تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد المهمة فى العلاقة بين ابواب كتاب التوحيد والحكمة فى هذا الترتيب الفائق



محمدعبداللطيف
2018-02-06, 12:55 PM
الباب الاول- وجوب عبادة الله وحده لا شريك له وأن هذا الواجب هو اول الواجبات-التوحيد أول ما يجب معرفته على المكلف فهو أول واجب وآخر واجب وأول ما يدخل به الإنسان الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا ---قال الشيخ حافظ الحكمي-رحمه الله تعالى- في شرح قوله في منظومة (سلم الوصول) :

وَهوَ الَّذي به الإله أرْسَـلا



رُسْلَهُ يَدْعُونَ إلَيْــهِ أولا



يقول رحمه الله: وهذا التوحيد أي توحيد الإلهية الذي به الإله عز وجل ‏(‏أرسلا رسله‏)‏ من أولهم إلى آخرهم ‏(‏يدعون إليه أولا‏)‏ قبل كل أمر فلم يدعوا إلى شيء قبله، فهم وإن اختلفت شرائعهم في تحديد بعض العبادات والحلال والحرام، لم يختلفوا في الأصل الذي هو إفراد الله سبحانه بتلك العبادات افتقرت أو اتفقت، لا يشرك معه فيها غيره، كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ نحن معاشر الأنبياء أولاد علات، ديننا واحد ‏"‏ وقد أخبر الله عز وجل عن اتفاق دعوة رسله إجمالا وتفصيلا فقال تعالى‏:‏ ‏(‏شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه‏)‏ وهؤلاء هم أولو العزم من الرسل‏:‏ نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك بقية الرسل‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏(‏واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون‏)‏ ‏ وقال تعالى‏:‏ ‏(‏وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏(‏ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت‏)----فحَرِىّ بالعبد ان يعرف معنى هذا التوحيد الذى هو الغاية من خلق الإنسان كما قال الله جل وعلا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ------------------------الباب الثانى-- (باب فضل التوحيد وما يكفّر من الذنوب)، التوحيد بأنواعه له فضل عظيم على أهله، ومن أعظم فضله أنه به تُكفّر الذنوب، فالتوحيد يكفر الذنوب جميعا، لا يكفر بعض الذنوب دون بعض، فإن التوحيد حسنة عظيمة، لا تقابلها معصية إلا وأحرق نورُ تلك الحسنة أثر تلك المعصية، إذا كَمُل ذلك النور-----------------------------الباب الثالث - (باب من حقق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب)، وقد ذكر في الباب قبله -(فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)، وهذا الباب أرفع رتبة من بيان فضل التوحيد، فإن فضل التوحيد يشترك فيه أهله.
وأهل التوحيد هم أهل الإسلام، فلكلٍّ من التوحيد فضل، ولكل مسلم نصيب من التوحيد، وله بالتالي نصيب من فضل التوحيد، وتكفير الذنوب.
أمّا خاصة هذه الأمة فهم الذين حققوا التوحيد، ولهذا عطف هذا الباب على ما قبله لأنه أخص (باب من حقق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب).
------------------------------الباب الرابع (الخوف من الشرك)، وكل من حقق التوحيد، فلا بد أن يخاف من الشرك، ولهذا سيدُ المحققين للتوحيد محمد عليه الصلاة والسلام كان يكثر من الدعاء، بأن يُبعَد عنه الشرك، وكذلك إبراهيم عليه السلام كان من الدعاء بأن لا يدركه الشرك أو عبادة الأصنام.
فمناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة؛ من أن تحقيق التوحيد عند أهله معه الخوف من الشرك، وقلَّ من يكون مخاطرا بتوحيده، أو غير خائف من الشرك ويكون على مراتب الكمال؛ بل لا يوجد، فكل محقق للتوحيد، كل راغب فيه، حريص عليه، يخاف من الشرك، وإذا خاف من الشرك فإنَّ الخوف -وهو فزع القلب، وهلعه، وهربه، من ذلك الشيء- فإن هذا الذي يخاف من الشرك سيسعى في البعد عنه.---------------------(باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) باب الدعوة إلى التوحيد.
وقد ذكر في الباب قبله - الخوف من الشرك،- وقبله ذكر فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب -وباب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.
ولما ذكر بعده باب الخوف من الشرك- اجتمعت معالم حقيقة التوحيد في النفس؛ في نفس الموحد، فهل من اجتمعت حقيقة التوحيد في قلبه بأن 1-عرف معناه 2- وعرف فضله 3- وخاف من الشرك4 - ومعنى ذلك أنه استقام على التوحيد وهرب من ضده؟5- هل يبقى مقتصرا على نفسه أم إنه لا تتم حقيقة التوحيد في القلب إلاَّ بأن يدعو إلى حق الله الأعظم - ألا وهو إفراده جل وعلا بالعبادة وبما يستحقه سبحانه وتعالى من نعوت الجلال وأوصاف الجمال؟
بوَّب الشيخ رحمه بهذا الباب ليدل على أن من تمام الخوف من الشرك ومن تمام التوحيد أن يدعو المرء إلى التوحيد، فإنه لا يتم في القلب حتى تدعو إليه، وهذه حقيقة شهادة أن لا إله إلاَّ الله؛ لأن الدعوة إلى شهادة أنْ لا إله إلاَّ الله عُلمت حيث شهِد العبد المسلم لله بالوحدانية.---------------ثم له مناسبة أخرى لطيفة وهي: أنّ ما بعد هذا الباب هو تفسيرٌ للتوحيد وبيان أفراده، وتفسير للشرك وبيان أفراده، فيكون -إذن- الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، الدعوة إلى التوحيد دعوة إلى تفاصيل ذلك، وهذا من المهمات؛ لأن كثيرين من المنتسبين للعلم من أهل الأمصار يسلِّمون بالدعوة إلى التوحيد إجمالا؛ ولكن إذا أتى التفصيل في بيان مسائل التوحيد، أو جاء التفصيل لبيان أفراد الشرك فإنهم يخالفون في ذلك وتغلبهم نفوسهم في مواجهة الناس في حقائق أفراد التوحيد وأفراد الشرك.
إذن فالذي تميزت به هذه الدعوة؛ دعوة الإمـام المصلح رحمه الله أنَّ الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله دعوة تفصيلية ليست إجمالية، أمَّا الإجمال فيدعوا إليه كثيرون؛ نهتم بالتوحيد ونبرأ من الشرك؛ لكن لا يذكرون تفاصيل ذلك، والذي ذكره الإمـام رحمه الله في بعض رسائله أنه لما عَرَضَ هذا الأمر يعني الدعوة إلى التوحيد عرضه على علماء الأمصار قال: وافقوني على ما قلت وخالفوني في مسألتين في مسألة التكفير وفي مسألة القتال. وهاتان المسألتان سبب المخالفة مخالفة أولئك العلماء فيها أنهما فرعان ومتفرعتان عن البيان والدعوة إلى أفراد التوحيد والنهي عن أفراد الشرك.
إذن الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله هو الدعاء إلى ما دلَّت عليه من التوحيد، والدعاء إلى ما دلَّت عليه من نفي الشريك في العبادة وفي الربوبية وفي الأسماء والصفات عن الله جل وعلا.
وهذه الدعوة دعوة تفصيلية لا إجمالية، ولهذا فصَّل الإمـام رحمه الله في هذا الكتاب أنواع التوحيد وأفراد توحيد العبادة، وفصَّل الشرك الأكبر والأصغر وبين أفرادا من ذا وذاك.
يأتي تفسير شهادة أن لا إله إلاَّ الله في الباب الذي بعده؛ لأنه باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلاَّ الله.[ منتقى من كفاية المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 01:10 PM
(باب تفسير التوحيد وشهادةِ أن لا إله إلا الله يظهر لك من هذه الترجمة وما فيها من الآيات والحديث أنَّ تفسير التوحيد وتفسير شهادة أن لا إله إلا الله يحتاج منك إلى مزيد عناية ونظر وتأمل وتأنِّي حتى تفهمه بحجته وببيان وجه الحجة في ذلك.
بعد ذلك قال الشيخ رحمه الله (وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب) فالكتاب كله هو تفسير للتوحيد وتفسير لكلمة لا إله إلا الله، وبيان ما ينافي أصل التوحيد وبيان ما ينافي كمال التوحيد، وبيان الشرك الأكبر والشرك الخفي وشرك الألفاظ، وبيان بعض مستلزمات التوحيد؛ توحيد العبادة من الإقرار لله بالأسماء والصفات، وبيان ما يتضمنه توحيد العبادة من الإقرار لله جل وعلا بالربوبية---------------------بابٌ (باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه)شرع الشيخ رحمه الله في تفصيل ما سبق، في بيان التوحيد ببيان ضده، ومن المعلوم أن الشيء يعرف ويتميز بشيئين:
* بحقيقته.
* وبمعرفة ضده.
والتوحيد يتميز بمعرفته في نفسه؛ بمعرفة معناه وأفراده, وبمعرفة ضده أيضا، وقد قال الشاعر:
............................. و بضدهـا تتميز الأشـــياءُ وهذا صحيح فإنما التوحيد يعرف حسنه بمعرفة قبح الشرك.
والإمام رحمه الله بدأ بذكر ما هو مضاد للتوحيد، وما يضادُّ التوحيد منه:
( ما يضاد أصله، وهو الشرك الأكبر الذي إذا أتى به المكلَّف، فإنه ينقض توحيده؛ يعني يكون مشركا شركا أكبر مخرجا من الملة، هذا يقال فيه ينافي التوحيد، أو ينافي أصل التوحيد.
( والثاني ما ينافي كمال التوحيد الواجب: وهو ما كان من جهة الشرك الأصغر ينافي كماله، فإذا أتى بشيء منه فقد نافى بذلك كمال التوحيد؛ لأن كمال التوحيد إنما يكون بالتخلص من أنواع الشرك جميعا، وكذلك الرياء فإنه من أفراد الشرك الأصغر؛ أعني يسير الرياء، وهذا ينافي كمال التوحيد، ومنها أشياء يقول العلماء فيها أنها نوع شرك، فيعبرون عن بعض المسائل من الشركيات أنها نوع شرك أو نوع تشريك.
فصار عندها في ألفاظها في هذا الباب أربعة:
الأول: الشرك الأكبر.
الثاني: الشرك الأصغر.
الثالث: الشرك الخفي.
الرابع: قولهم نوع شرك أو نوع تشريك: وذلك من مثل ما سيأتي في قوله جل وعلا-يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وفي نحو قوله -أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
بدأ الشيخ رحمه الله في تفصيل الشرك ببيان صور من الشرك الأصغر التي يكثر وقوعُها.
وقدَّم الأصغر على الأكبر انتقالا من الأدنى إلى الأعلى؛ لأن الشبهة في الأدنى ضعيفة بخلاف الشبهة في الأعلى؛ يعني أن تعلق المتعلق بالخيط, تعلق المتعلق بالتميمة، هذا شبهته أضعف، فتعلق ذلك المتعلق بذلك المتعلق بغير الله إذا وَعَى أنه تعلق بغير الله فإنه يكون مقدمة مهمة ومنتِجة للمطلوب في إقناعه بأنَّ التعلق بغير الله في الشرك الأكبر أنه قبيح.
أمّا إذا أتى إلى ما هو من جهة الشرك الأكبر كالتعلق بالأولياء ودعائهم وسؤالهم، أو الذبح للجن أو الذبح للأولياء فإنه يكون هناك شبهة؛ وهي أنّ أولئك لهم مقامات عند الله جل وعلا، والناس الذين يتوجهون إلى أولئك ويشركون بهم الشرك الأكبر المخرج من الملة -والعياذ بالله-، يقولون: إنما أردنا الوسيلة هؤلاء لهم مقامات عند الله، إنما أردنا الوسيلة. كحال المشركين في زمن النبي ( الذين قال الله جل وعلا فيهم -وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
فإذن الشيخ رحمه الله بدأ بما هو من الشرك الأصغر انتقالا من الأدنى على الأعلى حتى يكون ذلك أقوى في الحجة وأمكن في النفوس من جهة ضرورة التعلق بالله وإبطال التعلق بغيره. [كفاية المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 03:17 PM
الباب السابق قال فيه الإمـام رحمه الله (باب من الشرك لبس الحلقة والخيط), وهنا قال (باب ما جاء في الرقى والتمائم)، ولم يقل: باب من الشرك الرقى والتمائم؛ ذلك لأن الرقى منها ماهو جائز مشروع ومنها ما هو شرك، والتمائم منها ما هو متفق عليه أنه شرك ومنها ما قد اختلف الصحابة فيه هل هو من الشرك أم لا؟ لهذا عبّر رحمه الله بقوله (باب ما جاء في الرقى والتمائم) وهذا من أدب التصنيف--------------------

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 03:25 PM
(باب من الشرك الاستغاثة بغير الله) -هذا الباب مع الباب الذي قبله والأبواب أيضا التي سلفت - كلها في بيان قصد هذا الكتاب وبيان الغرض من تأليفه وأن التوحيد إنما يُعرف بضده، فمن طلب التوحيد فليطلب ضد التوحيد؛ لأنه -أعني التوحيد- يجمع بين الإثبات والنفي يجمع بين الإيمان بالله وبين الكفر بالطاغوت، فمن جمع بين هذين فإنه قد عرف التوحيد، ولهذا شيخ رحمه الله - فصّل في أفراد توحيد العبادة وفصّل في أفراد الشرك، فبّين أصناف الشرك الأصغر القول والعمل وبين أصناف الشرك الأكبر العملي و الاعتقادي، فذكر الذبح لغير الله وذكر النذر لغير الله والذبح والنذر عبادتان عظيمتان، وعبادة الذبح وعبادة النذر ظاهرة:
عبادة الذبح فعلية عملية.
والنذر قولية إنشاءً وعملية وفاءً.
فذكر العمليات أو الذبح من العمليات؛ يعني من أنواع الشرك الأكبر الذي يكون من جهة العمل، وذكر النذر لغير الله وهو يحصل بالقول.
والذبح والنذر، العمل والقول كل منهما معه اعتقاد تعظيم المخلوق كتعظيم الله جل وعلا- يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وقال-تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ- إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
وعطف على ذلك (باب من الشرك الاستعاذة بغير الله) والاستعاذة بغير الله تكون بالقول الذي معه اعتقاد، فهي مناسبة لأنْ تكون بعد (باب من الشرك النذر لغير الله).[كفاية المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 03:39 PM
(باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره)، (من الشرك) -كما ذكرنا فيما سبق- يعني الشرك الأكبر، (أن يستغيث) الاستغاثة كما ذكرنا طلب، والطلب نوع من أنواع الدعاء، ولهذا قال العلماء: إن في قوله (أو يدعو غيره) بعد (أن يستغيث بغير الله) فيه عطف للعام على الخاص، ومن المعلوم أن الخاص قد يُعطف على العام وأن العام قد يُعطف على الخاص.
وقوله (أن يستغيث بغير الله) هذا أحد أفراد الدعاء كما ذكرنا؛ لأن الاستغاثة طلب والطلب دعاء، (أو يدعو غيره) هذا عام الذي يشمل الاستغاثة ويشمل الاستعاذة ويشمل أصنافا كثيرة من أنواع الدعاء...........هذا الباب ظاهر في المناسبة لما قبله ولما بعده أيضا في أنّ الاستغاثة بغير الله نوع من أنواع الدعاء، وأن الدعاء عبادة وإن الاستغاثة عبادة وصرف العبادة لغير الله جل وعلا كفر وشرك.[كفاية المستزيد]
-------------

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 03:51 PM
(باب قول الله تعالى -أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ - هذا الباب إيراده بعد الأبواب المتقدمة - من أحسن الإيراد وأعظمها فقها ورسوخا في العلم؛ ذلك أنّ برهان وجوب توحيد الله جل وعلا في إلـهيته هو ما رُكِزَ في الفطر من أن الله جل وعلا واحد في ربوبيته، والربوبية وأنّ الله واحد في ربوبيته هذه يقر بها المشركون ويقر بها كل أحد، فهي البرهان على أن المستحق للعبادة هو من توحَّد في الربوبية، فهذا الباب والباب الذي بعده أيضا برهان لاستحقاق الله العبادة وحده دون ما سواه بدليل فطري ودليل واقعي ودليل عقلي.
فإذن هذا الباب أحد الأبواب التي فيها البرهان على استحقاق الله للعبادة وحده دون ما سواه، والقرآن فيه كثير من البراهين على أنّ المستحق للعبادة هو الله جل وعلا وحده دون ما سواه، فمن تلك الأدلة والبراهين ما في القرآن من أدلة فيها إقرار المشركين بتوحيد الربوبية، كل ذلك النوع من الأدلة فيه دليل على أنَّ المستحق للعبادة هو من أقررتم له بالربوبية. --- هذا الباب والباب الذي يليه هو باب قول الله تعالى - حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ-- فيه دليل على عظمة الله جل وعلا في صفاته.
وفي هذا الكتاب تنويع أيضا -كما سيأتي- براهين التوحيد -توحيد العبادة- بأدلة من القرآن متنوعة،

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 05:33 PM
باب الشفاعة وقوله الله عز وجل:وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ -وإيراد هذا الباب بعد البابين قبله مناسب جدا، ذلك أن الذين يسألون النبي عليه الصلاة و السلام ويستغيثون به ويطلبون منه أو يسألون غيره من الأولياء أو الأنبياء إذا أقمت عليهم الحجة بما ذُكر من توحيد الربوبية، قالوا: نحن نعتقد ذلك؛ ولكن هؤلاء مقربون عند الله معظمون، ورفعهم جل وعلا عندهم ولهم الجاه عند الرب جل وعلا، وإذا كانوا كذلك فهم يشفعون عند الله؛ لأن لهم جاها عنده، فمن توجه إليهم أرضوه بالشفاعة وهم ممن رفعهم الله، ولهذا يقبل شفاعتهم.
فكأن الشيخ رحمه الله رأى حال المشركين وحال الخرافيين واستحضر حججهم وهو كذلك؛ إذ هو أَخْبَرْ أهل هذه العصور المتأخرة بحجج المشركين.
استحضر ذلك فقال لم يبق إلا الشفاعة لهم إذا حاججتم فهذا باب الشفاعة

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 05:38 PM
(باب قول الله تعالى إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد - أنّ الهداية من أعز المطالب وأعظم ما تعلق به الذين تعلقوا بغير الله أن يكون لهم النفع في الإستشفاع وفي التوجه في الدنيا والأخرى، والنبي عليه الصلاة والسلام -وهو سيد ولد آدم وهو أفضل الخلق عند ربه جل وعلا- نفي عنه أن يملك الهداية وهي نوع من أنواع المنافع، فدلّ على أنه عليه الصلاة والسلام ليس له من الأمر شيء كما جاء في ما سبق في باب قول الله تعالى -أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ في سبب نزول قول الله تعالى ?لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ
فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ليس له من الأمر شيء ولا يستطيع أن ينفع قرابته, «يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا» إذا كان هذا في المصطفى ( وأنه لا يغني من الله جل وعلا من أحبابه شيئا وعن أقاربه شيئا، وأنه لا يملك شيئا من الأمر وأنه ليس بيده هداية التوفيق، فإنه أن ينتفي ذلك وما دونه عن غير النبي من باب أوْلى، فبطل إذن كل تعلق للمشركين من هذه الأمة بغير الله جل وعلا؛ لأن كل من تعلقوا به هو دون النبي عليه الصلاة والسلام بالإجماع.
فإذا كانت هذه حال النبي عليه الصلاة والسلام وما نُفي عنه فإن نفي ذلك عن غيره من باب أولى.

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 05:44 PM
(باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين)، هذا الباب جاء بعد الأبواب قبله من أول الكتاب إلى هنا، والشيخ رحمه الله بيّن أصولا فيما سبق؛ بيّن شيئا من البراهين على التوحيد، وبين ما يتعلق به المشركون وأبطل أصول اعتقاداتهم بالشريك أو الظهير أو الشفيع ونحو ذلك، فإذا كان هذا الاعتقاد مع ما أُورد من النصوص بهذه المثابة من الوضوح والبيان وأن النصوص دالة على ذلك دلالة واضحة، فكيف -إذن- دخل الشرك كيف صار الناس إلى الشرك بالله جل وعلا، والأدلة على انتفائه وعلى عدم جوازه وعلى بطلانه واضحة ظاهرة، وأن الرسل جميعا بعثت ليعبدوا الله وحده دون ما سواه ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ ومَنِهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ - فما سبب الغواية، ما سبب الشرك؟ هذا الذي بُيِّن من أوضح الواضحات, الأبواب السالفة دالة بظهور ووضوح على إحقاق عبادة الله وحده وعلى إبطال عبادة كل من سوى الله جل جلاله وتقدست أسمائه.
فإذن ما سبب وقوع الشرك؟ كيف وقع الشرك في الأمم؟
جاء الشيخ رحمه الله بهذا الباب وما بعده ليبين أن سبب الشرك وسبب الكفر هو الغلو الذي نهى الله جل وعلا عنه ونهى عنه رسوله ( سواءٌ في هذه الأمة أم في أمم من قبل، فسبب وقوع الشرك هو الغلو في الصالحين، هذا أحد أسباب وقوع الكفر والشرك؛ بل هو سببها الأعظم

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 05:47 PM
(باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده)، هذا الباب مع الأبواب بعده في بيان أن النبي ( كان حريصا على هذه الأمة وكان بالمؤمنين عليه الصلاة والسلام رءوفا رحيما، ومن تمام حرصه على الأمة أن حذرهم كل وسيلة من وسائل الشرك التي تصل بهم إلى الشرك، وسد جميع الذرائع الموصلة إلى الشرك، وغلظ في ذلك وشدّدَ فيه وأبدى وأعاد حتى إنه بيّن ذلك ذلك خشية أن يفوته تأكيده وهو في النزع وهو يعاني سكرات الموت عليه الصلاة والسلام.
فهذه الأبواب في بيان وسائل الشرك الأكبر، وأن الشرك الأكبر له وسائل وله ذرائع يجب سدها ويجب منعها رعاية وحماية للتوحيد؛ ولأن النبي عليه الصلاة والسلام غلّظ فيمن يفعلون شيئا من تلك الوسائل أو الذرائع الموصلة إلى الشرك.

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 05:52 PM
باب ما جاء في حماية المصطفى ( جناب التوحيد وسدِّه كل طريق يوصل إلى الشرك
( هذا الباب من جنس الأبواب قبله في حماية النبي عليه الصلاة والسلام جناب التوحيد وفي سده كل طريق يوصل إلى الشرك، وأتى بآية براءة وقول الله تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، قوله (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ) يعني عزيز عليه عَنَتُكُم، عزيز عليه العنت؛ يعني أن تكونوا في عنت ومشقة هذا عزيز عليه لا يرغب فيه عليه الصلاة والسلام, (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) فهو عليه الصلاة والسلام عزيز عليه عنت أمته وهذا يؤدي أن يأمرهم بكل خير وأن ينهاهم عن كل شر، وأن يحمي حمى ما أمرهم به وما نهاهم عنه؛ لأن الناس إذا أقدموا على ما نُهوا عنه فإنهم أقدموا على مهلكتهم وأقدموا على ما فيه عنتهم في الدنيا وفي الأخرى، والنبي عليه الصلاة والسلام عزيز عليه عنتهم، عزيز عليه أن يقعوا في وبال عليهم وفي مشقة عليهم، ولهذا قال بعدها (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) لأن هذه وهذه متلازمة، ومن حرصه علينا عليه الصلاة والسلام ومن كونه يعز عليه عنتنا عليه الصلاة والسلام أنْ حَمى حِمى التوحيد وحمى جناب التوحيد وسد كل طريق قد نصل بها إلى الشرك عليه الصلاة والسلام، [كفاية المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:02 PM
(باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان) كتاب التوحيد من أول ما أخذنا إلى هذا الموضع ذكر فيه الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مسائل كثيرة - من بيان وجوب معرفة التوحيد - والعلم به - والخوف من الشرك، - وبيان بعض أفراد التوحيد - وبعض أفراد الشرك الأكبر والأصغر، ثم بين شيئا مما يتعلق بوسائل ذلك - وما يتعلق بالصور المختلفة التي وقعت من هذا الشرك في الأمم قبلنا وعند الجاهليين يعني في الأميين وفي أهل الكتاب، - وكذلك مما وقع في هذه الأمة، ثم ذكر وسائل ذلك وطرقه الموصلة إلى الشرك وسائل الشرك التي توصل إليه وطرق الشرك التي توصل إليه.
بعد هذا يأتي احتجاج المشركين والخرافيين من أنّ هذه الأمة حماها الله جل وعلا من أن تعود إلى عبادة الأوثان، فاستحضر بعد كل ما سبق أن قائلا يقول له: كل هذا صحيح؛ ولكن هذه الأمة عصمت أن تقع في الشرك الأكبر، وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام «إِنّ الشّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَلَكِنْ فِي التّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» فلما قال عليه الصلاة والسلام (إِنّ الشّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ) علمنا أن عبادة الشيطان لا تكون في هذه الأمة وأن الشرك الأكبر لا يكون. هكذا قال الخرافيون.
والجواب: أن هذا الاحتجاج في غير موضعه وفهم ذلك الدليل وذلك الحديث ليس على ذلك النحو، وجواب ما قالوا من أن قوله عليه الصلاة والسلام (إِنّ الشّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ) تقول أَيِسَ الشيطان والشيطان لا يعلم الغيب وهو حريص على إغواء بني آدم-لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا، هو أيس؛ ولكن لم يُؤيسهُ الله جل وعلا أيس بنفسه لمّا رأى عز الإسلام ولما رأى ظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب، فأيس لما رأى ذلك؛ ولكن لم يؤيسه الله جل وعلا من أن يعبد في جزيرة العرب - ثم إن في قوله (أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلّونَ) أن المصلون -لاشك أنهم آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر لأن المصلي هو الذي أقام الصلاة ومن أقام الصلاة فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأعظم المنكر الذي سينكره المصلي هو الشرك بالله جل وعلا، فإن الشيطان ييأس أن يعبده من قام بالصلاة على حقيقتها وأقامها كما أراد الله جل وعلا.
فإذن نقول هذا الحديث ليس فيه أن العبادة عبادة الشيطان لا تكون في هذه الأمة بل فيه أن الشيطان أيس لما رأى عز الإسلام؛ ولكنه لم يؤيّس ولهذا لما كان بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام بقليل وارتدت طائفة من العرب كان ذلك من عبادة الشيطان؛ لأن عبادة الشيطان بطاعته كما قال جل وعلا ?أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وعبادة الشيطان كما في تفسير الآية بطاعته في الأمر والنهي، طاعته في الشرك وطاعته في ترك الإيمان وترك لوازمه.
إذن هذا الدليل استحضره الإمام رحمه الله وقال: إن هذا الدليل ليس واقعا كما زعمه أولئك، والدليل على ذلك التفسير ما جاء في الأدلة أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان، فيصحح ما فهمنا من أن معنى الحديث أن الشيطان أيس بنفسه ولم يُؤَيَّس وإِياسه بنفسه لأجل عدم إطلاعه على علم الغيب مع حرصه على دعوة الناس إلى عبادة غير الله تبارك وتعالى وجل وتقدس.

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:03 PM
(باب ما جاء في السحر) ومناسبة ذكر السحر لكتاب التوحيد أن السحر نوع من الشرك، وقد قال عليه الصلاة والسلام «من سحر فقد أشرك»، فالسحر أحد أنواع الشرك الأكبر بالله جل وعلا؛ فمناسبته ظاهرة أنه مضادٌّ لأصل التوحيد----------------(باب بيان شيء من أنواع السحر) لما ذكر الإمام رحمه الله تعالى ما جاء في السحر وما اتصل بذلك من حُكمه وتفصيل الكلام عليه، ذكر أن السحر قد يأتي في النصوص ولا يُراد منه السحر الذي يكون بالشرك بالله جل وعلا

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:08 PM
(باب ما جاء في الكهان ونحوهم) هذا الباب أتى بعد أبواب السحر؛ لأن حقيقة عمل الكاهن أنه يستخدم الجن لإخباره بالأمور المغيبة، إما التي غابت في الماضي أو الأمور المغيبة في المستقبل التي لا يعلمها إلا الله جل جلاله، فالكاهن يجتمع مع الساحر في أنّ كلاّ منهما يستخدم الجن لغرضه ويستمتع بالجن لغرضه.
ومناسبة الباب لكتاب التوحيد - أن الكِهانة استخدام الجن كفر وشرك أكبر بالله جل وعلا؛ لأنه لا يجوز أن يستخدم الجن في مثل هذه الأشياء واستخدام الجن في مثل هذه الأشياء لا يكون إلا بأن يتقرّب إلى الجن بشيء من العبادات، فالكهان لابد حتى يُخدموا بذكر الأمور المغيبة لهم أن يتقربوا إلى الجن ببعض العبادات؛ إمّا بالذبح أو الاستغاثة أو بالكفر بالله جل وعلا بإهانة المصحف أو بسب الله أو نحو ذلك من الأعمال الشركية الكفرية.
فالكهانة صنعة - مضادة لأصل التوحيد، والكاهن مشرك بالله جل وعلا؛ لأنه يستخدم الجن ويتقرّب إلى الجن بالعبادات حتى تخدمه الجن، حتى تخبره الجن بالمغيبات، هذا لا يمكن إلا أن يتقرب إلى الجن بأنواع العبادات.[كفاية المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:30 PM
(باب ما جاء في النشرة) يعني من التفصيل يعني وهل النشرة جميعا وهي حل السحر مذمومة؟ أو أن منها ما هو مذموم ومنها ما هو مأذون به؟
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، وهي أنه كما أن السحر شرك بالله جل وعلا يقدح في أصل التوحيد، وأن الساحر مشرك الشرك الأكبر بالله، فالنُّشرة التي هي حل السحر قد يكون من ساحر، وقد يكون من غير ساحر بالأدوية المأذون بها أو الأدعية ونحو ذلك، فإذا كان من ساحر فإنها مناقضة لأصل التوحيد ومنافية لأصله.
فإذن المناسبة ظاهرة في الصلة - بين هذا الباب - وباب ما جاء في السحر، وكذلك مناسبتها لباب التوحيد؛ لأن كثيرين ممن يستعملون النشرة يُشركون بالله جل وعلا.

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:33 PM
(باب ما جاء في التطير) ومرّ معنا أن الطِيَرَة من أنواع السحر، ولهذا جاء الشيخ رحمه الله بهذا الباب مع الأبواب المتعلقة بالسحر؛ لأنها من أنواعه لنص الحديث.
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أنّ التطير نوع من الشرك بالله جل وعلا بشرطه، والشرك الذي يكون من جهة التطير - منافٍ لكمال التوحيد الواجب لأنه شرك أصغر،

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:40 PM
(باب ما جاء في التنجيم) يعني في حكم التنجيم وأنه منقسم إلى جائز ومحرم.
والمحرم منه نوع من أنواع السحر وهو كفر وشرك بالله جل وعلا، فالتنجيم هو ادعاء معرفة المغيبات عن طريق النجوم، هذا التنجيم المذموم المحرم الذي هو من أنواع الكهانة والسحر.
التنجيم ثلاثة أنواع:
الأول: التنجيم الذي هو اعتقاد أن النجوم فاعلة مؤثرة بنفسها، وأن الحوادث الأرضية منفعلة ناتجة عن النجوم وعن إرادات النجوم، وهذا تأليه للنجوم، وهو الذي كان يصنعه الصابئة ويجعلون لكل نجم وكوكب صورة وتمثالا وتَحِلُّ فيها أرواح الشياطين فتأمر أولئك بعبادة تلك الأصنام والأوثان، وهذا بالإجماع كفر أكبر وشرك كشرك قوم إبراهيم.
النوع الثاني من التنجيم: هو ما يسمى علم التأثير، وهو الاستدلال بحركة النجوم والتقائها وافتراقها وطلوعها وغروبها الاستدلال بذلك على ما سيحصل في الأرض، فيجعلون حركة النجوم دالة على ما سيقع مستقبلا في الأرض، والذي يفعل هذه الأشياء ويحسنها يقال له المنجم، وهو من أنواع الكهَّان؛ لأن فيه أنه يخبر بالأمور المغيّبة عن طريق الاستدلال بحركة الأفلاك وتحرك النجوم، وهذا النوع محرم وكبيرة من الكبائر، وهو نوع من أنواع الكهانة، وهي كفر بالله جل و علا؛ لأن النجوم ما خلقت لذلك، وهؤلاء تأتيهم الشياطين فتوحي إليهم بما يريدون وبما سيحصل في المستقبل ويجعلون حركة النجوم دليلا على ذلك.

النوع الثالث مما يدخل في اسم التنجيم: ما يسمى بعلم التسيير؛ علم التسيير وهو أن يعلم النجوم وحركات النجوم لأجل أن يعلم القبلة والأوقات وما يصلح من الأوقات للزرع وما لا يصلح، والاستدلال بذلك على وقت هبوب الرياح، وعلى الوقت الذي أجرى فيه سنته أنه يحصل فيه من المطر كذا ونحو ذلك، فهذا يسمى علم التسيير، فهذا رخّص فيه بعض العلماء،

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:44 PM
(باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء) يعني باب ما جاء في نِسْبَة السُّقيا إلى النوء، وعبَّر بلفظ الاستسقاء لأنه جاء في الحديث والاستسقاء بالنجوم.
ومناسبة هذا الباب لما قبله من الأبواب - أن بالأنواء نوع من التنجيم لأنه نسبة السقيا إلى النجم؛ وذلك أيضا من السحر لأن التنجيم من السحر بمعناه العام --ومناسبة ذلك لكتاب التوحيد - أنّ الذي ينسب السقيا والفضل والنعمة الذي أتاه حينما جاءه المطر يَنسب ذلك إلى النوء وإلى النجم هذا ملتفتٌ قلبُه عن الله جل وعلا إلى غيره، ومتعلِّق قلبه بغيره، وناسبٌ النعمة إلى غير الله جل وعلا- ومعتقد أن النجوم أسباب لهذه المسبَّبَات من نزول المطر ونحوه، وهذا منافٍ لكمال التوحيد فإن كمال التوحيد الواجب يوجب على العبد أن ينسب النعم جميعا إلى الله وحده وأن لا ينسب شيئا منها إلى غير الله ولو كان ذلك الغير سببا، فينسب النعمة إلى مُسديها - ولو كان من أجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الأسباب فإنه لا ينسبها إلى غير الله جل وعلى، كيف وأن النجوم ليست بسبب أصلا، ففي ذلك نوعان من التعدي:
أولا أنها ليست بأسباب.
والثاني أن يجعلها الله جل وعلا أسبابا وتُنسب النعم والفضل السقيا إليها.
وهذا مناف لكمال التوحيد وكفر أصغر بالله جل وعلا.

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:47 PM
باب قول الله تعال - وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ- هذا الباب والأبواب التي بعده - شروع من الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ذكر - العبادات القلبية -= وما يجب من أن تكون تلك العبادات لله جل وعلا، فهذا في ذكر واجبات التوحيد ومكملاته وبعض العبادات القلبية وكيف يكون إفراد الله جل وعلا بها.
وابتدأها بباب المحبة -- يجب أن يكون الله جل وعلا أحب إليه من كل شيء حتى من نفسه، وهذه المحبة المراد منها محبة العبادة، وهي المحبة التي فيها تعلُّقٌ بالمحبوب بما يكون معه امتثال للأمر رغبة واختيارا، ورغب إلى المحبوب، واجتناب النهي رغبة واختيارا، فمحبة العبادة هي المحبة التي تكون في القلب، يكون معها الرغب والرهب، يكون معها الطاعة, يكون معها السعي في مراضي المحبوب والبعد عما لا يحب المحبوب، والموحد ما أتى للتوحيد إلى بشيء وقر في قلبه من محبة الله جل وعلا لأنه دلته ربوبية الله جل وعلا وأنه الخالق وحده وأنه ذو الملكوت وحده وأنه ذو الفضل والنعمة على عباده وحده من أنه محبوب، وأنه يجب أن يُحب، وإذا أحب العبد ربه فإنه يجب عليه أن يوحده بأفعال العبد, أن يوحد الله بأفعاله -يعني أفعال العبد- حتى يكون محبا له على الحقيقة- كذلك الواجب لتكميل التوحيد أن يحب العبد الله ورسوله فوق كل محبوب، ومحبة النبي عليه الصلاة والسلام هي محبة في الله ليست محبة مع الله؛ بل هي محبة في الله لأن الله الذي أمرنا بحب النبي عليه الصلاة والسلام، ومحبته -إذن- في الله؛ يعني في الله لأجل محبة الله؛ فإن من أحب الله جل وعلا أحب رسله.
قال (عن أنس، أنّ رسول الله ( قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ») قوله (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ) يعني الإيمان الكامل، وقوله (حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ) يعني أن تكون محابي مقدمة على محابّ غيري فحتى أكون في نفسه أحب إليه وأعظم في نفسه من ولده ووالده والناس أجمعين، وفي حديث عمر المعروف أنه قال للنبي عليه الصلاة و السلام: إلا من نفسي. فقال «يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال عمر: أنت الآن أحب إلي من نفسي. قال «فالآن يا عمر»؛ يعني كملت الإيمان، فقوله (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ)يعني الإيمان الكامل حتى يقدم محبة النبي عليه الصلاة والسلام على محبة الولد والوالد والناس أجمعين، ويظهر هذا بالعمل فإذا كان يقدم محاب هؤلاء على ما فيه مرضاة الله جل وعلا وعلى ما أمر به عليه الصلاة والسلام، فإن محبته النبي علبه الصلاة والسلام تكون ناقصة؛

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:56 PM
(باب قول الله تعالى ?إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ هذا الباب في بيان عبادة الخوف.
ومناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة وهي أن خوف العبد من الله جل وعلا عبادة من العبادات التي أوجبها الله جل وعلا، فالخوف والمحبة والرجاء عبادات قلبية واجبة وتكميلها تكميل للتوحيد، والنقص فيها نقص في كمال التوحيد.
والخوف من غير الله جل وعلا ينقسم:
* إلى ما هو شرك.
* وإلى ما هو محرم.
* وإلى ما هو مباح.

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 06:57 PM
(باب قول الله تعالى - وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ -وهذا الباب عقده الإمام المصلح المجدد الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله في هذا الكتاب العظيم كتاب التوحيد، عقده لبيان أنّ التوكل على الله فريضة من الفرائض وواجب من الواجبات، وأنّ إفراد الله جل وعلا به توحيدٌ، وأن التوكل على غير الله شرك مخرج من الملة.
والتوكل على الله شرط في صحة الإسلام، وشرط في صحة الإيمان، فالتوكل عبادة عظيمة، فعقد هذا الباب لبيان هذه العبادة.

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 07:00 PM
(باب قول الله تعالى: - أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ- ، وقوله:وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ- والمراد بهذا الباب بيان أنّ الجمع بين الخوف والرجاء واجب من واجبات الإيمان ولا يتم التوحيد إلا بذلك، فانتفاء الجمع بين الخوف والرجاء هذا منافٍ لكمل التوحيد، فالواجب على العبد أن يجعل خوفه مع الرجاء وأن يجعل رجاءه مع الخوف وأن لا يأمن المكر كما لا يقنط من رحمة الله جل وعلا.
- فالشيخ رحمه الله عقد هذا الباب - لبيان وجوب أن يجتمع الخوف والرجاء في القلب، - هذه أبواب متتالية لبيان حالات القلب والعبادات القلبية وأحكام ذلك

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 07:05 PM
(باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله), الصبر من المقامات العظيمة والعبادات الجليلة التي تكون في القلب وفي اللسان وفي الجوارح، وحقيقة العبودية لا تثبت إلا بالصبر؛ لأن العبادة أمر ونهي وابتلاء, فالعبادة أمر شرعي أو نهي شرعي، هذا الدين أمر شرعي أو نهي شرعي أو أن يصيب العبد بمصيبة قدرية.
فحقيقة العبادة أن يمتثل الأمر الشرعي وأن يجتنب النهي الشرعي وأن يصبر على المصائب القدرية التي ابتلى الله جل وعلا العباد بها.
ولهذا الابتلاء حاصل بالدين، وحاصل بالأقدار، فبالدين كما قال جل وعلا لنبيه ( في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قال: قال رسول الله ( «قال الله تعالى: إِنّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ» فحقيقة بعثة النبي عليه الصلاة والسلام الابتلاء، والابتلاء يجد معه الصبر، والابتلاء الحاصل ببعثته بالأوامر والنواهي

ابوظافر حسين
2018-02-06, 07:15 PM
​جزاك الله خير وياليت تجمع الموضوع في ملف بي دي اف او وورد

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 07:31 PM
(باب ما جاء في الرياء) وأنه شرك بالله جل وعلا -الرياء على درجتين:
الدرجة الأولى: رياء المنافقين بأن يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر، وهذا منافي للتوحيد من أصله وكفر أكبر بالله جل جلاله .
الثاني من الرياء: أن يكون الرجل مسلما ولكن يرائي بعمله أو ببعض عمله،، وذلك الشرك منافي لكمال التوحيد،

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 07:37 PM
(باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا)،إرادة الإنسان الدنيا -يعني ثواب الدنيا- أعم من حال الرياء، فالرياء حالة واحدة من أحوال إرادة الإنسان الدنيا؛ فهو يصلي أو يزيد ويزين في صلاته لأجل الرؤية ولأجل المدح؛ لكن هناك أحوال أخر لإرادة الناس بأعمالهم الدنيا، لهذا عطف الشيخ رحمه الله هذا الباب على الذي قبله - ليبين أن إرادة الإنسان الدنيا تأتي في أحوال كثيرة - أعم من حال الرياء خاصة؛

محمدعبداللطيف
2018-02-06, 08:55 PM
باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً) هذا الباب والأبواب بعده -في بيان مقتضيات التوحيد ولوازم تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي وتستلزم أن يكون العبد مطيعا لله جل وعلا فيما أحل وفيما حرم؛ محلا للحلال ومحرما للحرام، لا يتحاكم إلا إليه جل وعلا، ولا يُحَكِّم في الدين إلا شرع الله جل وعلا -والعلماء وظيفتهم تبيين معاني ما أنزل الله جل وعلا على رسوله (، وليست وظيفة العلماء التي أذن لهم بها في الشرع أنهم يحللون ما يشاءون أو يحرمون؛ بل وظيفتهم الاجتهاد في فقه النصوص وأن يبينوا ما أحل الله وما حرم الله جل وعلا، فهم أدوات ووسائل لفهم نصوص الكتاب والسنة، ولذلك طاعتهم تبع لطاعة الله ورسوله، يطاعون فيما فيه طاعة لله جل وعلا ولرسوله، وما كان في الأمور الاجتهادية فيطاعون؛ لأنهم هم أفقه بالنصوص من غيرهم، فتكون طاعة العلماء والأمراء من جهة الطاعة التبعية لله ولرسوله. أما الطاعة الاستقلالية - فليست إلا لله جل وعلا - حتى طاعة النبي عليه الصلاة والسلام إنما هي تبع لطاعة الله جل وعلا، فإن الله هو الذي أذن بطاعته وهو الذي أمر بطاعة رسوله (، وهذا معنى الشهادة له بأنه رسول الله، قال جل وعلا ?مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وقال جل وعلا - وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ- فإذن الطاعة الاستقلالية هذه من العبادة، وهي نوع من أنواع العبادة، فيجب إفراد الله جل وعلا بها، وغير الله جل وعلا فإنما يطاع؛ لأن الله جل وعلا أذن بطاعته، ويطاع فيما أذن الله به في طاعته، فالمخلوق لا يطاع في معصية الله؛ لأن الله لم يأذن أن يطاع مخلوق في معصية الخالق جل وعلا، وإنما يطاع فيما أطاع الله جل وعلا فيه إذن هذا الباب عقده الشيخ ليبين أن الطاعة من أنواع العبادة؛ بل إن الطاعة في التحليل وفي التحريم هذه هي معنى اتخاذ الأرباب حيث قال الله جل وعلا (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ)[كفاية المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 02:01 PM
من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه)هذه الباب اعم وأشمل من الباب الذى يأتى بعده فهو من باب عطف العام على الخاص- ومن فهم هذا الباب فهما جيدا وعرف الفرق بين الطاعة فى التحليل والتحريم- والطاعة فى المعصية وعلم معنى المتابعة فى التحليل والتحريم والمتابعة عصيانا سهل عليه فهم الباب الذى يليه وعلم منهج علماء التوحيد فى التفريق بين ما يتعلق بأصل التوحيد فى باب الطاعة والتحكيم والحكم والتحاكم- وما يتعلق بكمال الايمان الواجب فى هذه المسألة -و كما قال الشيخ سليمان بن سحمان أن هذه المسألة مضلة افهام ومزلة اقدام--وكما بينا فى موضوع سابق انه تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ فى الاسلام من لم يعرف الجاهلية وبينا ان اول عرى الاسلام نقضا الحكم -- فكان حريا بنا ان نبين الحق الواضح المبين فى هذه المسألة ليهلك من هلك عن بينه ويحيا من حىّ عن بينه - وغالب المدخول عليهم فى اعتقادهم سواء بالافراط او الغلو- سبب ضلالهم فى هذه المسألة الاستدلال بالمتشابه من الادلة وترك المحكم وعدم التفريق بين حالات الكفر الاكبر والاصغر فأدخلوا بعض الصور والحالات فى بعض- فضلوا واضلوا كثيرا- ولقد ناقشت البعض فى مسألة التحاكم فكانوا يستدلون بكلام مجمل للشيخ عبدالله الغنيمان فى لقاء مع بعض الطلبة فى الكويت - فى ان التحاكم كفر اكبر وان التحاكم الى الطاغوت ايمان به وناقض لاصل الايمان- وعرضوا علىّ كلام الشيخ- ولكنى ممَّن تتلمذت على يد بعض علماء الدعوة الذين عاصروا الشيخ ولازموه - وكنت على بينة و يقين ان هذا الكلام مجمل ويحتاج الى تفصيل وبيان - ولما كان الشيخ عندى من العلماء الراسخين فى العلم ولا يمكن ان ينحى الى هذه الطريقة الا اذا كان غرِّر به- فلما رجعت الى حقيقة هذا الكلام المجمل وجدت انه تراجع عن هذا الكلام الممجمل وان كلامه نفس كلام علماء الدعوة النجدية فى المسألة وسيرته فى فهم المسألة نفس فهم علماء التوحيد وأصولهم - فلما عرضت تراجع الشيخ عن الكلام المجمل فى المسألة- عليهم - وانه لا يجيز لاحد ان ينسب هذا الكلام اليه- ففعلوا كما فعلت اليهود- فبعد ان كانوا يقولون عن الشيخ - امامنا فى المسألة -وسيدنا وبن سيدنا انقلبوا عليه وقالوا كما قالت اليهود لعبدالله بن سلام -شرنا وبن شرنا--فتبين لى بعلم اليقين انهم اهل اهواء ولا يؤمنوا الا لمن تبع دينهم ---- وعلى الجانب الاخر اهل التفريط الذين استدلوا بكلام بن عباس رضى الله عنه بقوله[ ليس الكفر الذى تذهبون اليه] على حالة التشريع والتبدليل والتقنين- وسحبوا عدم التكفير على الحاكم والقاضى القانونى العلمانى الذى نحَّى شريعة الله ووصفها بعدم مناسبة العصر بل يصفها بعضهم بالرجعية والتخلف -بل و يلتزم فى جميع احكامه بالدستور والقانون اللعين ويجعله مرجعيته فى الحكم تأصيلا وتفريعا وقضاءا بين الناس بالدستور اللعين--فجاء بعض الرويبضة ليضفوا صفة الاسلام على هذا الحاكم او القاضى القانونى الذى يفصل الدين عن الدولة فى الحكم--بل تجاوز بهم الامر الى عدم تكفير المشرع العلمانى القانونى الذى يشرع قوانين تخالف وتصدم مع نصوص الكتاب والسنة صراحة -بحجة ان بعض العلماء حكموا على البدعة انها نوع تشريع بتأويل-- ولم يفرقوا بين مخالفة النصوص باجتهاد وتأول- وبين حالة العلمانيين بتبديل الشريعة وتنحيتها عن الحكم --فرق كبير جدا بين الشرع المؤوَل الناتج عن اجتهاد وتأويل كما فى البدعة -والشرع المبدل الناتج عن منازعة الله فى الحكم والتشريع-[كتبه محمد عبد اللطيف]

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 04:51 PM
لقد بينت معتقد ومنهج علماء الدعوة النجدية - كالشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن والشيخ سليمان بن سحمان فيما نقلوه عن الامام بن القيم فى مسألة التحاكم الى الطاغوت فى موضوع-مسألتان مهمتان - (http://مسألتان مهمتان -كانت وما زالت مذلة أقدام ومضلة أفهام)كانت وما زالت مذلة اقدام ومضلة افهام (http://مسألتان مهمتان -كانت وما زالت مذلة أقدام ومضلة أفهام)---- وقد افاد واستفاض الشيخ سليمان بن سحمان فى فى بيان المسألة نقلا عن بن القيم رحمه الله-- ولما عرضت كلام الشيخ سليمان على بعض من يكفر بالتحاكم المجرد للطاغوت وحتى ولو كان مضطرا-- فاجابوا بتأويلات لا يقبلها البليد فضلا عن البصير الناقد-وحقيقة مذهب من يكفر بالتحاكم للطاغوت بدون الشروط والقيود-حقيقة مذهبهم هو التكفير بالذنبوب العملية -هذا المذهب والمسلك ورثوه عن اسلافهم الذين كفروا الصحابة بهذه الطريقة التى فهموا بها نصوص الكتاب والسنة ولم يردوا المتشابه من نصوص الكتاب والسنة الى المحكم فلكل قوم وارث -ان ما دفعنى الى هذا الكلام ما رأيته من مذلة اقدام الكثير على المنتديات وهم يحسبون انهم على شئ وانهم ينتصرون للحق ويحققون التوحيد والكفر بالطاغوت فى مسألة التحاكم -وعند التحقيق تجدهم ينتصرون لمذهب المارقين من الدين الذين كفروا الصحابة رضى الله عنهم- تشابهت افامهم - فتشابهت مسالكهم- فضلوا واضلوا اتباعهم - فيا حسرة على العباد [كتبه محمد عبد اللطيف]

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 06:17 PM
باب قول تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً(60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا(61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أًرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا --هذا الباب من الأبواب العظيمة المهمة في هذا الكتاب؛ وذلك لأن إفراد الله جل وعلا بالوَحدانية في ربوبيته وفي إلهيته يتضمن ويقتضي ويستلزم -جميعا- أن يُفرد في الحكم، كما أنه جل وعلا لا حكم إلا حكمه في ملكوته، فكذلك يجب أن يكون لا حكم إلا حكمه فيما يتخاصم فيه الناس وفي الفصل بين الناس، فالله جل وعلا هو الحَكم وإليه الحُكم سبحانه وتعالى، قال جل وعلا ?فَالحُكْمُ للهِ العَلِيِّ الكَبِيرِ?[غافر:12]، وقال جل وعلا ?إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهْ?(72)، فتوحيد الله جل وعلا في الطاعة وتحقيق شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله لا يكون إلا بأن يكون العباد محكِّمين لما أنزل الله جل وعلى رسوله، وترك تحكيم ما أنزل الله على رسوله ( بحكم الجاهلية؛ بحكم القوانين أو بحكم سواليف البادية أو بكل حكم مخالف لحكم الله جل وعلا، هذا من الكفر الأكبر بالله جلّ جلاله ومما يناقض كلمة التوحيد أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
لهذا عقد الشيخ رحمه الله هذا الباب أن الحكم بما أنزل الله فرض، وأن ترك الحكم بما أنزل الله وتحكيم غير ما أنزل الله في شؤون المتخاصمين وتنزيل ذلك منزلة القرآن أن ذلك شرك أكبر بالله جل وعلا وكفر مخرج من ملة الإسلام.
قال الإمام الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في أول رسالته تحكيم القوانين: إن من الكفر الأكبر المستبين تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ليكون حكما بين العالمين مناقضة ومحادة لما نزل من رب العالمين. أو نحو ما قال رحمه الله تعالى.
فلا شك أن إفراد الله بالطاعة، إفراد الله بالحكم، وتحقيق شهادة أن لا اله إلا الله محمدا رسول الله يقتضي أن لا يحكم إلا بشرعه.
فلهذا الحكم بالقوانين الوضعية أو الحكم سواليف البادية هذا كله من الكفر الأكبر بالله جل وعلا، و تحكيم القوانين كفر بالله جل وعلا لقوله تعالى هنا في هذه الآية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ).
فإذن مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهي أنّ التحاكم إلى غير شرع الله هذا قدح في أصل التوحيد، وأن الحكم بشرع الله واجب فإن تحكيم القوانين أو سواليف البادية أو أمور الجاهلية هذا مناف لشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن من مقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله أنْ يطاع فيما أمروا وأن يصدق فيما أخبر وأن يجتنب ما عنه نهى وزجرـ وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
فالحكم بين المتخاصمين هذا لابد أن يرجع فيه إلى حكم من خلق المتخاصمين ومن خلق الأرض والسماوات، فالحكم الكوني القدري لله جل وعلا، كذلك الحكم الشرعي لله جل وعلا، فيجب أن يكون العباد ليس بينهم إلا تحكيم أمر الله جل وعلا؛ إذْ ذلك هو حقيقة التوحيد في طاعة الله جل وعلا في مسائل التخاصم بين الخلق

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 06:54 PM
باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات) جحد شيئا من الأسماء والصفات منافٍ لأصل التوحيد ومن خصال الكفار والمشركين.
-- توحيد الإلهية عليه براهين، ومن براهينه توحيد المعرفة والإثبات: وهو توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، فمن أدلة توحيد الإلهية توحيد الربوبية كما سبق أن مر معنا في (باب قول الله تعالى-أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
وكذلك توحيد الأسماء والصفات برهان على توحيد الإلهية، ومن حصل عنده ضلال في توحيد الأسماء والصفات، فإن ذلك سيتبعه ضلال في توحيد الإلهية، ولهذا تجد أن المبتدعة الذين ألحدوا في أسماء الله وفي صفاته من هذه الأمة -من الجهمية والمعتزلة والرافضة والأشاعرة والماتريدية ونحو هؤلاء- تجد أنهم لما انحرفوا في باب توحيد الأسماء والصفات لم يعلموا حقيقة معنى توحيد الإلهية؛ ففسروا الإله بغير معناه، وفسروا لا إله إلا الله بغير معناها الذي دلت عليه اللغة ودل عليه الشرع، وكذلك لم يعلموا متعلقات الأسماء والصفات وآثار الأسماء والصفات في ملك الله جل وعلا وسلطانه.
لهذا عقد الشيخ رحمه الله هذا الباب؛ لأجل أن يبين لك أن تعظيم الأسماء والصفات من كمال التوحيد، وأن جحد الأسماء والصفات منافٍ لأصل التوحيد،[كفاية المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 06:56 PM
باب قول الله تعالى ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الكَافِرُونَ-مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أن ثمة ألفاظا يستعملها كثير من الناس في مقابلة النعم، أو في مقابلة اندفاع النقم، فيكون ذلك القول منهم نوع شرك بالله جل وعلا؛ بل شرك أصغر بالله جل وعلا.
فنبه الشيخ رحمه الله بهذا الباب على ما ينافي كمال التوحيد من الألفاظ، وأن نسبة النعم إلى الله جل وعلا واجبة.

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 06:58 PM
(باب قول الله تعالى ?فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ?[البقرة:22])، فيه بيان أن هناك ألفاظا فيها التنديد، والتنديد معناه أن تجعل غير الله ندا له، فيكون التنديد في نسبة النعم إلى غير الله، ويكون التنديد في الحلف بغير الله، ويكون التنديد في قول ما شاء الله وشاء فلان، وغير ذلك من الألفاظ.
فهذا الباب فيه بيان أن التنديد يكون في الألفاظ، والتنديد هنا المراد به التنديد الأصغر الذي هو شرك أصغر في الألفاظ

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 07:00 PM
باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله، - لما كان تعظيم الله جل وعلا في قلب العبد المؤمن واجبا، كان الرضى بكلام أكّد فيه الكلام بالحلف بالله كان ذلك مطلوبا ومأمورا به، ومن لم يقنع بالحلف بالله فقد فاته تعظيم الله جل وعلا وتعظيم شرعه.والواجب أن يقنع بكلام حلف عليه بالله تعظيما لجلال الله جل وعلا كما قال: (آمنت بالله وكذبت عيني) فيمن حلف له بالله، فالواجب على العبد أنْ إذا حلف له بالله أن
يرضى؛ لأن في ذلك تعظيما للرب جل وعلا.

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 07:01 PM
(باب من سبّ الدهر فقد آذى الله)-- عقد هذا الباب بما يبين أن سب الدهر ينافي كمال التوحيد، وأن سب الدهر يعود على الله جل وعلا بالإيذاء؛ لأنه سبٌّ لمن تصرف بهذا الدهر.
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، وهو أن سب الدهر من الألفاظ التي لا تجوز، والتخلص منها واجب، واستعمالها مناف لكمال التوحيد،

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 07:02 PM
باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك - هذا الباب فيه الإرشاد إلى الأدب الذي يجب أن يصدر من قلب الموحد ومن لسانه، فإن الموحد متأدب مع الله جل جلاله، ومتأدب مع أسمائه، متأدب مع صفاته، متأدب مع دينه، فلا يهزل -مثلا- بشيء فيه ذكر الله، ولا يُلقي الكلمة عن الله جل وعلا هكذا دون أن يتدبر ما فيها، وكذلك لا يسمى أحدا بأسماء الله ويغير الاسم لأجل هذا، فأسماء الله جل وعلا يجب احترامها ويجب تعظيمها، ومِن احترامها أن يجعل ما لا يصلح إلا الله منها لله وحده وأن لا يسمى به البشر

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 07:04 PM
(باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول).
التوحيد الخالص في القلب؛ بل أصل التوحيد لا يجامع الاستهزاء بالله جل وعلا وبرسوله وبالقرآن؛ لأن الاستهزاء معارضة والتوحيد موافقة -فالتوحيد استسلام وانقياد وقبول وتعظيم، والهُزأ والاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول هذا معارضة؛ لأنه مناف للتعظيم، ولهذا صار كفرا أكبر بالله جل وعلا، لا يصدر الاستهزاء بالله أو برسوله ( أو بالقرآن من قلب موحد أصلا؛ بل لابد أن يكون إما منافقا أو كافرا مشركا.

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 07:05 PM
باب قول الله تعالى: ?وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولُنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنّ َ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّه ُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ-هذا الباب كالأبواب التي قبله في بيان وجوب تعظيم الله جل وعلا في الألفاظ،

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 07:09 PM
ترجمه المصنف الإمام رحمه الله تعالى بقوله (باب قول الله تعالى: ?فَلَمَّا ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا فَتَعَالى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونً?[الأعراف:190]) فمناسبة هذا الباب للأبواب قبله أنه وتلك الأبواب بمعنى واحد وذلك المعنى أن شكر النعمة لله جل وعلا فيما أنعم به يقتضي أن تُنسب إليه جل وعلا، وأن يحمد عليها ويثنى عليه بها، وأن تستعمل في مراضيه جل وعلا، وأن يتحدث بنعمة الله، فالذي ينسب النعم إلى نفسه، هذا لم يحقق التوحيد، فإنه جمع بين ترك تعظيم الله جل وعلا وما بين ادعاء شيء ليس له، كذلك الذي يعتقد في غيره الذي هو المنعم عليه كقول القائل: لو لا فلان لم يكن كذا، أو نحو تلك العبارات التي تدخل في قوله تعالى ?فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ?[البقرة:22] وفي قوله ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا?[النحل:83]، هذه وأمثالها راجع إلى عدم شكر النعمة، ومن شكر النعم أن الله جل وعلا إذا أنعم على عبد يولد وجعله سليما معافى ورزقه بتلك النعمة التي هي نعمة الولد أنْ يشكر الله عليها.

محمدعبداللطيف
2018-02-07, 07:18 PM
(باب قول الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ -هذا الباب في وجوب تعظيم أسماء الله الحسنى، وأن من تعظيمها أن لا يُلحد فيها وأن يدعى الله جل وعلا بها --والله جل وعلا له الأسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته، وهي الأسماء المشتملة على الصفات صفات الكمال والجلال والجمال والقدرة والعزة والجبروت وغير ذلك، وله من كل اسم مشتمل على صفة أعلى وأعظم الصفة والمعنى الذي اشتملت عليه الصفة، والناس وأهل العلم إذا فسروا الأسماء الحسنى فإنما تقريب ليدلوا الناس على أصل المعنى، أما المعنى بكماله فإنه لا يعلمه أحد إلا الله جل جلاله، ولهذا [قال عليه الصلاة والسلام في دعائه:«لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
فالناس حين يفسرون أسماء الله جل وعلا فإنهم يفسرون ذلك بما يُقَرِّب إلى الأفهام المعنى، أما حقيقة المعنى على كماله فإنهم لا يعونه؛ لأن ذلك من الغيب، وكذلك الكيفية فإنهم لا يعونها؛ لأن ذلك من الغيب

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:30 PM
(باب لا يقال السلام على الله) ومناسبة هذا الباب للباب الذي قبله أنّ ترك قول السلام على الله هو من تعظيم الأسماء الحسنى ومن العلم بها؛ ذلك أن السَّلام هو الله جل جلاله والسلام من أسمائه سبحانه وتعالى، فهو المتصف بالسلامة الكاملة من كل نقص وعيب، وهو المنزه والمبعَد عن كل آفة أو نقص أو عيب، فله الكمال المطلق في ذاته وصفاته الذاتية وصفاته الفعلية جل وعلا.
والسلام في أسماء الله - معناه أيضا - الذي يعطى السلامة ويجعل السلامة، وأثر هذا الاسم في ملكوت الله أنّ كل سلامة في ملكوت الله من كل شر يؤذي الخلق فإنها من آثار هذا الاسم السلام، فإنه لكون الله جل وعلا هو السلام فإنه يفيض السلامة على العباد.
إذا كان كذلك فالله جل جلاله هو الذي يفيض السلامة، وليس العباد هم الذين يعطون الله السلامة، فإن الله جل وعلا هو الغني عن خلقه، هو الغني بالذات والعباد فقراء بالذات ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، فالعبد هو الذي يعطَى السلامة والله جل وعلا هو الذي يسلم.
لهذا كان من الدب الواجب في جناب الربوبية وأسماء الله وصفاته ألا يقال: السلام على الله؛ بل أن يقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على فلان وعلى فلان، السلام عليك يا فلان ونحو ذلك، فتدعو له بأن يبارك باسم الله السلام أو أن تحل عليه السلامة.
فإذن وجه مناسبة هذا الباب للذي قبله ظاهرة، ومناسبته لكتاب التوحيد أن الأدب مع أسماء الله جل وعلا وصفاته ألا يخاطب بهذا الخطاب، وألا يقال السلام على الله؛ لأن في هذا نقصا في تحقيق التوحيد، فتحقيق التوحيد الواجب أن لا تُقال هذه الكلمة لأن الله غني عن عباده، والفقراء هم الذين يحتاجون السلامة.

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:33 PM
(باب قول: اللهم اغفر لي إن شئتَ) حقيقة التوحيد أن يوحِّد العبد ربَّه جل وعلا بتمام الذل والخضوع والمحبة وأن يتضرع إلى الله جل وعلا ويتذلل إليه في إظهار فقره التام إليه وأنّ الله جل وعلا هو الغني عما سواه.
وقول القائل (اللهم اغفر لي إن شئت)، يفهم منه أنه مستغن عن أن يغفر له كما يأتي العزيز أو المتكبر من الناس فيقول للآخر لا يريد أن يتذلل له فيقول افعل هذا إن شئت يعني إن فعلت ذلك فحسن وإن لم تفعل فلست بملحٍّ عليك ولست بذي إكرام فهو مناف, هذا القول مناف لحاجة الذي قالها إلى آخر، ولهذا كان فيها عدم تحقيق للتوحيد، ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا أن يظهر فاقته وحاجته لربه، وأنه لا غنى به عن مغفرة الله وعن غنى الله وعن عفوه وكرمه وإفضاله ونِعمه طرفة عين

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:34 PM
(باب لا يقول: عبدي وأمتي) هذا الباب مع الأبواب قبله وما بعده كلها في تعظيم ربوبية الله جل وعلا وتعظيم أسماء الله جل وعلا وصفاته؛ لأن تعظيم ذلك من كمال التوحيد، وتحقيق التوحيد لا يكون إلا بأن يعظم الله جل وعلا في ربوبيته وفي إلهيته وفي أسمائه وصفاته، فتحقيق التوحيد لا يكون إلا بالاحتراس من الألفاظ التي يكون فيها إساءة أدب مع ربوبيته الله جل وعلا على خلقه أو مع أسماء الله جل وعلا وصفاته

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:35 PM
(باب لا يردّ من سأل بالله) هذا الباب مع الباب الذي قبله ومع ما سبق -كما ذكرنا- كلها في تعظيم الله جل وعلا وربوبيته وأسمائه وصفاته؛ لأن تعظيم ذلك من إكمال التوحيد ومن تحقيق التوحيد.---فإذا سأل أحد بالله فإن قلب الموحد لا يكون رادا له؛ لأنه معظم لله مجل لله جل وعلا، فلا يرد أحدا جعل وسيلته إليه رب العزة سبحانه وتعالى

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:40 PM
(باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة) ومناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة من أن تعظيم صفات الله جل وعلا -سواء في ذلك صفات الذات أو صفات الفعل- هذا من تحقيق التوحيد ومن كمال الأدب والتعظيم لله جل وعلا، فإن تعظيم الله جل جلاله، وتعظيم أسمائه وتعظيم صفاته يكون بأنحاء وأشياء متنوعة ومن ذلك أنك لا تسأل بالله أو بوجه الله أو بصفات الله جل جلاله إلا المطالب العظيمة التي أعلاها الجنة، ----ومن غير الجائز أن يُسأل الله جل وعلا بنفسه أو بوجهه أو بصفة من صفاته أو باسم من أسمائه الحسنى إلا أعظم مطلوب، فإن الله جل جلاله لا يُسأل بصفاته الأشياء الحقيرة الوضيعة؛ بل يسأل أعظم المطلوب وذلك لكي يتناسب سؤال مع وسيلة السؤال، وهذا معنى هذا الباب في أن تعظيم صفات الله جل وعلا في أن لا تدعو الله بها إلا في الأمور الجليلة، فلا تسأل الله جل وعلا بوجهه أو باسمه الأعظم أو نحو ذلك في أمور حقيرة وضيعة لا تناسب تعظيم ذلك الاسم.

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:44 PM
(باب ما جاء في الـ(لو))، قلب الموحد؛ قلب المؤمن لا يكون محققا مكمِّلا للتوحيد حتى يعلم أنّ كل شيء بقضاء الله جل وعلا وبقدره، وأنّ ما فعله سبب من الأسباب، والله جل وعلا مضى قدره في خلقه، وأنه مهما فعل فإنه لن يحجز قدر الله جل وعلا، فإذا كان كذلك كان القلب معظِّما لله جل وعلا في تصرفه في ملكوته، وكان القلب لا يخالطه تمني أن يكون شيء فات على غير ما كان، وأنه لو فعل أشياء لتغير ذلك السابق؛ بل الواجب أن يعلم أن قضاء الله نافذ وأن قدره ماضٍ وأن ما سبق من الفعل قد قدره الله جل وعلا وقدر نتائجه، فالعبد لا يمكنه أن يرجع إلى الماضي فيغير، وإذا استعمل لفظ (لو) أو لفظ (ليت) وما أشبهها من الألفاظ التي تدل علة الندم وعلى التحسر على ما فات فإن ذلك يُضعف القلب ويجعل القلب متعلقا بالأسباب منصرفا من الإيقان بتصريف الله جل وعلا في ملكوته، وكمال التوحيد إنما يكون بعدم الالتفات إلى الماضي، فإن الماضي الذي حصل:
إما أن يكون مصيبة أصيب بها العبد فلا يجوز له أن يقول: لو كان فعلت كذا لما حصل كذا؛ بل الواجب عليه أن يصبر على المصيبة وأن يرضى بفعل الله جل وعلا ويستحب له الرضى بالمصيبة.
وإذا كان ما أصابه في الماضي معصية فإن عليه أن يسارع في التوبة والإنابة، وأن لا يقول لو كان كذا لم يكن كذا؛ بل يجب عليه أن يسارع في التوبة والإنابة حتى يمحو أثر المعصية.

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:46 PM
(بابٌ النهي عن سب الريح) الريح مخلوق من مخلوقات الله مسخر، وهي واحدة الرياح، يجريها الله جل وعلا كما يشاء، وهي لا تملك شيئا، كالدهر لا يملك شيئا ولا يدبر أمرا، فسب الريح كسب الدهر، يرجع في الحقيقة إلى أذية الله جل وعلا؛ لأن الله هو الذي يصرِّف الريح كيف يشاء، يأتي بالريح بأمر مكروه فيذكِّر العباد بالتوبة والإنابة، ويذكر العباد بأمر قدرته عليهم وأنه لا غنى لهم عنه جل وعلا طرفة عين، ويأتي بالريح فيجعلها رياحا، فيسخرها جل وعلا لما فيه من مصلحة العباد، فالريح إذا لا تملك شيئا، فهذا الباب عقدة لبيان تحريم سب الريح كما عقد ما قبله لبيان أنّ سب الدهر لا يجوز ومحرم لأنه أذية لله جل وعلا.
وهذا الباب من جنس ذاك؛ لكن هذا يكثر وقوعه، فأفرده بكثرة وقوعه وللحاجة إلى التنبيه عليه.

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:49 PM
(باب قول الله تعالى: -يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلّهُ للهِ -
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أنّ الله جل وعلا موصوف بصفات الكمال وله جل وعلا أفعالُ الحكمة وأفعال العدل وأفعال الرحمة والبر جل وعلا، فهو سبحانه كامل في أسمائه، كامل في صفاته، كامل في ربوبيته، ومن كماله في ربوبيته وفي أسمائه وصفاته أنه لا يفعل الشيء إلا لحكمة بالغة، والحكمة في ذلك هي أنه جل وعلا يضع الأمور مواضعها التي توافق الغايات المحمودة منها، وهذا دليل الكمال، فالله جل وعلا له صفات الكمال وله نعوت الجلال والجمال، فلهذا وجب لكماله جل وعلا أن يُظنّ به ظن الحق، وأن لا يظن به ظن السَّوء؛ يعني أن يعتقد فيه ما يجب لجلاله جل وعلا من تمام الحكمة وكمال العدل وكمال الرحمة جل وعلا وكمال أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، فالذي يظن به جل وعلا وعلى أنه يفعل الأشياء لا عن حكمة، فإنه قد ظن به ظن النَّقص وهو ظن السوء الذي ظنه أهل الجاهلية.
فإذن يكون الظن بالله غير الحق منافٍ للتوحيد، وقد يكون منافيا لكمال التوحيد:
فمنه ما يكون صاحبُه خارج عن ملة الإسلام أصلا، كالذي يظنّ بالله غير الحق في بعض مسائل القدر كما سيأتي.
ومنه ما هو منافٍ لكمال التوحيد بأن يكون غير مؤمنٍ بالحكمة أو بأفعال الله جل وعلا المنوطة بالعلل التي هي منوطة بحكمته سبحانه البالغة

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:52 PM
يجب على المؤمن أن يخلص قلبه من كل ظن بالله غير الحق -وأن يتعلم أسماء الله جل وعلا وأن يتعلم الصفات وأن يتعلم آثار ذلك في ملكوت الله؛ حتى لا يقوم بقلبه إلا وأن الله جل جلاله هو الحق وأن فعله حق، حتى ولو كان في أعظم شأن وأصيب بأعظم مصيبة أو أُهين بأعظم إهانة فإنه يعلم أنه ما أصابه لتمام ملك الله جل وعلا وأنه يتصرف في خلقه كيف يشاء، وأن العباد مهما بلغوا فإنهم يظلمون أنفسهم، والله جل وعلا يستحق الإجلال والتعظيم.
فخلِّصْ قلبكَ أيها المسلم وخاصة طالبَ العلم، خَلِّصْ قلبك من كل ظن سَوء بالله جل وعلا بأن قلتَ: هذا لا يصلح، وهذا الفعل عليه كذا وكذا، ولا يصلح أن يعطى المال، أو أن تحسد فلانا وفلانا.

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:54 PM
(بابُ ما جاء في منكري القدر) ومناسبة هذا الباب للذي قبله ما ذكرنا أن إنكار القدر سوء ظن بالله جل وعلا، ويكون هذا الباب كالتفصيل لما اشتمل عليه الباب الذي قبله.
ومناسبته للذي لكتاب التوحيد ظاهرة - وهي أن الإيمان بالقدر واجب ولا يتم توحيد العبد حتى يؤمن بالقدر، وإنكار القدر كفر بالله جل وعلا ينافي أصل التوحيد، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: القدر نظام التوحيد فمن كذَّب بالقدر نقض تكذيبُه توحيدَه. يعني الإيمان بالقدر هو النظام يعني السلك الذي تجتمع فيه مسائل التوحيد من يقوم عقدُها في القلب، فإذا كذب بالقدر معنى ذلك انقطع السلك فنقض ذلك التكذيب أمور التوحيد، وهذا ظاهر؛ فإن أصل الإيمان أن يؤمن بالأركان الستة التي منها الإيمان بالقدر كما ذكر ذلك الشيخ في حديث ابن عمر

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 12:58 PM
(باب ما جاء في المصورين)
مناسبة الباب لكتاب التوحيد: أن التوحيد هوأن لا يُجعل لله ند فيما يستحقه جل وعلا، والتصوير تنديد من جهة أن المصور جعل فعله ندا لفعل الله جل وعلا، ولهذا يدخل الرضى بصنيع المصوِّر في قول الله جل وعلا ?فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ إذْ ذلك حقيقته أنه جعل هذا المصوِّر شريكا لله جل وعلا في هذه الصفة، مع أن تصويره ناقص وتصوير الله جل وعلا على جهة الكمال؛ لكن من جهة الإعتقاد مما جعل هذا المخلوق مصوٍّرا والله جل وعلا هو الذي ينفرد بالتصوير سبحانه وتعالى -يعني بتصوير المخلوقات كما يشاء- كان من كمال التوحيد أن لا يُرضى بالتصوير وأن لا يفعل أحد هذا الشيء؛ لأن ذلك لله جل وعلا، فالتصوير من حيث الفعل مناف لكمال التوحيد، وهذا هو مناسبة إيراد هذا الباب في هذا الكتاب.
والمناسبة الثانية له أن التصوير وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا، والشرك ووسائله يجب وصدها وغلق الباب؛ لأنها تُحْدث في الناس الإشراك أو وسائل الإشراك

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 01:01 PM
(باب ما جاء في كثرة الحلف) .
.
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهي أن تحقيق التوحيد وكمال التوحيد لا يجامع كثرة الحلف، فكثرة الحلف منافية لكمال التوحيد، والحلف هو كما ذكرنا تأكيد الأمر بمعظَّم وهو الله جل جلاله، فمن أكد وعقد اليمين بالله جل وعلا وأكثر من ذلك وأكثر فإنه لا يكون معظِّما لله جل جلاله له، إذْ الله سبحانه وتعالى يجب أن يصان اسمه ويصان الحلف به واليمين به إلا عند الحاجة إليها، أما كثرة ذلك؛ كثرة مجيئة على اللسان فهو ليس من صفة ليس من صفة أهل الصلاح.

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 01:07 PM
(باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه - هذا باب عظيم من الأبواب الأخيرة في هذا الكتاب
إن تعظيم الله جل وعلا في مناجاته وفي سؤاله وفي العبادة له جل وعلا وفي التعامل مع الناس هذا كله من كمال التوحيد، وهذا الباب من جهة التعامل مع الناس كما جاء في الباب الذي قبله، فالباب الذي قبله وهو (باب ما جاء في كثرة الحلف) متعلق بتعظيم الله جل وعلا حين التعامل مع الناس، و(باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه) متعلق بالتعامل مع الناس في الحالات العَسِرة الصعبة وهي حال الجهاد، فنَبَّه على أن تعظيم الرب جل وعلا يكون في التعامل في أعصب الحالات وهو الجهاد فإن العبد يكون موقرا لله مجلا لله معظما لأسمائه وصفاته، ومن ذاك أن تعظم ذمة الله وذمة نبيه، والذمة بمعنى العهد وذمة الله يعني عهد الله وعهد نبيه، فإنه إذا كان يعطي بعهد الله ثم يخفر فقد خفر عهد الله جل وعلا وفجر في ذلك، وهذا مناف لكمال التوحيد الواجب؛ لأن الواجب على العبد أن يُعَظِّم الله جل جلاله وأن لا يخفر عهده وذمته؛ لأنه إذا أعطى بذمة الله فإنه يجب عليه أن يوفي بهذه النعمة مهما كان حتى لا يُنسب النقص لعدم تعظيم ذمّة الله جل جلاله ومن أهل الإسلام.
لهذا كان إعطاء مثل هذه الكلمة مثل كثرة الحلف، فلا يجوز أن تجعل في العهد ذمة الله وذمة نبيه ( كما لا يجوز كثرة الأيمان؛ لأن في كل منهما نَقصا في تعظيم الرب جل جلاله.
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 01:10 PM
(باب ما جاء في الإقسام على الله) الإقسام على الله يكون على جهتين:
جهة فيها التألي والتكبر والتجبر ورفعة هذا المتألي نفسه حتى يجعل له على الله حق, وهذا مناف لكمال التوحيد، وقد ينافي أصله، وصاحبه متوعد بالعقاب الذي جاء في مثل هذا الحديث، فهذا يتألى فيجعل الله جل وعلا يحكم بما اختاره هو من الحكم، فيقول: والله لا يحصل لفلان كذا. تكبرا واحتقارا للآخرين فيريد أن يجعل حكم الله جل وعلا كحكمه تأليا واستبعادا أن يفعل جل وعلا ما ظنه هو، فهذا التألي و الإستبعاد نوع تحكم في الله جل وعلا وفي فعله، وهذا لايصدر من قلب معظم لله جل وعلا.
والحال الثانية أن يقسم على الله جل جلاله لا على جهة التألي؛ ولكن على جهة أنه ما ظنه صحيح، في أمر وقع له أو في أمر يواجهه، فهذا يقسم على الله أن يكون كذا في المستقبل على جهة التذلل والخضوع لله لا على جهة التألي، - الواجب على العباد جميعا أن يعظِّموا الله وأن يخبتوا إليه و أن يظنوا أنهم أسوء الخلق، حتى يقوم في قلوبهم أنهم أعظم حاجة لله جل وعلا وأنهم لم يوفوا الله حقه.
أما التعاظم بالنفس والتعاظم بالكلام والمدح والثناء ونحو ذلك فليس من صنيع المجلين لله جل وعلا الخائفين من تقلب القلوب، فالله جل وعلا يقلب القلوب ويصرِّفها كيف يشاء، فالقلب المخبت المنيب يحذر ويخاف دائما أن يتقلب قلبُه، فينتبه للفظه، وينتبه لحظه، وينتبه لسمعه، وينتبه لحركاته لعل الله جل وعلا ان يميته غير مفتون ولا مخزي

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 01:12 PM
(باب لا يُستشفع بالله على خلقه - هذا الباب فيه كما في الأبواب قبله ما يتحرز به الموحد من الألفاظ التي فيها سُوء ظن بالله جل وعلا وتنقص لمقام الربوبية لله جل جلاله

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 01:19 PM
(باب ما جاء في حماية النبي ( حمى التوحيد وسده طرق الشرك)؛ النبي عليه الصلاة والسلام حَمى وحرس جناب التوحيد، وحَمى حمى التوحيد، وسد طريق توصل إلى الشرك، فإن في سنة النبي عليه الصلاة والسلام من الدلائل على قاعدة سد الذرائع ما يبلغ مائة دليل أو أكثر، وأعظم الذرائع التي يجب أن تسد ذرائع الشرك التي توصل إليه، فحماية النبي ( حمى التوحيد وسده طرقَ الشرك:
* كان في جهة الاعتقادات.
* وكان في جهة الأعمال والأفعال.
* وكان في جهة الأقوال.
فإذا تأملت سنته وما جاء في هذا الكتاب -كتاب التوحيد- وجدت أنه عليه الصلاة والسلام:
سد الباب في الإعتقادات الباطلة.
وسد الباب في الأفعال الباطلة كقوله «اشْتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَىَ قَوْمٍ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».
وسد الباب أيضا في الأقوال التي توصل إلى الغلو المذموم فقال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله».
وهذا الباب أيضا من ذلك في بيان حمى الرسول ( حمى التوحيد فيما يتعلق بالقول الذي قد يتبعه اعتقاد.----هذا الباب كالجامع لما يجب من سد الذرائع الموصلة للشرك، وهذا واجب على المسلم أنَّ كل طريق أو سبيل يجعل نفسه تتعاظم -من نفسه لنفسه أو من الخلق له- يجب عليه أن يسده؛ لأنه أعظم مقامات الشرف لك أن يعلم الله جل وعلا منك أنك متذلل خاضع بين يديه، وأنك خائف وجِلْ تدعوه راغبا راهبا، هذه صفة الخُلَّص من عباد الله جل وعلا الذين وعدهم الله جل وعلا بالخيرات قال سبحانه - إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 01:37 PM
باب ما جاء في قول الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ -هذا الباب ختم به أمام هذه الدعوة شيخ الإسلام والمسلمين محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد، وخَتْمُه هذا الكتاب بهذا الباب - خَتْمٌ عظيم؛ لأن من علم حقيقة ما اشتمل عليه هذا الباب من وصف الله جل وعلا وعظمة الله جل وعلا فإنه لا يملك إلا أن يَذُلَّ ذلا حقيقيا ويخضع خضوعا عظيما للرب جل جلاله، والصحيح والواقع من حال الخلق أنهم لم يوقِّروا وما قدروا الله جل وعلا: * لا من جهة ذاته وقدرته وصفاته. * ولا من جهة حكمته وبعثه لرسله.--------(مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) يعني ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره جل وعلا وعظم ذاته سبحانه وتعالى وصفاته------ (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فإن عقل الإنسان لا يمكن أن يتحمل صفة الله جل وعلا على ما هو عليه، والله جل وعلا بيّن لك بعض صفاته فقال سبحانه (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ) فإذا نظرت إلى هذه الأرض -على عِظمها وعلى غرور أهلها فيها-، ونظرت إلى حجمها وإلى سعتها وإلى ما فيها فهي قبضة الرحمان جل وعلا؛ يعني في داخل قبضة الرحمان جل وعلا يوم القيامة كما وصف ذلك بقوله (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فنفهم من ذلك أن كف الرحمان جل وعلا وأن يد الرحمان جل وعلا أعظم من هذا، وكذلك السماوات مطويات كطي السجل في كف الرحمان جل وعلا، كما قال سبحانه هنا (والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ) وقال في آية سورة الأنبياء ?يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ الخَلْقِ نُعِيدُهُ - فهذه صفات الله جل جلاله هذه صفاته فإن الأرض التي يتعاظمها أهلها والسماوات التي يتعاضمها من نظر فيها هي صغيرة وآيلة في الصغر إلى أن تكون في كف الرحمان جل وعلا، والله سبحانه وتعالى أعظم من ذلك وأجلّ؛ بل هو سبحانه وتعالى الواسع الحميد الذي له الحمد كله وله الثناء كله. ويبين لك ذلك؛ يبين لك - عظمة الرب في ذاته وعظمة الرب جل وعلا في صفاته إذا تأملت هذه الأحاديث، فإنك إذا نظرت في هذه الأرض، ونظرت سعة هذه الأرض، وغرور أهل الأرض بها غرور أهل الأرض في الأرض بهذه الأرض وبسعتها وبقواهم فيها، نظرت إلى أن الأرض بالنسبة إلى السماء أنها صغيرة، وأن بين الأرض وبين السماء الأولى مسيرة خمسمائة سنة في مسير الراكب السريع، وكذلك بين السماء الأولى والسماء الثانية مسيرة خمسمائة ألف سنة، وهكذا حتى تنتهي السبع السماوات، والأرض بالنسبة للسماوات صغيرة، ولهذا مثَّل السماوات السبع النبي عليه الصلاة والسلام في الكرسي الذي هو فوق ذلك وهو أكبر بكثير من السماوات, بقوله (إن السماوات السبع كدراهم سبعة ألقيت في ترس) يعني هذه السماوات صغيرة جدا بالنسبة إلى الكرسي؛ بل كدراهم سبعة ألقيت في ترس، والترس مكتنفها متقوس عليها، فهي صغيرة فيه وهو واسعها كما قال جل وعلا عن الكرسي ?وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا. فالأرض التي أنت فيها، وأنت فيها في نقطة صغيرة صغيرة هي بالنسبة إلى السماء هذا وصفها، والأرض والسماوات بالنسبة للكرسي هذا وصفه، والكرسي أيضا فوقه ماء، وفوق ذلك العرش عرش الرحمان جل وعلا، والكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، فهو متناهي الصغر بالنسبة إلى عرش الرحمان الذي الرحمان جل وعلا مستو عليه وهو فوقه سبحانه وتعالى. ولو تأملوا صفة الرب جل وعلا وما يجب له من الجلال وما هو عليه سبحانه وتعالى من صفات الذات ومن صفات الفعل وما هو في ذلك على الكمال الأعظم، فإنهم سيحتقرون أنفسهم، وسيعلمون أنه ما ثَم ينجيهم ويشرفهم إلا أن يكونوا عبيدا له وحده دون ما سواه. فهل يعبد المخلوقُ المخلوقَ؟ الواجب أن يعبد المخلوقُ هذا الذي هو متصف بهذه الصفات العظيمة، فهو الحقيق بأن يذل له، وهو الحقيق بأن يطاع، وهو الحقيق أن يجل، وهو الحقيق بأن يسأل، وهو الحقيق بأن يبذل كل ما يملكه العبد في سبيل مرضاته جل وعلا، إذ هذا من قدره حق قدره ومن تعظيمه حق تعظيمه. فإذا تأمل العبد صفات الربوية وصفات الجلال وصفات الجمال لله جل وعلا، وأن ذات الله جل وعلا عظيمة، وأنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه بائن من خلقه على هذا العظم، وجد أنه ما ثَم إلا أنه يتوجه إليه بالعبادة وألا يعبد إلا هو، وأن من عبد المخلوق الحقير الوضيع فإنه قد نازع الله جل وعلا في ملكه ونازع الله جل وعلا في إلهيته، ولهذا يحق أن يكون من أهل النار المخلدين فيها عذابا دائما؛ لأنه توجه إلى هذا المخلوق الضعيف وترك الرب العلي القادر على كل شيء سبحانه وتعالى. - إذا تأملتَ ذاك تأملتَ ربك العزيز الحكيم المتصف بصفات الجلال وهو جل وعلا فوق عرشه يأمر وينهى في ملكوته الواسع -الذي الأرض كَشِبْه لا شيء في داخل ذلك الملكوت- يفيض رحمته ويفيض في نعيمه على من شاء، ويرسل عذابه على من شاء، وينعِّم من شاء، ويصرِف البلاء عن من شاء، وهوسبحانه ولي النعمة والفصل، فترى أفعال الله جل وعلا في السماوات وترى عبودية الملائكة في السماوات؛ تراها متجهة إلى هذا الرب العظيم المستوي على عرشه كما قال عليه الصلاة والسلام «أَطّتِ السّمَاءُ وَحُقّ لَهَا أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاّ وَمَلَكٌ قائم أو مَلَكٌ راكع أو مَلَكٌ سَاجِد» وهذا لأجل تعظيمهم لأمر الله، فتنظر إلى نفوذ أمر الله في ملكوته الواسع الذي لا نعلم منه ما هو لنا من هذه الأرض وما هو قريب منها؛ بل نعلم بعض ذلك، والله جل وعلا هو المتصف. ثم تنظر إلى أن الله جل وعلا هذا الجليل العظيم المتصف بهذا الملك العظيم أنه يتوجه إليك أيها العبد الحقير الوضيع فيأمرك بعبادته وهي شرف لك لو شعرت، ويأمرك بتقواه فهو شرف لك لو شعرت، ويأمرك بطاعته وذاك شرف لك لو شعرت، إذا علمت حق الله وعلمت صفات الله، وما هو عليه من العلو المطلق في ذاته وصفاته جل وعلا، وفي نفوذ أمره في هذه السموات السبع التي هي في الكرسي كدراهم ألقيت ترس، ثم ما فوق ذلك، الجنة والنار وما في ذلك، وجدت أنك لا تتمالك إلا أن تخضع له جل وعلا خضوعا اختياريا، وأن تذل له، وأن تتوجه إلى طاعته، وأن تتقرب إليه بما يجب، وأنك إذا تلوت كلامه تلوت كلام من يخاطبك به ويأمر وينهى به، فيكون حينئذ التوقير غير التوقير ويكون التعظيم غير التعظيم. ولهذا كان من أسباب رسوخ الإيمان في القلب وتعظيم الرب جل وعلا أن يتأمل العبد ويتفكر في ملكوت السموات والأرض كما أمر الله جل وعلا بذلك حين قال قُلْ اُنْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وقال أيضا جل وعلا في وصف الخُلَّص من عباده -إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ(190) لَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُون َ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ - إلى آخر دعواتهم وهم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم يتفكرون، ومع ذلك سيسألون النجاة من النار، فهم في ذل وخضوع لما عرفوا من أثار توحيد الربوبية ولما عرفوا من أثار توحيد الألوهية في القلب وفي النفس.[ كفابة المستزيد]

محمدعبداللطيف
2018-02-08, 01:44 PM
الخاتـــمة

أسأل الله جل وعلا في ختام هذا الكتاب أن يجزى عنا مؤلفه الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب خير الجزاء، أن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء، وكل من ساهم في شرح هذا الكتاب بما أفهمنا من معانيه، فإنه والله لكتاب عظيم -إشتمل على ما به نجاة العباد لو شعروا، وقرّب الإمام رحمه الله فيه من نصوص الكتاب والسنة وأفهمنا دلائلها بما جازوا منه النجاة بعفو الله جل وعلا وكرمه.
، أوصي بالعناية بهذا الكتاب عناية عظيمة - من جهة حفظه ومن جهة دراسته ومن جهة تأمل مسائله ومن جهة معرفة ما فيه؛ فإنه الحق الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون ومن تبعهم من صالح عباد الله.
هذا واعتنوا رحمكم الله بذلك أعظم العناية، فإن فيه خيركم لو تعقلون، ووالله إن الانصراف عنه لنذير سوء ،وإن الإقبال عليه لنذير بشرى ومؤذن بالخير والبشرى.
وهذا وأسأل الله أن ينفعني وإياكم بما سمعنا [وقرأنا،]، وأن يجعلنا من المحققين لتوحيده وأنه لا حول لنا ولا قوة لنا إلا به.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.[ كفاية المستزيد]