المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يستعد بالكفن قبل الموت؟



أبو البراء محمد علاوة
2018-01-18, 01:43 AM
هل يستحب للإنسان أن يعد كفنه قبل موته أم لا ؟

تم النشر بتاريخ: 2010-09-08




الجواب :
الحمد لله
الاستعداد للموت أمر مطلوب ، وقد دلت الأدلة على شرعيته ، فمن ذلك ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ - يَعْنِي : الْمَوْتَ) رواه الترمذي (2307) والنسائي (1824) وابن ماجه (4258) وصححه الألباني في" صحيح الترمذي" .
والاستعداد للموت يكون بالإكثار من الأعمال الصالحة والمنافسة في الخيرات .. ، والتخلص من حقوق العباد .... ونحو ذلك .
وإعداد الإنسان كفنه ليس مستحباً ، ولم يرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أمر جائز ، ورد فعله عن بعض الصحابة رضي الله عنهم .
وقد سبق في جواب السؤال رقم (82184 (https://islamqa.info/ar/82184)) أنه لا بأس أن يعد الإنسان قبره .
وجاء في "أسنى المطالب" (1/310) : " ولا يندب أن يَعُدَّ لنفسه كفناً ... إلا أن يكون من جهة حل ... فحسن إعداده ، وقد صح عن بعض الصحابة فعله " انتهى .

يشير رحمه الله إلى ما روه البخاري (1277) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : (جَاءَتْ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا ، وَإِنَّهَا إِزَارُهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اكْسُنِيهَا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ : مَا أَحْسَنْتَ ، سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا . فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ . قَالَ سَهْلٌ : فَكَانَتْ كَفَنَهُ) .

قال ابن بطال رحمه الله في الحديث : " جواز إعداد الشيء قبل الحاجة إليه ، وقد حفر قوم من الصالحين قبورهم بأيديهم ليمثلوا حلول الموت فيهم ، وأفضل ما يُنْظَر فيه في وقت المهل وفسحة الأجل الاستعدادُ للمعاد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل المؤمنين إيمانًا أكثرهم للموت ذكراً ، وأحسنهم له استعداداً ) انتهى من "شرح البخاري"(3/267)
والله أعلم



موقع الإسلام سؤال وجواب

http://majles.alukah.net/forum3/

أبو البراء محمد علاوة
2018-01-18, 01:45 AM
هل شراء الكفن الذي يعده الإنسان لنفسه في حياته فيه ثواب، وهل عليه زكاة إذا حال عليه الحول؟ وشكراً.




الإجابــة




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فيجوز إعداد الكفن حال الحياة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي سأله البردة لتكون كفنه، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه:أن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتها، أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة؟ قال: نعم، قالت: نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فحسنها فلان، فقال: اكسنيها ما أحسنها، قال القوم: ما أحسنت! لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد، قال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني، قال سهل: فكانت كفنه.


فهذا الحديث يدل على جواز إعداد الكفن قبل الموت، وعلى هذا جماهير العلماء، وذهب الشافعية -رحمهم الله- إلى أنه لا ينبغي له أن يعد الكفن حال حياته حتى لا يسأل عنه، لأنه إنفاق قبل تحقق الحاجة، والإنسان يسأل عن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه؟ فلا ينبغي له أن يعد الكفن ليعفي نفسه من السؤال الثاني. هذا ما قالوه.


والراجح ما ذهب إليه الجمهور للحديث السابق، وحيث قال الفقهاء يجوز ولم يقولوا يستحب، فمعنى ذلك أنه ليس فيه ثواب لذاته. وليس في الكفن زكاة لأنه من مال القنية لعدم ورود الدليل في ذلك.


والله أعلم.
<font class="DetailFont" face="Tahoma">
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&amp;Optio n=FatwaId&amp;Id=50924