المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي الصدقة الجارية؟



أبو البراء محمد علاوة
2018-01-18, 01:31 AM
السؤال :
أريد أن أعرف أمثلة بسيطة للصدقة الجارية ، وفي أي باب أنفق مالي في رمضان أو غيره : إفطار الصائمين ، أم كفالة اليتيم ، أم رعاية دور المسنين ؟

تم النشر بتاريخ: 2009-01-04




الجواب:

الحمد لله


الصدقة الجارية هي الوقف ، وهي الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631).


قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث :


" الصدقة الجارية هي الوقف " انتهى.


" شرح مسلم " (11/85) .


وقال الخطيب الشربيني رحمه الله :


"الصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف كما قاله الرافعي ، فإن غيره من الصدقات ليست جارية .

"مغني المحتاج" (3/522-523) .

والصدقة الجارية هي التي يستمر ثوابها بعد موت الإنسان ، وأما الصدقة التي لا يستمر ثوابها ـ كالصدقة على الفقير بالطعام ـ فليست صدقة جارية .

وبناء عليه : فتفطير الصائمين وكفالة الأيتام ورعاية المسنين - وإن كانت من الصدقات - لكنها ليست صدقات جارية ، ويمكنك أن تساهم في بناء دار لليتامى أو المسنين ، فتكون بذلك صدقة جارية ، لك ثوابها ما دامت تلك الدار ينتفع بها .


وأنواع الصدقات الجارية وأمثلتها كثيرة ، منها : بناء المساجد ، وغرس الأشجار ، وحفر الآبار ، وطباعة المصحف وتوزيعه ، ونشر العلم النافع بطباعة الكتب والأشرطة وتوزيعها .


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) رواه ابن ماجه (رقم/242) قال المنذري في " الترغيب والترهيب " (1/78) : إسناده حسن . وحسنه الألباني في " صحيح ابن ماجه "

وانظر جواب السؤال رقم (69884) و (43101) .


وينبغي للمسلم أن يعدد مصارف صدقاته ، حتى يكون له نصيب من الأجر مع أهل كل طاعة ، فتجعل جزء من مالك لتفطير الصائمين ، وجزء آخر لكفالة اليتيم ، وثالثاً لدار المسنين ، ورابعاً تساهم به في بناء مسجد ، وخامسا لتوزيع الكتب والمصاحف ... وهكذا .

والله أعلم .







الإسلام سؤال وجواب

https://islamqa.info/ar/122361

أبو البراء محمد علاوة
2018-01-18, 01:34 AM
ما هي الصدقة الجارية؟ وما الذي يصل الميت من أعمال الحي؟




هل توزيع بعض الكتيبات أو أجزاء بعض سور القرآن الكريم عن روح من مات جائز شرعاً ؟ وهل يصل الثواب لمن مات ؟ وإذا كان من الجائز : فهل من الممكن كتابة اسم من مات على هذه الكتيبات ؟ وما هو أفضل صدقة جارية - مع ذكر أمثلة - ؟
تم النشر بتاريخ: 2009-12-21






الجواب




الحمد لله


أولاً :

الصدقة الجارية هي التي تبقى مدة طويلة ، كبناء مسجد أو حفر بئر ، أما الصدقة التي لا تبقى كالصدقة بمال على فقير أو بطعام ، فهذه ـ وإن كانت صدقة لها ثوابها ـ إلا أنها ليست جارية ، لأنها لا تبقى .


ثانياً :


اختلف العلماء في جواز إهداء ثواب بعض الأعمال للموتى وهل يصلهم ذلك على قولين :

القول الأول : أن كل عمل صالح يهدى للميت فإنه يصله ، ومن ذلك : قراءة القرآن والصوم والصلاة وغيرها من العبادات .

القول الثاني : أنه لا يصل إلى الميت شيء من الأعمال الصالحة إلا ما دل الدليل على أنه يصل ، وهذا هو القول الراجح ، والذي دل الدليل على وصول ثوابه إلى الميت هو : الحج والعمرة ، والصوم الواجب من نذر أو كفارة أو ما شابه ذلك ، وقضاء الدَّين ، والدعاء ، والصدقة بالمال .


وانظر تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم ( 9014 (https://islamqa.info/ar/9014) ) .

ثالثاً :


توزيع كتيبات أو أجزاء من القرآن عن الميت يصل ثوابه إليه ، لأنه هذا من الصدقة بالمال .


ولا داعي لكتابة اسم الميت على هذه الكتيبات ، لأنه لا حاجة إليه ، وقد يكون الباعث عليه الرياء والسمعة من أولاده حتى يذكرهم الناس بأنهم فعلوا كذا وكذا من أعمال الخير .

رابعاً :


أفضل الصدقات الجارية :هي ما نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم مما يجري على الإنسان أجره بعد مماته ، ويقاس عليها ما هو مثلها أو أكثر نفعاً .

فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سبعٌ يجري للعبد أجرُهن وهو في قبره بعد موته : مَن علَّم علماً ، أو أجرى نهراً ، أو حفر بئراً ، أو غرس نخلاً ، أو بنى مسجداً ، أو ورَّث مصحفاً ، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته) . *

والحديث : حسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 959 ) .


فأفضل الصدقات الجارية :


بناء مسجد .

نشر العلم الشرعي عن طريق توزيع المصاحف أو الكتب أو الأشرطة أو اسطوانات الكمبيوتر أو النفقة على طلبة العلم .

إيصال الماء إلى المحتاج إليه عن طريق حفر بئر أو استخراجه وإيصاله بالآلات والمواسير .

حسن تربية الأولاد .

ومن لم يستطع أن يبني مسجد أو أن ينشر العلم بمفرده فليساهم في ذلك بما يستطيع .

ونوصي أنفسنا والمسلمين جميعاً أن يبادر كل واحد منا للعمل الصالح قبل موته ، وليحرص على ما يتعدى نفعه للآخرين ويبقى بعد موته ، وبه يتحقق الوعد بجريان أجور تلك الطاعات بعد موته ، وليحرص المسلم على إبراء ذمته من الواجبات كالحج والصيام قبل موته ، فقد لا يتيسر له من يؤديها عنه ، فيأثم إن كان غير معذور ، ويُحرم أجرها إن كان معذوراً .

وليحرص المسلم على تربية أولاده تربية شرعية صالحة ، حتى يكسب أجورهم ويضمن دعاءهم .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول : أنَّى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك) . *رواه ابن ماجه (3660). وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1598 ) .

ونسأل الله أن يوفق المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح .

والله أعلم




الإسلام سؤال وجواب

https://islamqa.info/ar/131662