تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرحلة في طلب العلم



محمد طه شعبان
2017-10-17, 09:54 AM
قال الإمام البخاري رحمه الله: «بَابُ مَا ذُكِرَ فِي ذَهَابِ مُوسَى ﷺ فِي البَحْرِ إِلَى الخَضِرِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)﴾ [الكهف: 66]».
ثم ساق بسنده، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ، فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى، الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ مُوسَى: لَا، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الحُوتَ فَارْجِعْ، فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الحُوتِ فِي البَحْرِ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ: ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾ [الكهف: 63]، قَالَ: ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)﴾ [الكهف: 64]، فَوَجَدَا خَضِرًا، فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
قال الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله: «قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إَنَّ فِيمَا عَانَاهُ مُوسَى مِنَ الدَّأَبِ وَالسَّفَرِ وَصَبَرَ عَلَيْهِ مِنَ التَّوَاضُعِ وَالْخُضُوعِ لِلْخِضْرِ بَعْدَ مُعَانَاةِ قَصْدِهِ مَعَ مَحِلِّ مُوسَى مِنَ اللَّهِ وَمَوْضِعِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ، وَشَرَفِ نُبُوَّتِهِ دَلَالَةٌ عَلَى ارْتِفَاعِ قَدْرِ الْعِلْمِ، وَعُلُوِّ مَنْزِلَةِ أَهْلِهِ، وَحُسْنِ التَّوَاضُعِ لِمَنْ يَلْتَمِسُ مِنْهُ وَيُؤْخَذُ عَنْهُ، وَلَوِ ارْتَفَعَ عَنِ التَّوَاضُعِ لِمَخْلُوقٍ أَحَدٌ بِارْتِفَاعِ دَرَجَةٍ، وَسُمُوِّ مَنْزِلَةٍ لَسَبَقَ إِلَى ذَلِكَ مُوسَى، فَلَمَّا أَظْهَرَ الْجَدَّ وَالِاجْتِهَادَ ، وَالِانْزِعَاجَ عَنِ الْوَطَنِ وَالْحِرْصِ عَنِ الِاسْتِفَادَةِ مَعَ الِاعْتِرَافِ بِالْحَاجَةِ إِلَى أَنْ يَصِلَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى مَا هُوَ غَائِبٌ عَنْهُ دَلَّ عَلَى أَنَّهَ لَيْسَ فِي الْخَلْقِ مَنْ يَعْلُو عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، وَلَا يَكْبُرُ عَنْهَا»اهـ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «هَذَا الْبَابُ مَعْقُودٌ لِلتَّرْغِيبِ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّةِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لِأَنَّ مَا يُغْتَبَطُ بِهِ تُحْتَمَلُ الْمَشَقَّةُ فِيهِ وَلِأَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَمْنَعْهُ بُلُوغُهُ مِنَ السِّيَادَةِ الْمَحَلَّ الْأَعْلَى مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ وَرُكُوبَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لِأَجْلِهِ»اهـ([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) متفق عليه: أخرجه البخاري (74)، ومسلم (2380).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) «الرحلة في طلب الحديث» (ص102).

[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) «فتح الباري» (1/ 169).

محمد طه شعبان
2017-10-18, 11:42 AM
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ عِنْدِ دَاوُدَ الْجَعْفَرِيِّ، صِرْنَا إِلَى الْجَارِ، وَرَكِبْنَا الْبَحْرِ، وَكُنَّا ثَلَاثَةَ أَنْفُسٍ: أَبُو زُهَيْرٍ الْمَرْوَرُّوْذ ِيُّ، شَيْخٌ، وَآخَرُ نَيْسَابُورِيُّ ؛ فَرَكِبْنَا الْبَحْرَ، وَكَانَتِ الرِّيحُ فِي وُجُوهِنَا، فَبَقَيْنَا فِي الْبَحْرِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَضَاقَتْ صُدُورُنَا، وَفَنِيَ مَا كَانَ مَعَنَا مِنَ الزَّادِ، وَبَقِيَتْ بَقِيَّةٌ، فَخَرَجْنَا إِلَى الْبَرِّ، فَجَعَلْنَا نَمْشِي أَيَّامًا عَلَى الْبَرِّ، حَتَّى فَنِيَ مَا كَانَ مَعَنَا مِنَ الزَّاد وَالْمَاءِ، فَمَشَيْنَا يَوْمًا وَلَيْلَةً لَمْ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنَّا شَيْئًا، وَلَا شَرِبْنَا، وَالْيَوْمُ الثَّانِي كَمِثْلٍ، وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ؛ كُلُّ يَوْمٍ نَمْشِي إِلَى اللَّيْلِ، فَإِذَا جَاءَ الْمَسَاءُ صَلَّيْنَا وَأَلْقَيْنَا بِأَنْفِسِنَا حَيْثُ كُنَّا، وَقَدْ ضَعُفَتْ أَبْدَانُنَا مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْعَيَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا الْيَوْمَ الثَّالِثَ جَعَلْنَا نَمْشِي عَلَى قَدْرِ طَاقَتِنَا، فَسَقَطَ الشَّيْخُ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَجِئْنَا نُحَرِّكُهُ وَهُوَ لَا يَعْقِلُ، فَتَرَكْنَاهُ وَمَشَيْنَا أَنَا وَصَاحِبِي النَّيْسَابُورِ يُّ قَدْرَ فَرْسَخٍ أَوْ فَرْسَخَيْنِ، فَضَعُفْتُ، وَسَقَطْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، وَمَضَى صَاحِبِي وَتَرَكَنِي، فَلَمْ يَزَلْ هُوَ يَمْشِي إِذْ بَصُرَ مِنْ بَعِيدٍ قَوْمًا قَدْ قَرَّبُوا سَفِينَتَهُمْ مِنَ الْبَرِّ وَنَزَلُوا عَلىَ بِئْرِ مُوسَى ﷺ، فَلَمَّا عَايَنَهُمْ لَوَّحَ بِثَوْبِهِ إِلَيْهِمْ، فَجَاءُوهُ مَعَهُمُ الْمَاءُ فِي إِدَاوَةٍ، فَسَقَوْهُ، وَأَخَذُوا بِيَدهِ، فَقَالَ لَهُمُ الْحَقُوا رَفِيقَيْنِ لِي قَدْ أَلْقَوْا بِأَنْفِسِهِمْ مَغْشِيًّا عَلَيْهِمْ، فَمَا شَعُرْتُ إِلَّا بِرَجُلٍ يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى وَجْهِي، فَفَتَّحْتُ عَيْنَيَّ، فَقُلْتُ: اسْقِنِي، فَصَبَّ مِنَ الْمَاءِ فِي رَكْوَةٍ أَوْ مَشْرَبَةٍ شَيْئًا يَسِيرًا، فَشَرِبْتُ، وَرَجَعَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَلَمْ يَرْوِنِي ذَلِكَ الْقَدْرُ، فَقُلْتُ: اسْقِنِي، فَسَقَانِي شَيْئًا يَسِيرًا، وَأَخَذَ بِيَدِيْ، فَقُلْتُ: وَرَائِي شَيْخٌ مُلْقًى، قَالَ: قَدْ ذَهَبَ إِلَى ذَاكَ جَمَاعَةٌ، فَأَخَذَ بِيَدِيْ، وَأَنَا أَمْشِي أَجُرُّ رِجْلِي، وَيَسْقِيَنِي شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ إِلَى عِنْدِ سَفِينَتِهِمْ، وَأَتَوْا بِرَفِيقِي الثَّالِثِ الشَّيْخِ، وَأَحْسَنُوا إِلَيْنَا أَهْلَ السَّفِينَةِ، فَبَقَيْنَا أَيَّامًا حَتَّى رَجَعَتْ إِلَيْنَا أَنْفُسُنَا، ثُمَّ كَتَبُوا لَنَا كِتَابًا إِلَى مَدِيَنةٍ يُقَالُ لَهَا: «رَايَة» إِلَى وَالِيهِمْ، وَزَوَّدُونَا مِنَ الْكَعْكِ، وَالسَّوِيقِ، وَالْمَاءِ؛ فَلَمْ نَزَلْ نَمْشِي حَتَّى نَفِدَ مَا كَانَ مَعَنَا مِنَ الْمَاءِ وَالسَّوِيقِ والْكَعْكِ، فَجَعَلْنَا نَمْشِي جِيَاعًا عِطَاشًا عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ، حَتَّى وَقَعْنَا إِلَى سُلْحُفَاةٍ قَدْ رَمَى بِهِ الْبَحْرُ مِثْلَ التُّرْسِ، فَعَمَدْنَا إِلَى حَجَرٍ كَبِيرٍ فَضَرَبْنَا عَلَى ظَهْرِ السُّلْحُفَاةِ، فَانْفَلَقَ ظَهْرُهُ؛ وَإِذَا فِيهَا مِثْلُ صُفْرَةِ الْبَيْضِ، فَأَخَذْنَا مِنْ بَعْضِ الْأَصْدَافِ الْمُلْقَى عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ فَجَعَلْنَا نَغْتَرِفُ مِنْ ذَلِكَ الْأَصْفَرَ فَنَتَحَسَّاهُ، حَتَّى سَكَنَ عَنَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشَ، ثُمَّ مَرَرْنَا وَتَحَمَّلْنَا حَتَّى دَخَلْنَا مَدِينَةَ الرَّايَةِ، وَأَوْصَلْنَا الْكِتَابَ إِلَى عَامِلِهِمْ، فَأَنْزَلَنَا فِي دَارِه، وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا، وَكَانَ يُقَدِّمُ إِلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ الْقَرْعَ، وَيَقُولُ لِخَادِمِهِ: هَاتِي لَهُمْ بِالْيَقْطِينِ الْمُبَارَكِ؛ فَيُقَدِّمُ إِلَيْنَا مِنْ ذَاكَ الْيَقْطِينِ مَعَ الْخُبْزِ أَيَّامًا، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَّا – بِالْفَارِسِيَّ ةِ -: لَا تَدْعُو بِاللَّحْمِ الْمَشْؤُومِ؟ وَجَعَلَ يُسْمِعُ الرَّجُلَ صَاحِبَ الدَّارِ، فَقَالَ: أَنَا أُحْسِنُ بِالْفَارِسِيَّ ةِ؛ فَإِنَّ جَدَّتِي كَانَتْ هَرَوِيَّةَ؛ فَأَتَانَا بَعْدَ ذَلِكَ بِاللَّحْمِ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ هُنَاكَ، وَزَوَّدَنَا، إِلَى أَنْ بَلَغْنَا مِصْرَ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) «الجرح والتعديل» (1/ 364- 366).

محمد طه شعبان
2017-10-22, 06:43 AM
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: «إِنْ كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمْ نَرْضَ، حَتَّى رَكِبْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه الدارمي في «سننه» (583)، والخطيب في «الرحلة» (21)، وفي «الجامع» (1684)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1684).

محمد طه شعبان
2017-10-22, 08:33 AM
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ ابنُ القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالَ: لَمَّا مَاتَ القَاضِي، وَجَلَسَ بَنُوهُ للتَّعْزِيَةِ، فَدَخَلَ رَجُلَانِ فِي لِبَاسِ سَوَادٍ، وَأَخَذَا يُوَلْوِلَانِ وَيقُولَان: وَاإِسْلَامَاهُ ، فَسُئِلَا عَنْ حَالِهِمَا، فَقَالَا: إِنَّا وَرَدْنَا مِنْ أَغْمَاتَ مِنَ المَغْرِبِ، لَنَا سَنَةٌ وَنِصْفٌ فِي الطَّرِيقِ فِي الرِّحْلَةِ إِلَى هَذَا الإِمَامِ؛ لنَسْمَعَ مِنْهُ، فَوَافَقَ وُرُودُنَا وَفَاتَهُ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) «سير السلف الصالحين» لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص1349، 1350)، و«سير أعلام النبلاء» (16/ 10، 11).

محمد طه شعبان
2017-10-25, 09:26 AM
عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ لِأَخِيهِ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، يَأْتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي، فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَهُ، وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ لَهُ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، وَكَلَامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ، فَقَالَ: مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ، وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا مَاءٌ [وَأَخَذَ جِرَابًا وَعَصًا]، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى المَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ ﷺ وَلَا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ، حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ، فَاضْطَجَعَ فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى المَسْجِدِ، وَظَلَّ ذَلِكَ اليَوْمَ وَلَا يَرَاهُ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ، فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ؟ فَأَقَامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ، لَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ، فَعَادَ عَلِيٌّ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي فَعَلْتُ، فَفَعَلَ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ حَقٌّ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ المَاءَ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَدَخَلَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي»، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى المَسْجِدَ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ القَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ، وَأَتَى العَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، قَالَ: وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الغَدِ لِمِثْلِهَا، فَضَرَبُوهُ وَثَارُوا إِلَيْهِ، فَأَكَبَّ العَبَّاسُ عَلَيْهِ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) متفق عليه: أخرجه البخاري (3861)، ومسلم (2474).

محمد طه شعبان
2017-11-01, 04:46 PM
وَهَذَا الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَرْحَلُ شَهْرًا فِي طَلَبِ حَدِيثٍ وَاحِدٍ.
عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ بَلَغَهُ حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، فَابْتَعْتُ بَعِيرًا، فَشَدَدْتُ إِلَيْهِ رَحْلِي شَهْرًا، حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، فَبَعَثْتُ إِلَيْهِ أَنَّ جَابِرًا بِالْبَابِ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَقَالَ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَخَرَجَ فَاعْتَنَقَنِي، قُلْتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي لَمْ أَسْمَعْهُ، خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ أَوْ تَمُوتَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ - أَوِ النَّاسَ - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا»، قُلْتُ: مَا بُهْمًا؟ قَالَ: «لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ - أَحْسَبُهُ قَالَ: كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ -: أَنَا الْمَلِكُ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَدْخُلُ النَّارَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ»، قُلْتُ: وَكَيْفَ؟ وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عُرَاةً بُهْمًا؟ قَالَ: «بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ »([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (970)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (851)، والحاكم في «المستدرك» (8715)، وقال: «صحيح الإسناد»، وغيرهم، وحسنه الألباني في «صحيح الأدب المفرد» (ص371).

أحمد رمضان خلف
2017-11-01, 07:37 PM
ما أجمل الرحلة في طلب العلم وأعزها على قلب طالب العلم !!
وما أجمل الهمة المحمدية في عبادة رب البرية فهذا نبينا محمد-صلى الله عليه وآله وسلم-يذهب إلى غار حراء الذي يبعد عن بيت أمنا خديجة-رضي الله عنها-اثني عشر كيلومترا لعبادة ربه وكأن لسان حاله يقول"إني ذاهب إلى ربي سيهدين" حتى أتاه اليقين فكان خاتم النبيين ومعلم وسيد البشر أجمعين عليه من الله أفضل الصلوات وأزكى التسليم.
****************************** ****************
وهذا؛ إمام واحد، من أجل اعتبار حديث واحد، طاف بلدناً شتَّى، ودخل مدائن عدةً حتى وقف على علَّته، وهو الإمام شُعْبة بن الحجاج، عليه رحمة الله تعالى:
قال نصْر بن حمَّاد الورَّاق :
كنا قعوداً على باب شعبة؛ نتذاكر.
فقلت: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر، قال: كنا نتناوب رعيَّة الإبل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجئتُ ذات يومٍ والنبي - صلى الله عليه وسلم - حوله أصحابه؛ فسمعتُه يقول:
" من توضأ، فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فاستغفر الله؛ إلا غفر له".
فقلت: بخٍ بخٍ ****!
فجذبني رجل من خلفي، فالتفتُّ؛ فإذا عمر بن الخطاب، فقال الذي قبل أحسن!
فقلت: وما قبل؟!
قال: قال: "من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة شئت".
قال: فخرج شعبة؛ فلطمني، ثم رجع فدخل؛ فتنحَّيت من ناحية، قال: ثم خرج؛ فقال: ما له يبكي بعد؟!
فقال له عبد الله بن إدريس: إنك أسأت إليه!
فقال شعبة: انظر؛ ماذا تحدث! ! إن أبا إسحاق حدثني بهذا الحديث، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر، قال: فقلنا لأبي إسحاق: من عبد الله بن عطاء؟ قال: فغضب، ومِسعرُ بن كِدَام حاضر، قال: فقلت له. لتصححن لي هذا، أو لأُحَرِّقن ما كتبتُ عنك! فقال مِسعر: عبد الله بن عطاء بمكة.
قال شعبة: فرحلت إلى مكة، لم أُرد الحج، أردت الحديث، فلقيت عبد الله بن عطاء، فسألته، فقال سعد بن إبراهيم حدثني فقال لي مالك بن أنس: سعد بالمدينة، لم يحج العام.
قال شعبة: فرحلت إلى المدينة، فلقيت سعد بن إبراهيم، فسألته، فقال الحديث من عندكم؛ زياد بن مِخراق حدثني.
قال شعبة: فلما ذكر زياداً، قلت أيُّ شيءٍ هذا الحديث؟ ! بينما هو كوفي، إذ صار مدنياً، إذ صار بصرياً! !
قال: فرحلت إلى البصرة، فلقيت زياد بن مِحراق، فسألته، فقال: ليس هو من بابَتِك!
قلت: حدثني به. قال لا ترده! قلت: حدثني به.
قال حدثني شَهْر بن حَوشَب، عن أبي ريحانة، عن عقبة بن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال شعبة: فلما ذكر شهر بن حوشب، قلت: دمَّر هذا الحديث؛ لو صح لي مثل هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إلى من أهلي ومالي والناس أجمعين! !
****************************** ****************
وهذا إمام آخر، طاف نحو طَوَفان شعبة بن الحجاج، من أجل اعتبار حديث واحد أيضاً:
قال محمود بن غَيْلان: سمعت المؤمل ذُكر عنده الحديث الذي يُروى عن أُبيّ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في "فضل القرآن"، فقال حدثني رجل ثقة ـ سماه ـ، قال: حدثني رجل ثقة ـ سماه ـ قال:
أتيت المدائن، فلقيت الرجل الذي يَروي هذا الحديث، فقلت له: حدِّثني؛ فإني أريد البصرة. فقال: هذا الرجل الذي سمعناه منه هو بواسط في أصحاب القصب!
قال: فأتيت واسطاً، فلقيت الشيخ، فقلت: إني كنت بالمدائن، فدلني عليك الشيخ، وإني أريد أن آتي البصرة. قال إن هذا الذي سمعت منه هو بالكَلاء!
فأتيت البصرة، فلقيت الشيخ بالكلاء، فقلت له: حدِّثني؛ فإني أريد أن آتي عَبَّادان. فقال إن الشيخ الذي سمعناه منه هو بعَبَّادان! فأتيت عَبَّادان، فلقيت الشخ، فقلت له: اتق الله؛ ما حال هذا الحديث؟ ! ! أتيت المدائن، فقصصت عليه، ثم واسطاً، ثم البصرة، فدُلِلْت عليك، وما ظننت إلا أن هؤلاء كلَّهم قد ماتوا! فأخبرني بقصة هذا الحديث؟ !
فقال: إنا اجتمعنا هنا، فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن، وزهدوا فيه، وأخذوا في هذه الأحاديث، فقعدنا، فوضعنا لهم هذه الفضائل حتى يرغبوا فيه! !
يقول المعلمي ـ رحمه الله ـ معلقاً على هذه القصة:
"لعل هذا الرجل قطع نحو ثلاثة أشهر مسافراً لتحقيق رواية هذا الحديث الواحد".
****************************** ****************
ولا ننسى رُحلة أمير المؤمنين سيد المحدثين البخاري-رحمه الله- حينما جاب الأرض ستة عشر عاما في إتمام كتابه الجامع الصحيح..

محمد طه شعبان
2017-12-04, 11:55 AM
يقول عبد الله ابن الإمام أحمد رحمه الله: سَأَلْتُ أَبِي عَمَّنْ طَلَبَ الْعِلْمَ، تَرَى لَهُ أَنْ يَلْزَمَ رَجُلًا عِنْدَهُ عِلْمٌ فَيَكْتُبُ عَنْهُ؟ أَوْ تَرَى أَنْ يَرْحَلَ إِلَى الْمَوَاضِعِ الَّتِي فِيهَا الْعِلْمُ فَيَسْمَعُ مِنْهُمْ؟
قَالَ يَرْحَلُ يَكْتُبُ عَنْ كُلٍّ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، وَالْبَصْرِيِّي نَ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَالشَّامِ؛ يُشَامُّ النَّاسَ، يَسْمَعُ مِنْهُمْ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) «مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله» (ص439)، طـ المكتب الإسلامي – بيروت، وأخرجه الخطيب في «الرحلة في طلب الحديث» (12)، وفي «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1683).

محمد طه شعبان
2017-12-14, 07:23 AM
وَعَنْ جَعْفَرٍ الطَّيَالِسِيِّ ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَرْبَعَةٌ لَا تُؤْنِسُ مِنْهُمْ رُشْدًا: حَارِسُ الدَّرْبِ، وَمُنَادِي الْقَاضِي، وَابْنُ الْمُحْدِثِ، وَرَجُلٌ يَكْتُبُ فِي بَلَدِهِ، وَلَا يَرْحَلُ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ رحمه الله: لَوْ أَنَّ رَجُلًا سَافَرَ مِنْ أَقْصَى الشَّامِ إِلَى أَقْصَى الْيَمَنِ؛ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ حِكْمَةٍ مَا رَأَيْتُ سَفَرَهُ ضَاعَ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه الخطيب البغدادي في «الرحلة في طلب الحديث» (27)، وفي «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1685).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) «جامع بيان العلم وفضله» (1/ 399).

محمد طه شعبان
2017-12-16, 12:09 PM
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ؛ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؛ يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.. الحديث([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) متفق عليه: أخرجه البخاري (89)، ومسلم (1479).

محمد طه شعبان
2017-12-18, 12:28 PM
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ يَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ حَتَّى يَجِيئَ فَيُحَدِّثَنِي فَعَلْتُ؛ وَلَكِنِّي كُنْتُ أَذْهَبُ إِلَيْهِ فَأَقِيلُ عَلَى بَابِهِ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيَّ فَيُحَدِّثَنِي([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (568).

محمد طه شعبان
2017-12-18, 12:28 PM
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ الْأَعْمَى، يُحَدِّثُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَهُوَ بِمِصْرَ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثٍ سَمِعَهُ مِنْ، رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَى مَنْزِلَ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، وَهُوَ أَمِيرُ مِصْرَ، فَأُخْبِرَ بِهِ، فَعَجِلَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَعَانَقَهُ، وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ غَيْرِي وَغَيْرُ عُقْبَةَ؛ فَابْعَثْ مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى مَنْزِلِهِ، قَالَ: فَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ يَدُلُّهُ عَلَى مَنْزِلِ عُقْبَةَ، فَأُخْبِرَ عُقْبَةُ بِهِ، فَعَجِلَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَعَانَقَهُ، وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ فَقَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ غَيْرِي وَغَيْرُكَ فِي سِتْرِ الْمُؤْمِنِ؛ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ سَتَرَ مُؤْمِنًا فِي الدُّنْيَا عَلَى خُرْبَةٍ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ: صَدَقْتَ، ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَا أَدْرَكَتْهُ جَائِزَةُ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ إِلَّا بِعَرِيشِ مِصْرَ.
وفي لفظ: فَأَتَى أَبُو أَيُّوبَ رَاحِلَتَهُ فَرَكِبَهَا وَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَا حَلَّ رَحْلَهُ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه أحمد (16960) و (17391) و (17454)، والحميدي في «مسنده» (388)، والخطيب في «الرحلة» (34)، وابن عبد البر في «الجامع» (567)، وغيرهم.

محمد طه شعبان
2017-12-23, 04:39 PM
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ رَجُلًا مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه، وَهُوَ بِمِصْرَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَمُدُّ لِنَاقَةٍ لَهُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، وَلَكِنْ سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ. قَالَ: كَذَا وَكَذَا([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه الدارمي في «سننه» (591).

محمد طه شعبان
2017-12-23, 04:40 PM
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: لَو أُنْسِيْتُ آيَةً لَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُذَكِّرُنِيْهَ ا إِلَّا رَجُلًا بِبَرْكِ الغَمَادِ، رَحَلْتُ إِلَيْهِ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) «سير أعلام النبلاء» (2/ 342).

محمد طه شعبان
2017-12-23, 05:16 PM
وَهَذَا الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه - وَهُوَ مَنْ هُوَ – يقول: «وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ؛ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ، تَبْلُغُهُ الإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ»، قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حِلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَلَا يَعِيبُهُ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وفي لفظ لمسلم: وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ».

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) متفق عليه: أخرجه البخاري (5002)، ومسلم (2462).

محمد طه شعبان
2017-12-23, 05:16 PM
قِيلَ لِلْإِمامِ أَحْمَدَ رحمه الله: أَيَرْحَلُ الرَّجُلُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ؟ فَقَالَ: بَلَى وَاللَّهِ شَدِيدًا؛ لَقَدْ كَانَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ يَبْلُغُهُمَا الْحَدِيثُ عَنْ عُمَرَ، فَلَا يُقْنِعُهُمَا حَتَّى يَخْرُجَا إِلَيْهِ فَيَسْمَعَانِهِ مِنْهُ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) «علوم الحديث» (ص354)، طـ دار الكتب العلمية، و«فتح المغيث» (3/ 276)، طـ مكتبة السنة – مصر، وأخرجه الخطيب بنحوه في «الجامع لأخلاق الراوي» (117).

محمد طه شعبان
2017-12-23, 05:17 PM
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: «إِنْ كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمْ نَرْضَ، حَتَّى رَكِبْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه الدارمي في «سننه» (583)، والخطيب في «الرحلة» (21)، وفي «الجامع» (1684)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1684).

رضا الحملاوي
2017-12-23, 07:45 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد
وفقنا الله وإياكم

محمد طه شعبان
2017-12-23, 08:19 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد
وفقنا الله وإياكم
وفقك الله يا دكتور رضا، وبارك فيك.

محمد طه شعبان
2018-01-01, 09:36 AM
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «كُنْتُ أَرْحَلُ إِلَى الرَّجُلِ مَسِيرَةَ أَيَّامٍ؛ لَأَسْمَعَ مِنْهُ فَأَوَّلُ مَا أَفْتَقِدُ مِنْهُ صَلَاتَهُ، فَإِنْ أَجِدْهُ يُقِيمُهَا أَقَمْتُ وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَإِنْ أَجِدْهُ يُضَيِّعْهَا رَجَعْتُ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَقُلْتُ: هُوَ لِغَيْرِ الصَّلَاةِ أَضْيَعُ»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه الخطيب في «الرحلة» (22)، وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 220).

محمد طه شعبان
2018-01-01, 09:36 AM
عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، لَمْ يُسَمِّهِ: أَنَّ مَسْرُوقًا رَحَلَ فِي حَرْفٍ، وَأَنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَحَلَ فِي حَرْفٍ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (26129)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (571).
ولعل أبا سعيد هو الحسن البصري.

محمد طه شعبان
2018-01-01, 09:37 AM
عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَطْلَبَ لِلْعِلْمِ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (26128)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (2/ 95)، وأبو خيثمة زهير بن حرب في «العلم» (32)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص224)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (572).

رضا الحملاوي
2018-01-18, 09:43 PM
عن علي بن عاصم بن صهيب رحمه الله قال:

دفع إليّ أبي مائة ألف درهم، وقال: اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث.

[تاريخ بغداد [13/407]، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم [10/103]].

منقول

محمد طه شعبان
2018-02-12, 06:00 PM
عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، بِحَدِيثٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَعْطَيْتُكَهُ بِغَيْرِ شَيْءٍ، وَإِنْ كَانَ الرَّاكِبُ لَيَرْكَبُ إِلَى الْمَدِينَةِ فِيمَا دُونَهُ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (26130)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (573).