المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الصواب في عود الضمير في حديث خلق الله آدم على صورته ؟



وسم المعاني
2007-02-16, 05:47 PM
ورد في البخاري
عن أبي هريرة،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، نفر من الملائكة، جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن).


مالصحيح في عودة الضمير ؟

أرجو الإفادة ...

إن كان الصحيح عودته لله عز وجل , فهذا دليل من الادلة التي يستدل بها على أننا لانستطيع

ان ننفي الصفات لمجرد التنزيه .

أبو حماد
2007-02-17, 10:12 AM
أختي وسم المعاني:
الضمير عائد على الله جل وعلا، وفي بعض ألفاظ الحديث " على صورة الرحمن ".
ولا يلزم من إثبات الصفة لله عز وجل إثبات لوازم صفة المخلوق.

وسم المعاني
2007-02-17, 10:52 AM
إن كانت صورة آدم -عليه السلام- كصورة الرحمن -عز وجل-.
فلا نتعجب أو ننفي الصفات لمجرد التنزيه
فالله بنفسه أثبت أن صورة آدم- عليه السلام- كصورته .

عبد الرحمن السديس
2007-02-17, 01:20 PM
من أعظم من تكلم عن هذه الصفة "الصورة " شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية .
وفي الطبعة المحققة الحديثة دراسة عن هذه الصفة في قسم الدراسة ص395.

فوزي زماري
2007-02-17, 03:33 PM
أختي وسيم المعاني الله عز وجل يقول:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
وهذا هو الأصل الذي يبني عليه أهل السنة والجماعة معتقدهم في باب الأسماء والصفات
والعماء اختلفوا في رجوع الضمير والذين قالوا بعودة الضمير إلى الله جل وعلا أثبتوا ذلك مع نفي النشبيه
وهذا أختي بحث من ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32911&highlight=%C7%E1%D5%E6%D1%C9

وسم المعاني
2007-02-17, 05:13 PM
جزيت خير الجزاء أخي الكريم.

أم الفضل
2007-04-01, 08:57 AM
ستجدون الأقوال مفصلة في معنى " خلق آدم على صورته" على هذا الرابط
http://www.alagidah.com
بقسم الملتقى العلمي لدراسة العقيدة بعنوان ( قول الإمام ابن مندة في حديث "خلق الله آدم على صورته")
أيضاً شرح معناه العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ( شرح العقيدة الواسطية ).

سددكم الله ..

ظــاعنة
2007-04-01, 01:10 PM
للشيخ محمد بن عثيمين كلام جميل مفصل فى هذا الموضوع .

أم الفضل
2007-06-17, 01:26 AM
ستجدون الأقوال مفصلة في معنى " خلق آدم على صورته" على هذا الرابط

http://www.alagidah.com (http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=592&highlight=%DA%E1%EC+%D5%E6%D1% CA%E5)
بقسم الملتقى العلمي لدراسة العقيدة بعنوان ( قول الإمام ابن مندة في حديث "خلق الله آدم على صورته")
أيضاً شرح معناه العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ( شرح العقيدة الواسطية ).

سددكم الله ..

عبدالله ابن سالم
2007-06-17, 08:16 AM
سئل سماحة العلامة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن.
السؤال :
إن الله خلق آدم على صورته، هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله؟
الجواب :
هذا ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله خلق آدم على صورته))وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث: ((على صورة الرحمن))،فالضمير في الحديث الأول يعود إلى الله، قال أهل العلم كأحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وأئمة السلف: يجب أن نمره كما جاء على الوجه الذي يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي، كما أنه لا يلزم من إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرجل والغضب وغير ذلك من صفاته أن تكون مثل صفات بني آدم، فهو سبحانه موصوف بما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق به، من دون أن يشابه خلقه في شيء في ذلك كما قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[1]، فعلينا أن نمره كما جاء على الوجه الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل. والمعنى والله أعلم أنه خلق آدم على صورته ذا وجه وسمع وبصر يسمع ويتكلم ويبصر ويفعل ما يشاء، ولا يلزم أن يكون الوجه كالوجه والسمع كالسمع والبصر كالبصر.. وهكذا لا يلزم أن تكون الصورة كالصورة وهذه قاعدة كلية في هذا الباب عند أهل السنة والجماعة، وهي إمرار آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل، بل يثبتون أسماءه إثباتا بلا تمثيل وينزهونه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بلا تعطيل، خلافا لأهل البدع من المعطلة والمشبهة فليس سمع المخلوق ولا بصر المخلوق ولا علم المخلوق مثل علم الله عز وجل، وإن اتفقا في جنس العلم والسمع والبصر لكن ما يختص به الله لا يشابهه أحد من خلقه سبحانه وتعالى، وليس كمثله شيء؛ لأن صفاته صفات كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه. أما أوصاف المخلوقين فيعتريها النقص والزوال في العلم وفي السمع والبصر وفي كل شيء.
والله ولي التوفيق. [1] سورة الشورى الآية 11.
المصدر :
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة للعلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى الجزء السادس

علي الفضلي
2007-06-17, 05:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
عندما قال رسول الله " وخلق الله آدم على صورته أو هيئته " إلى من تعود كلمة صورته أو هيئته، وكيف نفسر هذا ؟.

الجواب:
الحمد لله ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن". البخاري (6227) ومسلم (2841)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ". مسلم (2612)
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن" . قال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله : ( هذا حديث صحيح صححه الأئمة ، الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وليس لمن ضعفه دليل إلا قول ابن خزيمة ، وقد خالفه من هو أجل منه ). ابن أبي عاصم في السنة (517)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه" ابن أبي عاصم (516) أيضا ...وقال الشيخ الألباني : إسناده صحيح .
وهذان الحديثان يدلان على أن الضمير في قوله " على صورته " راجع إلى الله تعالى .
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني ربي في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى..." الترمذي (3234) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وفي حديث الشفاعة الطويل : " فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة" رواه البخاري (7440) ومسلم (182).
ومن هذه الأحاديث يعلم أن الصورة ثابتة لله تعالى ، على ما يليق به جل وعلا ، فصورته صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته لا تشبه ذواتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات ، التي قد يسمى المخلوق بها ، على وجه التقييد ، وإذا أطلقت على الله اختصت به ، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير ، ومثل خلقه بيديه ، واستواءه على العرش ، ونحو ذلك) نقض التأسيس 3/396
والصورة في اللغة : الشكل والهيئة والحقيقة والصفة. فكل موجود لابد أن يكون له صورة .
قال شيخ الإسلام : ( وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به ، فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها ، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها ).
وقال : ( لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة ) نقض التأسيس 3/202
وقال ابن قتيبة رحمه الله : ( الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد) تأويل مختلف الحديث ص 221
قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته . فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟
فأجاب رحمه الله :
الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" وفي لفظ آخر : " على صورة الرحمن " وهذا لا يستلزم التشبيه والتمثيل .
والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم سميعا بصيرا ذا وجه وذا يد وذا قدم ، لكن ليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال عز وجل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11 ، وقال سبحانه : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) الإخلاص / 4 ، فلا يجوز ضرب الوجه ولا تقبيح الوجه ) انتهى من مجموع فتاوى الشيخ 4/ 226
ومما يبين معنى هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ) رواه البخاري ( 3245 ) ومسلم ( 2834 ) ،
فمراده صلى الله عليه وسلم أن أول زمرة هم على صورة البشر ، ولكنهم في الوضاءة والحسن والجمال واستدارة الوجه ، وما أشبه ذلك على صورة القمر ، فصورتهم فيها شبه بالقمر ، لكن بدون ممائلة ... فتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه .
فقوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق آدم على صورته )
أي أن الله عز وجل خلق آدم على صورته سبحانه ، فهو سبحانه له وجه وعين وله يد ورجل سبحانه وتعالى ، وآدم له وجه وله عين وله يد وله رجل ... ، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه ، لكنه ليس على سبيل المماثلة ، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر ، لكن بدون مماثلة ، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أنّ جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليس مماثلة لصفات المخلوقين ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
انظر شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ( 1 / 107 ، 293 )
وللمزيد ينظر : شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان 2/33-98 وفيه نقل مطول عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يبطل تأويلات أهل الكلام ومن وافقهم لهذا الحديث .

والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

نزار حمادي
2008-10-17, 09:40 PM
صحيح ابن حبان - كتاب الحظر والإباحة
باب ما يكره من الكلام وما لا يكره - ذكر الزجر عن قول المرء لأخيه : قبح الله وجهك
حديث:‏5788‏
أخبرنا الفضل بن الحباب ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورته " قال أبو حاتم : " يريد به على صورة الذي قيل له : قبح الله وجهك من ولده ، والدليل على أن الخطاب لبني آدم دون غيرهم قوله صلى الله عليه وسلم : " ووجه من أشبه وجهك " ، لأن وجه آدم في الصورة تشبه صورة ولده " *

نزار حمادي
2008-10-17, 09:41 PM
صحيح ابن حبان - كتاب الحظر والإباحة
ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل - حديث:‏5682‏
أخبرنا أبو خليفة ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته " قال أبو حاتم رضي الله عنه : " يريد به صورة المضروب ، لأن الضارب إذا ضرب وجه أخيه المسلم ضرب وجها خلق الله آدم على صورته " *

عدنان البخاري
2008-10-18, 01:35 PM
صحيح ابن حبان - كتاب الحظر والإباحة
باب ما يكره من الكلام وما لا يكره - ذكر الزجر عن قول المرء لأخيه : قبح الله وجهك
حديث:‏5788‏
أخبرنا الفضل بن الحباب ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورته " قال أبو حاتم : " يريد به على صورة الذي قيل له : قبح الله وجهك من ولده ، والدليل على أن الخطاب لبني آدم دون غيرهم قوله صلى الله عليه وسلم : " ووجه من أشبه وجهك " ، لأن وجه آدم في الصورة تشبه صورة ولده " *
/// لئن سلِّم في قضيَّة عود الضمير في هذا الحديث أنَّه لا يفهم من إثبات صفة الصورة لله عزوجل، فهذه الصفة ثابتة في غير ما نصٍّ شرعيٍّ، فمحاولة تأويل الحديث للوصول (لغرض النفي والجحد) محاولةٌ فاشلةٌ من المعطِّلة.

نزار حمادي
2008-10-19, 04:35 PM
لكن هذا النص الشرعي لا يدل عليها. ومحاولة تأويله بإرجاع الضمير إلى الله تعالى محاولة فاشلة. فالواقعة تنص على خلاف ذلك. فلماذا التعسف في فهم الحديث؟

المحاور
2008-10-19, 05:10 PM
استأذنكم بالمشاركة واقول باختصار : لو كان الضمير عائدا على الله لكان الله طوله " ستون ذراعا " ننزه الله ونعوذ به من ذلك وتعالى سبحانه عن ذلك ومثله علوا كبيرا .
وأما احاديث " على صورة الرحمن " فلا يصح منها شيء , وذلك مبين في السلسلة الضعيفة برقم 1175 و 1176 لمن أراد الرجوع .

والله تعالى أعلم العالمين .

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-19, 05:43 PM
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=72753&postcount=4

أو http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10107

زوجة وأم
2008-10-19, 09:32 PM
لكن هذا النص الشرعي لا يدل عليها. ومحاولة تأويله بإرجاع الضمير إلى الله تعالى محاولة فاشلة. فالواقعة تنص على خلاف ذلك. فلماذا التعسف في فهم الحديث؟

ابن العربي المالكي الأشعري كان يرى أنها تعود إلى الله عز وجل ، قال في أحكام القرآن:
الْآيَةُ الثَّالِثَةُ قَوْله تَعَالَى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } : قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَيْسَ لِلَّهِ تَعَالَى خَلْقٌ هُوَ أَحْسَنُ مِنْ الْإِنْسَانِ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ حَيًّا عَالِمًا ، قَادِرًا ، مُرِيدًا ، مُتَكَلِّمًا ، سَمِيعًا ، بَصِيرًا ، مُدَبِّرًا ، حَكِيمًا ، وَهَذِهِ صِفَاتُ الرَّبِّ ، وَعَنْهَا عَبَّرَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ ، وَوَقَعَ الْبَيَانُ بِقَوْلِهِ : { إنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ } ، يَعْنِي عَلَى صِفَاتِهِ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا .
وَفِي رِوَايَةٍ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ .
وَمِنْ أَيْنَ تَكُونُ لِلرَّجُلِ صِفَةٌ مُشَخَّصَةٌ ، فَلَمْ يَبْقَ إلَّا أَنْ تَكُونَ مَعَانِيَ ، وَقَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى الْحَدِيثِ فِي مَوْضِعِهِ بِمَا فِيهِ بَيَانُهُ . ا.هـ.

فالمسألة ليس فيها تشبيه ولا تمثيل

نزار حمادي
2008-10-19, 10:42 PM
إذن على فهم ابن العربي لا يستفاد من الحديث أن لله تعالى صورة، فإنه لا يلزم من كونه تعالى حيا عالما قادرا مريدا متكلما سميعا بصيرا مدبرا حكيما أن تكون له صورة، ومقصود المستدلين بالحديث من زملائك إثبات صورة لله تعالى غير تلك الصفات، والحديث والواقعة في غاية الوضوح، وفي غاية البعد عن إثبات صورة لله تعالى خلق عليها الإنسان، وتأييد ابن العربي في تفسيره للحديث يؤدي بالمؤيد له إلى نفي الصورة الزايدة على تلك الصفات، وإثباتها يناقض جلب شرحه للحديث، ومذهبه في التنزيه معروف، كما أن مذهب مثبتي الصورة لله تعالى معروف، وكلاهما على طرفي النقيض، فلم الاستدلال بكلام ابن العربي؟؟

زوجة وأم
2008-10-20, 04:20 PM
إذن على فهم ابن العربي لا يستفاد من الحديث أن لله تعالى صورة، فإنه لا يلزم من كونه تعالى حيا عالما قادرا مريدا متكلما سميعا بصيرا مدبرا حكيما أن تكون له صورة، ومقصود المستدلين بالحديث من زملائك إثبات صورة لله تعالى غير تلك الصفات، والحديث والواقعة في غاية الوضوح، وفي غاية البعد عن إثبات صورة لله تعالى خلق عليها الإنسان، وتأييد ابن العربي في تفسيره للحديث يؤدي بالمؤيد له إلى نفي الصورة الزايدة على تلك الصفات، وإثباتها يناقض جلب شرحه للحديث، ومذهبه في التنزيه معروف، كما أن مذهب مثبتي الصورة لله تعالى معروف، وكلاهما على طرفي النقيض، فلم الاستدلال بكلام ابن العربي؟؟

يظهر أنك لم تقرأ النقولات في هذا الموضوع وإلا لرأيت بأنه ليس هناك فرق كبير بين تفسير ابن العربي لها وتفسير العلماء الذين نقل عنهم الإخوة في هذا الموضوع.
إلا أننا نضيف إلى ما ذكره ابن العربي رحمه الله كل الصفات الأخرى التي نثبتها لله عز وجل لإثبات القرآن والسنة لها.

وما يلي كلام للشيخ صالح آل الشيخ فيه توضيح أكثر لمعنى الحديث، وراجع أيضا ما نقله الإخوة بالأعلى:

س3/ ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق آدمعلى صورته؟

ج/ هذا الحديث يطول الكلام عليه؛ لكن خلاصة الكلام أنَّ الصورة هنا بمعنى الصفة؛ لأنَّ الصورة في اللغة تطلق على الصفة كما جاء في الصحيحين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال «أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر»(2) يعني على صفة القمر من الوضاءة والنور والضياء، فقوله صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق آدمعلى صورته»؛ يعني خلق آدم على صورة الرحمن أ؛يعني على صفة الرحمن، فخص الله ? آدم من بين المخلوقات بأنَّ جعله مَجْمَع الصفات وفيه من صفات الله ? الشيء الكثير؛ يعني فيه من أصل الصفة على التقرير من أنَّ وجود الصفة في المخلوق لا يماثل وجودها في الخالق، فالله ? له سمع وجعل لآدم صفة السمع، والله ? موصوف بصفة الوجه وجعل لآدم وجهاً، وموصوف بصفة اليدين وجعل لآدم صفة اليدين، وموصوف بالقوة والقدرة والكلام والحكمة، وموصوف ـ بصفة الغضب والرضا والضحك إلى غير ذلك مما جاء في الصفات.
فإذن هذا الحديث ليس فيه غرابة كما قال العلامة ابن قتيبة رحمه الله قال (وإنما لم يألفه الناس فاستنكروه).
فهو إجمالٌ لمعنى الأحاديث الثانية الأخرى في صفات الله ?، «خلق آدمعلى صورته» يعني خلق آدم على صفة الرحمن ? فخصَّهُ بذلك من بين المخلوقات.

(شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله- )

نزار حمادي
2008-10-20, 07:18 PM
لماذا الاستمرار في التعسف في تأويل الحديث حتى يعود الضمير إلى الله تعالى، مع أن رجوعه إلى العبد المضروب بين جلي واضح بدليل الواقعة نفسها؟؟ إذا أراد أحد إثبات الصورة إلى الله تعالى فذلك شأنه، لكن فليعتمد على غير هذا الحديث لأن دلالته على ما يريد إثباته مستحيلة بدليل سياق الواقعة التي جاء فيها الحديث. فلم التعسف وتكلف التأويل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لإرجاع ضمير الصورة إلى الله عز وجل وتنزه عن مشابهة المخلوقات؟

مصطفى ولد ادوم أحمد غالي
2008-10-21, 12:17 AM
يا أخي الكريم الخوض في الصفات ليس محببا عند السلف الصالح فمالك يقول مروها كما جاءت و مثله حماد و سفيان و قال في الاستواء و النزول الاستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة و قال مثله في النزول و قال الامام الشافعي آمنت بما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر به عنه نبيه على مراد الله به و عقولنا معزولة عن ادراك حقيقته و قال الامام أحمد بن حنبل :كل ما يخطر ببالك فالله بخلاف ذلك وقد بينت في كتابي العقيدة الصحيحة من خلال حديث الدين النصيحة معلقا على هذه الأقوال بأن السبب في ذلك أنك يا عبد الله بصفتك مخلوقا لن تتصور الا صفة مخلوق سواء في الضخامة أو القوة والله غير مخلوق سبحانه و تعالى و الصفة فرع من الذات لذلك قال شيخنا بداه بن البوصيري فمن باينت ذاته الذوات باينت صفاته الصفات لأن الصفة فرع من الذات الا أن السلف الصالح لا يحبب الاكثار من الخوض في هذه الصفات و ذلك لأن الشيطان لا يغزو الانسان الا عن طريق الجهل قال الفخر الرازي لما تراجع عن الاعتزال:لقد جربت المناهج الكلامية و المدارس الفلسفية فما وجدتها تشفي عليلا و لا تروي غليلا و ان أصدق طريق طريق القرآن اقرؤوا في الاثبات ان شئتم اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه و الرحمن على العرش العرش استوى و في النفي :ليس كمثله شيء و هو السميع البصير و ولا يحيطون به علما ثم قال :من جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي و على كل فاتباع السلف الصالح هو المنجي من الضلال و ينبغي أن يسعنا ما وسعهم والله الموفق

ابن تيميه الصغير
2008-10-21, 01:43 PM
صحيح ابن حبان - كتاب الحظر والإباحة
ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل - حديث:‏5682‏
أخبرنا أبو خليفة ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته " قال أبو حاتم رضي الله عنه : " يريد به صورة المضروب ، لأن الضارب إذا ضرب وجه أخيه المسلم ضرب وجها خلق الله آدم على صورته " *


أرجو تشكيل كلام أبو حاتم .

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-21, 03:40 PM
يا أخي الكريم الخوض في الصفات ليس محببا عند السلف الصالح فمالك يقول مروها كما جاءت و مثله حماد و سفيان

و قال الامام الشافعي آمنت بما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر به عنه نبيه على مراد الله به و عقولنا معزولة عن ادراك حقيقته

كلام يكتب بالذهب.

يزيد الموسوي
2010-05-05, 02:57 AM
لو كان الضمير عائدا على الله لكان الله طوله " ستون ذراعا " ننزه الله ونعوذ به من ذلك وتعالى سبحانه عن ذلك ومثله علوا كبيرا ..
أحسنت
وهذا استنباط الألباني
وأضيف أن خلاف ذلك
هو عين عقيدة اليهود في كتابهم المكدس

التليدي
2010-05-05, 03:04 AM
الضمير يعود على ادم يعني ان الله خلق ادم على صورته ففيه ردعلى نظرية التطورالدروينية

أبو القاسم المحمادي
2010-05-05, 03:12 PM
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم على صورته) متفق عليه، هل يناقض قول الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى:11]، حيث في الآية نفي للمماثلة، وفي الحديث إثبات للصورة؟.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
هناك جوابان: مجمل، ومفصل:
أ*) الجواب المجمل:
إن هذا الحديث من الأحاديث المتشابهة، التي يخفى معناها، ويشتبه على بعض الناس دون بعض، فمن كان في قلبه زيغ وميل عن الحق اتبع المتشابه واطرح المحكم، وتوهم ما لا يليق بالله عز وجل، وقال: إن الله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى:11]، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يقول: (إن الله خلق آدم على صورته)، فيضرب القرآن بالسنة، ويجعل ذلك تناقضاً، وأما الراسخون في العلم فيردون هذا المتشابه الخفي المعنى إلى المحكم الواضح، فيفتح الله عليهم ويعرفون وجه الجمع بين النصوص، وبهذا تكون النصوص كلها محكمة متفقة غير متنافية ولا متناقضة، كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [آل عمران:7]، فإيمانهم به يقتضي أن يردوا المتشابه إلى المحكم حتى يكون محكماً لا تناقض فيه أو تعارض؛ لأنه كله من عند الله، لقول الله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) [النساء:82].
وعلى هذا فليس هناك تناقض بين الآية والحديث، حيث لا يراد بالحديث صورة تماثل صورة الرب عز وجل، وهذا بإجماع المسلمين والعقلاء، لأن الله عز وجل وسع كرسيه السماوات والأرض، والسماوات والأرض كلها بالنسبة للكرسي -موضع القدمين- كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة; فما ظنك برب العالمين؟!.
فلا أحد يحيط به وصفاً ولا تخييلاً، ومن هذا وصفه لا يمكن أن يكون على صورة آدم ستون ذراعاً، قال الله تعالى: (فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النحل:74]، فلا يحل لأحد أن يعتقد أن الله تبارك وتعالى مماثل لأحد من المخلوقين، ولا أن أحداً مماثل لله تعالى.
فإن يسر الله لك الجمع بين الحديث والآية، فاجمع، وقل: إن الله ليس كمثله شيء، وإن الله خلق آدم على صورته؛ لأن هذا كلام الله عز وجل، وهذا كلام رسوله أعلم، وأصدق، وأنصح، وأفصح الخلق عليه الصلاة والسلام، والكل حق يجب علينا الإيمان والتصديق به، ولا يمكن أن يكذب بعضه بعضًا؛ لأنه كله خبر وليس حكمًا كي ينسخ.
وإن لم يتيسر لك ذلك، فقل: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، ونسكت، وهذا هو غاية ما نستطيع، وعقيدتنا أن الله لا مثيل له، وبهذا تسلم أما الله عز وجل.
ب*) الجواب المفصل:
وفيه وجهان:
الوجه الأول: أن الحديث على ظاهره، أي: أن الله خلق آدم على صورته حقيقة، فالضمير في (صورته) يعود على الله عز وجل كما جاء ذلك مفسراً في الرواية الأخرى الصحيحة (على صورة الرحمن)، التي صححها الإمام أحمد وابن راهويه وشيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يلزم من كون الله خلق آدم على صورته، أن يكون مماثلاً له، وهذا ليس بغريب، لأن الله تعالى قال: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11]، ولأنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء، أن يكون مماثلاً له من كل وجه.
وبيانه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال : «إن الله خلق آدم على صورته»، هو الذي قال: «إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر» متفق عليه، فهل أنت تعتقد أن هؤلاء الذين يدخلون الجنة على صورة القمر من كل وجه، أو تعتقد أنهم على صورة البشر لكن في الوضاءة والحسن والجمال وما أشبه ذلك على صورة القمر، لا من كل وجه!.
فإن قلت بالأول؛ فمقتضاه أنهم دخلوا وليس لهم أعين وليس لهم أناف وليس لهم أفواه!، وإن شئنا قلنا: دخلوا وهم أحجار!، وإن قلت بالثاني؛ زال الإشكال، وتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلًا له من كل وجه.
فأهل الجنة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر بدون مماثلة؛ لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير، فإنهم يدخلون الجنة طولهم ستون ذراعاً، فليسوا مثل القمر لكن على صورة القمر من حيث العموم إضاءةً وابتهاجاً ونوراً، فإذا جاز هذا بين المخلوقين، فبين الخالق والمخلوق من باب أولى.
فإذا قلت: ما هي الصورة التي تكون لله، ويكون آدم عليها؟
قلنا: قوله صلى الله عليه وسلم: (على صورته)، أي: على صورته التي هي صفته، فإن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر لكن بدون مماثلة، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، من أن جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
الوجه الثاني: أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها واجتباها وأتمها وأحسن خلقها؛ ولهذا أضافها الله إلى نفسه، من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، إضافة تشريف وتكريم، كما في قوله تعالى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) [الحج:26]، ومعلوم أن الكعبة ليست بيت الله التي يسكنه، بل هو بيته الذي يعظم، وكقوله تعالى: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) [الشمس:13]، ومعلوم أن هذه الناقة ليست ناقة الله التي يركبها سبحانه وتعالى، حاشاه من ذلك بل أضافها نبي الله صالح عليه السلام إلى ربه لتشريف هذه الناقة وتعظيمها، وكقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ) [البقرة:114]، ومعلوم أن المساجد هي للناس يصلون فيها، لكن أضاف الله المساجد إليه؛ لأنها محل عبادته، وأهل للتشريف والتكريم، وما أشبه ذلك من الآيات، وهذا وارد في القرآن، ولا يمتنع على الله عز وجل.
فقوله: (خلق آدم على صورته) يعني: على الصورة التي صورها الله عزَّ وجلَّ، فصورة آدم ليست كصورة غيره من البشر، ولهذا استحقت أن تضاف إلى الرب عزَّ وجلَّ تشريفاً وتكريماً، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ) [الأعراف: 11]، والمصور آدم، فآدم على صورة الله، يعني: أن الله هو الذي صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات، ولهذا لا يقبح الوجه، ولا يضرب، فتتغير هذه الصورة التي خلقها الله عز وجل، وأضافها إلى نفسه تشريفاً وتكريماً.
ومثله قوله عز وجل للملائكة عن آدم عليه السلام: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) [ص:72]، ولا يمكن أن الله عز وجل أعطى آدم جزءاً من روحه، بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل، لكن أضافها الله إليه على سبيل التشريف والتكريم.
ولكن إذا قال قائل: أيُّ الوجهين السابقين أسلم، الأول، أم الثاني؟.
قلنا: كلا الوجهين السابقين صحيح، ولكن الأول أسلم من الثاني؛ لأنه أبعد عن التأويل، وهو متماش مع ظاهر النص، ونجد له مساغاً في اللغة العربية، وإمكاناً في العقل؛ وحينئذ يكون الواجب حمل الكلام عليه.
· واعلم أنه قد قيل في هذا الحديث أقوالاً لا تقبل، منها:
قال بعض أهل العلم: المراد بقوله: (على صورته); أي: صورة آدم، فالضمير يكون عائداً إلى آدم نفسه، فيكون معنى الحديث: أن الله خلق آدم أول أمره على هذه الصورة، وليس كبنيه يتدرج في الإنشاء نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم... إلخ.
لكن الإمام أحمد رحمه الله أنكر هذا التأويل، وقال: هذا تأويل الجهمية؛ لأنه يعارضه اللفظ الآخر المفسر للضمير وهو بلفظ: (على صورة الرحمن)، ولأنه يفقد الحديث معناه، فيبقى الحديث لا فائدة منه، فإذا كان المعنى: إن الله خلق آدم على صورة آدم، فما هي الفائدة؟!، وأيضاً لا يمكن لأفصح البشر وأنصح البشر صلى الله عليه وسلم أن يريد بالضمير ضمير المخلوق، لأن كل مخلوق فقد خلق على صورته، وحينئذ لا فضل لآدم على غيره.
ومن قال بهذا التأويل المشين المستكره قالوا به؛ لأنهم يعتقدون أنك لو قلت إنها صورة الرب عزّ وجل لمثّلت الله بخلقه، لأن صورة الشيء مطابقة له، وهذا تمثيل.
ونحن نقول: لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله، لكن ليس كمثل الله شيء.
· واعلم أن باب الصفات باب عظيم، وخطره جسيم، ولا يمكن أن ينفك الإنسان من الورطات، والهلكات التي يقع فيها، إلا بإتباع النص، والأخذ بظاهره، وإتباع السلف الصالح في هذا، وبأن يقف في هذا الباب موقف المُسَلِّم لا المعترض؛ لأن العقول ليس لها مجال في هذا الباب.
فيثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه، وينفي ما نفى الله عن نفسه، ويجري ما ورد في الكتاب والسنة على ظاهره بدون تمثيل، وبذلك يسلم من الشر، ومن تحريف الكلم عن مواضعه، وليحذر أن يخوض في شيء لم يتكلم فيه السلف الصالح، يقول بعض العلماء: (من لم يسعه ما وسع الصحابة، والتابعين ، فلا وسَّع الله عليه).

الساري
2010-05-05, 07:47 PM
أحسنت
وهذا استنباط الألباني
وأضيف أن خلاف ذلك
هو عين عقيدة اليهود في كتابهم المكدس
نبشت هذا الموضوع القديم , وحكمت حكمك الجازم , إذن فوضعك الموضوع الذي سألت فيه عن شأن الألباني وابن خزيمة مع الضمير , لم ترد به أن تفهم المسألة كما ( زعمت ) , فأنت إذن تسأل وأنت تعلم .

نأتي لعود الضمير :

أقول : ما هكذا تورد الإبل يا يزيد !

فقد وقعت في بعض الأخطاء .

أولها
أنك أوسعت ذمّا من أعاد الضمير إلى الله سبحانه بأن فهمه عين عقيدة اليبهود !!!
فهل كل ما وافق عقيدة اليهود من ديننا نبذناه ؟!
إذن فلتنكر وجود الله ذاته , لأن هذا (( عين عيون )) ((( عقيدة ))) اليهود لعنهم الله تعالى !

لو وافقناهم بانحرافهم فنعم , أما غير هذا فاليهود والنصارى أهل دين سماوي صحيح الأصل , فلا يخفاك أننا نوافقهم في جوانب من عقيدتنا .

ثانيها:
لعله فاتك وأنت الذي تدين لله بما عليه السلف الصالح من عقيدة , أن كبار أئمة السلف الذين تكلموا في عود الضمير أعادوا الضمير إلى الله سبحانه !
فأنت بهذا التقريع إنما تذم عقيدتهم , فاعتقادهم في هذا الحديث عندك أشوه لكونه موافقا لعين معتقد اليهود .

ثالثها :
استعن بكل علماء اللغات والمتكلّمين , واستعن بالجن , ثم أجمعوا أمركم فوفّقوا بين أحاديث الصورة على تأويلك , ولن تستطيعوا
خذ مختصر الخل عنك في حديثين تقيس عليهما باقي الأحاديث

1- قال صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله آدم على صورته ... )
2- قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورته )

تأمل الحديثين من جهة اللغة.
فكلاهما تضمن العبارة نفسها : " خلق آدم على صورته "
إذن , فمعاد الضمير في العبارتين سيكون واحدا .
فمن أعاده على الله سبحانه وتعالى , استقام له الكلام
فمعنى الأول واضح , ومعنى الثاني : " لاتقبّح وجه شخص ووجه من أشبهه لأن الله خلق وجه أدم على صورته سبحانه , وبما أن بني آدم يشبهون صورة أباهم المخلوق على صورة الله سبحانه, فأنت بهذا تقبّح صورة الله تعالى .

أما من أعاد الضمير على آدم فإن معنى الحديث ( الثاني ) يفسد عقلا !
لأن معناه سيكون : " لا تقبّح وجه شخص ووجه من أشبهه , فإن الله خلق آدم على صورة آدم , وبما أن الله خلق آدم على صورة آدم ؛ فلا تسب وجه أحد ووجه من أشبهه !!! "
هل تستطيع قوى الأرض وعلماء اللغات كلهم يا يزيد أن يربطوا بين العلة والمعلّل ؟!
لا , لن يستطيعوا , لأن خلق آدم على صورة آدم لا شأن له بالنهي
ومثلها لو قلت لك : لا تذم وجه فلان ووجه من أشبه وجهه فإن الله خلق صورة جده على صورة جده ذاتها !
أنا أحمق إن جعلت خلق الجد على صورة الجد ذاته علة في لهيي لك عن ذم وجه فلان ووجه من أشبهه .
نعم لقد فطن بعض من رفضوا عود الضمير على الله , فطنوا لفساد هذا المعنى فتركوا إعادة الضمير في الحديث الثاني إلى آدم وأعادوه إلى المشتوم نفسه !
وهذا أوقعهم في تناقض آخر
فالمعنى عندهم :
" لا تشتم وجه شخص ووجه من أشبهه لأن الله خلق آدم على صورة هذا المشتوم , فيصير شتمك من أشبه وجهه شتم لآدم لأن صورته عليه السلام على صورة المشتوم .
وهم بهذا قد هربوا من الحرّ لللظى !
ذلك لسببين :
1- أنهم قد تعدّد عندهم عود الضمير مع العبارة ذاتها في كل الأحاديث ففي حديث يعيدونه على آدم , وفي يعيدونه على المشتوم . من ذلك إعادتهم الضمير في الحديث الأول هنا على آدم وفي الثاني على المشتوم .
2- أنهم أولوا الحديث على وجه غير بليغ , بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ العرب
والمعروف بلاغة أن الأدنى مقاما هو الذي يلحق بالأعلى ليس العكس .
والمعروف بلاغة أن المتأخر زمنا هو الذي يلحق بالمتقدم ليس العكس .
بينما هم يوم أعادوا الضمير على المشتوم جعلوا آدم تابعا لحفيده ( المشتوم ) مع أن الحفيد هو الأدنى رتبة وهو المتأخر وقتا !

النتيجة : أن من أعادوا الضمير في الحديثين على آدم أفسدوا علة الحديث الثاني عقلا .
ومن أعادوا الضمير في الحديث الأول على آدم وفي الثاني على المشتوم عددوا عود الضمير من جهة , وجعلوا الأعلى المتقدم تابعا للأدنى المتأخر

رابعها :
هو أمر مهم جدا جهله الكثيرون .
فالمقصود بالصورة في هذه الأحاديث هو ((( الوجه ))) لا غيره .
ودلائل ذلك كثيرة من لغة العرب ومن ألفاظ الحديث .
يكفي دليلا على هذا أنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث قد نهى عن شتم (((((( الوجه ))) وفي أحاديث قد نهى عن ضرب ((( الوجه ))) وجعل العلة في كلٍّ أن الله خلق آدم على صورته سبحانه , فلو كان القصد بالصورة كل الجسد لما كان لتخصيص النهي بالوجه فائدة بل كان يجب أن يكون النهي عن سب كل الجسد .
ربما خفي هذا على الشيخ الألباني يوم جعل قوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله آدم على صورته , طوله ستون ذراعا ) جعل قوله طوله ستون ذراعا تصريحا بأن المقصود آدم بالضمير !! ورغم سوء استدلاله وعدم صواب عدّه العبارة تصريحا و إلا أنه أيضا غفل عن أن أحاديث أخر قد خصصت الصورة بالوجه وحده دون طول الجسد وعرضه .

وما كان استنباط الأخ المحاور , وتحسينك لقوله إلا لأنه فاتكما أن الصورة مخصصة بالوجه وحده , لا شأن لها بسائر الجسد أو بالستين ذراعا , التي تمسكتم بها أنتم والشيخ الألباني رحمه الله تعالى .

خامسها :
أن الله اصطفى آدم وخصه عن سائر ما خلق بأفضال وأسجد له أطوع خلقه الملائكة الكرام , خلقه في أحسن تقويم , وإكراما له قدخلقه على صورته لا يشبهه من كل وجه - تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا - فلئن كان لله يد فلآدم يد ولئن كان لله قدم فلآدم قد , ولئن كان لله تعالى وجه فلآدم وجه , ولئن كان الله يتكلم فآدم يتكلم ولئن كان الله يسمع ويبصر ويختار , فآدم يسمع ويبصر ويختار , وزد على هذا ما أنت أعلم به من صفات هي لله ثم للإنسان !
لكن كلهّا في الإنسان صفات شابهت صفات الله (((( لفظا ))) وقصرت عنها كنها وحقية , فصفات الله تعالى وتقدّس مطلقة الكمال والجلال , بينما صفات الإنسان محدودة القدرة وضيعة القدر في جناب الله تعالى .
فما أعجب إلا من شخص يؤمن بأن لله يد وقدم وكلام وبصر ... الخ , وأن لآدم يد وقدم وكلام وبصر ... الخ ويؤمن بأن هذا لا يكون مشابهة من كل وجه بل مشابهة من وجه دون وجوه و ثم هو ينكر أن لآدم صورة (((((( وجه ))))) يشبه وجه الله من وجه دون وجوه !
ما أوقع هذا إلا الغلو في التنزيه إلى الحد الذي أوقعه في هذا التناقض من إثبات صفات لآدم هي صفات لله تعالى , وإنكار صفات أخر . بينما القياس فيها واحد .

لا يبقى مستقيما لا اختلاف فيه , ولا معارضة للعقل أو اللغة أو البلاغة إلا المعتقد الصافي معتقد أئمة السلف بأن الله خلق آدم على صورته سبحانه , بعيدا عن غلوّ المعطّلة وتفريط المشبهة .

هذا ما تيسر , ومعذرة إليكم إن صار من أخطاء في الكتابة أو ركاكة فلم أجد نشاطا للمراجعة .

يزيد الموسوي
2010-05-07, 10:18 AM
نبشت هذا الموضوع القديم , وحكمت حكمك الجازم , إذن فوضعك الموضوع الذي سألت فيه عن شأن الألباني وابن خزيمة مع الضمير , لم ترد به أن تفهم المسألة كما ( زعمت ) , فأنت إذن تسأل وأنت تعلم .
كنت أظن في الأمر جديدا لا أعرفه
فتبين أن لا

نأتي لعود الضمير :


أقول : ما هكذا تورد الإبل يا يزيد !
لن أعترض، لكنك كنت تخاطبني (أستاذي يزيد) والآن أقعدتني على كرسي
وجعلت تحاضرني، فدعك من الأسلوبين القديم والجديد


فقد وقعت في بعض الأخطاء .
أولها أنك أوسعت ذمّا من أعاد الضمير إلى الله سبحانه بأن فهمه عين عقيدة اليبهود !!!

لست أدري من اين أخذت أوسعت ذما هذي، وكيف فهمت الأمر؟
ثم كان الأولى أن تراجع هذا الأمر
فلم لا يكون من الإسرائيليات التي تسربت إلى كتب السنة؟


لعله فاتك وأنت الذي تدين لله بما عليه السلف الصالح من عقيدة , أن كبار أئمة السلف الذين تكلموا في عود الضمير أعادوا الضمير إلى الله سبحانه !
فأنت بهذا التقريع إنما تذم عقيدتهم , فاعتقادهم في هذا الحديث عندك أشوه لكونه موافقا لعين معتقد اليهود .

أنا الآن أسمع شريط الألباني وقد قرأ علي الحلبي من كتاب لابن تيمية
أنه مذهب أبي ثور ومحدثي البصرة
وأخذ الألباني على ابن تيمية تناقضه فمرة يقول إجماع ومرة يقول ما سبق
وليس في الأمر تقريع كما توهمت


ثالثها :
استعن بكل علماء اللغات والمتكلّمين , واستعن بالجن , ثم أجمعوا أمركم فوفّقوا بين أحاديث الصورة على تأويلك , ولن تستطيعوا
خذ مختصر الخل عنك في حديثين تقيس عليهما باقي الأحاديث

1- قال صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله آدم على صورته ... )
2- قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورته )
تأمل الحديثين من جهة اللغة.
فكلاهما تضمن العبارة نفسها : " خلق آدم على صورته "
إذن , فمعاد الضمير في العبارتين سيكون واحدا .
فمن أعاده على الله سبحانه وتعالى , استقام له الكلام

أما الاستعانة بالجن فلا يجوز لك أن تدعو إلى الشرك، مهما بلغ بك الحنق والغضب
وكنت كتبت ردا على هذا، فلا أدري أسقط من جهازي
أم حذفه المشرف، والآن أعيده فركز
الحديث الأول: خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا.
هذا لا يمكن أن يكون مرجع الضمير هو الله تبارك وتعالى؛ لأن معناه سيكون
خلق الله آدم على صورة الله، طول الله ستون ذراعا
فتأمل، وهذا هو عين التجسيم والكفر
أما الحديث الثاني، فاحذف فيه الضمائر وضع الاسم الظاهر، فسيكون أحد اثنين:
1- لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورة الله.
2- لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورة المشتوم.

وأراك قد أكثرت حتى أمللت
فأجبني عن الحديث الأول فقط، ودعك من الثاني
وباختصار رجاء فليست محاضرة
على من يعود الضمير في " طوله "
أليس معاده واحدا في الحديث الأول.
هذا لابد منه إن كنت تفقه شيئا من كلام العرب
وقبل أن يأخذك الغرور وتظن نفسك خليل الأمة
هاك هذه الآية {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفتح9
وهي من أدلة التويجري
نص واحد وسياق واحد، ومعادات متعددة
فليس هذا بدعا في كلام العرب
ولنا عودة

الساري
2010-05-07, 04:22 PM
كنت تخاطبني (أستاذي يزيد) والآن أقعدتني على كرسي وجعلت تحاضرني




ليت هذا يصير ( ابتسامة )
*
( أســـــتــــاذي يزيد ) قلتها وسأظل أقولها إلى أن يشاء الله تعالى . ما لم تدلني على خير منها وأحب لك .
إني أكتب أستاذي أحيانا لشخصك ولغيرك ممن أكبر مقامه لأشعره أني وإن حاورته فلست في مقامه .
مع علمي أن الكرام يتأذون منها .
ولتعلم أني مهما ساء كلامي وقل أدبي معك فإنك من أحب أعضاء الألوكة إلى نفسي , وهل أطيق كرهك وأنت طراز فريد من قوة الشخصية وحيويتها ونباهة الفكر وسعة الباع .
لذا فمن عجائب حالي أنني أستمتع بقوارعك وزواجرك لي ولغيري , لكونها امارة على التوقّد وثبات الجنان ( القوة )
أقرأ لك فأتبسم , فأقول : أعان الله هذا اللوذعي على ( خصومه ) , وأعان خصومه عليه .


آمل أن أعرف منك أحب ما تحب أن تنادى به لألزمه لزوم إجلال لشخصك ومحبة لم أقسم عليها عبثا



لست أدري من اين أخذت أوسعت ذما هذي، وكيف فهمت الأمر؟
ثم كان الأولى أن تراجع هذا الأمر
فلم لا يكون من الإسرائيليات التي تسربت إلى كتب السنة؟




لقد أعطِيتَ جدلا يا يزيد ( قصدي يا أستاذي يزيد , وأتشرف )
فرق بين قول : ربما كانت من الإسرائيليات وبين قول : هي عين عقيدة اليهود , ثم هل يصح زعم أن يقع هذا الجمع من الإئمة المحدّثين بحبائل الرويايات الإسرائيليية وهم يرونها تصادم المعتقد ؟! هذا محال .



أنا الآن أسمع شريط الألباني وقد قرأ علي الحلبي من كتاب لابن تيمية
أنه مذهب أبي ثور ومحدثي البصرة
وأخذ الألباني على ابن تيمية تناقضه فمرة يقول إجماع ومرة يقول ما سبق
وليس في الأمر تقريع كما توهمت


هذا من فقه ابن تيمية لا من تناقضه , فهو يروي الشذوذ ولا يعده خارقا للإجماع ,, ويروي القول الخطأ , ولا يعده خارقا للإجماع بل يعد الإجماع لا زال قائما .
ومن تتبع ذلك منه علمه .
أنت الآن علمت بأن هناك من يعيد الضمير إلى آدم , فهل تظنك ستنسى هذا حتى تموت ؟
لا لن تنسى .
فكيف ينساه رجل كابن تيمية عبقري زمانه , وهو الذي بحث هذه المسألة ومحّص واطلع على الأقوال وكتب بنفسه أسماء من خالف , ثم ينسى ويظن الإجماع واهما ؟
هو بهذا جمع بين الصدق والتمييز , فلم يدلّس ويُخْفِ قول المخالفين , وعلم أن خلافهم لا يضر الإجماع فقال به .


أما الاستعانة بالجن فلا يجوز لك أن تدعو إلى الشرك، مهما بلغ بك الحنق والغضب


لا تقتل خيال العربي بجمود الألفاظ .




الحديث الأول : ( خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا )
هذا لا يمكن أن يكون مرجع الضمير هو الله تبارك وتعالى؛ لأن معناه سيكون
خلق الله آدم على صورة الله، طول الله ستون ذراعا
فتأمل، وهذا هو عين التجسيم والكفر
على من يعود الضمير في " طوله "
أليس معاده واحدا في الحديث ... .
هذا لابد منه إن كنت تفقه شيئا من كلام العرب


قولك : ( هذا لا بدّ منه ) منطلق خطأ ترتب عليه خطأ في التأويل .
فمن أين جئت بقاعدة أن الضمائر في العبارات المتوالية يجب عودها على واحد ؟!
لا ليس الضمير في قوله صلى الله عليه و سلم ( طوله ستون ذراعا ) يعود إلى الله , تعالى عن هذا علوا كبيرا
وأنت مصر على أن تقع فيما وقع به الشيخ الألباني .
بهذا التأويل أغلاط منها :


الأول :
خطأعودة الضمير
لو قلت : ( صنع زيد تمثالا يشبهه طوله عشرة سنتيمترات )
على قاعدتك , لا بدّ أن يعود ضمير ( طوله ) حتما على زيد , أو أن يكون الكلام خطأ ! وهل رأيت زيدا من الناس طوله عشرة سنتمترات ؟!
ولله المثل الأعلى سبحانه


الثاني :
مخالفة مفهوم عموم الأحاديث
فالجمع بين هذا الحديث , وأحاديث النهي عن ضرب الوجه وشتم الوجه يدلانك على أن المقصود بالصورة في هذا الحديث الوجه وحده . وهذا يخرج وصف طول الجسد في الحديث من الصورة المقصودة .
لذلك جاء النهي عن ضرب أو شتم الوجه وحده دون غيره من أعضاء الجسد , ولو كان القصد بالصورة الجسم بعرضه وطوله ا لما كان لخصّ الوجه وجه .
هو دليل كاف على أن عبارة ( طوله ستون ذراعا ) خارجة عن الصورة المقصودة , لعلك غفلت عنه ؟
وبالمناسبة , فهذه لغة العرب يطلقون الصورة كثيرا ويريدون الوجه وحده ( أقول هذا عالما به ) وإن شئت لدلّلت لك من نصوص الشريعة ذاتها ومن كلام العرب .
يكفي من هذا حديث ( ألا إن الصورة الوجه , فإذا طمس فلا صورة ) جعل مدار الصورة قائما على الوجه .


الثالث :
مخالفة المنطق البليغ .
فالحديث مسوق لبيان كيفية خلق آدم , لا لبيان كيفية ذات الله – تعالى الله عن هذا علوا كبيرا –
فلو قلت : ( صنع زيد تمثالا على شكله , وطوله قرابة مترين )
فاستفت نفسك : هل يقع في نفسك ابتداءا أن المقصود وصف طول التمثال أو وصف طول زيد ؟
المتبادر عند الناس كلهم أنه وصف للتمثال لا لزيد ,لأن الكلام أُنشِئ للحديث عن وصف التمثال لا زيد




هاك هذه الآية {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفتح9
وهي من أدلة التويجري
نص واحد وسياق واحد، ومعادات متعددة
فليس هذا بدعا في كلام العرب


استغرب منك هذا ؟!
ولعلي لم أفهم قصدك .
فإني أراك في المقتبس السابق حتّمت عود الضمير على واحد في الجمل المتعاقبة , وبه رددت عود الضمير الأول في الحديث إلى الله تعالى وعود الثاني على آدم , ثم رجعت في هذا المقتبس فعكست ودللت على جواز تعدد عوده , وبه أثبتّ ما أقوله لك من عود الضمير الأول إلى الله تعالى , وعود الثاني على آدم !




أما الحديث الثاني، فاحذف فيه الضمائر وضع الاسم الظاهر، فسيكون أحد اثنين:
1- لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورة الله.
2- لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورة المشتوم.


التأويل الثاني يعارض زعم من يعيد الضمير على آدم في الحديث الأول المذكور سابقا وهو : ( خلق الله آدم على صورته ) فكيف يعيدون الضمير في الحديث الأول على آدم ثم يعيدونه في الثاني على المشستوم رغم أن العبارة في الحديثين وكل أحاديث الباب موحدة الالفاظ .
واما التأويل الأول فهو الحق , وهو كما ترى يحفظ بقاء عود الضمير إلى الله في الحديثين وكل أحاديث الباب
اما ما خطر على بالك من أنه لا صلة بين خلق الله آدم على صورته سبحانه , وبين النهي عن تقبيح وجه شخص غير آدم , فيردّه أن هذا المشتوم من نسل آدم وما دام من نسله فهو لا محالة يشبه صورته وما دام أدم قد خُلق على صورة الله تعالى فإن شتم وجه إي إنسان من ذريته هو شتم لوجه الله تعالى علوا كبيرا .

يزيد الموسوي
2010-05-07, 05:55 PM
إني أكتب أستاذي أحيانا لشخصك ولغيرك ممن أكبر مقامه لأشعره أني وإن حاورته فلست في مقامه .

مع علمي أن الكرام يتأذون منها .



هل تقصد أني من اللئام؟

أنا أيضا لا أحبها، ونادني باسمي بلا ألقاب


ولتعلم أني مهما ساء كلامي وقل أدبي معك ..
أما الأخيرة فلا أحبذها لك و لا لي

لذا فمن عجائب حالي أنني أستمتع بقوارعك وزواجرك لي ولغيري , لكونها امارة على التوقّد وثبات الجنان ( القوة )







أقرأ لك فأتبسم , فأقول : أعان الله هذا اللوذعي على ( خصومه ) , وأعان خصومه عليه .


..





إيه لعل القط يحب خناقه


أما من يقرأ هذا فسيظنني سفاحا


فرق بين قول : ربما كانت من الإسرائيليات وبين قول : هي عين عقيدة اليهود , ثم هل يصح زعم أن يقع هذا الجمع من الإئمة المحدّثين بحبائل الرويايات الإسرائيليية وهم يرونها تصادم المعتقد ؟! هذا محال ...
أما أنت فقد عصمتهم، وهل خلا كتاب تفسير منها
وعلى رأسها الطبري
ثم هذا موجود في التلمود كما قلت لك سابقا

هذا من فقه ابن تيمية لا من تناقضه...
هذا الكلام يوجه للألباني لا لي
فما أنا إلا ناقل
أما إذا خالف إمام معتبر، فهذا يخرق الإجماع ولاشك
من أجل ذلك قال أحمد:
من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا
إن من التساهل والتبسط قولنا أجمعوا على أن تارك الصلاة كافر

أنت الآن علمت بأن هناك من يعيد الضمير إلى آدم , فهل تظنك ستنسى هذا حتى تموت ؟.لا لن تنسى ...
كنت أعلم هذا سلفا، وليس جديدا علي

فكيف ينساه رجل كابن تيمية عبقري زمانه , وهو الذي بحث هذه المسألة ومحّص واطلع على الأقوال وكتب بنفسه أسماء من خالف , ثم ينسى ويظن الإجماع واهما ؟







هو بهذا جمع بين الصدق والتمييز , فلم يدلّس ويُخْفِ قول المخالفين , وعلم أن خلافهم لا يضر الإجماع فقال به ...



هذا غزل وليس نقدا علميا

ولغة العواطف لا تنفع، ولا تمنع خطأ المخطئ

قولك : ( هذا لا بدّ منه ) منطلق خطأ ترتب عليه خطأ في التأويل .

فمن أين جئت بقاعدة أن الضمائر في العبارات المتوالية يجب عودها على واحد ؟!...
ومن قال ذلك؟
أصلا لا يوجد قاعدة ثابتة في النحو لا لهذا و لا لغيره
وهذا هو عين نظرية النظم للجرجاني لما أنقذ النحو من جفافه وجموده
بربطه بالمعنى؛ فكأن لكل نص قاعدة خاصة

لو قلت : ( صنع زيد تمثالا يشبهه طوله عشرة سنتيمترات )







على قاعدتك , لا بدّ أن يعود ضمير ( طوله ) حتما على زيد , أو أن يكون الكلام خطأ ! وهل رأيت زيدا من الناس طوله عشرة سنتمترات ؟!



دعك من هذا المثال وهات الحديث

أما القاعدة فقد أجبتك






فالجمع بين هذا الحديث , وأحاديث النهي عن ضرب الوجه وشتم الوجه يدلانك على أن المقصود بالصورة في هذا الحديث الوجه وحده . وهذا يخرج وصف طول الجسد في الحديث من الصورة المقصودة .!

لذلك جاء النهي عن ضرب أو شتم الوجه وحده دون غيره من أعضاء الجسد , ولو كان القصد بالصورة الجسم بعرضه وطوله ا لما كان لخصّ الوجه وجه .

هو دليل كاف على أن عبارة ( طوله ستون ذراعا ) خارجة عن الصورة المقصودة , لعلك غفلت عنه ؟






كيف غفلت؟

الأمر أكبر مما تظن

أصلا لفظ صورة لا يدل على الوجه فقط
لكن ربطكم بين الحديثين هو الإشكال
الحديث الأول: خلق الله آدم على صورته، أي على (هيئته: شكله: سمته) وهذا يقتضي الجسد كله، وليس الوجه فقط كما تفهمون
ومعنى هذا أنه لاعلاقة لهذا الحديث بصفة الصورة أصلا
أما الحديث الثاني:
لاتضرب.. فإن الله خلق آدم على صورته
هنا صورته بمعنى وجهه، لماذا؟ لأن هذا هو الأصل، وصرفناه في الحديث الأول عن الأصل للزوم التشبيه، وهذا محال
أما هنا فيكون التقدير
خلق الله آدم على صورة وجه المضروب
أي أن بين ملامح وجهي آدم وهذا المضروب شبها، ولا يلزم التطابق
وليس هذا في كل إنسان بل في ذاك خصوصا
ذلك أن رسول الله كان التقى آدم عليه السلام في رحلة المعراج
وهذا الحديث أيضا لا علاقة له بصفة الصورة
أما صفة الصورة فلا ينكرها الألباني لكنه - كما يقول - يأخذها من نصوص أخرى،
كحديث الشفاعة
أما بالنسبة لليهود، فلا تنس أنهم قالوا يد الله مغلولة
وإن الله استراح يوم السبت
فلم لا يقولون إن ملامح وجه آدم تشبه وجه الله
ودخلت على المسلمين؛ إلا القليل من أمثال أبي ثور وابن خزيمة والألباني
فتأمل