تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما الفرق بين دعاء صاحب القبر وتحري دعاء الله عند قبر رجل صالح



عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-04, 01:12 AM
ورد في موقع (طريق الإسلام)
ثالثاً: دعاء الأموات أو الاستغاثة بهم أو طلب المدد منهم أو الذبح لهم، والاعتقاد فيهم أنهم يملكون جلب نفع أو دفع ضر أو شفاء مريض أو رد غائب كل ذلك وأشباهه شرك أكبر يخرج عن ملة الإسلام.

رابعاً: الذبح لله عند القبور تبركاً بأهلها وتحري الدعاء عندها، وإطالة المكث عندها رجاء بركة أهلها، والتوسل بجاههم أو حقهم ونحو ذلك بدعٌ محدثة، بل ووسائل من وسائل الشرك الأكبر، فيحرم فعلها ويجب نصح من يعمله.

خامساً: أما الذبيحة عند القبور تحرياً لبركات أهلها: فهو منكر وبدعة لا يجوز أكلها; حسماً لمادة الشرك ووسائله، وسداً لذرائعه، أما إن قصد بالذبيحة التقرب إلى صاحب القبر صار شركاً بالله أكبر ولو ذكر اسم الله عليها؛ لأن عمل القلوب أبلغ من عمل اللسان وهو الأساس في العبادات.


قلت:
لماذا (رابعا) و (خامسا) ليست مخرجة من الملة -بحسب فتوى الموقع- ؟
مع أن تحري الدعاء عندها أو الذبح عندها ولو جاء لله فإنه يحمل اعتقادا بأنّ لصاحب القبر وهو الرجل الصالح وسيلة وتقريبا إلى الله ؟!!

محمدعبداللطيف
2017-10-04, 03:08 AM
رابعاً: الذبح لله عند القبور تبركاً بأهلها
لماذا (رابعا) و (خامسا) ليست مخرجة من الملة -بحسب فتوى الموقع- ؟
مع أن تحري الدعاء عندها أو الذبح عندها ولو جاء لله فإنه يحمل اعتقادابأنّ لصاحب القبر وهو الرجل الصالح وسيلة وتقريبا إلى الله؟!!للاجابة على قولك اخى الكريم
فإنه يحمل اعتقادابأنّ لصاحب القبر وهو الرجل الصالح وسيلة وتقريبا إلى الله؟!! لابد من توضيح معنى هذه الجملة الذبح لله عندالقبور تبركاً بأهلها --تتضمن هذه الجملة حكمين اولا-الذبح لله عند القبر -ثانيا -تبركا باهلها--بمعرفة حكم هذين الامرين تتضح الاجابة -اولا حكم الذبح لله عند القبر - يفهم من باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله (لا يذبح لله) يعني أنه تكون النسيكة أو أن تكون الذبيحة مراد بها وجه الله جل وعلا، (بمكان يذبح فيه لغير الله او يتعبدون فيها بأنواع العبادات ويصرفونها لغير الله جل وعلا)، قال الإمـام (بمكان) والباء هنا لها معنى زائد على كلمة (في)، وهذا المعنى الزائد أنها أفهمت معنى الظرفية ومعنى المجاورة جميعا؛لأن الباء تكون للمجاورة أيضا كما تقول: مررت بزيد؛ يعني بمكان قريب من مكان زيد أو مكان مجاور لمكان زيد، والظرفية بـ(في) تفيد أنه في نفس المكان، واستعمال حرف الباء يفيد أنه مجاور لذلك المكان[ وكذلك كلمة عند.]

وهذان المعنيان جميعا مقصودان وهو أن لا يذبح لله:
· بمجاورة المكان الذي يذبح فيه لغير الله.

· ولا في نفس المكان الذي يذبح فيه لغير الله.

لأن الجميع فيها اشتراك مع الذين يذبحون لغير الله جل وعلا.

(باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله) صورة المسألة أنّ مكانا ما يذبح فيه لغير الله ، مثلا عند قبر أو عند مشهد أو عند مكان معظّم, المشركون أو الخرافيون اعتادوا أن يكون هذا المكان مما يتقربون فيه بالذبح أو غيره يتعبدون فيها بأنواع العبادات ويصرفونها لغير الله جل وعلا. لهذا القبر أو البقعة..، فإذا كانوا يتقربون لهذا المكان للقبر أو نحوه، ويذبحون لصاحب هذا القبر يعني من أجله، فإنه لا يحل أن يذبح المسلم الموحّد في هذا المكان، ولو كانت ذبيحته مخلصا فيها لله جل وعلا؛ لأنه يكون قد شابهَ أولئك المشركين في تعظيم الأمكنة التي يتعبدون فيها بأنواع العبادات ويصرفونها لغير الله جل وعلا.

فالذبح لله وحده دونما سواه بإخلاص في المكان الذي يتقرب فيه لغير الله لا يحلّ ولا يجوز؛ بل هو من وسائل الشرك ومما يغري بتعظيم ذلك المكان، وحكمه أنه محرم ووسيلة من وسائل الشرك.---------------------------ثانيا حكم تبركا بأهلها -- تحقيق المقام فى مسألة التبرك : أن التبرك بالشجر أو الحجر أو بالقبر أو ببقاع مختلفة قد يكون شركا أكبر وقد يكون شركا أصغر:
يكون شركا أكبر: إذا طلب بركتها معتقدا أن هذا الشجر أو الحجر أو القبر إذا تمسح به أو تمرَّغ عليه أو التصق به يتوسط له عند الله، فإذا اعتقد فيه أنه وسيلة إلى الله، فهذا اتخاذ إلـه مع الله جل وعلا وشرك أكبر، وهذا هو الذي كان يزعمه أهل الجاهلية للأحجار والأشجار التي يعبدونها، وبالقبور التي يتبركون بها، يعتقدون أنهم إذا عكفوا عندها وتمسحوا بها وبالقبور أو تثروا التراب عليها فإن هذه البقعة أو صاحب هذه البقعة أو الرَّوحانية؛ الروح التي تخدم هذه البقعة أنه يتوسط له عند الله جل وعلا، فهذا راجع إلى اتخاذ أنداد مع الله جل وعلا، قد قال سبحانه ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾[الزمر:3].

ثانيا - ويكون التبرك شركا أصغر: إذا كان هذا التبرك بنثر التراب عليه، أو إلصاق الجسم بذلك، أو التبرك بعين ونحوها، إذا كان من جهة أنه جعله سببا لحصول البركة، بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله؛ يعني جعله سببا مثل ما يجعل لابس التميمة أو لابس الحلقة أو لابس الخيط، جعل تلك الأشياء سببا، فإذا أخذ تراب القبر ونثره عليه لاعتقاده أن هذا التراب مبارك وإذا لامس جسمه فإن جسمه يتبارك من جهة السببية فهذا شرك أصغر؛ لأنه ما صرف عبادة لغير الله جل وعلا، وإنما اعتقد ما ليس سببا مأذونا به شرعا سببا.
وأما إذا تمسح بها -كما هي الحال الأولى- تمسح بها وتمرغ بها والتصق بها لتوصله إلى الله جل وعلا، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة،-- وإذا تأملت ما يصنعه عباد القبور والخرافيون في الأزمنة المتأخرة وفي زماننا هذا، وجدت أنهم يصنعون كما كان المشركون الأولون يصنعوا عند اللات وعند العزى وعند مناة وعند ذات أنواط، فإنهم يعتقدون في القبر؛ بل يعتقدون في الحديد الذي يُسيَّج به القبر، فالمشاهد المختلفة في البلاد التي يفشو فيها الشرك أو يظهر فيها الشرك، تجد أنّ الناس يعتقدون في الحائط الذي على القبر، أو في الشُّباك الحديدي الذي يحيط بالقبر، فإذا مسحوا به كأنهم تمسحوا بالمقبور، واتصلت روحهم بأنه سيتوسط لهم لأنهم عظموه, هذا شرك أكبر بالله جل وعلا لأنه رجع إلى تعلق القلب في جلب النفع وفي دفع الضَّر بغير الله جل وعلا وجعله وسيلة إلى الله جل وعلا كفعل الأولين الذين قال الله فيهم ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾[الزمر:3].
وأمّا في الحال الأخرى أنه يجعل بعض التمسحات أسبابا، مثل ما ترى بعض الناس الجهلة يأتي في الحرم ويتمسح بأبواب الحرم الخارجية، أو ببعض الجدران، أو ببعض الأعمدة.
فهذا إن ظن أن ثَمّ روحاً في هذا العمود، أو هناك أحد مدفون بالقرب منه، أو ثم من يخدم هذا العمود من الأرواح الطيبة -كما يقولون-، فتمسح لأجل أن يصل إلى الله جل وعلا فهذا شرك أكبر.
وأما إذا تمسح باعتقاد أن هذا المقام مبارك وأن هذا سبب قد يشفيه، إذن قلنا إذا كان يتمسح لجعله سببا فهذا يكون شركا أصغر.
وإذا كان تعلق قلبه بهذا الذي المتمسح به والمتبرك به وعظمه ولازمه واعتقد أن ثمّة روحا هنا، أو أنه يتوسل به إلى الله فإن هذا شركا أكبر.----هذا هو تحقيق المقام فى حكم-الذبح لله عند القبر وكذلك حكم التبرك بهذا تتضح الاجابة على السؤال[اختصرته بتصرف من كفاية المستزيد ليناسب اجابة السؤال]

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-04, 05:00 AM
وهل أنت مقتنع بما تنقله أم لا، أنا أعرف أنّك تنشر الدين، وتعلّم الناس الدين، هذا جيّد، ولكن أنا -كعامي جاهل- جئت أسأل عن الفرق، فأنت نقلت لي أشياء لا فرق بينها، أو لا أجد فرقا بينها إمّا لأنني بليد أو لأنّك لم توضّح أكثر، ما الفرق بين التمسح بالعمود للبركة والتسمح بالعمود للبركة وظن أن فيها روحا، يعني الفرق أنّ هذا العمود فيه روح والآخر لا روح فيه، فمن تمسح بالعمود الذي لا روح فيه للبركة فهو مسلم أشرك شركا أصغر، ومن تمسح بالعمود الذي يعتقد أن فيه روحا فهو مشرك شركا أكبر.

أرجوك لأنك تمتلك العلم، وأنا لا أمتلكه، فأرجو إن كان في الكتب القديمة كفر، فعلمني أن أجتنبه، حتى لو اضطررتَ لتكفير صاحب الكتاب الذي تنقل منه، لأننا لا نريد أن أدخل النار ويدخل ملايين الناس الجهال -مثلي- الذين سيقرؤون هذا الشرح حتى يوم القيامة النار، أرجو توضيح المسألة .

يعني هل هناك دليل من السنة أنزل الشرك في هذه المسائل إلى الشرك الأصغر -
وسؤال آخر هل الحلف عبادة، وإذا كان عبادة فكيف يكون صرفه لغير الله شركا أصغر غير مخرج من الملة ؟
ما هي الحقيقة التي فرقت بين أن تكون العبادة مرة (شركا أكبر) ومرة (شركا أصغر)
أم أنّنا نقول: لا يوجد حقيقة ولكنْ هو مجرد تفريق الشارع بينهما ونحن لا ندري ما الحقيقة وراء هذا التفريق ؟

محمدعبداللطيف
2017-10-04, 01:51 PM
هل أنت مقتنع بما تنقله أم لا، ، فأنت نقلت لي أشياء لا فرق بينها، ما الفرق بين التمسح بالعمود للبركة والتسمح بالعمود للبركة وظن أن فيها روحا، يعني الفرق أنّ هذا العمود فيه روح والآخر لا روح فيه، فمن تمسح بالعمود الذي لا روح فيه للبركة فهو مسلم أشرك شركا أصغر، ومن تمسح بالعمود الذي يعتقد أن فيه روحا فهو مشرك شركا أكبر.

أرجوك لأنك تمتلك العلم، وأنا لا أمتلكه، فأرجو إن كان في الكتب القديمة كفر، فعلمني أن أجتنبه، حتى لو اضطررتَ لتكفير صاحب الكتاب الذي تنقل منه،

يعني هل هناك دليل من السنة أنزل الشرك في هذه المسائل إلى الشرك الأصغر -
وسؤال آخر هل الحلف عبادة، وإذا كان عبادة فكيف يكون صرفه لغير الله شركا أصغر غير مخرج من الملة ؟
أولا هل أسئلتك هذه سؤال طالب للهدى مسترشد أم هذه الاسئلة أسئلة معارض للجدال فقط لان سياق الكلام فيه بعض التجاوزات تدل على المقصود وكذلك لابد ان تظهرعقيدتك حتى اعرف كيف استدل لانك ربما تكون معاديا لمن استدل باقوالهم وهذا ظاهر فى قولك حتى لو اضطررتَ لتكفير صاحب الكتاب الذي تنقل منه -فلم يكن داعيا لقول ذلك الان---ومع ذلك سأجيبك على أسئلتك
هل أنت مقتنع بما تنقله أم لانعم ان مقتنع بما اقول وادين به بل واحكم على المخالف بما تقتضيه تلك المخالفة ولكن المشكله عندك فى عدم الاقتناع ما اسبابه فأسباب عدم الاقتناع كثيرة قد بيناها فى مواضيع أخرى
فأنت نقلت لي أشياء لا فرق بينها، ما الفرق بين التمسح بالعمود للبركة [...] والتسمح بالعمود للبركة وظن أن فيها روحا، الفرق بينها فرق واضح يتضح هذا الفرق بما اسقطته من الكلام فاذا اعدت الكلمة التى اسقطتها زال ما اشتبه عليك واتضح الفرق- فالتمسح بالعمود للبركة إذا كان هذا التبرك بإلصاق الجسم بذلك، أو التبرك بعين ونحوها، إذا كان من جهة أنه جعله سببا لحصول البركة، بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله؛ يعني جعله سببا مثل ما يجعل لابس التميمة أو لابس الحلقة أو لابس الخيط، جعل تلك الأشياء سببا، اذا اعتقد انه إذا لامس جسمه فإن جسمه يتبارك من جهة السببية فهذا شرك أصغر؛ لأنه ما صرف عبادة لغير الله جل وعلا، وإنما اعتقد ما ليس سببا مأذونا به شرعا سببا. ---اما اذا تمسح بها لتوصله إلى الله جل وعلا، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة،-فإذا مسحوا به كأنهم تمسحوا بالمقبور، واتصلت روحهم بأنه سيتوسط لهم لأنهم عظموه, هذا شرك أكبر بالله جل وعلا لأنه رجع إلى تعلق القلب في جلب النفع وفي دفع الضَّر بغير الله جل وعلا وجعله وسيلة إلى الله جل وعلا كفعل الأولين الذين قال الله فيهم ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾[الزمر:3]. فان ظن أن ثَمّ روحاً في هذا العمود، أو هناك أحد مدفون بالقرب منه، أو ثم من يخدم هذا العمود من الأرواح الطيبة -كما يقولون-، فتمسح لأجل أن يصل إلى الله جل وعلا فهذا شرك أكبر. فان تعلق قلبه بهذا الذي المتمسح به والمتبرك به وعظمه ولازمه واعتقد أن ثمّة روحا هنا، أو أنه يتوسل به إلى الله فإن هذا شركا أكبر -- ليس الضابط قولك
يعني الفرق أنّ هذا العمود فيه روح والآخر لا روح فيه، فمن تمسح بالعمود الذي لا روح فيه للبركة فهو مسلم أشرك شركا أصغر، ومن تمسح بالعمود الذي يعتقد أن فيه روحا فهو مشرك شركا أكبر.ليس الضابط فى كلامنا ان هذا فيه روح والاخر ليس فيه روح هذا فهمك انت للكلام ولكنا فرقنا بأن يكون الشرك من جهة الاسباب فهذا سرك اصغر وضربنا المثال بلابس التميمة أو لابس الحلقة أو لابس الخيط، قد يجعل تلك الاشياء سببا فيكون شركا اضغر وقد يعتقد انها تنفع و تضر بذاتها فيكون شركا اكبر ---فضابط الشرك الاكبر فى التبرك ان يجعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويطلب منهم فهذا من نواقض الاسلام العشرة التى ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ---
فأرجو إن كان في الكتب القديمة كفر منهج اهل السنة واحد فى مسائل العقيدة وتوحيد العبادة لا فرق بين القديم والحديث بل هى دعوة الانبياء جميعا لا تتغير ولا تتبدل -وماذا تنفع الدلائل القديمة عند من يعترض على الحديثة التى مشربها ومرجعيتها القديمة فالحديثة مبنية على اقوال السلف-
وسؤال آخر هل الحلف عبادة، وإذا كان عبادة فكيف يكون صرفه لغير الله شركا أصغر غير مخرج من الملة ؟ التنديد يكون في الألفاظ، والتنديد هنا المراد به التنديد الأصغر الذي هو شرك أصغر في الألفاظ، وليس التنديد الذي هو الشرك الأكبر، وقوله جل وعلا (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) هذا عام يشمل اتخاذ الأنداد في بالشرك الأكبر و يشمل أيضا اتخاذ الأنداد بأنواع الإشراك التي دون في الشرك الكبر؛ لأن قوله (أَندَادًا) هذا يعم جميع أنواع التنديد، والتنديد منه ما هو مخرج من الملة، ومنه ما لا يخرج من الملة.
ولهذا ساق عن ابن عباس أنه قال (الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل) فجعل مما يدخل في هذه الآية الشرك الخفي أو شرك الألفاظ التي تخفى على كثير من الناس.
ومناسبة هذا الباب ظاهرة من أن حقيقة التوحيد ألا يكون في القلب إلا الله جل وعلا وألاّ يتلفظ بشيء فيه جعلوا غير الله جل وعلا شريكا له، أو ندا له كمن حلف بغير الله، أو كمن قال ما شاء الله وشاء فلان أو لو لا كليبة هذا لأتانا اللصوص ونحو هذه الألفاظ. ---
«مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ». رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم) (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله) يعني عقد اليمين بغير الله جل وعلا (فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ).
واليمين: هي تأكيد الكلام لمعظم به بين المتكلم والمخاطب، يؤكد الكلام بمعظم به
والواجب أن لا يؤكد الكلام إلا بالله جل وعلا؛ لأن المعظم على الحقيقة هو الله جل وعلا، وأما البشر فليسوا بمعظمين بحيث يُحلف بهم، وإنما ربما عظموا بشيء يناسب ذاتهم، تعظيم البشر اللائق، أما التعظيم الذي يصل إلى الحد الذي يُحلف به، فهذا إنما هو لله جل وعلا.
فإذن الواجب ألا يؤكد الكلام إلا بالله جل وعلا إذا أراد الحلف، إذا أراد أن يكون حالفا فليحلف بالله، فمن(مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ) لماذا كفر أو أشرك؟ لأنه عظم هذا المخلوق كتعظيم الله جل وعلا في الحلف به، وكُفره وشركه شرك أصغر، وقد يصل إلى أن يُشرك بالحلف شركا أكبر إذا عظَّم المحلوف به كتعظيم الله جل وعلا في العبادة.
فإذن صار حقيقة الحلف بغير الله أنه تعظيم لذلك المحلوف به في الحلف، فإذا انضاف إلى ذلك أن المحلوف به معظم في العبادة صار شركا أكبر؛ كحلف الذين يعبون الأوثان بأوثانهم فإنه شرك أكبر؛ لأنه يعظم ذلك الوثن أو ذلك القبر أو تلك البقعة أو ذلك المشهد أو ذلك الولي يعظمه كتعظيم الله في العبادة، فيكون حلفه حلفا بمعظم به في العبادة.
فإذن صار هنا الشرك الأصغر حاصل بمجرد الحلف بغير الله، فكل من حلف بغير الله فهو مشرك الشرك الصغر، قد يصل في بعض الأحوال أن يكون مشركا الشرك الكبر إذا كان يعبد هذا الذي حلف به.
وهناك يمين بغير الله في اللفظ، فهذه أيضا شرك وإن لم يعقد القلب اليمين، كمن يكون دائما على لسانه استعمال الحلف بالنبي أو بالكعبة أو بالأمانة أو بالولي ونحو ذلك وهو لا يريد حقيقة اليمين، وإنما يجري على لسانه مجرى في اللغو، فهذا أيضا شرك لأنه تعظيم لغير الله جل وعلا.[ مختصر من شرح كتاب التوحيد]

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-04, 03:22 PM
ما حكم من
تمسّح بصنم في الهند للبركة وهو لا يعبده ولكنه جعله سببا لحصول البركة ؟
هل تقول أنّ أي شيء لا يُعبَد وإنما يتمسح به المتمسح بعد أن جعله سببا لحصول البركة -يكون شركا أصغر ؟
يعني (أي شيء) ؟
أمّ (أشياء معينة) مثلا قبر رجل صالح، قبر الرسول، الكعبة ؟
وما الضابط ؟

وما حكم من يحلف بالله وحده، ولكنه لا يعد هذا عبادة ؟
ما معنى (اعبدوا الله) هل معناه وحدوه أم تقربوا إليه بالقربات كافة ؟
ما هي الحقيقة التي فرقت بين أن تكون العبادة مرة (شركا أكبر) ومرة (شركا أصغر)
أم أنّنا نقول: لا يوجد حقيقة ولكنْ هو مجرد تفريق الشارع بينهما ونحن لا ندري ما الحقيقة وراء هذا التفريق ؟

وأنا لا أسأل سؤال مجادل وإنما سؤال متعلم .

الطيبوني
2017-10-04, 06:16 PM
http://majles.alukah.net/t161601/

لعلك تجد في هذا الرابط نفس الإشكال الذي طرحته

و في ظني و الله اعلم أن الشرك في الحلف بغير الله و التبرك متعلق بباب الربوبية
و ليس لهما علاقة بتوحيد الألوهية . لان من شرط الشرك في الألوهية أن يكون العمل المصروف عبادة بنص الشارع
و إذا نظرنا إلى الحلف بالله فاحسن احواله ان يكون جائزا إذا لم يتعلق به امرا آخر
و معلوم أن أفراد العبادات تدور بين الوجوب و الاستحباب
فإذا كان ذلك كذلك فالحلف مظنة التعظيم
اذ لا يحلف المرء الا بمن يكون عنده معظما
و هذا التعظيم يتفاوت منه ما يجاوز الحد فيعظم المحلوف به التعظيم الذي لا يليق إلا بالله و هذا شرك اكبر متعلق بالربوبية و يدخل من هذا الوجه في شرك الألوهية باعتبار هذا التعظيم . فهو من أعمال القلوب التي تدخل في حد العبادات المحبوبة لله عز وجل
اما اذا لم تصل المجاوزة إلى هذا الحد و ثبت نوع تنديد و تعظيم لكن لا يصل إلى حد الاول فهذا يكون شركا اصغر بنص الشارع

فقد جاء في النصوص إثبات الشرك لمن حلف بغير الله . و أن الحلف لا يكون إلا لله لسعة عظمته في أسمائه و صفاته و افعاله . فلتمام هذا الكمال الذي لا يشاركه فيه مخلوق خص الشارع الحلف بالله .
و لما كان الحلف بغير الله مقترن بالتعظيم . خص الشارع لكل تعظيم حكمه الخاص به كما قد مر من تفصيل
فالشارع قد حكم عليه بالشرك . و حكم الشارع دليل على ثبوت تعظيم زائد للمخلوق لولاه لما أقدم الحالف بالحلف بذلك المخلوق و لما جوز و اعتقد في قلبه جواز الحلف به

اما التبرك ففي الأصل أنه مباح و قد يتغير الحكم بما يصاحبه من أعمال . سواء كانت ممدوحة او مذمومة
فكما ان التبرك بكلام الله يكون بتلاوته و العمل به . و الحكم يتعلق هنا بالتلاوة و العمل
كما ان التبرك الغير مشروع . يتعلق الحكم بنفس الأعمال التي حصل بها التبرك
فإن كانت عبادة صار الشرك هنا متعلق بالعبادة و الالوهية كما كان من أمر الجاهلية من تبرك المشركين بآلهتهم
فانهم كانوا يعبدونها و يتقربون اليها
اما اذا كان التبرك بأمر مباح في نفسه لم يدل الشارع ان هذا العمل عبادة يحبها الله إذا صرفت إليه
فإن الأمر يرجع الى اعتقاد المتبرك بالمتبرك به . و هذا يرجع للربوبية
فان اعتقد ان المنفعة ذاتية في المتبرك به و أنها ليست من عند الله خلقا فهذا شرك أكبر كما لا يخفى
و ان اعتقد في الشيء انه مبارك . و ليس له دليل شرعي و لا ثبت ذلك عن تجربة الناس الحسية الظاهرة في أحوالهم ومعاشهم . فهذا شرك أصغر متعلق بالاعتقاد . باعتقاد ما لم يجعله الله عز وجل سببا مع اعتقاد ان ذلك من عند الله
و قد وردت بعض النصوص في التمائم و لبس الحلقة و الخيط و غيرها من النصوص التي عليها بنى العلماء القاعدة

و الله اعلم

اما عن سؤالك اخي الكريم

ما حكم من
تمسّح بصنم في الهند للبركة وهو لا يعبده ولكنه جعله سببا لحصول البركة ؟


صورة السؤال هنا قد اعتراها اشكال يشتبه على المجيب
فالأصنام في العرف لا اللغة قد تكون لما يقصد بالعبادة و التعظيم

فإن كان الصنم يعبد و تقدم له القرابين و النذور و يعتقد فيه ما هو حق لله
فلابد للناظر في هذا أن لا يهمل هذه القرينة في الحكم . فقد يتغير الحكم لأجل القرائن و الدلائل
مثل الذي يدعي بطوافه حول القبر انه يطوف لله ؟
قد يحكم عليه بعض أهل العلم بالشرك الأكبر و صورة السؤال ليس فيها عبادة مصروفة لغير الله
لكن لاجل ان ذلك القبر قد علم انه قبر معظم تصرف له العبادات لم يهمل هذا الحال في الحكم على صورة السؤال

و عليه

فجوابا لسؤالك

( هل تقول أنّ أي شيء لا يُعبَد وإنما يتمسح به المتمسح بعد أن جعله سببا لحصول البركة -يكون شركا أصغر ؟ )

لا طبعا بل يجب للحاكم و الناظر

​http://majles.alukah.net/t161062/

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-04, 07:10 PM
هل تقصد أنّ التوجه؛ بناءً على أمر وجوب أو استحباب فهو عبادة
والتوجه؛ بناء على مباح لا يكون عبادة إلا بالنيّة
ومن هنا فالحلف بغير الله الذي يعد شركا أصغر هو من باب العادة أي أن الصحابة لما حلفوا بذلك ولم يكفرهم النبي -ص- لعلمه أنّه جرى على ألسنتهم
وهل التبرك والتوسل والتمسح عبادة ؟
وإذا كان عبادة فلماذا لا نحكم على كل متمسح ومتوسل ومتبرك بغير الله بأنه خارج من الملة سواء اعتقد أنه سبب أو لم يعتقد ؟

الطيبوني
2017-10-04, 07:20 PM
هل تقصد أنّ التوجه ؟


لم افهم مقصودك بالتوجه ؟



وهل التبرك والتوسل والتمسح عبادة ؟


اما التبرك فقد اخبرتك متى يكون ذلك عبادة .

اما التمسح و التمرغ و الزحف فكما تظن انت

اما التوسل فالمشروع سنة مؤثرة
و الممنوع بدعة محدثة

فالاول عبادة لرب العالمين
و الثاني زيادة على سيد المرسلين
و لا نقصد بالثاني ان من توسل الى الله بأمر غير مشروع ان يكون فعله ذلك عبادة للمتوسل به
لا ادري كيف فهمت ذلك !

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-04, 10:10 PM
أهل العلم يفرقون بين التبرك الذي يعتبر بدعة، وبين ما هو داخل في حد الشرك، قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: (فالتبرك بزيد، أو عمرو، أو بجدران الكعبة، أو بما يشبهه، أو بالأسطوانات، هذه بدعة قد تفضي إلى الشرك إذا ظن أن البركة تحصل منها، أما إذا ظن أنها مشروعة، فهذه بدعة... اهـ.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة: (التبرك بالصالحين الأحياء فبدعة، لأن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ لم يفعلوه فيما بينهم لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم، ولأنه وسيلة إلى الشرك بهم، فوجب تركه، وقد يكون شركًا أكبر إذا اعتقد في الصالح أنه ينفع ويضر بتصرفه، وأنه يتصرف في الكون ونحو ذلك، وأما ما فعله الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ مع النبي صلى الله عليه وسلم من التبرك بوضوئه وشعره، فهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، لما جعل الله في جسده وشعره وعرقه من البركة، ولا يلحق به غيره...).اهـ

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-04, 10:28 PM
إذا ظن أنّ البركة تحصل منها
إذا ظن أنّ البدعة مشروعة
إذا اعتقد أنها تنفع وتضر
لا أجد فرقا بينهما، فالذي يظن أن البركة تحصل منها يعتقد أنها تنفع وإن لم يصرح بلسانه، فهو يعتقد نفع بركتها، وإلا فلماذا تبرك بها ؟!!
والذي يظن أن هذه البدعة مشروعة، فهو يصحح البدعة ويعتقد في عقله أنها جائزة، وينسبها للدين ومجرد هذا الاعتقاد مخرج من الملة
والذي يعتقد أنها تضر وتنفع مثلهما
فما الفرق و(الضابط) الذي يفرق بين هذه الأمور الثلاثة ؟

أمّا إجابة الطيبوني، فأرجو أنْ ترتب إجابتك على شكل نقاط؛ وأرجو ألا تكون شاكا فيما تكتب، وألا تكتم العلم، وإذا كنت لا تعرف، أو غير متيقن من إجابتك، فقل
وسؤال بطريقة أخرى :
هل الحلف بغير الله عبادة صغرى فمرتكبها أشرك شركا أصغر
أم أن الحلف بغير الله ليس عبادة، وإنما سمي عبادة مجازا للمشابهة ؟ ولا يوجد عبادة كبرى وعبادة صغرى حقيقة ؟

محمدعبداللطيف
2017-10-05, 02:13 PM
إذا ظن أنّ البركة تحصل منها
إذا ظن أنّ البدعة مشروعة
إذا اعتقد أنها تنفع وتضر
لا أجد فرقا بينهما، فالذي يظن أن البركة تحصل منها يعتقد أنها تنفع وإن لم يصرح بلسانه، فهو يعتقد نفع بركتها، وإلا فلماذا تبرك بها ؟!!
والذي يظن أن هذه البدعة مشروعة، فهو يصحح البدعة ويعتقد في عقله أنها جائزة، وينسبها للدين ومجرد هذا الاعتقاد مخرج من الملة
والذي يعتقد أنها تضر وتنفع مثلهما
فما الفرق و(الضابط) الذي يفرق بين هذه الأمور الثلاثة ؟

أمّا إجابة الطيبوني، فأرجو أنْ ترتب إجابتك على شكل نقاط؛ وأرجو ألا تكون شاكا فيما تكتب، وألا تكتم العلم، وإذا كنت لا تعرف، أو غير متيقن من إجابتك، فقل
وسؤال بطريقة أخرى :
هل الحلف بغير الله عبادة صغرى فمرتكبها أشرك شركا أصغر
أم أن الحلف بغير الله ليس عبادة، وإنما سمي عبادة مجازا للمشابهة ؟ ولا يوجد عبادة كبرى وعبادة صغرى حقيقة ؟ اخى الكريم عبد الله بن عبد الخالق أراك تكرر كثير بعض العبارات التى تدل على انك متشكك فى كثير من منهج اهل السنة فى توحيد العبادة وهذا ظاهر جدا ومتكرر فى عباراتك التى ترمى بها الاخرين فالداء واضح جدا للمتأمل فى كلامك والا لما ترمى الاخرين حتى قبل ان تعرف ردودهم بل هم يردون عليك بالادلة القاطعة واليقين الذى يزيل الشك والريبة فتعاود الرمى للاخرين بالشك هذا دليل واضح انك فى ريب وشك فى مسائل التوحيد التى نتكلم فيها وكما قيل رمتنى بدائها وانسلت -كل ما تسأل عنه اخى الكريم فاجابته مسطرة ومحفوظه فى الكتاب والسنة وكلام الائمة من اهل السنة ولكن المشكلة عندك انت- المشكلة فى فهمك انت لكلام اهل العلم كلام اهل العلم واضح جد ا لا بس فيه وخاصة فيما يتعلق بمسائل التوحيد المشكلة عندك فى فهمك والمقصود بالفهم هنا ليس فهم الكلمات الظاهرة ولكن المقصود بالفهم فهم القلب فهم الاستجابة لما اتضحت براهينه وادلته-قال جل وعلا ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم - معناه لو علم الله فيهم خيرا اى حرصا على تعلم الدين لاسمعم اى لافهمهم فهم استجابه -نعم قد يشكل على الانسان مسألة ويطلب الحق فيها اما التشكيك فى كل مسائل التوحيد كما هو حاصل هذا لابد له كما نصحتك اول الموضوع ان يكون السؤال سوال طالب للهدى مسترشد يريد معرفة الحق الواضح المبين من توحيد الانبياء والمرسلين لا سؤلا متشكك مجادل كما هو واضح من تكرار قولك
هل أنت مقتنع بما تنقله أم لا وقولك
وأرجو ألا تكون شاكا فيما تكتبوقولك
وإذا كنت لا تعرف وقولك
أو غير متيقن من إجابتك نحن نجيبك بكل يسر وسهولة فلما هذا التشكيك لابد من اقبالك على الحق حتى تفهم فهم استجابة لان اشكالاتك الجديدة هذه اجابتها واضحة فيما سبق بل كل ما يخطر على بالك من اسئلة وخاصة فيما يتعلق بمسائل التوحيد مبينة بالادله فى الكتاب والسنة وكتب التوحيد قال جل وعلا ما فرطنا فى الكتاب من شئ ويقول جل وعلا-﴿ هدىً ﴾: ﴿ للمتقين ﴾:بيانٌ ودلالةٌ للمؤمنين الذين يتَّقون الشِّرْك في تخصيصه كتابه بالهدى للمتقين دلالةٌ على أنَّه ليس بهدىً لغيرهم وقد قال: ﴿ والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر ﴾. -- يقول الشيخ بن عثيمين على قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه -إن الله تعالى يتحدث عن القرآن من حيث هو قرآن، لا باعتبار من يتلى عليهم القرآن، والقرآن من حيث هو قرآن لا ريب فيه؛ عندما أقول لك: هذا الماء عذب، فهذا بحسب وصف الماء بقطع النظر عن كون هذا الماء في مذاق إنسان من الناس ليس عذباً؛ كون مذاق الماء العذب مراً عند بعض الناس فهذا لا يؤثر على طبيعة الماء العذب؛ وقد قال المتنبي :

ومن يك ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ يجدْ مُرّاً به الماءَ الزُّلالا

فما علينا من هؤلاء إذا كان القرآن عندهم محل ريبة؛ فإن القرآن في حد ذاته ليس محل ريبة؛ والله يصف القرآن من حيث هو قرآن؛ على أن كثيراً من الذين ادّعوا الارتياب كاذبون يقولون ذلك جحوداً، -- كما قال تعالى: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} [الأنعام: 33] ؛ فكثير منهم ربما لا يكون عنده ارتياب حقيقي في القرآن؛ ويكون في داخل نفسه يعرف أن هذا ليس بقول الرسول وأن محمداً لا يستطيع أن يأتي بمثله؛ ولكن مع ذلك يجحدون، وينكرون .
وما حال المؤمن بهذا القرآن مع المنكر له إلا كما قال الأول :
فهبني قلت : هذا الصبح ليل أيعمى العالمون عن الضياء

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-05, 02:38 PM
من العجيب أن الأخ الفاضل عبد الله بن عبد الخالق يقول أسأل سؤال متعلم، والمتتبع لنقاشه، بل لمواضيعه يجد عكس ذلك؛ بل أحيانًا يتهم محاوره بعدم الفهم والتثبت، وهذا ليس حال المتعلم، أو الناصح، والله أعلم.

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-05, 04:06 PM
ما زلت أنتظر جوابا شافيا وأعترف بأنني جاهل
فأرجو التوضيح

إذا ظن أنّ البركة تحصل منها
إذا ظن أنّ البدعة مشروعة
إذا اعتقد أنها تنفع وتضر
لا أجد فرقا بينهما، فالذي يظن أن البركة تحصل منها يعتقد أنها تنفع وإن لم يصرح بلسانه، فهو يعتقد نفع بركتها، وإلا فلماذا تبرك بها ؟!!
والذي يظن أن هذه البدعة مشروعة، فهو يصحح البدعة ويعتقد في عقله أنها جائزة، وينسبها للدين ومجرد هذا الاعتقاد مخرج من الملة
والذي يعتقد أنها تضر وتنفع مثلهما
فما الفرق و(الضابط) الذي يفرق بين هذه الأمور الثلاثة ؟

وسؤال بطريقة أخرى :
هل الحلف بغير الله عبادة صغرى فمرتكبها أشرك شركا أصغر
أم أن الحلف بغير الله ليس عبادة، وإنما سمي عبادة مجازا للمشابهة ؟ ولا يوجد عبادة كبرى وعبادة صغرى حقيقة ؟

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-05, 04:15 PM
ما زلت أنتظر جوابا شافيا وأعترف بأنني جاهل
فأرجو التوضيح

إذا ظن أنّ البركة تحصل منها
إذا ظن أنّ البدعة مشروعة
إذا اعتقد أنها تنفع وتضر
لا أجد فرقا بينهما، فالذي يظن أن البركة تحصل منها يعتقد أنها تنفع وإن لم يصرح بلسانه، فهو يعتقد نفع بركتها، وإلا فلماذا تبرك بها ؟!!
والذي يظن أن هذه البدعة مشروعة، فهو يصحح البدعة ويعتقد في عقله أنها جائزة، وينسبها للدين ومجرد هذا الاعتقاد مخرج من الملة
والذي يعتقد أنها تضر وتنفع مثلهما
فما الفرق و(الضابط) الذي يفرق بين هذه الأمور الثلاثة ؟

وسؤال بطريقة أخرى :
هل الحلف بغير الله عبادة صغرى فمرتكبها أشرك شركا أصغر
أم أن الحلف بغير الله ليس عبادة، وإنما سمي عبادة مجازا للمشابهة ؟ ولا يوجد عبادة كبرى وعبادة صغرى حقيقة ؟

لو اختصرت الطريق وقلت ما تريده مباشرة لكان خيرًا لك ولنا.

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-05, 04:56 PM
السؤال لك: عبد الله بن عبد الخالق:
هل النية عندك مؤثرة في الحكم أو لا؟

محمدعبداللطيف
2017-10-05, 09:07 PM
ما زلت أنتظر جوابا شافيا وأعترف بأنني جاهل
فأرجو التوضيح

إذا ظن أنّ البركة تحصل منها
إذا ظن أنّ البدعة مشروعة
إذا اعتقد أنها تنفع وتضر
لا أجد فرقا بينهما، فالذي يظن أن البركة تحصل منها يعتقد أنها تنفع وإن لم يصرح بلسانه، فهو يعتقد نفع بركتها، وإلا فلماذا تبرك بها ؟!!
والذي يظن أن هذه البدعة مشروعة، فهو يصحح البدعة ويعتقد في عقله أنها جائزة، وينسبها للدين ومجرد هذا الاعتقاد مخرج من الملة
والذي يعتقد أنها تضر وتنفع مثلهما
فما الفرق و(الضابط) الذي يفرق بين هذه الأمور الثلاثة ؟

وسؤال بطريقة أخرى :
هل الحلف بغير الله عبادة صغرى فمرتكبها أشرك شركا أصغر
أم أن الحلف بغير الله ليس عبادة، وإنما سمي عبادة مجازا للمشابهة ؟ ولا يوجد عبادة كبرى وعبادة صغرى حقيقة ؟ قولك اخى الكريم عبد الله بن عبد الخالق
وأعترف بأنني جاهل هذه اول نقطة على الطريق الصحيح فالاعتراف بالحق فضيلة- وما دمت اعترفت بذلك فالوجب عليك معرفة اول ما فرض الله عليك وهو التوحيد وافراد الله به- ومعرفة الشرك بانواعه ونفيه والبراءة منه ومن اهله كعباد القبور والروافض القبوريين- فاذا تبين لك معرفة اول ما فرض الله عليك وهو التوحيد ونفى الشرك فى العبادة سهل عليك ما نتكلم فيه لانه داخل فى حقيقة ما تضمنته لا اله الا الله
إذا ظن أنّ البركة تحصل منها نقول اولا ان الظن لا يغنى من الحق شيئا -ثانيا هذا الظن أنّ البركة تحصل منها ينقسم كما مر سابقا الى ظنين -ان يظن ان جسمه يتبارك من جهة السببية فهذا شرك أصغر؛ لأنه ما صرف عبادة لغير الله جل وعلا، وإنما اعتقد ما ليس سببا مأذونا به شرعا سببا. اعتقد انهم اسباب كالاوية المباحة مثلا يعتقد الانسان ان هذه الادوية سبب فى العلاج وهذا سبب صحيح شرعى ثبت بالتجربة الصحيحة الظاهره اما جعل القبور اسبابا فهو سبب باطل لانه سبب وهمى وليس سبب حقيقى امر به الشارع بل نهى عنه الشرع --- والظن الثانى هو ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا بأن تلك القبور او اصحابها توصله إلى الله جل وعلا يعتقد أن هذا الشجر أو الحجر أو القبر إذا تمسح به أو التصق به يتوسط له عند الله، فإذا اعتقد فيه أنه وسيلة إلى الله، فهذا اتخاذ إلـه مع الله جل وعلا وشرك أكبر، يعتقد ان هذه القبور ترفع أمره إلى الله أو أنه إذا فعل ذلك عَظُم قدره عند الله او ان اصحاب هذه القبور تشفع له عند الله أو نحو تلك الاعتقادات التي فيها اتخاذ الوسائل إلى الله جل وعلا فهذا يكون التبرك على ذاك النحو شرك أكبر. وهذا هو الذي كان يزعمه أهل الجاهلية للأحجار والأشجار التي يعبدونها، وبالقبور التي يتبركون بها، يعتقدون أنهم إذا عكفوا عندها فانها تقربهم الى الله وتشفع لهم عنده و توصلهم الى الله وتحصل بركتها-كما فى حديث أبي وَاقِدٍ الّليْثِيّ ، قال: خرجنا مع رسول الله إِلَى حُنَيْنٍ، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سِدْرَة يعكفون عندها ويَنُطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذاتُ أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسولَ الله اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم «الله أكبر! إنها السنن! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾-----
إذا ظن أنّ البدعة مشروعة
إذا اعتقد أنها تنفع وتضر
لا أجد فرقا بينهما، فالذي يظن أن البركة تحصل منها يعتقد أنها تنفع وإن لم يصرح بلسانه، فهو يعتقد نفع بركتها، وإلا فلماذا تبرك بها ؟!! لا تتعجب اخى الكريم عبد الله بن عبد الخالق--الاجابة كانت موجوده وانت تغافلت عنها بل اسقطتها - اذا جعل ما ليس بسبب سببا وضربنا مثلا بلابس التميمة اذا جعلها سببا وهى ليست بسبب لا شرعا ولا قدرا تكون شركا اصغر لان اعتقاد النفع والضر من جهة جعل الاسباب الوهمية اسبابا--- اما اعتقاد النفع والضر على انها هى الفاعلة المتصرفة فى الكون بذاتها الخالقة الموجده لهذا الامر فان هذا هو الشرك فى الربوبية هذا هو الشرك الاكبر---كذلك شرك الوساطة ان يعتقد انها توصله الى الله وانها وسيلته فى حصول البركة و لها حق التصرف وانها تشفع له عند الله وان لها حق التصرف فى الكون فهذا شرك المشركين الاولين ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ما اعتقدوا فيهم هذه الاشياء وصرفوا لهم العبادة الا ليشفعوا لهم ويقربوهم الى الله ولكى تحصل بركتهم وواقع هؤلاء القبوريين المشركين شاهد على صحة ما نقول فشركهم اشد من شرك اهل الجاهلية بكثير جدا وهذا معروف للجميع وهم يعلنون ذلك ويعتقدونه دينا ويدافعون عنه ويصفون المخالف لهم بعدم محبة الاولياء والصالحين واذا اردت ان انقل لك بعض اقولهم التى فيها الشرك الصريح الذى فاق شرك الاولين نقلته لك وانا اظن ان تعلم ذلك لانه لا يخفى على احد --
والذي يظن أن هذه البدعة مشروعة، فهو يصحح البدعة ويعتقد في عقله أنها جائزة، وينسبها للدين ومجرد هذا الاعتقاد مخرج من الملةالبدع محرمة فهي في أعلى درجات المحرم، وتكاد كلها أن تكون كبائر, فإن التشريع الزائد, أو الناقص, أو تغيير الأصل لو لم يكن بناء على اجتهاد خاطئ, أو تأويل غير مقبول لكان كفراً---- وقد يقسم بعض العلماء البدع الى بدع مكفرة وبدع غير مكفره فاذا كانت البدع كالاحتفال بالموالد مثلا اذا كانت تتضمن شركا اكبر كالاستغاثة ودعاء النبى صلى الله عليه وطلب البركة منه او طلب الحوائج فان هذه بدع مكفره---- واذا كانت البدع فيما دون الشرك الاكبر كوسائل الشرك مثلا فهى بدع غير مكفره-----
وسؤال بطريقة أخرى :
هل الحلف بغير الله عبادة صغرى فمرتكبها أشرك شركا أصغر
أم أن الحلف بغير الله ليس عبادة، وإنما سمي عبادة مجازا للمشابهة ؟ ولا يوجد عبادة كبرى وعبادة صغرى حقيقة ؟الحلف هو تأكيد شيئ بمعظم , و تعظيم الله عبادة , فاذا حلفت بالله فقد عظمت الله . واذا حلفت بغير الله فقد عظمت غير الله --- ولكن التعظيم درجتان تعظيم العباده----- وتعظيم يسميه علماء التوحيد [نوع تعظيم]--فالاول وهو تعظيم العبادة هذا شرك اكبر وقد بيناه سابقا ولكنك اخى الكريم عبد الله بن عبد الخالق غفلت عنه وسأعيده للفائدة لماذا كفر أو أشرك؟ لأنه عظم هذا المخلوق كتعظيم الله جل وعلا في الحلف به، وكُفره وشركه شرك أصغر، وقد يصل إلى أن يُشرك بالحلف شركا أكبر إذا عظَّم المحلوف به كتعظيم الله جل وعلا في العبادة.
فإذن صار حقيقة الحلف بغير الله أنه تعظيم لذلك المحلوف به في الحلف، فإذا انضاف إلى ذلك أن المحلوف به معظم في العبادة صار شركا أكبر؛ كحلف الذين يعبون الأوثان بأوثانهم فإنه شرك أكبر؛ لأنه يعظم ذلك الوثن أو ذلك القبر أو تلك البقعة أو ذلك المشهد أو ذلك الولي يعظمه كتعظيم الله في العبادة، فيكون حلفه حلفا بمعظم به في العبادة--- وكذلك يكون الحلف شركا اكبر اذا اعتقد الحالف أن المحلوف به يستحق من التعظيم مثل ما يستحق الله ، فهذا شرك أكبر--وان لم يعتقد ذلك فهو شرك اصغر وكذلك اذا اعتقد ان المحلوف به مساوى لله فى التعظيم كان شركا اكبر----ويقول الشيخ بن عثيميين ( إن الشرك الأصغر كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك و دلت النصوص على أنه ليس من الأكبر مثل : ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) نقول : الشرك هنا أصغر لأنه دلت النصوص على أنه مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة )--- اذا عرفت اخى الكريم الفرق بين تعظيم العبادة ونوع التعظيم الذى يسميه العلماء شرك دون شرك فهو تعظيم دون تعظيم-- يعنى هو تعظيم دون تعظيم العبادة كما بيناه سابقا --ارجو ان تكون زالت اشكالاتك والا فاسأل الله ان يريك الحق حقا ويهديك الى صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-06, 05:14 AM
شكرا لقد اهتديت بحمد الله -إن شاء الله- وأنا مقتنع بكلامك؛ لأنّ العلم لا يمكن ردّه إلا من جاهل أو أحمق أو مكابر، والعلم أقوى مني، وأقوى من كل جهل، وآسف إذا ضايقتك ببعض الأسئلة، فكل هذا من باب التعلم فأنا لا أعرف شيئا في هذه الأمور، ولا أعذر نفسي بالجهل إذا ركبته، وإنما أسارع للسؤال ...

محمدعبداللطيف
2017-10-06, 01:12 PM
شكرا لقد اهتديت بحمد الله -إن شاء الله- وأنا مقتنع بكلامك؛ لأنّ العلم لا يمكن ردّه إلا من جاهل أو أحمق أو مكابر، والعلم أقوى مني، وأقوى من كل جهل، وآسف إذا ضايقتك ببعض الأسئلة، فكل هذا من باب التعلم فأنا لا أعرف شيئا في هذه الأمور، ولا أعذر نفسي بالجهل إذا ركبته، وإنما أسارع للسؤال ... بارك الله فيك اخى الكريم عبد الله بن عبد الخالق وأسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-06, 01:37 PM
شكرا لقد اهتديت بحمد الله -إن شاء الله- وأنا مقتنع بكلامك؛ لأنّ العلم لا يمكن ردّه إلا من جاهل أو أحمق أو مكابر، والعلم أقوى مني، وأقوى من كل جهل، وآسف إذا ضايقتك ببعض الأسئلة، فكل هذا من باب التعلم فأنا لا أعرف شيئا في هذه الأمور، ولا أعذر نفسي بالجهل إذا ركبته، وإنما أسارع للسؤال ...

نرجو أن توضح لنا ما الذي اقتنعت به؟

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-07, 07:37 AM
صراحة، للتو راجعت إجابات الأخ، وتمعنت في الأمثلة التي ضربها، وفي الضابط الذي قدمه، فلم أجده ضابطا صحيحا، وأنا لا أقول للناس : اشركوا بالله ...
ولكن أطلب من يوضح لي أكثر ...
فما زال عقلي لا يفرق بين من جعل الشيء سببا، ومن تسمح به ليوصله لله أو يقربه لله
فإنّ من يجعل ما ليس سببا ماديا= سببا، فإنّه يعتقد أنّه يوصل لله أو يقرب لله
فكلاهما واحد أشرك شركا أكبر .
إلا إذا قيل أنّ النص هو الذي يفرق بينهما، بدون معرفتنا لضابط وطبيعة هذا التفريق
مثلا
الحلف عبادة
والسجود عبادة
والشريعة تقول بأن السجود لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة
وتقول بأن الحلف بغير الله شرك أصغر غير مخرج من الملة
فنقول مثل ما تقول الشريعة، ولا نعرف الفرق في التمييز بين حكم الحالف بغير الله والساجد لغير الله مع كون كلا منهما صرف العبادة لغير الله .

فهل كلامي صحيح ؟
وهل هناك دليل من الشريعة يبين أنّ جعل الشيء الذي ليس سببا ماديا- سببا، هل هناك دليل يجعله ( من الشرك الأصغر)
حتى نقول: أنّ المتمسح بالحجر أشرك شركا أصغر فقط

محمدعبداللطيف
2017-10-07, 02:19 PM
صراحة، للتو راجعت إجابات الأخ، وتمعنت في الأمثلة التي ضربها، وفي الضابط الذي قدمه، فلم أجده ضابطا صحيحا، وأنا لا أقول للناس : اشركوا بالله ...
ولكن أطلب من يوضح لي أكثر ...
فما زال عقلي لا يفرق بين من جعل الشيء سببا، ومن تسمح به ليوصله لله أو يقربه لله
فإنّ من يجعل ما ليس سببا ماديا= سببا، فإنّه يعتقد أنّه يوصل لله أو يقرب لله
فكلاهما واحد أشرك شركا أكبر .
إلا إذا قيل أنّ النص هو الذي يفرق بينهما، بدون معرفتنا لضابط وطبيعة هذا التفريق
مثلا
الحلف عبادة
والسجود عبادة
والشريعة تقول بأن السجود لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة
وتقول بأن الحلف بغير الله شرك أصغر غير مخرج من الملة
فنقول مثل ما تقول الشريعة، ولا نعرف الفرق في التمييز بين حكم الحالف بغير الله والساجد لغير الله مع كون كلا منهما صرف العبادة لغير الله .

فهل كلامي صحيح ؟
وهل هناك دليل من الشريعة يبين أنّ جعل الشيء الذي ليس سببا ماديا- سببا، هل هناك دليل يجعله ( من الشرك الأصغر)
حتى نقول: أنّ المتمسح بالحجر أشرك شركا أصغر فقط

قولك
فما زال عقلي لا يفرق بين من جعل الشيء سببا، ومن تسمح به ليوصله لله أو يقربه لله
فإنّ من يجعل ما ليس سببا ماديا= سببا، فإنّه يعتقد أنّه يوصل لله أو يقرب لله
فكلاهما واحد أشرك شركا أكبر .
إلا إذا قيل أنّ النص هو الذي يفرق بينهما، بدون معرفتنا لضابط وطبيعة هذا التفريقلما لا يزال عقلك لا يفرق بين احكام الشريعة إعلم اولا ان احكام الشريعة عموما معلله لا تفرق بين متماثلين ولا تجمع بين مختلفين
بين من جعل الشيء سببا، ومن تسمح به ليوصله لله أو يقربه لله بمعرفة ضابط الشرك الاكبر والاصغر والفرق بينهما يزول الاشتباه من عقلك بأن النص وحده هو الذى يفرق بينهما- نعم النص يفرق بينهم ولكن جاءت نصوص اخرى عن النبى صلى الله عليه وسلم موضحة ومبينة ومفرقه- تأمر بحماية جناب التوحيد وهى ما يسمية العلماء باب سد الذرائع المفضية الى الشرك ومنها هذا الباب وهو سد كل ذريعة ووسيله تفضى الى الشرك وهذه مبنية ايضا على النصوص والقياس على النصوص الاخرى والقياس ايضا على العلل فى النصوص- كما فى حديث عمرو بن عبسة فى النهى عن الصلاة عند طلوع الشمس لان العلة ان الكفار يصلون فى هذا الوقت وكذلك ما ورد من احاديث سابقا من النهى عن الذبح او النذر فى اماكن اعياد الكفار فسد وسائل الشرك مرجعها الى النصوص فيبين العلماء هذه الاحكام بناءا على النصوص والاحكام والعلل- بل قولك ان النص وحده هو الذى يفرق بينهم انت اخى الكريم لا تلتزم به فانك اذا التزمت بتفريق النص فى الشرك الاكبر والاصغر لاغناك عن معرفة العلل والحكمة ولأرحت عقلك من عناء معرفة العلل والفروق-- وقولك
فإنّ من يجعل ما ليس سببا ماديا= سببا--ما الذى جعلك تقيد هنا بالسبب المادى-نحن نقول كل من جعل ما ليس بسبب سواء مادى او غير مادى ولم نقيد - ولكن الضابط فى السبب ان الله لم يجعله سببا لا شرعا ولا قدرا الاثنين مجتمعة وضربنا المثال بلابس التميمة -التميمة لم يجعلها الله سببا شرعيا فى دفع المرض او رفعه -وكذلك لم يجعلها سببا قدريا فى دفع المرض---واضرب لك مثال بالسبب الشرعى والقدرى حتى تتضح صورة المسألة-1- دواء الطبيب جعله الله سببا شرعيا وقدريا فى دفع المرض-امر به الشرع- تداووا عباد الله الحديث وكذلك من جهة القدر فان لكل داء دواء- ومثال اخر الماء جعله الله سببا فى ارواء العطش--- ولكن هنا اذا اروى الانسان عطشة بالخمر مثلا فهنا خالف الشرع ولم يخلف القدر وهو ارواء العطش وهذا لا يجوز الا فى حالة المضطر - فلا بد ان يكون السبب ثابت شرعا وقدرا---فاذا لم يثبت شرعا فقط كالخمر فهو المحرم واذا لم يثبت قدرا فهذا قدح فى العقل - اما اذا لم يثبت شرعا ولا قدرا واتخذه سببا فهذا هو الشرك الاصغر--والشرك الاصغر ليس محصورا بهذا التعريف ولكنه احد اقسام وتعريفات الشرك الاصغر لان الشرك الاصغر له اقسام وانواع متعددة منها هذا ومنها ان كل شرك اطلق علية الشارع انه شرك اصغر غير مخرج من الملة - وكذلك الوسائل والزرائع المفضية الى الشرك هى شرك اصغر---اما الفارق بين الاكبر والاصغر فى هذه المسألة--الاصغر هو جعلها سببا فى البركة---كشارب الدواء يعتقد انه سبب فى الشفاء اما اذا اعتقد فى الدواء انه يشفى بذاته بدون اذن الله وانه هو المتصرف الشافى الفاعل باستقلال للشفاء فهذا هو الشرك الاكبر فى الربوبية--وقس على هذا جميع الاسباب---وبهذا يظهر بطلان قولك
فإنّه يعتقد أنّه يوصل لله أو يقرب لله
فكلاهما واحد أشرك شركا أكبر . هذا راجع لعدم التفريق هو الذى اوقعك فى هذا الاشكال---
الحلف عبادة
والسجود عبادة
والشريعة تقول بأن السجود لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة
وتقول بأن الحلف بغير الله شرك أصغر غير مخرج من الملة
فنقول مثل ما تقول الشريعة، ولا نعرف الفرق في التمييز بين حكم الحالف بغير الله والساجد لغير الله مع كون كلا منهما صرف العبادة لغير الله . قد بينا فيما سبق الكلام على الحلف وقلنا الحلف هو تأكيد شيئ بمعظم , و تعظيم الله عبادة , فاذا حلفت بالله فقد عظمت الله . واذا حلفت بغير الله فقد عظمت غير الله --- ولكن التعظيم درجتان تعظيم العباده----- وتعظيم يسميه علماء التوحيد [نوع تعظيم]----اما السجود فهو انواع- سجود العباده - وسجود فيه نوع تعظيم وهو محرم ومن وسائل الشرك الاكبر- وسجود تحية واكرام وهذا ايضا فيه نوع تعظيم ولكن ليس تعظيم العبادة ولكنه تعظيم التوقير والاحترام وهذا ايضا ممنوع فى الشريعة الاسلامية--وهذا موضح فى سجود معاذ للنبى صلى الله عليه وسلم----- وقد تكلمنا على هذا الموضوع باستفاضه فى موضوع [ما هو حد العبادة]----- (http://majles.alukah.net/t122304-2/) وقولك
فنقول مثل ما تقول الشريعة، ولا نعرف الفرق في التمييز بين حكم الحالف بغير الله والساجد لغير الله مع كون كلا منهما صرف العبادة لغير الله ---بمعرفة الفرق بين الشرك الاكبر الذى هو صرف العبادة لغير الله--- وبين الاشرك الاصغر الذى هو كل شرك نص عليه الشارع انه شرك ولكن لم يصل الى رتبة العبادة كما وضحناه سابقا فى الكلام على الحلف بغير الله والذى اقررت اخى الكريم عبدالله بصحته يتضح الفرق -وكذلك بمعرفة وسائل وزرائع الشرك التى بينها النبى صلى الله عليه وسلم فى الاحاديث السابقة والموجودة فى كتب التوحيد بسؤال النبى صلى الله عليه وسلم هل كان فيها عيد من اعياد الجاهليه وسؤاله هل كان فيها وثن يعبد سأل النبى الصحابة قبل الذبح وقبل وفاء النذر لاغلاق كل طريق ووسيلة مؤدية الى الشرك الاكبر حماية لجناب التوحيد-- فهذه هى النصوص عن النبى صلى الله عليه وسلم واضحة جلية فى التفريق بين صرف العبادة وبين اغلاق باب وسائل الشرك وزرائعه -فلابد من قبول جميع النصوص الوارده بحكمها وعلتها لان جميع احكام الشريعة معللة عند اهل السنة والجماعة فبجمع النصوص بقيودها وضوابطها تظهر الفروق وتعرف حدود ما انزل الله على رسوله وتميز بين صور الشرك الاكبر والاصغر
إلا إذا قيل أنّ النص هو الذي يفرق بينهما، بدون معرفتنا لضابط وطبيعة هذا التفريق
مثلا انا اسألك سؤالا اخى الكريم عبد الله بن عبد الخالق ما هو السبب عندك فى التفرقة بين العدد واحد والعدد إثنين هل السبب مجرد ذكر علماء الرياضيات ذلك ام لِعِلة - فاذا كانت اجابتك لِعِله -فما بالك بكلام احكم الحاكمين العالم بدقائق الامور اتصدر احكامه لمجرد الامر -ام انها مشتملة على الحكمة البالغة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ومعرفةحدود الأسماء واجبة ، لاسيما حدود ما أنزل الله على رسوله ) ، الفتاوى 20/37،----قال الشيخ عبد الله ابا بطين (ومما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله لأن الله سبحانه ذم من لا يعرف حدود ما أنزل الله على رسوله فقال تعالى (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) رسالةالانتصار ---قال الحافظ ابن رجب: وهذه المسائل: أعني مسائل الأسماء والإيمان، والكفر والنفاق، مسائل عظيمة جداً؛ فإن الله عز وجل علَّق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار.
والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة،وهو خلاف الخوارج للصحابة، حيث أخرج الخوارج عصاة الموحدين من الإسلام بالكلية، وأدخلوهم في دائرة الكفر، وعاملوهم معاملة الكفار، واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأموالهم.---قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله في منهاج التأسيس ص12 (وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة---فيتضح من ذلك اهمية معرفة حدود ما انزل الله -حتى لا تدخل بعض الصور فى بعض تدخل صورة الشرك الاكبر فى الاصغر والعكس- العلم اخى الكريم نصفه في التعاريف والضوابط، فلابد أن تعتني بمعرفة القيود، إذا سمعت قيدا في مسألة فإن القيد أهميته كأهمية أصل المسألة؛ لأنه بدون فهم القيد يكون تصور أصل المسألة غير صحيح
وكذلك التقاسيم، تجد في بعض كتب أهل العلم مثلا قول بأن هذه المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، مثلا الشرك ينقسم الى اكبر واصغر وخفى و هذه الصور لها ضوابط وقيود وحالات مختلفة، يقول بن القيم رحمه الله: العلم إدراكه في إدراك التقاسيم.
إذا رأيت في كلام بعض أهل العلم أن هذه تنقسم إلى كذا وكذا فلابد من معرفة هذه التقسيمات، لأن في التقسيمات ما يجلو المسألة، وبدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض، وتدخل بعض المسائل في بعض، أما إذا قُسِّمت فإن في التقسيم ما يوضح أصل المسألة؛ لأن لكل حالة صورة و قسما وضابط.

عبد الله بن عبد الخالق
2017-10-07, 11:13 PM
البصيرة عزيزة، وأنا قد يطمس الله علي أو قد طمس؛ حتى لا يغتر بعض الناس بكلامي، فأقول هذا دائما قبل الخوض في هذه المسائل .
دعني أكمل وأنت وضّح وعقِّب أيضا، وشكرا لك .
فهمت من كلامك أو قل (استنتجبتُ) أنّ الشرك الأصغر ليس شركا حقيقيا وإنما هو شرك لغوي، علما أنني لا أوافقك على تصحيح حديث أن الحلف بغير الله شرك، فالصحيح أنه لم يثبت أنه شرك، وهذا يقوي هذا الاحتمال، إلا ممن يتعصب لتصحيح بعض العلماء أو يرى صحة تصحيحهم .
والاحتمال الثاني، وهو أنْ يكون الشرك بلسان الشرع نوعان حقيقيان:
الأول: شرك أكبر وهو حقيقة .
والثاني: شرك أصغر وهو حقيقة.
فإذا كنا نقول بالاحتمال الثاني، فيكون الله هو العالم الوحيد بالفرق، أي عالما بحقيقة الفرق بين الحلف بغيره أو الصلاة لغيره .
ويمكن للمجتهد أن يقول : إنّ الله جعل طبيعة الصلاة المجردة إذا صرفت لغيره مخرجة من الملة
وطبيعة الحلف المجرد إذا صرف لغيره غير مخرج من الملة .

محمدعبداللطيف
2017-10-08, 02:16 PM
فهمت من كلامك أو قل (استنتجبتُ) أنّ الشرك الأصغر ليس شركا حقيقيا وإنما هو شرك لغوي، علما أنني لا أوافقك على تصحيح حديث أن الحلف بغير الله شرك، فالصحيح أنه لم يثبت أنه شرك، وهذا يقوي هذا الاحتمال، إلا ممن يتعصب لتصحيح بعض العلماء أو يرى صحة تصحيحهم .
والاحتمال الثاني، وهو أنْ يكون الشرك بلسان الشرع نوعان حقيقيان:
الأول: شرك أكبر وهو حقيقة .
والثاني: شرك أصغر وهو حقيقة.
فإذا كنا نقول بالاحتمال الثاني، فيكون الله هو العالم الوحيد بالفرق، أي عالما بحقيقة الفرق بين الحلف بغيره أو الصلاة لغيره .
ويمكن للمجتهد أن يقول : إنّ الله جعل طبيعة الصلاة المجردة إذا صرفت لغيره مخرجة من الملة
وطبيعة الحلف المجرد إذا صرف لغيره غير مخرج من الملة .
فهمت من كلامك أو قل (استنتجبتُ) أنّ الشرك الأصغر ليس شركا حقيقيا وإنما هو شرك لغوي، لا ليس هذا هو المفهوم من كلامى ولكن المفهوم هو ان الشرك ينقسم الى اكبر واصغر والاكبر والاصغر شرك حقيقى وقد فرقنا بينهم سابقا بما يغنى عن اعادته ---
لا أوافقك على تصحيح حديث أن الحلف بغير الله شرك، حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حلف بغير الله فقد أشرك. رواه أحمد والترمذي والحاكم بإسناد صحيح. وصححه الالبانى والشيخ احمد شاكر--هذا الحديث يروى من طرقٍ عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ويرويه عن سعد:
1) منصور بن المعتمر.
2) سفيان الثوري.
3) سعيد بن مسروق - والد سفيان - .
4) الحسن بن عبيد الله النخعي وهو ثقة وثقه الدارقطني وغيره.

ولم يأتِ ذكرُ الرجل الكندي المجهول إلا من طريق:منصور واختُلف عليه فيه:
1) فرواه سفيان الثوري وشعبة - على الوجه الراجح من روايته - بدون ذكر أن الواسطة بين سعد وابن عمر وهو الكندي.
2) وخالفهما جرير بن عبد الحميد وشيبان فذكرا الواسطة.
والراجحُ من هذا الاختلاف روايةُ سفيان وشعبة وهي عدم ذكر الواسطة وكيف لا وسفيان أثبت الناس في منصور؟!

وبذلك تتفق روايات الأربعة (منصور و سفيان ووالده والحسن) عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر على عدم ذكر الواسطة فيُصحَّح الحديث بإذن الله تعالى.-[منقول]--------((ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله، وإلا فليصمت)) (3) متفق عليه-
فالصحيح أنه لم يثبت أنه شرك، وهذا يقوي هذا الاحتمال، إلا ممن يتعصب لتصحيح بعض العلماء أو يرى صحة تصحيحهم .الحديث صحيح----------
والاحتمال الثاني، وهو أنْ يكون الشرك بلسان الشرع نوعان حقيقيان:
الأول: شرك أكبر وهو حقيقة .
والثاني: شرك أصغر وهو حقيقة.
فإذا كنا نقول بالاحتمال الثاني، فيكون الله هو العالم الوحيد بالفرق، أي عالما بحقيقة الفرق بين الحلف بغيره أو الصلاة لغيره .كيف يكون شرك حقيقى ولم يعلمنا الله بحقيقته هل هذا يقبله العقل -شرك قد توعد الله سبحانه وتعالى صاحبه بالخلود فى النار ولا يعرف حقيقة معناه- كيف ذلك -بل القران من اوله الى آخره فى بيان حقيقة الشرك وماهيته والتحذير منه والتوعد لصاحبه بالنار وعدم الغفران -هل تظن ان الله سبحانه تركنا بدون ان يفرق بين الشرك الاكبر والاصغر -قد بينت لك فيما سبق ان الله جل وعلا لم يترك كبيرة ولا صغيرة فيما يتعلق باحكامه الا بينها لنا اما فى كتابه او على لسان رسوله فتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها الا هالك------------------------
واليك اقسام الناس في تلقّي الشريعة - يعني هذه الأمة الفرق جميعا- انقسموا إلى أقسام:
القسم الأول: من كان عقليا محضا؛ يعني جعل العقل حكما على الشريعة، وجعل الشريعة تابعة للعقليات.
الثاني: من جعل الشريعة خالية من البرهان العقلي البتة؛ بل الشريعة جميعا عندهم ليس فيها علل ولا تعليل بقسميها العقيدة والشّريعة.
الثالث: من توسّط بين الفئتين، وقال: إنَّ الحكم الشرعي، إنَّ الشّريعة العقيدة الأمور الغيبية وكذلك في العمليات: العقل مفيد فيها، والعقل خادم للشريعة وليس حكما عليها، فنستفيد بالعقل في بيان العلل والأحكام وفهم الشريعة واستخراج الأفكار؛ لأن الله جل وعلا جعل القرآن لقوم يعقلون.


(وَرَدَّ عِلْمَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ إِلَى عَالِمِهِ) كلمة الاشتباه والمشتبه معناها ما لا يُدْرَكُ معه العلم، ويقابَل ما بين المحكم والمتشابه، والله جل وعلا جعل القرآنَ محكما ومتشابها؛ يعني صيّر القرآن محكما ومتشابها، والقرآن يصحّ أن يقال: إنه محكم كله، وإنه متشابه كله، وإنه محكم ومتشابه. فالقرآن منه محكم ومنه متشابه، والقرآن محكم كله، والقرآن متشابه كله، كل قسم باعتبار.
(أما الإحكام فالله جل وعلا بيَّن أنه أحكم القرآن فقال ?الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ?[هود:1]، فالقرآن محكم كله ?وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ?[يس:2]؛ يعني المحكم بأحد أوجه التفسير.
(والقرآن أيضا متشابه كله كما قال سبحانه ?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ?[الزمر:23]، فالقرآن كله متشابه؛ لكن هذا بمعنى أن بعضه يشبه بعضا؛ لأن المسائل محدودة وبعضه يشبه بعضا؛ هذا قصص في سورة وقصص في سورة وقصص في سورة،
فالقران، منه محكم يعني ما معناه واضح للجميع، ومنه متشابه ما يشتبه معناه على البعض.
وإذا تبين ذلك، فليس ثم في القرآن إذن متشابه على كل أحد، ليس ثَم في القرآن متشابه مطلق، نقول هذه المسألة متشابهة يعني لا أحد يعلمها، في القرآن آية لا أحد يعلم معناها، هذا مستحيل؛ لأن الله جل وعلا جعل القرآن محكما كله، وجعل منه محكم ومنه متشابه، والراسخون في العلم يعلمون المتشابه الذي في المعنى.
أما المتشابه النسبي فنعم، هذا المتشابه النسبي ما معناه؟
هو أنه ما من شيء إلا ويشتبه عليّ أو عليك أو على فلان، ليس ثم أحد بعد النبي ( علم كل شيء، علم كل القرآن، علم كل السنة، لابد أن يشتبه عليه شيء، بمعنى أن يستسلم لبعض الشريعة لأنه لا يعلم المعنى، وقد جاء عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال عند قوله تعالى ?وَفَاكِهَةً وَأَبًّا?[عبس:31] قال: أي سماء تظلّني وأي أرض تقلّني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
فإذن عند قوله تعالى مثلا ?وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ?[الكهف:22] كم عدة أصحاب الكهف؟ متشابهة؛ يعني أنا لا أعلم، أنت لا تعلم، ابن عباس رضي الله عنه حينما جاء إلى هذه الآية قال: أنا من القليل الذي يعلمه. لأنه متشابه نسبي.
فإذن الذي يقول إن في القرآن متشابه مطلق على كل أحد، هذا غير موجود لا في العقائد ولا في العمليات؛ لكن هناك متشابه على الجميع وهو الكيفيات؛ كيفيات الأشياء، كيفيات الغيبيات، ولهذا قال كثير من السلف إن الوقف على لفظ الجلالة في آية آل عمران ?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ?[آل عمران:7]؛ يعني تأويل الآيات، تأويل المتشابه المحكم ما يعلمه إلا الله في أمور الكيفيات، في أمور تمام المعنى، في الجنة جاءت صفتها نعلم معنى الأنهار ومعنى الشجر؛ لكن كيفية ذلك هذا مشتبه علينا.
لذلك نقول: الاشتباه نسبي، أما الاشتباه المطلق لا يوجد.
فإذا كان كذلك: لزم أن رد علم ما اشتبه علينا إلى عالمه، نقول الله اعلم، لهذا قال من قال من أهل العلم: إذا ترك العالم الله أعلم أُصيبت مقالته، وفي رواية قال: إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله. لأنه لابد أن يشتبه عليه شيء.
إذا تقرر لك ذلك: فإنّ الاشتباه الحاصل يكون في العقيدة وفي الشريعة، فكلّ ما لا تعلم علّتَه أو حكمته أو السِّر فيه فهو متشابه؛ فسلِّم للشريعة، سلِّم للكتاب والسنة الحق وأيقن بذلك ورُدَّ ما اشتبه إلى عالمه.
مثلا في العقائد يأتينا أنواع الاشتباه، في العقائد في مسائل الغيبيات، واحد يشكل عليه في مسائل الغيبيات أشياء؛ أمر الجنة، أمر النار، أمر الناس كيف يعذّبون في النار بعد الموت، تأتيك أسئلة، تأتيك أسئلة كثيرة، هذه الأسئلة، الرؤية مثل التي ذكر، كيف يرى الفرد المؤمن بقواه المحدودة يرى الرب جل وعلا الذي السموات مطويات بيمينه وهو سبحانه وسع كل شيء رحمة وعلما، كيف يكون؟ ما يتحمل العقل ذلك، العرش كيف أنّ السموات السبع كدراهم سبعة ألقيت في ترس، كيف أن الكرسي وسع السموات والأرض؟ كيف الماء وكان عرشه على الماء؟ تأتي مثل هذه الأسئلة لا تدركها.
فإذا جاء عدم الإدراك في مسائل الإيمان بالغيبيات فيجب أن تُسَلِّم إلى عالمه، القدر لم كان كذا؟ لم قضى الله كذا؟ لم أغنى الأغنياء؟ لم أفقر الفقراء؟ لماذا أمرض؟ لماذا أصاب بكذا؟ إذا بدأت الأسئلة فيأتي بدأ الاعتراض ويُحرم المرء كما سيأتي في الجملة التالية.
فإذن تحتاج إلى الاستسلام في العقائد أعظم الاستسلام؛ لأنها مبنية على الغيبيات، فالأمور الغيبية برهانها إذا استسلمت للبرهان أصبت، الأمور الغيبية مبنية على برهان، هل هو البرهان للغيبيي نفسه؟ لا، هو برهان لبرهان الغيبيات، برهان الغيبيات هو القرآن والسنة، عندنا برهان لصحة القرآن والسنة، هذا برهان واضح صحيح؛ لكن البرهان على الغيبيات بأفرادها ما عندنا، لكن عندنا برهان على البرهان الأصلي وهو الكتاب والسنة.
بالنسبة لأمور العبادات والفقه تأتي مسائل العلل؛ التعليلات، الشريعة معلّلة ولاشك، والله جل وعلا جعل الأحكام الشرعية منوطة بعللها، لكن من العلل ما ظهر ومنه ما لم يظهر، لهذا تجد أن بعض العلماء يعبر عن مسائل العلل في العبادات بأن علته قاصرة، تارة يقول: فإن العلة تعبدية. وهناك علل معروفة.
فإذن إذا جاءتك المجاهيل في أمور العبادات فإنك تُسَلِّم دون خوف؛ لأنه ثَم أشياء تغيب عن العبد.
المسألة الرابعة والأخيرة: قال(وَلَا تَثْبُتُ قَدَمُ الْإِسْلَامِ إِلَّا عَلَى ظَهْرِ التَّسْلِيمِ وَالِاسْتِسْلَا مِ)، التسليم والاستسلام هما دين الإسلام، فإن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
فإذن دين الإسلام هو دين الاستسلام، ولهذا كل الأنبياء دينها الإسلام يعني دينها الذي دعت إليه الاستسلام، ?إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ?[آل عمران:19]، نوح عليه السلام بعث بالإسلام، وعيسى بعث بالإسلام، وموسى عليه السلام بعث بالإسلام، الذي هو الدين العام؛ لكن الشرائع مختلفة، ودين محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ الذي بُعث به هو الإسلام العام الذي اشترك فيه مع جميع الأنبياء والمرسلين والإسلام الخاص الذي هو شريعة الإسلام، كل هذه لا تثبت إلا على قدم التسليم والاستسلام؛ يعني أن من لم يستسلم فهو شاك والشاك ليس بمسلم؛ لأن أصل الديانة مبنية على التسليم، فإذا شك في أمر يجب الإيمان به، فإن الإيمان يجب أن يكون عن يقين، لا تنفع لا إله إلا الله إلا بيقين، لا تنفع محمد رسول الله إلا بيقين، لا ينفع الإيمان بالجنة والنار إلا بيقين كما جاء في حديث عبادة «وأن الجنة حق وأن النار حق»، فلا بد من اليقين بذلك بدون تردد، فإذا جاء الشك والارتياب وعدم التسليم والاستسلام، هذا معناه أن الإسلام غير قائم.
في بعض الناس يكون الشك لطلب الحقيقة، هو يبحث عن جواب، وهذا لا يقدح في دينه؛ لأنه قد يعرض للمرء؛ لكن يجب أن لا يُظهره بل يكتم ذلك ويسأل عنه من يثق بعلمه حتى يزيل الشبهة، فمعنى ذلك أنَّ عدم الاستسلام والتسليم ينقسم إلى قسمين:
( الشك المستمر الذي يستكين له صاحبه، وهذا خلاف اليقين الواجب، وهذا ليس بمسلم، عنده الشك في الغيبيات وعنده الشك في الجنة، شك في النار، شك في صدق الرسالة، شك في القرآن، هذا ليس بمسلم.
( القسم الثاني عنده شك في بعض الأفراد؛ مسألة في السنة، مسألة في القرآن، ليس الشك في الأصل، إنما عنده شك في الأفراد، فهذا يجب عليه أن لا يستسلم لهذا الشك، وأن يبحث عمّن يزيل عنه الشبهة.[مختصر من شرح الطحاوية]