المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختلفوا ـ بارك الله فيكم ـ ولكن.. .. ( سلمان العنزي)



عبدالله العلي
2008-06-05, 02:49 PM
الخلاف الذي يحصل في الأمة بين أبنائها له أسباب كثيرة من أهمها في نظري: الجهل بما عند الخصم من العلم والعمل، اعتمادًا على نقلة السوء الذين ينقلون الآراء وفهمهم لها في سياق واحد، أو اعتمادًا على علم قديم بالشخص دون اعتبار لتقدم الزمن وعمق الفهم وكثرة العلم، أو اعتمادًا على العلم بمن يحيطون بالشخص ممن عرف عنهم السوء وخبث الطوية فيسحب الحكم على هذا المخالف اكتفاء بهم عنه، أو اعتمادًا على سوء الظن لأن المخالف قد خرج في مكان مشبوه في نظر ناقده! أو لأنه مدح فلانـًا أو التقى به. .
وقد يساعد هذا الفهم ويتقدم به خطوات في طريق الخلاف والشقاق ما يتصف به المخالف من صفات حادة تنفر الناس منه وتجعلهم يتهيبون مجالسته أو مصارحته.. ولكن يبطل كل ذلك عندما يتقابل المختلفان ويتجالس المتناكفان، ويتباحث العالمان. . ويعرف كل منهما ما عند الآخر من العلم والفهم وصدق النية وصالح العمل، وكم قرأنا في تاريخ الرجال عن عالم كان على مذهب فتحول إلى آخر لما اطلع على كتبه وعرف ما عند أهله من العلم والفهم. . .
ما أجمل أن يتزاور الناس في الله ويتباحثوا في مسائل الخلاف فيما بينهم، أو لينفوا مسالك الريب ويبطلوا دسائس الظلام لتحصل المعرفة القلبية والقابلية النفسية فيزول كثير من الخلاف أو يبقى محصورًا في دائرته لا يتعداها، وإذا تعدى يبقى بلا أثر على الناس لما يتبعه من الدعاء والثناء على المخالف. ومما يروى أن السيوطي قد اعتزل الناس في الروضة يؤلف الكتب وينقب عن الدرر فبلغه أن القسطلاني ينقل عن كتبه ولا يشير إليه فتغير خاطره عليه، فمشى إليه القسطلاني من القاهرة إلى الروضة حتى دق باب بيته، فقال من الطارق؟ فقال: أنا القسطلاني جئت إليك حافيًا مكشوف الرأس ليطيب خاطرك علي، فقد قد فعلت.
عندما تكون النفس عظيمة تستمد طاقتها من طاقة الحق فلا تشعر بالنقص يتحيف جوانبها كما يشعر به الفاشلون، فلا يكون عملهم وشغلهم إلا في إثبات ذواتهم وتعظيم نفوسهم دون أن يلتفتوا للحق التفاتة قد تغسل وصمة العار في حياتهم، إن النفس العظيمة كالغيمة العظيمة المليئة بالرحمة؛ غيثـًا وظلاً لا تمر ببلدة إلا سكبت فيها هدوء الظل وسكينته، وسعادة النقاء وحظوته. . .! إن النفس العظيمة لا ترضى أن تخوض المعارك الحقيرة وملء الأرض فجاج تنتظر النور، وناس ينتظرون نفحات الحياة. .!
يقول الذهبي عن أبي محمد ابن حزم، وهو من هو في صرامة لسانه وقوة بيانه وجرأته على خصمه مع ما عنده من العلم والفهم وكثرة أعدائه المتجرئين عليه لخفاء حاله عليهم ولما يحول دونه من الهالة الموحشة التي فرضها على نفسه: "وقد أخذ علم المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن فيه، فزلزله عن أشياء، ولِي أنا مَيْلٌ إلى أبي محمـد لِمَحَبَّتِهِ الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة ولكن لا أكفِّـره ولا أضلله، وأرجو لـه العفو والمسامحة وللمسلمين، وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه". كما قال عنه: "وبَسَطَ لسانه وقلمـه، ولم يتأدب مع الأئمـة في الخطاب بل فجّج العبارة، وسبّ وجدّع، فكان جزاؤه من جنس فعله، بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأُحْرِقَتْ في وقت، واعتنى بـها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقادًا واستفادة، وأخـذًا ومؤاخـذة، ورأوا فيها الـدر الثمين ممزوجًا في الرَّصْف بالـخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزؤون، وفي الجملة فالكمال عزيز، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فمنهج الذهبي هو المنهج الحق؛ لأن فيه العدل والإنصاف والحكم بعد العلم لا ما وقع فيه الإمام ابن حزم حتى وقع في بواقع كان في غنى عنها وعن بنياتها السود، ولا ما وقع فيه ابن العربي حينما شن حملته على ابن حزم وسفهه ولم يبق منه شيئًا على طريقة ابن حزم مع خصومه. وهذه هي البلية الماحقة التي نبهت على دوائها من خلال العلم بالشخص وأقواله بلا وساطة ودون النظر إلى ما يصدر منه من قول حاد وفعل شرس. . حتى نستطيع أن نكون متوازنين لا نظلم أحدًا ونرفع إصر الخلاف عن قلب الأمة المسحوق.!
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=188&artid=12876

أشرف بن محمد
2008-06-05, 03:27 PM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عبدالله العلي
(فقد قد فعلت).اهـ.
الصواب: فقال: قد فعلت.
ولكن السيوطي (لم يفتح له الباب، ولم يقابله).
ولعل ذلك لانشغاله بالتصنيف، وإلا فهو صادق (إن شاء الله) في قوله: (قد طاب خاطري عليك). والله أعلم.

أشرف بن محمد
2008-06-05, 03:41 PM
جزاك الله خيرا أخي النَّاقل عبدالله العلي
(يروى أن السيوطي قد اعتزل الناس في الروضة يؤلف الكتب وينقب عن الدرر فبلغه أن القسطلاني ينقل عن كتبه ولا يشير إليه فتغير خاطره عليه).اهـ.
هنا أمر دقيق .. لم أقف على هذه القصة بهذا السياق .. هذا السياق يُفيد أن السيوطي اعتزل الناس أولا .. ثم دار ما ذُكِر أمره من خبر القسطلاني .. ومن المحتمل (ولعله الأظهر) أن هذه القصة (وغيرها) كانت سبب اعتزال السيوطي .. وعليه، يبطل السياق الذي رُويَت فيه هذه القصة، والله أعلم.

عبدالله العلي
2008-06-06, 10:22 AM
بارك الله فيك ياشيخ أشرف

سعد معاذ
2008-06-15, 09:01 PM
أخي أشرف بارك الله فيك لعلك تبحث أولا ثم تعقب لا أن تظن ثم تعقب .

والقصة نقلها القاضي الفاضل المصري محمد سليمان في كتابه ( علماء الإسلام )

وتقول ( (فقد قد فعلت).اهـ.
الصواب: فقال: قد فعلت.
ولكن السيوطي (لم يفتح له الباب، ولم يقابله).
ولعل ذلك لانشغاله بالتصنيف، وإلا فهو صادق (إن شاء الله) في قوله: (قد طاب خاطري عليك). والله أعلم )

أما الخطأ الطباعي فظاهر
وأما جملة " ولكن السيوطي (لم يفتح له الباب، ولم يقابله). "

فما أدري من أين أتيت بها ؟؟؟

ولعلك تعلم أن مساقات نصوص القصص لا تؤخذ ( حرفيا ) ويكفي معرفة الواقع البشري الطبيعي بله الواقع النقي لعلماء المسلمين لندرك أن السيوطي فتح الباب ثم قال له القسطلاني ما قال ....!


أخي لا بد من التثبت والتدقيق قبل التحشية والتعليق .

عبدالله العلي
2008-06-15, 09:44 PM
................

عبدالله العلي
2008-06-15, 09:44 PM
ماشاء الله ياشيخ سعد
أول مشاركة ، وفيها نقد لاذع !!!
سدد الله الجميع

خالد المرسى
2008-06-15, 10:55 PM
ماشاء الله ياشيخ سعد
أول مشاركة ، وفيها نقد لاذع !!!
سدد الله الجميع
ومن المهم جدا قوة القلب لأن القلب ملك الجسد وهو الذى يأمر الجوارح
ومحدش يسألنى معنى الكلام ده ايه
لأنى ما قلته لشئ الاهكذا

أشرف بن محمد
2008-06-16, 12:04 AM
الأخ سعد معاذ، سلام عليك، وبعد:
لو أحسنت الطَّرق، لفُتِحَ لك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سعد معاذ
2008-06-16, 07:00 PM
الأخ أشرف وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أعيد جملتك لك حفظك الله ، فالجملة البيضاء تنفع في الليلة السوداء :)

سعد معاذ
2008-06-16, 07:03 PM
أخي عبدالله العلي ، بارك الله فيك

أنا هنا منذ زمن كـ عابر سبيل أقبس من نار العلم ما ينفعني في أيام القر وما أكثرها .

عبدالله العلي
2008-06-16, 07:31 PM
نفع الله بك ووفقك