أبو مالك المديني
2018-07-04, 11:53 AM
توفي المؤرخ التركي الشهير البروفيسور محمد فؤاد سيزكين،عميد التراث العربي والإسلامي اليوم السبت، عن عمر ناهز 94 عاما.
وقال رئيس مجلس الإدارة ومجلس الأمناء في وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية، مجد جتين قايا، لوكالة الأناضول التركية، إن سيزكين توفي اليوم بمستشفى في إسطنبول.
وأوضح أن مراسم تشييع المؤرخ التركي ستقام ظهر غد الأحد من جامع السليمانية في إسطنبول.
وأشاد جتين قايا بمكانة سيزغين، أحد أبرز المؤرخين والعلماء على مستوى تركيا والعالم، حيث ترك لتركيا مكتبة ومتحفا لا يقدران بثمن.
ولد فؤاد سيزغين بولاية "بتليس" جنوب شرقي تركيا، في 24 أكتوبر / تشرين الأول 1924، هو أحد أبرز الضالعين في التراث العربي والإسلامي على مستوى العالم.
ويعد سيزغين أحد طلاب المستشرق الألماني هلموت ريتر، الذي أقنعه بدراسة التاريخ الإسلامي، حيث بدأ بتعلم العربية، وحصل على الدكتوراه في 1954 بأطروحة "مصادر البخاري".
وأصبح سيزغين أستاذا في جامعة إسطنبول عام 1954، ونُشرت له رسالة الدكتوراه تحت عنوان "دراسات حول مصادر البخاري" في 1956.
غادر تركيا إلى ألمانيا بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري في تركيا عام 1960، مع 146 أكاديميا تركيا، من الاستمرار في جامعات البلاد، ليواصل دراساته في جامعة فرانكفورت.
وفي 1965، قدّم سيزغين أطروحة دكتوراه ثانية عن عالم الكيمياء العربي جابر بن حيان، وحصل على لقب البروفيسور بعد عام، وتزوج بعد فترة وجيزة المستشرقة أورسولا سيزغين.
وقبل وفاته، كان سيزغين يواصل كتابة المجلد الـ 18 من "تاريخ التراث العربي" الذي صدرت أولى مجلداته عام 1967، ويعد أوسع مؤلف يتناول تاريخ البشر.
أتقن المؤرخ التركي 27 لغة، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية، بشكل جيد جدا.
وأنشأ في 2010 وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية بهدف دعم أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول.
وحصل على جوائز وأوسمة دولية عديدة طوال حياته من مؤسسات مختلفة، مثل مجمع العربية بالقاهرة، ومجمع العربية بدمشق، ومجمع العربية في بغداد، وأكاديمية العلوم في تركيا.
وتوج بالدكتوراه الفخرية من قبل جامعات عديدة، مثل "أتاتورك" في ولاية أرضروم التركية، و"سليمان ديميرال" في ولاية إسبارطة، وجامعة إسطنبول، فضلا عن درع تكريم "Frankfurt am Main Goethe"، وميدالية الخدمة الاتحادية للدرجة الأولى بألمانيا، والجائزة الرئاسية الكبرى للثقافة والفنون في تركيا.
موسوعة تاريخ التراث العربي
في عام 1947 شرع سزكين في جمع مادة علمية لوضع مستدرك لكتاب “تاريخ الأدب العربي” لصاحبه المسترق الألماني كارل بروكلمان. غير أنه وجد مصادر ومخطوطات كثيرة فاقت تصوراته وتجاوزت أمنياته، ففكر في الاشتغال في مشروع علمي جديد.
اندمج في مشروعه العلمي فكان يشتغل 17 ساعة في اليوم، فجمع المخطوطات العربية المتفرقة في المكتبات الخاصة والعامة في الشرق والغرب. فنسخها وترجمها إلى اللغة الألمانية واستخرج كنوزها واقتبس من دررها ثم نشرها في أجمل صورها. كما استعان كثيرا ببحوث ودراسات أعدها المستشرقون المختصون في هذا الحقل المعرفي.
لقد أرّخ الدكتور سزكين للعطاء الإسلامي في مختلف الآداب والعلوم، فلم يترك فرعا من فروع المعرفة التي اشتغل بها العلماء المسلمون إلا وكتب عنه، ذلك أن التطور العلمي عند المسلمين -كما قال سزكين- « لا يتوقف عند بعض فروع العلم، بل إن هذا التطور شمل جميع نواحي العلوم تبعا لقانون تطور العلوم، أي أنه لا يمكن أن يتطور العلم في ناحية معينة دون أن يواكبه تطور في النواحي الأخرى من العلوم.»
وهكذا نشر الأستاذ سزكين موسوعته “تاريخ التراث العربي” في 12 مجلدا شملت كثيرا من الاختراعات والاكتشافات والإبداعات التي أنتجها العلماء المسلمون. وقد قسم موسوعته حسب التخصصات العلمية، أذكر منها:
العلوم القرآنية، علم الحديث، التاريخ، الفقه، علم الكلام (المجلد 1) طبع سنة 1967.
الشعر العربي من الجاهلية إلى سنة 430 هـ (المجلد 2)، طبع عام 1975.
الطب، الصيدلة، البيطرة، علم الحيوان (المجلد 3)، طبع سنة 1970.
الكيمياء، الزراعة، علم النبات (المجلد 4)، طبع سنة 1971.
علم الرياضيات (المجلد 5)، طبع عام 1973.
علم الفلك (المجلد 6)، طبع سنة 1978…الخ.
وقد ترجم الدكتور محمود فهمي حجازي أجزاء من هذه الموسوعة وصدرت من إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بداية من عام 1977. وقد نال الدكتور سزكين على هذا الكتاب جائزة الملك الفيصل العالمية للدراسات الإسلامية في عام 1979.
كتاب “تاريخ التراث العربي” في الميزان
يعتبر الدكتور أكرم العمري، أستاذ التاريخ بجامعة بغداد أول من قدم دراسة نقدية لهذا الكتاب، ونشرها في مجلة “المورد” العراقية في فبراير 1973. وقد ركز فيها على الجزء الأول الذي تناول التفسير وعلم الحديث، وذكر في 23 ملاحظة وصحّح 56 خطأ مطبعيا وعلميا.
ورغم كل الأخطاء والملاحظات التي شملها هذا الجزء إلا أن الدكتور العمري اعترف بالقيمة العلمية للكتاب ونوّه بالجهود الجبارة التي بذلها المؤلف في إعداده هذه الموسوعة. وقد قال في هذا السياق: «والحق أن الكتاب ثمرة جهود ضمنية وصبر طويل وتمرس كبير فحق للناطقين بالضاد والمعنيين بالتراث الفكري أن يرحبوا بمؤلفه ويقوّموا جهده بما هو أهله، ويتناولوه بإمعان النظر فيه وتدقيق مادته، فهو يحتاج إلى القراءة المتفحصة الناقدة لسعة نطاقه ووفرة مادته وكثرة أحكامه، وقد اعتصر فيه مؤلفه جهده وجهود من عنى بكتب التراث قبله من العرب والمسلمين والمستشرقين.»
كما نشر الباحث الدكتور حكمت بشير بحثا في “مجلة الجامعة الإسلامية” بالمدينة المنورة عنوانه “استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في كتب التفسير”. وأصدر الباحث نجم عبد الرحمان خلف كتابا عنوانه” استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في علم الحديث”، ونشره في دار البشائر الإسلامية. ونشرت بعد ذلك دراسات وتقاريظ عديدة حول هذا الكتاب ليس هنا مجال لذكرها.
معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية (فرانكفورت)
لم يكن الدكتور سزكين حالما يزعم أنه قادر على تحقيق مشروعه العلمي الكبير حول إحياء التراث العربي بمفرده أو اعتمادا على تمويل الجامعة الألمانية. لم يخف عليه لب هذه الحقيقة لذلك اتجه صوب العربية الغنية من أجل جمع الأموال اللازمة لإنشاء مركز للبحث في تاريخ العلوم العربية التي قدرت قيمتها آنذاك بقيمة 7 ملايين ونصف مليون مارك ألماني.
ولقيت مساعيه الحثيثة تجاوبا من بعض الحكومات العربية خاصة الحكومة الكويتية التي ساهمت بقسط كبير في تحقيق حلمه العلمي الذي حمل إسم معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية الذي يقع مقره في مدينة فرانكفورت.
لقد تم افتتاح هذا المعهد في عام 1982، ولا يزال قائما إلى اليوم يحقق إنجازات كثيرة قلما نجد نظيرا لها في الجامعات العربية. ويضم المعهد مكتبة علمية غنية تحتوي على الآلاف من الكتب والمئات من المخطوطات العربية النادرة. وفيه متحف تعرض فيه أجهزة علمية قديمة صنعها علماء المعهد مستلهمين أشكالها من تراثنا الحضاري خاصة في مجالات الطب وعلم الفلك وعلم الخرائط.
وفي مجال النشر أصدر المعهد دورية أكاديمية عنوانها “مجلة تاريخ العلوم العربية الإسلامية”، ونشر ترجمات لأمهات الكتب العلمية العربية إلى اللغات الأوروبية، وأصدر سلسلة من الكتب التي تضمنت مقالات المستشرقين المتفرقة في المجلات المختصة. كما نشر فهارس للمخطوطات العربية.
أما في مجال الأنشطة العلمية، فينظم المعهد ندوات وملتقيات تاريخية وثقافية للجمهور العام وللمختصين. فالمعهد يهدف بشكل عام إلى الكشف عن الموروث الحضاري الإسلامي، والتعريف بمكانة العلوم في الحضارة الإسلامية، وتصحيح الأفكار الخاطئة الراسخة لدى الكثير من الغربيين الذين يجهلون إسهامات المسلمين الكثيرة في الحضارة الإنسانية.
منقول.
وقال رئيس مجلس الإدارة ومجلس الأمناء في وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية، مجد جتين قايا، لوكالة الأناضول التركية، إن سيزكين توفي اليوم بمستشفى في إسطنبول.
وأوضح أن مراسم تشييع المؤرخ التركي ستقام ظهر غد الأحد من جامع السليمانية في إسطنبول.
وأشاد جتين قايا بمكانة سيزغين، أحد أبرز المؤرخين والعلماء على مستوى تركيا والعالم، حيث ترك لتركيا مكتبة ومتحفا لا يقدران بثمن.
ولد فؤاد سيزغين بولاية "بتليس" جنوب شرقي تركيا، في 24 أكتوبر / تشرين الأول 1924، هو أحد أبرز الضالعين في التراث العربي والإسلامي على مستوى العالم.
ويعد سيزغين أحد طلاب المستشرق الألماني هلموت ريتر، الذي أقنعه بدراسة التاريخ الإسلامي، حيث بدأ بتعلم العربية، وحصل على الدكتوراه في 1954 بأطروحة "مصادر البخاري".
وأصبح سيزغين أستاذا في جامعة إسطنبول عام 1954، ونُشرت له رسالة الدكتوراه تحت عنوان "دراسات حول مصادر البخاري" في 1956.
غادر تركيا إلى ألمانيا بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري في تركيا عام 1960، مع 146 أكاديميا تركيا، من الاستمرار في جامعات البلاد، ليواصل دراساته في جامعة فرانكفورت.
وفي 1965، قدّم سيزغين أطروحة دكتوراه ثانية عن عالم الكيمياء العربي جابر بن حيان، وحصل على لقب البروفيسور بعد عام، وتزوج بعد فترة وجيزة المستشرقة أورسولا سيزغين.
وقبل وفاته، كان سيزغين يواصل كتابة المجلد الـ 18 من "تاريخ التراث العربي" الذي صدرت أولى مجلداته عام 1967، ويعد أوسع مؤلف يتناول تاريخ البشر.
أتقن المؤرخ التركي 27 لغة، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية، بشكل جيد جدا.
وأنشأ في 2010 وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية بهدف دعم أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول.
وحصل على جوائز وأوسمة دولية عديدة طوال حياته من مؤسسات مختلفة، مثل مجمع العربية بالقاهرة، ومجمع العربية بدمشق، ومجمع العربية في بغداد، وأكاديمية العلوم في تركيا.
وتوج بالدكتوراه الفخرية من قبل جامعات عديدة، مثل "أتاتورك" في ولاية أرضروم التركية، و"سليمان ديميرال" في ولاية إسبارطة، وجامعة إسطنبول، فضلا عن درع تكريم "Frankfurt am Main Goethe"، وميدالية الخدمة الاتحادية للدرجة الأولى بألمانيا، والجائزة الرئاسية الكبرى للثقافة والفنون في تركيا.
موسوعة تاريخ التراث العربي
في عام 1947 شرع سزكين في جمع مادة علمية لوضع مستدرك لكتاب “تاريخ الأدب العربي” لصاحبه المسترق الألماني كارل بروكلمان. غير أنه وجد مصادر ومخطوطات كثيرة فاقت تصوراته وتجاوزت أمنياته، ففكر في الاشتغال في مشروع علمي جديد.
اندمج في مشروعه العلمي فكان يشتغل 17 ساعة في اليوم، فجمع المخطوطات العربية المتفرقة في المكتبات الخاصة والعامة في الشرق والغرب. فنسخها وترجمها إلى اللغة الألمانية واستخرج كنوزها واقتبس من دررها ثم نشرها في أجمل صورها. كما استعان كثيرا ببحوث ودراسات أعدها المستشرقون المختصون في هذا الحقل المعرفي.
لقد أرّخ الدكتور سزكين للعطاء الإسلامي في مختلف الآداب والعلوم، فلم يترك فرعا من فروع المعرفة التي اشتغل بها العلماء المسلمون إلا وكتب عنه، ذلك أن التطور العلمي عند المسلمين -كما قال سزكين- « لا يتوقف عند بعض فروع العلم، بل إن هذا التطور شمل جميع نواحي العلوم تبعا لقانون تطور العلوم، أي أنه لا يمكن أن يتطور العلم في ناحية معينة دون أن يواكبه تطور في النواحي الأخرى من العلوم.»
وهكذا نشر الأستاذ سزكين موسوعته “تاريخ التراث العربي” في 12 مجلدا شملت كثيرا من الاختراعات والاكتشافات والإبداعات التي أنتجها العلماء المسلمون. وقد قسم موسوعته حسب التخصصات العلمية، أذكر منها:
العلوم القرآنية، علم الحديث، التاريخ، الفقه، علم الكلام (المجلد 1) طبع سنة 1967.
الشعر العربي من الجاهلية إلى سنة 430 هـ (المجلد 2)، طبع عام 1975.
الطب، الصيدلة، البيطرة، علم الحيوان (المجلد 3)، طبع سنة 1970.
الكيمياء، الزراعة، علم النبات (المجلد 4)، طبع سنة 1971.
علم الرياضيات (المجلد 5)، طبع عام 1973.
علم الفلك (المجلد 6)، طبع سنة 1978…الخ.
وقد ترجم الدكتور محمود فهمي حجازي أجزاء من هذه الموسوعة وصدرت من إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بداية من عام 1977. وقد نال الدكتور سزكين على هذا الكتاب جائزة الملك الفيصل العالمية للدراسات الإسلامية في عام 1979.
كتاب “تاريخ التراث العربي” في الميزان
يعتبر الدكتور أكرم العمري، أستاذ التاريخ بجامعة بغداد أول من قدم دراسة نقدية لهذا الكتاب، ونشرها في مجلة “المورد” العراقية في فبراير 1973. وقد ركز فيها على الجزء الأول الذي تناول التفسير وعلم الحديث، وذكر في 23 ملاحظة وصحّح 56 خطأ مطبعيا وعلميا.
ورغم كل الأخطاء والملاحظات التي شملها هذا الجزء إلا أن الدكتور العمري اعترف بالقيمة العلمية للكتاب ونوّه بالجهود الجبارة التي بذلها المؤلف في إعداده هذه الموسوعة. وقد قال في هذا السياق: «والحق أن الكتاب ثمرة جهود ضمنية وصبر طويل وتمرس كبير فحق للناطقين بالضاد والمعنيين بالتراث الفكري أن يرحبوا بمؤلفه ويقوّموا جهده بما هو أهله، ويتناولوه بإمعان النظر فيه وتدقيق مادته، فهو يحتاج إلى القراءة المتفحصة الناقدة لسعة نطاقه ووفرة مادته وكثرة أحكامه، وقد اعتصر فيه مؤلفه جهده وجهود من عنى بكتب التراث قبله من العرب والمسلمين والمستشرقين.»
كما نشر الباحث الدكتور حكمت بشير بحثا في “مجلة الجامعة الإسلامية” بالمدينة المنورة عنوانه “استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في كتب التفسير”. وأصدر الباحث نجم عبد الرحمان خلف كتابا عنوانه” استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في علم الحديث”، ونشره في دار البشائر الإسلامية. ونشرت بعد ذلك دراسات وتقاريظ عديدة حول هذا الكتاب ليس هنا مجال لذكرها.
معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية (فرانكفورت)
لم يكن الدكتور سزكين حالما يزعم أنه قادر على تحقيق مشروعه العلمي الكبير حول إحياء التراث العربي بمفرده أو اعتمادا على تمويل الجامعة الألمانية. لم يخف عليه لب هذه الحقيقة لذلك اتجه صوب العربية الغنية من أجل جمع الأموال اللازمة لإنشاء مركز للبحث في تاريخ العلوم العربية التي قدرت قيمتها آنذاك بقيمة 7 ملايين ونصف مليون مارك ألماني.
ولقيت مساعيه الحثيثة تجاوبا من بعض الحكومات العربية خاصة الحكومة الكويتية التي ساهمت بقسط كبير في تحقيق حلمه العلمي الذي حمل إسم معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية الذي يقع مقره في مدينة فرانكفورت.
لقد تم افتتاح هذا المعهد في عام 1982، ولا يزال قائما إلى اليوم يحقق إنجازات كثيرة قلما نجد نظيرا لها في الجامعات العربية. ويضم المعهد مكتبة علمية غنية تحتوي على الآلاف من الكتب والمئات من المخطوطات العربية النادرة. وفيه متحف تعرض فيه أجهزة علمية قديمة صنعها علماء المعهد مستلهمين أشكالها من تراثنا الحضاري خاصة في مجالات الطب وعلم الفلك وعلم الخرائط.
وفي مجال النشر أصدر المعهد دورية أكاديمية عنوانها “مجلة تاريخ العلوم العربية الإسلامية”، ونشر ترجمات لأمهات الكتب العلمية العربية إلى اللغات الأوروبية، وأصدر سلسلة من الكتب التي تضمنت مقالات المستشرقين المتفرقة في المجلات المختصة. كما نشر فهارس للمخطوطات العربية.
أما في مجال الأنشطة العلمية، فينظم المعهد ندوات وملتقيات تاريخية وثقافية للجمهور العام وللمختصين. فالمعهد يهدف بشكل عام إلى الكشف عن الموروث الحضاري الإسلامي، والتعريف بمكانة العلوم في الحضارة الإسلامية، وتصحيح الأفكار الخاطئة الراسخة لدى الكثير من الغربيين الذين يجهلون إسهامات المسلمين الكثيرة في الحضارة الإنسانية.
منقول.