المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (فإنَّ في السَّنةِ ليلةً ينزلُ فيها وباءٌ) وفي روايةٍ:(فإنَّ في السَّنةِ يومًا ينزلُ فيهِ وباءٌ)



أم علي طويلبة علم
2018-01-22, 06:58 PM
روى مسلم في صحيحه (حديث رقم:2014-كتاب الأشربة-باب12) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(غطُّوا الإناءَ . وأوكوا السِّقاءَ . فإنَّ في السَّنةِ ليلةً ينزلُ فيها وباءٌ . لا يمرُّ بإناءٍ ليسَ عليهِ غطاءٌ ، أو سقاءٍ ليسَ عليهِ وِكاءٌ ، إلَّا نزلَ فيهِ من ذلِكَ الوباءِ).

وفي روايةٍ :( فإنَّ في السَّنةِ يومًا ينزلُ فيهِ وباءٌ).


نرجو شرح الحديث وبيانه؟

أم علي طويلبة علم
2018-01-22, 09:50 PM
وهل يجوز الشرب والأكل مما لم يغطى؟

أبو مالك المديني
2018-01-22, 10:01 PM
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:
وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ: " غَطّوا الْإِنَاءَ وَأَوْكُوا السّقَاءَ فَإِنّ فِي السّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ لَا يَمُرّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ إلّا وَقَعَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الدّاءِ ".
وَهَذَا مِمّا لَا تَنَالُهُ عُلُومُ الْأَطِبّاءِ وَمَعَارِفُهُمْ وَقَدْ عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ عُقَلَاءُ النّاسِ بِالتّجْرِبَةِ . قَالَ اللّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَحَدُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ الْأَعَاجِمُ عِنْدَنَا يَتّقُونَ تِلْكَ اللّيْلَةَ فِي السّنَةِ فِي كَانُونَ الْأَوّلِ مِنْهَا . وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ أَمَرَ بِتَخْمِيرِ الْإِنَاءِ وَلَوْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ عُودًا .
وَفِي عَرْضِ الْعُودِ عَلَيْهِ مِنْ الْحِكْمَةِ أَنّهُ لَا يَنْسَى تَخْمِيرَهُ بَلْ يَعْتَادُهُ حَتّى بِالْعُودِ، وَفِيهِ أَنّهُ رُبّمَا أَرَادَ الدّبِيبُ أَنْ يَسْقُطَ فِيهِ فَيَمُرّ عَلَى الْعُودِ فَيَكُونُ الْعُودُ جِسْرًا لَهُ يَمْنَعُهُ مِنْ السّقُوطِ فِيهِ .
وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ أَمَرَ عِنْدَ إيكَاءِ الْإِنَاءِ بِذِكْرِ اسْمِ اللّهِ، فَإِنّ ذِكْرَ اسْمِ اللّهِ عِنْدَ تَخْمِيرِ الْإِنَاءِ يَطْرُدُ عَنْهُ الشّيْطَانَ، وَإِيكَاؤُهُ يَطْرُدُ عَنْهُ الْهَوَامّ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ بِذِكْرِ اسْمِ اللّهِ فِي هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ لِهَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ .

أبو مالك المديني
2018-01-22, 10:12 PM
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم ( فان فى السنة ليلة ينزل فيها وباء ) وفى الرواية الأخرى يوما بدل ليلة، قال الليث: فالأعاجم عندنا يتقون ذلك فى كانون الأول.
الوباء يمد ويقصر لغتان حكاهما الجوهرى وغيره والقصر أشهر، قال الجوهرى جمع المقصور أوباء وجمع الممدود أوبية قالوا والوباء مرض عام يفضى إلى الموت غالبا وقوله ( يتقون ذلك ) أى يتوقعونه ويخافونه وكانون غيره مصروف لأنه علم أعجمى وهو الشهر المعروف.
وأما قوله فى الرواية "يوما" وفى رواية "ليلة" فلا منافاة بينهما اذ ليس فى أحدهما نفى الآخر فهما ثابتان.اهـ

(قلت - أبو مالك المديني -: إحدى اللفظتين مروية بالمعنى من قبل بعض الرواة، والمحفوظ لفظ: "ليلة"، ورواها بعض الرواة بفظ "يوما"، والله أعلم)

أبو مالك المديني
2018-01-22, 10:22 PM
وهل يجوز الشرب والأكل مما لم يغطى؟
نعم يجوز، إلا إذا تأكد الضرر منه.

أم علي طويلبة علم
2018-01-22, 10:48 PM
جزاكم الله خيرا،،

وقال الشربيني الشافعي رحمه الله في مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج:

"ويسن إذا جن الليل تغطية الإناء ولو بعرض عود، وإيكاء السقاء، وإغلاق الأبواب مسميا لله تعالى في الثلاثة، وكف الصبيان والماشية أول ساعة من الليل، وإطفاء المصباح للنوم".

أبو مالك المديني
2018-01-23, 07:49 PM
وجزاكم خيرا وبارك فيكم.

أبو عمر غازي
2018-01-24, 02:49 AM
(قلت - أبو مالك المديني -: إحدى اللفظتين مروية بالمعنى من قبل بعض الرواة، والمحفوظ لفظ: "ليلة"، ورواها بعض الرواة بلفظ "يومًا"، والله أعلم).
ما قاله الشيخ المديني، سبقه إليه الشيخ الألباني وبيان ذلك أن الحديث مداره على الليث بن سعد وقد رواه عنه جماعة وهم كما قال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (7/ 206- 207):"وليث هو ابن سعد الإمام المصري. يونس هو ابن محمد، أبو محمد المؤدب، وهو ثقة ثبت.وتابع يونس: هاشم بن القاسم أبو النضر، وهو ثقة ثبت أيضًا.
وتابعه موسى بن داود- وهو صدوق له أوهام-، وعلي بن عياش- وهو ثقة ثبت- عند أبي عوانة.
وسعيد بن سليمان- وهو الضبي الواسطي، ثقة حافظ- عند البيهقي.
قلت: وكلهم قالوا في الحديث: "ليلة".
وخالفهم علي بن نصر الجهضمي: حدثنا ليث بن سعد به؛ إلا أنه قال:
" يومًا" مكان: "ليلة "
أخرجه مسلم وحده، وزاد في آخره:
"قال الليث: فالأعاجم عندنا يتقون ذلك في كانون الأول ".
وجمع النووي بين الروايتين: " ليلة " و " يومًا " بقوله:
"لا منافاة بينهما؛ إذ ليس في أحدهما نفي الآخر".
فأقول: كان ينبغي أن يكون الأمر كذلك؛ لولا أن تتبعنا للرواة عن الليث بن سعد قد دلنا على شذوذ رواية: "يومًا"؛ لتفرد الجهضمي بها مخالفا الثقات الخمسة الذين رووه باللفظ الأول، فاتفاق هؤلاء عليه يدل على وهم الجهضمي وشذوذ روايته، والشذوذ يثبت بأقل من هذا؛ كما يعرف ذلك من له ممارسة في هذا العلم الشريف". لعل الشيخ المديني أراد الاختصار فلم ير الإشارة إلى ما ذهب إليه الشيخ الألباني، وربما يكون الشيخ الألباني قد سبقه غيره إلى ذلك. أو يكون الشيخ المديني استظهر ذلك ولم يقف على قول الشيخ الألباني وذلك من فضل الله عليه ولا يستبعد ذلك وهو الأقرب. لكن أردت بذكر الشيخ الألباني ما يقوى ما ذكره الشيخ المديني. والله ولي التوفيق.

أبو مالك المديني
2018-01-24, 05:16 PM
(أو يكون .. المديني استظهر ذلك ولم يقف على قول الشيخ الألباني وذلك من فضل الله عليه ولا يستبعد ذلك وهو الأقرب).

بارك الله فيك وفي نقلك النافع.

أم علي طويلبة علم
2018-07-20, 12:17 AM
(قلت - أبو مالك المديني -: إحدى اللفظتين مروية بالمعنى من قبل بعض الرواة، والمحفوظ لفظ: "ليلة"، ورواها بعض الرواة بلفظ "يومًا"، والله أعلم).
ما قاله الشيخ المديني، سبقه إليه الشيخ الألباني وبيان ذلك أن الحديث مداره على الليث بن سعد وقد رواه عنه جماعة وهم كما قال الشيخ الألباني في "
الصحيحة" (7/ 206- 207):"وليث هو ابن سعد الإمام المصري. يونس هو ابن محمد، أبو محمد المؤدب، وهو ثقة ثبت.وتابع يونس: هاشم بن القاسم أبو النضر، وهو ثقة ثبت أيضًا.
وتابعه موسى بن داود- وهو صدوق له أوهام-، وعلي بن عياش- وهو ثقة ثبت- عند أبي عوانة.
وسعيد بن سليمان- وهو الضبي الواسطي، ثقة حافظ- عند البيهقي.
قلت: وكلهم قالوا في الحديث: "ليلة".
وخالفهم علي بن نصر الجهضمي: حدثنا ليث بن سعد به؛ إلا أنه قال:
" يومًا" مكان: "ليلة "
أخرجه مسلم وحده، وزاد في آخره:
"قال الليث: فالأعاجم عندنا يتقون ذلك في كانون الأول ".
وجمع النووي بين الروايتين: " ليلة " و " يومًا " بقوله:
"لا منافاة بينهما؛ إذ ليس في أحدهما نفي الآخر".
فأقول: كان ينبغي أن يكون الأمر كذلك؛ لولا أن تتبعنا للرواة عن الليث بن سعد قد دلنا على شذوذ رواية: "يومًا"؛ لتفرد الجهضمي بها مخالفا الثقات الخمسة الذين رووه باللفظ الأول، فاتفاق هؤلاء عليه يدل على وهم الجهضمي وشذوذ روايته، والشذوذ يثبت بأقل من هذا؛ كما يعرف ذلك من له ممارسة في هذا العلم الشريف". لعل الشيخ المديني أراد الاختصار فلم ير الإشارة إلى ما ذهب إليه الشيخ الألباني، وربما يكون الشيخ الألباني قد سبقه غيره إلى ذلك. أو يكون الشيخ المديني استظهر ذلك ولم يقف على قول الشيخ الألباني وذلك من فضل الله عليه ولا يستبعد ذلك وهو الأقرب. لكن أردت بذكر الشيخ الألباني ما يقوى ما ذكره الشيخ المديني. والله ولي التوفيق.


جزاكم الله خيرا