مشاهدة النسخة كاملة : حكايات التأليف
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-02, 02:10 AM
جرت سنة التأليف للمشاريع الضخام أن يسبقها حكايات تحمل في طياتها الكثير من القصص والمواقف التي تجمع في الذاكرة الذكريات، ولا تخلو من فائدة وإفادة، فجال في خاطري جمع تلك الكلمات للعلماء في مقدمة كتبهم أو في طوايا كلامهم عن أسباب وموانع التأليف.
وكما قال ابن جني عن كتابه الخصائص: (صـ 1): (هذا كتاب لم أزل على فارط الحال وتقادم الوقت ملاحِظاً له، عاكِف الفكر عليه، منجَذِب الرأي والرَّوِيَّة إليه، وادًّا أن أجد مهملاً أصله به، أو خللاً أَرتُقه بعمله، والوقت يزداد بنواديه ضيقًا ولا ينهج لي إلى الابتداء طريقًا، هذا مع إعظامي له وإعصامي بالأسباب المنتاطة به ...).
فهل من مشارك؟
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-03, 04:07 AM
1 - البخاري وكتابه الصحيح:
يرجع السبب الرئيسي عند الإمام البخاري في تأليفه لصحيحه أنه كان في مَجلس علم عند شيخه المحدِّث إسحاق بن راهويه، فسمعه يقول فيما معناه: (لو أن أحدكم انبَرى لجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم)، فوقعَت هذه الكلمة في قلب الإمام البخاري، فهمَّ إلى جمع الحديث، وهناك سبب آخر توافَقَ مع هذه القصة، وهو رؤيته في المنام أنه يحمل مروحة ويتبع بها النبي صلى الله عليه وسلم، فعُبِّرت له هذه الرؤية بأنه يذبُّ الكذب عنه صلى الله عليه وسلم.
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-03, 04:08 AM
2 - مسلم وكتابه الصحيح:
السبب الرئيسي عند الإمام مسلم، فهو تلبية للطلب، وإجابة لأسئلة الناس في الحديث؛ لأنه كان إمامًا حافظًا ذا مهابة وغَيرةٍ على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أهلاً لنَيل شرف ذلك.
فقد نص الإمام مسلم في مقدمة الصحيح على أن سبب تأليفه له، فذكر ذلك في خطبة كتابه حيث قال: (فإنك يرحمك الله بتوفيق خالقك ذكرت أنك هممت بالفحص عن تعرف جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنن الدين وأحكامه، وما كان منها في الثواب، والعقاب، والترغيب، والترهيب وغير ذلك من صنوف الأشياء بالأسانيد التي بها نقلت وتداولها أهل العلم فيما بينهم، فأردت -أرشدك الله- أن توقف على جملتها مؤلفة محصاة، وسألتني أن ألخصها لك في التأليف بلا تكرار يكثر، فإن ذلك -زعمت مما يشغلك عما له قصدت من التفهم فيها والاستنباط منها، وللذي سألت أكرمك الله حين رجعت إلى تدبره وما تؤول به الحال إن شاء الله عاقبة محمودة ومنفعة موجودة، وظننت حين سألتني تجشم ذلك أن لو عزم لي عليه وقضي لي تمامه كان أول من يصيبه نفع ذلك إياي خاصة قبل غيري من الناس لأسباب كثيرة يطول بذكرها الوصف، إلا أن جملة ذلك أن ضبط القليل من هذا الشان وإتقانه أيسر على المرء من معالجة الكثير منه ولا سيما عند من لا تمييز عنده من العوام إلا بأن يوقفه على التمييز غيره فإذا كان الأمر في هذا كما وصفنا فالقصد منه إلى الصحيح القليل أولى بهم من ازدياد السقيم).
رضا الحملاوي
2017-11-03, 12:19 PM
السلام عليكم شيخنا أبا البراء والمعذرة لكن أردت المشاركة بهذا الموضوع عله يفيد :
أسباب وضع الأسفار ... من العلماء الأحبار ( للمشاركة ) (http://majles.alukah.net/t90122/)
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-04, 01:55 AM
السلام عليكم شيخنا أبا البراء والمعذرة لكن أردت المشاركة بهذا الموضوع عله يفيد :
أسباب وضع الأسفار ... من العلماء الأحبار ( للمشاركة ) (http://majles.alukah.net/t90122/)
بارك الله فيك
لقد جمع موضوعك ما خطر ببالي
جزاك الله خيرًا
رضا الحملاوي
2017-11-04, 12:25 PM
وإياك وبارك فيك شيخنا وحبيبنا، منكم نستفيد وفقنا الله وإياكم.
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-06, 02:56 AM
وإياك وبارك فيك شيخنا وحبيبنا، منكم نستفيد وفقنا الله وإياكم.
وفيك بارك الله
حسن المطروشى الاثرى
2017-11-06, 04:37 PM
قال الحافظ في الفتح :
[أوضح السبب في ذلك الإِمَام أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ الْمَالِكِي فِي مُقَدّمَة كِتَابه فِي أَسمَاء رجال البُخَارِيّ فَقَالَ أَخْبرنِي الْحَافِظ أَبُو ذَر عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الْهَرَوِيّ قَالَ حَدثنَا *الْحَافِظ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المستملى* قَالَ *انتسخت كتاب البُخَارِيّ من أَصله الَّذِي كَانَ عِنْد صَاحبه مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي فَرَأَيْت فِيهِ أَشْيَاء لم تتمّ وَأَشْيَاء مبيضة مِنْهَا تراجم لم يثبت بعْدهَا شَيْئا وَمِنْهَا أَحَادِيث لم يترجم لَهَا فأضفنا بعض ذَلِك إِلَى بعض* قَالَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ *وَمِمَّا يدل على صِحَة هَذَا القَوْل أَن رِوَايَة أبي إِسْحَاق المستملى وَرِوَايَة أبي مُحَمَّد السَّرخسِيّ وَرِوَايَة أبي الْهَيْثَم الكشمهينى وَرِوَايَة أبي زيد الْمروزِي مُخْتَلفَة بالتقديم وَالتَّأْخِير مَعَ إِنَّهُم انتسخوا من أصل وَاحِد وَإِنَّمَا ذَلِك بِحَسب مَا قدر كل وَاحِد مِنْهُم فِيمَا كَانَ فِي طرة أَو رقْعَة مُضَافَة أَنه من مَوضِع مَا فأضافه إِلَيْهِ وَيبين ذَلِك أنك تَجِد ترجمتين وَأكْثر من ذَلِك مُتَّصِلَة لَيْسَ بَينهَا أَحَادِيث* قَالَ الباجى وإنما أوردت هَذَا هُنَا لما عَنى بِهِ أهل بلدنا من طلب معنى يجمع بَين التَّرْجَمَة والْحَدِيث الَّذِي يَليهَا وتكلفهم من ذَلِك من تعسف التَّأْوِيل مَا لَا يسوغ انْتهى]
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-12, 03:42 AM
قال المنفلوطي في مقدمة كتابه: (النظرات): (صـ 46 - 50): (ولقد كان من أكبر ما أعانني على أمري في كتابة رسائل النظرات أشياء أربعة أنا ذاكرها لعل المتأدب يجد في شيء منها ما ينتفع به في أدبه:
أولها: أني ما كنت أحتفل من بين تلك الأحاديث الثلاثة بحديث اللسان ولا حديث العقل، أي: إنني ما كنت أتكلف لفظا غير اللفظ الذي يقتاده المعنى ويتطلبه، ولا أفتش عن معنى غير المعنى الطبيعي القائم في نفسي، بل كنت أحدث الناس بقلمي كما أحدثهم بلساني، فإذا جلست إلى مكتبتي خيل إلي أن بين يدي رجلا من عامة الناس مقبلا علي بوجهه، وأن من أشهى الأشياء وآثرها في نفسي أن لا أترك صغيرًا ولا كبيرًا مما يجول بخاطري حتى أفضي به إليه، فلا أزال أتلمس الحيلة إلى ذلك, ولا أزال أتأتى إليه بجميع الوسائل وألح في ذلك إلحاح المشفق المجد حتى أظن أني قد بلغت من ذلك ما أريد، فلا أقيد نفسي بوضع مقدمة الموضوع في أوله، ولا سرد البراهين على الصورة المنطقية المعروفة، ولا التزام استعمال الكلمات الفنية التزامًا مطردًا إبقاء على نشاطه وإجمامه وإشفاقًا عليه أن يمل ويسأم فينصرف عن سماع الحديث أو يسمعه فلا ينتفع به.
وثانيها: أني ما كنت أحمل نفسي على الكتابة حملًا، ولا أجلس إلى مكتبتي مطرقًا مفكرًا: ماذا أكتب اليوم، وأي الموضوعات أعجب وأغرب، وألذ وأشوق، وأيها أعلق بالنفوس، وألصق بالقلوب؟ بل كنت أرى فأفكر فأكتب فأنشر ما أكتب فأرضي الناس مرة وأسخطهم أخرى من حيث لا أتعمد سخطهم، ولا أتطلب رضاهم.
وثالثها: أني ما كنت أكتب حقيقة غير مشوبة بخيال، ولا خيالًا غير مرتكز على حقيقة؛ لأني كنت أعلم أن الحقيقة المجردة من الخيال لا تأخذ من نفس السامع مأخذا، ولا تترك في قلبه أثرا، وأحسب أن السبب في ذلك أن أكثر ما تشتمل عليه النفوس من العقائد والمذاهب، والآراء والأخلاق، والخواطر والتصورات، إنما هو أثر من آثار الخيالات الذهنية التي تتراءى في سماء الفكر، ثم لا تزال بها الأيام تكسوها طبقة بعد طبقة من غبار القدم حتى تصبح حقيقة من الحقائق الثابتة في الأذهان، وكما أن الحديد لا يفل إلا الحديد، واللون لا يذهب به إلا لون غيره، كذلك الخيال لا يذهب به ولا يزعجه من مكانه إلا الخيال، وللخيال الأثر الأعظم في تكوين هذا المجتمع الإنساني وتكييفه بالصورة التي يريدها، فلولا خيال الشعر ما هاج الوجد في قلب العاشق، ولولا خيال الشرف ما هلك الجندي في ساحة الحرب، ولولا خيال الذكرى ما اخترعت المخترعات، ولا ابتدعت المبتدعات، ولولا خيال الرحمة ما عطف غني على فقير، ولا حنا كبير على صغير، كما كنت أعلم أن الخيال غير المرتكز على الحقيقة إنما هو هبوة طائرة من هبوات الجو لا تهبط أرضا، ولا تصعد إلى سماء.
ورابعها: أني كنت أكتب للناس لا لأعجبهم، بل لأنفعهم، ولا لأسمع منهم أنت أحسنت، بل لأجد في نفوسهم أثرًا مما كتبت، والناس كما قلت في بعض رسائلي خاصة وعامة: أما خاصتهم فلا شأن لي معهم، ولا علاقة لي بهم، ولا دخل لكلمة من كلماتي في شأن من شئونهم، فلا أفرح برضاهم، ولا أجزع لسخطهم؛ لأني لم أكتب لهم، ولم أتحدث معهم، ولم أشهدهم أمري، ولم أحضرهم عملي، بل أنا أتجنب جهد المستطاع أن أستمع منهم شيئا مما يتعلق بي من خير أو شر؛ لأني راض عن فطرتي وسجيتي في اللغة التي أكتب بها فلا أحب أن يكدرها علي مكدر، وعن آرائي ومذاهبي التي أودعها رسائلي فلا أحب أن يشككني فيها مشكك، ولم يهبني الله من قوة الفراسة ما أستطيع به أن أميز بين مخلصهم ومشوبهم، فأصغي إلى الأول لأستفيد علمه، وأعرض عن الثاني لأتقي غشه، فأنا أسير بينهم مسير رجل بدأ يقطع مرحلة لا بد له أن يفرغ منها في ساعة معينة، ثم علم أن على يمين الطريق التي يسلكها روضة تعتنق أغصانها، وتشتجر أفنانها، وأن على يساره غابا تزأر أسوده، وتعوي ذئابه، وتفح أفاعيه وصلاله، فمضى قدما لا يلتفت يمنة مخافة أن يلهو عن غايته بشهوات سمعه وبصره، ولا يسرة مخافة أن يهيج بنظراته فضول تلك السباع المقعية، والصلال الناشرة، فتعترض دون طريقه: وأما عامتهم فهم بين ذكي قد وهبه الله من سلامة الفطرة، وصفاء القلب، ولين الوجدان، ما يعده لاستماع القول واتباع أحسنه، فأنا أحمد الله في أمره، وضعيف قد حيل بينه وبين نفسه فهو لا يرضى إلا عما يعجبه، ولا يسمع إلا ما يطربه، فأكل أمره إلى الله، وأستلهمه صواب الرأي فيه، حتى يجعل الله له من بعد عسرًا يسرًا).
محمدالمرنيسي
2017-11-13, 10:35 AM
تحفة المودود ...لابن القيم
اشتغلت زمنا بهذا الكتاب واطلعت على ما أمكنني الحصول عليه من طبعاته،ولم أجد سببا مباشرا لتأليفه في مقدمة المؤلف حتى ظهر هذا الكتاب محققا في 588ص من "دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع" بمكة المكرمة.الطبعة الأولى 1431هـ.حققه الأستاذ عثمان بن جمعة صميرية الذي جاء في مقدمته ما يأتي:
" وكان سبب تصنيف الكتاب ما ذكر في صفحة عنوانه من نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق،فقد كتب عليها:
( قال من نثق بقوله:- إن شاء الله عز وجل - رزق ابن المصنف برهان الدين مولودا،ولم يكن عنده في ذلك الوقت ما يقدمه لولده من متاع الدنيا،فصنف هذا الكتاب،وقال له:أتحفتك بهذا الكتاب ؛إذ لم يكن عندي شيء من الدنيا أعطيك )، وسماه تحفة المودود بأحكام المولود " ص 36
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-21, 03:55 AM
كتاب: (بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب):
قال ابن التركماني في مقدمة الكتاب: (فإن الله جعل القرآن الكريم تذكرة للعقلاء وتبصرة؛ لتكون ألبابهم في معانيه متفكرة، ولأسراره متدبرة، فاشتغل الناس بتلاوة ألفاظه، وغفلوا عن المقصود الأعظم؛ وهو فهم مقاصده وأغراضه، وهذا وصف كثير من حفاظه، فلو سألتَ عن غريبة من غرائبه؛ لوجدت أكثرهم لها جاهلًا، وعن تدبر معناها ذاهلًا، فحملني ذلك على أن جمعت في غريب القرآن كتابًا غريبًا مسلكه، للطابين قريبًا مدركه، صغيرًا حجمه، غزيرًا علمه، يُبهج الخاطر، ويَروق الناظر، ألفته من: (غريب)، أبي بكر العُزيزي، وأبي محمد بن قُتيبة، وأبي عُبيد الهروي، و: (تفسير)، جار الله الزمخشري، وسميته: (بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب)، ورأيت ترتيبه على السور مقللًا لألفاظه، ومسهلًا له على حفظه).
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-22, 07:10 AM
5 - كتاب: (تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل):
قال ابن تيمية في مقدمته: (1/ 5 - 6): (ثم إنَّ بعضَ طلبةِ العلوم من أبناءِ فارسَ والروم صاروا مُولَعِينَ بنوعٍ من جَدَلِ المُمَوِّهِينَ اسْتَحْدثَه طائفة من المشرِقيِِّيْن، وألحقُوه بأصول الفقه في الدين، رَاغُوا فيه مُراوَغَةَ الثَّعالِب، وحَادُوا فيه عن المسلكِ اللاَّحِب، وزَخرفُوه بعباراتٍ موجودةٍ في كلامِ العلماءِ قد نَطَقُوا بها، غيرَ أنهم وَضَعُوها في غيرِ مَواضِعها المُستَحقَّةِ لها، وألَّفُوا الأدلةَ تأليفًا غيرَ مستقيم، وعَدَلُوا عن التركيبِ الناتِجِ إلى العَقيم؛ غيرَ أنهم بإطالةِ العبارةِ، وإبْعادِ الإشارةِ، واستعمالِ الألفاظِ المشتركةِ والمجازيةِ في المقدِّمَاتِ، ووَضْع الظَّنَّياتِ موضعَ القَطْعِيَّاتِ، والاستدلالِ بالأدلَّة العامّةِ؛ حيثُ لها دلالةٌ على وجهٍ يَستلزمُ الجمعَ بينَ النقيضَينِ؛ مع الإحَالةِ والإطالةِ، وذلك من فِعْلِ غالطٍ أو مغالطٍ للمُجادِل، وقد نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن أُغْلُوطَاتِ المسائلِ؛ نَفَقَ ذلك على الأَغْتَام الطَّمَاطِم ،ورَاج رَوَاجَ البَهْرَج على الغِرِّ العَادِم، واغْتَرَّ به بعضُ الأَغْمار الأعاجم؛ حتى ظَنُّوا أَنه من العلم بمنزلةِ الملزوم من اللازم، ولم يَعَلموا أنه والعِلْم المُقَرَّب مُتَعانِدانِ مُتَنافِيان، كما أنه والجهل المركَّب مُتصَاحِبان مُتَآخِيانِ.
فلمَّا استبانَ لبعضِهم أنه كلامٌ ليسَ له حَاصِلٌ، ولا يقومُ بإحقاقِ حقٍّ، ولا إبطالِ باطلِ، أخذَ يَطلُبُ كَشْفَ مُشْكِلِه وفَتْحَ مُقْفَلِهِ، ثمَّ إبَانَةَ عِلَلِه وإيضاحَ زَلَلِه، وتحقيقَ خَطَئِه وخَطَلِه؛ حتى يَتبيَّنَ أنَّ سَالِكَه يَسلُكُ في الجَدَلِ مَسْلَكَ اللَّدَدِ، ويَنْأَى عن مَسَالِكِ الهُِدَى والرَّشَدِ، ويَتعلَّقُ من الأصولِ بأذْيالٍ لا تُوصِلُ إلى حقيقةٍ، ويَأخُذُ من الجَدلِ الصحيح رُسُومًا يُمَوِّهُ بها على أهلِ الطريقةِ؛ ومع ذلك فلا بُدَّ أن يَدْخُلَ في كلامِهم قَواعِدُ صحيحة، ونُكَتٌ من أصولِ الفِقْهِ مَلِيحة؛ لكنْ إنما أخذوا ألفاظَها ومَبَانِيها، دون حقائِقِها ومَعَانِيها، بمنزلةِ ما في الدرهمِ الزائفِ من العَيْنِ، ولَولا ذلك لما نَفَقَ على مَن له عَيْنٌ.
فلذلك آخُذُ في تمييزِ حقِّه من باطلِه، وحَالِيْهِ من عَاطِلِه، بكلام مختصرٍ مُرتَجَلٍ، كتبَه كاتبُه على عَجَلٍ، والله الموفِّقُ لما يُحِبُّهُ ويَرضَاهُ ولا حَولَ ولا قوةَ إلاّ بالله).
أبو مالك المديني
2017-11-22, 05:06 PM
لقد ورد في ترجمة ابن عبدالهادي العالم الجليل وهو (يوسف بن حسين بن أحمد بن حسن ابن عبدالهادي المتوفى سنة 909هـ
أنه الف كتاباً في زوجته بلبل بنت عبدالله
وكانت خيرة دينة مباركة
أجازها بمروياته وكتبه وألف لإرضائهاوكسب مودتها كتاباً أسماه
" لقط السنبل في أخبار بلبل "
ذكرفيه فضلها وأنها ماخرجت من بيته من عشر سنين !
ومن الجميل أن تلك العائلة كانت تعتني بنسائها وذويها في العلم الشرعي فكن النساء يحضرن مجالس الحديث والإقراء حتى انتشر العلم بينهن وصار جل العالمات من الحنابلة وتلقبن بالألقاب الفخمة مثل
ست الناس
وست العرب
وست الكل
وست الأهل
ومن ذلك تلقبن بالألقاب العلمية العالية
فقيل :
ست العلماء
وست الفقهاء
وست القضاة
وست العمائم
وست الكتبة
........................ الخ
مستفاد من مقدمة كتاب
مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول لابن عبدالهادي ص 23
أعجبتني فنقلتها من الرابط المشار إليه.
أبو البراء محمد علاوة
2018-02-08, 06:33 PM
6 - الشيرازي، وكتابه: (الإشارة إلى مذهب أهل الحق)، وهو يعد مصدرًا من مصادر الأشاعرة في علم الكلام:
قال: (فإني لما رأيت قومًا ينتحلون العلم وينسبون إليه، وهم من جهلهم لا يدرون ما هم عليه، ينسبون إلى أهل الحق ما لا يعتقدونه، ولا في كتاب هم يجدونه، لينفروا قلوب العامة من الميل إليهم، ويأمرونهم أبدا بتفكيرهم ولعنهم، أحببت أن أشير إلى بطلان ما ينسب إليهم، بما أذكره من اعتقادهم وأنا مع ذلك مكره لا بطل، ولى دعوى لا عمل، ولكن شرعت فيما شرعت مع اعترافي بالتقصير، وعلمي بأن ناصر الحق كثير، ليرجع الناظر فيما جمعته عن قبول قول المضلين، ويدين اللّه عز وجل بقول الموحدين المحققين).
أبو البراء محمد علاوة
2018-08-20, 03:07 PM
7 - تقي الدين السبكي، واستكماله لشرح المهذب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
* اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
* قال الشيخ الإمام شيخ الإسلام * قدوة الإعلام * أوحد المجتهدين * قاضي قضاة المسلمين * تقي الدين أبو الحسن على بن عبد الكافي السبكي أثابه الله الجنة * الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وتثمر * وبفضله يأبى إلا أن يتم نوره ويظهر * أحمده حمد معترف بالعجز مقصر
* وأثنى عليه بأنى لا أحصى ثناء عليه واستغفر * وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له شهادة معلن بالايمان ومظهر * وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبشر المنذر * صلى الله عليه وسلم * وشمل أصحابه بالرضوان وعمم (أما بعد) فقد رغب إلى بعض الاصحاب والاحباب * في أن أكمل شرح المهذب للشيخ الامام العلامة علم الزهاد * وقدوة العباد * واحد عصره * وفريد دهره * محيى علوم الاولين * وممهد سنن الصالحين * أبى زكريا النووي رحمه الله تعالى * وطالت رغبته إلى * وكثر إلحاحه عليَّ * وأنا في ذلك أقدم رجلاً وأؤخر أخرى * وأستهون الخطب وأراه شيئًا إمرًا * وهو في ذلك لا يقبل عذرًا * وأقول قد يكون تعرضى لذلك مع تقعدى عن مقام هذا الشرح إساءة إليه * وجناية مني عليه * وإني أنهض بما نهض به وقد أسعف بالتأييد * وساعدته المقادير فقربت منه كل بعيد * ولا شك أن ذلك يحتاج بعد الأهلية إلى ثلاثة أشياء:
(أحدها) فراغ البال واتساع الزمان وكان رحمه الله تعالى قد أوتى من ذلك الحظ الأوفى * بحيث لم يكن له شاغل عن ذلك من نفس ولا أهل.
(والثاني) جمع الكتب التى يستعان بها على النظر والاطلاع على كلام العلماء وكان رحمه الله قد حصل له من ذلك حظ وافر لسهولة ذلك في بلده في ذلك الوقت.
(والثالث) حسن النية وكثرة الورع والزهد والأعمال الصالحة التى أشرقت أنوارها وكان رحمه الله قد اكتال بالمكيال الاوفى.
* فمن يكون اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث أنى يضاهيه أو يدانيه من ليس فيه واحدة منها.
* فنسأل الله تعالى أن يحسن نياتنا وأن يمدنا بمعونته وعونه * وقد استخرت الله تعالى وفوضت الامر إليه واعتمدت في كل الامور عليه * وقلت في نفسي لعل ببركة صاحبه ونيته يعيننى الله عليه إنه يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * فإن من الله تعالى باكماله فلا أشك أن ذلك من فضل الله تعالى ببركة صاحبه ونيته إذ كان مقصوده النفع للناس ممن كان وقد شرعت في ذلك مستعينًا بالله تعالى معتصمًا به ملتجئًا إليه إنه لا حول ولا قوة إلا به وهو حسبى ونعم الوكيل
* وإياه أسأل أن يغفر لي ولوالدي وأهلي ومشايخي وجميع إخوانى وأن يكثر النفع به ويجعله دائما إلى يوم الدين ...). [شرح المهذب مقدمة الجزء العاشر: (10/ 2 - 4)، طبعة دار الفكر]
أم علي طويلبة علم
2018-08-25, 02:39 AM
وكيف حال المعاصرين مع التأليف في وقت السرعة والشواغل؟!
أبو البراء محمد علاوة
2018-08-26, 10:35 PM
وكيف حال المعاصرين مع التأليف في وقت السرعة والشواغل؟!
نسأل الله السلامة والعافية
أبو البراء محمد علاوة
2018-11-11, 05:57 PM
8 - العجلوني وكتابه: (كشف الخفاء):
(وإن من أعظم ما صنف في هذا الغرض وأجمع ما ميز فيه السالم من العلة والمرض، الكتاب المسمى: (بالمقاصد الحسنة)، في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، المنسوب للإمام الحافظ الشهير أبي الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، لكنه مشتمل على طول بسوق الأسانيد التي ليس لها كبير فائدة إلا للعالم الحاوي.
ومن ثم لخصته في هذا الكتاب مقتصرًا على مخرج الحديث وصحابيه رومًا للاختصار، غير مخل إن شاء الله تعالى بما اشتمل عليه مما يستطاب أو يستحسن عند أئمة الحديث الأخيار، وضامًّا إليه مما في كتب الأئمة المعتبرين كاللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة لأمير الحفاظ والمحدثين من المتأخرين الشهاب أحمد بن حجر العسقلاني، بلغنا الله وإياه في الدارين الأماني). [كشف الخفاء: (1/ 12 - 13)].
أبو البراء محمد علاوة
2018-11-24, 01:29 PM
9 - ابن تيمية وكتابه: (التدمرية):
قال: (فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس، من الكلام في التوحيد والصفات، وفي الشرع والقدر؛ لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين، وكثرة الاضطراب فيهما، فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما، ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة، لا بد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات). [صـ (3)].
أبو البراء محمد علاوة
2018-12-23, 01:57 AM
10 - الشوكاني، وكتابه: (قطر الولي على حديث الولي):
قال: (فَإِنَّهُ لما كَانَ حَدِيث: (من عَادى لي وليًا)، قد اشْتَمَل على فَوَائِد كَثِيرَة النَّفْع، جليلة الْقدر لمن فهمها حق فهمها، وتدبرها كَمَا يَنْبَغِي، أَحْبَبْت أَن أفرد هَذَا الحَدِيث الْجَلِيل بمؤلف مُسْتَقل، أنشر من فَوَائده مَا تبلغ إِلَيْهِ الطَّاقَة ويصل إِلَيْهِ الْفَهم، وَمَا أحقه بِأَن يفرد بالتأليف، فَإِنَّهُ قد اشْتَمَل على كَلِمَات كلهَا دُرَر، الْوَاحِدَة مِنْهَا تحتهَا من الْفَوَائِد، مَا ستقف على الْبَعْض مِنْهُ، وَكَيف لَا يكون كَذَلِك وَقد حَكَاهُ عَن الرب سُبْحَانَهُ من أُوتِيَ جَوَامِع الْكَلم، وَمن هُوَ أفْصح من نطق بالضاد، وَخير الْعَالم بأسره، وَأجل خلق الله، وَسيد ولد آدم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟وَلم يسْتَوْف شرَّاح الحَدِيث -رَحِمهم الله- مَا يسْتَحقّهُ هَذَا الحَدِيث من الشَّرْح، فَإِن ابْن حجر رَحمَه الله لم يشرحه فِي فتح الْبَارِي إِلَّا بِنَحْوِ ثَلَاث ورقات مَعَ أَن شَرحه أكمل شرح البُخَارِيّ، وأكثرها تَحْقِيقًا، وأعمها نفعًا). [قطر الولي على حديث الولي: (صـ 22)].
أبو البراء محمد علاوة
2020-02-26, 07:13 AM
11 _ الكاساني في مقدمة كتابه: بدائع الصنائع: (١/ ٢): (الغرض الأصلي والمقصود الكلي من التصنيف في كل فن من فنون العلم، هو تيسير سبيل الوصول إلى المطلوب على الطالبين، وتفهيمه إلى إفهام المقتبسين، ولا يلتئم هذا المراد إلا بترتيب تقتضيه الصناعة وتوجيه الحكمة، وهو التصفُّح عن أقسام المسائل وفصولها وتخريجها على قواعدها وأصولها؛ ليكون أسرع فهمًا وأسهل ضبطًا، وأيسر حفظًا فتكثر الفائدة).
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.