تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نعوذ بالله من السلب بعد العطاء



أبو مالك المديني
2017-08-26, 12:00 AM
نعوذ بالله من السلب بعد العطاء


كان ممن قدم على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- من بني حنيفة سنة الوفود الرَّجَّال بن عنفوة فأسلم وقرأ وفقه في الدِّين. وكان يرى عليه من الخشوع والخير وملازمة قراءة القرآن شيء عجيب. حتى بعثه معلما لأهل اليمامة وبينما هو جالس يوما من الأيام في رهط من الصحابة منهم أبو هريرة خرج عليهم رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "لضرس أحدكم- أيها المجلس- في النار يوم القيامة أعظم من أحد".
فلما ارتدت بنو حنيفة باليمامة وتبعت مسيلمة الكذاب أرسل أبو بكر إلى الرَّجَّال فأوصاه بوصيته وبعثه يشغب على مسيلمة وهو يظن منه الصِّدْق فلما لحق باليمامة لحق بمسيلمة وشهد له أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أشركه في الأمر وأن هذا نبي وهذا نبي فاستجاب له من كان أسلم من بني حنيفة وصدَّقوه وكان أشد وأعظم فتنة عليهم من مسيلمة نفسه، بما كانوا يعلمون من حاله وثبت على ردته حتى قتل، قتله زيد بن الخطاب.
قال أبو هريرة: "مضى أؤلئك الرهط لسبيلهم وبقيت أنا والرجال فما زلت لها متخوفا حتى سمعت بمخرج الرجال فآمنت وعرفت أن ما قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- حق".
هذا سلف الناكصين- وبئس السلف لبئس الخلف- وهذه عاقبتهم حكمة الله وعدله فيهم: يسلبهم ما أعطاهم وهو أعلم بهم، ويجعلهم فتنة لمن عداهم؛ ليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم الصادقين ويعلم الكاذبين، ثم تكون العاقبة للمتّقين (1).
__________
(1) ش: ج 2، م 5، ص 68 - 69 غرة صفر 1358ه - مارس 1939م.

المصدر:
آثاَرُ ابْنُ بَادِيسَ
عبد الحميد محمد بن باديس الصنهاجي (المتوفى: 1359هـ)

أم علي طويلبة علم
2017-08-26, 02:43 AM
اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

الرجّال أم رحّال بن عنفوة ؟

أبو مالك المديني
2017-08-26, 03:39 PM
قال ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه:
قال - أي: الذهبي في المشتبه -: وضبطه عبد الغني بحاءٍ فوهم.
قلت: نبَّه على الوهم أبو بكر الخطيب وقال: الصواب: رجال بن عنفوة بالجيم لا غير وذكر الأمير في كتابه قول عبد الغني وقال وهو وهم وصوابه بالجيم المشددة. واسمه نهار، وكذلك ذكره أبو الحسن رحمه الله، وجماعة أهل العلم على أن أبا محمد لم يبتدع هذا القول، ولعله تبع فيه محمد بن سعد؛ فإنه ذكره في كتاب "الطبقات"، عن الواقدي والمدائني: بالحاء المهملة، وليس هذا القول بشيء، والصحيح أنه بالجيم.اهـ

قال الحافظ ابن حجر في الإصابة:
2774- رجال، بتشديد الجيم، وضبطه عبد الغني بالمهملة.
قال الأمين: الأكثر على أنه بالجيم بن عنفوة بنون وفاء الحنفي.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فقال قدم على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم في وفد بني حنيفة وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا سَمِعْتُ أَبِي يقولُ ذلك.
قلت: لكنه ارتد وقتل على الكفر فروى سيف بن عمر في الفتوح، عَن مخلد بن قيس البجلي قال خرج فرات بن حيان والرجال بن عنفوة، وأَبو هريرة من عند رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد وإن معه لقفا غادر فبلغهم ذلك إلى أن أبا هريرة وفراتا قتل الرجال فخرا ساجدين....اهـ

وقال الحافظ ابن حجر أيضا في "تبصير المنتبه":
رجال ، بتثقيل الجيم: ابن عنفوة الحنفي ، قدم في وفد بني حنيفة؛ ثم لحقه الإدبار ، وتبع مسيلمة فأشركه في الأمر. قتله زيد بن الخطاب يوم اليمامة ، وضبطه عبد الغني بالحاء المهملة فوهم.

وقال السيوطي في الخصائص الكبرى:
....
قال ابن عساكر الرجال: بالجيم، ويقال بالحاء، لقب، واسمه: نهار....اهـ

رشيد الكيلاني
2017-08-26, 05:23 PM
اللهم مصرف القلوب ثبت قلوبنا على دينك

أبو مالك المديني
2017-08-26, 06:31 PM
آمين، بارك الله فيكم.

أم علي طويلبة علم
2017-08-26, 10:03 PM
نفع الله بعلمكم

أبو مالك المديني
2017-08-26, 11:20 PM
جزاكم الله خيرا.

ماجد مسفر العتيبي
2017-08-27, 07:37 AM
قصة اسقمتني وارعبتني:

ذكر بن سعيد في كتابه المغرب في حلى المغرب: الفقيه ابن سعيد عن الفقيه أبي القاسم ابن الخياط أقام خمسين سنة على العفاف والخير,, لا تعرف له زلة، فلما أخذ النصارى طليطلة حلق وسط رأسه، وشدَّ الزنَّار، فقال له أحد أصحابه في ذلك، وقال له: أين عقلك؟!,, فقال: ما فعلت هذا إلا بعد ما كمل عقلي,, وقال شعراً منه:

تلوَّنَ كالحرباء حقَّ تلوُّن *** وأبصر دنياه بملء جفونه
وكلٌّ إلى الرحمن يومي بوجهه *** ويذكره في جهره ويقينهِ
ولو أن دِيناً كان نفياً لخالقي ***لما كنت يوماً داخلاً في فنونه.

أبو مالك المديني
2017-08-27, 05:40 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم ثبتنا على دينك، وأحسن ختامنا بفضلك وكرمك.

طويلب علم مبتدىء
2017-09-03, 03:08 AM
وبعض سيئاتنا واخطائنا, (أو) بعض مساوىء الخصال _ مثل العٌجب أو فتنة القول , فتنة التكلم فيما هو خاطىء _ تؤدي الى سلب النعمة بعدَ المَنح والعطاء
فنعود بالله السميع العليم من الفتن ما ظهر منها وما بطن , نعود بالله من الأهواء و مساوىء الأخلاق .

أبو مالك المديني
2017-09-13, 07:01 PM
شكر الله لك.

رشيد الدين الصيدلاني
2017-09-15, 06:01 AM
بارك الله فيك
لما صار ردء للأسلام ارتد عن الإسلام
هلك المتنطعون
من قال: هلك الناس فهو أهلكهم.
طوبا لمن هدي للإسلام ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه
نفسي نفسي

الخدمة الإسلامية
2017-10-07, 07:10 PM
جزاكم الله كل خير ... موضوع رائع ...

طويلب علم مبتدىء
2017-10-13, 02:21 PM
نِعم الله سبحانه وتعالى وأفضاله على عباده كثيرة
, فلماذا لا نشكرها بطاعته ؟

نسأل الله عفوا وثباتا
بارك الله فيكم

أبو مالك المديني
2017-11-07, 06:47 PM
وفيكم بارك الله.

أبو أريج الهلالي
2017-11-17, 02:45 PM
شكر الله لكم إخواني ما تفضلتم به من علم نافع في موضوع مهم جدا..
أضيف بعض ما تيسر:
لما حضرتِ الوفاةُ سفيانَ الثَّوري - رحمه الله - جعل يبكي؛ فقال له رجلٌ: "يا أبا عبدالله، أَمِنْ كَثْرَةِ الذُّنوب؟"؛ فقال: "لا، ولكن أخاف أن أُسْلَبَ الإيمان قبل الموت".
قال ابن القيِّم - رحمه الله -: وهذا من أعظم الفقه؛ أن يخاف الرجل أن تَخْدَعَهُ ذنوبه عند الموت، فتَحُولُ بينه وبين الخاتمة الحُسْنى.
وقال الحافظ عبد الحق الإشبيلي: ولِسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - أسباب، ولها طرق وأبواب، وأعظمها: الانكباب على الدنيا وطلبها، والحرص عليها، والإعراض عن الآخِرة، والإقدام والجرأة على معاصي الله، ورُبَّما غَلَبَ على الإنسان ضَرْبٌ من الخطيئة، ونوعٌ من المعصية، وجانبٌ من الإعراض، ونصيبٌ من الجرأة والإقدام، فمَلَكَ قلبه، وَسَبَى عَقْلَهُ، فربما جاءه الموت على ذلك، وسوءُ الخاتمة لا تكون لمن استقام ظاهِرُه وصلح باطِنُه، ما سمع بهذا ولا عَلِمَ، ولله الحمد، وإنما تكون لمن له فَسَادٌ في العقيدة، أو إصرارٌ على الكبيرة، وإقدامٌ على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى نزل به الموت قبل التوبة.

نسأل الثبات وحسن الخاتمة

أم يعقوب
2017-11-17, 04:05 PM
اللهُ المستعانُ
ربّنا لا تزغْ قلوبَنا بعدَ إذْ هديتَنا وهبْ لنا منْ لدنْكَ رحمةً إنَّكَ أنتَ الوهّابُ
باركَ اللهُ في الإخوةِ والأخواتِ جميعاً،ونفعَ.

أبو مالك المديني
2017-11-18, 12:12 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا على هذه الإضافات النافعة.

أم علي طويلبة علم
2020-01-10, 03:39 AM
للرفع