتمل على شيء محرم ولنضرب لذلك أمثلة للأشياء المحرمة في التمثيل ـ فذكر بعضها ومنها: أن يتضمن تمثيل دَور الكافر أو الفاسق، بمعنى أن يكون أحد القائمين بأدوار هذه التمثيلية يمثل دَور الكافر أو دَور الفاسق، لأنه يخشى أن يؤثر ذلك على قلبه: أن يتذكر يوماً من الدهر أنه قام بدور الكافر، فيؤثر على قلبه، ويدخل عليه الشيطان من هذه الناحية، لكن لو فعل هل يكون كافراً؟ الجواب: لا يكون كافراً، لأن هذا الرجل لا ينسب الكفر إلى نفسه، بل صور نفسه صورة من ينسبه إلى نفسه، كمن قام بتمثيل رجل طلق زوجته، فإن زوجة الممثل لا تطلق، لأنه لم ينسب الطلاق إلى نفسه، بل إلى غيره، وقد ظن بعض الناس أنه إذا قام بدور الكافر فإنه يكفر، ويخرج من الإسلام، ويجب عليه أن يجدد إسلامه، واستدل بالقرآن وكلام أهل العلم، أما القرآن فاستدل بقوله تعالى: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ـ وهؤلاء القوم يدعون أنهم يخوضون، ويلعبون، يعني: على سبيل التسلية ليقطعوا بها عناء الطريق، ويقول أهل العلم: إن من أتى بكلمة الكفر ولو مازحاً فإنه يكفر، قالوا: وهذا الرجل مازح ليس جادّاً، فالجواب أن نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث جِدّهن جِدّ وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة ـ فلو قال الرجل لزوجته: أنت طالق يمزح عليها فإنها تطلق، فهل تقولون: إذا قام الممثل بدور رجل طلق امرأته فإنها تطلق امرأته؟ سيقولون: لا، وكلنا يقول: لا، والفرق ظاهر، لأن المازح يضيف الفعل إلى نفسه، والممثل يضيفه إلى غيره، ولهذا لا تطلق زوجته لو قام بدور تمثيل المطلِّق، ولا يكفر لو قام بدوره تمثيل الكافر، لكن أرى أنه لا يجوز من ناحية أخرى، وهي أنه لعله يتأثر قلبه في المستقبل، حيث يتذكر أنه كان يوماً من الدهر يمثل دور الكافر، ثم إنه ربما يعَيَّر به فيقال مثلاً: أين أبو جهل؟! إذا قام بدوره. اهـ.
وقد ذكر الشيخ نحو ذلك في رسالة: تعاون الدعاة وأثره في المجتمع وفي: لقاءات الباب المفتوح.
والقول بالحرمة يكفي للزجر عن مثل هذا، وأعظم منه -أن يختلف في كفر من فعل ذلك، فينبغي الحذر والتحذير من النطق بكلمة الكفر او الاتيان بالافعال الكفرية ولو تمثيلا---------------------------------------------------تبيه مهم--لا يمكن سحب الكلام على الثميل هنا على المسلسلات والافلام التى تذاع على القنوات الفاجرة الماجنة-فهؤلاء مستهزئين معادين لدين الله فى الاصل يريدون من هذه الافلام تشويه صورة الاسلام واظهاره فى مظهر غير مظهره الحقيقى--والدليل اول الفتوى-
من أجل تصوير واقع ذلك المؤتمر أو المحفل، كأنه مشاهد، يرى رأي العين حتى تتضح حقيقته للحاضرين،فكان الجواب
فالمسرحية أو التمثيل على هذا الوجه لا يجوز، بل هو منكر، ولو قصد به تحقيق الهدف المنشود من ذلك التمثيل، فإن بيان الحق وكشف حقيقة مؤامرات المؤتمرين وإيضاح هدفهم ومنازع كيدهم للإسلام والمسلمين لا يتوقف على ذلك التمثيل وتلك المسرحيات، بل من السهل تمامه بدون هذه الوسائل المنكرة، فلا ضرورة إليها، مع كثرة وسائل البيان، وإقامة الحجة ودحض الباطل، وكشف ما يبيته أعداء الإسلام للمسلمين والعمل على إحباطه، وعلى هذا لا يكون ذلك الهدف الطيب مبررا للتشبه بأولئك الكافرين بالتمثيل، وإقامة تلك المسرحيات، ولا للتكلم بالمنكر من القول، ككلمة الكفر ولو هازلا أو حسن القصد، لإمكان الوصول إلى المقصود من غير هذه الوسيلة-------اما الافلام والمسلسلات التى تذاع فى الفضائيات فغالبها متضمن للكفر البواح فهى ما انتجت اصلا الا لتشويه صورة الاسلام والاستهزاء به وجميع من يمثلون بلا استثناء[ لا كرامة لهم؟]

أم علي طويلبة علم
2018-10-23, 05:29 PM
جزاكم الله خيراً فقد أوجزتم وأوضحتم

أحمد القلي
2018-10-24, 01:33 AM
بارك الله فيك اخى الفاضل أحمد القلي
وفيك بارك الله أخانا الكريم محمد

أحمد القلي
2018-10-24, 01:34 AM
أحسنت قولًا، بارك الله فيك يالحبيب
أحسن الله اليك أيها الحبيب