تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل القرآن على درجة واحدة فى الفصاحة ؟



قافية
2008-06-06, 11:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الامام السيوطي رحمه الله فى كتاب الإتقان : "اختلف في تفاوت القرآن في مراتب الفصاحة بعد اتفاقهم على أنه أعلى مراتب البلاغة بحيث لا يوجد في التراكيب ما هوأشد تناسبًا ولا اعتدالًا في إفادة ذلك المعنى منه فاختار القاضي المنع وأن كل كلمة فيه موصوفة بالذروة العليا وإن كان بعض الناس أحسن إحساسًا له من بعض‏.‏
واختار أبونصر القشيري وغيره التفاوت فقال‏:‏ لا ندعي أن كل ما في القرآن على أرفع الدرجات في الفصاحة وكذا قال غيره‏:‏ في القرآن الأفصح والفصيح وإلى هذا نحا الشيخ عز الدين بن عبد السلام ثم أورد سؤالًا وهوأنه لم لم يأت القرآن جميعه بالأفصح وأجاب عنه الصدر موهوب الجزري بما حاصله أنه لوجاء القرآن على ذلك لكان على غير النمط المعتاد في كلام العرب من الجمع بين الأفصح والفصيح فلا تتم الحجة في الإعجاز فجاء على نمط كلامهم المعتاد ليتم ظهور العجز عن معارضته ولا يقولوا مثلًا‏:‏ "أتيت بما لا قدرة لنا على جنسه " ، كما لا يصح من البصير أن يقول للأعمى‏:‏ " قد غلبتك بنظري " ، لأنه يقول له‏ :‏ " إنما تتم لك الغلبة لوكنت قادرًا على النظر وكان نظرك أقوى من نظري وأما إذا فقد أصل النظر فكيف تصح مني المعارضة‏ ""
فهل القرآن على درجة واحدة فى الفصاحة ؟
أو بعبارة أخرى : هل فى القرآن الفصيح و الأفصح ؟
و إن كان الجواب بنعم هل يترتب على هذا القول محذور شرعي ؟
أرجو أن أجد إجابة شافية بارك الله فى علمكم

قافية
2008-06-13, 04:37 AM
هل من مجيب أو مرشد لمظان وجود المسألة ؟

أبو القاسم
2008-06-13, 05:40 AM
أرى أن القرآن على منزلة واحدة في البلاغة
لأن طول الآية وقصرها واستعمال لفظ دون لفظ وتعبير دون آخر
والبسط والإيجاز والاستعارة وغيرها منوطة بالموضع المتحدث عنه والموضوع المتحدث فيه
أما مطلق الأفضلية..فنعم ثابتة بالسنة..كحديث آية الكرسي الذي رواه أبيّ بن كعب رضي الله عنه
والله أعلم

قافية
2008-06-13, 05:55 AM
إذا المسألة لا تقاس على مسألة تفضيل بعض آيات القرآن على بعض. ماالعلة فى ذلك ؟
وما معنى قول العلماء فى شروط القراءة الصحيحة : ( موافقة العربية ولو بوجه ) ؟

أبو القاسم
2008-06-13, 05:24 PM
تفضيل آية على آية..أو سورة على سورة..له متعلقات أخرى لا تنحصر في الأسلوب البلاغي كما لا يخفى
بل مضمون هذه الآية والسورة..كسورة الفاتحة مثلا لما اشتملت على كل مقاصد الكتاب العزيز..استحقت هذا الفضل وسميت أم الكتاب..بل لعلو شرفها عطف الله عز وجل ذكرها مع الكتاب كأنها شيء مغاير وهذا من عطف العام على الخاص..فقال"ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم"

أما قولهم موافقة العربية ولو بوجه..أن القراءة قد تشتمل على وجه منكر أو ضعيف في العربية كبعض القراءات الشاذة..
فإن الله تعالى لما حكم على كتابه بقوله"إنا أنزلناه قرآنا عربيا"..كان اعتبار هذا في محله..
ولهذا أنكر الزمخشري جهلا منه بالعربية بعض القراءات ظنا منه أنها مخالفة للغة العرب ورد عليه العلماء وبينوا أنها قراءة سبعية صحيحة
والله أعلم

زيد عبيد زيد
2008-06-13, 06:53 PM
شيخنا أبا القاسم سلمكم الله هل درستم علم البلاغة ؟ فإن مثل هذا الموضوع مما له تعلق بذلك، وهل لكم أن تزيدونا تفصيلا لقولكم الكريم: ولهذا أنكر الزمخشري جهلا منه بالعربية بعض القراءات ظنا منه أنها مخالفة للغة العرب ورد عليه العلماء وبينوا أنها قراءة سبعية صحيحة
وفقكم الله ونفع بكم وغفر لي ولكم وللمسلمين في هذه الساعة المباركة آخر ساعات الجمعة

أبو القاسم
2008-06-14, 12:31 AM
أولا..لست شيخا لأحد..
أما البلاغة فإن أخاك يدرس فيها أي في الطور الأول منها
"وكذلك زُيِّنَ لكثير من المشركين قتلُ أولادَهم شركائهم"كذا قرأها ابن عامر
وزعم الزمخشري أن ابن عامر أخذها بالخطأ!..يقول:
وأما قراءة ابن عامر ((قتلُ أولادهم شركائهم )) برفع القتل ونصب الأولاد وجر الشركاء على إضافة القتل إلى الشركاء ، والفصل بينهما بغير الظرف ، فشئ لو كان فى الضرورات وهو الشعر ، لكان سمجاً مردوداً ، فكيف به فى الكلام المنثور؟ فكيف به فى القرآن الكريم المعجز بحسن نظمه وجزالته والذى حمله على ذلك أن رأى فى بعض المصاحف شركائهم مكتوباً بالياء
ولو قرئ بجر الأولاد والشركاء ، لكان الأولاد شركاءهم فى أموالهم ولوجد فى ذلك مندوحة عن هذا الانكباب(!!) انتهى
مما سبق تعلم أنه لا يفقه أن القرآن يؤخذ بالتلقي لا بالاجتهاد
وتعقبه ابن المنير بقوله:ولولا أن الزمخشري ليس من أهل الشأنين أعني علم القراءة وعلم الأصول، لخيف عليه الخروج من ربقة الدين، وإنه مع هذا العذر لفي عهدة خطرة وزلة منكرة

ونكّل به أبو حيان كعادته في في الرد على مخالفيه فقال وأعجب لعجمى ضعيف فى النحو يرد على عربى صريح محض قراءة متواترة ، وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذين تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله شرقاً وغرباً

وقال ابن الجزري في رد هذه الفرية:واختلفوا في (زين لكثير قتل أولادهم شركاؤهم) فقرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر الياء من (زين) ورفع لام (قتل) ونصب دال (أولادهم) وخفض همزة (شركائهم) بإضافة (قتل) إليه وهو فاعل في المعنى وقد فصل بين المضاف وهو (قتل) وبين (شركائهم) وهو المضاف إليه بالمفعول وهو (أولادهم) وجمهور نحاة المصريين على أن هذا لا يجوز إلا في ضرورة الشعر وتكلم في هذه القراءة بسبب ذلك حتى قال الزمخشري والذي حمله على ذلك أنه رأى في بعض المصاحف (شركائهم) مكتوباً بالياء ولو قرأ بجر (الأولاد والشركاء) لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة (قلت) والحق في غير ما قاله الزمخشري ونعود بالله من قراءة القرآن بالرأي والتشهي وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد في الكتاية من غير نقل ؟ بل الصواب جواز مثل هذا الفصل وهو الفصل بين المصدر وفاعله المضاف إليه بالمفعول في الفصيح الشائع الذائع اختياراً ولا يختص ذلك بضرورة الشعر ويكفي في ذلك دليلاً هذه القراءة صحيحة المشهورة التي بلغت التواتر كيف وقارئها ابن عامر من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبي الدرداء رضي الله عنهما وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب فكلامه حجة وقوله دليل لأنه كان قبل أن يوجد اللحن انتهى

وقد جرأ الزمخشري وأمثاله من المبتدعة..النصار ى والضلّال فراحوا يطعنون في القرآن زاعمين أنه يخالف اللسان العربي وقواعد النحو..
وهذا من أظهر الأدلة على أن قواعد النحو ليست كلها صحيحة..أعني ترجيحه قاعدة النحو ولو قال بها جماهير النحاة..على نظم القرآن
فالمتعين العدول عن القاعدة فيكون كلام الله حكما وليس العكس
وهذا يستحق مبحثا لوحده..أن تصحح قواعد اللغة والنحو على القرآن خاصة..والسنة أيضا مع شيء من الضوابط
وكلام ابن المنير السابق صحيح..فإن الترجيح والتخطئة للقراءة الصحيحة المتواترة..يشبه أن يكون كفرا بالله عز وجل

قافية
2008-06-16, 03:49 PM
تفضيل آية على آية..أو سورة على سورة..له متعلقات أخرى لا تنحصر في الأسلوب البلاغي كما لا يخفى
بل مضمون هذه الآية والسورة..كسورة الفاتحة مثلا لما اشتملت على كل مقاصد الكتاب العزيز..استحقت هذا الفضل وسميت أم الكتاب..بل لعلو شرفها عطف الله عز وجل ذكرها مع الكتاب كأنها شيء مغاير وهذا من عطف العام على الخاص..فقال"ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم"

إذا ألفاظ سورة الفاتحة الموجزة حوت معان عظيمة و مقاصد عامة جعل لها شرفا على غيرها.
ألا ترى أخي الفاضل أن الأمرين متلازمان ؟


أما قولهم موافقة العربية ولو بوجه..أن القراءة قد تشتمل على وجه منكر أو ضعيف في العربية كبعض القراءات الشاذة..
فإن الله تعالى لما حكم على كتابه بقوله"إنا أنزلناه قرآنا عربيا"..كان اعتبار هذا في محله..
ولهذا أنكر الزمخشري جهلا منه بالعربية بعض القراءات ظنا منه أنها مخالفة للغة العرب ورد عليه العلماء وبينوا أنها قراءة سبعية صحيحة
والله أعلم
لا أظن يخفى عليكم أخي الفاضل التفريق بين ردّ قراءة أو تضعيف قراءة ، وبين قول هذه فصيحة و الأخرى أفصح .و موافقة العربية و لو بوجه شرط من شروط القراءة المتواترة أو الصحيحة فلا علاقة للقراءة الشاذة به ، وهو شرط صوري بدليل أن القراءة الصحيحة لا ترد إذا خالفت قواعد العربية التى قعّدها علماء النحو و اللغة ، لكن ألا نلمح من إقرار العلماء لهذا الشرط أن فى القراءات المتواترة فصيح و أفصح .
دعنا من هذا الشرط قول النبي صلى الله عليه وسلم فى مدح قراءة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - : " من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا فليقرأه على قراءة أم عبد " مع تعليمه الصحابة رضوان الله عليهم حروفا غير حرف عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – ألا يكون شاهدا على وجود الفصيح و الأفصح ؟
حقيقة وجدت كلاما لبعض البلاغيين فى المسألة إلا أن المهم هل للقول بوجود الفصيح و الأفصح فى القرآن الكريم محظور شرعي ، أو بعبارة أخرى هل يلزم من هذا القول الوقوع بمحظور شرعي ؟

أبو القاسم
2008-06-16, 04:40 PM
أبدا غير متلازمين..وبالمث ال يتضح المقال
فلو قلت أصف حبي لله عز وجل:أحب الله الجبار الذي يحبنا..إلخ
أو قلت أصف حبي لفتاة!
أحب الثرى الذي عليه تمشين من بعد أن خطفت قلبي وسلبت لبي..إلخ

فالنص الثاني أبلغ في في اصطلاح البلاغيين..
ومضمونه سخيف..
بخلاف الأول فمضمونه أشرف شيء

أما جواب السؤال:
فقد يتضمن محظورا شرعيا
فإن كان القائل به يقصد من باب مطلق الفضل..فلا بأس وهو صحيح
وإن كان يقصد أن بلاغة التعبير القرآن تتغير فيكون النظم أقوى أدبيا في مكان دون آخر فهذا لا يخلو من محظور شرعي
إذ هو مشتمل إلى إساءة الأدب لله تعالى والله أعلم
وقد قال سبحانه يصف كتابه"كتاب أحكمت آياته ثم فصلت"
فهو عالي المنزلة على الإجمال والتفصيل

قافية
2008-06-17, 08:50 PM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل و بارك الله فى علمكم
هل بالإمكان أن توضح لي معنى قولكم التالي بمثال ؟


فإن كان القائل به يقصد من باب مطلق الفضل..فلا بأس وهو صحيح

وهل لي مثلا أن أقول هذه القراءة فصيحة ، و الأخرى أفصح منها مع الإجتهاد فى بيان الفرق وسبب هذا التفضيل ؟
ملحوظة : مثلت بالقراءات ، لأني قرأت حكاية خلاف فى الموضوع بين علماء البلاغة ، ولم أستطع تصور تفضيل بعض الآيات على بعض فى الإعجاز ؟
إن كان لديكم علم فلتحسن إلي بارك الله فى علمك ، فلم أجد من يشفي غليل فى هذه المسألة من ناحية جواز ذلك شرعا .

أبو القاسم
2008-06-19, 12:19 AM
الأمر كما تقدم مما وقع فيه الخلاف أصلا
والذي يميل إليه القلب وتجنح إليه النفس..ألا يقال هذه القراءة أفصح..أو هذه الآية أبلغ
لأن كل قراءة تتضمن فائدة لا توجد في الأخرى..هذا هو الأصل المعروف
فمثلا قالوا في قوله تعالى "ملك يوم الدين" أفصح من "مالك يوم الدين"
لأن كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا..كذا قالوا
وفي هذا اختزال للصورة وعزل للمعنى واللفظ عن السياق والجملة..
فقوله تعالى"مالك يوم الدين" أفاد شيئا ..وقوله "ملك يوم الدين " أفاد معنى آخر..ولا يستغنى بأحدهما عن الآخر
ونزول الآيتين بهذين الحرفين..ليس عبثا..وبخاصة إذا استحضرنا تنوع أهلية المتلقي ونفسيته وتصوراته ومعارفه
وظروفه وأحواله..فجاء القرآن ليلبي الأنماط البشرية وافيا بالمقصود "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"


أما ما سألتم عنه:
فالمقصود..إن كان يريد بقوله أبلغ..أي أن الآية أفضل..فهي أبلغ فيما تشتمل عليه من مضمون شريف
وذلك كقول العرباض بن سارية "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب .." الحديث
فهذا معنى صحيح لا غبار عليه
لكن إن أراد أن براعة التركيب والإعجاز البياني..في هذه أظهر أكبر من الآية الأخرى..فهذا في ظني قصور في النظر..
والله أعلم

سعد معاذ
2008-06-21, 04:12 PM
أرى أن القرآن على منزلة واحدة في البلاغة
لأن طول الآية وقصرها واستعمال لفظ دون لفظ وتعبير دون آخر
والبسط والإيجاز والاستعارة وغيرها منوطة بالموضع المتحدث عنه والموضوع المتحدث فيه
أما مطلق الأفضلية..فنعم ثابتة بالسنة..كحديث آية الكرسي الذي رواه أبيّ بن كعب رضي الله عنه
والله أعلم
بارك الله فيك أخي أبو القاسم كما بارك في لا ولا ..
ما ورد في آية الكرسي يفيد عظمتها لا أفضليتها كما جاء في صحيح مسلم وغيره في حديث أبي الشهير ...
وقد وردت الأفضلية نصا كما في صحيح الجامع أنس رضي الله عنه ( أفضل القرآن { الحمد لله رب العالمين } ‎
وقد صححه الألباني ، وجاء ما يدل على أفضلية البقرة وليس بصحيح مرفوعا وإن صح موقوفا
والسؤال هنا عن الفصيح والأفصح وهذا على الخلاف المقرر في كلام السيوطي رحمه الله .
والحقيقة أن مسألة الفصيح والأفصح نسبية ، فما يكون أفصح عند قريش لا يكون كذلك عند تميم ، وما يكون عند تميم أفصح لا يكون عند ربيعة ... وهكذا .. والذي أدين الله به أن ما في القرآن هو الغاية في الفصاحة لأنه في هذا الموضع لا يكون ما هو أفصح منه ، أو لأن أغلبية العرب عليه والمسألة بعد تحتاج إلى سبر كلام العرب مما استخدمه القرآن وهو دائر بين الفصيح والأفصح ومعرفة القائلين به ، ودراسة السياق المتضمن له .
بورك فيكم

أبو القاسم
2008-06-21, 06:16 PM
لم أفهم حقيقة دعائك لي(كما بارك في لا ولا)..وجزاك الله خيرا
أما الحديث الذي أوردته فإن سورة الفاتحة أفضل القرآن وأعظمه..على الإطلاق بالإجماع..
ولا يلزم في ثبوت ذلك..هذا الحديث الذي أوردته..فإنه قد يكون ضعيفا وإن صححه الألباني
فمن ذلك حديث أبي سعيد بن المعلّى الذي خرجه البخاري..قال صلى الله عليه وسلم: لأعلمنك أعظم سورة فى القرآن قبل أن تخرج من المسجد قال فأخذ بيدى فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت يارسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة فى القرآن قال نعم
الحمد لله رب العالمين هى السبع المثانى والقرآن العظيم
ومنها تسميتها بأم الكتاب..
أما قولك الأفضلية لا تستلزم الأعظمية..ففي هذا الموضع خاصة تستلزمها أعني كونها مترادفين في هذا السياق
لأن الحديث عن كلام الله تعالى..فما قيل إنه أعظم..فهو أفضل..والعكس..لأن زيادة العظمة..إنما هي زيادة الفضل الكائن بسبب ما تشتمل عليه هذه السورة من مقاصد الإسلام كلها..في كلامة غاية في الإيجاز والبلاغة

أما مسألة نسبية الفصاحة..فلهجة قريش أفصح اللغات..مطلقا

قافية
2008-06-22, 10:18 AM
جزاكم الله خيرا و بارك الله فى علمكم
وقد رأيت كلاما لابن تيمية رحمه الله تعالى أذكره رجاء الفائدة ، فقد قال رحمه الله :
" دلالة النصوص النبوية و الآثار السلفية و الأحكام الشرعية و الحجج العقلية على أن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو من الدلالات الظاهرة ، و أيضا فإن القرآن و إن كان كله كلام الله و كذلك التوراة و الإنجيل و الأحاديث الإلهية التى يحكيها الرسول عن الله تبارك و تعالى ، كقوله : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... الحديث " ، و كقوله : " من ذكرني فى نفسه ذكرته فى نفسي : و أمثال ذلك هى و إن اشتركت فى كونها كلام الله فمعلوم أن الكلام له نسبتان : نسبة إلى المتكلم به ، ونسبة إلى المتكلم فيه ، فهو يتفاضل باعتبار النسبتين ، و باعتبار نفسه أيضا "

أبو عبدالله الفاصل
2008-06-23, 02:58 PM
أما قولهم موافقة العربية ولو بوجه..أن القراءة قد تشتمل على وجه منكر أو ضعيف في العربية كبعض القراءات الشاذة..
فإن الله تعالى لما حكم على كتابه بقوله"إنا أنزلناه قرآنا عربيا"..كان اعتبار هذا في محله..
ولهذا أنكر الزمخشري جهلا منه بالعربية بعض القراءات ظنا منه أنها مخالفة للغة العرب ورد عليه العلماء وبينوا أنها قراءة سبعية صحيحة
والله أعلم
عفوًا أخي الحبيب أبا القاسم ، كلامك هذا خطأ بلا ريب ...
لا أدري كيف يكون الزمخشري جاهلا بالعربية بله كلام أبي حيان فيه فوالله لا يعدو أن يكون كلام رجل اشتدت غيرته فقال ما قال ، أو على الأقل هو من مشادات الأقران علما فأين نحن منهم ؟!
اسمح لي أخي الحبيب أبي القاسم أسألك : ما علاقتك بالزمخشري ماذا قرأت له وعنه ؟ ؛ فكلامك عنه كلام جاهل به .

وأقول محترزا أنا لا أتكلم عن الزمخشري هنا من جهة اعتقاده ، وإنما من جهة لغته ، فأما اعتقاده فلا مجال للدفاع عنه .

سلمنا يا أخي الحبيب بأن الزمخشري أميٌّ في اللغة ، فقد قبح هذه القراءة وغيرها ابنُ جرير في تفسيره وضعفها نصر الفارسي في ( الموضح ) بل استقبحها مكي في ( الكشف ) _ وهو من أهل الشأن في القراءة وممن رواها _ .

نعم أنا لا أؤيد هذا الإنكار لكن لا يمنعني ذلك من حفظ حق العلماء عليَّ وعلى غيري .

كما أن هؤلاء الذين أنكروا القراءات هم من أعلم الناس بالقراءات كما أنكر شعبة على حفص وغيرهم .

يبقى الآن أن أذكرك بأن كون القراءة سبعية لا يدل على أنها غير شاذة فلا يصح أن تستدل على من أنكر قراءة بأنها في السبع .
كما أنه ليس كل ما كان في القراءات الشاذة كان شاذا .
بل تشتمل السبع على بعض الشاذ وتشتمل الشواذ على بعض الصحيح ، ولكن غلب إطلاق الصحة على السبع لكثرة الصحيح فيها كما غلب إطلاق الشذوذ على الشواذ لكثرة الشذوذ فيها .
وهذا قد بينه كثير من العلماء كأبي شامة في ( المرشد الوجيز ) ومثل بالإشباع في ( نرتعي ) و ( يتقي ) وإسكان ( بارئكم ) وغيرها ، بل قال أن هذا محمول على قلة الضبط ! فليراجع .

وأيضا من صحيح الشواذ قراءة ( الحج ) بكسر الحاء للحسن البصري فقد توفرت فيها شروط الصحة .

لا أريد بكلامي هذا التبرير لأحد ولكن أريد الإنصاف .
وأنا أتابع مشاركاتك أخي الحبيب وألمس فيها الإنصاف فلينجر إلى هنا بارك الله فيك .

أبو القاسم
2008-06-24, 06:19 PM
أخي الفاضل أبا عبد الله الفاضل
شكر الله تعالى لك هذا التعقيب المبارك
لاشك أن العبارة خانتني..فإنه لايخفى علي أن القراءة الشاذة قد تكون صحيحة الإسناد وحينئذ يستفاد منها في ترجيح قول أو في فهم آية..كبعض قراءات ابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما
ولكن المقصود القراءة الشاذة الضعيفة الباطلة
أما رد ابن جرير للقراءة..فلأنه لا يعرفها..ولم تصله بطريق صحيح..وليس بسبب تعليل لغوي
يقول رحمه الله في بيان المنهج(كل ما صح عندنا من القراءات أنه علمه رسول الله rلأمته من الأحرف السبعة التي أذن الله له ولهم أن يقرؤوا بها القرآن فليس لنا أن نخطيء من قرأ به إذا كان ذلك موافقاً لخط المصحف ، فإن كان مخالفاً لخط المصحف لم نقرأ به ووقفنا عنه وعن الكلام فيه )

فهذا هو محل اللوم الشديد على الزمخشري ومن نحا نحوه من النحاة الذين يحاكمون القرآن على قواعد العربية (البصرية خاصة) والتي يتوهمونها معصومة..وقد كتب في ذلك دراسات..ككتاب التوجيه اللغوي لمشكل القرآن
فيه تفنيد لبعض ما أغرب فيه النحاة من التعسف في التأويل أو رد القراءة..
وسبب تخصيص الزمخشري بهذا العتاب أنه رد في غير هذا الموضع..قراءات متواترة صحيحة..
وأما وصفي إياه بالجهل بالعربية..فلا أقصد به الجهل العرفي..وإنما النسبي
فإن المرء إذا تجاسر على أمر هو محل إجماع عند أهل الفن..وتكرر منه ذلك وسم
بالجهل..لتجشمه هذا المركب الصعب
ثم هو جهلٌ
لكونه رد القراءة حين حاكمها إلى قواعده..المستقاة باستقراء ناقص
والأصل أن تحاكم القواعد إلى كتاب الله وليس العكس
وقد رأيت رد ابن الجزري عليه كما تقدم
والله أعلم

الشّك العلمي
2008-06-25, 07:08 PM
هل القرآن على درجة واحدة فى الفصاحة ؟
أو بعبارة أخرى : هل فى القرآن الفصيح و الأفصح ؟
و إن كان الجواب بنعم هل يترتب على هذا القول محذور شرعي ؟
أرجو أن أجد إجابة شافية بارك الله فى علمكم[/center][/QUOTE]
========================++++++ +++++======


من الضّروريّ ألا نقارن بين حكم إلهيّ ( قرآناً عربيّاً)، وبين مقاييس بشريّة ( فصيح وأفصح، صحيح، وأصح...) وإليكم نقلين من إمامين جليلين :
الأوّل: قال الإمام الرّازيّ في مقدّمة مختار الصّحاح: " ... وأما المصادر السماعية فلا طريق لضبطها إلا السماع والحفظ والسماع مقدم على القياس فلا يُصار إلى القياس إلا عند عدم السماع ".
والثّاني: نقل الإمام ابن الجزريّ في نشره عن الإمام أبي عمرو الدّانيّ أنّه " قال: وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية إذا ثبت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها".

وشكراً - بارك الله فيكم.