المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة



أحمد بن حنبل
2008-05-27, 05:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد،
فهذه مشاركة مني في بيان مسألة صفة الهرولة، حيث أردت أن أنقل لكم كلام الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في نقله الإجماع على إنها صفة من صفات الرب سبحانه، حيث قال في كتابه المشهور النقض على المريسي الجهمي العنيد ( ص:121) :

" وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة ".



.

المقدادي
2008-05-27, 05:51 PM
كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة
.



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك , من أي نسخة نقلت هذا النص ؟

يظهر ان هذه الجملة ليست من كلام الحافظ الدارمي بل مقحمة في الكتاب و تحتاج الى مزيد تحقيق

أحمد بن حنبل
2008-05-27, 09:52 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

من نسخة الشيخ " محمد حامد الفقي" .

ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير.

قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه على الواسطية : ووقفت على كلام لعثمان بن سعيد رحمه الله في رده على بشر المريسي يقول فيه :
وقد أجمعنا أو اتفقنا وإياكم على إثبات صفة (الهرولة) وهو من النقول القديمة عن السلف في إثبات هذه الصفة .


وجزاك الله خيراً.

أحمد بن حنبل
2008-05-27, 09:55 PM
وإذا أردت نسخة من الكتاب فبإمكانك تحميلها من هنا :

9 - رد الدارمي على بشر المريسي
عثمان بن سعيد الدارمي
صححه وعلق عليه : محمد حامد الفقي
تصوير دار الكتب العلمية
الحجم : 5 ميجا

http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mott...eshr/rdbmp.pdf
http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mott...Beshr/rdbm.pdf

محمد الصميلي
2008-05-27, 10:02 PM
لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك ، و الشيخ صالح آل الشيخ كلامه يوحي بذلك في شرح الواسطية، لعلك تنقل السباق و اللحاق..والله الموفق.

المقدادي
2008-05-27, 10:12 PM
لعل الشيخ الفقي رحمه الله نقل من أحد النسخ التي ذكرت ذلك و لا أدري هل علّق على هذا الكلام أم لا ؟

و الكلام بعيد عن طريقة السلف فلم يقل أحد منهم ان الإستواء على العرش قديم ! و هذا النص يصادم ما جاء في الكتاب و السنة من ذكر إستواء الله تعالى على عرشه بعد خلقه للسموات و الأرض , و هذا مستبعد من الإمام الدارمي بل هو على طريقة الكلابية و من وافقهم
و قد أفاد محقق الكتاب رشيد الألمعي ان هذا النص لم يرد في النسخة المعتمدة , و هذا وجه قوي في ان النص ليس من كلام الإمام الدارمي , بل لعله من إدراج أحد النساخ و الله أعلم

المقدادي
2008-05-27, 10:16 PM
لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك ، .


هذا بعيد , لأن المعترض و هو المريسي لا يؤمن أصلا بالنزول و الإستواء على العرش و غيرها من الصفات بل ينفيها و يتأولها على غير وجهها , و لا يُعرف عن المريسي انه جعل الإستواء على العرش و النزول الى السماء من الصفات القديمة !

و لكن الإحتمال القوي : ان يكون هذا الكلام من إدراج احد النساخ و الله أعلم

أحمد بن حنبل
2008-05-27, 11:04 PM
لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك ، و الشيخ صالح آل الشيخ كلامه يوحي بذلك في شرح الواسطية، لعلك تنقل السباق و اللحاق..والله الموفق.
أولاً: من هو الشيخ الذي أفاد بذلك لكي نستفيد ؟
ثانياً: إن السابق واللاحق من كلام الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - ليس له تعلق بكلام الدارمي - رحمه الله - نفسه، ولكن كلامه هو أحد النقول التي نقلها الشيخ - حفظه الله - لبيان مسألة هذه الصفة فحسب.
فانتبه أخي ولا تغالط بتسرعك هذا .

أحمد بن حنبل
2008-05-27, 11:06 PM
هذا بعيد , لأن المعترض و هو المريسي لا يؤمن أصلا بالنزول و الإستواء على العرش و غيرها من الصفات بل ينفيها و يتأولها على غير وجهها , و لا يُعرف عن المريسي انه جعل الإستواء على العرش و النزول الى السماء من الصفات القديمة !


أحسنت أخي.

أبو زرعة الرازي
2008-05-27, 11:46 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك , من أي نسخة نقلت هذا النص ؟
يظهر ان هذه الجملة ليست من كلام الحافظ الدارمي بل مقحمة في الكتاب و تحتاج الى مزيد تحقيق
جزاك الله خيرا يا شيخ المقدادي وهذه إضافة للنسخ المطبوعة والمخطوطة التي تضمنت كلام الإمام الدارمي رحمه الله غير ما ذكره الشيخ أحمد بن حنبل وهي نسخة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله :
فاقول:
1) النسخ المطبوعة: موجود في النسخة التي حققها علي سامي النشار وعمار جمعي الطالبي وهي من ضمن مجموعة عقائد السلف طبعة منشأة المعارف بالاسكندرية، وكذلك في النسخة التي حققها الألمعي ولكن ذكرها في الحاشية بسبب منهجه الذي اتبعه في التحقيق حيث قال: ( في ط،س،ش زيادة لم ترد في الأصل ولعلها سقطت منه وهي: « قيل له: لا نسلم أن.....»إلخ).اهـ
2) النسخ المخطوطة: فهو مثبت في نسخة العامري ونسخة المكتبة السعودية تحت رقم (732/86) ونسخة المكتبة السعودية الثانية تحت رقم (487/86).راجع كتاب النقض للدارمي بتحقيق الألمعي (ج1ص105 ـ124).
هذا بالنسبة للنسخ، يبقى يا شيخ المقدادي انتقادك وتشكيكك لبعض الكلمات التي جاءت في كلام الإمام الدارمي رحمه الله.
فاقول مختصرا الكلام: قد أجاب الشيخ أحمد بن حنبل عموما على هذا الأمر بقوله: ( ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير).ا.هـ
وهذا صحيح، ولا شك أن هذا الكلام للإمام الدارمي؛ لأنه مثبت في أقدم نسخة وهي مقرؤة ومسموعة بأسانيد صحيحة بحضرة شيخ الإسلام ـ أي نسخة العامري ـ وهي منسوخة في سنة 721هـ وهي أقدم من النسخة التي اعتمد عليها المحقق الألمعي والنسخة هذه ـ أي نسخة العامري ـ نسخة عظيمة وعليها سماعات أيضاً لأئمة كبار وهي أيضاً منسوخة ـ أصل نسخة العامري ـ من نسخة عتيقة قديمة وعليها سماعات لجماعة من الأئمة، ولهذا العامري لما نسخ نسخته نقل السماعات الموجودة على الأصل الذي نقل منه حتى يبين جودة الأصل الذي نقل عنه؛ وعن نسخة العامري المذكورة هذه المنسوخة سنة 721هـ طبع الشيخ محمد حامد الفقي نسخته المصرية ونسخ الشيخ محمد بن عبد اللطيف ـ لم ينسخ بنفسه وإنما كلف من ينسخ له ـ
نسختين عن هذه النسخة، نسخة عام1347هـ ثم نسخ من هذه النسخة نسخة آخرى بعد ذلك. هذا ولو قدر أن بين النسختين اختلاف ـ النسخة التي أعتمدها الألمعي ونسخة العامري ـ لقدمت نسخة العامري؛ هذا من وجه، ومن وجه آخر نقول: إن كتاب النقض سمعه وقرأه ونقل منه أئمة كبار من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ولم ينتقده أحد.وهذا على عجالة والكلام يحتاج تحرير أكثر بارك الله فيك.
وأما بالنسبة لكلام الشيخ محمد الصميلي وهو:( لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك ).ا.هـ
فلا اعتقد أن أعجمي يقول هذا الكلام فضلا أن يقوله عربي يفهم العربية واطلب من الشيخ الصميلي أن يذكر لنا اسم الشيخ الذي يقول هذا الكلام وأين نجده.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

أبو منصور التميمي
2008-05-27, 11:50 PM
جزاكم الله خيراً ، نقاش جميل ومؤصل.

أبو سليمان التميمي
2008-05-28, 02:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
وهذا رابط مكمل لنفس الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16221

أحمد بن حنبل
2008-05-28, 09:02 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ المقدادي وهذه إضافة للنسخ المطبوعة والمخطوطة التي تضمنت كلام الإمام الدارمي رحمه الله غير ما ذكره الشيخ أحمد بن حنبل وهي نسخة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله :
فاقول:
1) النسخ المطبوعة: موجود في النسخة التي حققها علي سامي النشار وعمار جمعي الطالبي وهي من ضمن مجموعة عقائد السلف طبعة منشأة المعارف بالاسكندرية، وكذلك في النسخة التي حققها الألمعي ولكن ذكرها في الحاشية بسبب منهجه الذي اتبعه في التحقيق حيث قال: ( في ط،س،ش زيادة لم ترد في الأصل ولعلها سقطت منه وهي: « قيل له: لا نسلم أن.....»إلخ).اهـ
2) النسخ المخطوطة: فهو مثبت في نسخة العامري ونسخة المكتبة السعودية تحت رقم (732/86) ونسخة المكتبة السعودية الثانية تحت رقم (487/86).راجع كتاب النقض للدارمي بتحقيق الألمعي (ج1ص105 ـ124).
هذا بالنسبة للنسخ، يبقى يا شيخ المقدادي انتقادك وتشكيكك لبعض الكلمات التي جاءت في كلام الإمام الدارمي رحمه الله.
فاقول مختصرا الكلام: قد أجاب الشيخ أحمد بن حنبل عموما على هذا الأمر بقوله: ( ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير).ا.هـ
وهذا صحيح، ولا شك أن هذا الكلام للإمام الدارمي؛ لأنه مثبت في أقدم نسخة وهي مقرؤة ومسموعة بأسانيد صحيحة بحضرة شيخ الإسلام ـ أي نسخة العامري ـ وهي منسوخة في سنة 721هـ وهي أقدم من النسخة التي اعتمد عليها المحقق الألمعي والنسخة هذه ـ أي نسخة العامري ـ نسخة عظيمة وعليها سماعات أيضاً لأئمة كبار وهي أيضاً منسوخة ـ أصل نسخة العامري ـ من نسخة عتيقة قديمة وعليها سماعات لجماعة من الأئمة، ولهذا العامري لما نسخ نسخته نقل السماعات الموجودة على الأصل الذي نقل منه حتى يبين جودة الأصل الذي نقل عنه؛ وعن نسخة العامري المذكورة هذه المنسوخة سنة 721هـ طبع الشيخ محمد حامد الفقي نسخته المصرية ونسخ الشيخ محمد بن عبد اللطيف ـ لم ينسخ بنفسه وإنما كلف من ينسخ له ـ
نسختين عن هذه النسخة، نسخة عام1347هـ ثم نسخ من هذه النسخة نسخة آخرى بعد ذلك. هذا ولو قدر أن بين النسختين اختلاف ـ النسخة التي أعتمدها الألمعي ونسخة العامري ـ لقدمت نسخة العامري؛ هذا من وجه، ومن وجه آخر نقول: إن كتاب النقض سمعه وقرأه ونقل منه أئمة كبار من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ولم ينتقده أحد.وهذا على عجالة والكلام يحتاج تحرير أكثر بارك الله فيك.
وأما بالنسبة لكلام الشيخ محمد الصميلي وهو:( لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك ).ا.هـ
فلا اعتقد أن أعجمي يقول هذا الكلام فضلا أن يقوله عربي يفهم العربية واطلب من الشيخ الصميلي أن يذكر لنا اسم الشيخ الذي يقول هذا الكلام وأين نجده.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

جزاك الله خيراً يا أبا زرعة على هذه الفائدة الطيبة .

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-05-28, 09:40 PM
لي تنبيه إلى أنّه لم يعجبني التسمي بأحمد بن حنبل و لا أبو زرعة الرازي

ثم إنّه حتى التبس علي الأمر برهة لما قرأت :


قد أجاب الشيخ أحمد بن حنبل عموما على هذا الأمر بقوله: ( ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير).ا.هـ

وفقكم الله

عبد الرحيم السني
2008-05-29, 05:27 PM
الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته، فقد قال بقول الكلابية والأشعرية ومن وافقهم، فقد قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي – رحمه الله تعالى - في النقض 2/863 : "ثم عارض المعارض أيضا أشياء من صفات الله تعالى التي هي مذكورة في كتاب الله، ونازع في الآيات التي ذكرت فيها ليغالط الناس في تفسيرها؛ فذكر منها : الحب والبغض، والغضب، والرضى والفرح، والكره، والعجب، والسخط، والإرادة، والمشيئة، ليدخل عليها من الأغلوطات ما أدخل على غيرها مما حكيناه عنه غير أنه قد أمسك عن الكلام فيها بعدما خلطها بتلك، فحين أمسك المعارض عن الكلام فيها أمسكنا عن جوابه، وروينا ما روى فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يحتمل أغلوطاته، فإلى الله نشكو قوما هذا رأيهم في خالقنا ومذهبهم في إلهنا.
مع أنه عز وجهه وجل ذكره قد حققها في محكم كتابه، قبل أن ينفيها عنه المبطلون، وكذبهم في دعواهم قبل أن يدعوه وعابهم به قبل أن يحكوه. ثم رسوله المجتبى وصفيه المصطفى فاستغنينا فيه بما ذكر الله في كتابه منها وسطر، وسن رسوله المصطفى وأخبر، وردد من ذكرها وكرر؛ فمن يكترث لضلالتهم بعد قول الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً}(2) ، أم قوله : {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِي نَ }(3) ، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}( 4) فجمع بين الحبين : حب الخالق وحب المخلوق، متقارنين.
ثم فرق بين ما يحب وما لا يحب، ليعلم خلقه أنهما متضادان غير متفقين، فقال : {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ}(5) ، و{إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}( 6) ، وقال تعالى : {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ}(7) . ثم فرق بين سخطه وإسخاط العباد إياه، فقال : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ}(8) ، وقال : {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ}. ثم ذكر إغضاب الخلق إياه، فقال تعالى : {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ }(9) يقول أغضبونا، فذكر أنه يَغضَب ويُغضَب. وقال تعالى : {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}(10)، {وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}(11 ) فهذا الناطق من كتاب الله يستغنى فيه بظاهر التنزيل عن التفسير، وتعرفه العامة والخاصة، غير هؤلاء الملحدين في آيات الله الذين غالطوا فيها الضعفاء، فقالوا : نقر بها كلها؛ لأنها مذكورة في القرآن لا يمكن دفعها، غير أنا لا نقول : يحب ويرضى ويغضب ويسخط ويكره في نفسه، ولا هذه الصفات من ذاته على اختلاف معانيها، ولكن تفسير حبه ورضاه بزعمهم ما يصيب الناس من العافية والسلامة والخصب والدعة، وغضبه وسخطه بزعمهم ما يقعون فيه من البلاء والهلكة والضيق والشدة؛ فإنما آية غضبه ورضاه وسخطه عندهم ما يتقلب فيه الناس من هذه الحالات وما أشبهها، لا أن الله يحب ويبغض ويرضى ويسخط حالاً بعد حال في نفسه.
فيقال لهؤلاء الملحدين في آيات الله تعالى المكذبين بصفات الله : ما رأينا دعوى أبطل ولا أبعد من صحيح لغات العرب والعجم من دعواكم هذه، ففي دعواكم : إذا كان أولياء الله المؤمنون من رسله وأنبيائه وسائر أوليائه في ضيق وشدة وعوز من المأكل والمشرب، وفي خوف وبلاء، كانوا في دعواكم في سخط من الله وغضب وعقاب. وإذا كان الكافر في خصب ودعة وأمن وعافية، واتسعت عليه دنياه من مأكل الحرام وشرب الخمور كانوا في رضى من الله وفي محبة ما رأينا تأويلاً أبعد من الحق من تأويلكم هذا! (12) ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته في الفتاوى 5/410 : "فزعموا أن قوله سبحانه ليس تنزيها له عن اتخاذ الولد - بناء على أصلهم الفاسد وهو أن الرب لا ينزه عن فعل من الأفعال - بل يجوز عليه كل ما يقدر عليه.
وكذلك جعلوا قول الأوزاعي وغيره إن النزول ليس بفعل يشاؤه الله؛ لأنه عندهم من صفات الذات لا من صفات الفعل بناء على أصلهم وأن الأفعال الاختيارية لا تقوم بذات الله.
فلو كان صفة فعل لزم أن لا يقوم بذاته؛ بل يكون منفصلا عنه.
وهؤلاء يقولون : النزول من صفات الذات ومع هذا فهو عندهم أزلي كما يقولون مثل ذلك في الاستواء والمجيء والإتيان والرضى والغضب والفرح والضحك وسائر ذلك، إن هذا جميعه صفات ذاتية لله وإنها قديمة أزلية لا تتعلق بمشيئته واختياره؛ بناء على أصلهم الذي وافقوا فيه ابن كلاب وهو أن الرب لا يقوم بذاته ما يتعلق بمشيئته واختياره؛ بل من هؤلاء من يقول إنه : لا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يقوم به فعل يحدث بمشيئته واختياره.
بل من هؤلاء من يقول : إن الفعل قديم أزلي وإنه مع ذلك يتعلق بمشيئته وقدرته وأكثر العقلاء يقولون : فساد هذا معلوم بضرورة العقل؛ كما قالوا مثل ذلك في قول من قال من المتفلسفة : إن الفلك قديم أزلي وإنه أبدعه بقدرته ومشيئته.
وجمهور العقلاء يقولون : الشيء المعين من الأعيان والصفات إذا كان حاصلا بمشيئة الرب وقدرته لم يكن أزليا.
فلما كان من أصل ابن كلاب ومن وافقه كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري والقضاة أبي بكر بن الطيب وأبي يعلى بن الفراء (13) وأبي جعفر السماني وأبي الوليد الباجي، وغيرهم من الأعيان (14) ، كأبي المعالي الجويني وأمثاله، وأبي الوفاء بن عقيل وأبي الحسن بن الزاغوني وأمثالهما، أن الرب لا يقوم به ما يكون بمشيئته وقدرته، ويعبرون عن هذا بأنه لا تحله الحوادث، ووافقوا في ذلك الجهم بن صفوان وأتباعه من الجهمية والمعتزلة صاروا فيما ورد في الكتاب والسنة من صفات الرب على أحد قولين : إما أن يجعلوها كلها مخلوقات منفصلة عنه.
فيقولون : كلام الله مخلوق بائن عنه، لا يقوم به كلام، وكذلك رضاه وغضبه وفرحه ومجيئه وإتيانه ونزوله وغير ذلك هو مخلوق منفصل عنه لا يتصف الرب بشيء يقوم به عندهم.
وإذا قالوا : هذه الأمور من صفات الفعل؛ فمعناه أنها منفصلة عن الله بائنة وهي مضافة إليه، لا أنها صفات قائمة به.
ولهذا يقول كثير منهم : إن هذه آيات الإضافات وأحاديث الإضافات وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات، وإما أن يجعلوا جميع هذه لمعاني قديمة أزلية، ويقولون : نزوله ومجيئه وإتيانه وفرحه وغضبه ورضاه، ونحو ذلك قديم أزلي كما يقولون : إن القرآن قديم أزلي".
وقال ايضاً في الفتاوى - فصل الاستثناء في الإيمان- 7/430 : "وهذا المأخذ مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم ممن يريد أن ينصر ما اشتهر عن أهل السنة والحديث من قولهم : أنا مؤمن إن شاء الله؛ ويريد مع ذلك أن الإيمان لا يتفاضل؛ ولا يشك الإنسان في الموجود منه، وإنما يشك في المستقبل وانضم إلى ذلك أنهم يقولون : محبة الله ورضاه وسخطه وبغضه قديم.
ثم هل ذلك هو الإرادة أم صفات أخر ؟ لهم في ذلك قولان.
وأكثر قدمائهم يقولون : إن الرضى والسخط والغضب، ونحو ذلك صفات ليست هي الإرادة، كما أن السمع والبصر ليس هو العلم، وكذلك الولاية والعداوة.
هذه كلها صفات قديمة أزلية عند أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب، ومن اتبعه من المتكلمين، ومن أتباع المذاهب من الحنبلية والشافعية والمالكية وغيرهم.
قالوا : والله يحب في أزله من كان كافرا إذا علم أنه يموت مؤمنا.
فالصحابة ما زالوا محبوبين لله وإن كانوا قد عبدوا الأصنام مدة من الدهر، وإبليس ما زال الله يبغضه وإن كان لم يكفر بعد.
وهذا على أحد القولين لهم، فالرضى والسخط يرجع إلى الإرادة، والإرادة تطابق العلم.
فالمعنى : ما زال الله يريد أن يثيب هؤلاء بعد إيمانهم، ويعاقب إبليس بعد كفره، وهذا معنى صحيح، فإن الله يريد أن يخلق كل ما علم أن سيخلقه.
وعلى قول من يثبتها صفات أخر يقول : هو أيضا حبه تابع لمن يريد أن يثيبه، فكل من أراد إثابته فهو يحبه، وكل من أراد عقوبته فإنه يبغضه وهذا تابع للعلم.
وهؤلاء عندهم لا يرضى عن أحد بعد أن كان ساخطا عليه، ولا يفرح بتوبة عبد بعد أن تاب عليه؛ بل ما زال يفرح بتوبته.
والفرح عندهم إما الإرادة وإما الرضى، والمعنى : ما زال يريد إثابته أو يرضى عما يريد إثابته .
وكذلك لا يغضب عندهم يوم القيامة دون ما قبله؛ بل غضبه قديم إما بمعنى الإرادة وإما بمعنى آخر".
وقال ايضاً في الفتاوى 12/ 319 : "وحدثت طائفة أخرى من السالمية وغيرهم - ممن هو من أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف، ومنهم كثير ممن هو ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد بن حنبل، وكثر هذا في بعض المتأخرين المنتسبين إلى أحمد بن حنبل - فقالوا بقول المعتزلة، وبقول الكلابية، وافقوا هؤلاء في قولهم إنه قديم، ووافقوا أولئك في قولهم : إنه حروف وأصوات، وأحدثوا قولا مبتدعا - كما أحدث غيرهم - فقالوا : القرآن قديم وهو حروف وأصوات قديمة أزلية لازمة لنفس الله تعالى أزلا وأبدا.
واحتجوا على أنه قديم بحجج الكلابية، وعلى أنه حروف وأصوات بحجج المعتزلة.
فلما قيل لهم : الحروف مسبوقة بعضها ببعض فالباء قبل السين، والسين قبل الميم، والقديم لا يسبق بغيره والصوت لا يتصور بقاؤه فضلا عن قدمه قالوا : الكلام له وجود وماهية كقول من فرق بين الوجود والماهية من المعتزلة وغيرهم.
قالوا : والكلام له ترتيب في وجوده وترتيب ماهية الباء للسين بالزمان هي في وجوده وهي مقارنة لها في ماهيتها لم تتقدم عليها بالزمان وإن كانت متقدمة بالمرتبة كتقدم بعض الحروف المكتوبة على بعض .
فإن الكاتب قد يكتب آخر المصحف قبل أوله ومع هذا فإذا كتبه كان أوله متقدما بالمرتبة على آخره.
فقال لهم جمهور العقلاء : هذا مما يعلم فساده بالاضطرار؛ فإن الصوت لا يتصور بقاؤه، ودعوى وجود ماهية غير الموجود في الخارج دعوى فاسدة كما قد بسط في موضع آخر، والترتيب الذي في المصحف هو ترتيب للحروف المدادية والمداد أجسام فهو كترتيب الدار والإنسان وهذا أمر يوجد الجزء الأول منه مع الثاني، بخلاف الصوت فإنه لا يوجد الجزء الثاني منه حتى يعدم الأول كالحركة فقياس هذا بهذا قياس باطل، ومن هؤلاء من يطلق لفظ القديم ولا يتصور معناه، ومنهم من يقول يعني بالقديم إنه بدأ من الله وإنه غير مخلوق وهذا المعنى صحيح؛ لكن الذين نازعوا هل هو قديم أو ليس بقديم لم يعنوا هذا المعنى فمن قال لهم : إنه قديم وأراد هذا المعنى قد أراد معنى صحيحا، لكنه جاهل بمقاصد الناس مضل لمن خاطبه بهذا الكلام مبتدع في الشرع واللغة.
ثم كثير من هؤلاء يقولون : إن الحروف القديمة والأصوات ليست هي الأصوات المسموعة من القراء، ولا المداد الذي في المصحف، ومنهم من يقول : بل الأصوات المسموعة من القراء هو الصوت القديم، ومنهم من يقول بل يسمع من القارئ شيئان : الصوت القديم وهو ما لا بد منه في وجود الكلام".
وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله تعالى - في شرح الطحاوية ص 179 : "وقد افترق الناس في مسألة الكلام على تسعة أقوال :
أحدها : أن كلام الله هو ما يفيض على النفوس من معاني، إما من العقل الفعال عند بعضهم، أو من غيره، وهذا قول الصابئة والمتفلسفة.
وثانيها : أنه مخلوق خلقه الله منفصلا عنه، وهذا قول المعتزلة.
وثالثها : أنه معنى واحد قائم بذات الله، هو الأمر والنهي والخبر والاستخبار، وإن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبريه كان توراة، وهذا قول ابن كلاب ومن وافقه، كالأشعري وغيره.
ورابعها : أنه حروف وأصوات أزلية مجتمعة في الأزل، وهذا قول طائفة من أهل الكلام ومن أهل الحديث وقد نفى الجهم ومن وافقه كل ما وصف الله به نفسه، من كلامه ورضاه وغضبه وحبه وبغضه وأسفه ونحو ذلك، وقالوا : إنما هي أمور مخلوقة منفصلة عنه، ليس هو في نفسه متصفا بشيء من ذلك!! وعارض هؤلاء من الصفاتية ابن كلاب ومن وافقه، فقالوا : لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته وقدرته أصلا، و جميع هذه الأمور صفات لازمة لذاته قديمة أزلية، فلا يرضى في وقت دون وقت، ولا يغضب في وقت دون وقت.
كما قال في حديث الشفاعة : ( إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ).
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة : فيقولون : لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك!
فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا " (15)).
------------------------------------
1)وقد نقل شيخ الإسلام في الفتاوى 12/86 عن أئمة أهل السنة والجماعة ومنهم الإمام أحمد، والبخاري، وعثمان بن سعيد الدارمي صاحب النقض والاثرم والمروذى وأبى زرعة وأبى حاتم وغيرهم من الأئمة رحمهم الله تعالى إنكارهم على من قال أن صفات الله عز وجل قديمة أزلية.
2)سورة الصف، آية 4.
3)سورة البقرة، آية 222.
4)سورة المائدة، آية 54.
5)سورة النساء، آية 148.
6)سورة الأنعام، آية 141.
7)سورة المائدة، آية 80.
8)سورة محمد، آية 28.
9)سورة الزخرف، آية 55.
10)سورة المائدة ، آية 119.
11)سورة التوبة ، آية 46.
12)وهذا الكلام ينقض كلام علماء المعارض الذي نسب للإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
13)هذا على مذهبه القديم لكنه تاب بعد ذلك ورجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة وله كتاب في الرد على ابن فورك سماه (إبطال التأويلات) يقرر فيه عقيدة أهل السنة والجماعة.
14)أراد رحمه الله بذلك رؤوس أهل البدع.
15)ينظر ايضا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية 2/358.

(يتبع)

عبد الرحيم السني
2008-05-29, 05:33 PM
الثانية : إن هذا الكلام الذي نسب للإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - ليس من كلامه، ويظهر ذلك من السياق، فقد قال الإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - في النقض 1/561 : " فادعى أيضا أن كلام الله يحتمل أن يكون من أفاعيله، وأن أفاعيله زائلة عنه. وكل زائل عن الله مخلوق في دعواه [قيل له (16): لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة. وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة، فكل ما خرج من قول : "كن" فهو حادث. وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم. والله أعلم .(17)]

فلم يزل يعيب(18) عن هذا القول ويلجلج به في صدره حتى صرح به، وهو يرى أنه ليس معه بالبلاد من يفطن لمذهبه.

فيقال لهذا المعارض : من زعم أن القرآن فعل الله الزائل منه فقد رجع عن قوله : كلام الله؛ لأن القول غير الفعل عند جميع الناس، والمفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه. فقد صرح بالمخلوق مرة بعد مرة، ومرة بعد مرة بعدما عاب من قاله، ورجع عيبه عليه من حيث لا يشعر.

أرأيتك أيها المعارض إذا ادعيت في بعض كلامك أنه لا يجوز أن تقول : مخلوق ولا غير مخلوق، ولا يزاد على أن يقال : كلام الله ثم يسكت عما وراء ذلك لما أنه لم يخض فيه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فمن خاض فيه كان بزعمك مقدمًا بين يدي الله ورسوله. فكيف تركت فيه قول الله تعالى ومنهاج السلف، ورجعت عن كلام الله فجعلته فعلا له مخلوقا؟.

أو ما تخشى على نفسك ما تخوفت على غيرك؟ لقد ارتطمت فيما تخوفت على غيرك، وأنت لا تشعر، وصرحت بالمخلوق بعدما نسبت إلى البدعة من قالها، وبؤت بما عبت على غيرك(19) من التقدم بين يدي الله ورسوله وبايعت جهمًا والمريسي في دعواهما. زعم هذان أنه مجعول وزعمت أنت أنه مفعول، وكلا المعنيين سواء".
----------------------------
16)القائل هم أصحاب المعترض.
17)هذه الزيادة ليست ضمن مخطوطة دار الكتب القطرية وإنما هي في مخطوطة المكتبة السعودية بالرياض، وطبعة حامد الفقي، وضمن طبعة عقائد السلف، وحول هذا ينظر النقض بتحقيق الألمعي 1/561.
18)أي المعترض.
19)الذين قالوا: له لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة .....كما تقدم.

(يتبع)

عبد الرحيم السني
2008-05-29, 05:40 PM
الثالثة : إن الإمام الدارمي رحمه الله تعالى قد فسر الحديث القدسي (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا) بأن المراد من ذلك الرحمة، ومجازات الأعمال التي كان يعمل بها في الدنيا، فقد قال الإمام الدارمي في النقض 1/499-500: "إذ زعمت أن نزوله تقريب رحمته إياهم كقوله الآخر : "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا" فقلت : هذا تقرب بالرحمة. ففي دعواك في تفسير النزول : من تقرب إليه شبرًا تباعد هو عنه مسيرة ما بين الأرض إلى السماء، وكلما ازداد العباد إلى الله اقترابا تباعد، هو برحمته عنهم بعد ما بين السماء والأرض بزعمك".

وقال ايضاً في المرجع السابق 2/746 : " ثم فسرت قول عبد الله : "أنهم يكونون في القرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعة" أن ذلك تقرب إليه بالعمل الصالح، كما قال الله تعالى : (من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا).

ويلك أيها الحيران! إنما قال الله : (من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا) في الدنيا بالأعمال الصالحة لا في الآخرة يوم ترفع الأعمال عن العباد".

الرابعة : لقد نقل الإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - كلام علماء المعترض ليبين تناقض هذا المعترض لأنه كان يعيب كلامهم، ثم قال به.

قال الإمام الدارمي في المرجع السابق - كما في مخطوطة المكتبة السعودية بالرياض، وطبعة حامد الفقي، وضمن طبعة عقائد السلف (20) - : "قيل له لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة. وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة، فكل ما خرج من قول : "كن" فهو حادث. وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم. والله أعلم.

فلم يزل يعيب هذا القول ... [إلى أن قال] : فقد صرح بالمخلوق مرة بعد مرة، ومرة بعد مرة بعدما عاب من قاله، ورجع عيبه عليه من حيث لا يشعر".

الخامسة : الذي يقرر ذلك وينسبه للإمام الدارمي فهو يقرر لأهل السنة عقيدة الأشاعرة الكلابية فعند هؤلاء صفات الأفعال لله عز وجل قديمة أزلية لا تتعلق بمشيئته وإرادته وقد تقدم قول شيخ الإسلام في ذلك (21).
-------------------------------------
20)ينظر النقض طبعة مكتبة الرشد، تحقيق رشيد بن حسن الألمعي 1/561
21)ينظر صفحة 5 .

(يتبع)

المقدادي
2008-05-29, 05:53 PM
فاقول:
1) النسخ المطبوعة: موجود في النسخة التي حققها علي سامي النشار وعمار جمعي الطالبي وهي من ضمن مجموعة عقائد السلف طبعة منشأة المعارف بالاسكندرية، وكذلك في النسخة التي حققها الألمعي ولكن ذكرها في الحاشية بسبب منهجه الذي اتبعه في التحقيق حيث قال: ( في ط،س،ش زيادة لم ترد في الأصل ولعلها سقطت منه وهي: « قيل له: لا نسلم أن.....»إلخ).اهـ
2) النسخ المخطوطة: فهو مثبت في نسخة العامري ونسخة المكتبة السعودية تحت رقم (732/86) ونسخة المكتبة السعودية الثانية تحت رقم (487/86).راجع كتاب النقض للدارمي بتحقيق الألمعي (ج1ص105 ـ124).
هذا بالنسبة للنسخ، يبقى يا شيخ المقدادي انتقادك وتشكيكك لبعض الكلمات التي جاءت في كلام الإمام الدارمي رحمه الله.
وهذا صحيح، ولا شك أن هذا الكلام للإمام الدارمي؛ لأنه مثبت في أقدم نسخة وهي مقرؤة ومسموعة بأسانيد صحيحة بحضرة شيخ الإسلام ـ أي نسخة العامري ـ وهي منسوخة في سنة 721هـ وهي أقدم من النسخة التي اعتمد عليها المحقق الألمعي والنسخة هذه ـ أي نسخة العامري ـ نسخة عظيمة وعليها سماعات أيضاً لأئمة كبار وهي أيضاً منسوخة ـ أصل نسخة العامري ـ من نسخة عتيقة قديمة وعليها سماعات لجماعة من الأئمة، ولهذا العامري لما نسخ نسخته نقل السماعات الموجودة على الأصل الذي نقل منه حتى يبين جودة الأصل الذي نقل عنه؛ وعن نسخة العامري المذكورة هذه المنسوخة سنة 721هـ طبع الشيخ محمد حامد الفقي نسخته المصرية ونسخ الشيخ محمد بن عبد اللطيف ـ لم ينسخ بنفسه وإنما كلف من ينسخ له ـ
نسختين عن هذه النسخة، نسخة عام1347هـ ثم نسخ من هذه النسخة نسخة آخرى بعد ذلك. هذا ولو قدر أن بين النسختين اختلاف ـ النسخة التي أعتمدها الألمعي ونسخة العامري ـ لقدمت نسخة العامري؛ هذا من وجه، ومن وجه آخر نقول: إن كتاب النقض سمعه وقرأه ونقل منه أئمة كبار من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ولم ينتقده أحد.وهذا على عجالة والكلام يحتاج تحرير أكثر بارك الله فيك.
.
أحسن الله إليك


العامري ينقل من نسخة الأصل و لهذا نسخ طبقة السماع فهل نسخة العامري هي التي سمعها شيخ الإسلام رحمه الله أم أنه سمع نسخة شيخه القواس ؟ الجواب هو الثاني , و لا تنس انه ما بين سماع هذا الكتاب و نسخه أزيد من 30 عاماً


فالكتاب سُمع على أبي حفص القواس سنة 691 هـ و نسخه العامري سنة 721 هـ

فلا نعلم : هل هذا النص موجود في نسخة أبي حفص القواس أم لا ؟


و الذي يظهر لي ان الكلام ليس له و أنه ربما كان في حاشية الأصل - مثلا - و نقله العامري دونما تثبت و الله أعلم بحقيقة الأمر

محمد الصميلي
2008-05-29, 10:16 PM
بوركت أخي عبد الرحمن السني..وجزاك الله خيرا..

عبد الرحيم السني
2008-05-29, 11:09 PM
السادسة : إن الأشاعرة الكلابية هم الذين قالوا أن الهرولة صفة لله تعالى ولكنها تأول، كما قرر ذلك النووي وابن بطال والعيني وغيرهم (22)، وأما أئمة أهل السنة المتقدمين (23)، فلم يعدوا الهرولة صفة لله تعالى في الحديث القدسي (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)، فقد قال الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في الجامع الكبير 5/554 بعد هذا الحديث : "ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث : من تقرب إليّ شبراً تقربت منه ذراعاً، يعني بالمغفرة والرحمة، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا : إنما معناه يقول : إذا تقرب إليَّ العبد بطاعتي وبما أمرت تُسارِعُ إليه مغفرتي ورحمتي(24) ".

وقال الإمام ابن قتيبة-رحمه الله تعالى- في تأويل مختلف الحديث ص327 بعد هذا الحديث : "ونحن نقول إن هذا تمثيل وتشبيه، وإنما أراد من أتانـي مسرعاً بالطاعة، أتيته بالثواب أسرع من أتيانه، فكنى عن ذلك بالمشي وبالهرولة، كما يقال فلان موضع في الضلال – والإيضاع : سير سريع- لا يراد به أنه يسير ذلك السير، وإنما يُراد أنه يسرع إلى الضلال، فكنى بالوضع عن الإسراع.

وكذا قوله : {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} والسعي الإسراع في المشي، وليس يراد أنهم مشوا دائماً، وإنما يراد أنهم أسرع بنياتهم وأعمالهم، والله أعلم".

وقال أيضاً -رحمه الله تعالى- في المرجع السابق ص397-398 : "وكذلك قوله جل وعز {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} لا يريد أنه معهم بالحلول، ولكن بالنصرة والتوفيق والحياطة، وكذلك قوله تعالى : من تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى 10/212: "وهو سبحانه يحب من يحبه، ولا يمكن أن يكون العبد محباً والله تعالى غير محب له، بل بقدر محبة العبد لربه يكون حب الله له، وإن كان جزاء الله لعبده أعظم كما في الحديث الصحيح الإلهي عن الله تعالى أنه قال : (من تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتانـي يمشي أتيته هرولة).

وقد أخبر سبحانه أنه يحب المتقين والمحسنين والصابرين، ويحب التوابين ويحب المتطهرين بل هو يحب من فعل ما أمر به من واجب ومستحب كما في الحديث الصحيح : (لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به) الحديث".

فقد أقر شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ج5 ص407 كلام الإمام ابن قتيبة في كتاب (تأويل مختلف الحديث) : "ليس يراد في شيء من هذا انتقال الجسم وإنما يراد به القصد إلى الشيء بالإرادة والعزم والنية ، وكذلك قوله : {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} لا يراد به أنه معهم بالحلول؛ ولكن بالنصر والتوفيق والحياطة.

وكذلك قوله عز وجل : ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة )(25)" .

السابعة : وأما ما قاله علماء هذا المعترض (26) بقولهم له (أجمعنا)(27) ، فليس فيه نقل للإجماع (28) إذ اتفقوا هم والمعترض على ذلك، وهذا ظاهر من السياق، وواضح لمن له ادنى علم باللغة العربية.

وقد فهم بعض أهل البدع من قول علماء المعترض بأن المسألة مجمع عليها (29)، وهذا ناتج من جهلهم باللغة والعقيدة، وكذا في كلامهم هذا تضليل لأئمة أهل السنة والجماعة لأنهم خالفوا الإجماع بزعمهم، وكفى بذلك بهتاناً وأثم مبينا.


--------------------

22)ينظر شرح صحيح مسلم للنووي 17/3 وفتح الباري لابن حجر 13/513 وعمدة القارئ للعيني 25/101 والمحرر الوجيز لابن عطية 3/434.
23)وقد قال بعض علماء أهل السنة المتأخرين بأن الهرولة صفة لله عز وجل، وأنها تمر على ظاهرها، وقولهم هذا مردود لمخالفتهم ظاهر الحديث وكذا عقيدة السلف المتقدمين أصحاب القرون المفضلة، وقد بينت ذلك في كتابي تحقيق الحديث القدسي" وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" ودراسته رواية ودراية.
24)كلام الأعمش لم نقف له على إسناد، ولكن المعول على نقل الإمام الترمذي لكلام أهل العلم على هذا الحديث، ولم ينقل قولاً يخالف ذلك، إذ أن الإمام الترمذي معروف بنقله لأقوال أهل العلم في تفسير الأحاديث، وحسبك به إماماً.
25)وقد أثنى ابن تيمية على هذا الكتاب بقوله في الفتاوى ج 5 ص403 : "وهذا تأويل طائفة من أهل العربية منهم أبو محمد بن عبدالله بن قتيبة، ذكر في كتاب (مختلف الحديث) له الذي رد فيه على أهل الكلام، الذين يطعنون في الحديث". ومن قال أن الشيخ الإسلام رد على ابن قتيبة في الكلام الذي تقدم نقله، فيلزم بأن الشيخ الإسلام يقول بالحلول لأن الإمام ابن قتيبة قال : "لا يراد به أنه معهم بالحلول؛ ولكن النصر والتوفيق والحياطة".
26)الذي رد عليه الإمام الدارمي – رحمه الله تعالى – في النقض.
27)وفي نسخة : (أجمعنا واتفقنا).
28)إذ قال الإمام الدارمي: قيل له: ولم يقل نقول له، أو قلنا له.
29)قال الحافظ الذهبي في السير 10/547: " هذا غاية ما عند هؤلاء المتقعرين من العلم، عبارات وشقاشيق لا يعبأ الله بها، يحرفون الكلم عن مواضعه قديما وحديثا، فنعوذ بالله من الكلام وأهله".

(يتبع)

عبد الرحيم السني
2008-05-29, 11:24 PM
الثامنة : الذي ينقل عقيدة أهل السنة والجماعة لابد أن يكون قد تلقاها على يد علمائها، وأما الذي لم يتلق هذا العلم عن أهله؛ فسوف يخلط و يخبط في هذه المسائل، كحال أولائك الذين نقلوا قول المعتزلة و الكلابية فنسبوه للسلف.

قال الله تبارك وتعالى : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}(30) .

وقوله {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }(31)(32) .

التاسعة : الذي ينسب هذا القول للإمام الدارمي، إنما يتهم الإمام الدارمي بالتناقض، إذ أن قول : " لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة" يناقض قول الإمام الدارمي: " المفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه (33)" مما يدل على أن القول الأول هو من قول أصحاب المعترض وليس للإمام الدارمي رحمه الله تعالى.

العاشرة : إن قول أصحاب المعترض(34) : "فكل ما خرج من قول كن فهو حادث، وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم".

هذا الكلام فيه إضمار بأن القرآن مخلوق، لذالك رد عليهم الإمام الدارمي بقوله : "فقد صرح بالمخلوق مرة بعد مرة، ومرة بعد مرة بعدما عاب من قاله، ورجع عيبه عليه".

وذلك لأن المعترض أخذ يعيب عليهم خلق القرآن ثم قال بقولهم، فمن نسب للإمام الدارمي هذا القول فقد نسب إليه القول بخلق القرآن .(35)

ومما يبين ذلك قول الإمام احمد - رحمه الله تعالى - في الرد على الزنادقة والجهمية ص 125-126 بعد قوله تعالى : {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}(36) "فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له (كن) فكان عيسى بكن وليس عيسى هو الكن، ولكن بالكن كان، فالكن من الله قول، وليس الكن مخلوقا.

وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالوا عيسى روح الله وكلمته، لأن الكلمة مخلوقة، وقالت النصارى : عيسى روح الله من ذات الله، وكلمته من ذات الله.

كأن يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة".

وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله تعالى - في النقض 2/670 : "وأعجب من ذلك قولك : إني سألت بشرا المريسي عن قول الله تعالى : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (37)، فقال بشر: كونه كما شاء بغير (كن) أوما وجدت أيها المعارض فيمن رأيت من المشايخ شيخا أرشد من بشر وأعلم بتأويل هذه الآية من بشر الذي كفر برب قال قولا لشيء قط : كن فكان؟ وهذا المشهور من مذهبه المعروف في كل مصر: أن الله لم يتكلم بكلمة قط ولا يتكلم بها قط، فسؤالك بشرا عن هذه الآية من بين المشايخ دليل منك على الظنة والريبة القديمة، وأنك لم تسأله عن ذلك إلا عن ضمير متقدم، أفلا سألت عنه من أدركت من المشايخ، مثل أبي عبيد وأبي نعيم ونظرائهم من أهل الدين والفضل والمعرفة بالسنة؟! ثم ادعيت أن بشرا قال : معناه أن يكونه حتى يكون، من غير قول يقول له : (كن) ولكن يكونه على ما أراد.

ثم فسرت قول بشر هذا، فزعمت أنه عنى بذلك أن الأشياء ليست مخلوقة من (كن) ولكن الله كونها على ما أراد من غير كيفية، وللكلام وجوه بزعمك.

فيقال لهذا المعارض : قد افتريتما على الله جميعا فيما تأولتما من ذلك، وجحدتما قول الله تعالى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (38) إذ ادعيتما أن الأشياء لا تكون بقوله : (كن) ولكن يكونه بإرادته من غير قول : (كن)، وهذا هو الجحود بما أنزل الله؛ لأن الله تعالى جمع فيه القول والإرادة، فقال : (إِذَا أَرَدْنَاهُ) فسبقت الإرادة قبل (كن)، ثم قال : (كن) فكان بقوله وإرادته جميعا : فكيفية هذا كما قال أصدق الصادقين أنه إذا قال (كن) فكان، لا ما تأوله أكذب الكاذبين، وليست هذه المسألة مما يحتاج الناس فيها إلى تفسير ولا هي من العويص الذي يجهلها العوام، فكيف الخاص من العلماء؟ وليس هذا مما يشكل على رجل رزق شيئا من العقل والمعرفة حتى يسأل عنه مثل المريسي الذي لا يعرف ربه، فكيف يعرف قوله؟

وإنما امتنع المريسي وأصحابه من أن يقروا بهذا أنهم قالوا : متى أقررنا أن الله قال لشيء : (كن) كلاما منه لزمنا أن نقر بالقرآن والتوراة والإنجيل أنه نفس كلامه.

فامتنعوا من أجل ذلك؛ لأن الله - في دعواهم - لم يتكلم بشيء ولا يتكلم، والدليل على هذا المعارض بسؤال بشر عن هذه الآية قديما في شبابه وقد عرف مذهب بشر أنه اضطمر هذا الرأي في أول دهره وليس برأي استحدثه حديثا.

وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (قال الله إن رحمتي كلام، وعذابي كلام، وغضبي كلام، إنما قولي لشيء إذا أردت أن أقول له : (كن) فيكون).

ادعى هذا المعارض أيضا في قول الله تعالى لعيسى ابن مريم : (روح الله وكلمته) فقال : يقول أهل الجرأة في معنى كلمته : أي بكلمته، وإن سئلوا عن المخرج منه لم يقدروا عليه، وتأولوا على الله برأيهم.

فيقال لهذا المعارض : أويحتاج في هذا إلى تفسير ومخرج؟ قد عقل تفسيره عامة من آمن بالله، أنه إذا أراد شيئا قال له : (كن فيكون) ومتى لا يقول له : (كن)، لا يكون، فإذا قال : (كن) كان، فهذا المخرج من أنه كان بإرادته وبكلمته لا أنه نفس الكلمة التي خرجت منه، ولكن بالكلمة كان، فالكلمة من الله (كن) غير مخلوقة، والكائن بها مخلوق.

وقول الله في عيسى : (روح الله وكلمته) فبين الروح والكلمة فرق في المعنى، لأن الروح الذي نفخ فيها مخلوق امتزج بخلقه، والكلمة من الله غير مخلوقة لم تمتزج بعيسى، ولكن كان بها، وإن كره، لأنها من الله أمر، فعلى هذا التأويل قلنا، لا على ما ادعيت علينا من الكذب والأباطيل".

وقال الإمام البخاري في خلق أفعال العباد ص35 : "وقيل لأبي عبيد : إن المريسي سئل عن ابتداء خلق الأشياء عن قول الله عز وجل : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}، فقال : كله كلام صلة، فمعنى قوله : أن يقول صلة، كقوله قالت السماء فأمطرت، وكقوله : قال الجدار فمال، قال : قال الله تعالى : (جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ)، والجدار لا إرادة له فمعنى قوله : إذا أردناه كوناه فكان، لم يكن عند المريسي جواب أكثر من هذا؛ يعني إن الله تعالى لا يتكلم.

قال أبو عبيد القاسم بن سلام : أما تشبيه قول الله : (إِذَا أَرَدْنَاهُ)، بقوله قالت السماء فأمطرت، وقال الجدار فمال، فإنه لا يشبه، وهذه أغلوطة أدخلها، لأنك إذا قلت : قالت السماء، ثم تسكت لم يدر ما معنى قالت حتى تقول فأمطرت، وكذلك إذا قلت : أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه، وإذا قلت : قال الله، اكتفيت بقوله : قال، فقال : مكتف لا يحتاج إلى شيء يستدل به على قال، كما احتجت إذا قال الجدار فمال، وإلا لم يكن لقال الجدار معنى، ومن قال هذا فليس شيء من الكفر إلا وهو دونه، ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يقله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق" .

وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى 9/282 : " قال تعالى : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (39) فهو سبحانه يكون ما يشاء تكوينه، فإذا كونه كان عقب تكوينه متصلا به لا يكون مع تكوينه في الزمان ولا يكون متراخيا عن تكوينه بينهما فصل في الزمان ؛ بل يكون متصلا بتكوينه كاتصال أجزاء الحركة والزمان بعضها ببعض.

وهذا مما يستدل به على أن كل ما سوى الله حادث كائن بعد أن لم يكن وإن قيل مع ذلك بدوام فاعليته ومتكلميته، وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع.

والمقصود هنا أن هذا هو أصل من قال القرآن محدث ومن قال إن الرب لم يقم به كلام ولا إرادة، بل ولا علم بل ولا حياة ولا قدرة ولا شيء من الصفات.

فلما ظهر فساد هذا القول شرعا وعقلا قالت طائفة ممن وافقتهم على أصل مذهبهم : هو لا يتكلم بمشيئته وقدرته بل كلامه أمر لازم لذاته كما تلزم ذاته الحياة ثم منهم من قال : هو معنى واحد لامتناع اجتماع معان لا نهاية لها في آن واحد وامتناع تخصيصه بعدد دون عدد، وقالوا : ذلك المعنى هو الأمر بكل مأمور والخبر عن كل مخبر عنه إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا.

وقالوا : إن الأمر والنهي صفات للكلام لا أنواع له، فإن معنى "آية الكرسي" و"آية الدين" و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} معنى واحد".

وقال ايضاً في المرجع السابق 12/86 : " وصرح أحمد وغيره من السلف ان القرآن كلام الله غير مخلوق ولم يقل أحد من السلف ان الله تكلم بغير مشيئته وقدرته ولا قال أحد منهم أن نفس الكلام المعين كالقرآن أو ندائه لموسى أو غير ذلك من كلامه المعين أنه قديم أزلى لم يزل ولا يزال وان الله قامت به حروف معينة أو حروف وأصوات معينة قديمة أزلية لم تزل ولا تزال فان هذا لم يقله ولا دل عليه قول أحمد ولا غيره من أئمة المسلمين بل كلام أحمد وغيره من الأئمة صريح في نقيض هذا وأن الله يتكلم بمشيئته وقدرته وانه لم يزل يتكلم إذا شاء مع قولهم إن كلام الله غير مخلوق وانه منه بدأ، ليس بمخلوق ابتدأ من غيره، ونصوصهم بذلك كثيرة معروفة في الكتب الثابتة عنهم مثل ما صنف أبو بكر الخلال في كتاب السنة وغيره وما صنفه عبد الرحمن بن أبي حاتم من كلام أحمد وغيره وما صنفه أصحابه وأصحاب أصحابه كابنيه صالح وعبد الله وحنبل وأبي داود السجستاني صاحب السنن والاثرم والمروذى وأبي زرعة وأبي حاتم والبخاري صاحب الصحيح وعثمان بن سعيد الدارمي وابراهيم الحربي وعبد الوهاب الوراق وعباس بن عبد العظيم العنبري وحرب بن إسماعيل الكرماني ومن لا يحصى عدده من أكابر أهل العلم والدين وأصحاب أصحابه ممن جمع كلامه وأخباره كعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي بكر الخلال وأبي الحسن البناني الاصبهاني وأمثال هؤلاء ومن كان أيضا يأتم به وبأمثاله من الأئمة في الأصول والفروع كأبي عيسى الترمذي صاحب الجامع وأبي عبد الرحمن النسائي وأمثالهما ومثل أبي محمد بن قتيبة وأمثاله وبسط هذا له موضع آخر.

وقد ذكرنا في المسائل الطبرستانية و الكيلانية بسط مذاهب الناس وكيف تشعبت وتفرعت في هذا الأصل والمقصود هنا أن كثيرا من الناس المتأخرين لم يعرفوا حقيقة كلام السلف والأئمة فمنهم من يعظمهم ويقول انه متبع لهم مع انه مخالف لهم من حيث لا يشعر ومنهم من يظن أنهم كانوا لا يعرفون أصول الدين ولا تقريرها بالدلائل البرهانية وذلك لجهله بعلمهم بل لجهله بما جاء به الرسول من الحق الذي تدل عليه الدلائل العقلية مع السمعية فلهذا يوجد كثير من المتأخرين يشتركون في أصل فاسد ثم يفرع كل قوم عليه فروعا فاسدة يلتزمونها كما صرحوا في تكلم الله تعالى بالقرآن العربي وبالتوراة العبرية وما فيهما من حروف الهجاء مؤلفا أو مفردا لما رأوا أن ذلك بلغ بصفات المخلوقين اشتبه بصفات المخلوقين فلم يهتدوا لموضع.

وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح السفارينية ص 179 : "فقول الأشاعرة حيث قالوا : إن كلام الله صفة من صفاته وليس بمخلوق، ولكن الذي نقر به المعنى القائم بنفسه، وليس الشيء المسموع الذي يكون بالحروف، فإن هذا الشيء المسموع الذي يكون بالحروف خلق من مخلوقات الله، خلقه الله تعبيراً عما في نفسه، وليس هو كلام الله، لكن إضافته إلى الله من باب المجاز، فتُجُوِّز عما كان عبارة عن الشيء فسمي به الشيء، فسمي كلام الله لأنه عبارة عنه، وليس هو كلام الله، بل الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وهو أزلي أبدي لا يتعلق بمشيئته، بل هو وصف لازم له كلزوم الحياة والعلم والقدرة.

وعلى زعمهم هذا فهو لا يتكلم إذا شاء، كما أنه لا يعلم متى شاء، بل علمه لازم لذاته، فهم يقولون الكلام لازم لذاته ولا يتعلق بمشيئته، وعلى ذلك فالجهمية والمعتزلة خير منهم من هذا الوجه؛ لأنهم يقولون : إن كلام الله يتعلق بمشيئته لكنه مخلوق، وهم يقولون لا يتعلق بمشيئته ولا بإرادته.

ثم يقولون : إن ما يسمعه محمد صلى الله عليه وسلم وموسى وغيرهما من كلام الله، إنما هو شيء مخلوق، فهم قد شاركوا الجهمية والمعتزلة في أن ما يسمع مخلوق، لكن الجهمية قالوا : هو كلام الله، وهؤلاء قالوا : هو عبارة عن كلام الله، فوافقوا الجهمية في أن المسموع مخلوق، وخالفوهم في أنهم قالوا : إنه عبارة، وهؤلاء قالوا : إنه حقيقة".

ولذا فإن من عقيدة أهل السنة الإقرار بأن لله تعالى الكمال المطلق و أن كلامه تعالى متعلق بمشيئته وقدرته فهو يتكلم إذا شاء متى شاء ويسكت إذا شاء، وأن الله إذا أراد لأمر أن يقول له كن فيكون فكن كلامه وصفته متعلقة بإرادته ومشيئته فمتى أراد تكوين شيء قال له كن فيكون، والممفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه ففعل الله صفة لله والمفعول غيره من الخلق، ليس كما يدعيه بعض أهل البدع كما تقدم.
------------------------------------------

30)سورة الإسراء، آية 36.
31)قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في تعليقه على الواسطية ص 34 : " إن القول على الله بلا علم من أعظم المحرمات، بل إنه يأتي في مرتبة أعلى من مرتبة الشرك، حيث رتب المحرمات في هذه الآية من الأدنى إلى الأعلى، والقول على الله يشمل القول عليه في أحكامه وشرعه ودينه كما يشمل القول في أسمائه وصفاته، وهو أعظم من القول عليه في شرعه ودينه، فسياق الآية الكريمة هنا للتنبيه على هذا، والله أعلم".
32)سورة الأعراف، آية 33.
33)قال سبحانه وتعالى:{ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
34)الذي نسبه بعض أصحاب البدع إلى الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
35)لقد نسب بعض أهل البدع من الرافضة ومن وافقهم هذا الكلام للإمام الدارمي، وغايتهم في ذلك التلبيس على أهل السنة والجماعة، وهذا لخبثهم وحقدهم على أهل السنة، فعليهم من الله ما يستحقون وهذا موجود في شبكة الأنترنت.
36)سورة النساء، آية171.
37)سورة النحل، آية 40.
38)سورة النحل، آية 40.
39)سورة يس، آية 82.

(يتبع)

عبد الرحيم السني
2008-05-29, 11:39 PM
الحادية عشر : إن القول الذي نسب للإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - : "وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم" : ليس في هذا الكلام دلالة على إثبات أن الهرولة صفة لله عز وجل (40)ولا الصفات الأخرى التي ذكرت، بل في هذا الكلام تقرير لعقيدة أهل البدع والأهواء من الكلابية و الأشاعرة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 5/412 ولهذا يقول كثير منهم(41) : "إن هذه آيات الإضافات وأحاديث الإضافات، وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات، وإما أن يجعلوا جميع هذه المعاني قديمة أزلية، ويقولون نزوله ومجيئه وإتيانه وفرحه وغضبه ورضاه؛ ونحو ذلك : قديم أزلي كما يقولون : إن القرآن قديم أزلي".

وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى في شرح الطحاوية ص 179 "فقالوا(*): لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته وقدرته أصل، و جميع هذه الأمور صفات لازمة لذاته، قديمة أزلية، فلا يرضى في وقت دون وقت، ولا يغضب في وقت دون وقت".

الثانية عشر : وإما قولهم "والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات" أي أنه يمتنع أن تحل الحوادث بذاته، وهذا القول محدث أنكره أهل السنة على أهل الكلام.

فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في الفتاوى 6/147 :"ويقولون أي الكلابية يمتنع أن تحل الحوادث بذاته كما يسميها قوم آخرون : فعل الذات بالذات أو في الذات؛ ورأوا أن تجويز ذلك يستلزم حدوثه؛ لأن الدليل الذي دلهم على حدوث الأجسام قيام الحوادث بها؛ فلو قامت به لزم أحد الأمرين؛ إما حدوثه أو بطلان العلم بحدوث العالم".

وقال أيضاً في درء تعارض العقل والنقل 1/239 : "بل قول القائل : إن الله جسم أو ليس بجسم، أو جوهر أو ليس بجوهر، أو متحيز أو ليس بمتحيز، أو في جهة أو ليس في جهة، أو تقوم به الأعراض والحوادث أو لا تقوم به، ونحو ذلك؛ كل هذه الأقوال محدثة بين أهل الكلام المحدث، لم يتكلم السلف و الأئمة فيها، لا بإطلاق النفي ولا بأطلاق الإثبات، بل كانوا ينكرون على أهل الكلام الذين يتكلمون بمثل هذا النوع في حق الله تعالى نفيا وإثباتا".

الثالثة عشر : من عقيدة أهل السنة والجماعة بأن الله يتصف بالصفات الاختيارية كالكلام والنداء والرضا والغضب والحب والبغض والرحمة والرأفة والانتقام والإتيان والنزول والاستواء على العرش والخلق والرزق وغير ذلك من صفاته العلية التي تقوم بمشيئته واختياره؛ ومعنى تعلقها بمشيئته واختياره أنه تعالى لا يزال متكلما إذا شاء ولا يزال رحيما إذا شاء ولا يزال خالقا إذا شاء، وهكذا، فالصفة ثابتة له سبحانه وتعالى، وهي متعلقة بمشيئته، فإن شاء تكلم وإن شاء سكت وإن شاء خلق، وإن شاء لم يخلق، وإن شاء غضب، وإن شاء رضي.

ومن الأدلة الموضحة لذلك :

قوله تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} (42).

وقوله تعالى : {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُ مْ أَجْمَعِينَ} (43).

وقوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (44).

وقوله صلى الله عليه وسلم : "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له "(45).

وقوله صلى الله عليه وسلم : "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد "(46).

وغيرها من الأدلة الثابتة في الكتاب والسنة.

أحمد الله وأشكره على أن يسر لي أتمام هذا البحث، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصا لوجه الكريم، وأن يدخر لي أجره يوم ألقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه الغر الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


-----------------------------------------

40)علماً بأن الهرولة في الحديث القدسي (من تقرب .....) ليست من أحاديث الصفات كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمة أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى.
41) أي الأشاعرة الكلابية.
*)أي الأشاعرة الكلابية.
42)سورة الأعراف، آية 11.
43)سورة الزخرف، آية 55.
44)سورة محمد، آية 28.
45)أخرجه البخاري في صحيحه 1/384 ومسلم في صحيحه 1/521 وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
46)أخرجه البخاري في صحيحه 3/1040 ومسلم في صحيحه 3/1504 وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

منقول: من " دك الصواعق النارية على رؤوس من قرر عقائد المعتزلة والأشاعرةالكلاب ية "
لخالد بن عبدالله العلوي -حفظه الله-.

عبد الرحيم السني
2008-05-29, 11:47 PM
هذا أول كلام لبحث الأخ :خالد بن عبدالله العلوي -حفظه الله-.

" دك الصواعق النارية على رؤوس من قرر عقائد المعتزلة والأشاعرةالكلاب ية "


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومستدرج العاصين بمكره، الذي أظهر دينه على الدين كله، القاهر فوق عباده فلا يمانع، الظاهر على خلقه فلا ينازع، الحكيم فيما يريد فلا يدافع.

أحمده على إعزازه لأوليائه، ونصرته لأنصاره، وخفضه لأعدائه، حمد من استشعر الحمد باطن سره، وظاهر جهره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، شهادة من طهر بالتوحيد قلبه، وأرضى بالمعاداة فيه والموالاة ربه.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رافع الشك وخافض الشرك، وقامع الكذب والإفك؛ اللهم صل على محمد وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيهم الأخيار ما تعاقب الليل والنهار.

وبعد : فقد وقفت على كلام متضمن لأنواع من الكذب والمرج جامع لأمور من الباطل، لا يسع مسلم السكوت عنه، خشية أن يفتن به بعض الجاهلين، فيعتمد عليه؛ فإن كل عصر لا يخلو من قائل بلا علم، ومتكلم بغير إصابة ولا فهم.

وقد جعل الله في كل زمان فترة، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويبصرون بدين الله أهل العمى، ويحيون بكتاب الله الموتى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وتائه ضال قد هدوه؛ فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم.

فقد عنَّ لي الجواب على ما نسب للإمام الدارمي رحمه الله تعالى في كتابه النقض وهذا نصه :" قيل له : لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة. وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة، فكل ما خرج من قولِ : "كُنْ" فهو حادث. وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم. والله أعلم."

ولي على هذا الكلام المنسوب للإمام الدارمي – رحمه الله تعالى - وقفات، ولوازم :

أحمد بن حنبل
2008-05-31, 01:17 AM
بوركت أخي عبد الرحمن السني..وجزاك الله خيرا..

الأخ محمد الصميلي وفقه الله
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=114523&postcount=8
لم تجاوبني على سؤالي حتى الآن ؟!
هل عندك جواب على ما ذكرت أم أعتبر سكوتك هذا انسحاب ، وإن ما ذكرته باطلاً غير صحيح.
هذا كي يتسنى لي الرد على ما كتبه الأخ عبدالرحيم وليس عبدالرحمن !
سوف أعطيك مهلة أقصاها يوماً ابتداءً من تاريخ هذه الرسالة .

محمد الصميلي
2008-05-31, 01:37 PM
أخي/ أحمد بن حنبل -وفقني الله و إياك لمرضاته-:
1- أستغفر الله العظيم مما قلته بأن الشيخ صالح آل الشيخ كلامه سباقا ولحاقا يفيد أن الكلام للمعترض و ليس للدارمي وهذا وهمٌ مني، وكان المفروض علي مراجعة الكلام قبل التعليق ، فمعذرة أخي.
2- أما قولي أن الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي فقد بين أخي عبد الرحيم السني ذلك فيما نقل فجزاخه الله خيرا[وليس عبد الرحمن كما قلت أنا سهوا].
3- شكرا على إثراء الموضوع بالنقولات و كذا النقاش المثمر، وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز [مجرد تذكرة].
4- سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة ؟
5- سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟ والله الموفق.

أحمد بن حنبل
2008-05-31, 03:14 PM
أخي/ أحمد بن حنبل -وفقني الله و إياك لمرضاته-:
1- أستغفر الله العظيم مما قلته بأن الشيخ صالح آل الشيخ كلامه سباقا ولحاقا يفيد أن الكلام للمعترض و ليس للدارمي وهذا وهمٌ مني، وكان المفروض علي مراجعة الكلام قبل التعليق ، فمعذرة أخي.
2- أما قولي أن الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي فقد بين أخي عبد الرحيم السني ذلك فيما نقل فجزاخه الله خيرا[وليس عبد الرحمن كما قلت أنا سهوا].
3- شكرا على إثراء الموضوع بالنقولات و كذا النقاش المثمر، وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز [مجرد تذكرة].
4- سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة ؟
5- سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟ والله الموفق.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد،،،
أشكرك أخي على هذا التراجع بالنسبة لما أدعيته على الشيخ صالح حفظه الله ...ولكن لم تجاوبني من هو الشيخ الذي أخبرك أن هذا الكلام للمعترض لأن هذا الأمر يهمني جداً.
ولقد عجبت أخي من قولك "وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز" فأنا لم أهمز ولم ألمز فيك ولا في غيرك ولو بلفظة واحدة، وأظنك لم تقصد اللمز والهمز بمعناها الشرعي ولا اللغوي حتى، فلو رجعت إلى معنى اللمز والهمز في القرآن لتبين لك أن معناهما الذي يمشي بالغيبة والنميمة فعلاً وقولاً ، قال تعالى : ( هماز مشاء بنميم) قال ابن عباس في تفسيرها ( همزة لمزة، طعان معياب)، وكذا المعنى اللغوي يدور حول ما ذكرناه .
ولي ملاحظة بسيطة أنت قلت : "وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز" فالمز لا يكون إلا بالفعل أي باليد أو بالعين أو الإشارة ولا يكون باللفظ كما ذكرت.
قال الحافظ ابن كثيرٍ في تفسير سورة الهمزة : الهماز بالقول، واللماز بالفعل. وكذا نقله عن بعض المفسرين كالربيع بن أنس، وقتادة، ومجاهد.
وأما بالنسبة للأسئلة التالية:
4- سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة ؟
5- سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟

فالجواب عليها كالتالي:
جواب 4: أنت لا تؤمن بأن هذا الكلام للإمام الدارمي، هذا شيء، والشيء الآخر أنا لم أبحث في أصل ما نقلته هذه المسألة فماذا يفيدك جوابي ، وماذا تصب إليه من خلال سؤالك لي هذا السؤال ؟

جواب 5: لا يحضرني الآن من نقل الإجماع في صفة الهرولة غير الدارمي، ولكن كثير من أهل العلماء قديماً وحديثاً اعتبروا هذه صفة لله تعالى وكفى بالنقل عن هؤلاء الجم الغفير القول بالاتفاق أو الاجماع على هذه المسألة لاسيما أنه لا يذكر مخالف لهم ، ولو ذكر فخلافه غير معتبر البته لأن من قال أنها صفة قاله بناء على دليل صحيح عنده . ثم لو صح عندك ثبوت هذا الإجماع كما تدعي ألا يكفيك نقل إمام من الأئمة الاجماع على مسألة فلا تعتبره شيئاً ؟!

أبو عبد الله الخالدي
2008-06-02, 11:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً على هذا النقل المبارك .

أبو زرعة الرازي
2008-06-04, 07:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:

« وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة. فكل ما خرج من قول كن فهو حادث، وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم ».



وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.

الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)

أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.

أبو منصور التميمي
2008-06-06, 04:40 AM
جزاك الله خيراً يا أبا زرعة لبيانك الحق، وارجو ترك التعصب في النقاش وأن يكون علمياً بحتاً .

أبو زرعة الرازي
2008-06-06, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.

يرفع للتذكير!

وجزاك مثله يا أبا منصور وإن شاء الله لا يوجد أي تعصب في النقاش وإنما بيان الحق .

أبو زرعة الرازي
2008-06-07, 11:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.

يرفع حتى يراه صاحب المقال!!!!

أبو زرعة الرازي
2008-06-09, 05:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
يرفع للتذكير ولو اجاب عنه صاحبه الشيخ محمد الصميلي!! فهذا جيد.

محب الألباني
2010-11-09, 01:15 AM
قول الإمام الدارمي في هذه الصفات : ( قديمة ) ؛ لا يهفم كل عربي ذاق طعم العربية أنه يقصد بها أزلية ؛ هناك فرق بين أن يقول قديمة ، وبين أن يقول أزلية ؛ لأن كل قديم له ابتداء ؛ ولذلك نص أهل على أنه لا يجوز وصف الله تعالى بالقديم .
فإذا عرفنا هذا ؛ فلا إشكال في كلام الإمام الدارمي إطلاقا ؛ فتأمل منصفاً !!

محمد داود المصري
2010-11-15, 12:23 AM
افضل ما رأيت شرح شيخنا ابن عثيمين حيث قال رحمه الله : " أما قوله " وإن أتاني يمشى أتيه هرولة " فهذا أيضاً اختلف فيه العلماء هل هو على حقيقته أم لا ؟ فقيل إنه على حقيقته ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشى أما الله عز وجل فإننا لا نعرف كيفية مشيه ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه فيقابله إذا أتاه يمشي يقابله بهرولة ويقال ان الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولابد فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفة ما هرولة أو غير هرولة فإذا قال عن نفسه أتيته هرولة قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بأنه يأتي حقيقة ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة فإذا كان يأتي حقيقة لابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات فإذا أخبرنا بأنه يأتي هرولة قلنا آمنا بالله لكن كيف هذه الهرولة ؟ لا يجوز أن نكيفها ولا يجوز أن نتصورها هي فوق ما يتصور وفوق ما يتكلم به ولكن هذا القول يخص هذا الحكم بالعبادات التي يأتي إليها الإنسان مشياً وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائم في مكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها .
يقول هذا من باب التمثيل أي من أسرع إلى رضاي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعة أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات لأن الإنسان يسرع إلى العبادة إسراعاً بالبدن وأحياناً يسرع بالقلب فقط وهو ثابت في مكانه فالمهم أن لعلماء السلف في هذه المسالة قولين هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنا بعض العبادات إلا أنها تثبت بالقياس أو نقول إن هذا كناية عن أن فضل الله عز وجل أكثر من عمل العامل وكأن شيخ الإسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال ونؤيد هذا بأنه ليس جميع العبادات تحتاج إلى سعى ومشى وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون عشر العبادات الأخرى أي العبادات التي تحتاج إلى مشي قليل فكوننا نحمل الحديث على عموم العبادات ونجعل هذا من باب ضرب المثل وما زال الناس يضربون المثل في هذا يقول أنا إذا رأيتك تقبل على فسوف أعطيك بالخطوة خطوتين أو إذا أقبلت مشياً أقبل إليك مسرعاً أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون وهذا أسلوب عربي معروف وما زال إلى يومنا هذا ، وبهذا يزول إشكال الحديث إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيء واحد وهو العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية اهـ . وليس أحد القولين بدعة ولا مخالفا للإجماع .

ممدوح عبد الرحمن
2017-05-01, 01:36 PM
فى صفحه هذا الرابط كلام لشيخ الاسلام عن هذا الحديثhttp://islamport.com/l/mjl/7419/349.htm

أحمد القلي
2017-05-02, 08:35 PM
بارك الله فيكم جميعا , ووفقنا الى التقرب منه لتحصيل قربه و الى طاعته لبلوغ مرضاته

والكل قد ابتغى مقاربة الحق ولم يقصر في بلوغ الحقيقة والجميع ان شاء الله مأجورون مثابون .

واذا تأملنا لفظ الحديث القدسي المتفق عليه (وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "))

وهذا اللفظ اتفق على اخراجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة

ومن حديث أنس (وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً))

ومسلم قال (واذا أتاني يمشي) بدل (مشيا) ورواه عن أنس عن أبي هريرة

والرواية الثالثة تفرد بها مسلم عن أبي ذر الغفاري (وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً،))

واللفظ المشترك بين الروايات الثلاثة هو (أتيته هرولة )

ولا يخفى على متأمل مدقق أن الهرولة هي صفة للاتيان وليس صفة للرحمن

ولا يخفى على أحد ثبوت صفة الاتيان والمجيء للرب عزوجل , لكن أتيانه ومجيئه حين يذكر في النصوص انما يذكر مقيدا بزمن مخصوص أو في حالة خاصة
مثل قوله عزوجل (هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ..))
( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ )

فهذا اتيان يكون يوم القيامة
و كذلك (وجاء ربك والملك صفا صفا ))
وكذلك النزول يوصف به عزوجل مقيدا بزمن مخصوص الى مكان معين
فلا يقال ان الله تعالى ينزل , هكذا ويسكت بل يقال ان الله تبارك وتعالى ينزل اذا بقي الثلث الأخير من الليل الى السماء الدنيا كما ورد في لفظ الحديث
وعلى هذا فاذا وصف الله بهذه الصفة , كان ينبغي أن يوصف بها مقيدة مشروطة كما قيدت في الحديث بالشروط المذكورة فيه
فلم يقل الله عزوجل أني أهرول هكذا مطلقة غير مقيدة ولا مشروطة
ولا يقال ان لله عزوجل هرولة تليق بجلاله وعظمته , لكن يقال ان الله تعالى يأتي هرولة , وليس الى كل أحد بل لمن أتاه يمشي قاصدا قربه متزلفا اليه مبتغيا بعمله مرضاته

فهذا الفعل من الله تعالى القائم بنفسه عزوجل (أتيته هرولة ) انما ذكر في الحديث جوابا للشرط
(وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي))

فهنا شرط يجب تحققه كي يتحقق مشروطه , ولا يتحقق الجواب الا بتحقق وسبق الشرط
لذلك كانت هذه الصفة مقيدة بوجود هذا الفعل من العبد
و على هذا يمكن تخريج هذه الصفة على سبيل المقابلة , حيث لا يتحقق وجودها الا اذا وجد ما يقابلها من فعل العبد
ولا يبعد هذا المعنى عن مثيلاتها من الصفات المحكية على سبيل المجازاة والمقابلة
مثل (ويمكرون ويمكر الله ) , (يخادعون الله وهو خادعهم ) , (فيسخرون منهم سخر الله منهم )
((نسوا الله فنسيهم) , ((إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم)

فلا يصح أن نقول أن (الله يستهزئ ) ثم نسكت , أو أن الله يسخر أو يخادع هكذا على سبيل الاطلاق
لكن تذكر هذه الأفعال مقيدة كما ذكرت في النص على سبيل المقابلة والمجازاة لأفعال العباد

والله أعلم

أبو مالك المديني
2017-05-02, 11:45 PM
مختصر ما ذكر في كتاب: "أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين"
د. سليمان بن محمد الدبيخي :

- هل يوصف الله بالهرولة كما في حديث " أتيته هرولة " متفق عليه .

قيل: هذا مثل ضربه الله لكرمه على عبده، والمقصود أن من تقرب إلى الله بالأعمال تقرب الله إليه بالثواب والرحمة .
واختار هذا: ابن تيمية، وابن قتيبة.

وقيل: بإثبات صفة الهرولة وتكون صفة فعلية خبرية لظاهر النص، ورجحه الهروي، ومن المتأخرين اللجنة الدائمة وعلى رأسهم ابن باز ، وابن عثيمين ، رحم الله الجميع .

ص: 178 وما بعدها .

وإن تيسر لي أن أنقل بحثه كاملا - فهو مهم ونافع - تتمة للفائدة ، فعلتُ بإذن الله، والله الموفق لا رب سواه.

أحمد القلي
2017-05-03, 12:58 AM
وقيل: بإثبات صفة الهرولة وتكون صفة فعلية خبرية لظاهر النص، ورجحه الهروي،
بارك الله فيك
اثبات مثل هذه الصفة معناه أن نقول أن الله تعالى( يهرول ) هرولة تليق بجلاله , يتنزه عند فعلها عن مشابهة خلقه
وهذا لا يحتمله النص أبدا
لأن لفظ الهرولة انما وقع وصفا للاتيان كما هو ظاهر للعيان
(أتيته هرولة ) , أي أتيته على هذه الصفة ,
فمن أثبت هاته الصفة لزمه ألا يثبتها الا مقيدة بهذا التقييد
فلا يقول أن الله تعالى يهرول هكذا بالاطلاق , وانما يأتي هرولة لمن أتاه من عباده مشيا
فهكذا نصف ربنا كما في الخبر لا نتجاوزه ولا نزيد عليه ولا ننقص منه ولا نتأوله .
فاذا قيل ان غضب الله شديد أو عذاب الله شديد , فوصف الشدة انما يتوجه الى صفة الغضب , أو صفة العذاب والعقاب وليس الى الله تعالى .
وكذلك في الآية (شديد المحال )
فالمحال هو القوة في قول مجاهد
وقال غيره العقوبة أو الأخذ
فوصف الشدة راجع الى هاته القوة أو العقوبة أو المكر , فهو وصف لصفة من صفات الله تعالى وأفعاله
وقريب من هذا قوله عزوجل (ان أخذه أليم شديد)
أليم بمعنى مؤلم موجع , فالألم والشدة وصف لفعل الرب وهو الأخذ الخاص بالظالمين
وكذلك الهرولة هي وصف للاتيان

ممدوح عبد الرحمن
2017-05-03, 02:55 AM
مختصر ما ذكر في كتاب: "أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين"د. سليمان بن محمد الدبيخي :- هل يوصف الله بالهرولة كما في حديث " أتيته هرولة " متفق عليه .قيل: هذا مثل ضربه الله لكرمه على عبده، والمقصود أن من تقرب إلى الله بالأعمال تقرب الله إليه بالثواب والرحمة .واختار هذا: ابن تيمية، وابن قتيبة. وقيل: بإثبات صفة الهرولة وتكون صفة فعلية خبرية لظاهر النص، ورجحه الهروي، ومن المتأخرين اللجنة الدائمة وعلى رأسهم ابن باز ، وابن عثيمين ، رحم الله الجميع .ص: 178 وما بعدها .وإن تيسر لي أن أنقل بحثه كاملا - فهو مهم ونافع - تتمة للفائدة ، فعلتُ بإذن الله، والله الموفق لا رب سواه.كنت انتظر تعليقك (إبتسامه). لانى حاليا اقوم بجمع محصول النقول التى يحتج بها بعض الخلف على قتل عقيده السلف والاشاعره يحتجون بتفسير بعض السلف لهذا الحديث على التاويل فيلزمهم تاويل نصوص الرؤيه.

ممدوح عبد الرحمن
2017-05-26, 07:35 PM
http://waqfeya.com/book.php?bid=5413وهذا رابط الكتاب. واتمنى من اخوتى نسخ كلام صاحب الكتاب لمناقشته .