المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج الأحاديث والآثار الواردة في عمل قوم لوط



المحرر
2008-06-02, 05:49 PM
تخريج الأحاديث والآثار الواردة في عمل قوم لوط


المبحث الأول : الأحاديث والآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط .
أولاً : حديث : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به " .
هذا الحديث رواه عمرو بن أبي عمرو ،
و الحسين بن عبد الله ،
وابن جريج ،
وداود بن الحصين ،
وعباد بن منصور ،
وابن أبي حبيبة ،
جميعهم عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً ؛ وإليك تفصيل رواياتهم والكلام عنها :

أولاً : رواية عمرو بن أبي عمرو ، وقد رواه عنه أربعةٌ هم :
1 – الدراوردي : أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 2732 ) ، وأبو داود في سننه ( 4462 ) – ومن طريقه ابن حزم في المحلى ( 11 / 382 ) ، وابن عبد البر في الاستذكار ( 20 / 149 ت . التركي ) – ، والترمذي في سننه ( 1456 ) وفي العلل الكبير ( 251 ) ، وابن ماجه ( 2561 ) ، وأبو يعلى ( 2463 ) ، وابن عدي ( 5 / 116 ) ، والدارقطني ( 3 / 124 ) ، والبيهقي ( 8 / 231 – 232 ) ، والبغوي ( 2593 ) ، والخرائطي في المساويء ( ح 441 ) ، والطحاوي في المشكل ( 9 / 446 ) ، والآجري في ذم اللواط ( ح 27 ) ، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ ( 1 / 495 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 201 ) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي .
2 – عبد الله بن جعفر المخرمي : أخرجه عبد بن حميد ( 575 ) ، والطبري في تهذيب الآثار ( 1 / 554 ) ، والحاكم ( 4 / 355 ) .
3 – سليمان بن بلال : أخرجه ابن الجارود ( 820 ) ، والحاكم ( 4 / 355 ) – وعنه البيهقي في السنن ( 8 / 231 – 232 ) ، وفي الصغرى ( 3289 ) ، وفي معرفة السنن والآثار ( 5086 ) – ، والطحاوي في المشكل ( 9 / 450 ) ، والآجري في ذم اللواط ( ح 26 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( 54 / 203 ) .
4 – زهير بن محمد : أخرجه أبو يعلى ( 2743 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( 6 / 7 ) ، وابن أبي جرادة في تاريخ حلب ( 3 / 1127 ) .
وهذا إسناد ضعيفٌ ، وذلك لما يلي :
1 – أنَّ عمرو بن عمرو الأقرب في حاله أنه صدوق – كما قال ذلك البخاري والذهبي – وعلى هذا فأين تلامذة عكرمة عن هذا الحديث حتى لا يرويه إلا عمرو بن أبي عمرو ؟! ومع تفرده هذا احتفت قرائن تدل على عدم ضبطه لهذا الحديث – سيأتي ذكرها – .
فإن قيل : لم يتفرد عمرو بن أبي عمرو بهذا الحديث .
يجاب عنه : أن أسانيد المتابعات – كما سيأتي بيانه – لا تصح ، وإسناد عمرو أقواها مع ما فيه .
2 – أنَّ عمرو بن أبي عمرو لم يثبت سماعه من عكرمة ؛ كما يفهم هذا من تعليل البخاري الآتي ذكره .
3 – أنَّ أئمة الحديث ونقاده - عليهم رحمة الله – قد استنكروا هذا الحديث ؛
أ – قال الترمذي في العلل الكبير ( 2 / 622 ) : سألت محمداً – يعني به البخاري – عن حديث عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس – يريد به هذا الحديث – فقال : عمرو بن أبي عمرو صدوق ، ولكن روى عن عكرمة مناكير ، ولم يذكر في شيءٍ من ذلك أنه سمع عن عكرمة .
ب – ونقل الحافظ في التلخيص ( 4 / 54 ) عن النسائي أنه استنكر هذا الحديث .
ج – وروى ابن عدي في الكامل ( 5 / 116 ت غزاوي ) عن أحمد بن أبي مريم عن ابن معين قال : عمرو بن أبي عمرو ثقة ينكر عليه حديث عكرمة ، عن ابن عباس أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " اقتلوا الفاعل والمفعول به " [1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1) .
د – قال ابن حزم في المحلى ( 11 / 383 ) : أما حديث ابن عباس فانفرد به عمرو بن أبي عمرو ، وهو ضعيف .
هـ - قال محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ ( 1 / 437 وَ 4 / 2430 ) : وعمرو ضعيف [2] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2) ، وكان ابن معين ينكر عليه هذا الحديث .
و – قال المنذري في الترغيب والترهيب ( 3665 ) : وعمرو هذا قد احتج به الشيخان وغيرهما ، وقال ابن معين : ثقة ، ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس – يعني هذا الحديث – .
4 – الاختلاف على عمرو بن أبي عمرو ؛ فروى محمد بن إسحاق ، والدراوردي ، وسليمان بن بلال ، وزهير بن محمد ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً في لعن من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط ، وليس فيها القتل .
وروى سليمان بن بلال والدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً في قتل الفاعل والمفعول به في البهيمة – وسيأتي بيان هذه الأحاديث إن شاء الله – .
فهذا يؤكد أنَّ عمرو بن أبي عمرو لم يضبط هذا الحديث واضطرب في روايته ، فالرواة عنه في هذه الأحاديث من الأئمة الثقات ، فالوهن من قبله لا غير .
5 – أنَّ أبا بكرٍ - رضي الله عنه – جمع الصحابة واستشارهم في قصة كتابة خالد بن الوليد – رضي الله عنه – إلى أبي بكر أنه وجد رجلاً في بعض نواحي المدينة ينكح كما تنكح المرأة ، فجمع لذلك أبو بكر – رضي الله عنه – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وفيهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فقال : إنَّ هذا ذنبٌ لم يعمل به أمةٌ من الأمم إلا أمة واحدة ، ففعل الله بهم ما قد علمتم ، أرى أن يحرقوا بالنار ، فاجتمع رأي الصحابة على ذلك [3] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3) . ولو كان هناك نصٌّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – لأشار به أحد الصحابة في ذلك المجلس أو أشيع فيما بعد ذلك ، فعلم أنه لم يرد فيه شيءٌ .

ثانياً : رواية الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب ، فقد أخرجها الطبراني في الكبير ( 11527 ) .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، ففيه عبد العزيز بن يحيى المديني ، قال عنه العقيلي في الضعفاء ( 3 / 19 ) : يحدث عن الثقات بالبواطيل ، ويدعي من الحديث ما لا يعرف به غيره من المتقدمين عن مالك وغيره .
كما أنَّ الحسين هذا متكلم فيه بكلام شديد حيث تركه بعض الأئمة ، واستنكرت عليه بعض الأحاديث ، ينظر لذلك تهذيب التهذيب ( 2 / 296 ) .

ثالثاً : رواية عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ؛ أخرجها الخرائطي في المساويء ( ح 442وَ 574 ) ، وفي اعتلال القلوب ( 1 / 191 ) ، وابن حزم في المحلى ( 11 / 383 ) ، والبيهقي في الشعب ( 4 / 375 ) ، ولفظه : " اقتلوا الفاعل والمفعول به ، والذي يأتي البهيمة ، والذي يأتي كل ذات محرم " .
وهذا إسنادٌ ضعيف ، وذلك لأن ابن جريج لم يسمع من عكرمة – كما نصَّ على ذلك ابن المديني والمزي ، ونقله العلائي مقراً له [4] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4) – ، كما أنَّ ابن جريج روى هذا الحديث عن عكرمة بالعنعنة ، وقد حذَّر الأئمة من عدم تصريحه بالسماع وأنه يأتي بمناكير وهي شبه الريح [5] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5) .

رابعاً : رواية داود بن الحصين ، فقد أخرجها عبد الرزاق في المصنف ( 13492 ) ، والإمام أحمد في مسنده ( 2727 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق ( 2 / 327 ) ، وذم الهوى ( 201 ) – ، والطبري في تهذيب الآثار ( 1 / 555 وَ 556 ) ، والطبراني في الكبير ( 11568 وَ 11569 ) ، وابن عدي في الكامل ( 1 / 222 ) ، وابن عبد البر في الاستذكار ( 20 / 148 ت . التركي )[6] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6) .
وهذه الرواية لا تصح ، فداود هذا تكلم فيه ، كما تكلم في روايته عن عكرمة خاصة ، فقد أنكرها علي بن المديني وأبو داود [7] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7) .
ثم إنَّ الراوي عنه هو إبراهيم بن أبي حبيبة تكلم فيه بكلام شديد يوجب تضعيفه [8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8) .
وقد اختلف عليه – أيضاً – اختلافاً كثيراً بزيادة ونقص في ألفاظه ، يراجع له المسند ( 4 / 458 ) طبعة مؤسسة الرسالة .

خامساً : رواية عباد بن منصور ؛ أخرجها الطبري في تهذيب الآثار ( 1 / 550 وَ 551 ) ، والإسماعيلي في معجم الشيوخ ( 2 / 526 ) [9] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 233 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 202 ) ، الآجري في ذم اللواط ( 25 ) ، وابن عدي في الكامل ( 4 / 339 ) [10] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10) ، والذهبي في الدينار ( رقم 23 ) .
وهذه الرواية باطلة ؛ فعباد هذا ضعيف جداً ، وقد روى مناكير ، ولم يسمع من عكرمة كما نصَّ على ذلك الأئمة ؛ بل مروياته عن عكرمة إنما هي من طريق إبراهيم بن أبي يحيى ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة – كما في ترجمته في التهذيب ( 5 / 90 ) ، وأشار لها أبو داود في سننه – ، فرجع هذا الإسناد إلى الإسناد الذي قبله ! .
وقد قال الطبري في تهذيب الآثار ( 1 / 551 ) : وهذا خبرٌ عندنا صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح للعلل التي ذكرناها قبلُ ، من قولهم : في نقال عباد بن منصور ، وأخرى وهي : أنَّ هذا خبر قد حدث عن عباد بن منصور به غير عون بن عمارة ، فقال : ن الحكم ، عن ابن عباس وجعله من كلام ابن عباس ولم يرفعه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ..

سادساً : رواية ابن أبي حبيبة ؛ أخرجها ابن الجوزي في التحقيق ( 2 / 327 ) ، وذم الهوى ( 201 ) ، وقد قرنها برواية داود بن الحصين ، وهي من طريق الإمام أحمد .
وهذا الإسناد غلط ، والصحيح أن الإسناد هكذا : ابن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ؛ كما في المسند ( 4 / 458 ) ، فرجع إلى ما قبله ! [11] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn11) .



أقوال الأئمة على هذا الحديث :
1 – قال الترمذي في سننه بعد إخراجه للحديث ( 1456 ) : وإنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من هذا الوجه ، وروى محمد بن إسحاق هذا الحديث ، عن عمرو بن أبي عمرو فقال : " ملعون من عمل قوم لوط " ، ولم يذكر فيه القتل ، وذكر فيه ملعون من أتى بهيمة [12] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn12) .
2 – قال ابن القيم في الجواب الكافي ( 120 ) : رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره ، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث ، وإسناده على شرط البخاري . وقال في روضة المحبين ( 370 ) : وإسناده على شرط البخاري . وقال في زاد المعاد ( 5 / 40 ) : ولكن ثبت عنه أنه قال : " اقتلوا الفاعل والمفعول به : رواه أهل السنن الأربعة ، وإسناده صحيح .
3 – قال العظيم آبادي في عون المعبود ( 12 / 102 ) : وحديث ابن عباس مختلف في ثبوته .
4 – وقال ابن عبد الهادي في المحرر ( 1148 ) : وإسناده صحيح ؛ فإن عكرمة روى له البخاري ، وعمرو من رجال الصحيحين ، وقد أُعِلَّ بما فيه نظر .
5 – قال الجصاص في أحكام القرآن ( 5 / 104 ) : عاصم بن عمرو [13] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn13) ، وعمرو بن أبي عمرو ضعيفان لا تقوم بروايتهما حجة ، ولا يجوز بهما إثبات حد .
6 – وصححه الألباني في صحيح السنن .
___________________________

[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) مع أنه يحتمل أنَّ المقصود بهذا الحديث : هو حديث البهيمة ؛ والله أعلم .

[2] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2) وقال في الموضع الثاني : وعمرو هذا ضعيف جداً .

[3] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى ( 8 / 232 / ح 16805 ) ، والآجري في ذم اللواط ( ح 29 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 202 ) ، والخرائطي في المساويء ( ح 451 ) .

[4] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4) علل ابن المديني ( 131 ) ، وتهذيب الكمال ( 18 / 342 ) ، والعلائي في جامع التحصيل ( ص 229 ) ، وقال ابن حجر في التهذيب : وقيل : لم يسمع منه .

[5] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5) انظر كلام الأئمة هذا في ترجمته في : تهذيب الكمال ( 18 / 348 ، وسير أعلام النبلاء 6 / 328 وغيرها .

[6] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6) قال في عون المعبود ( 12 / 100 ) : ورأيت بخط بعض القدماء على هامش السنن ما نصه : رواه إسماعيل بن إسحاق في كتاب الفوائد : أخبرنا إسحاق بن محمد قال : أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس فذكر معناه .

[7] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7) تهذيب التهذيب ( 3 / 157 ) .

[8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8) انظر تفصيل كلام الأئمة عنه في تهذيب التهذيب ( 1 / 90 ) وقال ابن عبد الهادي في التنقيح ( 4 / 527 ط . أضواء السلف ) : وإبراهيم يضعف في الحديث ؛ قاله الترمذي ، لكن قد تابعه غيره عن داود ، وقد رواه غير داود عن عكرمة .

[9] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9) وقع في روايته : ( داود بن أبي هند ) ، ثم قال : الصحيح : داود بن الحصين .

[10] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10) وفيه زيادة : " وفي الذي يؤتى في نفسه " ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر رواية الدراوردي وغيره : فلا أرى هذه اللفظة في حديث عكرمة إلا من رواية عباد بن منصور عنه ، ثم ساق سنداً آخر من طريق عباد بن منصور في قتل الفاعل والمفعول به ، ثم قال : قال أبو كامل – أحد رجال الإسناد – فقلت أنا لأبي داود : لم يرفعه وليس بمرفوع ، فقال : أهابه .

[11] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref11) وقد علَّق بن عبد الهادي في التنقيح على إسناد ابن الجوزي ( 4 / 527 ) : كذا فيه ( أخبرني ابن أبي حبيبة وداود ) والصواب : عن داود . اهـ مما يؤكد أنَّ الخطأ في نسخ التحقيق وليس من نسخة الشاملة .

[12] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref12) وفي هذا إشارة لتضعيفه ، كما سبق وأن بيناه في الاختلاف على عمرو بن أبي عمرو .

[13] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref13) وهو راوي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – في رجم اللوطي – وسيأتي – إن شاء الله – .

سهيل الشامي
2008-06-02, 06:17 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك خيرا
وننتظر المبحث الثاني وما بعده بشوق

المحرر
2008-06-03, 05:41 PM
ثانياً : تخريج حديث أبي هريرة : " ارجموا الأعلى والأسفل ، فارجموهما جميعاً " .
أخرجه ابن ماجه ( 2562 ) ، وأبو يعلى ( 6687 ) ، والآجري في ذم اللواط ( ح 28 ، 31 ) ، وابن عدي في الكامل ( 5/230 ) ، والطحاوي في المشكل ( 9/445 ) ، وابن حزم في المحلى ( 11 / 384 ) ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق ( 1 / 156 ) من طريق عاصم بن عمر العمري ،
وأخرجه الخرائطي في المساوئ ( ح 440 ) ، والحاكم في المستدرك ( 4 / 395 / ح 8048 ) [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 202 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ،
وأخرجه ابن حزم في المحلى ( 11 / 384 ) من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر ،
كلهم ( عاصم ، وعبد الرحمن ، والقاسم ) عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً ، ولفظ ابن ماجه : أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في الذي يعمل عمل قوم لوط قال : " ارجموا الأعلى والأسفل ، ارجموهما جميعًا " .
والحديث ذكره الترمذي تعليقًا بعد الحديث رقم ( 1456 ) وقال : هذا حديثٌ في إسناده مقال ، ولا نعرف أحداً رواه عن سهيل بن أبي صالح غيرَ عاصم بن عمر العمري ، وعاصم بن عمر يضعف في الحديث من قبل حفظه .
أقوال الأئمة على هذا الحديث :
1 – قال ابن عبد البر في الاستذكار ( 20 / 150 ت . التركي ) : عاصم بن عمر هذا هو أخو عبيد الله وعبد الله ابني عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، وهو ضعيف ، مجهول .
2 – وقال ابن حزم في المحلى ( 11 / 383 ) : وأما حديث أبي هريرة فانفرد به القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص ، وهو مطرح في غاية السقوط .
3 – وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ( 3 / 106 ) : هذا إسناد فيه عاصم بن عمر العمري ، وقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والبخاري والنسائي والدارقطني وغيرهم ... .
4 – قال الجصاص في أحكام القرآن ( 5 / 104 ) : عاصم بن عمرو ، وعمرو بن أبي عمرو [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn2) ضعيفان لا تقوم بروايتهما حجة ، ولا يجوز بهما إثبات حد .
5 – قال العظيم آبادي في عون المعبود ( 12 / 102 ) : وحديث أبي هريرة لا يصح .
6 – قال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( 5 / 18 ) : وإسناده ضعيف .
7 – وحسنه الألباني بما قبله كما في تعليقه على سنن ابن ماجه .

______________________________ _
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) قال الذهبي في تلخيص المستدرك : عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري ساقط الحديث .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 2) وهو راوي حديث ابن عباس– رضي الله عنه – في رجم اللوطي – وتقدم .

المحرر
2008-06-03, 05:45 PM
ثالثاً : تخريج حديث جابر : " من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه " .
أخرجه الحارث بن أسامة في مسنده – كما في زوائده ( 517 ) – ، والخرائطي في مساوئ الأخلاق ( ح 439 ) ، وابن حزم في المحلى ( 11 / 383 ) ، وابن عبد البر في الاستذكار ( 20 / 150 ت . التركي ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 202 ) : من طريق عباد بن كثير ، أن عبد الله بن محمد بن عقيل حدثه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه " .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، وذلك لأن عباد بن كثير متروك ، وابن عقيل مع ضعفه قد تفرد بهذا الحديث عن جابر في حدٍّ من الحدود ؛ ولذا قال ابن حزم بعد روايته للحديث : وأما حديث جابر فعن يحيى بن أيوب وهو ضعيف عن عباد بن كثير وهو شرٌ منه اهـ ، كما أنه روي عن ابن عقيل من وجه آخر أقوى من هذا ليس فيها ذكر القتل ، وهو :
ما أخرجه الترمذي في سننه ( 1457 ) – وقال : هذا حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من هذا الوجه عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر – ، وابن ماجه ( 2563 ) ، وأحمد ( 23 / 317 / ح 15093 ) ، وأبو يعلى في مسنده ( 2128 ) ، والآجري في ذم اللواط ( برقم 12 ، 13 ) ، وابن حبان في المجروحين ( 2 / 4 ) ، والحاكم في المستدرك ( 4/ 397 / ح 8057 ) – وقال : صحيح الإسناد – ، والمزي في تهذيب الكمال ( 23 / 395 ) كلهم من طريق القاسم بن عبد الواحد المكي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابراً يقول : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " .
وهذا إسناد ضعيف ، فالقاسم مقبول – كما قال ابن حجر في التقريب – وقد وثق ، وقال عنه ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ( ص 148 ) : وكان يهم في الشيء بعد الشيء . كما أنَّ ابن عقيل ضعيف وقد تفردا بشيء يخافه النبي – صلى الله عليه وسلم – على أمته مما تتوافر الدواعي لنقله وتحذير الناس منه إلا أنه أحسن حالاً من الذي قبله .

المحرر
2008-06-03, 05:48 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك خيرا
وننتظر المبحث الثاني وما بعده بشوق


وفيك بارك ، وجزاك خيراً ، ونفع بك
كما أتمنى من الإخوة مراسلتي بالأحاديث والآثار حتى يتم جمعها وتخريجها

صالح العواد
2008-06-04, 09:09 AM
من باب الفائدة : يقول شيخنا الشيخ أ.د/ عبدالله الرشيد وهو يشرح لنا في كتاب الحدود في حد اللواط : أما الإجماع المذكور -يقصد إجماع الصحابة على قتل من عمل عمل قوم لوط- فإن كان مأخوذا من القضية اللتي كتب بها خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق اللتي رواها البيهقي فلا يثبت . فقد قال البيهقي : هذا مرسل ، وقال ابن حجر : هو ضعيف جدا و لو صح لكان قاطعا للحجة . و استقصى ابن حزم طرق القصة في المحلى ، وذكر أنها كلها منقطعة ، فلم يدرك أحد من الرواة أبا بكر ،
و شيخ الإسلام و تلميذه ذكرا إجماع الصحابة على القتل ، و كنت أتابعهما على ذلك ، لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة) :(الحدود المختلف فيها) ، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع ، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي ، و حكم عليه بالإرسال . ا هـ. والله أعلم

ابن رجب
2008-06-04, 10:27 AM
جزاكم الله خيرا ابا معاذ جهود مشكور ..

المحرر
2008-06-04, 04:53 PM
من باب الفائدة : يقول شيخنا الشيخ أ.د/ عبدالله الرشيد وهو يشرح لنا في كتاب الحدود في حد اللواط : أما الإجماع المذكور -يقصد إجماع الصحابة على قتل من عمل عمل قوم لوط- فإن كان مأخوذا من القضية اللتي كتب بها خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق اللتي رواها البيهقي فلا يثبت . فقد قال البيهقي : هذا مرسل ، وقال ابن حجر : هو ضعيف جدا و لو صح لكان قاطعا للحجة . و استقصى ابن حزم طرق القصة في المحلى ، وذكر أنها كلها منقطعة ، فلم يدرك أحد من الرواة أبا بكر ،
و شيخ الإسلام و تلميذه ذكرا إجماع الصحابة على القتل ، و كنت أتابعهما على ذلك ، لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة) :(الحدود المختلف فيها) ، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع ، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي ، و حكم عليه بالإرسال . ا هـ. والله أعلم


سيأتي الحديث عنها - بإذن الله - مع بقية آثار الصحابة .

المحرر
2008-06-04, 05:02 PM
جزاكم الله خيرا ابا معاذ جهود مشكور ..


وجزاك خيراً ، وبارك فيك

إسماعيل جاد
2008-06-04, 05:47 PM
جزاكم الله خيرًا

أسماء
2008-06-04, 08:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم
و أعانك الله على كل خير

المحرر
2008-06-05, 03:04 PM
رابعاً : تخريج حديث علي مرفوعاً : " يرجم من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط " .
أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار – كما نقله السيوطي في الحاوي 2 / 104 – قال : حدثني محمد بن معمر البحراني ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكر ، حدثنا حسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي به مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف ، فيحيى لم أعرفه وأخشى أن يكون هناك تصحيف في اسمه ، وحسين بن زيد ضعفه ابن المديني وابن معين وله مناكير [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) .
ومما بدل على ضعفه أن الأئمة الذين قرروا قتل من يعمل عمل قوم لوط لم يذكروا هذا الحديث ، وإعراض الأئمة عنه وعن الاحتجاج به قرينة على وهائه .
____________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) تهذيب التهذيب ( 2 / 339 ) .

المحرر
2008-06-05, 03:05 PM
كلام أهل العلم عن الأحاديث الواردة في قتل الفاعل والمفعول به :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 12 / 116 ) : والخبر الوارد في قتل الفاعل والمفعول به أو رجمهما ضعيف .
وقال العيني في عمدة القاري ( 24 / 14 ) : وحديث : " ارجموا الفاعل والمفعول به " متكلم فيه .
وقال ابن الطلاع في أحكامه : لم يثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه رجم في اللواط ، ولا أنه حكم فيه ، وثبت عنه أنه قال : " اقتلوا الفاعل والمفعول به " رواه عنه ابن عباس ، وأبو هريرة – وفي حديث أبي هريرة : أحصنا أم لم يحصنا – [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=116893#_ftn1) .
وقال ابن القيم في زاد المعاد ( 5 / 36 ) : ولم يثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قضى في اللواط بشيء ، لأن هذا لم تكن تعرفه العرب ، ولم يرفع إليه – صلى الله عليه وسلم – ، ولكن ثبت عنه أنه قال : " اقتلوا الفاعل والمفعول به " رواه أهل السنن الأربعة وإسناده صحيح .
قال الزركشي في شرحه على الخرقي ( 3 / 106 ) : وبالجملة هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً إذ ليس فيها متهم بكذب ؛ وسوء الحفظ يزول بتتابعها ، مع أنَّ الجارحين لم يبينوا سبب الجرح ، وقد قال يحيى بن سعيد : عباد بن منصور ثقة ، لا ينبغي أن يترك حديثه لأي خطأ فيه ، وهذا يدل على أن تضعيفهم له كان بسبب خطئه في رأيه ، ويقوي الحديث عمل راويه عليه ( ثم ساق عمل ابن عباس والصحابة على قتل من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط ) .
______________________________ ___
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=116893#_ftnre f1) نقل كلامه هذا جماعة من أهل العلم ؛ كابن حجر في التلخيص ( 4 / 54 ) ، والعظيم آبادي في عون المعبود ( 12 / 102 ) ، والشوكاني في النيل ( 7 / 167 ) وغيرهم .

المحرر
2008-06-05, 03:08 PM
جزاكم الله خيرًا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم
و أعانك الله على كل خير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكما الله .. وقد شرفني مروركما
ووفقني الله وإياكما لما فيه خير

أبوعمرو المصري
2008-06-05, 06:38 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم .

أشرف بن محمد
2008-06-05, 07:44 PM
(وهذا إسناد ضعيف ، فيحيى لم أعرفه وأخشى أن يكون هناك تصحيف في اسمه).اهـ.
هو يحيى بن عبد الله بن (بكير)
والحديث ضعَّفه ابن جرير ..

عبدالله الشهري
2008-06-05, 07:52 PM
جزاك الله خيرا. سأفيد منه كثيراً لو جعلته لي - وللإخوة - على ملف وورد. طلب تفضل لا أمر.

المحرر
2008-06-06, 06:28 AM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم .


وجزاك خيراً ، ونفع بك

المحرر
2008-06-06, 06:31 AM
(وهذا إسناد ضعيف ، فيحيى لم أعرفه وأخشى أن يكون هناك تصحيف في اسمه).اهـ.
هو يحيى بن عبد الله بن (بكير)
والحديث ضعَّفه ابن جرير ..


جزاك الله خيراً ، وقد وقع في نفسي أنه ابن بكير

المحرر
2008-06-06, 06:35 AM
جزاك الله خيرا. سأفيد منه كثيراً لو جعلته لي - وللإخوة - على ملف وورد. طلب تفضل لا أمر.


وجزاك خيراً ، ولك ما طلبت ؛ لكن بعد أنهي الكتابة - بإذن الله - .

فالح العجمي
2008-06-07, 02:48 PM
أخ عبدالله ياليت تكتب في مقدمة البحث حكم قول الناس (( لواط ))

لأن الله سماه في كتابه الفاحشة والنبي عليه السلام : عمل قوم لوط عليه السلام

المحرر
2008-06-08, 12:06 AM
أخ عبدالله ياليت تكتب في مقدمة البحث حكم قول الناس (( لواط ))

لأن الله سماه في كتابه الفاحشة والنبي عليه السلام عمل قوم لوط عليه السلام



هناك إشارة لذلك ، وراجع معجم المناهي اللفظية .

المحرر
2008-06-08, 07:50 PM
فصلٌ : في ذكر الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في قتل من يعمل عمل قوم لوط .

الأثر الأول : قصة خالد بن الوليد مع أبي بكر واستشارته الصحابة فيمن يعمل عمل قوم لوط وإجماعهم على تحريقه .
هذه القصة رواها عبد العزيز بن أبي حازم واختلف عليه :
فرواها إسحاق بن إبراهيم ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر ويزيد بن خصيفة وصفوان بن سليم به .
أخرج هذا الوجه ابن المنذر في الأوسط ( ل 73 / أ ) .
ورواها عبيد الله بن عمر القواريري ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر به .
أخرج هذا الوجه الآجري في ذم اللواط ( ح 29 ) ، وابن أبي الدنيا – ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 357 / ح 5389 ) – ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( ص 202 ) .
ورواها يحيى بن بكير ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) ومحمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم به .
أخرجه ابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) .
ورواها يحيى بن يحيى ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر ، عن صفوان بن سليم به .
أخرجها البيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 / ح 16805 ) ، وقال : هذا مرسل .
ورواها سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم وموسى بن عقبه به .
أخرجه الخرائطي في مساوي الأخلاق ( ص 205 / ح 451 ) .
فمدار هذا الحديث على ابن أبي حازم هذا ، وقد اختلف عليه اختلافاً كثيراً ، وهو وإن خرج له الجماعة ووثقه الأكثر إلا أنه تكلم فيه من جهة روايته عن أبيه ، وأنه روى عن أقوام لم يعرف أنه سمع منهم ، وأنه لم يعرف بطلب الحديث وإن كان فقيهاً [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn2) ، والاختلاف من قبل ابن أبي حازم فالرواة عنه ثقات ؛ ثم إنَّ داود بن بكر صدوق ، يهم في الشيء بعد الشيء – كما وصفه بذلك ابن حبان – [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn3) .
وهناك وجهٌ آخر ذكره ابن حزم تعليقاً في المحلى 11 / 381 عن مطرف بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن محمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم به ، وقال ( 11 / 383 ) : فهذه كلها منقطعة ، ليس منهم أحدٌ أدرك أبا بكر .
أما إرسال هذه القصة فهو من مثل ابن المنكدر وصفوان بن سليم ممن روى عن بعض الصحابة محتمل ، فهي قصة وقعت قريباً من زمنهم .
ولكن يشكل على إجماع الصحابة على تحريق المفعول فيه بالنار ما أخرجه البخاري في صحيحه ( 3016 ) وغيره عن أبي هريرة مرفوعاً في آخره : " ... وإنَّ النار لا يعذب بها إلا الله ، فإن وجدتموهما فاقتلوهما " ؛ فكيف يتفق أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – على تحريقه بالنار مع نهي – عليه الصلاة والسلام – عن التعذيب بالنار ؟! مع استحضارنا إنكار بعضهم على علي – رضي الله عنه – عندما حرَّق من غلا فيه .
قال المنذري في الترغيب والترهيب ( 3 / 198 ) : بإسناد جيد .
وقال ابن حجر في الدراية ( 2 / 103 ) : وهو ضعيفٌ جداً ، ولو صحَّ لكان قاطعاً للحجة ، وروى الواقدي في الردة من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال : كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر إني أُتيتُ برجلٍ قامت عندي البينة يوطأ في دبره كما توطأ المرأة فذكر نحوه ، وفيه : أنَّ عمر أشار بذلك – أيضاً – قال : فحرَّقَهُ خالد .
وتقدم كلام البيهقي .
______________________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) وقع في نسخة الشاملة : داود بن أبي بكر ، والصواب ما أثبت . ولا أدري هل الخطأ في المطبوع كذلك أم لا ؛ فلينظر .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 2) الجرح والتعديل ( 5 / 382 ) ، وضعفاء العقيلي ( 3 / 10 ) ، والتعديل والتجريح ( 2 / 900 ) ، وتذكرة الحفاظ ( 1 / 268 ) ، وتهذيب التهذيب ( 6 / 297 ) .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 3) مشاهير علماء المصار ( 131 ) ، وتهذيب التهذيب ( 3 / 156 ) .

المحرر
2008-06-08, 07:51 PM
الأثر الثاني : عن عمر – رضي الله عنه – قال : " من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط فاقتلوه " .
أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 43 ) من طريق عثمان بن النضر ، عن ابن المبارك ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عمر .
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا عثمان بن النضر هذا فإني لم أجد له ترجمة .
وقد ذكره ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) بصيغة التمريض ، وابن القيم في روضة المحبين ( 272 ) .

المحرر
2008-06-11, 09:04 PM
الأثر الثالث : أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أشرف على الناس يوم الدار ، فقال : أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة : أو رجل عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 14 / 299 / ح 28484 ) وَ ( 14 / 422 / ح 28938 ) عن وكيع ، عن محمد بن قيس ، عن أبي حَصين به .
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أبا حصين فلم أعرفه .
وقد ذكر هذا الأثر ابن رجب في جامع العلوم والحكم ( 1 / 128 ) بصيغة التضعيف ( وروي ) .
وقال السيوطي في الحاوي ( 2 / 105 ) : هذا إسنادٌ صحيح ، وفي قول عثمان – رضي الله عنه – للناس : ( أما علمتم ) دليلٌ على اشتهار هذا عندهم ؛ كالثلاثة المذكورة معه .
وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية ( 4 / 243 ) : وصح عن عثمان – رضي الله تعالى عنه – وذكر القصة .

المحرر
2008-06-11, 09:05 PM
الأثر الرابع : عن علي – رضي الله عنه – أنه قال : سيكون في آخر الزمان أقوامٌ لهم أرحام منكوسة ، يُنْكَحون كما تُنْكَحُ النساء ، فمن أدركهم فليقتل الفاعل والمفعول به .
علقه البخاري في التاريخ الكبير ( 3 / 333 ) ، وابن أبي حاتم في العلل ( 4 / 186 / رقم 1352 ) .

المحرر
2008-06-11, 09:06 PM
الأثر الخامس : أنَّ علياً – رضي الله عنه – رجم لوطياً .
هذا الأثر جاء عن علي من وجوهٍ متعددة ؛ فرواه عنه
يزيد بن مذكور ،
يزيد بن قيس ،
وعن رجلٍ من قوم القاسم بن الوليد ،
فالوجه الأول : أخرجه الشافعي في الأم ( 7 / 183 ) – ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار ( 6 / 349 ) ، وفي السنن الكبرى ( 8 / 232 ) – عن رجلٍ ، عن ابن أبي ذئب ، عن القاسم بن الوليد ، عن يزيد – أُرَاهُ ابنَ مذكور – به .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، لجهالة الراوي عن ابن أبي ذئب ، والقاسم بن الوليد وإن كان ثقة إلا أنه يخطئ – كما وصفه بذلك ابن حبان في الثقات – ، ويزيد بن مذكور لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً سوى ذكر ابن حبان له في الثقات ( 5 / 546 ) [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn1) .
والوجه الثاني : فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( 14 / 420 / ح 28927 ) – ومن طريقه الآجري في ذم اللواط ( 33 ) – ، والدوري في ذم اللواط ( 57 ) ، وابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) عن وكيع ، عن ابن أبي ليلى ، عن القاسم بن الوليد ، عن يزيد بن قيس به .
وقد اختلف على ابن أبي ليلى ؛
فرواه الخطيب في تالي التلخيص ( 2 / 390 ) من طريق محمد بن ربيعة كرواية وكيع .
ورواه البيهقي في الشعب ( 4 / 357 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) من طريق ابن أبي زائدة ، عن ابن أبي ليلى ، عن يزيد بن قيس به .
ورواه الخطيب في تالي التلخيص ( 2 / 390 ) : من طريق يحيى بن زكريا ، عن ابن أبي ليلى ، عن يزيد بن قيس به .
ورواه الدوري في ذم اللواط ( 7 ) من طريق الحسن بن صالح ، عن ابن أبي ليلى ، عن رجل ، عن علي به .
فأسقطوا ( ابن أبي زائدة ، ويحيى بن زكريا ، والحسن بن صالح ) ذكر القاسم بن الوليد .
ورواه ابن المنذر في الأوسط ( 73 / ب ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn2) من طريق هشيم ، عن ابن أبي ليلى ، عن القاسم ، عن رجلٍ من قومه به .
ورواه الدوري في ذم اللواط ( 106 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) : من طريق عبد الله بن الوليد ، عن سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن رجلٍ من همدان به بلفظ : أنَّ علياً – رضي الله عنه – رجم رجلاً محصناً في عمل قوم لوط .
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه ( 13488 ) : عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى رفعه إلى علي أنه رجم في اللوطية ، ولم يقيد ذلك بالإحصان .
وإسناد أثر علي من هذا الوجه ضعيف ، وذلك لحال ابن أبي ليلى فهو سيء الحفظ وله مناكير وأحاديث مقلوبة [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn3) ، وأقوى الأوجه في الاختلاف عليه هي رواية وكيع ومحمد بن ربيعة .
والوجه الثالث : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 32 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) [4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn4) من طريق شريك ، عن القاسم ، عن بعض قومه [5] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn5) به .
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط ( 73 / ب ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) من طريق هشيم ، عن ابن أبي ليلى ، عن القاسم ، عن رجلٍ من قومه به .
وأخرجه الدوري في ذم اللواط ( 106 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) من طريق سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن رجلٍ من همدان به بزيادة ذكر الإحصان في الرجل المرجوم .
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه ( 13488 ) : عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى رفعه إلى علي أنه رجم في اللوطية ، ولم يقيد ذلك بالإحصان .
فقد اختلف على الثوري في ذكر قيد الإحصان ، والراجح أن تقييد ذلك بالإحصان لا يثبت ؛ فراوي التقييد عن الثوري هو عبد الله بن الوليد القرشي الأموي ، قد تكلم فيه ، وفي روايته عن الثوري غير الجامع [6] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn6) ، فرواية عبد الرزاق مقدمة عليه وخاصةً أنها وافقت رواية الناس لهذا الأثر .
ولهذا قال الآجري في ذم اللواط بعد روايته لأثر علي : ولم يبينوا – أي : علي بن أبي طالب وجابر بن زيد والحسن وإبراهيم – محصناً ولا غير محصن ، فعلى الرواية عنهم أن اللوطي عليه الرجم أحصن أو لم يحصن .
وقال الذهبي في المهذب ( 7 / 3368 ) عن إسناد البيهقي من طريق شريك : مع انقطاعه روايه مجهول .
__________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref1) قال البخاري في التاريخ الكبير ( 8 / 356 ) : يزيد بن مذكور الهمداني سمع على بن أبي طالب . قال أحمد : كنيته أبو يوسف ، لا أراه يصح اهـ ولا أدري قول البخاري ( لا يصح ) عائد لكنيته أم لسماعه من علي ؛ فليحرر .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref2) وهذه الرواية من طريق سعيد بن منصور .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref3) تهذيب التهذيب 9 / 302 .

[4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref4) وهذه الرواية من طريق ابن أبي الدنيا ؛ فلعلها هي زوايته في ذم الملاهي ، حيث عزاه المتقي الهندي في كنز العمال ( 5 / 186 ) إلى ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي .

[5] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref5) وعند الآجري : عن شيخٍ من همدان .

[6] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref6) تهذيب التهذيب ( 6 / 70 ) .

المحرر
2008-06-11, 09:08 PM
الأثر السادس : سئل ابن عباس عن حدِّ اللوطي ، فقال : يُنْظَر إلى أعلى بناءٍ في القرية فيًرمى منه منكساً ، ثم يُتْبَع بالحجارة .
أخرجه يحيى بن معين في تاريخه ( 4 / 329 رواية الدوري ) – ومن طريقه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم ( 2842 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) – ،
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 420 / ح 28925 ) ،
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( ح 30 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – ، عن هارون بن معروف ،
وأخرجه الدوري في ذم اللواط ( 48 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – عن عباس بن يزيد ،
كلهم ( يحيى ابن معين ، وابن أبي شيبة ، وهارون بن معروف ، وعباس بن يزيد ) عن غسان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة به .
وهذا إسناد صحيح .
وأخرجه ابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) من طريق حسان بن مطر ، عن يزيد بن مسلمة ، عن أبي نضرة به .
ولعل هذا الإسناد خطأ صوابه ما تقدم : غسان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة ، ويحتمل : أن يرويه غسان عن والد سعيد بن يزيد ، وهو : يزيد بن مسلمة ، والله أعلم .

المحرر
2008-06-11, 09:12 PM
الأثر السابع : أنَّ ابن عباسٍ قال في الرجل يؤخذ – أو يوجد – على اللوطية : أنه يرجم .
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ( 7 / 367 / ح 13491 ) – ومن طريقه الطاوي في المشكل ( 9 / 447 ) ، وابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) ، والبيهقي في عرفة السنن والآثار ( 6 / 350 ) – ،
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 420 / ح 28926 ) عن محمد بن بكر ،
كلاهما ( عبد الرزاق ، ومحمد بن بكر ) عن ابن جريج ، عن ابن خثيم ، عن مجاهد وسعيد بن جبير به .
وهذا إسناد حسن ، لحال ابن خثيم وهو : عبد الله بن عثمان بن خثيم [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118468#_ftn1) .
_____________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118468#_ftnre f1) انظر : تهذيب التهذيب ( 5 / 315 ) .

سهيل الشامي
2008-06-12, 01:40 PM
الاخ صالح العواد لعله يقصد بقوله (لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة) :(الحدود المختلف فيها) ، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع ، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي ، و حكم عليه بالإرسال . ا هـ. والله أعلم ) هذه الرسالة

عنوان الرسالة : العقوبات المختلف عليها في جرائم الحدود
اسم الباحث : علي بن عبد الرحمن الحسون
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الفقه
المشــرف : أ.د. عبد الله بن سعد الرشيد
تاريخ التسجيل : 14/4/1404هـ
تاريخ المناقشة : 19/5/1409هـ
--------------------------
شيخنا الفاضل لعلك مأجورا مشكورا تزيد التوضيح حول ابن ابي حازم لانه مهم لاسيما وان الجماعة قد روو عنه ووثقه الاكثر والرواة عنه ثقات اذن فلا بد من تفسير الجرح <<فمدار هذا الحديث على ابن أبي حازم هذا ، وقد اختلف عليه اختلافاً كثيراً ، وهو وإن خرج له الجماعة ووثقه الأكثر إلا أنه تكلم فيه من جهة روايته عن أبيه ، وأنه روى عن أقوام لم يعرف أنه سمع منهم ، وأنه لم يعرف بطلب الحديث وإن كان فقيهاً [2] ، والاختلاف من قبل ابن أبي حازم >>
جزاك الله خير وليهنك العلم

صالح العواد
2008-06-12, 11:31 PM
أخي سهيل الشامي ..
هل الرسالة اللتي ذكرت مطبوعة ؟ و في أي دار ؟

المحرر
2008-06-14, 05:44 AM
الاخ صالح العواد لعله يقصد بقوله (لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة) :(الحدود المختلف فيها) ، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع ، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي ، و حكم عليه بالإرسال . ا هـ. والله أعلم ) هذه الرسالة

عنوان الرسالة : العقوبات المختلف عليها في جرائم الحدود
اسم الباحث : علي بن عبد الرحمن الحسون
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الفقه
المشــرف : أ.د. عبد الله بن سعد الرشيد
تاريخ التسجيل : 14/4/1404هـ
تاريخ المناقشة : 19/5/1409هـ
--------------------------



بارك الله فيك ، وكنت أعلم أنه يقصد هذه الرسالة ،
وهي مطبوعة لدى كنوز إشبيليا - إن لم أكن واهماً - .

نضال مشهود
2008-06-14, 10:04 AM
للرفع بارك الله فيك

المحرر
2008-06-17, 06:15 PM
بارك الله فيك ، وكنت أعلم أنه يقصد هذه الرسالة ،


وهي مطبوعة لدى كنوز إشبيليا - إن لم أكن واهماً - .



لا ؛ بل دار النفائس

المحرر
2008-06-17, 06:17 PM
للرفع بارك الله فيك

وفيك بارك

المحرر
2008-06-17, 06:18 PM
الأثر الثامن : عن عامر قال : يرجم ، أحصن أو لم يحصن .
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28929 ) : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عامر [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn1) به .
وهذا إسناد ضعيفٌ ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف ( 739 ) : وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة ( 2 / 119 ) : ولجابر حديث صالح ؛ وقد روى عنه : الثوري الكثير ، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري ، وحدث عنه : زهير ، وشريك ، وسفيان ، والحسن بن صالح ، وابن عيينة ، وأهل الكوفة وغيرهم ، وقد احتمله الناس ورووا عنه ، وعامة ما قذفوه : أنه كان يؤمن بالرجعة ، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا ، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه ، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار ، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق .
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك : الثوري ، والعجلي ، وابن سعد وغيرهم – [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn2) ، ولم يصرح بالتحديث .
___________________

[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref1) وفي الحاوي للسيوطي ( 2 / 106 ) : مجاهد بدلاً عن عامر ؛ وهو يروي عن عامر الشعبي ، وعن مجاهد بن جبر .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref2) طبقات المدلسين لابن حجر ( 133 ) ، وتهذيب التهذيب ( 2 / 41 ) .

المحرر
2008-06-17, 06:22 PM
الأثر التاسع : عن إبراهيم النخعي أنه قال في اللوطي : لو كان أحدٌ يرجم مرتين رجم هذا !
أخرجه ابن أبي شيبة ( 14 / 421 / ح 28933 ) ، وابن الجعد في مسنده ( ح 3356 ) – ومن طريقه البيهقي في الشعب ( 4 / 358 ) – من طريق حماد بن سلمة ، عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم به .
وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور ( 3 / 498 ) إلى ابن أبي الدنيا .
وهذا إسناد ضعيف ، لحال الحمَّادين ، وقد قال الإمام أحمد في رواية ابن سلمة عن ابن أبي سليمان : ... ولكن حماد بن سلمة عنده عنه تخليط [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119833&posted=1#_ftn1) .
ويؤكد هذا التخليط ما ذكره ابن عبد البر في الاستذكار ( 7 / 493 ط . دار الكتب العلمية ) : ... إلا إبراهيم النخعي ، فروي عنه ثلاث روايات ؛ أحدها : هذه – أي : حد الزاني ؛ والثانية : أنه يرجم على كل حال ، وقال : ولو كان أحد يرجم مرتين رجم هذا ؛ والثالثة : أنه يضرب دون الحد ... وأصح الروايات فيه عن إبراهيم أنه كالزاني .
______________________



[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119833&posted=1#_ftnref1) شرح العلل لابن رجب ( 2 / 592 ) ، وانظر ترجمتهما في التهذيب ( 3 / 11 ) وَ ( 3 / 14 ) .

المحرر
2008-06-18, 05:50 PM
الأثر السادس : سئل ابن عباس عن حدِّ اللوطي ، فقال : يُنْظَر إلى أعلى بناءٍ في القرية فيًرمى منه منكساً ، ثم يُتْبَع بالحجارة .
أخرجه يحيى بن معين في تاريخه ( 4 / 329 رواية الدوري ) – ومن طريقه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم ( 2842 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) – ،
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 420 / ح 28925 ) ،
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( ح 30 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – ، عن هارون بن معروف ،
وأخرجه الدوري في ذم اللواط ( 48 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – ، والذهبي في الدينار ( ص 51 ) عن عباس بن يزيد ،
كلهم ( يحيى ابن معين ، وابن أبي شيبة ، وهارون بن معروف ، وعباس بن يزيد ) عن غسان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة به .
وهذا إسناد صحيح ، وقد صححه ابن حجر في الدراية ( 2 / 103 ) .
وأخرجه ابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) من طريق حسان بن مطر ، عن يزيد بن مسلمة ، عن أبي نضرة به .
ولعل هذا الإسناد خطأ صوابه ما تقدم : غسان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة ، ويحتمل : أن يرويه غسان عن والد سعيد بن يزيد ، وهو : يزيد بن مسلمة ، والله أعلم .


ما أضفته جعلته باللون الأحمر .

المحرر
2008-06-18, 06:13 PM
الأثر الثامن : عن عامر قال : يرجم ، أحصن أو لم يحصن .
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28929 ) : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عامر [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn1) به .
وهذا إسناد ضعيفٌ ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف ( 739 ) : وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة ( 2 / 119 ) : ولجابر حديث صالح ؛ وقد روى عنه : الثوري الكثير ، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري ، وحدث عنه : زهير ، وشريك ، وسفيان ، والحسن بن صالح ، وابن عيينة ، وأهل الكوفة وغيرهم ، وقد احتمله الناس ورووا عنه ، وعامة ما قذفوه : أنه كان يؤمن بالرجعة ، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا ، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه ، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار ، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق .
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك : الثوري ، والعجلي ، وابن سعد وغيرهم – [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn2) ، ولم يصرح بالتحديث .
___________________

[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref1) وفي الحاوي للسيوطي ( 2 / 106 ) : مجاهد بدلاً عن عامر ؛ وهو يروي عن عامر الشعبي ، وعن مجاهد بن جبر .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref2) طبقات المدلسين لابن حجر ( 133 ) ، وتهذيب التهذيب ( 2 / 41 ) .

الأثر الثامن : عن عامر قال : يرجم ، أحصن أو لم يحصن .
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28929 ) ،
وأخرجه الخرائطي في مساويء الأخلاق ( 457 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – عن علي بن حرب ،
كلاهما ( ابن أبي شيبة ، وابن حرب ) عن وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عامر [1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftn1) به .
وهذا إسناد ضعيفٌ ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف ( 739 ) : وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة ( 2 / 119 ) : ولجابر حديث صالح ؛ وقد روى عنه : الثوري الكثير ، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري ، وحدث عنه : زهير ، وشريك ، وسفيان ، والحسن بن صالح ، وابن عيينة ، وأهل الكوفة وغيرهم ، وقد احتمله الناس ورووا عنه ، وعامة ما قذفوه : أنه كان يؤمن بالرجعة ، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا ، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه ، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار ، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق .
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك : الثوري ، والعجلي ، وابن سعد وغيرهم – [2] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftn2) ، ولم يصرح بالتحديث .
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( 47 ) من طريق عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر – يعني الشعبي – قال : يقتل ؛ أحصن أو لم يحصن .
وهذا كالذي قبله ؛ آفته جابر الجعفي ، وتقدم الكلام عنه .

______________________________ ___

[1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftnref1) وفي الحاوي للسيوطي ( 2 / 106 ) : مجاهد بدلاً عن عامر ؛ وهو يروي عن عامر الشعبي ، وعن مجاهد بن جبر ؛ والصواب : أنه عامر حيث جاء مصرحاً به في رواية الخرائطي والآجري بأنه الشعبي .

[2] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftnref2) طبقات المدلسين لابن حجر ( 133 ) ، وتهذيب التهذيب ( 2 / 41 ) .

المحرر
2008-06-20, 12:41 AM
الأثر العاشر : عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر : عليه الرجم ؛ قتلةَ قوم لوط .
رواه قتادة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر ؛ واختلف عليه :
فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( 14 / 422 / ح 28936 ) من طريق سعيد ، عن قتادة ، عن عبيد الله به .
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( 35 ) من طريق حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن خلاس ، عن عبد الله [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) بن معمر قال : اللوطي يقتل .
ولعل الصواب : رواية سعيد ؛ وذلك لأنه مقدم في الرواية عن قتادة ، ولأن مسلمًا ذكر أن حماد بن سلمة يخطئ كثيرًا في حديث قتادة [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn2) ؛ وإذا قلنا بذلك : يبقى النظر في سماع قتادة من عبيد الله .
مع ورود احتمال أن يكون قتادة قد دلٍّس في رواية سعيد ، ورواه دون تدليس في رواية حماد ؛ ويدل على هذا أن خلاسًا ممن ذكر أنه روى عن عبيد الله بخلاف قتادة [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn3) .
______________________________ ___
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) كذا في نسخة الشاملة ؛ والصواب : ما في المصنف .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 2) التمييز ( 218 ) ، وشرح العلل لابن رجب في ذكر الرواة عن قتادة ومراتبهم ( 2 / 503 ) .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 3) تاريخ دمشق ( 38 / 125 ) .

المحرر
2008-06-20, 12:44 AM
الأثر الحادي عشر : عن جابر بن زيد قال : حرمة الدبر أعظمن من حرمة كذا . قال قتادة : نحن نحمله على الرجم .
وهذا الأثر رواه قتادة ، عن جابر بن زيد ؛ ورواه عن قتادة :
1 – سعيد بن أبي عروبة : أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( 14 / 422 / ح 28937 ) ، الآجري في ذم اللواط ( 45 ) [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120454#_ftn1) .
2 – حماد بن سلمة : أخرجه الخرائطي في المساوئ ( رقم 461 ) ، والآجري في ذم اللواط ( رقم 39 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( ص 204 ) .
3 – هشام الدستوائي : أخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 204 ) .
وهذا الأثر صحيح .
_________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120454#_ftnre f1) ولفظه : عن جابر في الرجل غشيَ رحلاً في دبره ؟ قال : الدبر أعظم حرمةً من الفرج ؛ يرجم أحصن أو لم يحصن .

المحرر
2008-06-20, 12:47 AM
الأثر الثاني عشر : عن الزهري أنه قال : يرجم أحصن أم لم يحصن .
ورواه عنه :
1 – مالك بن أنس : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 49 وَ 52 ) ابن الجوزي في ذم الهوى ( 205 ) [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftn1) .
2 – صالح بن كيسان : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 41 ) .
3 – إسحاق بن عيسى : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 42 ) .
4 – يونس : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 41 ) .
وألفاظهم متقاربة ، وفي بعضها زيادة : سنةٌ ماضية .
وهذا الأثر صحيح ؛ وهو أصح ما روي عن الزهري ، وإلا فقد روي عنه معاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني ، وتأيد هذا برواية مالكٍ عنه وهو أثبت وأوثق الرواة عنه [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftn2) .
________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftnref1) وهو من طريق الدوري ، ولم يتيسر لي البحث في ذم اللواط له .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftnref2) شرح العلل لابن رجب ( 2 / 478 ) .

ابن رجب
2008-06-20, 02:24 AM
أحسنت أبا معاذ ..
أكمل نحن بالانتظار .

المحرر
2008-06-20, 05:20 AM
أحسنت أبا معاذ ..
أكمل نحن بالانتظار .


بإذن الله ،
وأنا بانتظار التعليقات والملاحظات

أسماء
2008-06-20, 05:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفعبك
واصل ... جزاك الله خير

المحرر
2008-06-20, 05:57 PM
الأثر الثالث : أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أشرف على الناس يوم الدار ، فقال : أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة : أو رجل عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 14 / 299 / ح 28484 ) وَ ( 14 / 422 / ح 28938 ) عن وكيع ، عن محمد بن قيس ، عن أبي حَصين به .
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أبا حصين فلم أعرفه .
وقد ذكر هذا الأثر ابن رجب في جامع العلوم والحكم ( 1 / 128 ) بصيغة التضعيف ( وروي ) .
وقال السيوطي في الحاوي ( 2 / 105 ) : هذا إسنادٌ صحيح ، وفي قول عثمان – رضي الله عنه – للناس : ( أما علمتم ) دليلٌ على اشتهار هذا عندهم ؛ كالثلاثة المذكورة معه .
وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية ( 4 / 243 ) : وصح عن عثمان – رضي الله تعالى عنه – وذكر القصة .

الأثر الثالث : أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أشرف على الناس يوم الدار ، فقال : أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة : أو رجل عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 14 / 299 / ح 28484 ) وَ ( 14 / 422 / ح 28938 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( 8 / 379 ) عن وكيع ، عن محمد بن قيس ، عن أبي حَصين به .
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أبا حصين فلم أعرفه .
قال أبو نعيم في الحلية ( 8 / 379 ) :غريب ؛ تفرد به وكيع ، عن محمد بن قيس – وهو الأسدي الكوفي – يجمع حديثه .
وقد ذكر هذا الأثر ابن رجب في جامع العلوم والحكم ( 1 / 128 ) بصيغة التضعيف ( وروي ) .
وقال السيوطي في الحاوي ( 2 / 105 ) : هذا إسنادٌ صحيح ، وفي قول عثمان – رضي الله عنه – للناس : ( أما علمتم ) دليلٌ على اشتهار هذا عندهم ؛ كالثلاثة المذكورة معه .
وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية ( 4 / 243 ) : وصح عن عثمان – رضي الله تعالى عنه – وذكر القصة .

المحرر
2008-06-20, 05:58 PM
الأثر الثالث عشر : عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن : عليه الرجم محصنًا كان أو غير محصن .
أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 49 ) عن عبد الله بن نافع ، عن مالك بن أنس به .
وأخرجه الآجري – أيضاً – في ذم اللواط ( 48 ) من طريق ابن لهيعة ، عن يونس أنه سأل ربيعة عن اللوطي ؟ فقال : عليه الرجم ... .
وهذا إسناد حسن ، لحال ابن نافع وابن لهيعة .

المحرر
2008-06-20, 05:59 PM
الأثر الرابع عشر : أن ابن هرمز [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftn1) كان يرى الرجم على من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط ؛ أحصن أو لم يحصن .
أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 49 ) عن عبد الله بن نافع ، عن مالك بن أنس به .
وهذا إسناد حسن ؛ لحال ابن نافع هذا [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftn2) فهو من الرواة عن مالك بن أنس إلا أنه تكلم فيه من جهة تحديثه من حفظه ، ومن جهة دخول الغلط عليه في الرواية عن مالك .
______________________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftnref1) هو : عبد الله بن يزيد بن هرمز ، وهو من فقهاء المدينة ؛ انظر ترجمته في : التاريخ الكبير ( 5 / 224 ) ، الجرح والتعديل ( 5 / 199 ) ، الثقات لابن حبان ( 7 / 12 ) ، ومشاهير علماء الأمصار ( 137 ) .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftnref2) تهذي الكمال ( 16 / 208 ) ، وتهذيب التهذيب ( 6 / 52 ) .

المحرر
2008-06-20, 06:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفعبك
واصل ... جزاك الله خير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله ، وجزاكم الله خيرا

المحرر
2008-06-22, 05:39 PM
الأثر الخامس عشر : عن سعيد بن المسيب : على اللوطي الرجم ؛ أحصن أو لم يحصن .
روى هذا الأثر عن ابن المسيب كل من :
1 – الزهري : أخرجه الخرائطي في المساوئ ( 458 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 204 ) – ، والآجري في ذم اللواط ( 50 ) .
وعند الآجري زيادة : سنة ماضية .
2 – ابن جريج : أخرجه الآجري في ذم اللوط ( 46 ) ، ولفظه : الفاعل والمفعول به بمنزلة الزنا ؛ يرجم الثيب والبكر .
وروي عنه خلاف ذلك ؛ فقد روى :
1 - يحيى بن سعيد الأنصاري : أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 13489 وَ 13490 ) ولفظه : فيه مثل حدِّ الزاني ؛ إن كان محصناً رجم .
2 ، 3 – عمرو بن سليم ، وسعيد بن خالد : أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 13490 ) مثل الذي قبله .
ولعل الراجح : أن ابن المسيب يرى قتله مطلقاً ؛ وذلك لملازمة الزهري له ست سنين [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n1) فهو من العارفين بحديثه ورأيه ، ويمكن أن يفسر رأيه الآخر بما في رواية ابن جريج أنَّ هذا بمنزلة الزنا في وجوب العقوبة والرجم إلا أنه يخالفه في رجم البكر ، ويدل على هذا : رواية ابن جريج ، وما في زيادة الآجري ( سنة ماضية ) ؛ والله أعلم .
______________________________ _____



[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref1) تهذيب التهذيب ( 9 450 ) .

المحرر
2008-06-22, 05:46 PM
فصلٌ : في ذكر الآثار الواردة عن التابعين في أن من يعمل عمل قوم لوط يعامل معاملة الزاني .
في الفصل السابق ذكرنا الآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً ، ولم نفرق بين من رأى القتل أو الرجم ؛ أما هنا فسنذكر الآثار الواردة في معاملته معاملة الزاني بالتفريق بين المحصن وغيره .
ويلاحظ عدم وجود آثار عن الصحابة في معاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني ، ولعل هذا ما جعل بعض الأئمة يسوق إجماع الصحابة على قتل من يعمل عمل قوم لوط .

الأثر الأول : عن عطاء بن أبي رباح قال : حدُّ اللوطي حدُّ الزاني .
أخرجه الطحاوي في المشكل ( 9 / 448 ) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 233 ) من طريق عبد الله بن الوليد ،
وأخرجه الخرائطي في المساوئ ( 459 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 204 ) [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn1) من طريق سفيان ،
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( ح 38 ) من طريق حماد ،
كلهم ( ابن مهدي ، وابن الوليد ، وسفيان ، وحماد ) عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء به .
كما رواه ابن جريج ، عن عطاء ؛ واختلف عليه :
فرواه روح بن عبادة ، عن ابن جريج به : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 40 ) ولفظه : أن ابن جريجٍ قال : قلت : لعطاء : تأتي البينة على رجلٍ أنه صنع برجلٍ ؟ قال : يرجم إن كان ثيباً ، ويجلد وينفى إن كان بكراً .
وروه يحيى بن أيوب ، عن ابن جريج به : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 46 ) ولفظه : أن عطاءً قال : الفاعل والمفعول بمنزلة الزنا ؛ يرجم الثيب والبكر .
ولا شكَّ أن رواية روح بن عبادة هي الوجه الراجح ؛ فهو ثقة ، وقد كان يخصه ابن جريج بشيءٍ من الحديث كل يوم [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn2) ، وفي المقابل يحيى بن أيوب الغافقي متكلم فيه وقد روى مناكير عن ابن جريج [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn3) ؛ كما أنَّ رواية روح توافق رواية الجماعة ؛ ثم إنَّ في معنى الأثر إشكال كبير فكيف يكون بمنزلة الزنا ويرجم البكر ؟! [4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn4)
وهذا الأثر صحيح الإسناد إلى عطاء .
__________________________

[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f1) وروايته من طريق الدوري ، ولم يتيسر لي الاطلاع على روايته في ذم اللواط ؛ فلينظر .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f2) تهذيب التهذيب ( 3 / 295 ) .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f3) تهذيب التهذيب ( 11 / 187 ) .

[4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f4) إلا أن يكون هناك سقط في النسخة ؛ فليحرر .

المحرر
2008-06-22, 05:52 PM
الأثر الثاني : الحسن البصري قال : حدُّ اللوطي حدُّ الزاني .
ورواه عنه كل من :
1 – قتادة : أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28932 ) عن يزيد ، أخبرني سعيد ، عن قتادة به .
2 – هشام : أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28931 ) عن يزيد بن هارون ، عن هشام به .
وقد اختلف عليه :
فرواه معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن الحسن : أخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 204 ) .
ورواه مسلم بن إبراهيم ، عن هشام ، عن قتادة ، عن الحسن به : أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 233 ) .
ولعل رواية هشام عن الحسن خطأ [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn1) ، وذلك لأن مسلم بن إبراهيم ثقة حافظ ،و قد أثني على حفظه وروايته لحديث هشام [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn2) وتأيد ذلك برواية ابن هشام الدستوائي – وإن تكلم فيه – ، وخاصةً أنَّ هشاماً لم يذكر في شيوخه الحسن البصري .
3 – إبراهيم [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn3) وخالد [4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn4) : أخرجه الطحاوي في المشكل ( 9 / 448 ) : من طريق سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم وخالد به .
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( 38 ) من طريق ابن المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن خالد الحذاء به .
وهذا خبر صحيح عن الحسن البصري .
_______________________


[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref1) يحتمل بسبب سوء النسخ الخطية ، مع أني نقلت من أحد الطبعات الجيدة للمصنف ، والتي هي بتحقيق محمد عوامة .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref2) تهذيب التهذيب ( 10 / 123 ) .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref3) لم أعرفه .

[4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref4) لعله : خالد الحذاء ؛ كما في رواية الآجري .

المحرر
2008-06-24, 06:18 PM
الأثر الثالث : عن الزهري أنه قال : يرجم اللوطي إذا كان محصناً ، وإن كان بكراً جلد مائة .
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28934 ) من طريق ابن أبي ذئب ،
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 13485 ) عن معمر به ، وزاد بالنسبة للبكر : ويغلظ عليه العقوبة في الحبس والنفي .
وهذا الأثر وإن كان إسناده صحيحاً ، إلا أنه سبق ذكر قول الزهري في الأثر الثاني عشر من القائلين بقتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً ؛ ولعل قتله هو الراجح عن الزهري .

المحرر
2008-06-24, 06:20 PM
الأثر الرابع : عن إبراهيم النخعي أنه قال : حدُّ اللوطي حد الزاني ؛ إن كان محصنًا رجم وإلا جُلِدَ .
ورواه عنه كل من :
1 – حماد بن أبي سليمان : أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28930 ) من طريق مغيرة ،
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ( 13487 ) ، والخرائطي في المساوئ ( 459 ) [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftn1) ، والآجري في ذم اللواط ( ح 38 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 204 ) من طرق عن سفيان الثوري ،
كلاهما ( مغيرة ، والثوري ) ، عن حماد به بألفاظ متقاربة بإضافة ما في آخر الأثر وحذفه .
2 – أبو معشر زياد بن كليب : أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( 14 / 421 / ح 28932 ) من طريق قتادة به .
3 – منصور بن المعتمر : أخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 204 ) من طريق محمد بن بشر ، عن سفيان ، عن منصور به .
وهذا الأثر صحيح عن إبراهيم النخعي ؛ وإن كان لا بدَّ من الترجيح بين الرواة عن الثوري ؛ فرواية ابن المبارك ، وعبيد الله بن موسى ، وعبد الرزاق ، عن سفيان ، عن حماد به أقوى من رواية محمد بن بشر ، ومحمد – وإن كان ثقةً – إلا أنَّ ابن المبارك ومن معه أكثر عدداً ومقدمين في الرواية عن سفيان على غيرهم [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftn2) .
وهذه الرواية أصحُّ ما روي عن النخعي ؛ كما تقدم ذكر ذلك عن ابن عبد البر في الاستذكار ( 7 / 493 ط . دار الكتب العلمية ) حيث قال : ... إلا إبراهيم النخعي ، فروي عنه ثلاث روايات ؛ أحدها : هذه – أي : حد الزاني ؛
والثانية : أنه يرجم على كل حال ، وقال : ولو كان أحد يرجم مرتين رجم هذا ؛
والثالثة : أنه يضرب دون الحد ... وأصح الروايات فيه عن إبراهيم أنه كالزاني اهـ .
______________________________ _

[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftnref1) من طريق الدوري ، ولم يتيسر لي الاطلاع على روايته في ذم اللواط ؛ فلينظر .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftnref2) شرح العلل ( 2 / 538 ) .

المحرر
2008-06-24, 06:23 PM
الأثر الخامس : سعيد بن المسيب : فيه مثل حدِّ الزاني ؛ إن كان محصنًا رجم .
وقد تقدم الكلام عليه في الأثر الخامس عشر في الآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط ، وترجيح أنًَّ الثابت عن ابن المسيب هو رجمه مطلقاً .

المحرر
2008-06-24, 06:24 PM
الأثر السادس : عن ابن جريج في الذي يعمل عمل قوم لوط ، قال : يرجم إن كان محصنًا ، ويجلد وينفى إن كان بكرًا .
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 13484 ) عن ابن جريج به .
وهذا إسنادٌ صحيح .

المحرر
2008-06-24, 06:25 PM
الأثر السابع : عن قتادة أنه قال : يرجم إن كان محصنًا ، وإن كان بكراً جُلِدَ مائةً .
أخرجه عبد الرزاق ( 13486 ) عن معمر ، عن قتادة به .
وهذا إسناد صحيح .

المحرر
2008-06-25, 06:41 PM
فصلٌ : في ذكر الآثار الواردة عن التابعين في أن من يعمل عمل قوم لوط يعزر .

الأثر الأول : عن إبراهيم النخعي في اللوطي : يضرب دون الحد .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 14 / 422 / ح 28935 ) : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم به .
وهذا إسناد صحيح ، إلا أنه يشكل عليه الرواية المتقدمة من معاملته معاملة الزاني ، ولكثرة الرواة عنه في معاملته معاملة الزاني سواء بسواء قلت – كما قال ابن عبد البر في الاستذكار – أنها أصح الروايات عنه ؛ والله أعلم .

المحرر
2008-06-25, 06:42 PM
الأثر الثاني : عن الحكم بن عتيبة في اللوطي : يضرب دون الحد .
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 422 / ح 28935 ) عن وكيع ، عن سفيان ، عن الشيباني ، عن الحكم به .
وهذا إسناد صحيح .

المحرر
2008-06-25, 06:43 PM
أول من اتهم بعمل عمل قوم لوط في الإسلام


أخرج معمر في جامعه ( 11 / 243 ) – ومن طريقه عبد الرزاق في المصنف ، والحراني في الأوائل ( ص 132 ) ، والبيهقي في الشعب ( 4 / 358 ) – عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : أول من اتهم بالأمر القبيح – يعني : عمل قوم لوط – على عهد عمر – رضي الله عنه – فأمرَ عمر شبابَ قريش أن لا يجالسوه .
وهذا إسناد صحيح ؛ وهو يؤكد ضعف قصة جمع أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – للصحابة وإجماعهم على رجم من يعمل عمل قوم لوط ؛ والله أعلم .

المحرر
2008-06-26, 03:22 PM
فصلٌ : في ذكر الآثار الواردة عن التابعين في أن من يعمل عمل قوم لوط يعامل معاملة الزاني .


في الفصل السابق ذكرنا الآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً ، ولم نفرق بين من رأى القتل أو الرجم ؛ أما هنا فسنذكر الآثار الواردة في معاملته معاملة الزاني بالتفريق بين المحصن وغيره .
ويلاحظ عدم وجود آثار عن الصحابة في معاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني ، ولعل هذا ما جعل بعض الأئمة يسوق إجماع الصحابة على قتل من يعمل عمل قوم لوط .

وهذا كلام غير صحيح ؛ مع أني في أوراقي المتناثرة كنت قد وضعت أثراً لقصة عثمان مع علي ... وقصة ابن الزبير ... على أن أقوم بتخريجها مع الآثار الواردة في معاملة اللوطي معاملة الزاني ، ولم أتذكرها حتى وجدتها البارحة !

الأثر الأول : أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أُتِيَ برجل قد فَجَرَ بغلامٍ من قريش – معروف النسب – ، فقال عثمان : ويحكم ! أين الشهود ؟ أُحُصِنَ ؟ . قالوا : قد تزوَّجَ بامرأةٍ ولم يدخل بها بعدُ . فقال عليٌّ لعثمان – رضي الله عنه – : لو دَخَلَ بها لَحَلَّ عليه الرجم ، فأما إذ لم يدخل بأهله فاجلده الحد . فقال أبو أيوب : أشهد أني سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول الذي ذكر أبو الحسن ؛ فأمر به عثمان – رضي الله عنه – فَجُلِدَ مائة .
أخرجه الطبراني في الكبير ( 4 / 132 ) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ، عن محفوظ بن نصر الهمداني ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ( الجعفي ) قال : سمعتُ سالمَ بن عبد الله ، وأَبَانَ بن حسن ، ( وزيد بن الحسن ) [1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=121212#_ftn1) يذكرون أنَّ عثمان به .
وهذا إسناد ضعيفٌ جدًا ؛ بل باطل !
فعمرو بن شمر ، وجابر الجعفي متهمان ، وقد تركهما بعض الأئمة ، ولا يجتمعان في إسناد على خير ! فهما رافضيان وقد رويا فضيلةً لعلي عندما وافق حكمه حكم النبي – صلى الله عليه وسلم – مع أنه لم يكن يعلم بذلك حتى أخبرهم أبو أيوب الأنصاري !
قال الهيثمي في المجمع ( 6 / 272 ) : رواه الطبراني ؛ وفيه جابر الجعفي وقد صرَّح بالسماع ، وفيه من لم أعرفه .
___________________
[1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=121212#_ftnref1) استدركته من نصب الرابة ( 3 / 345 ) .

المحرر
2008-06-26, 03:30 PM
الأثر الثاني : قال عطاء : شهدت ابن الزبير أُتِيَ بسبعة أخذوا في اللواط ؛ أربعة منهم قد أحصنوا وثلاثة لم يحصنوا ، فأمر بالأربعة فأخرجوا من المسجد الحرام فرجموا بالحجارة ، وأمر بالثلاثة فضربوا الحد ، وفي المسجد ابن عمر وابن عباس .
ذكره ابن القيم في روضة المحبين ( ص 364 ) ، ولم أجده مسندًا .



[ كأني أذكر أنه مرَّ عليَّ مسنداً ، وعندما بحثت عنه اليوم لم أجده ؛ فنظرة إلى ميسرة ] .

المحرر
2008-06-26, 11:16 PM
الأثر الثاني : قال عطاء : شهدت ابن الزبير أُتِيَ بسبعة أخذوا في اللواط ؛ أربعة منهم قد أحصنوا وثلاثة لم يحصنوا ، فأمر بالأربعة فأخرجوا من المسجد الحرام فرجموا بالحجارة ، وأمر بالثلاثة فضربوا الحد ، وفي المسجد ابن عمر وابن عباس .
ذكره ابن القيم في روضة المحبين ( ص 364 ) ، ولم أجده مسندًا .




[ كأني أذكر أنه مرَّ عليَّ مسنداً ، وعندما بحثت عنه اليوم لم أجده ؛ فنظرة إلى ميسرة ] .


الأثر الثاني : قال عطاء : شهدت ابن الزبير أُتِيَ بسبعة أخذوا في اللواط ؛ أربعة منهم قد أحصنوا وثلاثة لم يحصنوا ، فأمر بالأربعة فأخرجوا من المسجد الحرام فرجموا بالحجارة ، وأمر بالثلاثة فضربوا الحد ، وفي المسجد ابن عمر وابن عباس .
أخرجه الآجري في ذم اللواط ( ح 34 ) ، والخرائطي في المساوئ ( ح 452 / ص 206 ) ، والبيهقي في الكبرى ( 16807 ) من طريق العباس بن محمد الدوري ، ثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا اليمان بن المغيرة ، عن عطاء بن رباح به .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ لحال اليمان بن المغيرة فقد قال عنه ابن حبان في المجروحين ( 3 / 143 ) : منكر الحديث جدًا ، يروي عن عطاء أشياء لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها ، فلما كَثُرَ ذلك في روايته استحق الترك .
فلذا قال الذهبي في اختصار السنن الكبير ( 7 / 3369 ) : يمان لين .

المحرر
2008-06-28, 06:08 PM
الأثر السادس عشر : سليمان بن حبيب [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n1) : عليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط .
أخرجه محمد بن خلف بن حيان في أخبار القضاة ( 3 / 210 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( 11 / 473 ) [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n2) من طريق القاسم بن هاشم ، عن أبي اليمان [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n3) ، عن صفوان بن عمرو قال : كتب عبد الملك بن مروان إلى سليمان بن حبيب – قاضي حمص – يسأله كم عقوبة اللوطي ؟ فكتب إليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط ، قال الله – تعالى – : " وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل " ، فقبل عبد الملك ذلك منه ، وحسَّنَ رأيه .
وهذا إسناد حسن ، رجاله ثقات إلا القاسم بن هاشم فإنه صدوق – كما قال ذلك الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 429 – .
_____________________


[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref1) هو من الطبقة الوسطى من التابعين ، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ( 4 / 178 ) .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref2) من طريق ابن أبي الدنيا ، ولم أعثر عليه في المطبوع من كتبه .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref3) اسمه : الحكم بن نافع .

المحرر
2008-06-28, 06:09 PM
الأثر السابع عشر : فنادى مناديهم : اقتلوا اللوطي قتلة قوم لوط .
أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه ( 1 / 364 ) – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 33 / 268 ) – عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن عبد الله بن واقد الجرمي – وكان قد شهد قتل الوليد – قال : دخلوا على الوليد – وقد ظاهر بين درعين ، وبيده السيف صلتاً – فأحجموا عنه ، فنادى مناديهم : اقتلوا اللوطي قتلةَ قومِ لوط ؛ فقتله .

المحرر
2008-06-28, 06:11 PM
الأثر السادس عشر : سليمان بن حبيب [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n1) : عليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط .
أخرجه محمد بن خلف بن حيان في أخبار القضاة ( 3 / 210 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( 11 / 473 ) [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n2) من طريق القاسم بن هاشم ، عن أبي اليمان [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n3) ، عن صفوان بن عمرو قال : كتب عبد الملك بن مروان إلى سليمان بن حبيب – قاضي حمص – يسأله كم عقوبة اللوطي ؟ فكتب إليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط ، قال الله – تعالى – : " وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل " ، فقبل عبد الملك ذلك منه ، وحسَّنَ رأيه .
وهذا إسناد حسن ، رجاله ثقات إلا القاسم بن هاشم فإنه صدوق – كما قال ذلك الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 429 – .
_____________________


[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref1) هو من الطبقة الوسطى من التابعين ، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ( 4 / 178 ) .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref2) من طريق ابن أبي الدنيا ، ولم أعثر عليه في المطبوع من كتبه .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref3) اسمه : الحكم بن نافع .


الأثر السابع عشر : فنادى مناديهم : اقتلوا اللوطي قتلة قوم لوط .
أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه ( 1 / 364 ) – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 33 / 268 ) – عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن عبد الله بن واقد الجرمي – وكان قد شهد قتل الوليد – قال : دخلوا على الوليد – وقد ظاهر بين درعين ، وبيده السيف صلتاً – فأحجموا عنه ، فنادى مناديهم : اقتلوا اللوطي قتلةَ قومِ لوط ؛ فقتله .


هذين الأثرين يضافان للآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً .

سهيل الشامي
2008-07-15, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
واصل لاشلت يمينك ابا معاذ

المحرر
2008-07-15, 11:41 PM
أيها الإخوة الفضلاء :
بارك الله فيكم ، وأشكر لكم تشجيعكم ... وأنا منشغل بأمور أخرى هذه الفترة ، وسأكمل بعد حين - إن شاء الله - .

ابن رجب
2008-07-19, 01:18 AM
موفق ..

سهيل الشامي
2008-10-23, 09:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
واصل لاشلت يمينك ابا معاذ
نعم واصل

المحرر
2008-11-24, 12:46 AM
نعم واصل

أبشر ..

المحرر
2008-11-24, 12:50 AM
فصلٌ : في تسمية مَنْ يعملُ عَمَلَ قوم لوط زانيًا .

أخرج الآجري في ذم اللواط ( رقم 17 ) ، والبيهقي في السنن الكبير ( 8 / 233 ) وفي شعب الإيمان ( 4 / 375 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن ، عن خالد الحذاء ، عن ابن سيرين ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " إذا أتى الرجلُ الرجلَ فهما زانيان ، وإذا أتت المرأةُ المرأةَ فهما زانيتان " .
قال البيهقي في السنن الكبير بعد روايته لهذا الحديث : ومحمد بن عبد الرحمن هذا لا أعرفه ، وهو منكر بهذا الإسناد .
وقال الذهبي في المغني في الضعفاء ( 2 / 607 ) وميزان الاعتدال ( 6 / 234 ) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بعد أنْ ذكرَ الحديث : قال الأزدي : لا يصح حديثه .
ورواه الآجري في ذم اللواط ( برقم 16 ) ، والطبراني في الأوسط ( 3 / 153 يراجع ) والخطيب في تالي تلخيص المتشابه ( 2 / 449 ) – وذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 2 / 81 ) ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ( 1 / 342 ) ، ورواه الأزدي والطبراني في معجمه الكبير [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn1) قاله ابن الملقن في البدر المنير 8 / 606 – كلاهما من طريق أبي داود الطيالسي [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn2) ، عن بشر بن المفضل البجلي ، ( عن أبيه ) [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn3) ، عن خالد الحذاء ، عن أنس بن سيرين ، عن أبي يحيى [4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn4) ( المعرقب ) [5] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn5) ، عن أبي موسى – رضي الله عنه – مرفوعًا [6] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn6) ، ولفظ رواية الخطيب : " لا تُباشر المرأة المرأةَ إلا وهما زانيتان ، ولا يُباشر الرجلُ الرجلَ إلا وهما زانيان " .
وقال الطبراني في الأوسط : لا يروى هذا الحديث عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو داود ، وأبو يحيى الذي روى عنه أنس بن سيرين – في هذا الحديث – هو : معبد بن سيرين .
قال الأزدي : بشر هذا مجهول .
وقال الهيثمي في المجمع ( 8 / 191 ) : رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين ، وبقية رجاله ثقات .
وضعفه الألباني في الإرواء ( 8 / 20 ) .
______________________________ _____

[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f1) لم أعثر عليه في المعجم الكبير ؛ فلينظر .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f2) ولم أجده في مسنده المطبوع بتحقيق محمد التركي ؛ وساق إسناده ابن القيم في روضة المحبين ( 370 ) .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f3) زيادة من تالي التلخيص ، وتاريخ البخاري .

[4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f4) وفي تاريخ البخاري : أبي عثمان .

[5] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f5) زيادة من ذم اللواط للآجري .

[6] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f6) مقتصرًا على الشطر الأول من اللفظ السابق في رواية الآجري .

المحرر
2008-11-24, 12:52 AM
فصلٌ منه :
قال أبو يعلى [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163365&posted=1#_ftn1) : حدثنا أبو همام ، حدثني بقية بن الوليد ، عثمان بن عبد الرحمن القرشي ، حدثني عتبة بن سعيد ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " سحاق النساء بينهن زنا " .
قال البوصيري : هذا إسناد ضعيف .
_____________________



[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163365&posted=1#_ftnref1) لم أجده في المطبوع من مسنده ، ونقلته من إتحاف الخيرة المهرة ( 4 / 260 ) .

المحرر
2008-11-24, 12:54 AM
المبحث الثاني : الأحاديث والآثار الواردة في ذَمِّ عمل قوم لوط والتنفير منه .


فصلٌ : في لعن من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط .
ورد اللعن لمن عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط في حديث ابن عباس ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي سعيد الخدري ، وعطاء الخراساني .

فأما حديث ابن عباس : فقد رواه عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس .
ورواه عن عمرو كل من :
1 – زهير بن محمد التميمي : أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 5 / 26 ) ، وأبو يعلى ( 2539 ) ، وابن حبان ( 4417 ) ، والحاكم ( 4 / 396 / ح 8052 ) من طرق عن زهير .
2 – محمد بن إسحاق [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn1) : أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 3 / 367 ) وَ ( 5 / 83 / ح 2914 ) ، وابن عدي في الكامل ( 5 / 116 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( 9 / 232 ) ، والأصبهاني في مجلس من إملاء الدقاق ( 476 ) ، والذهبي في الدينار من حديث المشايخ الكبار ( 20 ) .
3 – عبد الرحمن بن أبي الزناد : أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 5 / 83 / ح 2913 ) .
4 – سليمان بن بلال : أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 5 / 84 / 2915 ) ، وعبد بن حميد ( 589 ) .
5 – عبد العزيز بن محمد الدراوردي : أخرجه النسائي في الكبرى ( 7337 ) [2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn2) ، والطبراني في الكبير ( 11546 ) ، والحاكم ( 4 / 396 / ح 8052 ) ، والبيهقي في السنن الكبير ( 8 / 231 / ح 16794 ) ، وفي الشعب ( 5373 ) ، والآجري في ذم اللواط ( ح 14 ، 15 ) .
6 – سعيد بن سلمة : أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق ( ح 443 ) واقتصر على لعن من وقع على بهيمة ، ومَنْ عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط .
وإسناد هذا الحديث ضعيف ، وذلك لما يلي :
1 – ما تقدم من حال عمرو بن أبي عمرو ، فليس بالقوي ، فكيف وقد تفرد بهذا عن مثل عكرمة ، وقد احتفت قرائن أخرى تدل على عدم ضبطه ؟!
2 – اضطرابه في الرواية عن عكرمة ؛ كما تقدم بيانه في حديث : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط " .
3 – أنَّ عمرو بن أبي عمرو لم يثبت سماعه من عكرمة ؛ كما يفهم هذا من تعليل البخاري الذي نقله الترمذي في العلل الكبير ( 2 / 622 ) عندما قال : عمرو بن أبي عمرو صدوق ، ولكن روى عن عكرمة مناكير ، ولم يذكر في شيءٍ من ذلك أنه سمع عن عكرمة .
3 – قد ثبت كما في حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – الذي أخرجه مسلم ( 1978 ) أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " لعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من سرق منار الأرض ، ولعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من آوى محدثاً " ، وفي لفظ عند مسلم : " لعن الله من لعن والده " .
وهذه المذكورات في حديث ابن عباس مع وجود الاضطراب في ذكرها فيه ؛ بينما ثبت في صحيح مسلم الاقتصار على هذه الأربع دون لعن مَنْ عَمِِلَ عَمَلَ قوم لوط .
وقد صحح حديث ابن عباسٍ هذا الشيخُ الألباني – رحمه الله – في الترغيب والترهيب ( 2421 ) .

وأما حديث أبي هريرة : فقد رواه عنه الأعرج ، وأبو صالح .
أما رواية الأعرج : فقد رواها عنه هارون التيمي : أخرجه الحاكم في المستدرك ( 4 / 396 / ح 8053 ) وفيه : لعن من عمل عَمَلَ قوم لوط وغيره .
وإسناد هذا الحديث ضعيف جدًا ، وذلك لأن فيه هارون بن هارون التيمي وهو متكلم فيه ، ونقل الذهبي في الكاشف ( 5924 ) : اتفاق العلماء على تضعيفه ، ولهذا تعقب الذهبي في اختصاره الحاكم حيث قال : هارون بن هارون التيمي ضعفوه [3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn3) .
وقد تابع محررٌ أخاه هارون في هذا الحديث ، أخرجها الطبراني في الأوسط ( 8497 ) ، وابن عدي في الكامل ( 6 / 442 ) ، والخرائطي في المساويء ( ح 438 ) من طريق أبي مصعب الزهري ، والبيهقي في الشعب ( 5472 ) [4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn4) من طريق الحكم بن حبيب بن مهران ، وابن عدي في الكامل ( 6 / 442 ) من طريق عبد الله بن عمر بن الرماح كلهم عن محرر .
وقد اختلف على محرر فرواه عبد الله بن وهب – كما في المساويء ( ح 78 ) – بلفظ : " ملعون من لعن والديه " ، وفي رواية ( ح 679 ) : " لعن الله من غير تخوم الأرض " .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ بل منكر ! ومحرر هذا أشد ضعفاً من أخيه ؛ بل منكر الحديث وخاصة فيما يرويه عن الأعرج [5] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn5) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 6 / 419 ) : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محرز بن هارون ، ويقال : محرر ، وقد ضعفه الجمهور ، وحسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله رجال الصحيح .
وقال المنذري في الترغيب والترهيب ( 2420 ) : رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال الصحيح إلا محرز بن هارون التيمي ، ويقال فيه : محرر بالإهمال . ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر ، وقال : صحيح الإسناد . قال الحافظ : كلاهما واه ؛ لكن محرز قد حسن له الترمذي ، ومشاه بعضهم ، وهو أصلح حالا من أخيه هارون . [6] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn6) والله أعلم .
وقال الألباني : صحيح لغيره .
أما رواية أبي صالح : فقد أخرجها الخطيب البغدادي في تاريخه ( 4 / 329 ) من طريق الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة بنحوه وفيه لعن من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط . وقال : لا يثبت هذا الحديث بهذا الإسناد ، والحمل فيه على الخلال ، فإن كل من عداه من المذكورين في إسناده ثقة .

وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : فقد أخرج الحارث بن أسامة – كما في زوائد الهيثمي ( 516 ) – قال حدثنا الخليل بن زكريا ، ثنا المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن ثلاث مرات ، ملعون ملعون ملعون من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط .
وهذا إسناد ضعيف جداً لحال الخليل بن زكريا – انظر التهذيب ( ، والمثنى بن الصباح – انظر التهذيب ( 10 / 32 ) – .

وأما حديث أبي سعيد الخدري : أخرجها ابن عدي في الكامل ( 3 / 154 ت غزاوي ) من طريق رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد : لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الفاعل والمفعول به ، وقال : " أنا منهما بريء " .
وإسناد هذا الحديث ضعيف جدًا ؛ وقد اجتمع فيه مجموعة من الضعفاء ؛ كرشدين بن سعد ، ودراج وخاصة في روايته عن أبي الهيثم .

وأما حديث عطاء الخراساني : فقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه ( 13494 ) عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني مرفوعاً بنحوه ، وعطاء من صغار التابعين .
_______________________



[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref1) وقد اختلف على محمد بن إسحاق ، فرواه أبو شهاب – كما عند الخرائطي في المساويء ( ح 75 ) – بلفظ : " ملعون من سب أباه ، ملعون من سب أمه " فقط .

[2] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref2) اقتصر النسائي في روايته على لعن من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط ، وقال بعد روايته للحديث : عمرو ليس بالقوي ، تابعه خالد بن مخلد ، عن سليمان بن بلال ، عن عمرو .

[3] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref3) وانظر ترجمته في التهذيب ( 11 / 15 ) .

[4] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref4) وقد وقع في الشعب ( محرز ) بالمعجمة ، وهو كذلك في بعض كتب التراجم .

[5] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref5) انظر ترجمته في التهذيب ( 10 / 50 ) .

[6] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref6) وكون محرر أصلح حالاً من أخيه هارون فيه نظر ظاهر لكل من رجع لترجمتيهما في التهذيب وغيره .

المحرر
2008-11-24, 12:56 AM
فصلٌ : في الأحاديث الواردة في عدم قبول شهادة أن لا إله إلا الله ممن يعمل عمل قوم لوط .

أولًا : حديث أبي هريرة مرفوعًا : أخرجه الطبراني في الأوسط ( 3 / 266 ) من طريق عمر بن راشد ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " ثلاثة لا تقبل لهم شهادة أن لا إله إلا الله : الراكب والمركوب ، والراكبة والمركوبة ، والإمام الجائر " .
وقال الطبراني بعد أن روى الحديث : لم يرو هذا الحديث عن ابن حرملة إلا عمر بن راشد ، ولا عن عمر إلا صالح بن أبي صالح ، تفرد به عطاء .
وقال الهيثمي في المجمع ( 6 / 419 ) : وفيه عمر بن راشد المدني الحارثي وهو كذاب .
وقال المنذري في الترغيب ( 3 / 198 ) : حديث غريب جدًا .
وقد حكم عليه بالوضع الألباني – رحمه الله – في السلسلة الضعيفة ( برقم 5363 ) .

ثانيًا : حديث عائشة مرفوعًا : أخرجه ابن حبان في المجروحين ( 2 / 94 ) من طريق عمر بن راشد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " ثلاثة لا يقبل الله منهم شهادة أن لا إله إلا الله : الراكب والمركوب ، والراكبة والمركوبة ، والإمام الجائر " .
وإسناد هذا الحديث ضعيف جدًا إن لم يكن موضوعًا ؛ فعمر بن راشد هذا قال عنه ابن حبان في المجروحين ( 2 / 93 ) : يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات ، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ؛ فكيف الرواية عنه ؟!
وقد تفرد بهذا الحديث عن هشام بن عروة ، فأين تلاميذه والرواة عنه ؟! كيف وقد جعله مرةً من مسند أبي هريرة ومرةً من مسند عائشة !!

المحرر
2008-11-24, 12:57 AM
فصلٌ : في خوف النبي – صلى الله عليه وسلم – من عمل أمته عَمَلَ قوم لوط .

ولفظه : " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " .
هذا الحديث رواه بلفظه ومعناه جابر بن عبد الله ، وعائشة ، وابن عباس .
أما حديث جابر بن عبد الله : فأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 23 / 317 / ح 15093 ) ، والترمذي في سننه ( 1457 ) ، وابن ماجه ( 2563 ) ، ، وأبو يعلى في مسنده ( 2128 ) ، وابن حبان في المجروحين ( 2 / 4 ) ، والآجري في ذم اللواط ( برقم 12 ، 13 ) ، والحاكم في المستدرك ( 4/ 397 / ح 8057 ) ، والبيهقي في الشعب ( 4 / 354 ) ، والهروي في فوائده ( 1 / 51 يراجع ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 198 ) ، والمزي في تهذيب الكمال ( 23 / 395 ) ، وأبو مسلم الليثي – كما ساق إسناده ابن القيم في روضة المحبين 369 – [1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163370&posted=1#_ftn1) كلهم من طريق القاسم بن عبد الواحد المكي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابرًا يقول : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " .
وهذا إسناد ضعيف ، فالقاسم مقبول – كما قال ابن حجر في التقريب – وقد وثق ، وقال عنه ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ( ص 148 ) : وكان يهم في الشيء بعد الشيء . كما أنَّ ابن عقيل ضعيف وقد تفردا بشيء يخافه النبي – صلى الله علي وسلم – على أمته مما تتوافر الدواعي لنقله وتحذير الناس منه .
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من هذا الوجه عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ، عن جابر .
وقال الحاكم : صحيح الإسناد .
وقال ابن القيسراني في معرفة النذكرة ( 120 ) : فيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، وهو ضعيف .
وحسنه ابن مفلح في الآداب الشرعية ( 3 / 292 ) .
وحسن إسناده السيوطي في الجامع ، وقال المناوي في فيض القدير ( 2 / 420 ) : وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل احتجَّ به أحمد ، وقال ابن خزيمة : لا يحتج به ، وليَّنَهُ أبو حاتم .
وللحديث لفظ آخر بزيادةٍ في آخره : أخرجها الخطيب في الرحلة في طلب الحديث ( 113 ، 118 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 197 ) / والقيسي في مجلس في حديث جابر ( 40 ) عن مقاتل بن حيان ، عن أبي الجارود العبسي ، عن جابر مرفوعًا بلفظ : " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي

وأما حديث عائشة : فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 13493 ) عن إبراهيم بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أنها رأت النبي – صلى الله عليه وسلم – حزيناً . فقالت : يا رسول الله ، وما الذي يحزنك ؟ قال : " شيءٌ تخوفت على أمتي أن يعملوا بعدي بعمل قوم لوط " .
وهذا إسناد باطل ، آفته إبراهيم بن محمد الأسلمي مولاهم فهو متروك الحديث وكذبه بعضهم – انظر ترجمته في التهذيب ( 1 / 137 ) – ؛ لذا قال الدارقطني في العلل ( 14 / ) الصواب : حديث جابر .
وقال ابن حجر في اللسان ( 1 / 56 ) : وروى إبراهيم بن رستم ، عن همام ، عن الهيثم ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مهم . قلت : يا رسول الله ما همك ؟! قال : " أخاف أن يكون في أمتي من يعمل عمل قوم لوط " وقعَ خطأ إبراهيم في سنده ومتنه جميعًا ، رواه الثقات الأثبات عن الهمام ، عن القاسم بن عبد الواحد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر - رضي الله عنه - رفعه : " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " وقال أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين : أخطأ فيه إبراهيم بن رستم .

وأما حديث ابن عباس : أخرجه ابن عدي في الكامل ( 2 / 173 ) من طريق الجارود بن يزيد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي لفعل قوم لوط ، ألا فلترتقب أمتي إذا فعلوا ذلك العذاب نكاحاً الرجال بالرجال والنساء بالنساء " .
وهذا الإسناد ضعيف جدًا ، وآفته الجارود هذا فهو يروي المناكير ، وقد تركه الأئمة ، وقال عنه ابن عدي : فالجارود بَيِّنُ الأمر في الضعف .
________________



[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163370&posted=1#_ftnref1) وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ؛ كما في الدر المتثور ( 3 / 497 ) .

أبو رقية الذهبي
2008-11-24, 07:50 AM
للمتابعة؛ وبارك الله فيكم، ونفع بعلمكم

محمديامين منيرأحمدالقاسمي
2008-11-28, 08:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك دلني علي أحوال عبدالله بن مسافع الحجبي العبدري المكي
وخاصة بين لي هل هو ثقةأم صدوق أم مقبول
شكرا
محمد يامين منير أحمد القاسمي

المحرر
2008-11-28, 11:33 PM
للمتابعة؛ وبارك الله فيكم، ونفع بعلمكم


وفيك بارك الله ، ونفع بك

المحرر
2008-11-28, 11:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك دلني علي أحوال عبدالله بن مسافع الحجبي العبدري المكي
وخاصة بين لي هل هو ثقةأم صدوق أم مقبول
شكرا
محمد يامين منير أحمد القاسمي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أخي الفاضل :
ليس هذا موضعُ هذا السؤال ؛ فليتك تفرد سؤالك بموضوع خاص .
حفظك الله .

المحرر
2008-12-12, 10:19 PM
الأثر الرابع : عن علي – رضي الله عنه – أنه قال : سيكون في آخر الزمان أقوامٌ لهم أرحام منكوسة ، يُنْكَحون كما تُنْكَحُ النساء ، فمن أدركهم فليقتل الفاعل والمفعول به .
علقه البخاري في التاريخ الكبير ( 3 / 333 ) ، وابن أبي حاتم في العلل ( 4 / 186 / رقم 1352 ) .

أخرجه أبو محمد الدوري في ذم اللواط ( ق 159 / 2 ) – كما أفاد الألباني في الإرواء 8 / 18 – ومن طريقه الخطيب في المؤتنف ( ق 83 أ ) – أفادني بصورة من هذه الصفحة أحد المشايخ – من طريق عباس بن يزيد ، أخبرنا عيسى بن شعيب ، حدثنا رباب [1] (http://www.cip.gov.sa/vb/newreply.php?do=newreply&p=21256#_ftn1) الدارمي ، عن عبد الله ( بن سيابة ) ، عن علي مرفوعًا به .
وأخرجه الخطيب – أيضًا – في المؤتنف ( ق 83 أ ) من طريق الحسن بن حمدان بن داود ، أخبرنا العباس بن يزيد ، حدثنا عيسى بن شعيب ، حدثنا دارم الرام ( كذا ) ، عن عبد الله بن سيابة ، عن علي مرفوعًا به .
وعيسى بن شعيب : قال عنه البخاري : بصري صدوق ، وقال ابن حبان في المجروحين ( 2 / 120 ) : كان ممن يخطىء حتى فحش خطؤه فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك ، ثم روى له حديثًا مما استنكره عليه ، وقد رَدَّ ابن حجر على ابن حبان في هذا فقال في التهذيب ( 8 / 191 ) : وشيخه ضعيف مجهول ، وليس إلصاق الوهن به بأولى من إلصاق الوهن بالآخر ، وشيخ شيخِهِ ضعيفٌ أيضًا . وقال ابن حجر في اللسان ( 7 / 331 ) : لين ؛ وعيسى بن شعيب هذا ذكر المزي في تهذيب الكمال ( 22 / 612 ) من شيوخه : رئاب الدارمي ، ولم يذكر هو ولا غيره من شيوخه ( دارم ) .
أما رئاب بن سليمان : فقدذكره ابن حبان في الثقات ( 6 / 310 ) ، والبخاري في التاريخ الكبير ( 3 / 333 ) .
وأما عبد الله بن سيابة : فلم أجد له ترجمة !
وقد خالف عبد الصمد بن عبد الوارث عيسى بن شعيب ، فرواه موقوفًا من حديث عبد الرحمن بن سيابة عن علي .
علقه البخاري في التاريخ الكبير ( 3 / 333 ) ، وابن أبي حاتم في العلل ( 4 / 186 / رقم1352 ).
وعبد الرحمن بن سيابة هذا ذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 5 / 291 ) وقال : سمع عليًا قوله ، وسمع منه رئاب بن سليمان .
أقوال الأئمة على هذا الحديث :
1 – قال أبو حاتم : هذا حديث منكر .
2 – وقال الخطيب قبل روايته للحديث : وعبد الله بن سيابة حدث عن علي بن أبي طالب حديثًا منكرًا ثم ذكره .
3 – وقال الألباني في الإرواء ( 8 / 18 ) : وهذا إسناد ضعيف ، رباب الدارمي لم أعرفه ، ولعله الذي في الجرح والتعديل ( 1 / 2 / 521 ) : رباب بن حدير ( وليس في التاريخ الكبير : ابن حدير ) روى عن ابن عباس ، روى عنه تميم بن حدير . اهـ
وعيسى بن شعيب ، وهو : ابن إبراهيم النحوي ، قال الحافظ : صدوق له أوهام .
________________



( (http://www.cip.gov.sa/vb/newreply.php?do=newreply&p=21256#_ftnref1) 1 ) كذا أثبتها الألباني – رحمه الله – ، وصوابها : رئاب .

سهيل الشامي
2009-05-14, 06:56 PM
واصل رعاك الله

سهيل الشامي
2009-10-14, 11:22 PM
واصل رعاك الله