مشاهدة النسخة كاملة : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-22, 09:44 AM
( 1 ) خطبة الحاجة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَا ءًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1] .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70ـ71] .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] .
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدَثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
رواها الإمام أحمد في المسند (1/292ـ293) ، وأبو داود (2118) ، والترمذي (11.5) ، وابن ماجه (1892) .
وللألباني رحمه الله رسالة نافعة ماتعة في ذلك أسماها " خطبة الحاجة "
( 2 )
سبب الرسالة :
قال شيخ الإسلام :
فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس ; من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين وكثرة الاضطراب فيهما . فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعباد : لا بد أن يخطر لهم في ذلكمن الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات وما يعتري القلوب في ذلك : من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات "
أم علي طويلبة علم
2018-01-23, 01:06 AM
واصلوا وصلكم الله بهداه.
أم علي طويلبة علم
2018-01-23, 07:41 PM
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدَثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
رواها الإمام أحمد في المسند (1/292ـ293) ، وأبو داود (2118) ، والترمذي (11.5) ، وابن ماجه (1892) .
وللألباني رحمه الله رسالة نافعة ماتعة في ذلك أسماها " خطبة الحاجة "
( 2 )
سبب الرسالة :
قال شيخ الإسلام :
فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس ; من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين وكثرة الاضطراب فيهما . فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعباد : لا بد أن يخطر لهم في ذلكمن الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات وما يعتري القلوب في ذلك : من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات "
في شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص30-35:
قوله: " أما بعد: فقد سألني..."
الشيخ في هذه الجملة يذكر السبب الباعث على التأليف وهو أمران:
الأول: سؤال بعض الراغبين في العلم.
والثاني: أهمية ما سألوا عنه.
وبين أيضا الموضوع الذي سألوا عنه وهو الأصلان: التوحيد والصفات، والشرع والقدر.
كما بين -رحمه الله تعالى- الأسباب المقتضية لأهمية هذين الأصلين والعناية بهما وتحقيقهما.
...ثم ذكر رحمه الله الأسباب الموجبة لأهمية هذين الأصلين المقتضية لتحقيقهما فقال: "لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين": لأنه لا قوام لدين العبد إلا أن يحقق توحيد الله، ويؤمن بوحدانيته، ويؤمن بصفاته، ولا يستقيم دين العبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يؤمن بشرع الله تعالى، وتحقيق هذين الأصلين يكون بمعرفة الحق من الباطل فيهما، وبإقامة الأدلة عليهما، ودفع الشبه المعارضة لهما، وهذا لا يكون إلا لطلاب العلم،
أما العوام فيكفيهم معرفة الحق، لأنهم قاصرون عن معرفة الأدلة، فالتحقيق بالنسبة للعامي أن يعرف الحق، فمن آمن بأنه تعالى واحد لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأنه الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل نقص، كفاه ذلك إجمالاً. إذن فكل مكلف هو في حاجة إلى هذين الأصلين؛ هذا هو السبب الأول.
قوله "وكثرة الاضطراب فيهما" هذا هو السبب الثاني؛ فإن الأمر المهم إذا كان فيه اضطراب وشبهات وخلاف يجب على العاقل أن يعتني به ليخرج من هذا الاضطراب بالحق الناصع، والنور الساطع، ومما يبين أن الاضطراب يقتضي مزيد عناية للتحقيق في المقام أن المسائل المجمع عليها لا تحتاج إلى مزيد جهد، أما المسائل التي فيها خــلاف فهي تحتاج من طــالب العلم ومن أهل العلم جهــداً للوصول إلى الحق، أو لمقاربة الحق، أو لمعرفــة الراجــح من تلك المســائل التي وقع فيهــا الخــلاف، -أعني مسائل الفقه- أما غالب مسائل الاعتقاد فإن فيها خطأ وصواباً، حقاً أو باطلاً، وليس فيها راجح ومرجوح، فما دل عليه الكتاب والسنة هو الا لحق وما سواه فهو الباطل.
وهذان الأصلان هما من أعظم ما وقع فيه الاضطراب بين فرق الأمة؛ ففي باب الأسماء والصفات: من الناس من يسلب عن الله تعالى جميع الأسماء والصفات مبالغة في التنزيه، ومن الناس من يثبت لله صفات مثل صفات المخلوق مبالغة في الإثبات، وبين هذين الطرفين طوائف من الناس، وكل فريق من أولئك أيضاً هم طوائف فالمعطلة طوائف، والمشبهة طوائف، فاضطربت المذاهب في هذا الأصل...".
أم علي طويلبة علم
2018-01-23, 10:38 PM
( 1 ) خطبة الحاجة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَا ءًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1] .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70ـ71] .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] .
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدَثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
رواها الإمام أحمد في المسند (1/292ـ293) ، وأبو داود (2118) ، والترمذي (11.5) ، وابن ماجه (1892) .
وللألباني رحمه الله رسالة نافعة ماتعة في ذلك أسماها " خطبة الحاجة "
في شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص13-14:
قوله "الحمد لله، نحمده ونستعينه..." إلخ.
افتتح الشيخ هذا الكتاب –كما هي عادته في أجوبته- بخطبة الحاجة، وتارة يختصر ويقول: "الحمد لله" فقط، وتارة ينشيء خطبة ويظهر فيها تحري السجع من غير تكلف وهو قليل، وهذه الخطبة تعرف بخطبة الحاجة، وهي خطبة مأثورة ليست من إنشاء الشيخ، إذ كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعلمها أصحابه كما ذكر ذلك ابن مسعود رضي الله عنه.
ويذكر أهل العلم هذه الخطبة في باب الجمعة وفي باب النكاح تنبيهاً على شرعية هذه الخطبة عند عقد النكاح، لأن عقد النكاح ليس كغيره من العقود، فيستحب العلماء قراءة هذه الخطبة عند عقد النكاح، وهذه الخطبة المأثورة رواها الإمام مسلم وأهل السنن، وألفاظها متقاربة.
وهذه الخطبة من جوامع الكلم الذي أوتيه -عليه الصلاة والسلام-؛ فمن خصائصه أنه أوتي جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصاراً، فيأتي بالعبارة القصيرة التي تحمل معاني كثيرة، وخطبة الحاجة من هذا، فإنها قصيرة لكنها اشــتملت على أصول الدين: فاشــتملت على التوحــيد بأنواعــه الثلاثــة، وإثبات القدر، وإثبات الرسالة، وفيها تفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، والالتجاء إليه...".
وقال الشيخ البراك في ص17-18:
قوله: "نحمده" هذا فيه توكيد للحمد الأول، فله الحمد الثابت لأن الجملة الاسمية "الحمد لله" تفيد الثبات. وله الحمد المتجدد لأن الجملة الفعلية "نحمده" تفيد التجدد.
فهو تعالى المستحق للحمد كله على الإطلاق، وله منَّا أن نحمده حمداً متجدداً في الحاضر وفي المستقبل كل بحسب ما وفقه الله تعالى، فهو سبحانه كما أثنى على نفســه وفوق ما يثني به عليه عباده، قال أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم (أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) والعباد لا يستطيعون أن يثنوا على الله تعالى كما يستحق بذاته، لأن العباد لا يعلمون كل ما لله من الأسماء والصفات حتى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يعلـم كنـه صــفاته ســبحانه وتعـالى،
لذلك قــال -عليه الصلاة والسلام-:(لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث الشفاعة: (فأقع ساجداً لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي).
وحمد العباد لربهم بحسب علمهم به تعالى، فمن كان أعلم بأسماء الله تعالى وصفاته كان أقدر على حمده ممن ليس كذلك، ومن كان أيضاً أعلم بنعمه وأكثر استحضاراً لها كان أقدر على حمده وشكره...".
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-23, 11:16 PM
واصلوا وصلكم الله بهداه.
إن شاء الله تعالى
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-24, 03:44 AM
من شرح الرسالة التدمرية للشيخ محمد الخميس في " المقدمة " :
" ولا تخفى أهمية هذه الرسالة لما فيها من تحرير للقواعد، وتأصيل في الرد على أهل البدع، وذلك في أصلين عظيمين:
الأول: في الاعتقاد.
والثاني: في العمل.
فالاعتقاد: انحرف فيه جماعة من أهل الكلام فعارضوا الكتاب والسنة بأفكار فلسفية، وآراء كلامية.
والعمل: انحرف فيه مجموعة من العُبَّاد والزُّهاد الذين عملوا بغير هدى من الكتاب والسنة.
فبيَّن ـ رحمه الله ـ الواجب في الأصل وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه، والواجب في الثاني الاجتهاد في فعل المأمور وترك المحظور مع الاستغفار بعد ذلك قال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار } [آل عمران: 17] ، ثم بيَّن حال الناس في الاستعانة والعبادة وأنهم على أربعة أحوال:
الأولى: المؤمنون الذين جمعوا بينهما.
الثانية: من عبدوا الله من غير استعانة.
الثالثة: من عندهم استعانة من غير استقامة.
الرابعة: من لا يعبد الله ولا يستعين به وهم من شر هذه الأنواع.
وأما المخالفون في الاعتقاد فقد رد عليهم شيخ الإسلام وحصر مناظرتهم في أصلين:
الأول: القول في بعض الصفات كالقول في بعض.
الثاني: القول في الصفات كالقول في الذات
ثم ضرب مثالين ليبيِّن مباينة الخالق للمخلوق (الأول في الجنة ونعيمها والثاني في الروح) ، وبين أن نعيم الجنة يباين موجودات الدنيا مع الاتفاق في الأسماء، فمباينة الخالق أوْلى، وكذلك الروح موصوفة بأنها تذهب وتجيء، ومع ذلك هي مباينة لغيرها من المخلوقات فمباينة الخالق أولى.
...................
ثم ذكر سبع قواعد لمناظرة أهل التعطيل والتفويض:
القاعدة الأولى: أن الله تعالى موصوف بالإثبات خلافاً للمعطلة، وموصوف بالنفي خلافاً للمشبِّهة.
القاعدة الثانية: أن ما يُضاف إلى الله منه ما هو ثابت في الكتاب والسنة فيثبت لله، ومنه ما لم يرد فيهما فلفظه غير مقبول، وأما المعنى فيستفصل عنه ويتوقف في لفظه، فإن كان حقاً قبل وإلا رد اللفظ والمعنى.
القاعدة الثالثة: في بيان معنى ظاهر النصوص، وهل هو مراد أم لا؟.
القاعدة الرابعة: ومحورها يدور على ما يترتب من التوهم في صفات الله عند المعطلة فمن يتوهم التشبيه ثم ينفي الصفات يقع في محاذير أربعة:
أـ تعطيل النصوص، ب ـ وتعطيل الله عن صفاته، ج ـ ثم تشبيه الله بخلقه، د ـ ووصفه بما لا يليق به سبحانه.
القاعدة الخامسة: في بيان أن ما وصف الله به نفسه معلوم المعنى دون الكيف.
القاعدة السادسة: في بيان الضابط السديد في باب الأسماء والصفات وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه، وما لا دليل على نفيه وإثباته يتوقف فيه وكل كمال لا نقص فيه فالله أولى به، وكل نقص فالله منزه عنه.
القاعدة السابعة: تدور على أن ما جاءت به الأدلة في هذا الباب تعرف عن طريق العقل كذلك، إذ العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح، وبهذه القاعدة ختم شيخ الإسلام هذه القواعد المباركة.
أم علي طويلبة علم
2018-01-24, 05:58 PM
من شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك، وفي " المقدمة " قال د.سليمان الغصن:
وأحب أن أنبه إلى أن فضيلة شيخنا لم يشرح القاعدة السابعة، لأنها ليست موجودة في كثير من نسخ التدمرية، وربما تكون مأخوذة من كتاب آخر للمؤلف ومدرجة في الرسالة التدمرية، ولأن موضوع بعضها موجودة في القاعدة الأولى، ولذا فقد اكتفى شيخنا بالتعليق الموجز عليها.
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-26, 07:22 PM
لعل أفضل تحقيق للرسالة التدمرية كما أشار
الدكتور الغفيص
تحقيق الدكتور محمد عبد الرحمن السعوي نال درجة الماجستير وأحسن طبعات للكتاب
لعل إيراده للقاعدة السابعة
ولعلي أرجع للتحقيق
وفقكم الله تعالى .
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-26, 07:32 PM
ولقد خدمت هذه الرسالة وطبعت أكثر من مرة :
1 ـ " التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية "، تأليف الشيخ فالح بن مهدي بن سعد آل مهدي الدوسري المتوفي سنة (1392هـ) - رحمه الله تعالى - ، ألفه لما أسند إليه تدريس مادة التوحيد في كلية العلوم الشرعية سنة (1381هـ) وكان المقرر فيها هذه الرسالة طبع في جزئين، الجزء الأول في مطابع القصيم يالرياض الطبعة الأولى سنة (1385هـ)، والجزء الثاني في مطابع الرياض سنة (1386هـ) كما طبعته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة (1406هـ) كما طبع بتصحيح ، نشر دار الوطن في الرياض سنة (1414هـ).
2 ـ " تقريب التدمرية" لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، لم به شعثها، وجمع شملها، وقرب معانيها لقارئيها مع زيادة ما تدعو الحاجة إليه، وحذف ما يمكن الاستغناء عنه على وجه لا يخل بالمقصود طبع في مطبعة سفير بالرياض، نشر دار الوطن للنشر الطبعة الأولى سنة (1412هـ)، كما اعتنى بهذا التقريب وخرج أحاديثه الشيخ سيد عباس بن علي الجليمي، نشرته مكتبة السنة بالقاهرة سنة (1413هـ).
3 ـ " شرح العقيدة التدمرية " تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك مطبوع على الآلة الكاتبة شيء منه، قيده بعض الطلاب من شرح الشيخ عبد الرحمن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في (83) صفحة.4
4ـ " توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية " للدكتور الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميّس، نشر دار الصميعي للنشر والتوزيع في الرياض الطبعة الأولى سنة (1416هـ) في (68) صفحة.
5 ـ " خمسون سؤالاً في التدمرية " بقلم الشيخ عبود بن علي بن درع المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين في الجنوب، قام بوضع الأسئلة المذكورة والإجابة عليها من أجل تيسير هذه المادة وفهمها كما ذكر ذلك في المقدمة، طبعت في مطابع النرجس في الرياض نشر مكتبة أبها الحديثة الطبعة الأولى سنة (1417هـ).
6 ـ " الأجوبة المرضية لتقريب التدمرية " للشيخ بلال بن حبشي الجزائري، نشر دار هجر للنشر والتوزيع في أبها، الطبعة الأولى سنة (1417هـ) في مجلد
ـ 7" التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية " لفخر الدين بن الزبير المحسي، نشر مكتبة الفرقان بعجمان ومكتبة الرشد بالرياض، الطبعة الأولى سنة (1420هـ) في مجلد.
8 ـ " شرح الرسالة التدمرية " مذكرة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وهي عبارة عن شرح الشيخ مفرغ في مذكرة. - الشروح المسجلة:1 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في (20) شريطاً. - رحمه الله تعالى - في (11) شريطاً.3 ـ شرح فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك في (40) شريطاً.
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-26, 11:00 PM
عنوان الكتاب :
قال محقق التدمرية : الدكتور محمد السعوي : في مقدمة تحقيقه ( ص 2 -3 ) : " مكتبة العبيكان "
قال ابن عبد الهادي في كتابه : " العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية " تحقيق محمد حامد الفقي
" وله قواعد كثيرة في سائر العلوم منها : قاعدة في الصفات والقدر تسمى " تحقيق الإثبات للإسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع " وهي المعروفة بالتدمرية
* أورد ابن القيم الجوزية في " رسالة " أسماء مؤلفات ابن تيمية " تحقيق صلاح الدين المنجد
3- تحقيق الإثبات في الأسماء والصفات
4- التدمرية بحث فيها حقيقة الجمع بين القدر والشرع
* أما ابن تيمية نفسه فقد رأيته ذكر التدمرية في " مجموعة تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية " تحقيق عبد الصمد شرف الدين
فقال : وقد ذكرنا في جواب " المسائل التدمرية " الملقب ب " تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وبيان حقيقة الجمع بين القدر والشرع " ...
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-30, 01:19 PM
موضوع الكتاب :
قال محقق التدمرية الدكتور السعوي في مقدمته ( ص 3-7 ):
" هذا الكتاب يتناول مسألة " توحيد الله " والتوحيد كما يقرره أهل السنة ثلاثة أنواع :
- توحيد الربوبية
- توحيد الأسماء والصفات
- توحيد العبادة
وابن تيمية يتناول قضية " التوحيد " بهذا التكامل والترابط فيجعل حديثه في أصلين :
- الأصل الأول : توحيد الصفات
- الأصل الثاني : توحيد العبادة المتضمن للإيمان بالشرع والقدر
حسن المطروشى الاثرى
2018-01-30, 11:23 PM
قال محقق التدمرية الدكتور محمد السعوي ( ص 5-17 )
" الأصل الأول :
" توحيد الصفات مبينا أن الأصل فيه " أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا "
وكذا كان مذهب سلف الأمة " إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه
ما نفاه عن نفسه "
ثم يورد آيات قرآنية مبينا ان طريقة الرسل الإثبات المفصل للصفات اللائقة بالله والنفي المجمل لضد ذلك "
أما من خالفهم فإنهم على ضد ذلك فإنهم يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل
ثم يعرض لمذاهب الباطنية والفلاسفة والمعتزلة في ذلك وشبههم مبينا أن هؤلاء جميع يفرون من شيء فيقعون في نظيره وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريفات
والتعطيلات ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات وفرقوا بين المختلفات كما تقتضيه المعقولات "
حسن المطروشى الاثرى
2018-02-01, 04:07 AM
قال محقق التدمرية الدكتور محمد السعوي ( ص 6-7 ) :
- بعد البيان التفصيلي لمذهب السلف الصالح وسرد خصائصه - ومناقشة مخالفيه من خلال أصلين شريفين و سبع قواعد نافعة :
الأصل الأول :
القول في بعض الصفات كالقول في بعض " يناقش الأشاعرة في إثبات الصفات السبع دون غيرها والمعتزلة في إثباتهم الأسماء دون الصفات
وكذا نفاة الأسماء والصفات من الجهمية والباطنية والفلاسفة مبينا تناقضهم ومنتهيا إلى قاعدة مطردة
وهي " أن كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الصفات لا ينفي شيئا فرارا مما هو محذور
- بزعمه - إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه "
أم علي طويلبة علم
2018-02-01, 10:52 PM
( 1 ) خطبة الحاجة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،...
قوله: "ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا" هذا مما تضمنته هذه الخطبة وهو اللجــؤ إلى الله تعالى والاعتصــام به سـبحانه من شــريْن عظيمين:
شــر النفس وسيئات الأعمال، ولا يقي ويحفظ العبد من المخاطر والشرور إلا الله سبحانه وتعالى؛ فحقيق بكل مؤمن أن يلجأ إلى الله تعالى مما يخاف ويحذر.
قوله: "ونعوذ بالله من شرور أنفسنا" المراد بالنفس هنا النفس الأمارة بالسوء؛ فإن النفوس لها ثلاثة أحوال: نفس مطمئنة، ونفس أمارة بالسوء، ونفس لوامة، وشر النفس الأمارة بالسوء دعوتها وأمرها بالسوء كما قال تعالى:{إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} وما يترتب على ذلك ويتبعه.
قوله: "وسيئات أعمالنا" سيئات الأعمال قيل: المراد بها الأعمال السيئة، وهي المعاصي، فإضافة السيئات إلى الأعمال على هذا من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: الأعمال السيئة، وقيل: المراد بسيئات الأعمال العقوبات المترتبة على الأعمال؛ لأنها تسوء من وقعت عليه، فإضافة السيئات إلى الأعمال على هذا من إضافة المسبِّب إلى السبب، فالأعمال التي هي المعاصي سبب للعقوبات، فعلى الأول التعــوذ من الســبب الذي هو الأعمال السـيئة، وعلى الثاني التعوذ من المسبِّب الذي هو العقوبات.
فمن وقاه الله شر نفسه وسوء عمله فقد أفلح ونجا، وهذان الشران هما مصدر كل سوء وشر يتضرر به العبد كما قال تعالى:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}، قال ابن القيم في هذا التعوذ:
وسل العياذ من اثنتين
شر النفوس وسيئ الأعمال
ولقد أتى هذا التعوذ منهما
هما اللتان بهلك هذا الخلق كافلتانِ
ما والله أعظم منهما شرانِ
في خطبة المبعوث بالقرآن
قوله: "من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له"في هذا اعتراف بتفرد الرب سبحانه وتعالى بالهداية والإضلال، فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فلا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى.
وهذا المعنى جاء صريحاً في القرآن، قال تعالى:{أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل}.
وقال سبحانه: {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}، وقال تعالى:{من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون}. وقال سبحانه:{من يضلل له فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون}.
فالرب تعالى هو المتفرد بالهدى والإضلال، وهو المتفرد بالعطاء والمنع كما في الحديث في الذكر بعد الصــلاة وفي الذكــر بعــد الرفــع من الركــوع: "لا مــانع لما أعطـيت ولا معطـي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" ففي هذا إقرار بتفرد الرب بالعطاء والمنع، ومن أنواع هذا العطــاء والمنع: الهدى والضلال، ومـن أدلــة هــذا المعنى في القــرآن قولــه ســبحانه وتعالى:{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}.
وقـال تعــالى:{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}.
والهداية نوعان:
هداية خاصة، وهداية عامة:
أما الخاصة فهي التي يعبر عنها بهداية التوفيق والإلهام، والهداية العامة هي التي يعبر عنها بهداية الدلالة والإرشاد، ومن شواهد الهداية الخاصة قوله تعالى:{أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}
وقوله تعالى:{والذين اهتدوا زادهم هدى}وقوله تعالى:{من يهد الله فهو المهتد} وقوله تعالى:{إنك لا تهدي من أحببت}
ومن شواهد الهداية العامــة قوله تعالى:{وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم} وقوله تعالى:{إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} وقوله{وأما ثمود فهديناهم فاستحبواالعمى على الهدى} وقوله تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} ونحوها من الآيات.
والفرق بين الهدايتين من وجهين:
الوجه الأول: أن الهداية العامة عامة للخلق، وأما الهداية الخاصة فهي خاصة بالمؤمنين.
الوجه الثاني: أن الهداية العامة تكون من الرسل وأتباعهم، وأما الهداية الخاصة فليست مقدورة لهم بل هي خاصة لله عز وجل.
وفي ضوء ما تقدم تكون الهداية المذكورة في هذه الخطبة، خطبة الحاجة، من الهداية الخاصة التي تُفَسر بالتوفيق والإلهام. والهدى من الله سبحانه يكون بالتوفيق
والإلهام، والإضلال يكون بمنع هذا التوفيق، فمن منعه الله التوفيق ولم يمنحه إياه، لزم من ذلك أن يَضل، فالعبد بين التوفيق والخذلان، فمن وفقه الله اهتدى، ومن لم يوفقْه ضل كما قال الله سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم).
وهذا الإقرار والاعتراف يتضمن توحيد الربوبية؛ فإن كونه تعالى رب كل شيء يقتضي أنه المتفرد بالعطاء والمنع والهدى والإضلال، وهذا هو تحقيق توحيد الربوبية.
حسن المطروشى الاثرى
2018-02-02, 10:21 PM
خطبة الحاجة
[إن] 1 الحمد لله [نحمده و] نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا [ومن سيئات أعمالنا] .
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد2 أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
_____________
ما بين القوسين زيادة ثابتة في بعض الروايات جعلناها بينهما تنبيها لذلك
2 يلاحظ هنا أن الفعل بصيغة المتكلم المفرد بخلاف الأفعال المتقدمة فهي بصيغة الجمع وقد أبدى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك حكمة لطيفة نقلها عنه تلميذه ابن القيم في" تهذيب السنن" 3 / 54 فقال:
والأحاديث كلها متفقة على أن: "نستعينه" "نستغفره" و" نعوذ به" بالنون والشهادتين بالإفراد:" أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله ". قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
لما كانت كلمة الشهادة لا يتحملها أحد عن أحد ولا تقبل النيابة بحال أفرد الشهادة بها ولما كانت الاستعانة والاستعاذة والاستغفار تقبل ذلك فيستغفر الرجل لغيره ويستعين الله له ويستعيذ بالله له أتى فيها بلفظ الجمع ولهذا يقول: اللهم أعنا وأعذنا واغفر لنا قال ذلك في حديث ابن مسعود وليس فيه "نحمده" وفي حديث ابن عباس" نحمده" بالنون مع أن الحمد لا يتحمله أحد عن أحد ولا يقبل النيابة
وفيه معنى لآخر وهو أن الاستعانة والاستعاذة والاستغفار طلب وإنشاء فيستحب للطالب أن يطلبه لنفسه ولإخوانه المؤمنين وأما الشهادة فهي إخبار عن شهادته لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة وهي خبر يطابق عقد القلب وتصديقه وهذا إنما يخبر به الإنسان عن نفسه لعلمه بحاله بخلاف إخباره عن غيره فإنه يخبر عن قوله ونطقه لا عن عقد قلبه. والله أعلم ".
قلت: إن لفظة: "نحمده" قد وردت في حديث ابن مسعود من طريقين كما يأتي ووردت في حديث ابن عباس عند "مسلم"
مقدمة كتاب " خطبة الحاجة " للالباني رحمه الله ( 3- 6 )
أم علي طويلبة علم
2018-02-03, 10:07 PM
من شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص27-28:
وبعد هذا كله يلاحظ أن هذه الخطبة اشتملت على أصول الدين:
1- التوحيد بأنواعه الثلاثة، توحيد الإلهية الذي دلت عليه شهادة ألا إله إلا الله، وتوحيد الربوبية الذي تضمنته جملة "من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له" كما يتضمنه الالتجاء والتعوذ؛ فإن الاستعانة والالتجاء والتعوذ كل ذلك يتضمن توحيد الربوبية.
وتوحيد الأسماء والصفات يتضمنه الحمد، فإثبات الحمد كله لله تعالى يتضمن أنه تعالى المتصف بجميع المحامد.
2- كما تضمنت هذه الخطبة إثبات الرسالة، وذلك هو مضمون شهادة أن محمداً رسول الله .
3- وتضمنت هذه الخطبة أيضاً أصلاً من أصول الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره، وهذا مستفاد مما تضمن توحيد الربوبية فقوله "من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له".
وكذلك الاستعانة به والالتجاء إليه والتعوذ كل ذلك يتضمن الإيمان بالقدر خيره وشره، وذلك أن توحيد الربوبية يتضمن إثبات القدر، ولهذا كانت الآيات المتضمنة لأصول الإيمان مشتملة على خمسة من أصول الإيمان وهي الإيمان بالله والملائكة والكتب والنبيين واليوم الآخر، كقوله تعالى في سورة البقرة:{ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه} الآيه وقوله تعالى في سورة النساء: {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر فقد ضل ضلالا بعيدا}.
ولم يذكر فيها الأصل السادس وهو الإيمان بالقدر خيره وشره لأنه يتضمنه الأصل الأول وهو الإيمان بالله تعالى، فإن الإيمان بالله تعالى رباً وإلهاً، والإيمان بكمال ربوبيته وملكه يتضمن أن الله على كل شيء قدير، وأن ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه الخالق لكل شيء؛ وهذا هو تحقيق الإيمان بالقدر، فإن الإيمان بالقدر يتضمن المراتب الأربع المعروفة ومنها عموم المشيئة وعموم الخلق، إذن فإثبات القدر يدخل في توحيد الربوبية، ولهذا نقول: إن هذه الخطبة اشتملت أيضاً على إثبات القدر الذي هو الأصل السادس من أصول الإيمان.
أبو مالك المديني
2018-02-04, 12:13 AM
لعل أفضل تحقيق للرسالة التدمرية
تحقيق الدكتور محمد عبد الرحمن السعوي نال درجة الماجستير وأحسن طبعات للكتاب
هو بالفعل كذلك، فهي أفضل الطبعات.
حسن المطروشى الاثرى
2018-02-04, 03:46 PM
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم
حسن المطروشى الاثرى
2018-02-04, 11:30 PM
( 2 ) خطبة الحاجة
قال الألباني رحمه الله في رسالته " خطبة الحاجة " ( ص 12 )
" وردت هذه الخطبة المباركة عن ستة من الصحابة وهم :
* عبد الله بن مسعود
* وأبو موسى الأشعري
* وعبد الله بن عباس
* وجابر بن عبد الله
* ونبيط بن شريط
* وعائشة رضي الله عنهم
* وعن تابعي واحد وهو الزهري رحمه الله تعالى .] انتهى
قلت : ولقد استدرك على الشيخ الألباني رحمه الله برواية صحابي آخر لم يذكره .
أم علي طويلبة علم
2018-02-09, 10:11 PM
فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس ; من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين وكثرة الاضطراب فيهما . فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعباد : لا بد أن يخطر لهم في ذلكمن الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات وما يعتري القلوب في ذلك : من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات "
في شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص26-27:
ثم ذكر الشيخ السبب الثالث لأهمية تحقيق هذين الأصلين:
بقوله: "فإنهما مع حاجة كلّ أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم،والإرادة والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال" المعنيون بالدين فئتان: أهل علم، وأهل عبادة، أي من يغلب عليه جانب العلم والنظر والبحث في المسائل، ومن يغلب عليه جانب السلوك والعبادة والإرادة والنواحي القلبية، والعبرة في تصنيف الناس بما يغلب عليهم،
من الناس من هو من أهل العبادة ومن أهل العلم، وكل من الفئتين منهم المنحرف والمستقيم، فأهل السنة والجماعة المعتصمون بكتاب الله تعالى وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- فيهم العلماء وفيهم العبّاد بحسب ما هو الأغلب على أحوالهم، وهذا لا يعني أن العلماء ليس عندهم عبادة، وأهل العبادة ليس عندهم علم، ولكن الحكم على الغالب، ومنهم من يوصف بهذا وهذا؛ والمخالفون لأهل السنة منهم أهل علم، ومنهم أهل عبادة، وأهل النظر من الخارجين عن مذهب أهل السنة والجماعة هم المتكلمون والفلاسفة، والخارجون عن مذهب أهل السنة والجماعة من أهل العبادة والإرادة يعرفون بالصوفية.
وقوله "لابد أن يخطر لهم في ذلك" أي في هذين الأصلين فيما يتعلق بوحدانية الله وصفاته، وفيما يتعلق بالشرع والقدر.
وقوله "من الخواطر والأقوال" أي من الخواطر القلبية والأقوال الاعتقادية.
وقوله "ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال" أي إلى فرقان يميزون به بين الحق والباطل، والصدق والكذب فمن لم يكن له نور من هدى الله تعالى فإنه عند ورود الشبهات على قلبه إما أن يعتقد الباطل، أو يبقى في حيرة وتردد، والمخرج من هذا هو الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- فبهما يحصل الخروج من مضايق الشك، ومن مضايق الاعتقادات الباطلة.
وبسبب عدم الاعتصام بهدى الله تعالى حصلت الحيرة والتردد، فهناك المشبهة لم يفهموا من نصوص الأسماء والصفات إلا ما يماثل صفات المخلوقين فشبهوا الله بخلقه؛ والمعطلة توهموا فيها التشبيه فرأوا أن هذا لا يليق فنفوا عن الله تعالى صفاته، وفريق ترددوا كالأشاعرة، فأثبتوا مثلاً كلام الله لكنهم لم يثبتوه على طريقة أهل السنة، ولم ينفوه على طريقة المعتزلة بل قالوا: إنه تعالى يتكلم، ولكن كلامه معنى نفسي واحد قديم ليس تابعاً لمشيئته تعالى، ولا هو بحرف ولا صوت.
أم علي طويلبة علم
2018-02-10, 10:45 PM
لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات وما يعتري القلوب في ذلك : من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات "
شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص27-29:
قوله: "لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات" هذا هو السبب الرابع لأهمية تحقيق هذين الأصلين، فأكثر خوض الناس في مسائل الاعتقاد بالباطل، والخوض فيها بالحق يكون بالنظر الصحيح والنقل الصحيح والعقل الصريح، فالنظر مثلاً في أسماء الله وصفاته على ضوء قواعد ونظريات فلســفية وخيالات خــوض بالباطل، لكن الخوض فيها من خلال التدبر لآيات الله
تعالى الشرعية، وهي آيات القرآن، أو التدبر لآيات الله الكونية، أو التدبر لسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وبالنظر في كلام السلف الصالح كل هذا من الخوض فيها بالحق، أما الخوض في القضايا الغيبية بمجرد الفكر من غير تعويل على الأسس الصحيحة، أو في ضوء آراء المتفلسفة والمتكلمين فهذا خوض بالباطل، وليس للإنسان أن يعول فيما يقوله في شأن الله وفي شأن اليوم الآخر على ما يتخيله، بل على ما جاء في الكتاب والسنة، فأكثر الناس خاض في هذا الميدان بالحق حيناً وبالباطل أحياناً كما يشهد به الواقع.
قوله: "وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات" هذا هو السبب الخامس لتحقيق هذين الأصلين، والشبهة ما يشتبه فيها الحق بالباطل، وقد تكون الشبهة عقلية كالنظريات التي يُدَّعى أنها معقولات وهي خيالات وأوهام،أو أدلة نقلية لا يصح بها الاستدلال على ما استدل بها عليه، فلا يلزم من صحة الدليل صحة الاستدلال، لأن من الناس من يستدل بالشيء على ما لا يدل عليه، فيكون غالطاً في الاستدلال.
فالشبهات ترد على القلوب أحياناً بوساوس الشيطان، فتورث شكوكاً في القضايا العقدية، والمسائل الخبرية، وأحياناً ترد هذه الشبهات على القلب بما يلقيه بعض الجاهلين، وبعض المضلين، من أقوال يتكلمون بها، فيقع هذا الكلام في القلب، فيثير قلقاً وشبهة تكدر صفو الإيمان، لكن الإيمان إذا كان قوياً فإنه يرد تلك الشبهة ويدفعها إما بتصور فسادها، أو يدفعها بمجرد أنها تعارض الحق، فالشبهة يدفعها المؤمن تــارة بمعـرفته وعلمه أنها باطـلة، وتارة يردّهــا بمجــرد علمه
بأنها تعارض الحق، فمجرد معارضتها للحق دليل على بطلانها، كما إذا ورد حديث يعارض نصاً من نصوص القرآن ويناقضه، فإنك تعلم أن هذا غلط وليس بصحيح فإما أن يكون موضوعاً أو يكون وهماً، مثل الحديث الذي يدل على أن الله خلق الخلق في سبعة أيام فقد نص العلماء على أن هذا الحديث وهم لأنه يعارض صريح القرآن في أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
فورود الشبهات على القلوب إذن يقتضي العناية بتحقيق هذين الأصلين، لأن العناية بهما مما تدفع به هذه الشبهات الواردة على القلوب، أما من فقد التحقيق العلمي، والتحقيق الإيماني فإنه يتعرض لتأثير الشبهات على قلبه، حتى يضل بها، وتوقعه في أنواع الضلالات، أما من عنده بصيرة في دينه، وعنده إيمان مشرق فإنه يدفع تلك الشبهات.
فهذه خمسة أسباب لأهمية هذا الموضوع:
والسبب الخامس أخص من الثالث، فعطفه على ما قبله من عطف الخاص على العام والله الموفق.
حسن المطروشى الاثرى
2018-02-12, 10:13 PM
شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص27-29:
قوله: "لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات" هذا هو السبب الرابع لأهمية تحقيق هذين الأصلين، فأكثر خوض الناس في مسائل الاعتقاد بالباطل، والخوض فيها بالحق يكون بالنظر الصحيح والنقل الصحيح والعقل الصريح، فالنظر مثلاً في أسماء الله وصفاته على ضوء قواعد ونظريات فلســفية وخيالات خــوض بالباطل، لكن الخوض فيها من خلال التدبر لآيات الله
تعالى الشرعية، وهي آيات القرآن، أو التدبر لآيات الله الكونية، أو التدبر لسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وبالنظر في كلام السلف الصالح كل هذا من الخوض فيها بالحق، أما الخوض في القضايا الغيبية بمجرد الفكر من غير تعويل على الأسس الصحيحة، أو في ضوء آراء المتفلسفة والمتكلمين فهذا خوض بالباطل، وليس للإنسان أن يعول فيما يقوله في شأن الله وفي شأن اليوم الآخر على ما يتخيله، بل على ما جاء في الكتاب والسنة، فأكثر الناس خاض في هذا الميدان بالحق حيناً وبالباطل أحياناً كما يشهد به الواقع.
قوله: "وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات" هذا هو السبب الخامس لتحقيق هذين الأصلين، والشبهة ما يشتبه فيها الحق بالباطل، وقد تكون الشبهة عقلية كالنظريات التي يُدَّعى أنها معقولات وهي خيالات وأوهام،أو أدلة نقلية لا يصح بها الاستدلال على ما استدل بها عليه، فلا يلزم من صحة الدليل صحة الاستدلال، لأن من الناس من يستدل بالشيء على ما لا يدل عليه، فيكون غالطاً في الاستدلال.
فالشبهات ترد على القلوب أحياناً بوساوس الشيطان، فتورث شكوكاً في القضايا العقدية، والمسائل الخبرية، وأحياناً ترد هذه الشبهات على القلب بما يلقيه بعض الجاهلين، وبعض المضلين، من أقوال يتكلمون بها، فيقع هذا الكلام في القلب، فيثير قلقاً وشبهة تكدر صفو الإيمان، لكن الإيمان إذا كان قوياً فإنه يرد تلك الشبهة ويدفعها إما بتصور فسادها، أو يدفعها بمجرد أنها تعارض الحق، فالشبهة يدفعها المؤمن تــارة بمعـرفته وعلمه أنها باطـلة، وتارة يردّهــا بمجــرد علمه
بأنها تعارض الحق، فمجرد معارضتها للحق دليل على بطلانها، كما إذا ورد حديث يعارض نصاً من نصوص القرآن ويناقضه، فإنك تعلم أن هذا غلط وليس بصحيح فإما أن يكون موضوعاً أو يكون وهماً، مثل الحديث الذي يدل على أن الله خلق الخلق في سبعة أيام فقد نص العلماء على أن هذا الحديث وهم لأنه يعارض صريح القرآن في أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
فورود الشبهات على القلوب إذن يقتضي العناية بتحقيق هذين الأصلين، لأن العناية بهما مما تدفع به هذه الشبهات الواردة على القلوب، أما من فقد التحقيق العلمي، والتحقيق الإيماني فإنه يتعرض لتأثير الشبهات على قلبه، حتى يضل بها، وتوقعه في أنواع الضلالات، أما من عنده بصيرة في دينه، وعنده إيمان مشرق فإنه يدفع تلك الشبهات.
فهذه خمسة أسباب لأهمية هذا الموضوع:
والسبب الخامس أخص من الثالث، فعطفه على ما قبله من عطف الخاص على العام والله الموفق.
جزاكم الله خيرا على إثراء الموضوع ....
محمد طه شعبان
2018-07-03, 07:54 PM
رحم الله شيخ الإسلام. وجزاك خيرًا.
أم علي طويلبة علم
2018-07-05, 11:49 PM
للرفع
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-07, 01:17 PM
كنت قد كتبت سابقا
* ان زمان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شبيه بزماننا من عدة نواحي :
- الفتن
- البدع
- انتشار التصوف
- الخوارج
- الرافضة في عدة اماكن
- التفرق والتشرذم
- الاحزاب والتكتلات تحت مسميات وشعارات مختلفة
- تحالف الغرب الصليبي على الاسلام واهله
- انتشار المعاصي والمجاهرة بها
وقد كتبت مقالا في حال زماننا في " ملتقى اهل الحديث " إبان كان الوقع مغلقا "
وفق الله أهل العلم والفضل في هذا الملتقى العلمي والقائمين عليه لما يحبه ويرضاه وجعله الله في ميزان حسناتهم
ونستأنف الشرح على التدمرية " .
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-07, 09:47 PM
أصناف الناس الذين خاضوا في مسائل الدين]
قال رحمه الله: [وكثرة الاضطراب فيهما، فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما، ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعباد، لا بد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال، لاسيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات].
الشرح
قوله: (ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر) يشير بذلك إلى الخائضين في هذه المسائل بحق وبباطل، فهم أصناف: الصنف الأول: وهم من أكثر الناس خوضاً فيما لا يعلمون، فقد خلطوا الحق بالباطل، فيخطر لهم خواطر بعضها يوافق الحق، وكثير منها داخل في الظنون والأوهام والتخرصات، وكثير من هؤلاء هم من أهل الكلام الذين يسمون بأهل النظر من الفلاسفة ومن سار على نهجهم، أو على بعض مناهجهم من المتكلمين، كمتكلمة الفرق من المعتزلة والجهمية والفرق الكلامية التي جاءت بعدها، والتي تسمى بالفرق الصفاتية الكلامية، وكذلك من دخل منهم أو معهم في هذا المجال من متكلمة الخوارج ومتكلمة الشيعة الرافضة ومتكلمة القدرية ومتكلمة المرجئة وغيرهم، فكلهم يجمعهم وصف واحد، أعني: وصفهم بأنهم أهل النظر.
كما قد يدخل في أهل النظر أيضاً: من نظر على مقتضى القواعد الشرعية من أهل السنة والجماعة الذين تصدوا لهذه المناهج الكلامية، فقد يوصفون بأنهم أهل نظر من هذا الجانب، لا أن مناهجهم مناهج أهل النظر، فهم قد استعملوا بعض الأمور التي تتعلق بالنظر -كالتفكير- في الدفاع عن الحق وفي رد الباطل.
لكن إن أطلق: (أهل النظر) فالمقصود به غالباً أهل الكلام الذين خاضوا في كثير من مسائل الدين بغير حق، وذلك بمجرد المناهج الفلسفية أو النزعات العقلية أو الأوهام والتخرصات كما قلت، وأغلبهم يشملهم قول الله عز وجل: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} [الذاريات:10 - 11].
الصنف الثاني: أهل العلم، والمراد بهم أهل العلوم الشرعية؛ لأنه غالباً إذا أطلق (أهل العلم) فالمراد بهم أهل العلوم الشرعية، فهم قد أخذوا بمقتضى العلم منهجاً وعملاً وتطبيقاً.
والعلم: هو العلم بالكتاب والسنة وما يتفرع عنهما من الحديث وعلومه والفقه وأصوله والفرائض واللغة العربية وغير ذلك من العلوم الشرعية، أو الوسائل والأدوات إليها، فهذه تدخل في العلم بمفهومه الخاص، والذي قد ورد الثناء عليه في الكتاب والسنة هو العلم الشرعي.
الصنف الثالث: أهل الإرادة، ويبدو لي أنه يشمل أولئك الذين اتجهوا إلى العمل، سواء على مقتضى الحق أو الباطل، لكن غالباً يقصد بأهل الإرادة العاملين من أهل الحق.
وأما العباد فمعرفون، فهم الذين سلكوا مسلك العبادة وجنحوا إليها، ومالوا إلى التعبد دون الأخذ بكمال الدين، وإفرادهم هنا من مجموع هذه الأصناف يدل على أن المقصود بهم: العباد النساك الذين سلكوا طريق العبادة والعزلة، وهذا مسلك فيه خير، وفيه شطحات كما تعلمون.
فهؤلاء الأصناف كلهم قد تناولوا مسائل من الدين، وهذا معنى قوله: (لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال)، لكن الذي أخذ بالهدى الذي جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم قد أصاب الحق، والذين شطحوا وخرجوا قد أخطئوا الطريق، وسلكوا مسالك الضلالة، ولذا كل هذه الأصناف محتاجة إلى بيان الهدى من الضلالة.
لاسيما مع كثرة من خاض في هذه الأمور بالحق تارة وبالباطل تارات، وفي هذا إشارة إلى أن أغلب ما خاض فيه الخائضون في أمور الدين من الباطل؛ لأن الحق في أصوله وقواعده وكثير من جزئياته، بل في كل جزئياته -حتى فيما يمكن أن يطرأ على أذهان الناس أو أعمالهم ولو في مستقبل الزمن- جاء مقرراً في الكتاب والسنة، إما بنص أو بنصوص، أو بقواعد شرعية مأخوذة من النصوص.
ولذلك فإن كل جزئيات وسلوكيات وحاجات البشر تندرج تحت قواعد الدين، والقواعد مأخوذة من النصوص، لكن مع ذلك نجد أن أكثر من خاض في هذه الأمور قد سلك مسلك الباطل، وهذا يصدقه وقوع الافتراق الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخبر بأن أغلب هذه الأمة -كسائر الأمم- ستقع في الافتراق، وهو الخوض بالباطل.
ولذلك لما عد الفرق عدها ثلاثاً وسبعين فرقة، واحدة منها على الحق، واثنتين وسبعين على الباطل، ولا شك أن واحدة من ثلاث وسبعين تعتبر قليلة؛ لأن أغلب الذين خاضوا في مسائل الدين قد خاضوا بالباطل، ثم أيضاً ما يعتري القلوب من الشبهه التي توقعها في أنواع الضلالات، وهذا مما يصرف الناس عن الحق إلى مسالك ومناهج الضلالة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وحذر من ذلك في حديث: النهي عن السبل ) انتهى .
أم علي طويلبة علم
2018-07-08, 03:09 PM
الصنف الثالث: أهل الإرادة، ويبدو لي أنه يشمل أولئك الذين اتجهوا إلى العمل، سواء على مقتضى الحق أو الباطل، لكن غالباً يقصد بأهل الإرادة العاملين من أهل الحق.
.
قال الشيخ عبدالرحمن البراك:
والمخالفون لأهل السنة منهم أهل علم، ومنهم أهل عبادة، وأهل النظر من الخارجين عن مذهب أهل السنة والجماعة هم المتكلمون والفلاسفة، والخارجون عن مذهب أهل السنة والجماعة من أهل العبادة والإرادة يعرفون بالصوفية.
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-08, 11:27 PM
( 2 ) توحيد الربوبية والصفات من باب الخبر، وتوحيد الشرع والقدر من باب الطلب
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" قال رحمه الله: [فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً، والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب، وبين الحب والبغض والحض والمنع، حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة، ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الإيمان، وكما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء, والخبر دائر بين النفي والإثبات, والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة].
الشرح :
قال الشيخ ناصر العقل حفظه الله ":
إذا أردنا أن نقسم أصول الدين بناء على هذا فإنا نقول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية والقدر وما يتفرع عنهما، وما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، كل ذلك دائر في باب الخبر، ولذلك لا مجال فيه للزيادة والنقص والتجديد، ولا يقوم إلا على مجرد التسليم والتصديق، وما عدا ذلك فهو تكذيب لخبر الله.
وأما ما يتعلق بالشرع وهو توحيد الإلهية، فهو أمر ونهي، وهو يدور على الإنشاء، يعني: أن الله عز وجل شرع الشرائع، فأنشأ للعباد الأوامر والنواهي، وهذا -كما قلت- هو مضمون توحيد العبادة؛ لأن الأمر والنهي يحتاج إلى امتثال، والخبر يحتاج إلى تصديق، فإذا كان الخبر صادراً عن الله عز وجل وثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلابد من تصديقه، ولا محيد للمسلم عن ذلك في أي فرع من فروع الاعتقاد.
وإذا كان الأمر راجعاً إلى الأمر والنهي فالمسلم أصلاً قد استسلم لله عز وجل، بأن استعد لأن يمتثل أوامر الله ويجتنب نواهيه، وذلك راجع إلى الاستطاعة، لكن مبدأ التسليم لابد منه، بل لا يقوم ولا يصح توحيد العبادة -توحيد الألوهية- إلا على مبدأ التسليم، بمعنى: مبدأ الاستعداد للعمل واجتناب النواهي، فيبقى الاستعداد هو الأصل، وأما العمل فبحسب القدرة والاستطاعة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
أم علي طويلبة علم
2018-07-09, 09:40 AM
( 2 ) توحيد الربوبية والصفات من باب الخبر، وتوحيد الشرع والقدر من باب الطلب
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" قال رحمه الله: [فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً، والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب، وبين الحب والبغض والحض والمنع، حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة...
شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك:
قوله "فالكلام في باب التوحيد والصفات..." إلخ.
ذكر الشيخ في هذه الجملة الفرق بين الأصلين المتقدمين المسؤول عنهما: التوحيد والصفات، والشرع والقدر.
والفرق بينهما من وجوه:
الأول: الفرق بينهما من جهة نوع الكلام، فإن الكلام يقسمه أهل العلم من علماء النحو والبيان وكذلك الفقهاء يقسمونه إلى قسمين:
خبر وإنشاء، أو خبر وطلب
والخبر يدور على النفي والإثبات نحو "محمد قائم.." و "محمد ليس بقائم" وعلى التصديق والتكذيب، فإن الخبر إما أن يكون صدقاً أو كذباً، ولهذا يعرف أصحاب المعاني الخبر بأنه ما يحتمل الصدق والكذب لذاته.
قوله "لذاته" أي بقطع النظر عن قائله، فإذا نظرت إلى الكلام بقطع النظر عن الأدلة وبقطع النظــر عن القائل تقول: هذه الجمـلة تحتمل الصــدق والكـذب، لكن
الأخبار الصادقة التي يخبر بها الصادقون -وأعلى ذلك أخبار الله سبحانه وتعالى- هي أخبار صادقة لا تحتمل الكذب كما قال تعالى: {ومن أصدق من الله حديثا}.
والطلب يدور على المحبة والبغض وعلى الحض والمنع، نحو: "قم" و"لا تقم" والطلب له صيغ كثيرة وأنواع ليس هذا محل ذكرها.
قوله "والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات، والتصديق والتكذيب، وبين الحب والبغض، والحض والمنع" فهذا أمر جبلي في الإنسان، فالذي يقول لك مثلاً: قمْ "لا تقول له: صدقت، أو كذبت" والذي يقول لك: فلان مسافر، أو فلان لم يقدم "تقول له: صدقت، أو كذبت".
فمما فطر الله تعالى عليه عباده الفرق بين التصديق والتكذيب والحب والبغض والحض والمنع.
قوله "نفياً وإثباتاً" أي من حيث الغاية، فإن غاية الأمر الإثبات، وغاية النهي النفــي، فقولك: اذهب، اجلس، ونحوه غايته ومقصودة حصول المطلوب، وهذا هو معنى الإثبات، وقولك: لا تذهب، لا تجلس ونحوه غايته ومقصودة عدم ونفي، وبهذا يكون الطلب متضمناً للنفي والإثبات.
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-10, 01:41 PM
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " تقريب التدمرية " لتوضيح الربوبية والصفات والشرع والقدر :
الكلامُ في التَّوحيدِ والصِّفاتِ منْ بابِ الخبرِ، الدائرِ بينَ النَّفيِ والإثباتِ منْ قِبَلِ المُتَكَلِّمِ، المقابَلِ بالتصْديقِ أو التكذيبِ منْ قِبَلِ المخاطَبِ لأنَّهُ خبرٌ عما يَجبُ للهِ تعالى منَ التَّوحيدِ وكمالِ الصِّفاتِ، وعما يَستحيلُ عليهِ منَ الشِّرْكِ والنَّقْصِ ومماثَلةِ المخْلوقاتِ.
ذلكَ قوله تعالى: (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ)
ففي قولهِ: (لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ) إثباتُ التَّوْحيدِ، وفي قولِهِ (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) إثباتُ كمالِ الصِّفاتِ، وفي قولهِ (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) نفيُ النَّقائِصِ عَنِ اللهِ المتضمِّنِ لإِثباتِ الكمالاتِ.
وأمَّا الكلامُ في الشَّرْعِ والقدَرِ فهوَ منْ بابِ الطَّلَبِ، الدائِرِ بينَ الأمرِ والنَّهيِ منْ قِبَلِ المُتكلِّمِ، المقابَلِ بالطَّاعةِ أوِ المعصِيَةِ منْ قِبَلِ المُخاطَبِ، لأنَّ المطلوبَ إمَّا محبوبٌ للهِ ورسولِهِ فيكونُ مأموراً بِهِ، وإما مكروهٌ للهِ ورسولِهِ فيكونُ منهيًّا عنْهُ.
مثالُ ذلكَ قولُهُ تَعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)
. ففي قولِهِ (اعْبُدُوا اللَّهَ) الأمرُ بعبادَةِ اللهِ، وفي قولِهِ (وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) النَّهْيُ عنِ الإِشراكِ بِهِ.
والفرقُ بينَ الخبرِ والطَّلَبِ في حقيقتيْهِمَا وحكمَيْهِمَا معلومٌ، فالواجبُ على العِبادِ إزاءَ خبرِ اللهِ ورسولِهِ: التصديقُ والإيمانُ بِهِ على ما أرادَ اللهُ ورسولُهُ تصديقاً لا تكذيبَ معهُ، وإيماناً لا كفْرَ معهُ، ويَقيناً لا شكَّ معهُ لقولِهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً)
والواجبُ على العِبادِ إزاءَ الطَّلَبِ: امتثالُهُ على الوجْهِ الذيِ أرادَ اللهُ ورسولُهُ منْ غيرِ غُلوٍّ ولاَ تقصيرٍ، فيَقومونَ بالمأمورِ ويَجتنبونَ المحظورَ لقولِهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لاَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-11, 12:39 PM
شرح الشيخ محمد الخميس على التدمرية ومقاصدها
(قَالَ) شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
"فالكلامُ في بابِ التوحيدِ والصفاتِ هو في بابِ الخبرِ الدائرِ بينَ النَّفْيِ والإثباتِ"
الشرحُ:
أَقُولُ: مَعْنَاهُ: أنَّ صفاتِ اللَّهِ تَعَالَى نَوْعَانِ:
الأَوَّلُ: صِفَاتٌ سَلْبِيَّةٌ:
وهي صفاتٌ تَسْلُبُ النقائصَ والعيوبَ عن اللَّهِ تَعَالَى مع إثباتِ أَضْدَادِهَا الكاملةِ.
نحوَ: { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}
فَاللَّهُ تَعَالَى لا يَعْتَرِيهِ نَوْمٌ لِكَمَالِ قَيُّومِيَّتِهِ .
الثاني: صفاتٌ ثُبُوتِيَّةٌ:
وهي صفاتٌ تُثْبِتُ للهِ تَعَالَى الكمالَ المُطْلَقَ
نحوَ: "الحياةِ والسمعِ والبصرِ والقدرةِ والعلمِ ونَحْوِهَا"
(3) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
".. هوَ مِن بابِ الخبرِ.."
الشرحُ:
مَعْنَاهُ أنَّ نُصُوصَ الشرعِ نوعانِ:
الأَوَّلُ: هو خَبَرٌ عن اللَّهِ تَعَالَى بِذِكْرِ صفاتِهِ وأفعالِهِ وأسمائِهِ، وخبرٌ عن الرسلِ والكُتُبِ وأمورِ الآخِرَةِ.
وهذا النوعُ من بابِ العقائدِ،؛ لأَنَّهُ إخبارٌ إمَّا إِثْبَاتًا نحوَ: اللَّهُ تَعَالَى فوقَ عَرْشِهِ عالٍ على خلقِهِ، واللَّهُ على العرشِ اسْتَوَى، وهذا من بابِ الإيجابيَّاتِ.
وإمَّا نَفْيًا نحوَ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
فهوَ خبرٌ ولكنْ فيهِ نَفْيُ المِثْلِيَّةِ عن اللَّهِ تَعَالَى.
وهذا النوعُ يُسَمَّى أَيْضًا العِلْمِيَّاتِ؛ لأَنَّهُ من قَبِيلِ العلمِ دُونَ العملِ؛ لأَنَّ الأخبارَ عِلْمٌ.
الثَّانِي: هو إِنشاءٌ: وهو أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَلَيْسَ طَلَبًا. نحو { أَقِيمُوا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا }
وهذا النوعُ يُسَمَّى أَيْضًا العَمَلِيَّاتِ وَالْأَحْكَامَ
(4) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
"والكلامُ في الشرعِ والقَدَرِ هو مِن بابِ الطلبِ والإرادةِ"
الشرحُ:
مَعْنَاهُ أنَّ الشرعَ مُشْتَمِلٌ على أَمْرٍ ونَهْيٍ وإباحةٍ، وهي مِن بابِ الطلبِ والإِنشاءِ.
والمرادُ من الشرعِ هَهُنَا الأحكامُ العَمَلِيَّةُ.
نحوَ { أَقِيُموا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ }
وكذلكَ هذهِ الأحكامُ مِن بابِ الإرادةِ الدائرةِ بينَ المَحَبَّةِ والكراهِيَةِ، فالأوامرُ كُلُّهَا من بابِ المحبَّةِ، والنواهي كُلُّهَا مِن بابِ الكراهيَةِ.
(5) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
"... وأمَّا الكلامُ في القدرِ":
الشرحُ:
فَقَدْ صَرَّحَ شَيْخُ الْإِسْلاَمِ في كلامِهِ هذا بأنَّهُ من بابِ الطلبِ والإرادةِ:
ولكنْ أَقُولُ: إِنَّ هذا يَحْتَاجُ إلى تفصيلٍ:
وهو أنَّ القدرَ لهُ جهتانِ؛ جهةُ الإخبارِ، وجهةُ الإرادةِ.
فالقدرُ من جهةِ الإخبارِ – هو مِن بابِ الخبرِ نَفْيًا أو إِثْبَاتًا، فإذا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ قَدَّرَ كذا وكذا – أو أَنَّهُ ليس بكذا، فهوَ من بابِ الخبرِ.
وأمَّا نَفْسُ القَدَرِ – فَهُوَ من بابِ الإرادةِ.
فاللَّهُ تَعَالَى قد أَرَادَ أشياءَ وَأَحَبَّهَا فَقَدَّرَهَا كَوْنًا وأَرَادَهَا شَرْعًا.
وأرادَ أشياءَ لم يُحِبَّهَا فَقَدَّرَهَا كَوْنًا, ولم يُرِدْهَا شَرْعًا. ..
أم علي طويلبة علم
2018-07-12, 11:45 PM
الثَّانِي: هو إِنشاءٌ: وهو أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَلَيْسَ طَلَبًا. نحو { أَقِيمُوا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا }
وهذا النوعُ يُسَمَّى أَيْضًا العَمَلِيَّاتِ وَالْأَحْكَامَ
(4) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
"والكلامُ في الشرعِ والقَدَرِ هو مِن بابِ الطلبِ والإرادةِ"
الشرحُ:
مَعْنَاهُ أنَّ الشرعَ مُشْتَمِلٌ على أَمْرٍ ونَهْيٍ وإباحةٍ، وهي مِن بابِ الطلبِ والإِنشاءِ.
والمرادُ من الشرعِ هَهُنَا الأحكامُ العَمَلِيَّةُ.
نحوَ { أَقِيُموا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ }
ارجو التوضيح كأن هناك تناقض في شرح الطلب والإنشاء؟!
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-13, 02:31 AM
ليس تناقض وفقكم الله
لعل الشيخ وهم في التعبير في الأول حيث قال طلب ليس إنشاء
والله اعلم .
وفقكم الله على التنبيه
أم علي طويلبة علم
2018-07-13, 11:27 PM
( 2 ) توحيد الربوبية والصفات من باب الخبر، وتوحيد الشرع والقدر من باب الطلب
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" ... كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الإيمان، وكما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء, والخبر دائر بين النفي والإثبات, والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة".
قوله "كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الأيمان": جمع يمين وهو القَسَم فالفقهاء ذكروا في هذا الكتاب أن الكلام ينقسم إلى خبر وطلب. لأنهم يقسمون اليمين إلى: يمين مكفَّرة، ويمين غير مكفرة.
واليمين المكفرة هي التي تدخلها الكفارة، وغير المكفرة هي التي لا تدخلها الكفارة، فالحلف على المستقبل على فعل أو ترك، هذا هو الإنشاء، والحلف على أمر واقع هو الخبر.
فاليمين المكفرة هي الحلف على مستقبل كأن يقول قائل: والله لأفعلنّ كذا، أو والله لا أفعل كذا، فإن حنث بأن حصل خلاف ما حلف عليه وجبت عليه الكفارة، وإن تحقق ما حلف على فعله أو تَرَكَ ما حلف على تركه كان باراً بيمينه ولا كفارة عليه.
وأما الحلف على أمر واقع فهو اليمين التي لا تدخلها الكفّارة لأنها إن كانت صدقاً فلا موجب للكفارة، وإن كانت كذباً فالكذب لا تمحوه الكفارة بل لا تمحوه إلا التوبة إلى الله تعالى.
والمقصود أن الكلام في التوحيد والصفات من باب الخبر، والكلام في الشرع والقدر من باب الطلب، وإيضاح هذا: أن العبارات التي يعبر بها عن مسائل التوحيد والأسماء والصفات خبرية، كجمل سورة الإخلاص {قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد}. وقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. وقوله تعالى: { هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.
وقوله عليه الصلاة والسلام- (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا) الحديث وقوله (لله أشد فرحاً بتوبة عبده من الرجل براحلته) وقوله (يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة) ونحوها.
حتى العبارات التي يتكلم بها الإنسان إذا أراد أن يخبر عن الله تعالى فإن كلامه هذا خبر كقوله: "الله تعالى عظيم، الله تعالى فوق عرشه، الله تعالى ليس حالاً في مخلوقاته... إلى آخره،
حتى الأقوال الأخرى المردودة كقول المبتدعة: إن الله جسم، أو ليس بجسم، ونحوها من الألفاظ التي لا يصح إطلاقها نفياً ولا إثباتاً، وكقول بعض المبتدعة: إن الله تعالى لا ينزل إلى السماء الدنيا، أو لا يجيء يوم القيامة وإنما يجيء أمره، فكل هذا من باب الخبر.
وأما الكلام في الشرع والقدر فهو من باب الطلب، والواقع أن الذي من باب الطلب هو الشرع، فالكلام فيه شيء من التجوز أو التغليب، تغليب الشرع على القدر، وبين الشرع والقدر ارتباط وثيق لأن كلاً منهما متعلق بأفعال المكلفين،
فكل ما وقع من أفعال المكلفين فإنه بقدر الله تعالى، وكلها يتعلق بها الشرع، لأن أفعال المكلفين إما طاعة أو معصية أو مباحة.
فالذي نصوصه من باب الطلب هو الشرع، وأما نصوص القدر فهي من باب الخبر لما تقدم أن الإيمان بالقدر هو من الإيمان بالله تعالى، لأن الإيمان بالقدر هو الإيمان بعلم الله تعالى السابق، وكتابته لمقادير الأشياء، والإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والإيمان بعموم خلقه تعالى، وهذا كله من الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
وأما الشرع فهو الأوامر والنواهي، وهو دين الله تعالى الذي جعله لعباده يسيرون عليه، فالكلام فيه من باب الطلب كقوله تعالى: { وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}، وقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}، وقوله تعالى: {لا تثربوا الصلاة وأنتم سكارى}.
وقد يأتي الكلام بصورة الخبر ومعناه الأمر كما قال تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} وقال: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}.
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-14, 08:25 PM
وفقكم الله وبارك الله فيكم
شرح نفيس
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-21, 02:01 PM
شرح الاصلين للشيخ فخرالدين بن الزبير المحسي في " التوضيحات الاثرية "
يَذْكُرُ شيخُ الإسلامِ مُقَدِّمَةً حولَ الأصلَيْنِ اللَّذَيْنِ هما موضوعُ الرسالةِ، فيَقولُ:
أوَّلاً: إنَّ الكلامَ في الأصْلِ الأوَّلِ، وهوَ التوحيدُ والصِّفاتُ، منْ بابِ الْخَبَرِ.
ويَقْصِدُ بالتوحيدِ هنا الربوبيَّةَ، فيكونُ قدْ جَمَعَ في هذا الأصْلِ بينَ توحيدِ الربوبيَّةِ وتوحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ.
ويَقْصِدُ بالخبَرِ ما احْتَمَلَ الصدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه بِقَطْعِ النظَرِ عمَّنْ أُضِيفَ إليه، فإذا أُضِيفَ إلى اللَّهِ ورسولِه قُطِعَ بصِدْقِه.
والمقصودُ أنَّ هذا الأصْلَ أخبارٌ، إمَّا أنْ تَأْتِيَ بالإثباتِ كقولِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }، أوْ بالنَّفْيِ كقولِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } .
ثانيًا: والكلامُ في الأصْلِ الثاني، وهوَ الشرْعُ والقَدَرُ، منْ بابِ الطلَبِ والإرادةِ.
ويَقْصِدُ بالشرْعِ الأحكامَ الشرعيَّةَ، وهوَ توحيدُ الْأُلوهيَّةِ؛ل أنَّهُ إفرادُ اللَّهِ بالعِبادةِ على وَفْقِ ما شَرَعَ.
ورَبَطَ شيخُ الإسلامِ بينَ الشرْعِ والقَدَرِ للتَّلاَزُمِ بينَهما، فمَنْ أَقَرَّ بالشَّرْعِ وأَنْكَرَ القَدَرَ فقدْ طَعَنَ في ربوبيَّةِ اللَّهِ ومَلَكُوتِه، ونَسَبَهُ إلى الْعَجْزِ، ومَنْ أَقَرَّ بالقَدَرِ وأَنْكَرَ الشرْعَ فقدْ طَعَنَ في حِكْمَةِ اللَّهِ وعَدْلِه.
وقولُه: ( مِنْ بابِ الطلَبِ والإرادةِ )، أيْ: أنَّ الكلامَ في الشرْعِ منْ بابِ الطلَبِ؛ فإنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُخَاطِبُ عِبادَهُ بالشرْعِ، فإمَّا أنْ يَنْهَاهُمْ، وإمَّا أنْ يَأْمُرَهُم، وهذا هوَ الطلَبُ؛ الأوامرُ والنواهِي. فإنْ أَمَرَهُمْ بأمْرٍ شَرْعِيٍّ دَلَّ ذلكَ على إرادتِه وحُبِّهِ للمأمورِ بهِ، وإنْ نَهَاهُمْ دَلَّ ذلكَ على بُغْضِه وكُرْهِه لِلْمَنْهِيِّ عنه، فالأَمْرُ فيهِ إثباتٌ، والنَّهْيُ فيهِ نَفْيٌ.
ملحوظةٌ: والذي يَظْهَرُ لي أنَّ القَدَرَ ليسَ منْ بابِ الطلَبِ، وإنَّما هوَ منْ بابِ الْخَبَرِ، فهوَ منْ مباحثِ الإيمانِ. وإنَّما أَدْخَلَهُ شيخُ الإسلامِ معَ الشرْعِ لسَبَبَيْنِ:
أوَّلُهما: للتَّلاَزُمِ بينَ الشرْعِ والقَدَرِ كما سَبَقَ.
ثانيهما: لأنَّ القَدَرَ دائرٌ بينَ الإرادةِ والْمَحَبَّةِ، والكَرَاهِيَةِ والبُغْضِ، فيَتَّفِقُ معَ الشرْعِ منْ هذا الوجْهِ، واللَّهُ تعالى أَعْلَمُ.
الفَرْقُ بينَ الْخَبَرِ والطَّلَبِ
قولُه: ( الإنسانُ يَجِدُ في نفسِه الْفَرْقَ بينَ النفْيِ والإثباتِ والتصديقِ والتكذيبِ، وبينَ الحُبِّ والبُغْضِ والْحَضِّ والْمَنْعِ، حتَّى إنَّ الفَرْقَ بينَ هذا النوعِ وبينَ النوعِ الآخَرِ معروفٌ عندَ العامَّةِ والخاصَّةِ، مَعروفٌ عندَ أَصنافِ الْمُتَكَلِّمِي نَ في العِلْمِ، كما ذَكَرَ ذلكَ الفُقَهَاءُ في كتابِ الأَيْمانِ، وكما ذَكَرَه الْمُقَسِّمُونَ للكلامِ منْ أهْلِ النظَرِ والنَّحْوِ والبَيانِ، فذَكَرُوا أنَّ الكلامَ نوعانِ: خبرٌ وإنشاءٌ، والخبَرُ دائرٌ بينَ النَّفْيِ والإثباتِ، والإنشاءُ: أمْرٌ أوْ نَهْيٌ أوْ إِباحَةٌ ).
حسن المطروشى الاثرى
2018-07-30, 01:49 PM
وهنا إذا قيل: هل أهل القبلة متفقون في باب الصفات أم مختلفون فيه؟
قيل: ثمة أصل قد اتفقوا عليه، وهذا الأصل الكلي المتفق عليه بين سائر أهل القبلة هو: (أن الله مستحق للكمال منزه عن النقص)، وهذه قاعدة مُجْمَعٌ عليها بين سائر المسلمين من سائر الطوائف.بمعنى: أن من نازع في هذه الجملة كجملة علمية إيمانية فلم يسلِّم بها، فإنه لا يُعَد من أهل القبلة، ولذلك قال ابن تيمية (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?fuseaction=ft&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) رحمه الله: "إن سائر أهل القبلة متفقون على أن الله مستحق للكمال منزه عن النقص"، ثم قال: "ولكنهم اختلفوا في تحقيق المناط"، أي: اختلفوا في ماهية الكمال، وماهية النقص، هل كمال الله بإثبات هذه الصفات كما هو طريق جمهور الأمة وجمهور المسلمين والأئمة والصحابة؟ أم أن الكمال يكون بهذا النفي الذي دخل عليهم من علم الكلام؟ هذا هو معنى (تحقيق المناط). ( ش يوسف الغفيص حفظه الله )
حسن المطروشى الاثرى
2018-08-12, 12:10 AM
قال الشيخ عبد الرحمن البراك رحمه الله تعالى في " شرحه للتدمرية " ( ص 33-34 )
وهذان الأصلان هما من أعظم ما وقع فيهالاضطراب بين فرق الأمة؛ ففي باب الأسماء والصفات: من الناس من يسلب عن الله تعالىجميع الأسماء والصفات مبالغة في التنزيه، ومن الناس من يثبت لله صفات مثل صفاتالمخلوق مبالغة في الإثبات، وبين هذين الطرفين طوائف من الناس، وكل فريق من أولئكأيضاً هم طوائف فالمعطلة طوائف، والمشبهة طوائف، فاضطربت المذاهب في هذا الأصل.وكذلك في الشرع والقدر اضطراب واسع، فمنالناس من ينفي الشرع والقدر وينكرهما، ومن الناس من يثبت القدر ويكذب بالشرع، ومنالناس من هو بالعكس، فكان لابد من التنصيص على وجوب الإيمان بالشرع والقدر، وأيضاًفالجمع بين الشرع والقدر له معنى وذلك أن كلاً منهما يتعلق بأفعال العباد، فالقدرهو موجَب الإرادة الكونية، والشرع هو موجب الإرادة الشرعية، فهما متعلقان بأفعالالمكلفين، فما يقع من أفعال المكلفين فإنه تجري فيه الأحكام الكونية والأحكامالشرعية ، فطاعة المؤمن موجب الإرادتين، وكفر الكافر هو موجب الإرادة الكونية،فالإراد تان يجتمعان في إيمان المؤمن، وتنفرد الإرادة الكونية في كفر الكافر ومعصيةالعاصي؛ إذن فالشرع والقدر بينهما ارتباط من حيث تعلقهما بأفعــال المكلفين، فإنأفعال العباد لا تخـــرج عن قــدر الله تعالى، ولهذا فـإن الذين .
أم علي طويلبة علم
2018-10-25, 06:38 PM
للرفع
حسن المطروشى الاثرى
2018-10-25, 07:21 PM
جزاكم الله خيرا
ورفع الله قدركم على التذكير
أم علي طويلبة علم
2018-10-26, 09:54 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التدمرية:
"وإذا كان كذلك فلابد للعبد أن يثبت لله ما يجب إثباته له من صفات الكمال، وينفي عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال. ولابد له في أحكامه من أن يثبت خلقه وأمره، فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته وعموم مشيئته، ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه من القول والعمل، ويؤمن بشرعه وقدره إيماناً خالياً من الزلل.".
أم علي طويلبة علم
2018-10-26, 11:01 PM
في شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص44- 45:
قوله "وإذا كان كذلك فلابد..." إلخ.
قوله: "وإذا كان كذلك" أي إذا كان الأمر أن الكلام في التوحيد والصفات من باب الخبر، والكلام في الشرع والقدر من باب الطلب... الخ.
قوله: "فلابد للعبد أن يثبت لله ما يجب" إلى قوله "خالياً من الزلل" هذا فرق آخر بين الأصلين المتقدمين وهو الفرق بينهما من جهة ما يجب على العبد فيهما.
قوله: "ولابد له في أحكامه" أحكام الله تعالى نوعان: أحكام شرعية وأحكام كونية، وهذا التقسيم من جنس تقسيم الإرادة، والأمر، والقضاء، والكتابة، والإذن، والجعل، والكلمات، والبعث، والإرسال، والتحريم إلى شرعي وكوني، ومن شواهد الحكم الكوني قوله -سبحانه وتعالى-: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين}.
وقولـه تعالى: {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين}
وقوله تعالى عن يعقوب عليه السلام: {إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون}
وقوله تعالى: {قال رب احكم بالحق}
ومن شواهد الحكم الشرعي قوله تعالى: {ذلكم حكم الله يحكم بينكم}
وقوله تعــالى: {إن الله يحكم ما يريد}
وقــولــه تعــالـى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
فيجب على العبد أن يثبت أحكام الله تعالى.
قوله "ولابد له في أحكامه من أن يثبت خلقه وأمره" إثبات الخلق يتضمن الإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه تعالى على كل شيء قدير، وهذا معنى قول الشيخ "فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته وعموم مشيئته".
فالشيخ رحمه الله تعالى عبر عن الأصل الثاني بالأحكام.
قوله: "ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه من القول والعمل" أي والمتضمن بيان ما يسخطه، فإن الله تعالى بيّن لنبيه -عليه الصلاة والسلام- ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال، وبيّن ما يسخطه ويبغضه من الأقوال والأعمال ففيه شيء من الاكتفاء بالمذكور عن غيره لدلالته عليه.
قوله: "ويؤمن بشرعه وقدره إيماناً خالياً من الزلل" أي من أثبت الخلق كله لله، وقال إن الله خالق كل شيء، ويدخل في هذا أفعال العباد، وآمن مع ذلك بشرع الله تعالى وأنه أمر عباده ونهاهم، فقد حقق الإيمان بالشرع والقدر.
أم علي طويلبة علم
2018-10-26, 11:12 PM
قوله: "ولابد له في أحكامه" أحكام الله تعالى نوعان: أحكام شرعية وأحكام كونية، وهذا التقسيم من جنس تقسيم الإرادة، والأمر، والقضاء، والكتابة، والإذن، والجعل، والكلمات، والبعث، والإرسال، والتحريم إلى شرعي وكوني، ومن شواهد الحكم الكوني قوله -سبحانه وتعالى-: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين}.
ما المراد بـ "التحريم إلى كوني"؟
أبو البراء محمد علاوة
2018-10-27, 12:32 AM
ما المراد بـ "التحريم إلى كوني"؟
التحريم في اللغة المنع، والممنوع يسمى حرامًا، وقد جاء في القرآن بهذا المعنى، ومنه ما يرجع إلى القصد الكوني، ومنه ما يرجع إلى القصد الشرعي، وقد ميز الراغب الأصفهاني، فقال: (الحرام الممنوع منه إما بتسخير إلهي، وإما بمنع قهري، وإما بمنع من جهة العقل، أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم به). [مفردات ألفاظ القرآن: (صـ 472 - 473)].
فقال في التحريم الكوني: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ} [القصص: 12]
وقال تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} [المائدة: 26]
وقال في التحريم الديني: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ} [المائدة: 3]
وقال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} [النساء: 23].
وقال تعالى: (
إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ)
[المائدة: 72]
فتأمل استلزم المخالفة في القصد التشريعي للمعاقبة في القصد الكوني.
وللمزيد ينظر: http://iswy.co/e3rsc
أم علي طويلبة علم
2018-10-27, 08:31 AM
جزاكم الله خيرا
حسن المطروشى الاثرى
2018-10-28, 02:58 PM
جزاكم الله خيرا
حسن المطروشى الاثرى
2018-10-29, 07:51 PM
نتطرق الى شرح الشيخ العلامة عثمان الخميس حفظه الله
- دار أطلس الخضراء - حسب الترقيم "
* " موضوع القاعدة السابعة:
موضوع القاعدة السابعة مسألتان هما:
أـ دلالة العقل على ما يدل عليه النقل.
ب ـ مناقشة المعطلة في شبهة التقابل إذ على أثرها أنكروا الصفات.
2ـ على من يرد شيخ الإسلام بهذه القاعدة:
يرد شيخ الإسلام بهذه القاعدة على عامة المعطلة في دعواهم أن الصفات لا يدل عليها العقل، فالأشعرية نفت جميع الصفات ما عدا سبع زعموا أنها دل عليها العقل.
الصلة بين القاعدتين السادسة والسابعة:
بعد أن تكلم شيخ الإسلام في القاعدة السادسة عن الضابط الصحيح في النفي والإثبات ونقد المخالفين الذين خالفوا هذا الضابط سواء في التنزيه بنفي التجسيم ناسب أن يبين أن الضابط الصحيح في النفي والإثبات هو متلقى عن السمع وأنه قد دل عليه العقل، فكثير من العقائد التي أثبتت بالسمع تعرف بالعقل.
4ـ شرح القاعدة السابعة:
يبين شيخ الإسلام أن العقل يثبت ما أثبته السمع، فكثير مما أثبته السمع يعرف بالعقل أيضاً، فمثلاً دل السمع على وحدانية الله وعلمه وقدرته وصدق النبوة والمعاد، وأرشد السمع العقل إلى معرفة وحدانية الله وقدرته بدلالات كثيرة منها:
أـ دلالة الآيات العيانية كالسموات والأرض والجبال والأنهار والشمس والقمر، كما قال تعالى: {أمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَأنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ آنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60] .
ب ـ وكذلك دلالة الأنفس كما قال تعالى: {وَفِي أنْفُسِكُمْ أفَلا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] .
ج ـ وأرشد العقل إلى معرفة علمه وبأحكامه للمخلوقات قال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38] .
د ـ ودل ـ سبحانه ـ على صدق نبوة أنبيائه ببيان معجزاتهم، ونصر الله لهم، وتمكينه للدين الذي جاؤوا به.
هـ ـ ودل على المعاد والبعث وإمكانه بثلاثة طرق عقلية:
أولها: الوقوع كما في حق الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال تعالى: {فَأمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة: 259] .
ثانيهما: وقوع النظير، فالنشأة الأولى، تشبه البعث وإن لم تكن مطابقة له من كل وجه كما في قوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] .
ثالثها: وقوع ما هو أبلغ منه، فخلق السموات والأرض أعظم من خلق الناس كما قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: 57] ، فلذلك فإن هذه المطالب شرعية وعقلية وذلك من جهتين:
أـ لأن الشارع أخبر بها.
ب ـ أنها تعلم وتدرك بالعقل.
وجميع الأمثال المضروبة في القرآن عقلية مع كونها شرعية1.
5ـ ما تدور عليه هذه القاعدة:
مدار هذه القاعدة ومحورها على موضوعين أساسيين:
أـ أن كثيراً مما دل عليه السمع يعلم بالعقل أيضاً، والقرآن يبين ما يستدل به العقل ويرشد إليه وينبه عليه.
ب ـ مناقشة المعطلة في نفيهم الصفات بشبهة التقابل، سيأتي الحديث عنها مفصلاً.
6ـ الصفات لا تُثبت بالعقل وحده:
صفات الله توقيفية أي يتوقف على ما ورد في الكتاب والسنة ولا مجال للعقل فيها غلا تأييد ما دل عليه السمع من الصفات، فلا نثبت لله من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
أـ التصريح بالصفة كالعزة والقوة والرحمة والبطش والوجه واليدين ونحوها.
ب ـ تضمن الاسم لها مثل الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع ... وهكذا.
ج ـ التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش وانزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة والانتقام من المجرمين الدال عليها الترتيب التالي1:
1ـ قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
2ـ قوله عليه السلام: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" [رواه مسلم 2/176،175] .
3ـ قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] .
4ـ قوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة:22] .
7 ـ السلف يعملون العقل ولا يهملونه بل يعملونه في عالم الشهادة، لا في عالم الغيب إلا على سبيل الإجمال دون التفصيل، ولا يثبتون بالعقل حكماً شرعياً فعندهم للعقل مع الشرع حالتان لا ثالث لهما:
• الأولى: أن يدل على ما دل عليه الشرع فيكون شاهداً أو مؤيداً ومصدقاً، فيحتجون حينئذٍ بدلالة العقل على من خالف الشرع، وفي القرآن من هذا النوع شيء كثير كأدلة التوحيد والنبوة والمعاد، فتلك الأدلة هي عقلية شرعية.
قال ابن تيمية: (إن كثيراً مما دل عليه السمع يعلم بالعقل أيضاً، والقرآن يبين ما يستدل به العقل ويرشد إليه وينبه عليه كما ذكر الله ذلك في غير موضع.
فإن الله سبحانه بين من الآيات الدالة عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه
وغير ذلك مما أرشد العباد إليه ودلهم عليه، كما بين أيضاً ما دل على نبوة أنبيائه، وما دل على المعاد وإمكانه فهذه المطالب هي شرعية من جهتين: من جهة أن الشارع اخبر بها.
ومن جهة أنه بين الأدلة العقلية التي يستدل بها عليها، والأمثال المضروبة في القرآن هي أقيسة عقلية، وقد بسطت في غير موضع، وهي أيضاً عقلية من جهة أن تعلم بالعقل أيضاً.
• الثانية: أن لا يدل على ما دل عليه الشرع لا نفياً ولا إثباتاً، فحكم العقل إذاً جواز ما جاء به الشرع. أما أن يدل العقل على خلاف ما جاء به الشرع فيكون معارضاً له، فهذا ما لا يكون مع صحة النقل، ولهذا قال أهل السنة: إن العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح، وقالوا إن الرسل جاؤوا بمحارات العقول لا بمحالات العقول.
أي أن الرسل لا يخبرون بما يحيله العقل، ولكن يخبرون بما يجيزه العقل ويحار فيه وهذا تحديد موقف أهل السنة من العقل مع الشرع.
أم علي طويلبة علم
2018-10-29, 09:50 PM
القاعدة السابعة! وفقكم الله
ظننت الشرح متواصل على ترتيب على الرسالة التدمرية.
حسن المطروشى الاثرى
2018-10-30, 01:50 PM
بإذن الله تعالى
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
حسن المطروشى الاثرى
2018-11-15, 01:35 PM
نتابع شرح التدمرية بإذن الله
حسن المطروشى الاثرى
2019-04-08, 07:34 PM
الأسئلة على العقيدة التدمرية
حسن المطروشى الاثرى
2019-04-10, 08:39 AM
لكن إن أطلق: (أهل النظر) فالمقصود به غالباً أهل الكلام الذين خاضوا في كثير من مسائل الدين بغير حق، وذلك بمجرد المناهج الفلسفية أو النزعات العقلية أو الأوهام والتخرصات كما قلت، وأغلبهم يشملهم قول الله عز وجل: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} [الذاريات:10 - 11].
الصنف الثاني: أهل العلم، والمراد بهم أهل العلوم الشرعية؛ لأنه غالباً إذا أطلق (أهل العلم) فالمراد بهم أهل العلوم الشرعية، فهم قد أخذوا بمقتضى العلم منهجاً وعملاً وتطبيقاً.
والعلم: هو العلم بالكتاب والسنة وما يتفرع عنهما من الحديث وعلومه والفقه وأصوله والفرائض واللغة العربية وغير ذلك من العلوم الشرعية، أو الوسائل والأدوات إليها، فهذه تدخل في العلم بمفهومه الخاص، والذي قد ورد الثناء عليه في الكتاب والسنة هو العلم الشرعي.
الصنف الثالث: أهل الإرادة، ويبدو لي أنه يشمل أولئك الذين اتجهوا إلى العمل، سواء على مقتضى الحق أو الباطل، لكن غالباً يقصد بأهل الإرادة العاملين من أهل الحق.
وأما العباد فمعرفون، فهم الذين سلكوا مسلك العبادة وجنحوا إليها، ومالوا إلى التعبد دون الأخذ بكمال الدين، وإفرادهم هنا من مجموع هذه الأصناف يدل على أن المقصود بهم: العباد النساك الذين سلكوا طريق العبادة والعزلة، وهذا مسلك فيه خير، وفيه شطحات كما تعلمون
شرح ناصر العقل .
حسن المطروشى الاثرى
2019-04-10, 08:44 AM
مقتضب من شرح الدكتور الفاضل / ناصر العقل على الرسالة التدمرية .
( ٢ )
نقول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية والقدر وما يتفرع عنهما، وما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، كل ذلك دائر في باب الخبر، ولذلك لا مجال فيه للزيادة والنقص والتجديد، ولا يقوم إلا على مجرد التسليم والتصديق، وما عدا ذلك فهو تكذيب لخبر الله.
وأما ما يتعلق بالشرع وهو توحيد الإلهية، فهو أمر ونهي، وهو يدور على الإنشاء، يعني: أن الله عز وجل شرع الشرائع، فأنشأ للعباد الأوامر والنواهي، وهذا -كما قلت- هو مضمون توحيد العبادة؛ لأن الأمر والنهي يحتاج إلى امتثال، والخبر يحتاج إلى تصديق، فإذا كان الخبر صادراً عن الله عز وجل وثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلابد من تصديقه، ولا محيد للمسلم عن ذلك في أي فرع من فروع الاعتقاد.
وإذا كان الأمر راجعاً إلى الأمر والنهي فالمسلم أصلاً قد استسلم لله عز وجل، بأن استعد لأن يمتثل أوامر الله ويجتنب نواهيه، وذلك راجع إلى الاستطاعة، لكن مبدأ التسليم لابد منه، بل لا يقوم ولا يصح توحيد العبادة -توحيد الألوهية- إلا على مبدأ التسليم، بمعنى: مبدأ الاستعداد للعمل واجتناب النواهي، فيبقى الاستعداد هو الأصل، وأما العمل فبحسب القدرة والاستطاعة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
أم علي طويلبة علم
2019-08-01, 03:30 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التدمرية:
"وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له، وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل، والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول، كما دلت على ذلك سورة {قل هو الله أحد} ودلت على الآخر سورة {قل يا أيها الكافرون} وهما سورتا الإخلاص، وبهما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك.".
شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص46-47:
وقوله: "وهذا يتضمن التوحيد في عبادته" إلى آخره هذا هو الفرق الثالث بين الأصلين، وهو فرق بينهما من حيث تضمنهما لنوعي التوحيد.
قوله "وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له، وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل" أي أن الإيمان بالشرع والقدر يتضمن التوحيد في العبادة، والتوحيد في العبادة له اسم آخر وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل، ويعبر عن هذا النوع بالتوحيد الطلبي، لأن نصوصه طلبية.
قوله: "والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول" أي الأصل الأول وهو التوحيد والصفات يتضمن التوحيد في العلم والقول، ويعبر عن هذا النوع بالتوحيد في المعرفة والإثبات، أو التوحيد العلمي الخبري، لأن نصوصه أخبار.
وهذا الكلام يتضمن تقسيم التوحيد إلى هذين القسمين، والمشهور أن التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات، ولا مشاحة بين التقسيمين، ولا منافاة بينهما بل هما طريقتان مآلهما إلى شيء واحد، فإفراد الله تعالى في العبادة وفي القصد والإرادة والعمل هو توحيد الإلهية،وإفراد الله تعالى في الأمور الاعتقادية العلمية القولية هو توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
وهذه الأقسام مترابطة، فالتوحيد في العلم والقول يستلزم التوحيد في العبادة، والتوحيد في العبادة يتضمن التوحيد في العلم والقول. فالرب المالك لكل شيء، الخالق لكل شيء، القادر على كل شيء، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، الموصوف بصفات الكمال، هو المستحق للعبادة، فهذا معنى الاستلزام، والإله المستحق للعبادة هوا لنافع الضار المعطي المانع الفعال لما يريد، وهذا معنى تضمن توحيد العبادة لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
وبعض أهل الأهواء والأغراض يستنكرون هذا التقسيم ويقولون إنه بدعة، وهذا مغالطة، فإنه إذا كان هذا التقسيم بدعة فكل ما جاء به العلماء من تقسيمات لمسائل العلم وتبويب وبيان أسماء للأحكام كله بدعة!، وهي كانت موجودة في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحقيقة، ولكن الأسماء والمصطلحات ليست موجودة، فأنواع التوحيد موجودة كلها في القرآن وفي السنة، لكن هذا الاصطلاح وهو أن التوحيد ينقسم إلى كذا وكذا، والتعبير عنه بهذه العبارات هذا هو الجديد، وهذا من طبيعة نشأة العلوم وتصنيف المسائل وتقسيم المعاني، فمن يقول إنه بدعة، فهو مبطل مغالط، حتى الذين يقولون مثل هذا الكلام عندهم تقسيم للتوحيد، كالأشاعرة عندهم أن التوحيد ينقسم إلى توحيد في الذات وتوحيد في الصفات وتوحيد الأفعال، والصوفية عندهم توحيد العامة وتوحيد الخاصة وتوحيد خاصة الخاصة.
أم علي طويلبة علم
2019-08-01, 03:40 AM
شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص50:
وبهذا تنتهي المقدمة، وقد اشتملت على : سبب التأليف، وذكر الموضوع الذي فيه الكلام والبحث، وعلى الأسباب المقتضية لتحقيق هذين الأصلين، وعلى الفروق بين الأصلين: من حيث نوع الكلام، وبعد هذه المقدمة يأتي الشروع في الكلام على الأصل الأول، والله الموفق.
حسن المطروشى الاثرى
2019-08-07, 04:41 AM
جزاكم الله خيرا ورفع الله قدركم في الدارين
حسن المطروشى الاثرى
2020-04-08, 08:59 PM
نتطرق الى شرح الشيخ صالح آل الشيخ
حسن المطروشى الاثرى
2020-07-14, 09:32 PM
قال الشيخ د يوسف الغفيص :
إذا كان لايقع للإنسان من هذا العلم إلا الجمع العلمي ، دون أن يكون على إخلاص أو دون أن يشرُف إخلاصه ، بل تدخله كثيرٌ من العوارض ، أو كان ليس على هدايةٍ وسداد = *فربما حركهُ ماهو من العلم إلى شي من الفتن*.
شرح التدمريه ص 479
أم علي طويلبة علم
2020-07-16, 01:54 AM
نسأل الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد
حسن المطروشى الاثرى
2020-07-16, 04:48 PM
اللهم آمين
أم علي طويلبة علم
2020-10-04, 10:44 PM
شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص ٥١:
فأما الأول، وهو التوحيد في الصفات، فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفي عنه ما نفاه عن نفسه.
—————————— —————————— ———
قوله: " فأما الأول، وهو التوحيد في الصفات، فالأصل في هذا الباب..."
أي الحكم الواجب في مسائل هذا الباب.
قوله: "أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفي عنه ما نفاه عن نفسه."
هذه القاعدة في هذا الباب، وهو تحقيق الإيمان بالله وبكتابه ورسله...
... وهذا معنى قولنا: إن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، يعني يوقف فيها مع النصوص، فما دلت النصوص على ثبوته أثبتناه، وما دلت على نفيه نفيناه، وما سكتت عنه سكتنا عنه فلا نثبته ولا ننفيه، فمن أثبت شيئا أو نفاه بغير دليل فهو قائل على الله بغير علم...
حسن المطروشى الاثرى
2020-10-05, 04:10 PM
جزاكم الله خيرا
أم علي طويلبة علم
2020-10-05, 04:54 PM
شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص٥٣-٥٥:
وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل
وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه -مع إثبات ما أثبته من الصفات- من غير إلحاد : لا في أسمائه ولا في آياته فإن الله تعالى ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته كما قال تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=223&idto=240&bk_no=22&ID=180#docu)} وقال تعالى : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=223&idto=240&bk_no=22&ID=180#docu)} الآية .
فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات : إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=223&idto=240&bk_no=22&ID=180#docu)} . ففي قوله { ليس كمثله شيء (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=223&idto=240&bk_no=22&ID=180#docu)} رد للتشبيه والتمثيل وقوله : { وهو السميع البصير (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=223&idto=240&bk_no=22&ID=180#docu)} . رد للإلحاد والتعطيل .
—————————— ——————————
قوله:"وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها" إلخ... فطريقتهم هي الصراط المستقيم، وهي الحق الذي دل عليه السمع والعقل، فإن العقل والفطرة كليهما يقتضي أن الله تعالى مستحق لكل كمال، ومستحق لتنزيهه عن كل نقص...
...إذن فطريقة سلف الأمة مستمدة من الكتاب والسنة، فهم يعتمدون في هذا الباب على كتاب تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وما جاء في الكتاب والسنة هو موجب العقل والفطرة، فالعقل الصريح لا يناقض و لا يعارض النقل الصحيح.
وطريقة سلف الأمة وأئمتها طريقة مثلى ووسط بين مذاهب الناس، فإن الناس اضطربوا في باب الأسماء والصفات وصاروا فرقا متناقضة متفرقة، وأهل السنة والجماعة هم الوسط بين أهل الإفراط والتفريط والغلو والتقصير...
وبرئ أهل السنة والجماعة من البدع التي وقع فيها غيرهم في كلام الله تعالى، وفي كلام رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وفي أسماء الله وصفاته، فلا تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ، ولا تمثيل، ولا إلحاد، فهذه خمسة معان باطلة ومنكرة، أما أهل الضلال فهم بين معطل وممثل ومحرف ومفوض، والكل ملحد في أسماء الله وآياته.
حسن المطروشى الاثرى
2020-11-17, 09:46 PM
من كتب المعاصرين المفيدة لمسائل التدمرية والقدر :
( 1 ) الانتصار للتدمرية
" ماهر أمير "
( 2 ) التوضيحات الأثرية لمتن الرسالة التدرمية
" فخر الدين بن الزبير المحسي
( 3 ) العقود الدرية لمتن الرسالة التدرمية
" سلطان العميري "
...........................
سنتطرق لتلخيص كتاب الانتصار للتدرمية لماهر أمير
أم علي طويلبة علم
2020-11-22, 10:31 PM
- قوله: "سلف الأمة وأئمتها": أصل السلف من يتقدم غيره، ولا سيما من تقدم قومه أو جنسه، فإنه يكون سلفاً لهم، فسلف الكفار هم من تقدم منهم، وسلف الأخيار هم من تقدم منهم
فسلف هذه الأمة هم صدرها، وأصدق ما تنطبق عليه هذه الكلمة الصحابة، فإنهم سلف هذه الأمة الوسط الخيار،
والسلف والخلف من الأمور النسبية، فكل من تقدم غيره وجنسه يكون سلفاً، فالصحابة سلف الأمة على الإطلاق ولكن التابعون وتابعوهم هم سلف لمن جاء بعدهم،
فالسلفي حينئذ هو المقتفي للسلف الصالح والمهتدي بهديهم،
وهذه الأمة لها أئمة وعامة، فالأئمة هم العلماء العاملون، وقد اجتمعت أوصاف الإمامة في الخلفاء الراشدين -رضي الله تعالى عنهم-، فإنهم أئمة في العلم وفي العمل، وفي الولاية،ولكن المراد هنا الأئمة في العلم والدين، وعطف الأئمة على السلف من عطف الخاص على العام.
أم علي طويلبة علم
2020-11-22, 10:48 PM
- قوله "ومن غير تحريف" التحريف مأخوذ من الحرف بمعنى الطرف، ففيه تغيير وميل، وهو في الاصطلاح: تغيير كلام الله أو كلام رسوله عن وجهه لفظاً أو معنى...
...والتحـريف يكــون للألفاظ ويكون للمعــاني، والأغلب إطلاقــه على تغيير المعنى،
وتغيـير اللفظ يكون بالزيــادة والنقص، ومن أمثلة التحــريف اللفظـي ما يروى عن إمام المعطلة جهم بن صفوان أنه طلب من أحد القراء أن يقرأ قوله تعالى: {وكلم اللهُ موسى تكليما}.
بنصب لفظ الجلالة لأنه حينئذ لا يكون في الآية دلالة على تكلم الله تعالى، وإنما فيها أن موسى كلم الله تعالى، وكون العبد يكلم ربَّه لا ينكره أحد، فكل عبد يدعو ربه عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه).
وخاصية موسى عليه الصلاة والسلام أن الله كلمه، وهذا إنما يتحقق على القراءة الصحيحة "وكلم الله موسى تكليماً"،
فقال له المسؤول: هب أنه أمكنك ذلك، فكيف تصنع بقوله تعالى: { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمهُ ربه}، وهذا لأنه يمتنع في اللغة العربية أن يكون الضمير في قوله "وكلمه" في محل رفع، ويتعين أن يكون مفعولاً به، و "رب" هو الفاعل.
وأما التحريف المعنوي فهو صرف اللفظ عن المعنى الذي هو مقتضاه إلى غيره بغير حجة توجب ذلك، كما قال المعطلة يد الله قدرته، الاستواء هو الاستيلاء، المحبة هي إرادة الإنعام، والغضب هو إرادة الانتقام.
محمدعبداللطيف
2020-11-23, 11:16 AM
أصل السلف من يتقدم غيره، ولا سيما من تقدم قومه أو جنسه، فإنه يكون سلفاً لهم،
فسلف الكفار هم من تقدم منهم،
وسلف الأخيار هم من تقدم منهم
فسلف هذه الأمة هم صدرها،
وأصدق ما تنطبق عليه هذه الكلمة الصحابة،
فإنهم سلف هذه الأمة الوسط الخيار،
والسلف والخلف من الأمور النسبية،
فكل من تقدم غيره وجنسه يكون سلفاً،
فالصحابة سلف الأمة على الإطلاق
ولكن التابعون وتابعوهم هم سلف لمن جاء بعدهم،
فالسلفي حينئذ هو المقتفي للسلف الصالح والمهتدي بهديهم،
نعم بارك الله فيك
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان
طريق النجاة هو التزام ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
هذه الفِرقة هي الناجية من النار،
وسائر الفرق كلها في النار،
ولذلك تسمى الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة هذه هي الفرقة المتميزة عن غيرها باتباع الكتاب والسنة،
وما عداها فهي فرق ضالة
وإن كانت تنتسب إلى هذه الأمة،
ومنهجها مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
وهذا من كمال نصحه صلى الله عليه وسلم ومن كمال بيانه للناس،
فالطريق واضح
والحمد لله اتباع الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين إلى آخر القرون المفضلة القرون الثلاثة أو الأربعة،
كما قال صلى الله عليه وسلم: خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ،
قال الراوي: (لا أدري أذكر مع قرنه قرنين أو ثلاثة)
ثم قال: سيأتي بعدهم قوم يحلفون ولا يستحلفون ويشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون ويظهر فيهم السمن ، بعد القرون المفضلة تحصل هذه الأمور،
ولكن من صار على منهج القرون المفضلة ولو كان في آخر يوم من الدنيا فإنه ينجو ويسلم من النار،
والله عز وجل قال: ﴿والسابقون الاولون مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾،
فالله جل وعلا ضَمن لمن اتبع المهاجرين والأنصار بهذا الشرط (بِإِحْسَانٍ) يعني بإتقان
لا دعوى أو انتساب من غير تحقيق إما عن جهل أو عن هوى،
ليس كل من انتسب إلى السلف يكون محقا حتى يكون اتباعه بإحسان
هذا شرط شرطه الله عز وجل ،
والإحسان يعني الاتقان والإتمام
وهذا يتطلب من الأتْباع أن يدرسوا منهج السلف وأن يعرفوه ويتمسكوا به،
أما أن ينتسبوا إليهم وهم لا يعرفون منهجهم ولا مذهبهم
فهذا لا يجدي شيئا ولا ينفع شيئا وليسوا من السلف وليسوا سلفيين،
لأنهم لم يتبعوا السلف بإحسان كما شرط الله عز وجل،
ولذلك أنتم ولله الحمد في هذه الجامعة وفي هذه البلاد وفي مساجد هذه البلاد الذي يدرس فيها هو منهج السلف الصالح حتى نتبعهم بإحسان، لا بالدعوى والتسمِي فقط،
فكم ممن يدعي السلفية وأنه على منهج السلف وهو على خلاف ذلك،
إما لجهله أنه بمنهج السلف وإما لهواه يعرف لكن يتبع هواه ولا يتبع منهج السلف،
لاسيما وأن من صار على منهج السلف يحتاج إلى أمرين كما ذكرنا
معرفة منهج السلف،
والأمر الثاني
التمسك به مهما كلفه ذلك لأنه سيلقى من المخالفين،
سيلقى أذى،
يلقى تعنُّتا،
يلقى اتهامات يلقى ما يلقى من الألقاب السيئة لكن يصبر على ذلك
لأنه مقتنع بما هو عليه
فلا تهزه الأعاصير
ولا تغييره الفتن
فيصبر على ذلك إلى أن يلقى ربه.
يتعلم منهج السلف أولا،
يتبعه بإحسان،
يصبر على ما يلقى من الناس،
ولا يكفي هذا لا بد أن ينشر منهج السلف لا بد أن يدعو إلى الله ويدعو إلى مذهب السلف ويبينه للناس وينشره في الناس
هذا هو السلفي حقيقة،
وأما من يدعي السلفية وهو لا يعرف منهج السلف أو يعرفه ولا يتَّبعه وإنما يتبع ما عليه الناس أو يتبع ما يوافق هواه هذا ليس سلفيا وإن تسمى بالسلفية،
أو لا يصبر على الفتن ويجامل في دينه ويداهن في دينه ويتنازل عن شيء من منهج السلف فهذا ليس على منهج السلف،
فليس العبرة بالدعوة العبرة بالحقيقة
هذا يستدعي منا الاهتمام لمعرفة منهج السلف ودراسة منهج السلف
في العقيدة والأخلاق والعمل في جميع ؟ مجالات منهج السلف
فهو المنهج الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعليه من اقتدى بهم وسار على منهجهم إلى أن تقوم الساعة
قال صلى الله عليه وسلم:
لا تزال طائفة من أمتي -
هؤلاء هم السلف هم السلفيون –
على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ، فقوله:
لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم
يدل على أنه سيكون من يخالفهم، ويكون من يخذلهم،
ولكن لا يهمهم ذلك بل يأخذوا طريقهم إلى الله عز وجل
ويصبر على ما أصابه،
كما قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ -
الموقع الرسمى للشيخ صالح الفوزان
أم علي طويلبة علم
2020-11-23, 11:17 PM
-قوله: "ولا تعطيل" التعطيل مأخوذ من العَطَل بمعنى الخلو،
والمراد به هنا تعطيل الرب تعالى عن صفات كماله، وذلك بنفي أسمائه وصفاته سبحانه فالمعطل يخلي الرب عن صفاته، أو عن أسمائه وصفاته عند غلاتهم.
والتحريف يستلزم التعطيل، وأما التعطيل فلا يستلزم التحريف؛ لأن التعطيل قد يكون بغير التحريف،
فقد يكون بالتفويض فإن المعطلة يقفون من النصوص:
إما موقف التحريف،
وإما أن يفوضوا،
فمن ينفي مثلاً حقيقة الاستواء على العرش وهو العلو والارتفاع، يقول: معنى قوله تعالى " استوى على العرش" استولى، فيكون حينئذ معطلاً محرفاً: معطلاً للصفة عن الله، ومحرفاً للنص،
وقد يقــول من ينفي حقيقة الاســتواء: الله أعلم بمراده بقوله "ثم اســـتوى على العرش" وهذا ليس فيه دلالة على إثبات الاستواء على العرش، وهذا من المتشابه الذي لا يعلم معناه إلا الله تعالى، فيكون هذا معطلاً مفوضاً،
وبهذا يعلم أن تحريف النصوص يستلزم التعطيل، وأما التعطيل فلا يستلزم التحريف لأن المعطل قد يلجأ إلى التفويض لا إلى التحريف.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.